قصة جواد بلا فارس البارت الثاني والثلاثون والأخير 32 بقلم مني سلامه


 قصة جواد بلا فارس

البارت الثاني والثلاثون والأخير 32

بقلم مني سلامه


ﻏﻤﺮﺗﻪ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭ ﺍﻟﻔﺮﺣﺔ .. ﻭﺩﻕ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﻌﻠﻨﺎً ﺷﻐﻔﻪ ﻭﻟﻬﻔﺘﻪ ﻟﺒﺪﺀ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ .. ﻣﻊ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺍﺧﺘﺎﺭﻫﺎ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ .. ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺍﺻﻔﺎﺗﻪ ﻟﺰﻭﺟﺘﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﻪ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﻭﻣﺤﺪﺩﺓ .. ﻓﻬﻮ ﺭﺟﻞ ﻳﻌﺮﻑ ﺟﻴﺪﺍً ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ .. ﻋﻤﻞ ﺑﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻰ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ " ﻓﺈﻇﻔﺮ ﺑﺬﺍﺕ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺗﺮﺑﺖ ﻳﺪﺍﻙ " .. ﻓﺈﺧﺘﺎﺭﻫﺎ ﺗﻌﺮﻑ ﺭﺑﻬﺎ .. ﻭﺗﻤﺘﺜﻞ ﻷﻭﺍﻣﺮﻩ ﻭﺗﺠﺘﻨﺐ ﻧﻮﺍﻫﻴﻪ .. ﻓﺮﺁﻯ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﻌﻴﻨﻪ ﻓﻰ ﺃﻣﻮﺭ ﺩﻳﻨﻪ ﻭﺩﻳﻨﺎﻩ .. ﻗﺬﻑ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺤﺒﻬﺎ ﻓﻰ ﻗﻠﺒﻪ .. ﺫﺍﻟﻚ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﺬﻯ ﺣﻤﺎﻩ ﻃﻴﻠﺔ ﻋﻤﺮﻩ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺨﻔﻖ ﻹﻣﺮﺃﺓ ﻻ ﺗﺤﻞ ﻟﻪ .. ﺣﻤﺎﻩ ﻛﻤﺎ ﺣﻤﻰ ﺑﺼﺮﻩ ﻣﻦ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﻭﺍﻟﺘﻠﺬﺫ ﺑﻪ ﻛﻐﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻰ ﺳﻨﻪ .. ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻓﺄﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻵﻥ ﺑﺰﻭﺟﺔ ﻻ ﻳﺮﻯ ﻓﻰ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺳﻮﺍﻫﺎ .. ﺃﺣﺒﻬﺎ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻤﻨﻰ .. ﻓﻜﺎﻥ ﺣﺒﻬﺎ ﻓﻰ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﺣﺒﻪ ﻓﻰ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻫﻮ ﺑﺮﻛﺔ ﺗﻌﻔﻔﻬﻤﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ .. ﻫﻰ ﺃﻳﻀﺎً ﺻﺎﻧﺖ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﺎ ﻭﻋﻮﺍﻃﻔﻬﺎ .. ﻟﻢ ﺗﺴﻤﺢ ﻷﺣﺪ ﺑﺄﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﻗﻠﺒﻬﺎ .. ﺣﻔﻈﺘﻪ ﻟﺰﻭﺟﻬﺎ ﺍﻟﺬﻯ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻌﻠﻢ ﻋﻨﻪ ﺷﻴﺌﺎً .. ﺣﻔﻈﺘﻪ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻥ ﺗﻬﺒﻪ ﺍﻳﺎﻩ ﻭﻫﻮ ﻏﺎﻳﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻨﻘﺎﺀ .. ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻠﻮﺛﻪ ﺣﺐ ﻣﺤﺮﻡ ﻳﺪﺧﻞ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻓﻴﻨﺸﺮ ﺑﻪ ﺳﻮﺍﺩﺍً ﻳﻄﻔﺊ ﺑﺮﻳﻘﻪ ﺍﻟﻼﻣﻊ .. ﻓﻜﺎﻓﺄﻫﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺧﻴﺮﺓ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ .. ﺭﺃﺕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ .. ﻭﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺍﻟﻮﻓﻰ .. ﺧﻔﻖ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻟﻪ ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺨﻔﻖ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ .. ﻭﺍﺳﺘﻌﺪﺕ ﻟﻠﻴﻠﺔ ﺯﻓﺎﻓﻬﺎ ﺑﻔﺴﺘﺎﻧﻬﺎ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻧﺎﺻﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻛﻘﻠﺒﻬﺎ ﻭﻗﻠﺒﻪ .

ﻭﻓﻰ ﺟﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻬﺠﺔ ﻭﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ﺃﻋﻠﻨﺎ ﻟﻠﺪﻧﻴﺎ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﺯﻭﺝ ﻭﺯﻭﺟﺔ ﻳﺠﻤﻌﻬﻤﺎ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ .. ﻭﻫﺎﻫﻤﺎ ﻳﺪﺧﻼﻥ ﻋﺸﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ ﻭﺳﻂ ﻓﺮﺣﺔ ﺍﻷﻫﻞ ﻭﺍﻟﺼﺤﺐ .. ﺃﻣﺴﻚ " ﻛﺮﻳﻢ " ﺑﺮﺃﺱ " ﺇﻳﻤﺎﻥ " ﺑﻴﻦ ﺭﺍﺣﺘﻴﻪ ﻭﻗﺒﻞ ﺟﺒﻴﻨﻬﺎ ﻗﺎﺋﻼً :

- ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺟﻌﻠﻨﻰ ﺧﻴﺮ ﺯﻭﺝ ﻟﺨﻴﺮ ﺯﻭﺟﺔ

ﺭﻓﻌﺖ " ﺇﻳﻤﺎﻥ " ﻛﻔﻴﻬﺎ ﻟﺘﻀﻌﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﻰ " ﻛﺮﻳﻢ " ﺍﻟﻤﻤﺴﻜﺘﺎﻥ ﺑﻮﺟﻬﻬﺎ ﻫﻤﺴﺖ ﻟﻪ :

- ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺟﻌﻠﻨﻰ ﺧﻴﺮ ﺯﻭﺟﺔ ﻟﺨﻴﺮ ﺯﻭﺝ


ﺗﺮﺃﺱ " ﺁﺩﻡ " ﺍﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻓﻰ ﻏﻴﺎﺏ " ﻛﺮﻳﻢ " ﺍﻟﺬﻯ ﺍﺳﺘﻐﺮﻕ ﺍﺳﺒﻮﻋﻴﻦ .. ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺎﻟﺘﻬﺎﻧﻰ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﺑﺎﻟﺒﺮﻛﺔ ﻓﻰ ﺯﻭﺍﺟﻬﻤﺎ .. ﺗﺮﺃﺱ " ﻛﺮﻳﻢ " ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﺎً ﻫﺎﻣﺎً ﺣﻀﺮﻩ " ﺁﺩﻡ " ﻭ " ﻋﻠﻰ " ﻭ " ﺯﻳﺎﺩ " .. ﺃﺭﺍﺩﺕ " ﺁﻳﺎﺕ " ﺣﻀﻮﺭ ﺫﺍﻙ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻉ ﻟﻜﻦ " ﺁﺩﻡ " ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺑﺤﺰﻡ :

- ﺍﺯﺍﻯ ﻳﻌﻨﻲ ﺗﺤﻀﺮﻳﺔ .. ﺃﻛﻴﺪ ﻣﺮﺍﺓ " ﻛﺮﻳﻢ " ﻣﺶ ﻫﺘﺤﻀﺮ .. ﺗﺒﻘﻰ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﻠﻰ ﺃﻋﺪ ﻭﺳﻄﻴﻨﺎ .. ﺍﺯﺍﻯ ﻳﻌﻨﻲ

ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺈﺳﺘﻨﻜﺎﺭ :

- ﻣﺎ ﺍﻧﺖ ﻭ " ﻛﺮﻳﻢ " ﻣﻮﺟﻮﺩﻳﻦ

ﻗﺎﻝ " ﺁﺩﻡ " ﺑﺤﺰﻡ :

- ﻻ ﻳﺎ " ﺁﻳﺎﺕ " ﺑﺮﺩﻩ ﻣﻴﻨﻔﻌﺶ .. ﻫﺒﻘﻰ ﺃﻗﻮﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻰ ﺣﺼﻞ ﻓﻰ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻉ

ﺭﻏﻢ ﺿﻴﻘﻬﺎ ﻟﻌﺪﻡ ﺳﻤﺎﺣﻪ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﻀﻮﺭ ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻨﻜﺮ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻰ ﺷﻌﺮﺕ ﺑﻬﺎ ﻭﻫﻰ ﺗﺴﺘﺸﻌﺮ ﻏﻴﺮﺗﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ

ﻗﺎﻝ " ﻛﺮﻳﻢ " ﺑﺈﺳﺘﻐﺮﺍﺏ :

- ﺁﺧﺮ ﺣﺎﺟﺔ ﻛﻨﺖ ﻣﺘﻮﻗﻊ ﺍﻥ " ﺷﻜﺮﻯ " ﻳﻌﻤﻠﻬﺎ

ﻗﺎﻝ " ﺁﺩﻡ " ﺑﺜﻘﻪ :

- ﻻ ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺮﺓ ﺃﻧﺎ ﻣﺴﺘﻐﺮﺑﺘﺶ .. " ﺷﻜﺮﻯ " ﺃﻭﻻً ﻭﺃﺧﻴﺮﺍً ﺭﺟﻞ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻳﻌﻨﻰ ﺍﻟﻠﻰ ﻋﻤﻠﻪ ﺩﻩ ﻣﺘﻮﻗﻊ ﺟﺪﺍ

ﻗﺎﻝ " ﺯﻳﺎﺩ " ﺑﺈﺳﺘﻨﻜﺎﺭ :

- ﺃﻳﻮﺓ ﻳﺎ " ﺁﺩﻡ " ﺑﺲ ﺑﺼﺮﺍﺣﺔ ﺃﻧﺎ ﻣﺘﻮﻗﻌﺘﺶ ﺃﻧﺎ ﻛﻤﺎﻥ .. ﻳﻌﻨﻲ ﻟﻤﺎ ﻗﻞ ﻣﻌﺪﻝ ﺍﻟﺸﻐﻞ ﻋﻨﺪﻩ ﻭﺍﻟﺤﺠﻮﺯﺍﺕ .. ﺗﻮﻗﻌﺖ ﺍﻧﻪ ﻳﻌﻤﻞ ﺯﻯ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ " ﻋﺎﺻﻰ " ﺑﻴﻌﻤﻞ ﻭﻳﻐﻮﻁ ﺃﻭﻯ ﻓﻰ ﺍﻟﺴﻜﺔ ﺍﻟﻠﻰ ﻫﻮ ﻋﺎﺭﻓﻬﺎ .. ﻟﻜﻦ ﻳﻘﻔﻞ ﺍﻟﻤﻠﻬﻰ ﻭﻳﻘﻠﺒﻪ ﺻﺎﻟﺔ ﺃﻟﻌﺎﺏ ﻭﻛﻤﺎﻥ ﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﺨﻤﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻭﻳﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﺴﺘﺎﺕ ﻓﻰ ﺣﻤﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﺴﺒﺎﺣﺔ .. ﺩﻯ ﺁﺧﺮ ﺣﺎﺟﺔ ﺗﻮﻗﻌﺖ ﺍﻥ " ﺷﻜﺮﻯ " ﻳﻌﻤﻠﻬﺎ

ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻴﻪ " ﺁﺩﻡ " ﻗﺎﺋﻼً :

- ﺯﻯ ﻣﺎ ﻗﻮﻟﺘﻚ ﻳﺎ " ﺯﻳﺎﺩ " .. " ﺷﻜﺮﻯ " ﺭﺟﻞ ﺃﻋﻤﺎﻝ .. ﺃﻫﻢ ﺣﺎﺟﺔ ﻋﻨﺪﻩ ﺍﻟﻤﻜﺴﺐ ﻭﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ . ﻟﻤﺎ ﻟﻘﻰ ﺍﻥ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﺤﻼﻝ ﻫﻰ ﺍﻟﻠﻰ ﺑﺘﻜﺴﺐ ﻭﺑﺘﺠﻴﺐ ﺩﺧﻞ ﻣﻤﺘﺎﺯ .. ﻗﺮﺭ ﺍﻧﻪ ﻳﻤﺸﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻠﻰ ﺍﺣﻨﺎ ﻣﺎﺷﻴﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪ

ﻗﺎﻝ " ﻋﻠﻰ " ﺳﺎﺧﺮﺍً :

- ﺑﺲ ﻟﺴﻪ ﺳﺎﻣﺢ ﻟﻠﺴﺘﺎﺕ ﺍﻧﻬﻢ ﻳﻠﺒﺴﻮﺍ ﺑﻜﻴﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻴﻼﺝ

ﻗﺎﻝ " ﺁﺩﻡ " :

- ﻭﺩﻩ ﺃﻛﺒﺮ ﺩﻟﻴﻞ ﺍﻧﻪ ﺑﻴﺤﺎﻭﻝ ﻳﻌﻤﻞ ﺃﻯ ﺣﺎﺟﺔ ﻋﺸﺎﻥ ﻳﺰﻭﺩ ﺩﺧﻞ ﻣﺶ ﺃﻛﺘﺮ .. ﻳﻌﻨﻲ ﻣﺶ ﻓﻜﺮﺓ ﺣﺎﺟﺎﺕ ﺣﺮﺍﻡ ﺑﻴﻤﻌﻨﻬﺎ ﺧﻮﻑ ﻣﻦ ﺭﺑﻨﺎ .. ﻻ ﻫﻮ ﺣﺎﻭﻝ ﻳﻌﻤﻞ ﺣﺎﺟﺔ ﻭﺳﻂ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﺤﻼﻝ ﻭﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺑﺘﺎﻋﺘﻪ .. ﻳﻌﻨﻰ ﻣﻦ ﺍﻵﺧﺮ ﺣﺐ ﻳﺮﺿﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﺫﻭﺍﻕ

ﻗﺎﻝ " ﻛﺮﻳﻢ " ﻭﻫﻮ ﻳﺨﻂ ﺧﺮﺑﺸﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻭﺭﻕ ﺃﻣﺎﻣﻪ :

- ﺃﻫﻮ ﺩﻩ ﻣﻌﻨﻰ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻨﺒﻰ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ " ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨﻴﺎﺕ " .. ﺍﺣﻨﺎ ﻧﻴﺘﻨﺎ ﺍﻧﻨﺎ ﻧﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﻋﺸﺎﻥ ﻣﻨﻐﻀﺒﺶ ﺭﺑﻨﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ .. ﻓﺒﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻜﺴﺐ ﺍﻟﻤﺎﺩﻯ ﻟﻴﻨﺎ ﺛﻮﺍﺏ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻨﺎ .. ﻟﻜﻦ ﻫﻮ ﻧﺒﺘﻪ ﺍﻧﻪ ﻳﻜﺴﺐ ﺃﻛﺘﺮ ﻭﻳﺮﺿﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺃﺫﻭﺍﻕ ﺍﻟﻨﺎﺱ .. ﻭﻛﺪﻩ ﻣﻠﻮﺵ ﺃﻯ ﺃﺟﺮ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻨﺎ

ﻗﺎﻝ " ﻋﻠﻰ " ﻭﻫﻮ ﻳﻮﻣﺊ ﺑﺮﺃﺳﻪ :

- ﻓﻌﻼً ﻣﻌﺎﻙ ﺣﻖ ﻳﺎ " ﻛﺮﻳﻢ " .. ﻳﺎﺭﻳﺖ ﻳﺎ ﺷﺒﺎﺏ ﻧﺠﺪﺩ ﻧﻴﺘﻨﺎ ﺩﺍﻳﻤﺎً .. ﺍﻧﻬﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺧﺎﻟﺼﺔ ﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﻠﻪ .. ﻋﺸﺎﻥ ﻣﻴﻔﺘﻨﺎﺵ ﺍﻷﺟﺮ ﺩﻩ

ﻗﺎﻝ " ﺯﻳﺎﺩ " ﺿﺎﺣﻜﺎً :

- ﺃﻟﺬ ﺣﺎﺟﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻧﻨﺎ ﺧﻠﺼﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ﺍﻟﻠﻰ ﺍﺳﻤﻪ " ﻋﺎﺻﻰ " ﺩﻩ ﻫﻮ ﻭﺃﺑﻮﻩ .. ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﻣﺎ ﺍﺗﺤﺒﺴﻮﺍ ﻭﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺣﺎﻟﻬﺎ ﻛﺮﺏ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺟﺖ ﻣﺮﺍﺗﻪ ﻭﺑﻨﺘﻪ ﻳﺪﻳﺮﻭﺍ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ .. ﺯﻭﺩﻭﺍ ﺍﻟﻄﻴﻨﻪ ﺑﻠﻪ

ﺛﻢ ﺻﺎﺡ ﺑﻤﺮﺡ :

- ﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﻭﻝ ﺑﻘﻮﻝ ﺍﻟﺤﺮﻳﻢ ﺩﻭﻝ ﻳﺤﻄﻮﺍ ﺑﺲ ﺍﻳﺪﻳﻬﻢ ﻓﻰ ﺃﻯ ﺣﺎﺟﺔ ﺗﺘﺨﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﻃﻮﻝ .. ﺃﻫﻮ ﺍﻟﻠﻰ ﻓﺸﻞ ﺃﻋﺪﺍﺀ " ﺳﺮﺍﺝ " ﻭ " ﻋﺎﺻﻰ " ﺍﻧﻬﻢ ﻳﻌﻤﻠﻮﻩ ﻓﻰ ﺳﻨﻴﻦ .. ﺟﺖ ﻣﺮﺍﺗﻪ ﻭﺑﻨﺘﻪ ﻭﻋﻤﻠﻮﻩ ﻓﻰ ﺃﺭﺑﻊ ﺷﻬﻮﺭ

ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻴﻪ " ﻋﻠﻰ " ﻗﺎﺋﻼً :

- ﺃﻧﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﺍﻧﻬﻢ ﻫﻴﻠﻐﻮﺍ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﻠﻰ ﻣﺄﺟﺮﻳﻦ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ

ﻫﺘﻒ " ﺯﻳﺎﺩ " :

- ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺣﺴﻦ ﺑﺮﺩﻩ .. ﻳﻼ ﺳﻜﺔ ﺍﻟﻠﻰ ﻳﺮﻭﺡ ﻣﻴﺮﺟﻌﺶ

ﻓﻰ ﻣﻄﻌﻢ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ .. ﻧﻈﺮﺕ " ﺁﻳﺎﺕ " ﺍﻟﻰ " ﺁﺩﻡ " ﻟﺘﺠﺪﻩ ﺷﺎﺭﺩﺍً ﻣﻘﻄﺐ ﺍﻟﺠﺒﻴﻦ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﻃﻌﺎﻣﻪ ﺑﺮﻭﺗﻴﻨﻴﻪ .. ﺳﺄﻟﺘﻪ ﺑﺈﻫﺘﻤﺎﻡ :

- ﺳﺮﺣﺎﻥ ﻓﻰ ﺍﻳﻪ؟

ﺃﻓﺎﻕ ﻣﻦ ﺷﺮﻭﺩ ﻗﺎﺋﻼً :

- ﻻ ﺃﺑﺪﺍً

ﺃﻛﻤﻞ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﻃﻌﺎﻣﻪ .. ﻓﺎﻟﺖ " ﺁﻳﺎﺕ " ﺑﺤﻨﺎﻥ :

- ﻫﻮ ﺍﻧﺎ ﻣﺶ ﻋﺎﺭﻓﺎﻙ ﻳﻌﻨﻲ .. ﻓﻰ ﺣﺎﺟﺔ ﺷﻐﻼﻙ ﻭﻣﻀﺎﻳﻘﺎﻙ ﻛﻤﺎﻥ

ﻗﻄﺐ ﺟﺒﻴﻨﻪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﻗﺎﻝ ﻭﻫﻮ ﻳﻠﻌﺐ ﺑﺎﻟﻄﻌﺎﻡ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺑﻄﺮﻑ ﺷﻮﻛﺘﻪ :

- ﻛﺎﻥ ﻧﻔﺴﻰ ﻇﺮﻭﻓﻰ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﻛﺪﻩ .. ﻛﺎﻥ ﺯﻣﺎﻧﺎ ﻣﺘﺠﻮﺯﻳﻦ ﺩﻟﻮﻗﺘﻰ ﻭﻋﺎﻳﺸﻴﻦ ﻓﻰ ﺑﻴﺖ ﻭﺍﺣﺪ

ﻭﺿﻌﺖ ﻛﻔﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﻪ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﻪ ﻭﻫﻰ ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻳﻪ ﺑﺤﻨﺎﻥ ﻗﺎﺋﻠﻪ :

- ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺍﺣﻨﺎ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﻧﺎﺱ ﻛﺘﻴﺮ ﻳﺎ " ﺁﺩﻡ " .. ﻭﺍﻧﺎ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻳﺘﺤﺴﻦ

ﺗﻨﻬﺪ " ﺁﺩﻡ " ﺑﻀﻴﻖ ﺛﻢ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻗﺎﺋﻼً :

- ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻔﻠﻮﺱ ﺍﻟﻠﻰ ﺣﻮﺷﺘﻬﺎ ﻣﺘﻜﻔﻴﺶ ﺃﻯ ﺣﺎﺟﺔ ﻳﺎ " ﺁﻳﺎﺕ " .. ﺃﻧﺎ ﻣﺤﺘﺎﺝ ﺳﻨﻴﻦ ﻋﺸﺎﻥ ﺃﻗﺪﺭ ﺃﺷﺘﺮﻯ ﺷﻘﺔ ﻭﺃﻓﺮﺷﻬﺎ

ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ ﻗﺎﺋﻠﻪ ﺑﻤﺮﺡ :

- ﻳﻌﻨﻲ ﻫﻮ ﺍﺯﻡ ﻳﻌﻨﻰ ﻳﺎ ﺩﻛﺘﻮﺭ " ﺁﺩﻡ " ﻧﻌﻴﺶ ﻓﻰ ﺷﻘﺔ ﻣﻠﻚ .. ﻣﺎ ﻧﺄﺟﺮ ﺷﻘﺔ ﺍﻳﻪ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻳﻌﻨﻲ .. ﻭﻟﻤﺎ ﺭﺑﻨﺎ ﻳﻔﺘﺤﻬﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻧﺒﻘﻰ ﻧﺸﺘﺮﻯ ﺷﻘﻪ

ﻗﺎﻝ " ﺁﺩﻡ " ﺑﻀﻴﻖ :

- ﻭﻓﺮﺵ ﺍﻟﺸﻘﺔ .. ﺩﻩ ﻟﻮﺣﺪﻩ ﻣﺤﺘﺎﺝ ﻣﺶ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ﺳﻨﺔ ﻭﻧﺺ ﺗﺤﻮﻳﺶ

ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ " ﺁﻳﺎﺕ " ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ :

- ﻣﺶ ﻻﺯﻡ ﻛﻞ ﺣﺎﺟﺔ ﺗﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺳﻨﺠﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﻳﺎ " ﺁﺩﻡ " .. ﻳﻌﻨﻰ ﻣﺶ ﻻﺯﻡ ﻧﺨﺘﺎﺭ ﺃﻏﻠﻰ ﺣﺎﺟﺔ ﻭﺍﻗﻴﻢ ﺣﺎﺟﺔ .. ﻟﻮ ﻓﻜﺮﻧﺎ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺩﻯ ﻳﺒﻘﻰ ﻫﻨﺴﺘﻨﻰ ﺳﻨﻴﻦ ﺯﻯ ﻣﺎ ﺑﻨﻘﻮﻝ

ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﺑﺄﺳﻰ ﻭﻗﺎﻝ :

- ﻧﻔﺴﻰ ﻳﺎ ﺁﻳﺎﺕ " ﺃﺟﺒﻠﻚ ﻛﻞ ﺍﻟﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ ﻓﻴﻪ

ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ ﻟﻪ ﺑﺤﺐ ﻭﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻴﻪ ﺑﻌﻴﻨﺎﻥ ﺷﻐﻮﻓﺘﺎﻥ ﻭﻫﻰ ﺗﻘﻮﻝ :

- ﻭﺃﻧﺎ ﻧﻔﺴﻰ ﻓﻰ ﺷﻘﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺍﻳﺠﺎﺭ .. ﻭﻋﻔﺶ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﻧﺎ ﻟﺤﺪ ﻣﺎ ﺭﺑﻨﺎ ﻳﺮﺯﻗﻨﺎ ﻧﺒﻘﻰ ﻧﻐﻴﺮ ﻛﻞ ﺣﺎﺟﺔ ﻳﺎ " ﺁﺩﻡ "

ﺃﺣﺎﻃﻬﺎ ﻛﻔﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﻛﻔﻴﻪ ﻭﺍﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﺑﺸﻐﻒ ﻗﺎﺋﻼً :

- ﺑﺤﺒــﻚ

ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ ﺑﻌﺬﻭﺑﻪ ﻭﻫﻤﺴﺖ :

- ﻭﺃﻧﺎ ﺑﻤﻮﺕ ﻓﻴﻚ

ﺍﺑﺘﺴﻢ ﻟﻬﺎ ﺑﺤﻨﺎﻥ ﻭﻗﺎﻝ :

- ﻣﺘﻘﻠﻘﻴﺶ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻰ ﺍﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻇﺮﻭﻓﻨﺎ ﻫﺘﻜﻮﻥ ﺃﺣﻴﻦ

ﺍﺗﺴﻌﺖ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻬﺎ ﻭﻫﻰ ﺗﻘﻮﻝ :

- ﻣﺶ ﻗﻠﻘﺎﻧﻪ .. ﺃﻧﺎ ﻭﺍﺛﻘﺔ ﺍﻥ ﺭﺑﻨﺎ ﻫﻴﻜﺮﻣﻨﺎ ﺃﻭﻯ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻰ

ﻋﺎﺩﺕ " ﺁﻳﺎﺕ " ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺸﻘﺔ ﻟﺘﺠﺪ " ﺯﻳﺎﺩ " ﺟﺎﻟﺴﺎً ﻣﻊ " ﺳﻤﺮ " ﻭﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ .. ﺩﺧﻠﺖ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ .. ﺑﺪﻟﺖ ﻣﻼﺑﺴﻬﺎ ﻭﻭﻗﻔﺖ ﻓﻰ ﺍﻟﺸﺮﻓﺔ ﻗﻠﻴﻼً .. ﺛـــﻢ ﻣﺎ ﻟﺒﺜﺖ ﺃﻥ ﺍﻧﺪﻓﻌﺖ " ﺳﻤﺮ " ﺗﻔﺘﺢ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻭﻧﺎﺗﻬﺎ ﻗﺎﺋﻠﻪ :

- " ﺁﻳﺎﺕ "

ﺧﺮﺟﺖ " ﺁﻳﺎﺕ " ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻓﺔ ﻟﺘﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﻭﺟﻪ " ﺳﻤﺮ " ﺍﻟﺬﻯ ﻳﻨﻄﻖ ﻓﺮﺣﺎً .. ﺍﻗﺘﺮﺑﺖ ﻣﻨﻬﺎ " ﺳﻤﺮ " ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺑﺤﻤﺎﺱ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﻫﻰ ﺗﻀﻢ ﻛﻔﻴﻬﺎ ﻣﻌﺎً :

- ﺧﻼﺹ ﺣﺪﺩﻧﺎ ﻣﻌﺎﺩ ﺍﻟﻔﺮﺡ

ﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻴﻪ " ﺁﻳﺎﺕ " ﺑﺪﻫﺸﺔ ﻭﻫﺘﻔﺖ :

- ﺑﺘﻬﺮﺟﻰ

ﺃﻃﻠﻘﺖ " ﺳﻤﺮ " ﺻﻴﺤﺔ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﻭﻫﻰ ﺗﻘﻮﻝ :

- ﻻ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺑﺘﻜﻠﻢ ﺑﺠﺪ

ﺍﺗﺴﻌﺖ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ " ﺁﻳﺎﺕ " ﻭﻋﺎﻧﻘﺘﻬﺎ ﻗﺎﺋﻠﻪ ﺑﺴﻌﺎﺩﺓ :

- ﻣﺒﺒﺮﻭﻙ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻰ ﻣﺒﺮﻭﻙ ﻓﺮﺣﺘﻠﻚ ﺃﻭﻯ ﺃﻭﻯ ﻳﺎ " ﺳﻤﺮ " .. ﺃﻧﺎ ﻣﺶ ﻣﺼﺪﻗﺔ

ﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻴﻬﺎ " ﺳﻤﺮ " ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺑﺈﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ :

- ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻠﻰ ﻣﺶ ﻣﺼﺪﻗﺔ .. ﺃﻧﺎ ﺍﺷﺘﺮﻃﺖ ﻋﻠﻰ " ﺯﻳﺎﺩ " ﺧﻄﻮﺑﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ .. ﺑﺲ ﺑﺠﺪ ﺃﻧﺎ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﺸﻬﻮﺭ ﺍﻟﻠﻰ ﻓﺎﺗﺖ ﻭﺃﻧﺎ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺃﻋﺮﻓﻪ ﺃﻛﺘﺮ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺑﺤﺲ ﺑﺮﺍﺣﻪ ﺃﻛﺒﺮ .. ﻭﻟﻤﺎ ﻛﻠﻤﻨﻰ ﺩﻟﻮﻗﺘﻰ ﻓﻰ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﻮﻗﻊ ﺟﺪﺍً ﺍﻧﻰ ﻫﺮﻓﺾ .. ﻓﻮﺟﺊ ﺍﻧﻰ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺍﻧﻰ ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﺑﺲ ﻫﺴﺘﺨﻴﺮ ﺍﻷﻭﻝ .. ﺣﺴﻴﺖ ﺍﻧﻪ ﻃﺎﻳﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺣﺔ

ﺿﺤﻜﺖ " ﺁﻳﺎﺕ " ﻗﺎﺋﻠﻪ :

- ﺑﺮﻛﺎﺗﻚ ﻳﺎ " ﺯﻳﺎﺩ "

ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ " ﺳﻤﺮ " ﺑﺘﺄﺛﺮ ﻭﻗﺎﻟﺖ :

- ﻋﺎﺭﻓﻪ ﻳﺎ " ﺁﻳﺎﺕ " .. ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻛﻨﺖ ﺑﺘﺨﻴﻞ ﺍﻧﻰ ﻣﺶ ﻣﻤﻜﻦ ﻫﺘﺠﻮﺯ ﺃﺑﺪﺍً .. ﻣﺶ ﻣﻤﻜﻦ ﻫﻘﺪﺭ ﺃﺛﻖ ﻓﻰ ﺣﺪ ﺃﺑﺪﺍً .. ﺑﺲ " ﺯﻳﺎﺩ " ﻣﻌﺮﻓﺶ ﺍﺯﺍﻯ ﻗﺪﺭ ﻳﺨﻠﻴﻨﻲ ﺃﻃﻤﻨﻠﻪ ﺃﻭﻯ ﻛﺪﻩ .. ﻳﻤﻜﻦ ﻋﺸﺎﻥ ﻫﻮ ﻓﻌﻼً ﺍﻧﺴﺎﻥ ﻃﻴﺐ ﺃﻭﻯ .. ﻭﺑﺴﻴﻂ ﺃﻭﻯ .. ﻭﻭﺍﺿﺢ ﺃﻭﻯ .. ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻟﻠﻰ ﺗﻘﺪﺭﻯ ﺗﻔﻬﻤﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ .. ﻻ ﻫﻮ ﻏﺎﻣﺾ ﻭﻻ ﻫﻮ ﻛﺘﻮﻡ .. ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻭﺻﺮﻳﺤﺔ ﻭﺩﻩ ﺍﻟﻠﻰ ﺧﻼﻧﻰ ﺃﺛﻖ ﻓﻴﻪ ﻭﺃﻃﻤﻨﻠﻪ

ﻗﺎﻟﺖ " ﺁﻳﺎﺕ " ﺑﺴﻌﺎﺩﺓ :

- ﺭﺑﻨﺎ ﻳﺘﻤﻤﻠﻚ ﻋﻠﻰ ﺧﻴﺮ ﻳﺎ " ﺳﻤﺮ "

ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ :

- ﺑﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻜﻤﺎ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻴﻜﻤﺎ ﻭﺟﻤﻊ ﺑﻴﻨﻜﻤﺎ ﻓﻰ ﺧﻴﺮ


ﺗﻢ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﻮﻋﺪ ﻛﺘﺐ ﻛﺘﺎﺏ " ﻋﻠﻰ " ﻭ " ﺃﺳﻤﺎﺀ " ﻗﺒﻞ ﻣﻮﻋﺪ ﺯﻓﺎﻑ " ﺯﻳﺎﺩ " ﻭ " ﺳﻤﺮ " .. ﻛﺎﻥ ﻳﻮﻣﺎً ﺑﻬﻴﺠﺎً .. ﺃﺻﺮ " ﻋﻠﻰ " ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻓﻰ ﻗﺎﻋﺘﻴﻦ ﻟﻸﻓﺮﺍﺡ .. ﻓﻠﻌﻠﻪ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺐ " ﺃﺳﻤﺎﺀ " ﺍﻟﺘﻰ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﻻﻗﺖ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺂﺳﻰ ﻃﻮﺍﻝ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ .. ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻛﺎﻧﺖ " ﺃﺳﻤﺎﺀ " ﻓﻰ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﺃﺳﻌﺪ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ .. ﺃﺣﺎﻃﺘﻬﺎ " ﻣﺪﻳﺤﺔ " ﺑﺬﺭﺍﻋﻴﻬﺎ ﺑﺄﻋﻴﻦ ﺩﺍﻣﻌﺔ ﻭﻫﻰ ﺗﺒﺘﺴﻢ ﺑﺴﻌﺎﺩﺓ .. ﺍﻟﺘﻒ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺻﺪﻳﻘﺎﺗﻬﺎ " ﺁﻳﺎﺕ " ﻭ " ﺇﻳﻤﺎﻥ " ﻭ " ﺳﻤﺮ " .. ﺍﻟﻼﺗﻰ ﻛﻦ ﻳﺪﻟﻠﻨﻬﺎ ﻭﻳﻤﺮﺣﻦ ﻣﻌﻬﺎ ﻓﺄﺿﻔﻴﻦ ﺟﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻬﺠﺔ ﺯﺍﺩﻫﺎ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﻓﻮﻕ ﺳﻌﺎﺩﺗﻬﺎ .. ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻡ " ﻋﻠﻰ " ﺩﻣﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﻭﻫﻰ ﺗﻘﺒﻞ ﻋﺮﻭﺱ ﺍﺑﻨﻬﺎ .. ﺃﺣﺒﺘﻬﺎ " ﺃﺳﻤﺎﺀ " ﺑﺸﺨﺼﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ .. ﻛﺬﻟﻚ ﺃﺣﺒﺘﻬﺎ ﺃﻡ " ﻋﻠﻰ " .. ﻓﻬﻰ ﺻﺎﺭﺕ ﺍﻵﻥ ﺯﻭﺟﺔ ﻓﻠﺬﺓ ﻛﺒﺪﻫﺎ .

ﻋﺎﺩﺕ " ﻣﺪﻳﺤﺔ " ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻣﻊ " ﻣﺪﺣﺖ " ﻭ ﺍﻟﻌﺮﻭﺱ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ " ﺃﺳﻤﺎﺀ " .. ﺍﻟﺘﻰ ﻗﻀﺖ ﻟﻴﻠﻬﺎ ﺳﺎﻫﺮﺓ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻓﻰ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﺣﺒﻴﺒﻬﺎ " ﻋﻠﻰ " .. ﺟﻠﺴﺖ " ﻣﺪﻳﺤﺔ " ﻓﻮﻕ ﻓﺮﺍﺷﻬﺎ ﺗﻠﻤﻊ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮﻉ .. ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ " ﻣﺪﺣﺖ " ﻗﺎﺋﻼً :

- ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﺪﻯ ﻋﻠﻰ ﺧﻴﺮ .. ﻋﻘﺒﺎﻝ ﻣﺎ ﻧﻮﺻﻠﻬﺎ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﺍﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ

ﺯﺭﻓﺖ " ﻣﺪﻳﺤﺔ " ﺍﻟﻌﺒﺮﺍﺕ ﻭﻫﻰ ﺗﻘﻮﻝ :

- ﻫﺘﻮﺣﺸﻨﻰ ﺃﻭﻯ ﻳﺎ " ﻣﺪﺣﺖ "

ﺍﺑﺘﺴﻢ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﺑﺖ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻫﺎ ﻗﺎﺋﻼً :

- ﺩﻯ ﺳﻨﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻳﺎ " ﻣﺪﻳﺤﺔ " .. ﻭﺑﻌﺪﻳﻦ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﺍﻟﺴﺨﻨﺔ ﻣﺶ ﺑﻌﻴﺪ ﺩﻯ ﻛﻠﻬﺎ 3 ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻭﻧﻜﻮﻥ ﻋﻨﺪﻫﺎ

ﺗﻨﻬﺪﺕ " ﻣﺪﻳﺤﺔ " ﻭﻫﻰ ﺗﻘﻮﻝ :

- ﻟﻮﻻ ﺍﻧﻰ ﺣﺒﻴﺖ ﺧﻄﻴﺒﻬﺎ ﻓﻌﻼً ﻭﺷﺎﻳﻔﺎﻩ ﺭﺍﺟﻞ ﺑﺠﺪ .. ﻣﻜﻨﺘﺶ ﺧﻠﻴﺘﻬﺎ ﺗﺴﺎﻓﺮ .. ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﻣﺎ ﺭﺟﻌﺘﻠﻰ ﺗﺎﻧﻰ ﻭﺃﻧﺎ ﺣﺴﻴﺖ ﺍﻧﻰ ﺿﻴﻌﺖ ﺳﻨﻴﻦ ﻭﺃﻧﺎ ﻋﺎﻣﻠﻪ ﻓﺠﻮﺓ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻨﻬﺎ .. ﻛﺎﻥ ﻻﺯﻡ ﺃﻗﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻛﺘﺮ .. ﻫﻰ ﺑﻨﺘﻰ ﻭﻣﻠﻬﺎﺵ ﺣﺪ ﻏﻴﺮﻯ .. ﻳﺎﺭﻳﺖ ﻛﻨﺖ ﺧﺪﺗﻬﺎ ﻓﻰ ﺣﻀﻨﻰ ﻣﻦ ﺯﻣﺎﻥ .. ﺃﻛﻴﺪ ﻣﻜﻨﺶ ﺣﺼﻠﻬﺎ ﺩﻩ ﻛﻠﻪ ﻭﻻ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﻔﺴﻴﺘﻬﺎ ﺗﻌﺒﺖ ﻛﺪﻩ

ﻗﺎﻝ " ﻣﺪﺣﺖ " ﺑﻮﺟﻮﻡ :

- ﺃﻧﺎ ﻛﻤﺎﻥ ﻗﺼﺮﺕ ﻣﻌﺎﻫﺎ .. ﺑﺲ ﺃﺩﻳﻨﺎ ﺑﻨﺘﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺃﺧﻄﺎﺋﻨﺎ .. ﻭﺭﺑﻨﺎ ﺍﺩﺍﻧﺎ ﻓﺮﺻﺔ ﺗﺎﻧﻴﺔ ﻧﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺑﻨﺘﻨﺎ ﻭﻧﺤﺴﺴﻬﺎ ﺍﻧﻨﺎ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺑﺠﺪ .. ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﺒﻴﻌﺮﻓﺶ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺍﻟﻠﻰ ﺭﺑﻨﺎ ﻛﺎﺭﻣﻪ ﺑﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﻟﻤﺎ ﺑﺘﻀﻴﻊ ﻣﻦ ﺍﻳﺪﻩ

ﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻴﻪ " ﻣﺪﻳﺤﺔ " ﻭﻗﺎﻟﺖ :

- ﺗﻔﺘﻜﺮ ﻣﻤﻜﻦ ﻧﻜﻤﻞ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﻳﺎ " ﻣﺪﺣﺖ " ﻭﺗﺒﻘﻰ ﺣﻴﺎﺓ ﻫﺎﺩﻳﺔ .. ﻭﻻ ﺍﻟﺸﻬﻮﺭ ﺍﻟﻠﻰ ﻓﺎﺗﺖ ﺩﻯ ﺣﻠﻢ ﻫﻨﺼﺤﻰ ﻣﻨﻪ ﻭﻧﺮﺟﻊ ﺗﺎﻧﻰ ﺯﻯ ﻣﺎ ﻛﻨﺎ

ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻴﻬﺎ " ﻣﺪﺣﺖ " ﻗﺎﺋﻼً ﺑﺤﺰﻡ :

- ﺑﺼﻰ ﻳﺎ " ﻣﺪﻳﺤﺔ " ﺍﻟﺤﻮﺍﺯ ﺩﻩ ﺷﺮﻛﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﺗﻨﻴﻦ .. ﻭﻋﺸﺎﻥ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺩﻯ ﺗﻨﺠﺢ ﻻﺯﻡ ﺍﻻﺗﻨﻴﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻳﺪﻳﻬﻢ ﻓﻰ ﺍﻳﺪﻳﻦ ﺑﻌﺾ .. ﻣﻴﻨﻔﻌﺶ ﻭﺍﺣﺪ ﻳﺒﻨﻰ ﻭﺍﻟﺘﺎﻧﻰ ﻳﻬﺪﻡ .. ﻣﻴﻨﻔﻌﺶ ﻭﺍﺣﺪ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻧﻪ ﻳﺼﻠﺢ ﻭﺍﻟﺘﺎﻧﻰ ﻭﺍﻗﻒ ﻣﺤﻠﻚ ﺳﺮ .. ﻟﻮ ﺣﻄﻴﺘﻲ ﺍﻳﺪﻙ ﻓﻰ ﺍﻳﺪﻙ ﻭﻋﺎﻫﺪﺗﻴﻨﻲ ﺍﻧﻨﺎ ﻧﺮﺍﻋﻰ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺩﻯ ﻋﻠﻰ ﺃﺩ ﻣﺎ ﻧﻘﺪﺭ .. ﺃﻛﻴﺪ ﻣﺶ ﻫﻨﺮﺟﻊ ﻟﻤﺸﺎﻛﻠﻨﺎ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺍﻟﻠﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻠﻬﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻥ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﺷﺎﻳﻒ ﻧﻔﺴﻪ ﺻﺢ ﻭﺑﻴﺮﻣﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﻠﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺎﻧﻰ

ﻗﺎﻟﺖ " ﻣﺪﻳﺤﺔ ﻭﻫﻰ ﺗﻤﺴﻚ ﺑﻴﺪﻩ :

- ﺃﻭﻋﺪﻙ ﺍﻧﻰ ﻫﺤﺎﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﺩ ﻣﺎ ﺃﻗﺪﺭ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺩﻯ ﺗﻨﺠﺢ .. ﺑﺲ ﺍﻧﺖ ﻛﻤﺎﻥ ﺍﻭﻋﺪﻧﻰ ﺍﻧﻚ ﻣﺘﻌﻤﻠﺶ ﺍﻟﺤﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻠﻰ ﺑﺘﻀﺎﻳﻘﻨﻲ ﻣﻨﻚ

ﺿﺤﻚ ﻗﺎﺋﻼً :

- ﺍﻧﺘﻰ ﻋﺎﻳﺰﻩ ﺍﻟﺤﺎﻳﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﺑﻤﺒﻰ ﻭﻻ ﺍﻳﻪ .. ﺃﻛﻴﺪ ﻫﻀﺎﻳﻘﻚ ﻭﺗﻀﺎﻳﻘﻴﻨﻲ .. ﺃﻫﻢ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻧﻨﺎ ﻧﺤﻂ ﺧﻄﻮﻁ ﺣﻤﺮﺍ ﻓﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﻴﻨﺎ ﻣﺤﺪﺵ ﻣﻨﻨﺎ ﻳﺘﺨﻄﺎﻫﺎ .. ﻻﺯﻡ ﻧﺤﺘﺮﻡ ﺑﻌﺾ ﻳﺎ " ﻣﺪﻳﺤﺔ " ﺣﺘﻰ ﻓﻰ ﺧﻼﻓﺎﺗﻨﺎ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ

ﺃﻭﻣﺄﺕ ﺑﺮﺃﺳﻬﺎ ﻭﺍﺑﺘﺴﻤﺖ ﻗﺎﺋﻼً :

- ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻮﺍﻓﻘﺎﻙ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﻠﻰ ﻗﻮﻟﺘﻪ ﻳﺎ " ﻣﺪﺣﺖ 

ﺟﻠﺲ " ﺁﺩﻡ " ﺷﺎﺭﺩﺍً ﻓﻰ ﻣﻜﺘﺒﻪ .. ﻻ ﻳﻔﺘﺮ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻋﻦ ﺗﺮﺩﻳﺪ :

- ﺃﺳﺘﻐﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ

ﻳﻌﻠﻢ ﺟﻴﺪﺍً ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﺮﺯﻕ .. ﺗﻤﻨﻰ ﻟﻮ ﺗﻤﺮ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺳﺮﻳﻌﺎً ﻟﻴﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻋﺶ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻭﻳﺘﻢ ﺯﻓﺎﻓﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﻭﺳﻪ ﺍﻟﺘﻰ ﺍﺷﺘﺎﻕ ﻟﻘﺮﺑﻬﺎ .. ﺃﺧﺬ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻰ ﺣﻠﻮﻝ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺑﻬﺎ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺩﺧﻠﻪ ﻟﻴﺴﺒﻖ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻭﻳﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﻔﺼﻠﻪ ﻋﻦ ﺣﻠﻤﻪ .. ﺳﻤﻊ ﻃﺮﻗﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻓﺎﻋﺘﺪﻝ ﻓﻰ ﺟﻠﺴﺘﻪ ﻭﺃﺫﻥ ﻟﻠﻄﺎﺭﻕ ﺑﺎﻟﺪﺧﻮﻝ .. ﺩﺧﻞ " ﻛﺮﻳﻢ " ﺑﺈﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻪ ﺍﻟﻌﺬﺑﻪ ﻗﺎﺋﻼً :

- ﻓﺎﺿﻰ ﺷﻮﻳﻪ

ﺃﻭﻣﺄ " ﺁﺩﻡ " ﺑﺮﺃﺳﻪ .. ﺟﻠﺲ " ﻛﺮﻳﻢ " ﻗﺒﺎﻟﺘﻪ ﻭﻧﻈﺮ ﺍﻟﻴﻪ ﻗﺎﺋﻼً :

- ﺑﺺ ﻳﺎ ﻋﻢ " ﺁﺩﻡ " .. ﺍﻧﺖ ﺑﺘﻌﺘﺒﺮﻧﻰ ﺃﺥ ﻟﻴﻚ ﻭﻻ ﻷ

ﻗﺎﻝ " ﺁﺩﻡ " ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ :

- ﻃﺒﻌﺎً ﻳﺎ " ﻛﺮﻳﻢ " .. ﺩﻩ ﺍﻧﺖ ﺃﻛﺘﺮ ﻣﻦ ﺃﺥ .. ﻭﺑﺼﺮﻑ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺍﻧﻚ ﺃﺧﻮ " ﺁﻳﺎﺕ " ﻓﺮﺑﻨﺎ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻧﺎ ﺑﺤﺒﻚ ﺍﺯﺍﻯ ﻭﺑﺤﺘﺮﻣﻚ ﺍﺯﺍﻯ .. ﻭﺑﺠﺪ ﺑﻌﺘﺒﺮﻙ ﻣﺜﻞ ﺃﻋﻠﻰ ﻟﻴﺎ

ﺍﺑﺘﺴﻤﻰ " ﻛﺮﻳﻢ " ﻗﺎﺋﻼً :

- ﺭﺑﻨﺎ ﻳﻜﺮﻣﻚ ﻳﺎ " ﺁﺩﻡ " .. ﻟﻮ ﺍﻟﻠﻰ ﺑﺘﻘﻮﻟﻪ ﺩﻩ ﻣﻈﺒﻮﻁ ﻓﻌﻼً ﻳﺒﻘﻰ ﻫﺘﻮﺍﻓﻘﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺒﻰ

ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻴﻪ " ﺁﺩﻡ " ﺑﺈﻫﺘﻤﺎﻡ ﻭﻗﺎﻝ :

- ﺃﺃﻣﺮ ﻳﺎ " ﻛﺮﻳﻢ "

ﻗﺎﻝ " ﻛﺮﻳﻢ " ﺑﺨﻔﻪ :

- ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻠﻪ .. ﺑﺺ ﺑﺄﻩ .. ﻗﺒﻞ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻧﺖ ﺃﺧﻮﻳﺎ ﻓـ " ﺁﻳﺎﺕ " ﺃﺧﺘﻰ ﺍﻟﻤﻠﺰﻭﻣﺔ ﻣﻨﻰ .. ﺃﻧﺎ ﻋﺎﺭﻑ ﺍﻧﻨﺎ ﻣﺘﻜﻠﻤﻨﺎﺵ ﻓﻰ ﺃﻯ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻣﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻳﻪ ﻭﻗﺴﻤﻨﺎ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺑﻴﻨﺎ ﺯﻯ ﻣﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺘﻌﻤﻞ .. ﺍﻧﺖ ﻣﺘﻜﻠﻤﺘﺶ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺩﻩ ﻭﻻ ﺣﺪﺩﺕ ﺃﻯ ﺣﺎﺟﺔ

ﻗﺎﻝ " ﺁﺩﻡ " ﺑﺤﺮﺝ :

- ﻋﺎﺭﻑ ﺍﻧﻰ ﻣﺘﻜﻠﻤﺘﺶ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺩﻩ ﺑﺲ ﻣﺶ ﺯﻯ ﻣﺎ ﺍﻧﺖ ﻓﺎﻫﻢ .. ﺃﻧﺎ ﻧﻔﺴﻰ ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻠﻰ ﺃﺟﻴﺐ ﻟـ " ﺁﻳﺎﺕ " ﻛﻞ ﺣﺎﺟﺔ .. ﻭﺑﻌﺪﻳﻦ ﻳﺎ " ﻛﺮﻳﻢ " ﺍﻧﺖ ﺃﻛﺘﺮ ﻭﺍﺣﺪ ﻋﺎﺭﻑ ﺍﻥ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺽ ﻛﻞ ﺣﺎﺟﺔ ﺗﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺍﺟﻞ ﻣﺶ ﺍﻟﺴﺖ .. ﺯﻣﺎﻥ ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺑﻴﺘﺠﻮﺯﻭﺍ ﻣﻜﻨﺶ ﺣﺪ ﺑﻴﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﺗﻪ ﺍﻧﻬﺎ ﺗﺸﺎﺭﻛﻪ ﻓﻰ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ .. ﻛﺎﻥ ﺑﻴﺠﻬﺰ ﺑﻴﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺩ ﻣﻘﺪﺭﺗﻪ .. ﻭﺑﺼﺮﺍﺣﺔ ﺃﻧﺎ ﺷﺎﻳﻒ ﺍﻧﻰ ﺣﺎﺑﺐ ﺃﻋﻤﻞ ﻛﺪﻩ ﻣﻊ " ﺁﻳﺎﺕ " .. ﺍﻥ ﺟﺎﺑﺖ ﻫﻰ ﺣﺎﺟﺎﺕ ﻓﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺃﻫﻮ ﺑﻴﺘﻬﺎ .. ﺗﺠﻴﺐ ﺍﻟﻠﻰ ﻫﻰ ﻋﺎﻳﺰﺍﻩ .. ﻟﻜﻦ ﻣﺤﺒﺶ ﺃﻟﺰﻣﻬﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻭﺃﻗﻮﻟﻬﺎ ﻋﻠﻴﻜﻲ ﻛﺬﺍ ﻭﻋﻠﻴﺎ ﻛﺬﺍ

ﺍﺗﺴﻌﺖ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ " ﻛﺮﻳﻢ " ﻗﺎﺋﻼً :

- ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺮﺓ ﺃﻧﺎ ﻓﺎﻫﻢ ﻛﻼﻣﻚ ﺩﻩ ﻛﻮﻳﺲ .. ﻭﻋﺎﺭﻑ ﺍﻧﻚ ﻣﺘﻜﻠﻤﺘﺶ ﻓﻰ ﺣﺎﺟﺔ ﻋﺸﺎﻥ ﻛﺪﻩ .. ﺑﺲ ﺍﻟﻠﻰ ﻋﺎﻳﺰﻩ ﺃﻗﻮﻟﻬﻮﻟﻚ ﺍﻧﻰ ﺣﺎﺑﺐ ﺃﻫﺎﺩﻯ " ﺁﻳﺎﺕ "

ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻴﻪ " ﺁﺩﻡ " ﻭﻗﺪ ﻋﻘﺪ ﺟﺒﻴﻨﻪ ﻓﺄﻛﻤﻞ " ﻛﺮﻳﻢ " :

- ﺍﻟﺸﻘﺔ ﺍﻟﻠﻰ ﺟﻤﺒﻰ ﻓﺎﺿﻴﻪ .. ﻭﺃﻧﺎ ﻫﺨﺪﺗﻬﺎ ﻟـ " ﺁﻳﺎﺕ "

ﻗﺎﻝ " ﺁﺩﻡ " ﺑﺤﺰﻡ ﻭﺗﻘﻄﻴﺒﺔ ﺟﺒﻴﻨﻪ ﻓﻰ ﺗﺰﺍﻳﺪ :

- ﻣﻔﻴﺶ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻫﺎﺩﻳﻬﺎ ﺯﻯ ﻣﺎ ﺍﻧﺖ ﻋﺎﻳﺰ .. ﺑﺲ ﺍﻟﺸﻘﺔ ﺩﻯ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ﻧﻌﻴﺶ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻧﺎ ﻭﻫﻰ .. ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻠﻰ ﻫﺠﻴﺐ ﺍﻟﺸﻘﺔ ﻟـ " ﺁﻳﺎﺕ " ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺍﻳﺠﺎﺭ

ﺗﻨﻬﺪ " ﻛﺮﻳﻢ " ﻗﺎﺋﻼً :

- ﺍﻧﺖ ﺑﺘﻌﻤﻞ ﻓﺮﻕ ﻟﻴﻪ

ﻗﺎﻝ " ﺁﺩﻡ " ﺑﺤﺰﻡ ﺷﺪﻳﺪ :

- ﻣﺶ ﺑﻌﻤﻞ ﻓﺮﻕ ﺑﺲ ﻣﻌﻠﺶ ﻳﺎ " ﻛﺮﻳﻢ " ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺩﻩ ﻣﻨﺘﻬﻰ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻰ

ﻗﺎﻝ " ﻛﺮﻳﻢ " ﺑﻌﺪ ﺗﻔﻜﻴﺮ :

- ﻃﻴﺐ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﻠﻰ ﻛﻨﺖ ﻫﺤﻄﻪ ﻓﻰ ﺍﻟﺸﻘﺔ ﺃﻧﺎ ﻫﻬﺪﻳﻬﺎ ﺑﻴﻪ .. ﻭﺗﺠﻴﺒﻮﺍ ﻛﻞ ﺍﻟﻠﻰ ﻧﺎﻗﺼﻜﻮﺍ

ﻗﺎﻝ " ﺁﺩﻡ " ﺑﻀﻴﻖ :

- ﻭﺩﻯ ﺑﺮﺿﺔ ﻣﺮﻓﻮﺿﺔ .. ﻣﺶ ﻫﺨﻠﻴﻬﺎ ﺗﻔﺮﺵ ﻫﻰ ﺍﻟﺸﻘﺔ ﻭﺃﻧﺎ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻠﻴﺶ ﻻﺯﻣﻪ ﺧﺎﻟﺺ ﻛﺪﻩ

ﻫﺘﻒ " ﻛﺮﻳﻢ " :

- ﺣﻴﺮﺗﻨﻰ ﻣﻌﺎﻙ .. ﻃﻴﺐ ﺍﻳﻪ ﻳﺮﺿﻴﻚ

ﻗﺎﻝ " ﺁﺩﻡ " :

- " ﻛﺮﻳﻢ " ﺍﻗﻔﻞ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺩﻩ ﺃﺣﺴﻦ ﻻﻧﻪ ﻣﻨﺘﻬﻰ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻰ

ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻴﻪ " ﻛﺮﻳﻢ " ﻗﺎﺋﻼً :

- ﻃﻴﺐ ﻋﻨﺪﻯ ﻓﻜﺮﺓ .. ﺧﺪ ﺍﻧﺖ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻭﺍﺑﻘﻰ ﺭﺩﻫﻮﻟﻰ ﻓﻰ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻠﻰ ﻳﺮﻳﺤﻚ

ﻓﻜﺮ " ﺁﺩﻡ " ﻗﻠﻴﻼً ﻭﻫﻮ ﻣﻘﻄﺐ ﺍﻟﺠﺒﻴﻦ ﺛﻢ ﻫﺰ ﺭﺃﺳﻪ ﻧﻔﻴﺎً ﻭﻗﺎﻝ :

- ﻷ ﺑﺮﺩﻩ

ﻫﺘﻒ " ﻛﺮﻳﻢ " :

- ﻳﺎ " ﺁﺩﻡ " ﻣﺘﺒﻘﺎﺵ ﻋﻨﻴﺪ .. ﺃﻗﻮﻟﻚ .. ﺍﻣﻀﻴﻠﻲ ﻭﺻﻞ ﺃﻣﺎﻧﻪ

ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻴﻪ " ﺁﺩﻡ " ﺑﺈﻫﺘﻤﺎﻡ ﻓﻘﺎﻝ " ﻛﺮﻳﻢ " :

- ﺃﻇﻦ ﻛﺪﻩ ﻣﻨﺎﺳﺐ .. ﺍﻣﻀﻴﻠﻴﻰ ﻭﺻﻞ ﺃﻣﺎﻧﻪ ﺃﺛﺒﺖ ﺣﻘﻰ ﺑﻴﻪ .. ﻭﺍﺑﻘﻰ ﺍﺩﻓﻊ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩ ﺍﻟﻠﻰ ﻳﺮﻳﺤﻚ

ﺗﻨﻬﺪ " ﺁﺩﻡ " ﻭﺑﻌﺪ ﺗﻔﻜﻴﺮ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﻗﺎﻝ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻓﻊ ﺣﺎﺟﺒﻴﻪ ﺑﺤﺰﻡ :

- ﺃﻧﺎ ﻣﻤﻜﻦ ﺃﺧﺪ ﺍﻟﻔﻠﻮﺱ ﺑﺸﺮﻁ ﻭﺍﺣﺪ .. ﻫﻜﺘﺒﻠﻚ ﻭﺻﻼﺕ ﺃﻣﺎﻧﻪ ﻣﺶ ﻭﺻﻞ ﻭﺍﺣﺪ .. ﻛﻞ ﻭﺻﻞ ﺑﻤﻌﺎﺩ ﻣﺤﺪﺩ ﻟﻠﺪﻓﻊ ﻭﺑﻤﺒﻠﻎ ﻣﺤﺪﺩ .. ﻳﻨﺎﺳﺒﻚ ﻛﺪﻩ

ﺃﻭﻣﺄ " ﻛﺮﻳﻢ " ﺑﺮﺃﺳﻪ ﻣﺒﺘﺴﻤﺎً ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ :

- ﺃﻳﻮﺓ ﻣﻨﺎﺳﺒﻨﻰ

ﺃﺧﺮﺝ " ﻛﺮﻳﻢ " ﺩﻓﺘﺮ ﺷﻴﻜﺎﺗﻪ ﻭﺩﻭﻥ ﺑﻴﺎﻧﺎﺗﻪ ﺛﻢ ﺃﻋﻄﺎﻩ ﺍﻟﻰ " ﺁﺩﻡ " ﺍﻟﺬﻯ ﻣﺰﻗﻪ ﻓﻮﺭﺍً ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ 

- ﺩﻩ ﻷ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺩﻩ ﻛﺒﻴﺮ

ﺗﻨﻬﺪ " ﻛﺮﻳﻢ " ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻪ ﺑﻐﻴﻆ .. ﺛﻢ ﺩﻭﻥ ﺑﻴﺎﻧﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﺃﻋﻄﺎﻩ ﻟـ " ﺁﺩﻡ " ﺍﻟﺬﻯ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻴﻪ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻟﺮﺿﺎ .. ﺛﻢ ﺍﺧﺮﺝ ﻋﺪﺓ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﻭﻛﺘﺐ ﻭﺻﻮﻻﺕ ﺍﻷﻣﺎﻧﻪ ﻭﺳﻠﻤﻬﺎ ﺍﻟﻰ " ﻛﺮﻳﻢ " .. ﺛﻢ ﻧﻬﺾ ﻭﺍﻟﺘﻒ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﻣﻌﺎﻧﻘﺎً ﺍﻳﺎﻫﺎ ﻗﺎﺋﻼً ﺑﺈﻣﺘﻨﺎﻥ :

- ﺗﺴﻠﻢ ﻳﺎ " ﻛﺮﻳﻢ " .. ﺍﻧﺖ ﻓﻌﻼً ﺭﺍﺟﻞ ﺟﺪﻉ ﺃﻭﻯ

ﺍﺑﺘﺴﻢ ﻟﻪ " ﻛﺮﻳﻢ " ﻭﻗﺎﻝ :

- ﻳﺎ ﻋﻢ ﻣﺘﻘﻮﻟﺶ ﻛﺪﻩ .. ﺭﺑﻨﺎ ﻳﻮﻓﻘﻜﻮﺍ ﻭﻳﺘﻤﻤﻠﻜﻮﺍ ﺑﺨﻴﺮ

ﺧﺮﺝ " ﻛﺮﻳﻢ " ﻣﻦ ﻣﻜﺘﺐ " ﺁﺩﻡ " ﺍﻟﺬﻯ ﺍﺗﺴﻌﺖ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻪ ﻭﻇﻞ ﻳﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻠﺴﺎﻧﻪ ﻭﻗﻠﺒﻪ ﻭﻛﻞ ﺟﻮﺍﺭﺣﻪ .. ﺧﺮﺝ " ﻛﺮﻳﻢ " ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﻭﺻﻮﻻﺕ ﺍﻷﻣﺎﻧﻪ .. ﺛــــﻢ .. ﻣﺰﻗﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﻗﻄﻊ ﺻﻐﻴﺮﻩ ﻭﺃﻟﻘﺎﻫﺎ ﻣﺒﺘﺴﻤﺎً ﻓﻰ ﺃﻭﻝ ﺳﻠﺔ ﻗﻤﺎﻣﺔ ﻗﺎﺑﻠﺘﻪ 

