قصة انصهار قلب البارت الثالث عشر13بقلم فاطمة سلطان


قصة انصهار قلب
البارت الثالث عشر13 
بقلم فاطمة سلطان


#نزار_قباني
أحبك.. لا أدري حدود محبتي.. طباعي أعاصير.. وعواطفي سيل.. وأعرف أني متعب ياصديقتي.. وأعرف أني أهوج.. أنني طفل.. أحب بأعصابي، أحب بريشي.. أحب بكلي.. لا أعتدال، ولا عقل.
____________________________
في بيت عائلة العدوي
نزلت ايتن علي الدرج وهي تحمل زين تغيرت ملامحها ونبرتها أشياء كثيرة تذكرتها وندمت عليها اشياء كثيرة اذا عاد الزمن لن تفعلها مرة اخري ولكن أبسط حل لديها ان تتركه فإذا احببتُ شخص ووجودك اصبح جحيمه فيجب أن تتركه
مصطلح الندم أقل بكثير من وصف ما تمر به، ولكن لا شيء تستطيع ان تصله او تغيره وإذا حاولت سيكون الهلاك مصير الجميع، وكفي انها شوهت سمعتها ايضا امام زينة ورُبما اذا كانت امرأة اخري غير زينة لأخبرت الجميع
دقت باب شقة نجاح لتفتح لها همس الباب
همس بنبرة هادئة ممزوجة بالاستغراب حينما نظرت علي حقائبها فلم يتوقع أحد انها ستستسلم بهذه السهولة
-ايتن !! اتفضلي
تركت ايتن حقيبتها في الخارج وحينما دخلت وضعت طفلها علي الاريكة التي تجلس نجاح عليها، فعلي ما يبدو انه نائم وساكن تماما، امسكت ايتن يد نجاح وقبلتها
ايتن بنبرة هادئة وملامح باهتة يستطيع اي شخص ملاحظتها
-اشوف وشكم بخير
همس بتساؤل " انتِ رايحة فين كده "
ايتن بتفسير " انا رايحة اقعد عند واحدة صاحبتي لفترة كده هي عايشة لوحدها لغايت ما اظبط اموري "
نجاح بحيرة فهي تعلم انه من الافضل ذهابها فلم يكن يوماً زواجهما خير علي ابنها او عليها وفي نفس الوقت لا تريد ان تتركها فهي تعلم ان رغم طباعها السيئة الا انها وحيدة
-خليكي يا بنتي انا مش عارفة اقولك ايه بصراحة، انا مش هاين عليا اسيبك
ايتن بهدوء " مفيش نصيب لحد كده، مصطفي سايب البيت بسببي واكيد مش هيرجع طول ما انا موجوده "
همس بقلق لا تعلم لما لاول مره تشعر بالشفقة تجاها ولكن كانت ملامحها غير
-طيب ايه اللي يوديكي تقعدي عند واحدة صاحبتك يعني مش شقة والدك موجودة
ايتن لا تدري هل هي تتحدث بعقلانية او ندم شديد وخوفٍ
-انا مش حابه اقعد لوحدي قولوا لمصطفي لما يرجع اني هكون عند صاحبتي وهو عارف مكان بيته علشان نطلق رسمي وخليه يرجع يقدر يرجع لزينة ويعيش حياته من تاني يعني الدنيا مش بتقف
نجاح لا تعلم لما حديثها رغم انه يؤلم قلبها إلا انها لم تكن تلك الكلمات تترك اثرٍ طيب بها وتقلقها
-هنا بيت عمك يا ايتن يعني اهلك قبل اي حاجة وصدقيني مصطفي مش ..
