قصة انصهار قلب البارت التاسع9 بقلم فاطمة سلطان


قصة انصهار قلب
البارت التاسع9
بقلم فاطمة سلطان


يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلكِ حتى أدخُلَ في كتب التاريخِ وتُرفعَ من أجلي الراياتْ يا سيِّدتي.. لا تَضطربي مثلَ الطائرِ في زَمَن الأعيادْ لَن يتغيرَ شيءٌ منّي لن يتوقّفَ نهرُ الحبِّ عن الجريانْ لن يتوقف نَبضُ القلبِ عن الخفقانْ لن يتوقف حَجَلُ الشعرِ عن الطيرانْ حين يكون الحبُ كبيرًا والمحبوبة قمرًا لن يتحول هذا الحُبُّ لحزمَة قَشٍّ تأكلها النيرانْ يا سيِّدتي
#نزار_قباني
_________________________________________
كان يقف مع حمصه امام المخزن الذي سرق منه بعض الأجهزة لم يستطع السارق ان يكمل سرقته، حينما فاق أحد المصابين من الأمن واتصل بالشرطة وبلغ بما حدث، وهربوا حينما علموا ذلك بما استطاعوا ان يأخذوه ولكنهم الحقوا خسارة ليست بالقليلة 
خالد باستسلام للأمر الواقع بعدما جاءت الشرطة، كان يوجه حديثه الي حمصه
" احنا لازم نتصل بمصطفي "
أردف حمصه قائلا " انا شايف يا أستاذ خالد من الأفضل اننا نروح بيته يمكن اخوه هناك او نقولهم الاول قبل ما نتصل بيه "
_________________________________________
وبالفعل أستمع خالد لحديث حمصه وذهبوا الي بيت عائلة العدوي ورحبت بهم نجاح فهي تعتبر خالد ولدها وكذلك حمصه، وقع الخبر عليها كالصاعقة وجالسين فهي صدمت وحزنت هي وهمس فكل تلك الاموال او المعرض تعب زوجها لسنوات طويلة ومن بعده مصطفي، ولكنها بالنهاية حمدت ربها ان اولادها والجميع بخير فيهون كل شيء مادام لم يحدث شيئا لأحبائها واستقبلت هذا الخبر بنفسٍ راضية فهي تعلم ان كل هذه الاشياء اختبارات فمن المعروف عنها أنها امرأه حكيمة وتحافظ علي قضاء فروضها الخاصة بالعبادة وبكل شيء 
نجاح اخبرتهم بقرارها النهائي
" محدش  يقول لمصطفي حاجة كده كده هو ان شاء الله هيجي بسرعه ويشوف الموضوع  "
خالد برفض فيجب عليه ان يتواجد في هذا الظرف
-ازاي بس منقولش يا حجه ده في بلاغ دلوقتي و اتنين في المسشتفي وهو يعتبر صاحب كل حاجة
نجاح وهي مصممة علي ما قالته
- المخزن ده بعيد عن الحته فمحدش هيقوله لو انتم مقولتوش محدش هيعرف غيركم ويفكر يتصل بيه، بس المشكلة مش انهم يرجعوا بالسرعة دي، ابني جاي علي طريق سفر وانا اخاف عليه يجي بعد ما يسمع خبر زي ده والخسارة دي مش هتكون سهله عليه ولو قولنا تعالي مش هيغير حاجة كده كده هو مش هيغيب وهو كده كده عاملك توكيل
حمصه بتأييد لما قالته فالجميع يعلم ان الصدمة لن تكن سهلة او هينة علي مصطفي
-عندك حق يا حجه هو فعلا الاحسن اننا منقولش خبر زي ده هو قال يونين بالكتير وهيجي
خالد باقتناع
-عندكم حق فعلا انتم صح
_________________________________________
في الاسماعلية
وصلوا وصافحت زينة الكثير من الأقارب  منهم من كانت تكرهم، ومنهم من مِن تَكُنْ لَهُمْ القليل من الحب والاستلطاف ولكنها لم تجد ابن عمها الكبير( والد هشام وحسن )
كانت لا تشعر بمشاعر محددة معهم الا حينما صعدت الي شقتهما التي تتواجد في بيت العائلة، لم تستطع سوي ان تذرف دموعها فحينما خرجت من هذا البيت ومن هذه البلد، لم يكن في ظنها انها ستعود لها، وان عادت سيكون أخيها معها، فعجيب القدر وعجيبة هذه الدنيا ترفض الكثير من الاشياء وترسم الكثير من الخيالات ولكن دائما يخالف القدر توقعاتك ورُبما هناك حكمة لا نعلمها الا في وقت معين