ﺟﻠﺴﺖ " ﺳﻤﺮ " ﻟﻴﻠﺔ ﻋﺮﺳﻬﺎ ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﻓﺴﺘﺎﻥ ﺯﻓﺎﻓﻬﺎ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﻭﻋﻴﻮﻧﻬﺎ ﺗﻠﻤﻊ ﺑﻌﺒﺮﺍﺕ ﺧﻔﻴﻔﻪ ﻭﺑﺎﺗﺴﺎﻣﻪ ﺻﻐﻴﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺛﻐﺮﻫﺎ .. ﻋﻠﻘﺘﻪ ﻓﻰ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﺮﺗﻔﻊ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺘﻜﺮﻣﺶ ﺛﻢ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﻰ ﻓﺮﺍﺷﻬﺎ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺷﺮﺑﺖ ﻛﻮﺑﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺒﻦ ﺍﻟﺪﺍﻓﺊ ﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻰ ﻓﺴﺘﺎﻧﻬﺎ ﺑﻔﺮﺡ .. ﺛﻢ ﻣﺎ ﻟﺒﺜﺖ ﺃﻥ ﺍﺧﺘﻔﺖ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻪ ﺍﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺎً ﻭﻟﻤﻌﺖ ﺍﻟﻌﺒﺮﺍﺕ ﻓﻰ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ .. ﺣﺘﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﻛﺒﺌﺮ ﻓﺎﺽ ﺑﻤﺎﺋﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺣﻮﻟﻪ .. ﻣﺴﺤﺖ ﻋﺒﺮﺍﺗﻬﺎ ﺑﺄﺻﺎﺑﻌﻬﺎ ﻭﻫﻰ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺗﻤﺎﻟﻚ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺟﺪﻭﻯ .. ﻓﺘﺤﺖ ﺃﻣﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻓﺠﺄﺓ ﻣﺒﺘﺴﻤﺔ ﻭﻫﻰ ﺗﻘﻮﻝ ﺑﻤﺮﺡ :

- " ﺳﻤﺮ " .. ﺃﻧﺎ 

ﺗﺠﻤﺪﺕ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺛﻐﺮﻫﺎ ﻭﻫﻰ ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ " ﺳﻤﺮ " ﺍﻟﺒﺎﻛﻴﺔ .. ﺍﻗﺘﺮﺑﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻠﻮﻋﺔ ﻭﻗﺎﻟﺖ :

- " ﺳﻤﺮ " ﻣﺎﻟﻚ .. ﺍﺗﺨﺎﻧﻘﺘﻰ ﺍﻧﺘﻰ ﻭ " ﺯﻳﺎﺩ " 

ﻫﺰﺕ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻧﻔﻴﺎً .. ﻭﻫﻰ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺗﻬﺪﺉ ﻣﻦ ﺭﻭﻋﻬﺎ .. ﺟﻠﺴﺖ ﺃﻣﻬﺎ ﺑﺠﻮﺍﺭﻫﺎ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻭﻫﻰ ﺗﻤﺴﺢ ﻋﺒﺮﺍﺗﻬﺎ ﺑﻴﺪﻫﺎ :

- ﺃﻣﺎﻝ ﻣﺎﻟﻚ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻰ

ﻗﺎﻟﺖ " ﺳﻤﺮ " ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺮﺗﺠﻒ ﻭﻫﻰ ﺗﻀﻢ ﻗﺪﻣﻴﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺻﺪﺭﻫﺎ :

- ﻛﺎﻥ ﻧﻔﺴﻰ ﺑﺎﺑﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﻟﻴﻰ ... ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻳﻮﻡ ﻓﺮﺣﻰ .. ﺣﺴﻪ ﺍﻥ ﻣﻠﻴﺶ ﺣﺪ .. ﻛﺎﻥ ﻧﻔﺴﻰ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻰ ﻳﺴﻠﻤﻨﻰ ﻟـ " ﺯﻳﺎﺩ " ﻭﻳﻘﻮﻟﻪ ﺧﻠﻰ ﺑﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﺑﻨﺘﻰ .. ﻣﺘﺰﻋﻠﻬﺎﺵ .. ﻣﺘﻀﺎﻳﻘﻬﺎﺵ .. ﻛﺎﻥ ﻧﻔﺴﻰ ﺃﺷﻮﻑ ﺍﻟﻔﺮﺣﻪ ﻓﻰ ﻋﻨﻴﻪ .. ﻭﻳﻌﻴﻂ ﻭﻳﻘﻮﻟﻰ ﻫﺘﻮﺣﺸﻴﻨﻲ ﻳﺎ " ﺳﻤﺮ

ﺃﻧﻬﺖ ﻛﻼﻣﻬﺎ ﻟﺘﺠﻬﺶ ﻓﻰ ﺑﻜﺎﺀ ﺣﺎﺭ ﻭﻫﻰ ﺗﻬﺘﻒ

- ﻟﻜﻦ ﺃﻧﺎ ﻣﺶ ﻓﺎﺭﻗﻪ ﻣﻌﺎﻩ ﺃﺻﻼً .. ﻣﺶ ﻓﺎﺭﻗﻪ ﺣﺘﻰ ﺍﻧﻪ ﻳﺸﻮﻓﻨﻰ ﻭﻻ ﻳﻄﻤﻦ ﻋﻠﻴﺎ .. ﺧﻠﻔﻨﻰ ﻟﻴﻪ ﻃﻴﺐ .. ﺧﻠﻔﻨﻰ ﻟﻴﻪ ؟

ﻟﻢ ﺗﺘﻤﺎﻟﻚ ﺃﻣﻬﺎ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻫﻰ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻭﻭﺿﻌﺖ ﻛﻔﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﻤﻬﺎ ﻟﺘﺠﻬﺶ ﻫﻰ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻓﻰ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ  ﻗﺎﻟﺖ " ﺳﻤﺮ " ﺑﺼﻮﺕ ﺑﺎﻛﻰ ﻳﺌﻦ ﺃﻟﻤﺎً :

- ﻋﺎﺭﻓﻪ ﺭﻏﻢ ﻛﻞ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﺍﻟﻠﻰ ﻓﺎﺗﺖ ﺩﻯ .. ﺃﻧﺎ ﻟﺴﻪ ﻋﻨﺪﻯ ﺃﻣﻞ ﺍﻧﻪ ﻓﻰ ﻳﻮﻡ ﻗﻠﺒﻪ ﻳﺤﻦ ﻭﻳﺴﺄﻝ ﻋﻠﻴﺎ .. ﻋﺎﺭﻓﻪ ﻟﻮ ﺟﺎﻟﻰ ﻭﻗﺎﻟﻰ ﺳﺎﻣﺤﻴﻨﻲ ﺃﻧﺎ ﻫﻌﻤﻞ ﺍﻳﻪ ؟

ﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﺃﻣﻬﺎ ﻟﺘﺮﻯ ﺫﺍﻙ ﺍﻷﻟﻢ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﻨﻄﻖ ﺑﻪ ﻭﺟﻪ " ﺳﻤﺮ " ﻭﺩﻣﻮﻋﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻗﻄﺔ ﻭﻫﻰ ﺗﻘﻮﻝ ﺑﻤﺮﺍﺭﺓ :

- ﻫﺴﺎﻣﺤﻪ .. ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻫﺴﺎﻣﺤﻪ .. ﻭﻫﻨﺴﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﺟﺔ .. ﺑﺲ ﻫﻮ ﻳﻴﺠﻰ ﺑﺲ .. ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺄﻝ ﻋﻠﻴﺎ .. ﺩﻩ ﻣﻴﻌﺮﻓﺶ ﺣﺘﻰ ﺍﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﻋﺎﻳﺸﺔ ﻭﻻ ﻣﻴﺘﻪ

ﺗﻨﻬﺪﺕ ﺃﻣﻬﺎ ﺑﻘﻮﺓ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﻄﻔﺊ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﺘﻰ ﺷﻌﺮﺕ ﺑﻬﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﺻﺪﺭﻫﺎ .. ﺛﻢ ﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻰ " ﺳﻤﺮ " ﺑﺘﺮﺩﺩ .. ﺑﺨﻮﻑ .. ﺑﺄﻟﻢ .. ﺑﺨﺠﻞ .. ﺑﻀﻴﻖ .. ﺑﺤﻨﺎﻥ .. ﺑﺄﺳﻒ .. ﻭﻗﺎﻟﺖ :

- ﻷ ﻋﺎﺭﻑ

ﺗﻮﻗﻔﺖ " ﺳﻤﺮ " ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻟﺘﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﻓﻬﻢ .. ﻓﺄﻛﻤﻠﺖ ﺃﻣﻬﺎ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺮﺗﺠﻒ :

- ﻋﺎﺭﻑ ﺍﻧﻚ ﻋﺎﻳﺸﺔ .. ﻭﺍﻧﻚ ﻛﺒﺮﺗﻰ ﻭﺩﺧﻠﺘﻰ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ .. ﻭﻣﺶ ﻧﺎﻗﺼﻚ ﺣﺎﺟﺔ

ﺍﺗﺴﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎ " ﺳﻤﺮ " ﻓﻰ ﻣﺤﺠﺮﻳﻬﻤﺎ ﺑﺸﺪﺓ .. ﻭﻓﻐﺮﺕ ﻓﺎﻫﺎ ﻓﻰ ﺩﻫﺸﺔ ﻭﻗﺪ ﺷﻠﺖ ﺍﻟﺼﺪﻣﺔ ﻟﺴﺎﻧﻬﺎ .. ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻭﺑﻠﻌﺖ ﺭﻳﻘﻬﺎ ﻭﻫﻰ ﺗﻘﻮﻝ ﺑﻠﻬﻔﺔ :

- ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻳﻪ .. ﻭﻫﻴﻌﺮﻑ ﻣﻨﻴﻦ .. ﻣﺶ ﻓﺎﻫﻤﺔ .. ﻭﺍﻧﺘﻰ ﻋﺮﻓﻨﻰ ﻣﻨﻴﻦ .. ﺍﻧﺘﻰ ﺑﺘﻘﻮﻟﻰ ﺍﻳﻪ

ﻗﺎﻟﺖ ﺃﻣﻬﺎ ﻭﻫﻰ ﺗﻐﺎﻟﺐ ﻋﺒﺮﺍﺗﻬﺎ :

- ﺃﺑﻮﻛﻰ ﺍﺗﺼﻞ ﺑﻴﺎ ﻳﻄﻤﻦ ﻋﻠﻴﻜﻲ ﻳﺎ " ﺳﻤﺮ "

ﺃﻣﺴﻜﺘﻬﺎ " ﺳﻤﺮ " ﻣﻦ ﺫﺭﺍﻋﻬﺎ ﺑﻘﻮﺓ ﻭﻫﻰ ﺗﻬﺘﻒ ﺑﻠﻬﻔﺔ :

- ﻣﺎﻣﺎ ﺍﻧﺘﻰ ﺑﺘﻘﻮﻟﻰ ﺍﻳﻪ .. ﺍﺯﺍﻯ ﻳﻌﻨﻲ .. ﺑﺎﺑﺎ ﺑﻴﻜﻠﻤﻚ ﻭﺍﻧﺘﻰ ﺑﺘﻜﻠﻤﻴﻪ .. ﺍﺯﺍﻯ ﻳﻌﻨﻲ .. ﻣﺎﻣﺎ ﻓﻬﻤﻴﻨﻲ ﺃﺑﻮﺱ ﺍﻳﺪﻙ

ﻫﺘﻔﺖ ﺃﻣﻬﺎ ﺑﺄﻟﻢ ﻭﻫﻰ ﺗﻌﺎﻭﺩ ﺑﻜﺎﺋﻬﺎ :

- ﺃﺑﻮﻛﻰ ﺍﻟﻤﺤﺘﺮﻡ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ ﺳﺎﺑﻨﻰ ﻭﺳﺎﺑﻚ ﻭﺳﺎﻓﺮ ﻣﻨﻌﺮﻓﺶ ﻋﻨﻪ ﺣﺎﺟﺔ ﺭﺟﻊ ﺍﻓﺘﻜﺮ ﺑﻌﺪ 15 ﺳﻨﺔ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻥ ﻋﻨﺪﻩ ﺯﻭﺟﺔ ﻭﺑﻨﺖ .. ﺍﺗﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻴﻔﻮﻥ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻰ ﻛﻨﺎ ﻋﺎﻳﺸﻴﻦ ﻓﻴﻪ .. ﺣﺎﻭﻝ ﻳﻌﺘﺬﺭ ﻭﻳﺘﺄﺳﻒ ﻛﺎﻥ ﻣﻤﻜﻦ ﺃﺳﺎﻣﺤﻪ ﺑﺲ 

ﺛﻢ ﻫﺘﻔﺖ ﺑﻐﻀﺐ ﻭﻣﺮﺍﺭﺓ :

- ﻟﻘﻴﺘﻪ ﺑﻴﻘﻮﻟﻰ ﺍﻧﻪ ﺍﺗﺠﻮﺯ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺍﻟﻠﻰ ﻛﺎﻥ ﻋﺎﻳﺶ ﻓﻴﻬﺎ .. ﻭﺧﻠﻒ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﻤﺎﻥ .. ﻭﻗﺎﻟﻰ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺍﻧﻪ ﺭﺟﻊ ﻣﺼﺮ ﻫﻮ ﻭﻣﺮﺍﺗﻪ ﻭﻭﻻﺩﻩ ﻭﻋﺎﻳﺰ ﻳﺸﻮﻓﻨﻰ ﻭﻳﺸﻮﻓﻚ

ﺍﺗﺴﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎ " ﺳﻤﺮ " ﻭﻫﻰ ﺗﺴﻤﻊ ﻣﺼﺪﻭﻣﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻋﺘﺮﺍﻑ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﻰ ﺃﻛﻤﻠﺖ ﺑﺤﺪﻩ :

- ﻃﺒﻌﺎً ﺭﻓﻀﺖ ﻭﻗﻮﻟﺘﻪ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ﺃﺧﻠﻴﻚ ﺗﺸﻮﻓﻨﻰ ﻭﻻ ﺗﺸﻮﻑ ﺑﻨﺘﻚ .. ﺣﺎﻭﻝ ﻛﺘﻴﺮ ﻭﺍﺗﺮﺟﺎﻧﻰ ﻛﺘﻴﺮ .. ﺑﺲ ﺍﺣﻨﺎ ﻛﻨﺎ ﺧﻼﺹ ﻇﺒﻄﻨﺎ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻩ .. ﻭﻣﻌﺪﻟﻮﺵ ﻭﺟﻮﺩ ﺑﻴﻨﺎ

ﻫﺘﻔﺖ " ﺳﻤﺮ " ﺑﺤﺪﻩ :

- ﻟﻴﻪ ﻣﺎ ﻗﻮﻟﺘﻠﻴﺶ ﻳﺎ ﻣﺎﻣﺎ .. ﻟﻴﻪ ﻟﻤﺎ ﺍﺗﺼﻞ ﺑﻴﻜﻲ ﻣﺎ ﻗﻮﻟﺘﻠﻴﺶ

ﻗﺎﻟﺖ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﺑﻐﻀﺐ ﻫﺎﺩﺭ :

- ﺃﻗﻮﻟﻚ ﻟﻴﻪ .. ﺩﻩ ﻭﺍﺣﺪ ﺑﺎﻋﻨﻰ ﻭﺑﺎﻋﻚ ﻭﺭﺍﺡ ﻋﺎﺵ ﻓﻰ ﺑﻠﺪ ﺗﺎﻧﻴﺔ ﻭﻛﻮﻥ ﺃﺳﺮﻩ ﺗﺎﻧﻴﺔ .. ﻭﻭﻗﺖ ﻣﺎ ﺣﺐ ﻳﻨﺰﻝ ﻣﺼﺮ ﺍﻓﺘﻜﺮ ﺍﻧﻪ ﻟﻪ ﺑﻨﺖ ﻣﺨﻠﻔﻬﺎ .. ﺩﻩ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻴﺴﺘﺤﻘﺶ ﺍﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺏ

ﻗﺎﻟﺖ " ﺳﻤﺮ " ﺑﺎﻛﻴﻪ :

- ﻭﺃﻧﺎ ﻗﻮﻟﺘﻠﻚ ﺍﻧﻰ ﻣﺴﺘﻌﺪﻩ ﺃﺳﺎﻣﺤﻪ .. ﺍﻧﺘﻰ ﻣﺘﻌﺮﻓﻴﺶ ﺍﺣﺴﺎﺳﻰ ﻭﺃﻧﺎ ﻋﺎﻳﺴﺔ ﻭﻋﺎﺭﻑ ﺍﻥ ﻟﻴﺎ ﺃﺏ ﻭﻧﺎﺳﻴﻨﻲ ﻭﻣﺒﻴﺴﺄﻟﻚ ﻋﻠﻴﺎ .. ﻟﻴﻪ ﻣﺎ ﻗﻮﻟﺘﻠﻴﺶ ﻭﻗﺖ ﻣﺎ ﺍﺗﺼﻞ ﻳﺎ ﻣﺎﻣﺎ .. ﻟﻴﻪ .. ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﻘﻰ ﺃﻋﺮﻑ

ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﺤﺪﺙ ﻧﻔﺴﻬﺎ :

- ﻳﻌﻨﻲ ﻟﻤﺎ ﺍﺗﺼﻞ ﺑﻴﻜﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﻧﺎ ﻋﻨﺪﻯ 15 ﺳﻨﺔ ﻭﻻ 16 ﺳﻨﺔ .. ﻛﺎﻥ ﻣﻤﻜﻦ ﺗﺮﻳﺤﻴﻨﻲ ﻭﺗﻘﻮﻟﻴﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﺍﻧﻪ ﺍﺗﺼﻞ ﺑﻴﺎ .. ﺍﻧﻪ ﺳﺄﻝ ﻋﻨﻰ .. ﺑﺪﻝ ﻣﺎ ﺗﺴﻴﺒﻨﻰ ﺃﺗﻌﺬﺏ ﻛﺪﻩ

ﺛﻢ ﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻴﻪ ﻭﻫﺘﻔﺖ :

- ﺣﺮﺍﻡ ﻋﻠﻴﻜﻰ ﻟﻴﻪ ﺗﺤﺮﻣﻴﻨﻰ ﻣﻨﻪ

ﻗﺎﻟﺖ ﺃﻣﻬﺎ ﺑﻐﻀﺐ :

- ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻰ ﺣﺮﻣﻚ ﻣﻨﻪ ﻣﺶ ﺃﻧﺎ

ﻗﺎﻟﺖ " ﺳﻤﺮ " ﺑﻌﺘﺎﺏ :

- ﺍﻧﺖ ﺑﺼﻴﺘﻰ ﻟﻜﺮﺍﻣﺘﻚ ﻳﺎ ﻣﺎﻣﺎ ﻭﻟﺰﻋﻠﻚ ﻣﻨﻪ ﻟﻜﻦ ﻣﺒﺼﺘﻴﺶ ﺍﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﺃﻧﺎ ﻣﺤﺘﺠﺎﻩ ﻓﻰ ﺣﻴﺎﺗﻰ ﻭﻻ ﻷ .. ﻣﺶ ﻣﻦ ﺣﻘﻚ ﺗﺤﺮﻣﻴﻨﻲ ﻣﻨﻪ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻃﻠﺐ ﻳﺸﻮﻓﻨﻰ .. ﺃﻯ ﺯﻭﺝ ﻭﺯﻭﺟﺔ ﻟﻤﺎ ﺑﻴﻨﻔﺼﻠﻮﺍ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺽ ﻣﻴﺪﺧﻠﻮﺵ ﻭﻻﺩﻫﻢ ﻓﻰ ﺧﻼﻓﺎﺗﻬﻢ .. ﻫﻤﺎ ﻣﻠﻬﻤﺶ ﺫﻧﺐ .. ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺍﻷﻡ ﻛﺮﻫﺖ ﺍﻷﺏ ﻭﺍﻷﺏ ﻛﺮﻩ ﺍﻷﻡ ﻭﻻﺩﻫﻢ ﻫﻴﻔﻀﻠﻮﺍ ﻳﺤﺒﻮﻫﻢ ﻫﻤﺎ ﺍﻻﺗﻨﻴﻦ .. ﻭﻫﻴﻔﻀﻠﻮﺍ ﻣﺤﺘﺎﺟﻴﻨﻠﻬﻢ ﻫﻤﺎ ﺍﻟﺘﻨﻴﻦ .. ﻭﺣﺮﺍﻡ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻴﻬﻢ ﻳﺤﺮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻧﻰ ﻣﻦ ﻭﻻﺩﻩ .. ﺣﺮﺍﻡ .. ﻛﺎﻥ ﻻﺯﻡ ﺗﺒﺼﻴﻠﻰ ﺃﻧﺎ ﻭﺗﻬﺘﻤﻰ ﺑﻤﺸﺎﻋﺮﻯ ﺃﻧﺎ ﻣﺶ ﺑﻤﺸﺎﻋﺮﻙ ﺍﻧﺘﻰ .. ﻛﺎﻥ ﻻﺯﻡ ﺗﺸﻮﻓﻰ ﺃﻧﺎ ﻣﺤﺘﺎﺟﻪ ﺑﺎﺑﺎ ﻭﻻ ﻷ .. ﻋﺎﻳﺰﻩ ﺃﺷﻮﻓﻪ ﻭﻳﺸﻮﻓﻨﻰ ﻭﻻ ﻷ .. ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺍﻧﺘﻰ ﻛﺮﻫﺘﻴﻪ ﺃﻣﺎ ﻣﺶ ﻫﻘﺪﺭ ﺃﻛﺮﻫﻪ ﺃﻧﺎ ﺑﺤﺒﻪ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺎ ﺃﺷﻮﻓﻪ .. ﺣﺮﺍﻡ ﻋﻠﻴﻜﻲ ﺍﻟﻠﻰ ﻋﻤﻠﺘﻴﻪ ﻓﻴﺎ

ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺎﻛﻴﺔ :

- ﺍﻧﺘﻰ ﻛﺪﻩ ﻗﺎﻃﻌﻪ ﻟﻠﺮﺣﻢ ﻳﺎ ﻣﺎﻣﺎ .. ﺑﻌﺪﺗﻴﻨﻲ ﻋﻦ ﺑﺎﺑﺎ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﺩﻯ .. ﻋﺎﺭﻓﻪ ﺭﺑﻨﺎ ﺑﻴﻘﻮﻝ ﺍﻳﻪ ﻋﻦ ﻗﺎﻃﻊ ﺍﻟﺮﺣﻢ .. " ﻭَﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻳَﻨْﻘُﻀُﻮﻥَ ﻋَﻬْﺪَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻣِﻦْ ﺑَﻌْﺪِ ﻣِﻴﺜَﺎﻗِﻪِ ﻭَﻳَﻘْﻄَﻌُﻮﻥَ ﻣَﺎ ﺃَﻣَﺮَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺑِﻪِ ﺃَﻥْ ﻳُﻮﺻَﻞَ ﻭَﻳُﻔْﺴِﺪُﻭﻥَ ﻓِﻲ ﺍﻷَﺭْﺽِ ﺃُﻭﻟَﺌِﻚَ ﻟَﻬُﻢُ ﺍﻟﻠَّﻌْﻨَﺔُ ﻭَﻟَﻬُﻢْ ﺳُﻮﺀُ ﺍﻟﺪَّﺍﺭِ "

ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ :

- ﻋﺎﺭﻑ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻴﻘﻮﻝ ﺍﻳﻪ  " ﺇﻥ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺑﻨﻲ ﺁﺩﻡ ﺗﻌﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﺸﻴﺔ ﻛﻞ ﺧﻤﻴﺲ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻓﻼ ﻳﻘﺒﻞ ﻋﻤﻞ ﻗﺎﻃﻊ ﺭﺣﻢ "

ﺗﻨﻬﺪﺕ ﺃﻣﻬﺎ ﺑﺄﺳﻬﺎ ﻭﻫﻰ ﻣﻄﺮﻗﺔ ﺑﺮﺃﺳﻬﺎ ﻣﻐﻤﻀﺔ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻦ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻮﻫﻦ .. ﺭﺑﺘﺖ " ﺳﻤﺮ " ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻫﺎ ﻗﺎﺋﻠﻪ ﺑﻘﻠﻖ :

- ﻣﺎﻣﺎ ﺍﻧﺘﻰ ﻛﻮﻳﺴﺔ ؟

ﺃﻭﻣﺄﺕ ﺑﺮﺃﺳﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻔﺘﺢ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ .. ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻭﻫﻀﺖ ﻭﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ .. ﺃﺳﻨﺪﺕ " ﺳﻤﺮ " ﺑﺮﺃﺳﻬﺎ ﺍﻟﺬﻯ ﺃﺻﺎﺑﻌﻪ ﺍﻟﺼﺪﺍﻉ ﺍﻟﻰ ﻭﺳﺎﺩﺗﻬﺎ ﻭﻫﻰ ﺗﻔﻜﺮ ﻓﻰ ﺃﺳﻰ ﻓﻲ ﺍﻋﺘﺮﺍﻓﺎﺕ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﻰ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺘﻮﻗﻌﻬﺎ ﻗﻂ .. ﻋﺎﺩﺕ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﺣﺎﻣﻠﺔ ﻫﺎﺗﻔﻬﺎ .. ﺃﻋﻄﺘﻬﺎ ﻟﻬﺎ ﻗﺎﺋﻠﻪ :

- ﺩﻩ ﺭﻗﻤﻪ .. ﺍﺣﺘﻔﻈﺖ ﺑﺮﻗﻤﻪ .. ﻣﻌﺮﻓﺶ ﻟﻴﻪ ﺍﺣﺘﻔﻈﺖ ﺑﻴﻪ .. ﺑﺲ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﻇﻬﺎﺭ .. ﻭﻟﻘﻴﺖ ﻧﻔﺴﻰ ﺑﺤﺘﻔﻆ ﺑﺎﻟﺮﻗﻢ ﻭﺑﻜﺘﺒﻪ ﻋﻨﺪﻯ ﻓﻰ ﻭﺭﻗﺔ

ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ :

- ﻣﻌﺮﻓﺶ ﻟﻮ ﺍﺗﺼﻠﺘﻰ ﻫﺘﻼﻗﻰ ﺣﺪ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻴﻜﻲ ﻭﻻ ﻷ .. ﺃﻧﺎ ﻣﺠﺮﺑﺘﺶ ﺃﺗﺼﻞ ﺑﻴﻪ ﺃﺑﺪﺍً

ﺗﺮﻛﺘﻬﺎ ﺃﻣﻬﺎ ﻭﺃﻏﻠﻘﺖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺧﻠﻔﻬﺎ .. ﻧﻈﺮﺕ " ﺳﻤﺮ " ﺍﻟﻰ ﺭﻗﻢ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﺍﻟﻤﺪﻭﻥ ﻓﻰ ﻫﺎﺗﻒ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ .. ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺨﻴﻂ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻯ ﻗﺪ ﻳﺼﻠﻬﺎ ﺑﻮﺍﻟﺪﻫﺎ ﻣﺮﺓ ﺍﺧﺮﻯ ..

ﺗُﺮﻯ ﺃﺗﺄﺧﺬ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺨﻄﻮﺓ ﻭﺗﻬﺎﺗﻔﻪ .. ﻟﻢ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﻭﻗﺘﺎً ﻟﻠﺘﻔﻜﻴﺮ .. ﺍﺗﺼﻠﺖ ﺑﺄﻳﺪﻱ ﻣﺮﺗﻌﺸﺔ ﻭﺑﻘﻠﺐ ﻭﺟﻞ ﻭﻣﺸﺎﻋﺮ ﻣﻀﻄﺮﺑﺔ .. ﺳﻤﻌﺖ ﺍﻟﺮﻧﻴﻦ ﻛﺎﻟﻄﻨﻴﻦ ﻓﻰ ﺃﺫﻧﻬﺎ .. ﻣﻤﻞ .. ﺭﺗﻴﺐ .. ﺛــﻢ :

- ﺃﻟﻮ

ﺻﻮﺕ ﺭﺟﻮﻟﻰ .. ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﺗﺘﺒﻴﻦ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺻﻐﻴﺮﺍً ﺃﻡ ﻛﺒﻴﺮﺍً .. ﺭﺩ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ :

- ﺃﻟﻮ .. ﺃﻟﻮ

ﺻﻮﺗﻪ ﺃﺟﺶ .. ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺳﻨﻪ  ﺃﻏﻠﻖ ﺍﻟﺨﻂ ! .. ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ 

- ﺃﻳﻮ .. ﻣﻴﻦ ﺑﻴﺘﺼﻞ .. ﺍﻟﺨﻂ ﻣﻔﺘﻮﺡ ﺭﺩ

ﺗﻨﺤﻨﺤﺖ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺑﺼﻮﺕ ﺧﺎﻓﺖ ﺟﺪﺍً :

- ﺃﻟﻮ

- ﺃﻳﻮﺓ .. ﻣﻴﻦ ؟

ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻘﻮﻝ .. ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﺃﻡ ﻻ .. ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺮﺗﺠﻒ ﻣﻀﻄﺮﺏ :

- ﺃﻧﺎ .. ﺍﻧﺎ " ﺳﻤﺮ " .. ﻣﻤﻜﻦ ﺃﻛﻠﻢ .

ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻝ ﺑﺎﺑﺎ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ .. ﺍﻏﺮﻭﺭﻗﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺑﺎﻟﻌﺒﺮﺍﺕ .. ﻟﻢ ﺗﻨﻄﻖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻗﻂ .. ﻟﻢ ﺗﻮﺟﻬﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺭﺟﻞ ﻗﻂ .. ﻛﻴﻒ ﺗﻨﻄﻘﻬﺎ ﺍﻵﻥ .. ﻗﺎﻝ ﺑﺼﻮﺕ ﻳﺒﺪ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ :

- ﺃﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﻋﺎﻳﺰﺓ ﺃﺗﻜﻠﻢ ﻣﻊ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ 

ﻟﻢ ﺗﻜﻤﻞ ﺣﺪﻳﺜﻬﺎ .. ﻗﺎﻃﻌﻬﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻗﺎﺋﻼً :

- " ﺳﻤﺮ " !

ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﺭﺗﺠﺎﻓﺔ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻭﻫﻰ ﺗﻘﻮﻝ :

- ﺃﻧﺎ .. ﺃﻳﻮﺓ ﺍﺳﻤﻰ " ﺳﻤﺮ " .. ﺃﻧﺎ ﻟﻮ ﺳﻤﺤﺖ ﻛﻨﺖ ﻋﺎﻳﺰﻩ ﺃﺗﻜﻠﻢ ﻣﻊ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ . ﻫﻮ ﻣﻮﺟﻮﺩ ؟

ﻟﻢ ﺗﺠﺪ ﺭﺩﺍً .. ﻓﻘﻂ ﺗﺴﺘﻤﻊ ﺍﻟﻰ ﺻﻮﺕ ﺗﻨﻔﺴﻪ ﺍﻟﻤﻀﻄﺮﺏ .. ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺑﺘﻮﺗﺮ :

- ﺃﻧﺎ ﻣﻌﺮﻓﺶ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺩﻩ ﺭﻗﻤﻪ ﻭﻻ ﻷ .. ﺍﻟﺮﻗﻢ ﻗﺪﻳﻢ ﻳﻌﻨﻲ 

ﻗﻄﻌﺖ ﺣﺪﻳﺜﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻳﺠﻬﺶ ﻓﻰ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻭﻫﻮ ﻳﻬﺘﻒ ﺑﺈﺳﻤﻬﺎ ﻗﺎﺋﻼً :

- " ﺳﻤﺮ " .. ﺍﻧﺘﻰ " ﺳﻤﺮ " .. ﺑﻨﺘﻰ ؟

ﺗﺴﺎﻗﻄﺖ ﻋﺒﺮﺍﺗﻬﺎ ﻭﻋﻼﺍﺕ ﺍﻷﻟﻢ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻬﺎ .. ﺃﻏﻤﻀﺖ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺑﺸﺪﺓ ﻭﺻﻮﺗﻪ ﻳﺴﺮﻯ ﻓﻰ ﺃﺫﻧﻴﻬﺎ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ .. ﻗﺎﻝ ﺑﻠﻬﻔﺔ :

- " ﺳﻤﺮ " .. ﺍﺗﻜﻠﻤﻰ .. ﺍﻧﺘﻰ " ﺳﻤﺮ " ﺑﻨﺘﻰ ﻣﺶ ﻛﺪﻩ ؟

ﻗﺎﻟﺖ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺷﻬﻘﺎﺗﻬﺎ :

- ﺃﻳﻮﺓ

ﻗﺎﻝ ﺑﺼﻮﺕ ﺣﻤﻞ ﻛﻞ ﻣﻌﺎﻧﻰ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﻭﺍﻟﻬﻔﺔ ﻭﺍﻟﺤﻨﻴﻦ :

- ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻰ .. ﻭﺣﺸﺘﻴﻨﻲ ﺃﻭﻯ ﺃﻭﻯ .. " ﺳﻤﺮ " ﺍﺗﻜﻠﻤﻰ ﻋﺎﻳﺰ ﺃﺳﻤﻊ ﺻﻮﺗﻚ

ﺛﻢ ﺃﺟﻬﺶ ﻓﻰ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ .. ﻗﺎﻟﺖ :

- ﺍﻧﺎ ﻣﻜﻨﺘﺶ ﺃﻋﺮﻑ ﺍﻧﻚ ﺍﺗﺼﻠﺖ ﺑﻴﺎ .. ﺍﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﻓﺎﻛﺮ

ﻗﺎﻃﻌﻬﺎ ﺑﻠﻬﻔﺔ :

- ﺍﻧﺘﻰ ﻓﻴﻦ ﻳﺎ " ﺳﻤﺮ " .. ﻋﺎﻳﺰ ﺃﺷﻮﻓﻚ .. ﺃﺭﺟﻮﻛﻰ ﻳﺎ ﺑﻨﺘﻰ .. ﻧﻔﺴﻰ ﺃﺷﻮﻓﻚ .. ﻗﻮﻟﻴﻠﻰ ﻣﻜﺎﻧﻚ ﻳﺎ " ﺳﻤﺮ .. ﻋﺸﺎﻥ ﺧﺎﻃﺮﻯ ﻗﻮﻟﻴﻠﻰ ﻣﻜﺎﻧﻚ

ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺴﻌﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺑﻜﺎﺋﻬﺎ ﻭﺩﻣﻮﻋﻬﺎ ﻭﻫﻰ ﻻ ﺗﺼﺪﻕ ﻟﻬﻔﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻳﺎﻫﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻌﻬﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺪﻭﻡ ﺍﻟﻴﻬﺎ :

- ﺃﻧﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﺍﻟﺴﺨﻨﺔ .. ﻓﻰ ﻗﺮﻳﺔ ﺍﺳﻤﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺳﺔ .. ﺃﻧﺎ 

ﺻﻤﺘﺖ ﻟﺒﺮﻫﻪ ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ :

- ﺃﻧﺎ ﻓﺮﺣﻰ ﺑﻜﺮﺓ

ﺛﻢ ﺃﺟﻬﺸﺖ ﻓﻰ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻗﺎﺋﻠﻪ :

- ﻭﻧﻔﺴﻰ ﺃﺷﻮﻓﻚ ﺃﻭﻯ

ﻗﺎﻝ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺮﺗﺠﻒ :

- ﻭﺃﻧﺎ ﻛﻤﺎﻥ ﻧﻔﺴﻰ ﺃﺷﻮﻓﻚ .. ﺃﻧﺎ ﻫﺠﻴﻠﻚ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭﺩﺓ .. ﻳﻨﻔﻊ ﻳﺎ ﺑﻨﺘﻰ ؟ .. ﻳﻨﻔﻊ ﺃﺟﻴﻠﻚ ﺩﻟﻮﻗﺘﻰ ؟

ﻗﺎﻟﺖ ﺑﻠﻬﻔﺔ :

- ﺃﻳﻮﺓ . ﺃﻳﻮﺓ ﻳﻨﻔﻊ .. ﺗﻌﺎﻟﻰ .. ﻫﺴﺘﻨﺎﻙ

ﻗﺎﻝ ﻭﺿﺤﻜﺎﺗﻪ ﺗﺨﺘﻠﻂ ﺑﺒﻜﺎﺋﻪ :

- ﻃﻴﺐ ﺍﺩﻳﻨﻰ ﺭﻗﻤﻚ .. ﻟﻮ ﻣﻌﺎﻛﻰ ﻣﻮﺑﺎﻳﻞ ﺍﺩﻳﻨﻪ ﺭﻗﻤﻪ

ﺃﻣﻠﺘﻪ " ﺳﻤﺮ " ﻫﺎﺗﻔﻬﺎ .. ﻓﻮﺟﺪﺕ ﺭﻗﻤﺎً ﻳﺘﺼﻞ ﺑﻬﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﺑﻠﻬﻔﺔ :

- ﺩﻩ ﺭﻗﻤﻰ .. ﻣﺎﺷﻰ .. ﻋﺸﺎﻥ ﻟﻮ ﻣﻌﺮﻓﺘﺶ ﺃﻭﺻﻞ ﻫﻜﻠﻤﻚ .. ﺍﻧﺎ ﺟﺎﻳﻠﻚ ﺣﺎﻻً ﻳﺎ " ﺳﻤﺮ " .. ﻣﺎﺷﻰ ﻳﺎ ﺑﻨﺘﻰ .. ﺣﺎﻻً ﻫﺠﻴﻠﻚ

ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ ﻗﺎﺋﻠﻪ ﻭﻫﻰ ﺗﻤﺴﺢ ﺍﻟﻌﺒﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﻐﺮﻕ ﻭﺟﻬﻬﺎ :

- ﻣﺎﺷﻰ ﻣﺴﺘﻨﻴﺎﻙ

ﺃﻧﻬﺖ ﺍﻟﻤﻜﺎﻟﻤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻔﺘﺖ ﻟﺘﺠﺪ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﻭﺍﻗﻔﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﻤﻌﺖ ﻟﻠﻤﻜﺎﻟﻤﺔ ﻭﻋﺒﺮﺍﺗﻬﺎ ﻓﻰ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ .. ﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻴﻬﺎ " ﺳﻤﺮ " ﺑﺄﺳﻰ ﺛﻢ ﻗﺎﻣﺖ ﻟﺘﺮﺗﻤﻰ ﻓﻰ ﺃﺣﻀﺎﻧﻬﺎ ﻭﻫﻰ ﺗﻘﻮﻝ :

- ﻣﺶ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﺃﺳﺘﻨﻰ ﻟﺒﻜﺮﺓ ﻗﻮﻟﺘﻠﻪ ﻳﻴﺠﻲ ﺩﻟﻮﻗﺘﻰ .. ﻋﺸﺎﻥ ﺧﺎﻃﺮﻯ ﻣﺘﺰﻋﻠﻴﺶ ﺑﺲ ﺃﻧﺎ ﺑﺤﺒﻚ ﻭﺑﺤﺒﻪ ﺑﺮﺩﻩ .. ﻭﻣﺶ ﻋﺎﻳﺰﺓ ﺃﺑﻌﺪ ﻋﻦ ﺣﺪ ﻓﻴﻜﻮﺍ .. ﻣﺘﺰﻋﻠﻴﺶ ﻣﻨﻰ

ﺭﺑﺘﺖ ﺃﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﻭﻗﺒﻠﺖ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻗﺎﺋﻠﻪ :

- ﻣﺶ ﺯﻋﻼﻧﻪ ﻣﻨﻚ .. ﺍﻧﺘﻰ ﺍﻟﻠﻰ ﻣﺘﺰﻋﻠﻴﺶ ﻣﻨﻰ

ﻗﺒﻠﺘﻬﺎ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻨﻈﺮﺕ ﺍﻟﻴﻬﺎ " ﺳﻤﺮ " ﺑﻔﺮﺡ ﻭﻫﻰ ﺗﻘﻮﻝ ﺑﻠﻬﻔﺔ :

- ﺍﻧﺎ ﻣﺶ ﻣﺼﺪﻗﻪ ﺍﻧﻰ ﺧﻼﺹ ﻫﺸﻮﻓﻪ .. ﺃﻟﺒﺲ ﺍﻳﻪ .. ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﻮﻟﻴﻠﻰ ﺃﻟﺒﺲ ﻳﻪ .. ﻃﻴﺐ ﻫﻮ ﻛﺎﻥ ﺑﻴﺤﺐ ﺍﻳﻪ ﻋﺸﺎﻥ ﺃﻋﻤﻠﻬﻮﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻴﺠﻰ

ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ ﺃﻣﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ ﻭﻫﻰ ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﺍﺑﻨﺘﻬﺎ ﻭﻟﻬﻔﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻼﻗﺎﺓ ﺃﺑﻴﻬﺎ .. ﺷﻌﺮﺕ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺍﻟﻨﺪﻡ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻟﺤﺮﻣﺎﻧﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ ﻃﻴﻠﺔ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ .. ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺜﺄﺭ ﻟﻜﺮﺍﻣﺘﻬﺎ ﺍﻟﺠﺮﻳﺤﺔ .. ﻛﺎﻥ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺒﺪﻯ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺑﻨﺘﻬﺎ ﻭﻣﺸﺎﻋﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺤﺘﻬﺎ ﻫﻰ ﻭﻣﺸﺎﻋﺮﻫﺎ ﻫﻰ .. ﺗﻨﻬﺪﺕ ﻓﻰ ﺃﺳﻰ ﻭﻫﻰ ﺗﺴﺘﻐﻔﺮ ﺭﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﻓﻰ ﺣﻖ ﺍﺑﻨﺘﻬﺎ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ


ﻭﻗﻔﺖ " ﺳﻤﺮ " ﻓﻰ ﺍﻟﺸﺮﻓﺔ ﺗﻨﺘﻈﺮﻩ .. ﺍﺗﺼﻠﺖ ﺑﻪ ﻣﺎﻻ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ 7 ﻣﺮﺍﺕ .. ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻄﻤﺌﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴﻞ .. ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺨﺬﻫﺎ ﺫﺭﻳﻌﺔ ﻟﺴﻤﺎﻉ ﺻﻮﺗﻪ .. ﻟﻢ ﺗﻔﺎﺭﻗﻬﺎ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻬﺎ ﻭﻧﻈﺮﺍﺕ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻠﻬﻮﻓﺔ .. ﻗﻔﺰ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﺣﺘﻰ ﻛﺎﺩ ﺃﻥ ﻳﺼﻢ ﺃﺫﻧﻴﻬﺎ ﻟﻘﻮﺓ ﺿﺮﺑﺎﺗﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﺑﺄﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎﺭﻑ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ  ﺍﺭﺗﺠﻔﺖ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﻭﺷﻔﺘﻴﻬﺎ ﻭﻫﻰ ﺗﺘﻄﻠﻊ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺃﺳﻔﻞ ﺍﻟﺒﻨﺎﻳﺔ .. ﻟﻤﺤﺖ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺗﻌﺒﺮ ﺍﻟﻤﻤﺮ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﻨﺎﻳﺔ ﻟﺘﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪﻫﺎ .. ﺧﻔﻖ ﻟﺒﻬﺎ ﺑﻘﻮﺓ ﻭﻫﻰ ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﺍﻷﺳﻞ ﺍﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﺍﻟﺬﻯ ﺧﻄﻪ ﺍﻟﺸﻴﺐ ﺍﻟﺬﻯ ﻧﺰﻝ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ  ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﺒﻨﺎﻳﺔ ﺭﻓﻊ ﺭﺃﺳﻪ ﻋﺎﻟﻴﺎً .. ﺗﻼﻗﺖ ﻧﻈﺮﺍﺗﻬﻤﺎ ﺍﻟﻤﻠﻬﻮﻓﺔ .. ﺗﺄﻣﻠﺖ ﻭﺟﻪ ﺃﺑﻬﻴﺎ ﻣﻦ ﺫﺍﻙ ﺍﻻﺭﺗﻔﺎﻉ ﻭﻫﻰ ﻻ ﺗﺘﺤﻤﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﻔﻠﺼﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺎﺀ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺃﺣﻀﺎﻧﻪ .. ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺒﻨﺎﻳﺔ ﻓﺎﺗﺠﻬﺖ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺗﻬﺮﻭﻝ ﻣﺴﺮﻋﺔ  ﺩﺧﻠﺖ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ ﻭﺃﻏﻠﻘﺖ ﺍﻟﺒﺎﺏ  ﺑﻘﻴﺖ ﺧﻠﻔﻪ ﺗﺴﺘﻤﻊ ﺍﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ .. ﻓﺘﺤﺖ " ﺳﻤﺮ " ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺼﻌﺪ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺧﺮﻭﺩﻩ .. ﺍﻧﻔﺘﺢ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﺼﻌﺪ .. ﻟﻈﻬﺮ ﺃﻣﺎﻫﻬﺎ ﺭﺟﻞ ﻭﻗﻮﺭ ﻗﺪ ﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺒﺮ ﻋﺘﻴﺎً .. ﺧﻄﺖ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺑﻴﺪﻳﻬﺎ ﻓﻮﻕ ﺟﺒﻴﻨﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺒﻲ ﺭﻗﺒﺘﻪ .. ﻳﺒﺪﻭ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﺔ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻹﺟﻬﺎﺩ .. ﻟﻜﻦ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺗﻌﻠﻘﺘﺎ ﺑﻬﺎ ﻓﻰ ﻟﻬﻔﺔ .. ﺷﻌﺮ ﻟﻮﻫﻠﺔ ﺑﺎﻟﺨﺠﻞ .. ﻓﺬﺍﻙ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺮﺍﻩ ﺃﺑﺪﺍً .. ﻻ ﺗﺬﻛﺮﻩ ﺃﺑﺪﺍً .. ﺷﻐﺮﺕ ﺑﺸﺊ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﺑﺔ  ﻟﻜﻦ ﺫﺍﻙ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺗﻼﺷﻰ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺭﺃﺗﻪ ﻳﺠﻬﺶ ﻓﻰ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻄﻠﻊ ﺍﻟﻰ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺑﻠﻬﻔﺔ  ﺩﻣﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﻫﻰ ﺍﻷﺧﺮﻯ .. ﻟﻢ ﻳﺘﻨﻈﺮ ﺃﻛﺜﺮ ﻟﻴﺄﺧﺬﻫﺎ ﺑﻴﻦ ﺫﺭﺍﻋﻴﻪ ﺿﺎﻣﺎً ﺍﻳﺎﻫﺎ ﺑﻘﻮﺓ ﺍﻟﻰ ﺻﺪﺭﻩ .. ﺷﻌﺮﺕ ﺑﻘﻮﺓ ﺿﻤﺘﻪ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻓﺄﻏﻤﻀﺖ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺗﺘﺴﺎﻗﻂ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺕ ﻣﻨﻬﻤﺎ .. ﺗﻠﻒ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﺣﻮﻝ ﻋﻨﻘﻪ ﺑﻘﻮﺓ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﺨﺸﻰ ﺃﻥ ﻳﻔﺎﺭﻗﻬﺎ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ .. ﻛﺎﻥ ﺗﻨﻔﺴﻬﺎ ﻳﺘﻘﻄﻊ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ ﺿﻤﺘﻪ .. ﺑﺪﺍ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ﺍﻟﺘﻰ ﻓﺎﺿﺖ ﺣﺘﻰ ﺃﻏﺮﻗﺘﻪ ﻭﺃﻏﺮﻗﺘﻬﺎ .. ﺃﺑﻌﺪﻫﺎ ﻋﻨﻪ ﺃﺧﻴﺮﺍً ﻟﻴﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﺮﺍﻩ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﺭﺿﻴﻌﺔ ﻓﻰ ﻣﻬﺪﻫﺎ .. ﺍﺭﺗﺠﻔﺖ ﺷﻔﺘﺎﻩ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ :

- " ﺳﻤﺮ " .. ﻛﺒﺮﺗﻰ .. ﻛﺒﺮﺗﻰ ﻭﺑﻘﻴﺘﻲ ﻭﻋﺮﻭﺳﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ

ﺃﺟﻬﺸﺖ ﻓﻰ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ .. ﻗﺎﻝ ﺑﺄﻟﻢ ﻭﻣﺮﺍﺭﺓ :

- ﺳﺎﻣﺤﻴﻨﻲ ﺃﻧﺎ ﺁﺳﻒ .. ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻧﺎ ﻧﺪﻣﺎﻥ ﻓﻮﻕ ﻣﺎﻻ ﺗﺘﺼﻮﺭﻯ .. ﻧﺪﻣﺎﻥ ﺍﻧﻰ ﺳﻴﺒﺘﻚ ﻭﻣﺸﻴﺖ .. ﻧﺪﻣﺎﻥ ﺍﻧﻰ ﺩﻭﺭﺕ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻰ ﻭﺑﺲ .. ﻧﺪﻣﺎﻥ ﺍﻧﻰ ﻛﺎﻥ ﻗﻠﺒﻰ ﻗﺎﺳﻰ ﻭﺟﺎﺣﺪ .. ﺣﻘﻘﺖ ﻛﻞ ﺍﻟﻠﻰ ﺳﺎﻓﺮﺕ ﻋﺸﺎﻧﻪ .. ﺑﺲ ﻣﺮﺗﺤﺘﺶ .. ﻣﺮﺗﺤﺘﺶ ﺃﺑﺪﺍً .. ﻛﻨﺖ ﻃﺎﻳﺶ ﻷﺑﻌﺪ ﺣﺪ .. ﻫﺮﺑﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺆﻟﻴﺔ .. ﺑﺲ ﻟﻸﺳﻒ ﻓﻮﻗﺖ ﻣﺘﺄﺧﺮ .. ﻭﻟﻤﺎ ﺣﺒﻴﺖ ﺃﺭﺟﻌﻚ ﻟﺤﻀﻨﻰ ﻣﻌﺮﻓﺸﺖ .. ﺳﻤﺤﻴﻨﻲ ﻳﺎ ﺑﻨﺘﻰ

ﻋﺎﻧﻘﺘﻪ " ﺳﻤﺮ " ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻐﻤﻀﺔ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ . ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺒﻐﻰ ﺍﻟﻌﺘﺎﺏ .. ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺒﻐﻰ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻤﺎ ﻣﻀﻰ .. ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺒﻐﻰ ﺳﻮﻯ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺤﻀﻦ ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻷﻣﺎﻥ ﺍﻟﺬﻯ ﺍﻓﺘﻘﺪﺗﻪ ﻃﻴﻠﺔ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﻟﻢ ﺗﺸﻌﺮ ﺳﻮﻯ ﺑﺸﺊ ﻭﺍﺣﺪ .. ﺍﻵﻥ ﻫﻰ ﻓﻰ ﺃﺣﻀﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ .. ﻓﻼ ﺷﺊ ﻳﻬﻢ ﺳﻮﻯ ﺫﻟﻚ 

ﺍﺭﺗﺪﺕ " ﺳﻤﺮ " ﻓﺴﺘﺎﻥ ﺯﻓﺎﻓﻬﺎ ﻭﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ .. ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻠﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﺒﻴﺔ .. ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺳﻌﻴﺪﺓ ﻓﻰ ﻳﻮﻡ ﻋﺮﺳﻬﺎ ﻛﻤﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ .. ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﻓﺮﺣﺘﻬﺎ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻜﻞ .. ﻓﺮﺣﺘﻬﺎ ﺑﺰﻭﺍﺟﻬﺎ ﻣﻤﺰﻭﺟﻪ ﻓﺮﺣﺘﻬﺎ ﻟﻮﺟﻮﺩ ﺃﺑﻴﻬﺎ ﺑﺠﻮﺍﺭﻫﺎ .. ﻭﻟﻴﺎً ﻷﻣﺮﻫﺎ .. ﻳﻀﻊ ﻳﺪﻩ ﻓﻰ ﻳﺪ " ﺯﻳﺎﺩ " ﻟﻴﺰﻭﺟﻬﺎ ﻟﻪ .. ﺣﺎﻭﻝ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﺗﺒﺮﻳﺮ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ .. ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻴﻤﺎ ﻣﻀﻰ .. ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺭﻓﻀﺖ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺃﻯ ﺷﺊ ﻓﺎﺕ ﺃﻭﺍﻧﻪ .. ﻃﻮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎً .. ﻟﻢ ﺗﻄﻮﻳﻬﺎ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ ﻣﺰﻗﺘﻬﺎ ﻭﺃﻟﻘﺘﻬﺎ ﺧﻠﻒ ﻇﻬﺮﻫﺎ .. ﻻ ﻳﻬﻤﻬﺎ ﻣﺎ ﻓﺎﺕ .. ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺃﻧﻪ ﻣﻌﻬﺎ ﻭﺑﺠﻮﺍﺭﻫﺎ .. ﻭﻋﺪﻫﺎ ﺑﺄﻥ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﻮﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺯﻭﺟﺘﻪ .. ﺍﺧﺒﺮﻫﺎ ﺃﻥ ﻟﻬﺎ ﺃﺧﺎً ﻭﺃﺧﺘﻴﻦ .. ﺳﻌﺪﺕ ﻟﺬﻟﻚ ﺑﺸﺪﺓ .. ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﺣﻠﻤﺖ ﺑﺄﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﺍﺷﻘﺎﺀ ﻭﺷﻘﻴﻘﺎﺕ .. ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺸﺪﺓ .. ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻨﺪﻣﺞ ﻓﻰ ﺣﻴﺎﺓ ﺃﺑﻴﻬﺎ .. ﺩﻭﻥ ﺍﻥ ﻳﺆﺛﺮ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﺎ ﺗﺠﺎﻩ ﺃﻣﻬﺎ .. ﻓﺘﻠﻚ ﻧﻘﺮﺓ ﻭﺗﻠﻚ ﻧﻘﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ .. ﻫﺬﻩ ﺃﻣﻬﺎ ﻭﻫﺬﺍ ﺃﺑﻴﻬﺎ .. ﻟﻴﺲ ﺷﺮﻃﺎً ﺃﻥ ﺗﺨﺴﺮ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻟﺘﻜﺴﺐ ﺍﻵﺧﺮ .. ﺑﺲ ﺗﺮﻱ ﺃﻥ ﺗﻜﺴﺐ ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ .. ﻓﻜﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺗﺤﻤﻞ ﻧﺼﻒ ﺟﻴﻨﺎﺗﻪ .. ﻭﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺃﻋﻄﺎﻫﺎ ﺳﺒﺒﺎً ﻟﻠﻮﺟﻮﺩ ﻓﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .

ﺳﻌﺪ " ﺯﻳﺎﺩ " ﺑﺸﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ .. ﻟﻢ ﻳﺮﻫﺎ ﺳﻌﻴﺪﺓ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻜﻞ .. ﺗﻮﺟﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﻋﺸﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ .. ﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻴﻪ " ﺳﻤﺮ " ﺑﺤﺐ ﻭﺛﻘﺔ ﻭﺣﻨﺎﻥ ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ .. ﺑﺪﺕ ﻣﺮﺗﺎﺣﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻤﻞ ﻋﺒﺌﺎً ﺛﻘﻴﻼً ﺃﺯﺍﺣﺘﻪ ﺃﺧﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﻛﺘﻔﻴﻬﺎ .. ﻋﺎﻧﻘﻬﺎ " ﺯﻳﺎﺩ " ﻃﻮﻳﻼً ﻳﺒﺜﻬﺎ ﺣﻨﺎﻧﻪ .. ﻳﺸﻌﺮﻫﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﻵﻥ ﻭﻏﺪﺍً ﻭﻟﻸﺑﺪ .. ﻭﺑﺄﻧﻬﺎ ﺷﺮﻳﻜﺔ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭﻧﺼﻔﻪ ﺍﻵﺧﺮ ﺍﻟﺬﻯ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﺼﻞ ﻋﻨﻪ ﻗﻂ .. ﻓﺒﺪﺀﺍ ﺣﻴﺎﺗﻬﻤﺎ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﺑﻔﺮﺣﺔ ﻭﺳﻌﺎﺩﺓ ﻭﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻳﻌﺪ ﺍﻷﺧﺮ ﺑﺄﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺤﻀﻦ ﺍﻟﺪﺍﻓﺊ ﻟﻪ .. ﻭﻣﺼﺪﺭ ﺃﻣﻨﻪ ﻭﺃﻣﺎﻧﻪ 

ﻓﺘﺤﺖ " ﻣﺪﻳﺤﺔ " ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﺍﺑﺘﺴﻤﺖ ﻓﻰ ﻭﺟﻪ " ﻋﻠﻰ " ﻗﺎﺋﻠﻪ :

- ﺍﺯﻳﻚ ﻳﺎ " ﻋﻠﻰ " .. ﺍﺗﻔﻀﻞ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻰ

ﺩﺧﻞ " ﻋﻠﻰ " ﻗﺎﺋﻼً :

- ﺍﺯﻱ ﺣﻀﺮﺗﻚ ﺃﺧﺒﺎﺭﻙ ﺍﻳﻪ

ﻗﺎﻟﺖ ﻭﻫﻰ ﺗﻐﻠﻖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺧﻠﻔﻪ :

- ﻛﻮﻳﺴﺔ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻰ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺍﺯﻯ ﻣﺎﻣﺎ ﻭ " ﺇﻳﻤﺎﻥ "

ﺍﺑﺘﺴﻢ ﻗﺎﺋﻼً :

- ﺑﺨﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ

ﺃﺷﺎﺭﺕ ﺍﻟﻰ ﺣﺠﺮﺓ ﺍﻟﺼﺎﻟﻮﻥ ﻓﺠﻠﺲ ﻭﺍﺿﻌﺎً ﻣﺎ ﻳﺤﻤﻠﻪ ﺑﻴﺪﻩ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ .. ﺩﺧﻠﺖ " ﻣﺪﻳﺤﺔ " ﻏﺮﻓﺔ " ﺃﺳﻤﺎﺀ " ﻗﺎﺋﻠﻪ :

- " ﺃﺳﻤﺎﺀ " ﻋﻠﻰ ﺟﻪ ﻭﻣﺴﺘﻨﻴﻜﻰ ﺑﺮﻩ

ﻫﺒﺖ ﻣﻦ ﻓﺮﺍﺷﻬﺎ ﻗﺎﺋﻠﻪ ﺑﺪﻫﺸﺔ :

- " ﻋﻠﻰ " ! .. ﺑﺲ ﻣﻘﺎﻟﻴﺶ ﺍﻧﻪ ﺟﺎﻯ

ﺿﺤﻜﺖ " ﻣﺪﻳﺤﺔ " ﻭﻗﺎﻟﺖ :

- ﻋﺎﺩﻯ ﻳﻌﻨﻲ ﻫﻮ ﻏﺮﻳﺐ .. ﻳﻼ ﺍﻟﺒﺴﻰ ﻭﺍﻃﻠﻌﻴﻠﻪ

ﺍﺭﺗﺪﺕ " ﺃﺳﻤﺎﺀ " ﻣﻼﺑﺴﻬﺎ .. ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﻬﺎ " ﻋﻠﻰ " ﺑﺒﺸﺎﺷﺔ .. ﺿﺤﻜﺖ ﻗﺎﺋﻠﻪ :

- ﺍﻳﻪ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ ﺍﻟﺤﻠﻮﺓ ﺩﻯ

ﺟﻠﺴﺖ ﺑﺠﻮﺍﺭﻩ ﻓﻘﺎﻝ :

- ﻛﻨﺖ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻗﻮﻟﺖ ﺃﻋﺪﻯ ﻋﻠﻴﻜﻲ ﻭﻛﻤﺎﻥ ﺃﻋﻤﻠﻬﺎﻟﻚ ﻣﻔﺎﺟﺄﺓ

ﺍﺗﺴﻌﺖ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻬﺎ .. ﺍﺧﺮﺝ " ﻋﻠﻰ " ﻣﻦ ﺟﻴﺒﻪ ﻋﻠﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻄﻴﻔﺔ ﻭﺍﻋﻄﺎﻫﺎ ﺍﻳﺎﻫﺎ ﻗﺎﺋﻠﻪ ﺑﺈﺑﺘﺴﺎﻣﻪ ﻋﺬﺑﻪ :

- ﺷﻮﻓﻰ ﻛﺪﻩ ﺫﻭﻗﻰ ﻫﻴﻌﺠﺒﻚ ﻭﻻ ﻷ

ﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠﺒﺔ ﺑﺪﻫﺸﺔ ﺛﻢ ﻓﺘﺤﺘﻬﺎ ﻟﺘﺠﺪ ﺧﺎﺗﻤﺎً ﺫﻫﺒﻴﺎً .. ﺍﺗﺴﻌﺖ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻬﺎ ﻭﻫﻰ ﺗﻘﻮﻝ ﺑﺴﻌﺎﺩﺓ :

- ﺍﻟﻠﻪ .. ﺣﻠﻮ ﺃﻭﻯ ﻳﺎ " ﻋﻠﻰ "

ﺍﺗﺴﻌﺖ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻪ ﻫﻮ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻗﺐ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭﻗﺎﻝ :

- ﻃﻴﺐ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺍﻥ ﺫﻭﻗﻰ ﻋﺠﺒﻚ

ﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻴﻪ ﺑﺤﺐ ﻗﺎﺋﻠﻪ :

- ﺃﺻﻼً ﺫﻭﻗﻚ ﺑﻴﻌﺠﺒﻨﻰ ﻋﻠﻰ ﻃﻮﻝ

ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ ﺑﻤﺮﺡ :

- ﻣﺶ ﺍﺧﺘﺮﺗﻨﻰ ﻳﺒﺄﻩ ﻻﺯﻡ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻭﻗﻚ ﺣﻠﻮ .. ﻫﻮ ﻓﻰ ﺃﺣﻠﻰ ﻣﻨﻰ

ﺍﺧﺘﻔﺖ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻪ ﻭﺗﺤﺪﺙ ﺑﺠﺪﻳﺔ ﻗﺎﺋﻠﻪ :

- ﺍﻧﺘﻰ ﻓﻌﻼً ﻳﺎ " ﺃﺳﻤﺎﺀ " ﺟﻤﻴﻠﺔ .. ﻣﺶ ﺑﺲ ﺑﺸﻜﻠﻚ .. ﻷ ﻛﻤﺎﻥ ﺑﺮﻭﺣﻚ ﻭﺑﻄﻴﺒﺔ ﻗﻠﺒﻚ .. ﻋﺎﺭﻓﻪ .. ﺃﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﺑﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺃﻯ ﻋﻼﻗﻪ ﺣﺮﺍﻡ ﺃﻭ ﺃﻯ ﺣﺎﺟﺔ ﺗﻐﻀﺐ ﺭﺑﻨﺎ ﻭﻛﻨﺖ ﺩﺍﻳﻤﺎً ﺑﺪﻋﻰ ﺭﺑﻨﺎ ﺍﻧﻪ ﻳﺮﺯﻗﻨﻰ ﺑﺰﻭﺟﺔ ﻃﻴﺒﺔ ﺃﺣﺒﻬﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﻼﻝ ﻭﺗﺪﺧﻞ ﻗﻠﺒﻲ .. ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺑﻨﺎ ﺭﺯﻗﻨﻰ ﺑﻴﻜﻲ

ﺍﺧﺘﻔﺖ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ " ﺃﺳﻤﺎﺀ " ﻭﺷﺮﺩﺕ ﻭﻓﻰ ﻋﻴﻴﻨﻬﺎ ﻧﻈﺮﺓ ﺃﺳﻰ .. ﻗﺎﻡ " ﻋﻠﻰ " ﻭﺟﻠﺲ ﺑﺠﻮﺍﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﻳﻜﺔ ﻳﻨﻈﺮ ﺑﺈﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻰ ﻟﻤﻌﺔ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻗﺎﺋﻼً :

- ﻣﺎﻟﻚ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻰ . ﺃﻧﺎ ﻗﻮﻟﺖ ﺣﺎﺟﺔ ﺿﻴﻘﺘﻚ

ﻫﺰﺕ ﺭﺃﻳﻬﺎ ﻧﻔﻴﺎً ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻤﻌﺔ ﺗﺘﺰﺍﻳﺪ ﻓﻰ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ .. ﻭﺿﻊ ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻫﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ :

- ﻷ ﻓﻰ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻀﺎﻳﻘﺎﻛﻰ .. ﻛﺪﻩ ﺗﺨﺒﻰ ﻋﻨﻰ .. ﻣﺶ ﺍﺗﻔﻘﻨﺎ ﻧﻜﻮﻥ ﺻﺮﺣﺎ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ

ﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻴﻪ ﺑﺄﺳﻰ .. ﻓﻘﺎﻝ ﻣﺘﻈﺎﻫﺮﺍً ﺑﺎﻟﻐﻀﺐ :

- ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺮﺓ ﻟﻮ ﻣﺎ ﻗﻮﻟﺘﻠﻴﺶ ﻣﺎﻟﻚ ﻫﺰﻋﻞ ﻣﻨﻚ ﺑﺠﺪ .. ﻻﻧﻚ ﻛﺪﻩ ﺑﺘﻌﻤﻠﻰ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻨﺎ .. ﻣﺶ ﻗﻮﻟﻨﺎ ﺍﻧﻨﺎ ﺧﻼﺹ ﺑﻘﻴﻨﺎ ﻭﺍﺣﺪ ﻳﺎ " ﺃﺳﻤﺎﺀ " .. ﻭﻻ ﻧﺴﻴﺘﻰ ﻛﻼﻣﻨﺎ

ﻗﺎﻟﺖ ﻭﻋﺒﺮﺍﺗﻬﺎ ﺗﺘﺴﺎﻗﻂ :

- ﻷ ﻣﻨﺴﺘﺶ

ﺭﺑﺖ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻫﺎ ﺑﺤﻨﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ :

- ﻃﻴﺐ ﻗﻮﻟﻴﻠﻰ ﻣﺎﻟﻚ .. ﺍﻳﻪ ﺍﻟﻠﻰ ﺿﺎﻳﻘﻚ

ﻣﺴﺤﺖ ﻋﺒﺮﺍﺗﻬﺎ ﻭﻫﻰ ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﻗﺎﺋﻠﻪ :

- ﺍﻓﺘﻜﺮﺕ ﺣﺎﺟﺔ ﺿﺎﻳﻘﺘﻨﻰ

- ﺍﻳﻪ ﻫﻰ ؟

ﺗﺴﺎﻗﻄﺖ ﻋﺒﺮﺍﺗﻬﺎ ﻭﺟﺴﺪﻫﺎ ﻳﻨﺘﻔﺾ ﺑﺨﻔﻮﺕ .. ﺃﺣﺎﻃﻬﺎ " ﻋﻠﻰ " ﺑﺬﺭﺍﻋﻪ ﻭﻫﻤﺲ ﻓﻰ ﺃﺫﻧﻬﺎ ﺑﺤﻨﺎﻥ :

- ﺣﺒﻴﺒﺘﻰ ﺍﺗﻜﻠﻤﻰ ﻣﻌﺎﻳﺎ .. ﻗﻮﻟﻴﻠﻰ ﻣﺎﻟﻚ

ﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻴﻪ ﺑﺄﻋﻴﻦ ﺩﺍﻣﻌﻪ ﻗﺎﺋﻠﻪ :

- ﻛﺎﻥ ﻓﻰ ﺣﺎﺟﺔ ﻧﻔﺴﻰ ﺃﻗﻮﻟﻬﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﺯﻣﺎﻥ ﻳﺎ " ﻋﻠﻰ " .. ﺑﺲ " ﺁﻳﺎﺕ " ﻗﺎﻟﺘﻠﻰ ﻣﺎ ﺃﻗﻮﻟﺶ .. ﻭﺍﻥ ﺩﻯ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺶ ﺫﻧﺒﻰ .. ﻭﺍﻧﻰ ﺃﺳﺘﺮ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻰ .. ﺑﺲ ﺃﻧﺎ ﻣﺶ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﺃﺧﺒﻰ ﻋﻠﻴﻚ .. ﻣﺲ ﺑﺤﺐ ﺃﺧﺒﻰ ﺣﺎﺟﻪ ﻋﻨﻚ

ﺗﺠﻤﺪﺕ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﻓﻰ ﻋﺮﻭﻗﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻭﻗﺪ ﻏﺎﺭﺕ ﻋﻴﻨﺎﻩ .. ﺍﺿﻄﺮﺏ ﺗﻨﻔﺴﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺴﺄﻟﻬﺎ ﺑﺨﻔﻮﺕ :

- ﻓﻰ ﺍﻳﻪ ﻳﺎ " ﺃﺳﻤﺎﺀ " .. ﺍﻳﻪ ﺍﻟﻠﻰ ﻛﻨﺘﻰ ﻣﺨﺒﻴﺎﻩ ﻋﻠﻴﺎ

ﺃﺟﻬﺸﺖ ﻓﻰ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻭﻫﻰ ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻪ ﻗﺎﺋﻠﻪ :

- ﻓﺎﻛﺮ ﻟﻤﺎ ﻗﻮﻟﺘﻠﻰ ﺍﻧﻚ ﻣﺒﺘﻌﻤﻠﺶ ﺣﺎﺟﺔ ﻏﻠﻂ ﻣﻊ ﺃﻯ ﺑﻨﺖ ﻋﺸﺎﻥ ﺭﺑﻨﺎ ﻳﺤﺎﻓﻈﻠﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﺍﻟﻠﻰ ﻫﺘﻜﻮﻥ ﻣﺮﺍﺗﻚ

ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺮﺩ ﻓﺄﻛﻤﻠﺖ ﺑﺎﻛﻴﺔ :

- ﻣﻦ ﻳﻮﻣﻴﻬﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﻋﺎﻳﺰﻩ ﺃﻗﻮﻟﻚ .. ﺑﺲ ﺷﻮﻳﺔ ﺃﺧﺎﻑ ﻭﺷﻮﻳﺔ ﺃﺗﺮﺩﺩ .. ﺧﺎﻳﻔﺔ ﻣﻦ ﺭﺩﻓﻌﻠﻚ .. ﺑﺲ ﺑﺠﺪ ﻣﺶ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﺃﺧﺒﻰ ﻋﻠﻴﻚ .. ﺣﺴﻪ ﺍﻧﻰ ﻣﺤﺘﺠﺎﻟﻚ ﺃﻭﻯ ﺗﺴﺎﻋﺪﻧﻰ ﺍﻧﻰ ﺃﻧﺴﻰ .. ﻣﺤﺘﺠﺎﻟﻚ ﺗﻘﻮﻟﻰ ﻛﻼﻡ ﻳﺨﻔﻒ ﻋﻨﻰ

ﺟﻒ ﺣﻠﻘﻪ .. ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺗﺤﺪﺙ ﺑﻬﺪﻭﺀ ﺣﺎﺯﻡ ﻗﺎﺋﻼً :

- ﺍﺗﻜﻠﻤﻰ ﻳﺎ " ﺃﺳﻤﺎﺀ "

ﺃﻃﺮﻗﺖ ﺑﺮﺃﺳﻬﺎ ﻭﺃﻏﻤﻀﺖ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻟﻠﺤﻈﺎﺕ .. ﺛﻢ .. ﻗﺼﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﺻﺪﺭ ﻣﻦ " ﻫﺎﻧﻰ " ﻣﻦ ﺗﺤﺮﺷﺎﺕ .. ﻭﻣﺎ ﻗﺎﺳﺘﻪ ﻭﻋﺎﻧﺖ ﻣﻨﻪ ﻓﻰ ﺑﻴﺖ ﺟﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﺘﻬﺎ ﻭﺍﺗﻬﺎﻣﺎﺗﻬﺎ ﻭﻃﻌﻨﻬﺎ ﻓﻰ ﻋﺮﺿﻬﺎ .. ﺍﻧﺘﻬﺖ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺜﻬﺎ .. ﺻﻤﺘﺖ .. ﻻ ﺗﺠﺮﺅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﻭﺟﻬﻪ .. ﺃﺧﺬﺕ ﺗﻔﺮﻙ ﻛﻔﻴﻬﺎ ﺑﻌﺼﺒﻴﻪ .. ﻭﻫﻰ ﺗﻨﻈﺮ ﺃﺭﺿﺎً .. ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﺮﺑﻤﺎ ﺃﺧﻄﺄﺕ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻌﻪ .. ﻭﺍﺧﺒﺎﺭﻩ ﺑﻜﻞ ﺷﺊ .. ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﺗﺨﻔﻰ ﻋﻨﻪ .. ﻭﺃﻥ ﺗﻜﺘﻢ ﺑﺪﺍﺧﻠﻬﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺆﺭﻕ ﻣﻀﺠﻌﻬﺎ .. ﻃﺎﻝ ﺻﻤﺘﻪ .. ﺑﺪﺃﺕ ﻓﻰ ﺑﻜﺎﺀ ﻣﻜﺘﻮﻡ .. ﺍﺭﺗﻌﺸﺖ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﻭﻫﻰ ﺗﺨﺸﻰ ﺃﻥ ﺗﺴﻤﻊ ﻣﻨﻪ ﺍﻵﻥ ﻛﻠﻤﺔ ﺗﻨﻬﻰ ﻛﻞ ﺃﺣﻼﻣﻬﺎ .. ﻭﺗﺤﻄﻢ ﻗﻠﺒﻬﺎ .. ﺍﺳﺘﻐﻔﺮﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻰ ﺳﺮﻫﺎ .. ﺍﻟﻰ ﺃﻥ ﻭﺟﺪﺗﻪ ﻓﺠﺄﺓ ﻳﺠﺬﺑﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺻﺪﺭﻩ ﻻﻓﺎً ﺫﺭﺍﻋﻴﻪ ﺣﻮﻟﻬﺎ .. ﺃﺟﻬﺸﺖ ﻓﻰ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺮﺗﻔﻊ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﺨﺮﺝ ﺷﺊ ﺣﺒﻴﺲ ﺑﺪﺍﺧﻠﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﻘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﺎﺀﻩ .. ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻣﻬﺎ ﺗﺴﺘﻤﻊ ﺍﻟﻰ ﺣﺪﻳﺜﻬﺎ ﺟﻮﻥ ﺃﻥ ﺗﻈﻬﺮ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻟﻠﻌﻴﺎﻥ .. ﺃﺧﺬﺕ ﺗﺒﻜﻰ ﺑﺨﻔﻮﺕ ﻭﻫﻰ ﺗﺴﺘﺸﻌﺮ ﺍﻟﺠﺮﻡ ﺍﻟﺘﻰ ﺷﺎﺭﻛﺖ ﻓﻴﻪ .. ﻭﻣﺪﻯ ﻣﺎ ﺃﻭﻗﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻨﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻇﻠﻢ ﻭﻣﻌﺎﻧﺎﺓ .. ﻫﻤﺲ " ﻋﻠﻰ " ﻗﺎﺋﻼً :

- ﻋﻴﻄﻰ .. ﺧﺮﺟﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﻠﻰ ﺟﻮﺍﻛﻰ ﻟﺤﺪ ﻣﺎ ﺗﺤﺴﻰ ﺍﻧﻚ ﻣﺮﺗﺎﺣﻪ ﺧﺎﻟﺺ

ﻟﻢ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﺍﻻ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺃﻓﺮﻏﺖ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺑﺪﺍﺧﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻟﻢ ﻭﻗﻬﺮ .. ﺭﻓﻌﺖ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻬﺎ .. ﻣﺴﺢ ﻋﺒﺮﺍﺗﻬﺎ ﺑﺤﻨﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ :

- ﻗﻮﻣﻰ ﺍﺗﻮﺿﻰ ﻭﺻﻠﻰ ﺭﻛﺘﻴﻦ ﻫﺘﺤﺴﻰ ﺍﻧﻚ ﺃﺣﺴﻦ

ﺗﺄﻣﻠﺖ ﺗﻌﺒﺮﻳﺎﺕ ﻭﺟﻬﺔ ﺍﻟﺤﺎﻧﻴﺔ ﻭﻫﻰ ﺗﻘﻮﻝ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺒﺤﻮﺡ :

- ﻳﻌﻨﻲ ﻣﺶ ﺯﻋﻼﻥ ﻣﻨﻰ

ﻫﺰ ﺭﺃﺳﻪ ﻧﻔﻴﺎً .. ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺄﺳﻰ :

- ﺑﺲ ﺍﻧﺖ ﻛﺪﺓ ﺭﺑﻨﺎ ﻣﺤﺎﻓﻈﺶ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺍﺗﻚ ﺯﻯ ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﻋﺎﻳﺰ .. ﺍﻧﺖ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺽ ﺗﺘﺠﻮﺯ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻨﻰ

ﺭﺃﺕ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻓﻰ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﻫﺎﻣﺴﺎً :

- ﻣﺶ ﻳﻤﻜﻦ ﺩﻯ ﻏﻠﻄﺔ ﺭﺑﻨﺎ ﻋﺎﻗﺒﻨﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ

ﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻴﻪ ﺑﻌﺪﻡ ﻓﻬﻢ ﻗﺎﺋﻠﻪ :

- ﻣﺶ ﻓﺎﻫﻤﺔ ﺗﻘﺼﺪ ﺍﻳﻪ

ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ .. ﻭﺗﻨﻬﺪ ﻗﺎﺋﻼً :

- ﻗﻮﻣﻰ ﺍﺗﻮﺿﻰ ﻭﺻﻠﻰ ﺯﻯ ﻣﺎ ﻗﻮﻟﺘﻠﻚ .. ﻫﺴﺘﻨﺎﻛﻰ

ﺃﻭﻣﺄﺕ ﺑﺮﺃﺳﻬﺎ ﻭﺗﻮﺟﻬﺖ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ .. ﻗﺎﻡ " ﻋﻠﻰ " ﻭﻧﺎﺩﻯ " ﻣﺪﻳﺤﺔ " ﺍﻟﺘﻰ ﻛﻔﻜﺖ ﺩﻣﻌﻬﺎ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻭﺗﻮﺟﻬﺖ ﺍﻟﻴﻪ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺭﺳﻢ ﺍﻟﺒﺴﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ .. ﺳﺄﻟﻬﺎ " ﻋﻠﻰ " ﺑﺤﺰﻡ ﻗﺎﺋﻼً :

- ﻣﻤﻜﻦ ﺃﻋﺮﻑ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﺃﺧﺖ ﺣﻀﺮﺗﻚ

ﺍﺿﻄﺮﺏ ﻭﺍﻟﺪﺓ " ﺃﺳﻤﺎﺀ " ﻭﻗﺎﻟﺖ :

- " ﻋﻠﻰ " ﻫﺘﻌﻤﻞ ﺍﻳﻪ ؟

ﻗﺎﻝ ﺑﺤﺰﻡ :

- ﻋﺎﻳﺰ ﺃﻋﺮﻓﻪ

ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺮﺟﺎﺀ :

- " ﻋﻠﻰ " ﺍﻫﺪﻯ ﺑﺲ .. ﺃﺻﻼً ﺑﺎﺑﺎﻫﺎ ﻟﻤﺎ ﻋﺮﻑ ﺑﻬﺪﻝ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺭﺍﺡ ﺿﺮﺑﻪ

ﻗﺎﻝ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﺤﺰﻡ :

- ﻋﺎﻳﺰ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ ﻟﻮ ﺳﻤﺤﺘﻰ

ﺑﻠﻌﺖ ﺭﻳﻘﻬﺎ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ ﻭﻗﺎﻟﺖ :

- ﻻ ﻣﺶ ﻫﺪﻳﻬﻮﻟﻚ ﻳﺎ " ﻋﻠﻰ " .. ﺑﻼﺵ ﻣﺸﺎﻛﻞ .. ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺧﻼﺹ ﺍﻧﺘﻬﻰ

ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ " ﻋﻠﻰ " ﻟﺴﻤﺎﻉ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ .. ﺑﻞ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﻏﺎﺩﺭ .. ﺟﺮﻳﺖ ﺃﻣﻬﺎ ﺧﻠﻔﻪ ﺗﻨﺎﺩﻯ ﻋﻠﻴﻪ .. ﺩﻭﻥ ﺟﺪﻭﻯ .. ﺍﺗﺼﻞ ﺑـ " ﻣﺪﺣﺖ " ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ .. ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ " ﻣﺪﺣﺖ " ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺭﺃﻯ ﺁﺧﺮ ﻏﻴﺮ " ﻣﺪﻳﺤﺔ " .. ﺍﻋﻄﺎﻩ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ :

- ﻣﺘﺄﺫﻳﺶ ﻧﻔﺴﻚ .. ﺃﺩﺑﻪ ﺑﺲ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺎ ﺗﺄﺫﻯ ﻧﻔﺴﻚ ﻳﺎ " ﻋﻠﻰ " .. ﻋﻴﻞ ﺗﻴﻴﻴﻴﻴﻴﻴﻴﻴﻴﻴﻴﻴﻲﺕ ﺯﻯ ﺩﻩ ﻣﻴﺴﺘﻬﻠﺶ ﺍﻧﻚ ﺗﻀﻴﻊ ﻧﻔﺴﻚ ﻋﺸﺎﻧﻪ

ﺗﻮﺟﻪ " ﻋﻠﻰ " ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ .. ﺻﻌﺪ ﻭﺳﺄﻝ ﻋﻦ " ﻫﺎﻧﻰ " ﻟﻴﺨﺒﺮﻫﺄﺧﻴﻪ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﻮﺩ .. ﻟﻜﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﺻﻮﻝ .. ﺟﻠﺲ " ﻋﻠﻰ " ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﻮﺍﺑﺔ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻗﺪﻭﻣﻪ .. ﺭﺁﻯ ﺷﺎﺏ ﻗﺎﺩﻡ ﻓﻰ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺒﻨﺎﻳﺔ .. ﺻﻔﻒ ﺷﻌﺮﻩ ﺑﻄﺮﻗﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻭﺍﺭﺗﺪﻯ ﻓﻰ ﺻﺪﺭﺓ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻓﻀﻴﺔ .. ﻭﻓﻰ ﻳﺪﻳﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﻛﺴﺴﻮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ .. ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ ﻟﻜﻦ " ﻋﻠﻰ " ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺪ ﺍﻟﺒﻮﺍﺑﺔ ﺑﺠﺴﺪﻩ .. ﺳﺄﻟﻪ ﻗﺎﺋﻼً :

- ﺍﻧﺖ " ﻫﺎﻧﻰ " ؟

ﻗﺎﻝ " ﻫﺎﻧﻰ " ﺑﻼ ﻣﺒﺎﻻﺓ :

- ﺃﻳﻮﺓ

ﻟﻢ ﻳﻜﺪ ﻳﻨﺘﻬﻰ ﻣﻦ ﻓﻠﻆ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻡ " ﻋﻠﻰ " ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻟﻴﻠﻜﻤﻪ ﻓﻰ ﺃﻧﻔﻪ ﺗﻤﺎﻣﺎً .. ﺗﻘﻬﻘﺮ " ﻫﺎﻧﻰ " ﻋﺪﺓ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠﻒ ﺣﺘﻰ ﻛﺎﺩ ﺃﻥ ﻳﺴﻘﻂ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﻠﻜﻤﺔ .. ﻭﺿﻊ ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﻪ ﻟﻴﺠﺪﻫﺎ ﻗﺪ ﺗﻠﻮﻧﺖ ﺑﺎﻟﻠﻮﻥ ﺍﻷﺣﻤﺮ .. ﺻﺎﺡ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻢ ﺛﻢ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻰ " ﻋﻠﻰ " ﺑﺪﻫﺸﺔ ﻭﻗﺎﻝ :

- ﺍﻧﺖ ﺍﺗﺠﻨﻨﺖ ﻳﺎ ﻭﺍﺩ ﺍﻧﺖ

ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻔﻴﻖ ﻣﻦ ﺩﻫﺸﺘﻪ ﺗﻮﺟﻪ ﺍﻟﻰ " ﻋﻠﻰ " ﻭﻫﻮ ﻳﺰﻣﺠﺮ ﺑﻐﻀﺐ ﻟﻴﻌﻘﺒﻪ ﺑﻠﻜﻤﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻰ ﻭﺟﻬﻪ .. ﺛﻢ ﻳﺠﺬﺑﻪ ﻣﻦ ﻣﻼﺑﺴﻬﺎ ﻟﻴﺴﺪﺩ ﺭﻛﻠﺔ ﻓﻰ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺑﻄﻨﻪ .. ﺷﻬﻖ " ﻫﺎﻧﻰ " ﻣﻦ ﻗﻮﺗﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﺍﻷﻟﻢ ﺍﻟﺬﻯ ﺻﺮﺧﺖ ﺑﻪ ﺑﻄﻨﻪ .. ﻟﻢ ﻳﻜﻦ " ﻋﻠﻰ " ﻣﻔﺘﻮﻝ ﺍﻟﻌﻀﻼﺕ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻣﻨﺤﻪ ﻗﻮﺓ ﺧﺎﺭﻗﻪ .. ﺗﺠﻤﻬﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ .. ﺍﻗﺘﺮﺏ ﺭﺟﻞ ﻓﻰ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﻔﺾ ﺍﻟﺸﺒﺎﻙ .. ﻟﻜﻦ ﺍﺣﺪﻯ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺻﺎﺣﺖ ﺑﺈﺣﺘﻘﺎﺭ :

- ﺳﻴﺒﻪ ﺧﻠﻴﻪ ﻳﺮﺑﻴﻪ .. ﺩﻩ ﻋﻴﻞ ﺗﻴﻴﻴﻴﻴﻴﻴﻴﻴﻴﻴﺖ ﻣﺴﺒﺶ ﺑﻨﺖ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﺘﻪ ﺍﻻ ﻟﻤﺎ ﺿﺎﻳﻘﻬﺎ ﻭﻟﻘﺢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻜﻼﻣﻪ .. ﺃﺣﺴﻦ ﺧﻠﻴﻪ ﻳﺘﺮﺑﻰ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺃﻫﻠﻪ ﻣﻌﺮﻓﻮﺵ ﻳﺮﺑﻮﻩ