ايتن قاطعتها وهي تجاهد حتي لا تخضع دموعها لما تكنه
-كده افضل صدقيني قعادي هنا مشاكل اكتر انا اسفر ليكم كلكم ولو زعلت حد فيكم اسفة وقولي لمصطفي ياريت نتكلم تاني في موضوع زين كلميه انتِ من الافضل يكون معايا انا حتي لغايت لما يجبر ولأن انتم مش مجبرين تشيلوا همه سواء انتِ او همس وتقعدوا بيه
اردفت نجاح قائلة لهمس بنبرة ذات معني وقد فهمتها همس بأن تتركهما بمفردهما
" همس ادخلي شوفي الاكل ايه اخباره "
همس " تمام يا ماما "
ذهبت ايتن وقامت نجاح بعد ان طلبت من ايتن انتظارها وألا تذهب، دخلت نجاح غرفتها وبعد ثلاثة او أربعة دقائق تقريبا خرجت وهي تحمل ظرف به مبلغ من المال
- خدي دول يا ايتن خليهم معاكي
رفضت ايتن في البداية ولكنها وافقت مع إصرار نجاح وقبلت زين ثم ذهبت سريعاً ولم تضع اي ترتيبات وحاولت الا يعلم خالد شيئا عن فعلتها فهو سيجن اذا علم انها تترك الفرصة سانحة لمصطفي وزينة تماماً فبذهابها من المنزل قد تكون فرصة للآخرين
________________________________
في صيدلية والد خالد ، التي بات خالد يعمل بها أغلبية الوقت ويترك المعرض بأمانة حمصة ورجلٍ آخر اغلبية الوقت
دخلت زينة من باب الصيدلية وهي تشعر بالغضب الشديد وتكتمه
خالد بدهشة " زينة ؟؟؟ "
زينة " السلام عليكم يا خالد "
خالد " وعليكم السلام يا زينة في ايه ألف سلامة محتاجة حاجة وله حد تعبان ؟؟ "
زينة " لا مش عايزة حاجة "
خالد " لو جاية تسألي عن مصطفي انا معرفش حاجة ولو في حاجة محتاجة أساعدك.... "
قاطعته بحدة " والله انا مش جاية اسالك علي جوزي انا جاية عشان حاجة تانية "
خالد بنبرة حاول جعلها هادئة بقدر الإمكان فهي تغضبه بنبرتها المستفزة
" خير يا زينة جاية ليه ؟؟؟ "
زينة بنبرة حادة فحينما علمت من همس في الصباح التي حذرتها فهي لا تشك بخالد ولكن علي الأقل تعلم ان رحمة في مرحلة مهمة في حياتها وظروف مختلفة تماماً ولا تريدها ان تعيش خيالات مراهقة ولكنها حينما اخبرت زينة قد اشعلتها غضباً فهي لا ترتاح له ابدأ ولم تستطع ان تتحدث مع رحمة في اي شيء وهي ذاهبة الي المدرسة فليكن الحديث معها في وقتٍ اخر
-ممكن ملكش دعوة برحمة
خالد بانزعاج وبنبرة مُنفعلة
-انا عايز افهم انتِ بتكلميني بالطريقة دي ليه ؟؟؟؟ انا عملت ايه مش فاهم ؟ 
كادت ان تجيبه ليستكمل حديثة قائلاً
-اااااه لو قصدك اني وصلتها فانا لقيتها جاية من المدرسة باين انها مش قادرة تمشي وعارف ظروف رجلها وكان معاها صاحبتها وصلتها معتقدش اني عملت حاجة غير كده انا غلطان علشان بقدر ظروفكم وبحاول أساعدكم من ساعة ما اتجبرتي تكتبي كتب كتابك بسبب ...
زينة بسخرية وغضب حاولت كتمه
-انا عايزة افهم انتَ بتتكلم بحرية معايا ليه وانتَ مالك أساسا بظروفي وايه اتجبرت علي كتب كتابي دي جبتها منين وله مين اللي اداك الحق لكده علشان تجيلك الجراءة انك تقول مجبورة
خالد بسخرية فهو لم يستطع ان يصمت
-مش دي الحقيقة وله انا قولت حاجة تانية أن كل الموضوع ده شكليات ...