جلس مصطفي علي الاريكة بينما تماسكت زينة وحاولت ألا تبكي وتحزن رحمة اكثر فأخذت تتجول في الشقة  وجدت بعض الاثاث القديم الذي تركوه ولم يأخذوه معهم الي القاهرة 
ولكنها وجدت كل شيء كان قد اخذوه هناك البديل له فلا تعلم متي فعلوا كل ذلك اشتروا أجهزة كهربائية بديله لما سافروا به، ووجدت الثلاجة  تحمل الكثير من الأطعمة والخضروات والعصائر واللحوم فالواقع لم يكن ينقصها شيء وكأن هناك أشخاص يقيموا في الشقة ولم يتركونها لما يقارب سبعة سنوات غير ان الشقة تم تنظيفها وترتيبها بعناية فاستغربت من كل هذا الدلال
رحمة باستغراب وهي تدخل المطبخ ووقفت بجانبها بعدما تجولت في الشقة أيضاً 
-هي القيامة هتقوم وله ايه
فأردفت زينة بسخرية وهي تغلق باب الثلاجة
- هي قامت خلاص
رحمة هزت رأسها موافقة لما قالته زينة
-فعلا وبنتحاسب
خرجت زينة هي ورحمة وكان مصطفي يتحدث في الهاتف فذهبت هي ورحمة حينما دق الباب  وجدوا نيرة زوجه حسن وفتاة اخري من العائلة ومعها طعام  واخبرتهم انه امر عمران فلابد انهم يشعروا بالجوع والتعب من السفر  ولن يستطيعوا فعل شيء الان ثم نزلوا
وجلست رحمة وزينة علي السفرة كانت زينة لا تشعر بأي شهية بينما رحمة كان عقلها مملوء بالكثير من الأفكار السينمائية او المجنونة حول الطعام فكانت اتصنع أنها تنتظر مصطفي
مصطفي وهو يتحدث مع والدته بغضبٍ مكتوم فهو يشعر بكم من الغضب الشديد فهو أمام الجميع الآن زوجته لم تنفذ كلمته وذهبت وتركت طفلها فمن يعرف أصل الحكاية حتي يري هذا الشيء طبيعي فبالتأكيد يشعر بالغضب وهذا أقل ما يصف شعوره وغير ذلك لا يعرف لها أصدقاء 
يعني ملقتيش رقم اختها مع اي حد يا ماما ولا اي حد من أصحابها
- ما انتَ عارف يا ابني البنت دي من ساعة ما خدت ورثها يجي من عشر سنين واحنا منعرفش عنها حاجة بعدين عرفنا من مراتك انها  اتجوزت، سيبك منها  هترجع كده كده وساعتها طلقها دي بني ادمه مكنتش اصبح ليك في الأول لكن كان اختيارك ده كفايا انها سابت ابنها
تنهد مصطفي بانزعاج من أن يلومه أحد فهل يظنون انه سعيد ؟ فهو يبعد كل البُعد عن السعادة ولا يعرف لها معني
- طيب يا ماما 
-  انتم عاملين ايه  
- تمام لسه واصلين من شوية   
- طيب خلي بالكم من  نفسكم وخلي بالك منهم دول ولايا  ومتشغلش بالك بأيتن هترجع غصب عنها جتها نيله والله الست اللي تسيب ابنها ملهاش ثمن بعيدا انها مشيت من غير ما تقول وزين كويس جدا نايم دلوقتي
- تمام يا ماما
بعد وقت من الحديث الروتيني الذي استطاعت نجاح من خلاله معرفة انه لم يعلم بأي شيء وان الوضع علي ما يرام، اغلق المكالمة وكان علي وشك ان يشرد ولكن انتبه لصوت رحمة فهي تقلق من الطعام ولكنها تجد ان من الذوق ان تناديه وتعلم ان زينة لن تفعل ذلك
- ابيه مصطفي الاكل علي السفرة
قام مصطفي وجلس امام زينة التي كانت تجلس عاقده ذراعيها وتُسلط بصرها علي الأطباق، خلع مصطفي ساعته وامسكك الملعقة وكان علي وشك ان يأكل، فأوقفته رحمة قائلة
-متاكلش !!
فنظر لها مصطفي مُستفهماً ونظرت لها زينة باستغراب أيضاً
-ليه ؟
رحمة أردفت بما جعل مصطفي يضحك بسخرية
-ما يمكن يكونوا حاطين حاجة في الأكل انا مش مطمنة
مصطفي اخذ معلقة من طبق الأرز الذي يتواجد أمامه قائلا بسخرية
-كلي يا رحمة هما مش مخلينا نيجي من القاهرة لهنا علشان يلبسوا نفسهم جريمة قتل لتلاته
زينة أردفت بخفوت وسخرية رُبما لم تكن تظن ان تلك النبرة الخافتة ستصل لمسمعه
-كلي يا رحمة مترعبيش نفسك هما مش بالغباء ده يا ماما وبعدين كنتِ سبتيه
دق الباب لتنهض رحمة تاركه إياهم، ليتحدث مصطفي بسخرية وانزعاج
- فعلا السم هيخلصك ويريحك
أهل هو أحمق ليظن ان مشاكلها ستنتهي ان مات، زينة أردفت بسخرية وابتسامة سخيفة
-فعلا والله بس لو مش هاكل معاك
مصطفي فأردف باستفزاز وسخافة أيضاً
-احسن والله علشان مش هتخلصي مني حتي وانا ميت هديكي لقب ارملة
زينة بغضب وقد برزت عروقها وحاولت ان تتحدث بنبرة منخفضة
-حاول بقدر الإمكان متعصبنيش علشان معملش  مشاكل هنا ولو الموضوع خلص واداني ورثي اوعدك اني احل من علي دماغك وحتي لو مختش حقي برضو هحل عنك بس فتره بسيطة
جاءت  رحمة لتقاطع حديثهم قبل أن يرد عليها ان اكثر شيء يصبره علي ما يحدث هو وجودها حتي وإن كانت ملكه بالاسم وأمام الجميع ولكنه علي الأقل يستطيع رؤيتها، قالت لهم رحمة بان الطارق احدي الفتيات تخبرهم بأنهم سينتظرونهم بعدما  يأخذوا قسطهم من الراحة . 
ليستكملوا طعامهم هناك من كان يأكل لآنه يشعر بالجوع وهناك من  يعبث بطعامه وليست لديه شهية، وهناك من ظن أن الطعام سيشغله او حتي سيقلل من غضبه
____________________________

في صباح اليوم التالي
في احد مراكز التجميل كان يجلس دكتور ( جلدية وحاصل علي دبلومات خاصة بالتجميل كان يعيش في أمريكا لمده سبع سنوات ) يُدعي وائل وهو في منتصف الثلاثينات من عمرة رجل وسيم شكلاً وفي اسلوبه وأيضًا يهتم بمظهره كثيرا فهو  مثال للأناقة
ارمل ولديه ابنه في الثامنة من عمرها، فكان يشرف علي اخر شيء وتأكد من وضع الاثاث والأجهزة بأكملها والتأكد من عملها بشكل مظبوط مع المندوبين  فاقترب الافتتاح فهو يشارك إيمان صاحبه شركات الأدوية ولكن الإدارة له وليست لها
دخلت مادونا المركز واخذت تتساءل عن مكان تواجده وحينما اخبرها أحد الاشخاص علي مكانه ذهبت له، فهو صديق او زميل لوالدها فعلمت بالصدقة ان زينة يجب عليها أن تتواجد اليوم في المقابلة فذهبت هي حتي تخبره بهذا الظرف ولا تضيع عليها تلك الوظيفة حتي تلتحق باخري افضل .