زينة قاطعته بصدمة من جراءته وتدخله فيما لا يعنيه
-شكليات مش شكليات انتَ ملكش فيه ولا شيء يخصك علشان تتكلم فيه
خالد حاول ان يصلح ما فعله
-محدش اداني حقوق انا مقصدش التدخل بس ده شيء واضح انه
زينة قاطعته قائله
-مش علشان صاحب مصطفي تجيلك الجراءة تتكلم في اللي ملكش فيه لأنك مش بقيه اهلي ، ملكش دعوة برحمة متوصلهاش شوفت اي حاجة حصلت ليها لو ايه اللي حصل ملكش دعوة
خالد بغضب شديد
- ياريت تتكلمي بأسلوب احسن من كده وانتِ مكبره الموضوع مرتين بالصدفة وصلتها هي وصاحبتها فبدل ما تمشي وهي تعبانة او يضايقهم حد زي ما بنسمع الصيع كتير
زينة بانزعاج ونبرة حازمة
- بص من يوم ما دخلت الشارع ده من سبع سنين وانا مبرتحلكش من غير سبب ، فابعد عن رحمة لان قسما بالله لو في نيتك اي حاجة من ناحيتها انا مش هتردد في لحظة اني اقتلك رحمة خط أحمر
خالد بانزعاج شديد بسبب كشفها لمخططاته وكلماتها الحادة
-انتِ واحدة ست فمش هرد عليكي وعلشان عامل خاطر لمصطفي
رحمة دي اختي الصغيرة وانتِ تفكيرك رايح لبعيد، انا حبيت اساعدكم وبس وانتِ مشوفتيش مني حاجة علشان تظني فيا ظن وحش
زينة بنبرة جامدة
-معملتش حاجة ومبرتحلكش انا حره، ابعد عن رحمة لو شوفتها في الشارع متسلمش عليها حتي وانا محدش يقدر يعمل معايا حاجة بمصطفي ومن غير مصطفي متقدرش تعمل حاجة
دخل حمصة الي الصيدلية وجد زينة فاستغرب والقي عليها التحية فلم يكن يعلم بوجودها
حمصه " ازيك يا مجدان زينة "
زينة بنبرة جادة وهي تلقي بصرها علي خالد
-انا تمام ، انا ماشيه ولأخر مره بقولها ملكش دعوة برحمة
خالد بانزعاج " خليك شاهد يا حمصة علشان انا هقول لمصطفي علي كل كلمة قولتيها في حقي علي فكرة "
زينة بسخرية " خوفت حقيقي !!! رحمة بنت اخويا انا وانا اللي اقول ايه اللي ينفع ليها وايه اللي مينفعش ولا مصطفي ولا حد تاني ليه حق التدخل في مصلحتها ويعاقب اي حد يفكر يبصلها "
حمصة حاول ان يكون فكرة عن الموضوع ولكنه أردف قائلا
-هو استاذ مصطفي رجع ؟؟
زينة " لا بس بتسأل ليه "
حمصة بتفسير لما حدث
-اصل الصبح بعت رساله وقالي انه خد كل حاجة في المخزن بليل وانا استغربت انه عمل كده يعني تحديداً انه بقاله فترة مختفي فانا قلقان ومش مطمن
زينة أردفت قائله بنبرة مستغربة بينما خالد كان يقف مذهولاً مما تفوه به حمصة فلم يخبرة مصطفي باي شيء ولم يتصل به
-مصطفي كويس يعني محدش خطفه مثلا وهو حر يعمل اللي عاوز في املاكه "
ثم عادت الي المنزل وحاولت ان تنصح رحمة وتفهمها بان ليس الجميع اصحاب نيه حسنة وحدثتها باللين فهي تعلم أن رحمة لم يكن في نفسها شيء ولم تفعل شيء خاطئ ولكنها تعلم ان خالد ليس بهين ولا ترتاح له ابدا
___________________________________
في بيت ايمان
كانت ايتن جالسة علي الاريكة، والدموع تنهمر من عينيها فكانت منهارة تماما هذه المره لا تحكي شيء فقط تبكي منذ ان جاءت ايمان من عملها