صافحته مادونا وكذلك هو ورحب بها حينما اعلنت عن هويتها
مادونا بابتسامة  " ازي حضرتك  يا دكتور "
وائل " الحمدلله يا مادونا نورتي السنتر "
مادونا " بنور حضرتك يعني ده مصر نورت اساسا بوجودك "
وائل أردف في نبرة متسائلة
-شكرا ليكي فين صاحبتك اللي والدك قالي عنها  ده كان استاذ ابراهيم  بيستقبل ناس مقدمه كتير لاكتر من وظيفة ومشي
مادونا بنبرة معتذرة " هو حصلت ليها حالة وفاة  فسافرت يومين عند اهلها فانا بعتذرلك يعني لو ينفع تستنوا يومين وله حاجة كمان علي المقابلة "
وائل بنبرة هادئة يحاول ان يشرح لها الوضع
- والله لولا والدك انا مكنتش ادخلت لأن استاذ ابراهيم ادري مني في الحاجات دي، بس دكتور جرجس فهمني انها بدور علي شغل بقالها فترة ، بصي انا هقول  لأستاذ ابراهيم ينتظر لغايت اخر الاسبوع بس متنسيش  ان السنتر هيفتح اول الشهر ولو اتاخرت عن كده انا مش هقدر اعطل الدنيا انا ليا شريكة وملتزمين بوقت يكون السنتر مش ناقص فيه سواء اجهزه، دكاترة او موظفين او أي حاجة
مادونا بامتنان " لا متقلقش هتيجي "
وائل " ان شاء الله  تشربي ايه بقا الكلام خدنا  "
مادونا بشكر  " لا لحضرتك انا اساسا رايحة الشغل، وبشكرك للمرة الاخيرة واوعدك انها هتيجي علي اخر الاسبوع  "
_________________________

في فيلا ايمان كانت تتحدث في الهاتف مع وائل
ايمان بتأكيد عليه " اول الشهر الافتتاح يا وائل كل حاجة تبقي تمام ان شاء الله انا مش بفهم اوي في موضوع التجميل ده زيك بس المشروع عجبني ولما صدقت انك رجعت من امريكا "
وائل " متقلقيش يا ايمان كل حاجة تمام "
- تمام اشوفك بكرا في عيد ميلاد رامي
- ان شاء الله .. مع السلامة
اغلقت ايمان وكانت ايتن تنزل علي الدرج حتي وصلت وجلست علي أحد المقاعد  فهي تشعر بالصداع الشديد
ايتن " دماغي مش قادرة "
-خدي مسكن
- لسه واخده مفعوله هيبان كمان شوية انا مخنوقة  اوي مش عارفة حاسة اني غلطت
ايمان أردفت بسخرية لاذعة
-اللي انا اعرفه انك كنتِ اطلقتي واخدتي  ابنك او سبتيه او كنتِ كملتي قعاد علي الاقل اسمك محددة موقف انتِ زيك زي الهربان
احمدي ربنا انه ميعرفش اصحابك انا مش عارفه انتِ really   بتفكري ازاي
-معرفش بقا حسيت بالغيرة
- والله انا مبقتش فهماكي وبقيت بحس انك بتألفي حتي معايا مش بتقولي الحقيقة يمكن انا فيا عيوب الدنيا كلها بس عمري ما كدبت او تصنعت موقف او خربت حياة اللي حواليا  انتِ بتحبيه ؟؟ وله  اتجوزتم علشان غلطتك معاه وله ايه بالظبط
- ايوه اتجوزنا علشان كده بس مع الوقت حبيته واضايقت هو مكنش قريب مني ولا عمره قربلي بعد جوازنا انا حسيت  بالغيرة من انه بيقل مني او دايما شايفني هواء قدامه فكرة اني مش بأثر فيه او حتي ليحس بناجيتي بأي حاجة بتحسسني اني وحشه
- انا مش عارفة اقولك ايه غير انك غبيه  انك سبتي البيت بالطريقة دي كأنك هربانه من مصيبة، انا مش فهماكي ومش حساكي بتقولي الحقيقة ولازم ترجعي حتي ترجعي علشان يطلق وترتبي حياتك من جديد
________________________________

في شقة رجب كان يجلس في غرفته، فهو فعاد اليوم وعلم بما حدث للمخزن وعلم ان التحريات مازالت مستمرة فكان حزين لما حدث ويحاول ان يفكر بعقله فيما حدث لعله يضل الي شيء ما