أردفت ايمان بنبرة مستغربة
- ايتن انا من ساعة ما جيت من الشغل وأنتِ بتعيطي ومش عايزة تتكلمي ممكن تفهميني بقا مالك
ايتن حاولت مسح دموعها
- انا عارفة اني متقله عليكي بس انا مليش حد ومكنتش حابه اروح اقعد لوحدي
ايمان بنبرة حانية فهي اكثر شخص وحيد
- أنتِ عبيطة يا ايتن انا مبقولش كده علشان الكلام ده انا قصدي اهدي شوية وفهميني ايه اللي حصل وبعدين انا اساسا بفرح لما حد بيجي يقعد معايا بدل قعدتي لوحدي
ايتن اخبرتها بان مصطفي قد طلقها فلم تستغرب ايمان كثيرا فلم تكن تظن ان هناك شخص سيسامح بسبب ما فعلته سواء اعتراضها بغلطتها معه امام زينة او تركها لابنها .... والخ، فكان شيء متوقع ولكنها حاولت التهوين عليها
- خلاص يا ايتن يعني طلاقكم كان افضل يا حبيبتي يعني انتم غلطتم وهو صلح غلطته فمكنش ينفع تعيشوا العمر كله الاسم متجوزين وكل واحد منكم في ناحيه تانيه غير التاني الافضل كل واحد يشوف حياته، بس انا مش فاهمة هو جه عمل مشكلة هنا مع الامن واتخانق معاكي وخدك علشان يطلقك في بيته بعد كام يوم ؟ اومال خدك ليه اساسا
ايتن باحراج وحاولت ان تصحح مفهوم ايمان " مصطفي مجاش المره اللي فاتت، اللي جه ده خالد "
ايمان أردفت باستغراب " خالد مين ؟ "
ايتن بنبرة مهتزة " خالد صاحب مصطفي "
ايمان بعدم فهم " ازاي يعني وصاحبه يتخانق معاكي بالشكل ده وفرج عليكي الخدامين كلها ومشيتي معاه بمناسبه ايه مخلتيش الامن يمشيه برا ليه وازاي قولتلهم يسيبوه انا اتوقعت انه مصطفي مين خالد وايه علاقته بجوزك وازاي سكتي علي حاجة زي دي ايه اللي بينك وبينه اساسا يديه الحق لكده "
ايتن " ممكن نتكلم بعدين يا ايمان ارجوكي والله انا مش قادره اتكلم ومكنتش اقدر امنعه "
ايمان " ليه يعني انام ش فاهمة ايتن فهميني في ايه علشان اقدر اساعدك حتي يعني انا بعتبرك اخت ودايما بيتي مفتوح ليكي بس المفروض تفهميني أنتِ موقعه نفسك في ايه "
ايتن " انا هحكيلك علي كل حاجة يمكن ارتاح "
__________________________________
في صباح اليوم التالي
ذهبت زينة مرة اخري الي المركز فهي لا تريد ان تحرج صديقتها وقابلت ابراهيم وقابلها المقابلة المعتادة واخبرها بالقبول فلم تكن وظيفتها تحتاج لشروط تعجيزية او مؤهلات معينه وجاء وائل وهو معه ابنته التي كانت توزع عليهم شيكولاته واعطت زينة ايضا والجميع ببهجه فكانت طفلة لذيذة جدا ومشاكسة مع الجميع
ابراهيم وهو يجلس علي مكتبة وامامه زينة
- انسه مريم واضح انها متوصيه بينا النهاردة
وائل بنبرة هادئة ولاحظ وجود زينة
- ابدا يا سيدي المدرسة كانت عاملة حفل تكريم للمدرسين فهي طبعا حبت تيجي وتخرج علي اساس ان كده خروجة
ابراهيم " لا مريم تنورنا في اي وقت "
مريم " شكرا يا عمو "
زينة وهي توجه حديثها الي ابراهيم " والله انا متشكرة لحضرتك جدا انك استحملت اسئلتي لو خلاص خلصنا اقدر امشي ؟ "
ابراهيم بابتسامة هادئة " مفيش داعي للشكر وان شاء الله تنبسطي معانا ويكون الشغل هنا ممتع اكتر من كونه شغل غير انك هتتعرفي علي ناس جديدة وزمايل وناس كتير هتلاقي الكل متواجد وقت الافتتاح "
زينة " ان شاءالله "
نهضت زينة ونظرت الي وائل وتحدثت باعتذار
- دكتور وائل انا اسفة لحضرتك علي سوء التفاهم اللي حصل المرة اللي فاتت
وائل بهدوء " والله هو مفيش داعي للاعتذار انا كنت بكلمك كنصيحة يعني ان لازم تفصلي بين حياتك وبين شغلك لان ساعات كتيرة الشغل بينسينا مشاكلنا لو مشاكلنا اثرت علي الشغل او علي اعصابنا لازم نراجع نفسنا يمكن انا مقولتهاش بالطريقة المناسبة بس اكيد مكنش قصدي انك غير مسؤولة او انك متجيش خالص علشان كده اتصلت بدكتور جرجس "
زينة " اوعدك ان مش هيحصل حاجة زي دي تاني اتمني لحضرتك التوفيق .. مع السلامة "
وائل " ان شاء الله لينا كلنا نجاح او فشل اي حاجة بيبقي مسؤول عنه من اول شخص لغايت اصغر شخص"
كانت علي وشك الذهاب فاستوقفتها مريم قائلة
- انا اديتك شيكولاته ومسلمتيش عليا وسلمتي عليهم هما أنتِ مش شيفاني ؟
زينة بابتسامة علي مشاكستها فأردف ابراهيم قائلا
- دكتور وائل انا حاسس ان في ذل في الموضوع
وائل بمرح " اوعي تفهم مريم غلط "
زينة انخفضت لمستواها وقبلت وجنتيها " اسفة والله يا مريم أنتِ عندك حق مع السلامة ان شاء الله اشوفك تاني يا قمر "
وائل " صاحبتك مادونا مش ناوية تيجي معانا "
زينة بابتسامة " والله هي مبسوطه في شغلها "
وائل " اصلنا محتاجين خريجين علوم وعندهم خبرة في مجال التحاليل ..... "
خرجت زينة وهي تتنفس الصعداء فعلي ما يبدو ستضحك لها الدنيا في وسط جديد وخطوه جديدة في حياتها وتنظر لحياتها بنظره اخري وتريد تطوير ذاتها التي اهملتها
رن هاتفها معلنا عن اتصال من مصطفي
فاجابت عليه " اهلا "
مصطفي بنبرة هادئة ومشرقة ومختلف عن التي كان يتحدث بها معها حينما قابلته اخر مرة
- عملتي ايه النهاردة في الشغل
زينة باستغراب " عرفت منين اني رحت الشغل اساسا "
مصطفي بنبرة هادئة
- لسه قافل مع ماما وقالتلي
زينة " طب كويس يا مصطفي انك حنيت واتصلت بيها وطمنتها عليك امته هترجع ؟ "
مصطفي " والله مش عايز الغرور ياخدني وافتكر اني وحشتك "
زينة بسخرية لتهتف بما هو عكس الحقيقة تماما وعكس مشاعرها المتناقضة
- فعلا والله مش لاقيه حد ينرفزني او يضايقني مش لاقيه حد اعمل معاه مشاكل
مصطفي بلا مبالاة " ده اول طريق الحب ما علينا قبلوكي ؟ "
زينة " اه قبلوني وهشتغل وحياتي هتتغير بصراحة بقيت ببص لحياتي من منظور جديد ومختلف عن قبل كده "
- لو بصيتي في حياتك غيرتيها كلها وعملتي حاجات معملتهاش مش هتعرفي تنسيني مثلا
- شكلك تعبان او القعدة مع السمك والكلاب خليتك تفكر في حاجات خيالية انا مش عايزة اتصرف تصرف يزعلنا مع بعض ونشيل من بعض اكتر فياريت تطلقني بالذوق واديك الورق بالذوق