كانت همس في المرحاض بعدما انتهت من استحمامها ومن يومها الروتيني
فكانت تقف أمام  المرآة لاعنه غبائها وهي ترتدي بنطال و ( تيشيرت بحملات ) علي تلك الفكرة الغبية التي فعلتها في كتفها و لفت شال خفيف جداً يظهر كوشاح حتي تخفي كتفها
خرجت من المرحاض وتوجهت الي الغرفة فوجدت زوجها شارد فجلست امامه علي الفراش
-مالك يا رجب
-مفيش بفكر في اللي حصل
- لا مهوا مش هتقعدلي في الجيش وتجيلي تفكري بعقل ظابط شرطة حرام عليك زهرة شبابي
-مش وقت هزار يا همس
أردفت همس بنبرة عقلانية تماما نادراً ما تستخدمها رُبما هي شخصية مرحة مع الجميع حتي قبل زواجها كانت تخفف اي شيء علي أهلها لا تحب أبدا ان تري اي شخص حزين
- مش بهزر متحطش في دماغك، يعني انا عارفة ان اخوك أكيد  هيزعل واكيد خسرتم، و سواء لقوا الحاجة او لا،  قضاء اخف من قضا طول ما الانسان  بخير خلاص كل حاجة تتحل التفكير والزعل هيعملوا ايه يعني مش هيغيروا حاجة
رجب اعجبته كلماتها رغم بساطتها ولكنها تستطيع ان تدخل السرور علي قلبه حتي وإن لم تضف شيئا جديداً يكفي اسلوبها
-عندك حق، بس من امته العقل ده
ها قد عاد زوجها الحبيب الي أرض الواقع لتحاول أن تمرح معه
- من زمان اوي انتَ اللي مش مركز معايا، انا بقيت منتظمة في الصلاة وبقيت بروح دروس مع طنط نجاح في الجامع في الفقه وفي حاجات كتيره بص هتشوف همس مشفتهاش قبل كده خالص انا قررت اتحجب شوف بقا
رجب رفع حاجبه باستغراب
-Error يعني علي حد علمي انك محجبة من قبل ما اعرفك
همس تصنعت الجدية علي أكمل وجه
- انا محجبة برا البيت لكن انا ناويت والنية لله اتحجب جوا البيت كمان، رجب قولتلك هتشوف ادب واخلاق مشفتهوش قبل كده
- يخربيت ام مفاهيمك الغلط
-انا بستغرب معندكش طولة بال اومال ازاي انتَ في الجيش،  لو مبقتش محترمة  قدام جوزي هحترم نفسي قدام مين الغرب أحسن منك يشوفوا حجابي
رجب تحدث ساخراً ثم بنبرة متسائلة حينما لاحظ وشاحها اخيرا
-هو المفروض جوزك بالذات ميشوفش أخلاق وبعدين انتِ لابسة الشال ليه سقعانة وله خارجة لامواخذه
-هقولك بس وعد متتعصبش
قال رجب ساخراً فهو يعلم انها ستقول ما يجعله يفقد عقله
-اشجيني يا همس
همس أردفت بمرح
-بص هشرحلك من الاول انا قولت يا بت يا همس امك بقت كويسة الحمدلله
- الحمدلله ياستي ربنا يخليها
-اللهم امين
-  فقولت بقا  يا همس لازم تدلعي جوزك كدا كوني انثي؛ وسيبك من الأحداث السلبية
-كل ده علشان اجابة سؤالي ياشيخة يارتني ما سالت
وبعدين هي الدلع تلبسي شال انتِ واضح انك محتاجة ظبط زوايا مخك علشان بتفهمي الدنيا غلط
لوت شفتيها بضيق ثم أردفت قائله
- متقاطعنيش  انا جيالك في الكلام، رحت البيوتي سنتر لقيت واحده عمالة ترسم للبنات حنة ومن المعروف خيالات الفتيات والستات الغير صحيحة اني اكتب اسم جوزي علي كتفي علي كرشي علي مناخير امي او علي قورتي اي نيلة علي رقبتي علي قفا امي، فقولت انا لازم اعمل معاهدة صلح مع اسمك
-هو مش انتِ عندك حساسية
-ما شاء الله عليك اهو ده بالظبط اللي انا قولته والبت فضلت تغريني وانا زيي زي اي انثي قولت هيحصل ايه لو كتبت اسمك علي كتفي  وهي قالتلي مفيهاش اكسجين يا انسة