أردف مصطفي " والله هو مفيش ما بينا غير الاحترام والذوق بس لو دول هيخلوكي تبعدي عني فانا مش هستعمله لاني هرجع وعندي أمل ان حبك ليا اكبر من حجم غلطتي "
زينة بنبرة لا تدري هل هي مرهقة او لا تدري مشاعرها حينما أردفت بها
- يمكن حبيتك اكتر من اي حاجة في الدنيا وحبي ممكن يبقي اكبر من حجم غلطتك بس للاسف يا مصطفي حبي مش هيكون اغلي من كرامتي متعافرش او تزعلنا اكتر من بعض وخلاص كل واحد يتحمل نتيجة غلطته لوحده انا غلطت لما وافقت علي وضعي دلوقتي وغلطت كانت خيانتي متعافرش في حاجة متنفعش علشان هيبقي وجع قلب وخلاص
مصطفي " وجع قلبي لما بعدت عنك كان اكبر ، زينة مش هسيبك لان مفيش اغلي منك حبيته علشان اعافر انه يكون ليا اديني فرصه حتي تسمعيني "
زينة " مصطفي هتقول ايه والله العظيم اتوقعت كل الاجابات مفيش حاجة خلتني اسامح بلاش وجع  "
- ماشي انا راجع كمان كام يوم ومش هطلقك
زينة " متستفزنيش والله اخلعك بعيدا عن الورق اخلي مصر كلها تتفرج عليك "
مصطفي أردف بنبرة تميل الي السخرية والمرح في أنن واحد
- والله العظيم الراجل لما بيتخلع بيتشهر أكتر، خلاص اطلبك في بيت الطاعة ؟ ونعيش عمرنا كله نبهدل بعض في المحاكم
- بقيت مستفز
- جدا هفضل استفز فيكي لغايت ما تقوليلي هسمعك واديك فرصة
أردفت بسخرية " انا سمعت عن أحلام اليقظة كتير بس اول مره اصدقها وسلام علشان هقابل مادونا "
- ضمنت اني هتخلع فعلا
- والله اللي بتستهزق بيها دي هوريك هعمل فيك ايه
- اه والله عاملة حاجات كتير في قلبي
صدمت مما تفوه به فقد اصبح مستفز بشكل لا يصدق يجعلها تفقد عقلها، اغلقت المكالمة ولم تتحدث بكلمة وذهبت في طريقها لا تدري هل هي مغتاظة ام غاضبة ام خائفة
___________________________________
بعد مرور يومين اخرين
بعد صلاه الجمعة جاء رجب من جيشه، دق الباب واخذ همس في احضانه، وبعدها امه وسلم علي بشار وزينة وارتاح ساعتين في شقته ثم هبط مره اخري لتناول طعام الغداء معهم لقضاء يوم عائلي معتاد ولكن ينقصه مصطفي فقط وقد ذهب الي مركز التجميل حينما اقترحت زينة علي ابراهيم بأن يوظف بشار حينما قال لها انه يبحث عن عمل فكل شيء حدث بسرعة رهيبة وقد قبل بشار معها ليعمل بمعمل التحاليل الخاص بالمركز
بشار وهو يتحدث الي رجب " بس دكتور وائل ده قمر عليا النعمة "
فنظر له رجب بشك فأردف بشار قائلا
- لا ياعم استغفر الله العظيم اوعي تفهمني غلط
ليضحك الجميع فاستكمل بشار حديثه قائلا
- وائل ده صاحب مركز التجميل اللي زينة قالتلي فيه شغل ده وعايزين خريجين علوم
فأردفت نجاح قائلة " وقولتله انك كنت معيد يا موكوس "
بشار بغرور مصتنع " اكيد انا مخبيش علي حد انجازاتي بجد راجل سكر وباشا في نفسه كده شكله ابن ناس ومعاملته ابن ناس مش حكاية انه معاه فلوس وبس لان في ناس معاها فلوس ومعفنه عادي لا بيتكلم بتلقائية وودود الافتتاح امبارح كان فظيع وانا لما صدقت امي وافقت بشغلي هنا اربع ايام في الاسبوع وشوفت شقة
نجاح " يعني تبات برا وتأجر شقة وبيت خالتك موجود"
بشار " والله يا خالتي انا مش عايز اتقل عليكم ولازم استقر "
نجاح " طب ما انا قولتلك تقعد في الشقة اللي قصادي واحنا نوضبها هي فيها كراكيب وكده "
بشار قاطعها قائلا " لا احسن كل واحد يبقي علي راحته وكده كده انا علي قلبكم هأكل وافطر واتغدي واتعشي هنا هسيبكم علي راحتكم "
رجب " الا صحيح يا زينة هو أنتِ عرفتي مركز التجميل ده منين "
زينة " دكتور جرجس والد مادونا هواللي جبهالي ولما عرفت ان بشار عايز يشتغل وهناك عايزين خريجين زيه اينعم ولع هو كان شغال في معمل وعنده خبره الي حد ما "
بشار بغرور " اه والله اصل انا امي دايما بتقولي الايد البطالة نجسة "
فقهقه رجب علي مرح بشار ثم استكمل حديثة " اهم حاجة تكوني مبسوطه هناك ومرتاحه يعني"
زينة " انا ملحقتش اعرف الشغل يعني ده لسه الافتتاح و بصراحة اللي فهمته عن شغلي انه مش متعب والمركز الناس اللي فيه منتهي الذوق في التعامل سواء الدكاترة او الموظفين او العمال بصراحه محترمين جدا "
بشار وهو يثني علي حديثها " والله فعلا البنات هناك يا رجب مسخرة البت كانت داخله بالهوت شورت والنعمة ..... "
نظرت له نجاح ليستكمل بشار حديثه
- مقولكش يا رجب حاجة في قمة المسخرة اعوذ بالله يا شيخ شياطين مبقاشفي حياء
ذهبت نجاح لتصلي العشاء اما رحمة دخلت الي غرفتها فلديها دروس غدا وتريد ان تنام مبكرا
أردف بشار بتلقائية " لا والله هتكلم بجد انا معجب باخلاق دكتور وائل ودايما بيحب يساعد الكل هو افتكرني اخة زينة او قريبها ، بس الحمدلله لما عرف صلتي بيها اتخنق مني "
فنظر له رجب باستغراب فكلامه يحمل معاني كثيره، فأردفت زينة باحراج
- علي فكرة أنتَ مكبر الموضوع
رجب بعد فهم او الصورة التي كونها عقله ليست سهلة
- مش فاهمة انتم قصدكم ايه
همس تضم صوتها الي صوت زوجها " ولا نا "
زينة " مفيش هما كانوا فاكرين اني مش متجوزة مش اكتر بشار كبر الموضوع زيادة عن اللزوم يعني وفهمه بطريقه تانيه "
بشار بتلقائيه وكأنه لا يدرك بشاعة حديثة علي زينة او الجميع
- والله اضايق لما عرف انا راجل واحس بيه
زينة باحراج وتوتر فهي تري انه يعطي الموضوع اكبر من حجمه
- الراجل في غاية الاحترام معايا ومعاك ولا عمره تخطي حدوده معايا في الكام مره اللي شوفته فيهم سواء عارف اني متجوزه او معرفش وعلي العموم انا داخله انام
بشار واخيرأدرك بشاعة ما فعله وما تفوه به
- أنتِ زعلتي يا زينة وله ايه انا مش قصدي حاجه انا عارف انه محترم طبعا والا مكنتش هشتغل معاه ولا كنت قبلت بكده أنتِ مرات اخويا يعتبر انا بس بهزر مش اكتر بصي يا زينة انا عكيت وخربت الدنيا انا اسف والله
زينة بنبرة حازمة