-احيه  انسة ؟؟؟ هي قالتلك يا انسة ؟؟
- اه قالتلي انسة
- بصي انا مش هتعصب خالص ولا هتنرفز يعني هو انتِ هتروحي تكتبي اسم زفت رجب علي كتف امك ليه لو انسه
- انتَ بتركز علي تفاهات دي بتقول لأمي انسه مش حوار وبعدين انتَ سبت كل حاجة وسبت حكايتي
- كملي علشان لما اشتم يبقي مره واحده
-المهم حسيت قولت خلاص يا همس مفيهاش اكسجين مش هيحصل حاجة يعني اغامر كله من اجل اسم الغالي واحسسه اني انثي
-هو الضمان انك انثي تكتبي اسمي ؟؟؟  بصي حطي العنوان ورقم بطاقتي ضمان اكتر
-ما علينا انك بتسخر من تفكيري رسمتها من هنا وعينك ما تشوف الا النور والله يا رجب
زاحت الشال وأشارت علي كتفها
- بص لعنه اسمك ده اتحفر علي جلدي مش اكتب
- يخربيت غبائك ده مش أكسجين دى ميه نار
- هي قالتلي اني حساسة ان مفيهاش اكسجين والبنات مشيوا يلعبوا بأيديهم ورجليهم الا مراتك يا غالي نحس
-مدام عندك حساسية ليه الغباء
همس بغرور مصتنع " طب بذمتك ودينك مش حاسس ان كتفي وهو ملتهب كده في إغراء "
أردف ساخرا " ابدا "
-هي دي شكرا اللي بتقولها بعد اللي حصلي انا وكتفي علشان خاطر اسمك
-اللي عملتيه ده عك أساسا
همس غضبت وكأن ملامحها تبدلت الي الحزن في دقيقه فقامت واحتضنته، فحضنها رجب بتلقائية فظن انها حزنت بسببه  
- مالك، خلاص ياستي تجربة وفشلت يعني في مصايب وسرقة هنزعل علشان كتفك
همس بمرح وهي تحاوط عنقه فهي تأكدت انها محت الحزن والتفكير منه فلها طريقة تستطيع بها ان تدخلك في دوامات لتُنسيك حزنك
-اتحرش بيا يا رجب انا دافعه اربعين جنية واجعين قلبي اكتر من التهاب كتفي انا مش تافهة علشان احزن علي كتفي وسط كل المصايب دي بس سرقه وفلوس علي الأرض ،  اتحرش بيا حلل الفلوس
لا ندري كم من الوقت ضحك رجب ما يكفيه لسنوات عديدة فهي دائما أبعد من تفكيره فوالله عشقها رغم انه ليست من اختياره في البداية، عشقها رغم انهم لم يمروا بقصة حب قبل زواجهم يستطيعوا الحديث بها، فقط ما ينقصه طفل منها ليصبح لديه طفلان فهي زوجته، حبيبته، شقيقته، طفلته وصديقته
___________________________________

كانت زينة تجلس في شقتها تحديداً علي الأرض بجانب الأريكة، فبعد انتهاء العزاء لا تعلم لما تشعر بالحزن الشديد اكثر من وقت وفاته وكأنه مات البارحة
تركت رحمة والجميع في الاسفل ولكن كان هناك عيون تراقبها وهي تصعد او لاحظ غيابها، صعد مصطفي وفتح الباب فلم تكن أغلقته بالكامل، فدخل وجلس بجانبها علي الأرض 
مصطفي بنبرة حانية  " ايه اللي طلعك "
زينة مازالت دموعها تأخذ مجراها في التساقط
" عايزة اعيط لوحدي وله ده حرام كمان "
مصطفي مُقدراً لما تشعر به " مش حرام  " 
زينة بوجعٍ شديد وتتغلب عليها عاطفتها 
- انا موجوعه اوي حاسه انه مات امبارح مش من شهرين كأني اتلهيت بعد موته في الشقة وفي علاج رحمة كأن مكنش عندي وقت أحزن عليه عماله افتكر ذكريات عجيبه وقديمة اوي
مصطفي بانزعاج فاصعب شيء قد يحدث لاي شخص هو فقدان عزيز عليه فهو يعلم هذا الشعور جيداً حينما فقد والده
- ربنا يرحمه يا زينة ادعيله
زينة بحزن شديد 
-  يارب وبجعل مثواه الجنة، اللي مضايقني ولا عمري عملت  حاجة فرحته بيها  سواء اني اجيب مجموع في الثانوية او ....
وفجاءه عاد لها عقلها فكان قلبها يعبر عن حزنه ولكن نظرت له بصدمة حينما ركزت مع مَنْ تُفْتَح قَلْبُهَا وَلِمَن تَشَكِّي هُمُومَهَا
- انتَ بتتكلم معايا ليه أساسا  ؟
مصطفي ساخراً فعلي ما يبدو انها كانت فاقده الوعي
-  هو انتِ صحيتي دلوقتي وله ايه انا بقالي شوية علي فكرة صباح الخير
صمتت فكانت عاطفتها وحزنها مُسيطرين عليها تريد التحدث فقط وإخراج ما تكنه في قلبها ولكن الان انتبه عقلها لما تفعله فحاولت مسح دموعها بأناملها
- انتَ ايه اللي طلعك
مصطفي بتلقائية  " لقيتك اختفيتي بعد ما العزاء خلص ورحمة بس هي  اللي قاعدة مع قرايبك فقولت هتلاقيكي بتعيطي ان في حاجة فطلعت اشوفك مالك "
زينة بانزعاج وسخرية فهل سيقنعها أنه يحبها ويخاف عليها من البكاء فلم يجعلها أحد تبكي مثله ولم يؤلمها قلبها الا بسببه فهو سبب ألمها
- حقيقي احلي حاجة فيك حبك انك متنزلش دموعي او تكون سبب فيها النقطة دي بتريحني جدا جدا فوق ما تتصور
مصطفي باحراج ويعلم ان هذا الشيء لن يكن خيراً مجادلته في هذه الأوضاع
-  زينة بلاش تقولي حاجات في وقت غضب مدام معندكيش قدره انك تسمعيني وانا مكنتش بتسلي ولا كل اللي هي قالته ده انتِ بتتكلمي ومش مدياني فرصة ...
زينة قاطعته قائله " ولا هديك فرصه،  مصطفي انا جيت  هنا فرشولي الارض ورد ومش حاسه براحه مهما عملوا  !!!!!
انا مبشوفش  غير القديم الثقه راحت بيني وبينهم مهما عملوا انا مش بفتكر غير القديم وذلهم لينا واحنا أصحاب حق ومعاتبتش حد تفتكر ليه؟؟؟
لانهم مبقاش فارقين معايا  "
مصطفي فهم مغزي كلماتها
وكذلك انا يعني ده اللي انتِ عايزه تقوليه ؟  "
زينة بوجع " اه ده اللي انا عايزه اقوله "
أردف مصطفي قائلا بنبرة تحمل الكثير من الغضب المكتوم فتعب من الضغط علي أعصابه فجميعنا نخطئ سواء كان ذلك الخطأ كبيراً او صغيراً لا يوجعنا سوي المواجهه به
- انا عارف اني كلمة غلطان دي قليله علي اللي عملته
انا عمري ما خنت حد في اي حاجة في حياتي !!
ويوم ما اخون مكنتش اتمني اخونك انتِ اصل مينفعش اخون قلب انا حبيته اكتر من نفسي انا عمري ما مشيت معاها  كان يوم ...