- بشار أنتِ متعرفش ظروف جوازي من مصطفي ولا تعرف اخلاقي انا عمري ما هعمل حاجة غلط سواء مصطفي جوزي او لا انا مش هقبل ان حد يكلمني هو شغال في مكان وبيتعامل مع ناس وانا في حته تانية خالص فياريت تفهم النقطة دي ولو انا واحده بقبل ان حد يكلمني مكنتش هشغلك معايا في نفس المكان انا عارفة حدودي كويس جدا
رجب رغم انه لم يعرف حقيقه الموضوع ولكن يعلم علي الاقل ان زينة تاخذ الامور بحساسية وايضا بشار مندفع في كلماته ويتحدث مع اصدقائة فلا يعلم ان كلامة جارح حتي انه ضايق رجب
- معلش يا زينة هو بشار كلامه كده مش واخذ باله هو بيقول ايه
زينة بانزعاج لم تستع اخفاءة " محصلش حاجة تصبحوا علي خير "
بشار باعتذار " رجب متفهمش الموضوع غلط انا عكيت شوية بس انا مش قصدي حاجة والله وفعلا الراجل محترم انا اللي عكيت الدنيا شوية "
همس " بصراحة أنتَ خربتها معكتهاش يعني حتي لو الراجل محترم وسرحت بكلامك زينة بتاخذ الموضوع بحساسية كبيرة ومش كل حاجة بنحس بيها ينفع تتقال "
رجب بعقلانية
- بشار أنتَ انسان بدماغ كلب منكرش ان ممكن سوء فهمك للشخص ده او حتي مش عيب انه اعجب بزينة حتي لوعلي الارتباط او اي حاجة رغم الفروق الي ما بينهم حسب ما بتحكوا مش عيب لانه زينة مش لابسه دبله واكيد محدش لحق عرف انها متجوزه ولان احنا اللي نعرف ظروف جوازهم وزينة صغيرة وعادي ملفته لاي واحد حاجة مش غلط ومدام معملش حاجة وده تحليلك الشخصي كان المفروض تحفظة لنفسك
أنتَ اتكلمت باندفاع غريب لو انا واحد تاني تخليني اشك في زينة ومنه برضو ان زينة شافتك بتتكلم
همس بسخرية " لا وحاجة كمان أنتَ عارف ان مصطفي لو سمع كلامك ده هيعمل ايه ، هتسلم علي الشهداء اللي هناك فعلا "
بشار بمرح رغم انه يعلم انه اوقع نفسه في الخطأ
- عمرك راح تمن الحرية لكن خالتك مش هتنساك
ثم اكمل حديثه بجدية
- خلاص يا جماعة انا اتكلمت باندفاع شوية وبعدين يعني انا لو شايفه وحش او انسان مش كويس هشكر فيه او هخلي مرات اخويا تشتغل هناك انا صحيح خربت الدنيا بس ده مش قصدي
رجب " مش مهم أنتَ قصدك ايه يا بابا احنا مش بنسالك علي نيتك دي لربنا بقا المهم النتيجة "
بشار " بصراحة بقا اخوك لازم يفوق من اللي هو فيه انا مش بشك في زينة بس هضيع منه في اي لحظة انا عرفت من خالتو ظروف جوازهم وممكن كرامتها وجعاها بس هي لو مش بتحبه مكنتش هتقعد لغايت دلوقتي "
_______________________________
لِيَنَامَ كُلُّ شَخْصٍ وَبِدَاخَلهُ الكَثيرُ مِنْ الِاشْيَاءِ والْمَشاعِرِ فمَتي شِعْرِ القَلْبِ بِالسَّكِينَةِ وَانْصَهَرَ فِي اَلْحُبِّ ؟
ومَتي كَانَ الِانْصِهارُ لِغَيْرِ اَلْالمِ فَهَلْ انْصَهَرَ قَلْبٌ فِي الحُبِّ والْعِشْقِ وَفِي بُحورٍ مِنْ السَّعادَةِ ؟
فَلِنَسْتَعْدْ لِشَمْسِ يَوْمٍ جَديدٍ هَلْ سَيَتَغَيَّرُ حَياةُ شَخْصٍ ؟ ؟
اِمٌّ سَيَكُونُ يَوْمٌ مُمِلٍ كَكَثيرٍ مِنْ اَلْاَيّامِ الرّوتينيَّةِ ؟ ؟ 


تعليقات