زينة قاطعته وهي تضع يديها علي اذنيها حتي لا تسمع المزيد فوالله يؤلمها اكثر
- متكملش يا مصطفي وتوجعني اكتر انا مش عايزه اعرف سواء غلطه واحده سواء كنت بتمشي معاها النتيجة واحده افكرك بالرسالة كل شيء نصيب !!!
انا مش باقيه عليك علشان اعرف او معرفة الحقيقة مش هتغير شيء انا ليا النتيجة اللي عمرها ما هتتغير
انا عمري ما هسامحك علي اللي عملته فيا، انتَ عارف انا حبيتك خمس سنين ما يوم ما دخلت الشارع وشوفتك وكنت كل ما بكبر انا بحبك اكتر بس والله العظيم قد الحب اللي حبتهولك سواء تعرفه او متعرفهوش جرحي منك اكبر وأعمق  من الحب اللي حبتهولك في يوم أضعاف أضعاف الخيانة يوم صدقني مش هتفرق كتير انك تخوني لشهور ولسنين عمري ما هحس بالامان معاك تاني مهما عملت
تردد كثيرا مصطفي في فعلها ولكنة رفع يديه ليمسك ذقنها وجعلها تنظر له وينظر في عيونها رُبما هو اناني في حب تلك العيون
- انا غلطان وخاين وعملت كل شيء غلط 
بس لو مبتحسيش الامان معايا مكنتش هتكوني ممعايا دلوقتي ولا حتي وافقتي تيجي بيتي
نظرت في عينيه لم تستطع الإستمرار لاكثر من ثواني انزلت يده بغضب وتحدثت بنبرة غاضبة اكثر من كونها مُرتبكة
- متقارنش اني اتجبرت وبعدين انا يوم ما وافقت ادخل بيتك دخلت علشان طنط نجاح وعلشان اخوك وده مش معناه اني بحس بالامان معاك ولا زفت  وقولتلك  متلمسنيش تاني !!!!
وخلاص مادونا جابتلي شغل وهنطلق قريب جدا  وهبعد عنك خالص انا من الاول غلطت وخليتك تفهمني غلط وتفتكر نفسك صح وانا غلطانه فعلا اني وافقت علي اني افضل معاك بأي صفة ووافقت ان يتكتب كتابنا
أردف مصطفي بهدوء
- عمري ما فهمتك غلط ولاعمري حسيت غير انك اكتر حاجة صح في حياتي والباقي كله كان غلط
- متنرفزنيش هو استفزاز وخلاص !!!
روح دور علي مراتك وله اقولك اتصل اطمن علي ابنك 
- زين !!
- مش مشكلتي اسمه ايه هو ابنك بس اقولك حاجة زين ابن ايتن هيبقي احسن 
- لو احسن بالنسبالك خلاص 
أردفت قائله بنبرة منزعجة
- مش هتفرق كتير احسن بالنسبالي وله لا المهم انها الحقيقة !!
أردف مصطفي قائلاً ليُنهي الحوار فهي لا تسمعه ولا هو سينفعه الحديث سوي ان يؤلمهم اكتر
-  عمك هيتكلم معاكي بكرا علي انفراد، احنا اتكلمنا تحت شوية لوحدنا بس مقالش حلجة صريحه بس  بعد بكره بالكتير هنرجع
قالتها بنبرة ساخرة
- طيب،  تلاقيك مستعجل علشان ابنك وحشك 
أردف بكلمة ذات معني
- فعلا وحشني يا زينة بس علي الاقل عارف اني لما اروح او مهما بعدت هرجعله، المشكلة في اللي هما واحشينك وهما جنبك مش بعاد 
قامت زينة وتركته فاما ستخنقه ويدفعها لقتله، أما سيخنقها بكلماته فقالت بخفوت ظنت انه غير مسموع
- وحشك عفريت يا شيخ هما حوالينا برضو تباقيهم قاعدين جنبه
ثم اكملت حديثها " انا نازلة اشوف رحمة ايه اخبارها"
فانقطع التيار الكهربي فجاءه قبل ان تذهب الي الباب
قال بسخريه
- سمعوكي

                     البارت العاشر من هنا 

تعليقات