ﻟﻢ ﻳﺸﻌﺮ " ﻋﻠﻰ " ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻀﺮﺑﻪ ﺑﻘﻮﺓ ﻭﻳﺮﻛﻠﻪ ﺑﻘﺪﻣﻪ ﻏﻴﻈﺎً ﻭﻏﻀﺒﺎً .. ﺍﻟﻰ ﺃﺣﺪ ﺗﺪﺧﻞ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺃﺑﻌﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﺋﻼً :

- ﺧﻼﺹ ﻳﺎ ﺍﺑﻨﻰ ﺳﻴﺒﻪ ﻫﻴﻤﻮﺕ ﻓﻰ ﺍﻳﺪﻙ .. ﺩﻩ ﻛﻠﺐ ﻣﻴﺴﻮﺍﺵ

ﺃﺧﺬ " ﻋﻠﻰ " ﻳﻠﻬﺚ ﺑﺸﺪﺓ .. ﻋﺪﻝ ﻣﻦ ﻭﺿﻊ ﻣﻼﺑﺴﻪ .. ﺛﻢ ﺗﻮﺟﻪ ﺍﻟﻰ " ﻫﺎﻧﻰ " ﺍﻟﻤﻠﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻭﺟﻪ ﻏﺎﺭﻗﺎً ﻓﻰ ﺩﻣﺎﺋﻪ .. ﺟﺬﺑﻪ ﻣﻦ ﻣﻼﺑﺴﻪ ﻭﺃﻭﻗﻔﻪ ﺛﻢ ﺻﻌﺪ ﺑﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺒﻨﺎﻳﺔ ﺗﺤﺖ ﻧﻈﺮﺍﺕ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﺸﺎﻣﺘﻪ .. ﺷﻬﻘﺖ ﺃﻣﻪ ﺑﻘﻮﺓ ﻭﺿﺮﺑﺖ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﺭﻫﺎ ﻭﻫﻰ ﺗﺮﻯ ﻣﻼﺑﺴﻪ ﺍﻟﻤﻤﺰﻗﺔ ﻭﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﻔﺠﺮﺓ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﻪ .. ﺻﺎﺣﺖ ﻗﺎﺋﻠﻪ :

- " ﻫﺎﻧﻰ " ﻣﻴﻦ ﻋﻤﻞ ﻓﻴﻚ ﻛﺪﺓ

ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺩ .. ﺻﺎﺡ ﺑﻪ " ﻋﻠﻰ " ﺑﻐﻀﺐ :

- ﻗﻮﻝ ﻷﻣﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻰ ﻋﻤﻠﺘﻪ ﻓﻰ ﺑﻨﺖ ﺧﻠﺘﻚ ﻳﺎ ﺗﻴﻴﻴﻴﻴﻴﻴﻴﻴﻴﻴﺖ

ﻧﻈﺮﺕ ﺃﻣﻪ ﺑﺪﻫﺸﺔ ﺍﻟﻰ " ﻋﻠﻰ " ﺛﻢ ﺍﻟﻰ " ﻫﺎﻧﻰ " ﺍﻟﺬﻯ ﺃﺧﺬ ﻳﺒﻜﻰ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻢ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺬﻯ ﻭﺻﻞ ﺍﻟﻴﻪ .. ﺻﺎﺡ ﺑﻪ " ﻋﻠﻰ " ﻭﻫﻮ ﻳﺪﻓﻌﻪ ﻟﻴﻠﺼﻘﻪ ﺑﺎﻟﺠﺪﺍﺭ :

- ﺍﺗﻜﻠﻢ ﻳﻠﻪ .. ﻗﻮﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻰ ﺣﺼﻞ

ﺷﻬﺖ ﺃﻣﻪ ﻭﻫﻮ ﺗﻬﺘﻒ ﺑـ " ﻋﻠﻰ " :

- ﺍﻭﻋﻰ ﺳﻴﺐ ﺍﺑﻨﻰ .. ﺍﻣﺸﻰ ﺍﻃﻠﻊ ﺑﺮﻩ

ﺟﺬﺑﻪ " ﻋﻠﻰ " ﻣﻦ ﻣﻼﺑﺴﻪ ﻭﻫﻢ ﺑﺄﻥ ﻳﺴﺪﺩ ﺍﺣﺪﻯ ﺍﻟﻠﻜﻤﺎﺕ ﺍﻟﻰ ﻭﺟﻬﻪ .. ﻟﻜﻦ " ﻫﺎﻧﻰ " ﺻﺎﺡ ﺑﺄﻟﻢ :

- ﺧﻼﺹ ﻣﺘﻀﺮﺑﺶ .. ﻛﻔﺎﻳﺔ .. ﺧﻼﺹ ﻫﻘﻮﻟﻬﺎ

ﻫﺘﻒ " ﻋﻠﻰ " ﺑﺼﺮﺍﻣﺔ ﻭﻋﻴﻨﺎﻩ ﺗﺸﻌﺎﻥ ﻏﻀﺒﺎً :

- ﺍﻧﻄﻖ ﻗﻮﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻰ ﺣﺼﻞ

ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﺃﻣﻪ ﺑﺨﺠﻞ ﻭﺃﺧﺒﺮﻫﺎ ﻋﻦ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﺍﻟﻤﺸﻴﻨﺔ .. ﺃﺧﺒﺮﻫﺎ ﺑﺄﻥ " ﺃﺳﻤﺎﺀ " ﻟﻢ ﺗﻜﺬﺏ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻬﻤﺘﻪ ﺑﻤﻀﺎﻳﻘﺘﻬﺎ ﻭﺑﺎﻟﺘﺴﻠﻞ ﺍﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ . ﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻴﻪ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﺑﻤﺰﻳﺞ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ ﻭﺍﻟﺤﺴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻐﻀﺐ .. ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻴﻬﺎ " ﻋﻠﻰ " ﻭﻫﻮ ﻳﻠﻬﺚ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ :

- ﺁﺩﻯ ﺍﺑﻨﻚ ﺍﻟﻠﻰ ﻧﺼﻔﻴﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺖ ﺃﺧﺘﻚ .. ﻃﻠﻊ ﻋﻴﻞ ﺗﻴﻴﻴﻴﻴﻴﻴﻴﻴﻴﻴﻴﻴﻲﺕ

ﺛﻢ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﻭﻏﺎﺩﺭ ﺍﻟﺒﻴﺖ .. ﻇﻠﺖ ﺃﻣﻪ ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﻧﻈﺮﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﻭﺍﻹﺣﺘﻘﺎﺭ ﻭﻫﺘﻔﺖ ﺑﻪ :

- ﺑﺄﻩ ﺑﻌﺪ ﺃﺧﺮﺓ ﺻﺒﺮﻯ ﻓﻴﻚ ﺗﻌﻤﻞ ﻛﺪﻩ ﻓﻰ ﺑﻨﺖ ﺃﺧﺘﻰ .. ﻣﺶ ﻛﻔﺎﻳﺔ ﺃﺭﻓﻚ ﺍﻟﻠﻰ ﺑﺴﻤﻌﻪ ﻭﻛﻞ ﺷﻮﻳﺔ ﺗﻄﻠﻌﻠﻰ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺗﺸﺘﻜﻰ ﻣﻨﻚ ﻭﻣﻦ ﻋﻤﺎﻳﻠﻚ ﺍﻟﺴﻮﺩﺓ .. ﻫﻰ ﺣﺼﻠﺖ ﺗﻌﻤﻞ ﻛﺪﻩ ﻓﻰ ﺑﻨﺖ ﺃﺧﺘﻰ ﻳﺎ ﺗﻴﻴﻴﻴﻴﻴﻴﻴﻴﻴﻴﻴﻴﻲﺕ

ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻴﻬﺎ " ﻫﺎﻧﻰ " ﺑﺨﺠﻞ ﺍﻟﻰ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﻭﺍﻟﻰ ﺃﺧﻴﻪ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻪ ﺑﺈﺣﺘﻘﺎﺭ ﻭﺗﻘﺰﺯ .. ﺍﻧﻘﻠﺐ ﺃﺧﻴﺮﺍً ﺍﻟﺴﺤﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﺣﺮ ﻭﻇﻬﺮﺕ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻟﻠﻌﻴﺎﻥ .. ﻫﺪﺩ " ﺃﺳﻤﺎﺀ " ﻭﺃﺭﺍﺩ ﻓﻀﺤﻬﺎ .. ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﻔﻀﻴﺤﺔ ﻣﻦ ﻧﺼﻴﺒﺔ ﻫـﻮ

ﺑﻌﺪ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺷﻬﺮﻳــﻦ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ .. ﺗﻢ ﺯﻓﺎﻑ " ﻋﻠﻰ " ﻭ " ﺃﺳﻤﺎﺀ " .. ﻓﻰ ﺣﻀﻮﺭ ﺃﻫﻠﻬﻤﺎ ﻭﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻬﻤﺎ .. ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﻫﻰ ﺍﻟﺰﻳﺠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﻰ ﻣﺤﻴﻂ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺳﺮ ﺍﻟﺘﻰ ﺍﻗﺘﺮﺑﺖ ﻣﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺻﺎﺭﺕ ﻛﺎﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ .. ﻓﺘﺒﺎﺩﻟﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﻧﺴﺎﺏ ﻭﺗﻮﻃﺪﺕ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻭﺻﺎﺭﻭﺍ ﻛﺎﻟﺒﻨﻴﺎﻥ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ..

ﻓﻰ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺗﺤﺪﺩ ﻣﻮﻋﺪ ﺯﻓﺎﻑ " ﺁﺩﻡ " ﻭ " ﺁﻳﺎﺕ " ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻭﺟﺪﺍ ﺷﻘﺔ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻹﺳﺘﺌﺠﺎﺭﻫﺎ ﻭﺍﻧﺘﻬﻴﺎ ﻣﻦ ﻓﺮﺷﻬﺎ ﻓﺮﺷﺎً ﻣﺘﻮﺍﺿﻌﺎً  ﺍﺧﺘﺎﺭﺍﻫﺎ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﺎ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﻭﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻬﻤﺎ ..

ﺗﻢ ﺍﻟﺰﻓﺎﻑ ﻓﻰ ﻗﺮﻳــﺔ ﺍﻟﻤﺎﺳـــﺔ .. ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻯ ﺟﻤﻌﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻇﻦ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺮﻯ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ .. ﻛﺎﻧﺖ " ﺁﻳﺎﺕ " ﻓﻰ ﺃﺑﻬﻰ ﺻﻮﺭﻫﺎ .. ﻻ ﺗﻔﺎﺭﻗﻬﺎ ﺑﺴﻤﺘﻬﺎ .. ﺩﺧﻞ " ﺁﺩﻡ " ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺰﻳﻨﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻴﺘﺄﻣﻞ ﻋﺮﻭﺳﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ .. ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺍﺩﺍﻫﺎ ﺑﺎﻗﺔ ﻭﺭﺩ ﺻﻐﻴﺮﺓ  ﺃﺧﺬﺗﻬﺎ ﻣﻨﻪ ﻭﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﻻ ﺗﻔﺎﺭﻕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻴﻨﺎﻥ ﺍﻟﺘﻰ ﺳﺮﻗﺘﺎ ﻗﻠﺒﻬﺎ .. ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻘﺒﻼً ﺟﺒﻴﻨﻬﺎ .. ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﻓﺴﺘﺎﻧﻬﺎ ﻋﺎﺭﻯ ﺍﻷﻛﻤﺎﻡ ﻣﺒﺘﺴﻤﺎً ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ :

- ﻭﻧﺎﻭﻳﻪ ﺣﻀﺮﺗﻚ ﺗﻌﻤﻠﻰ ﺍﻳﻪ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﻠﻰ ﺑﺎﻳﻨﻪ ﺩﻯ

ﺿﺤﻜﺖ ﺑﺨﻔﻮﺕ ﺛﻢ ﺳﺎﻋﺪﺗﻬﺎ " ﺇﻳﻤﺎﻥ " ﻋﻠﻰ ﺍﺭﺗﺪﺍﺀ ﻛﺎﺏ ﺃﺑﻴﺾ ﺣﺮﻳﺮﻯ ﻭﺍﺳﻊ ﺃﻏﻠﻘﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺎﻡ ﻟﺘﺨﻔﻰ ﻣﺎ ﺃﻇﻬﺮﻩ ﻓﺴﺘﺎﻥ ﻋﺮﺳﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻔﺎﺗﻦ .. ﺃﺳﺪﻝ " ﺁﺩﻡ " ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﻃﺮﺣﺔ ﻓﺴﺘﺎﻧﻬﺎ ﻟﻴﻐﻄﻰ ﺑﻪ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺍﻟﺬﻯ ﺯﻳﻨﺘﻪ ﺑﺮﻗﻪ .. ﻟﻴﺨﻔﻰ ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ﻭﺳﺤﺮﻫﺎ ﻋﻦ ﺍﻷﻋﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﻠﺼﺼﺔ  ﻓﺬﺍﻙ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻔﺎﺗﻦ ﻣﻦ ﺣﻘﻪ ﻫﻮ ﻓﻘﻂ  ﺫﻫﺒﺎ ﺍﻟﻰ ﻗﺎﻋﺘﺎ ﺍﻟﻔﺮﺡ .. ﻓﺴﺎﻋﺪﺗﺎ " ﺳﻤﺮ " ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻊ ﺍﻟﻜﺎﺏ ﻭﻋﻠﻰ ﺿﺒﻂ ﺍﻟﻄﺮﺣﺔ .. ﻟﻴﺒﺪﺃ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﺎﻟﻌﺮﺱ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ

ﺩﺧﻠﺖ " ﺁﻳﺎﺕ " ﺑﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﻭﻫﻰ ﺗﺪﻋﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺪﻳﻢ ﻓﺮﺣﻬﺎ ﻭﻳﺒﺎﺭﻙ ﻓﻰ ﺯﻭﺍﺟﻬﺎ .. ﻭﻗﻒ " ﺁﺩﻡ " ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﻣﺒﺘﺴﻤﺎً .. ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ ﻟﻪ ﻓﻰ ﺭﻗﻪ ﻭﻧﻌﻮﺩﻩ .. ﻭﺿﻊ ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻴﻨﻬﺎ ﻭﺩﻋﺎ ﻗﺎﺋﻼً :

- ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻲ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﺧﻴﺮﻫﺎ ﻭﺧﻴﺮ ﻣﺎ ﺟﺒﻠﺘﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺃﻋﻮﺫ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺷﺮﻫﺎ ﻭﻣﻦ ﺷﺮ ﻣﺎ ﺟﺒﻠﺘﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ

ﻋﻤﻼً ﺑﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ " ﺇﺫﺍ ﺗﺰﻭﺝ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺃﻭ ﺍﺷﺘﺮﻯ ﺧﺎﺩﻣﺎ ﻓﻠﻴﻘﻞ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻲ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﺧﻴﺮﻫﺎ ﻭﺧﻴﺮ ﻣﺎ ﺟﺒﻠﺘﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺃﻋﻮﺫ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺷﺮﻫﺎ ﻭﻣﻦ ﺷﺮ ﻣﺎ ﺟﺒﻠﺘﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ "

ﺍﺗﺴﻌﺖ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﺑﺤﺐ ﻗﺎﺋﻼً :

- ﻣﺒﺮﻭﻙ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻰ .. ﺍﺧﻴﺮﺍً ﺑﻘﻴﺘﻲ ﻓﻰ ﺑﻴﺘﻰ

ﺑﺪﻻ ﻣﻼﺑﺴﻬﻤﺎ ﻭﺍﺳﺘﻌﺪﺍ ﻟﺼﻼﺓ ﺭﻛﻌﺘﻴﻦ ﻳﺆﻣﻬﺎ " ﺁﺩﻡ " ﻓﻴﻬﻤﺎ .. ﺍﺗﺴﻌﺖ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻬﺎ ﻭﻫﻰ ﺗﺒﺎﺩﻟﻪ ﻧﻈﺮﺍﺗﻪ ﺍﻟﻤﺤﺒﻪ ﺍﻟﺸﻐﻮﻑ .. ﺣﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻥ ﻳﺴﺮ ﻟﻪ ﺃﻣﺮ ﺯﻭﺍﺟﻪ .. ﻭﺃﻥ ﺳﺨﺮ ﻟﻪ " ﻛﺮﻳﻢ " ﺍﻟﺬﻯ ﺳﺎﻋﺪﻩ ﻭﻗﺪﻡ ﻟﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴُﻠﻔﻪ ﺍﻟﺘﻰ ﺃﻋﺎﻧﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﺗﻤﺎﻡ ﺗﺠﻬﻴﺰ ﺑﻴﺘﻬﻤﺎ .. ﺷﻌﺮ ﺑﻜﺮﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ  ﻓﺤﻤﺪﻩ ﻛﺜﻴﺮﺍً .. ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻓﻰ ﺳﻌﺎﺩﻩ . ﺗﻬﻴﺄﺕ ﻟﻪ ﻭﺃﻗﺒﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ .. ﻟﻜـــﻦ .. ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻧﺴﻴﺎﻧﻬﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ .. ﻗﺬﻑ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻓﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﻳﺮﺓ .. ﻭﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻘﺒﻴﺤﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺁﺗﺎﻫﺎ " ﺁﺩﻡ " ﻗﺒﻞ ﺗﻮﺑﺘﻪ .. ﺍﻧﺰﻭﺕ ﻣﺒﺘﻌﺪﻩ ﻋﻨﻪ .. ﻭﺍﻷﺳﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻴﺎﻫﺎ ﻭ ﺍﻷﻟﻢ ﻓﻰ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ .. ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻪ .. ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺒﺮﻳﺮ .. ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻣﺘﺄﻣﻼً .. ﻣﺘﺨﻮﻓﺎً  ﻗﻠﻘﺎً .. ﺍﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﻤﺘﻢ ﺑﺨﻔﻮﺕ :

- ﺃﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﺷﺎﻛﻚ .. ﻭﺩﻟﻮﻗﺘﻰ ﺍﺗﺄﻛﺪﺕ .. ﺍﻧﺘﻰ ﻟﺴﻪ ﻣﺴﻤﺤﺘﻨﻴﺶ ﻳﺎ " ﺁﻳﺎﺕ "

ﺍﻏﻤﻀﺖ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺠﺪ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺗﻘﻮﻟﻬﺎ .. ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻫﺮﺑﺖ ﻣﻨﻬﺎ .. ﻧﻬﺾ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ .. ﺟﻠﺴﺖ ﺗﺒﻜﻰ ﻭﺗﺴﺘﻐﻔﺮ .. ﺍﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﻓﺎﻗﺖ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ .. ﺣﺪﺛﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ .. ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻔﻌﻠﻴﻦ ﻳﺎ " ﺁﻳﺎﺕ " .. ﻛﻴﻒ ﺗﺴﻤﺤﻴﻦ ﻟﻮﺳﺎﻭﺱ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺃﻥ ﺗﺘﻼﻋﺐ ﺑﻚِ .. ﺃﻻ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﺑﻠﻴﺲ ﻳﻀﻊ ﻋﺮﺷﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﻳﻘﺪﻡ ﻛﻞ ﺷﻴﻄﺎﻥ ﺗﻘﺮﻳﺮﺍً ﻋﻤﺎ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﻰ ﻳﻮﻣﻪ ﻣﻦ ﺷﺮ ﻭﺃﺫﻯ .. ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻗﺮﺑﺎً ﻣﻦ ﺍﺑﻠﻴﺲ ﻫﻮ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ .. ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻳﺤﺒﻪ ﺍﺑﻠﻴﺲ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻭﻳﻤﺠﺪﻩ ﻭﻳﻌﻈﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﺻﻨﻴﻌﻪ .. ﻓﻼ ﺷﺊ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﺸﻨﻴﻌﺔ ﻭﺍﻟﻤﺮﻳﻌﺔ ﺃﺣﺐ ﺍﻟﻰ ﺍﺑﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﺎﺻﻢ ﺯﻭﺟﺎﻥ ﻭﻳﻔﺘﺮﻗﺎ .. ﻭﻳﺴﻤﺤﺎﻥ ﻟﻠﺸﻴﻄﺎﻥ ﺑﺄﻥ ﻳﻨﻔﺚ ﺳﻤﻮﻣﻪ ﻓﻰ ﺃﺫﻧﻴﻬﻤﺎ ﻭﻗﻠﺒﻴﻬﻤﺎ .. ﻓﻴﺴﺘﺴﻠﻤﺎﻥ ﻟﻮﺳﺎﻭﺳﻪ .. ﻭﻳﻬﺪﻣﺎﻥ ﺑﻴﺘﻬﻤﺎ ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻤﺎ .. ﻻﻣﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑﺸﺪﺓ .. ﺍﺳﺘﻐﻔﺮﻯ ﺭﺑﻚ ﻳﺎ " ﺁﻳﺎﺕ " .. ﻭﺍﺳﺘﻌﻴﺬﻯ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻴﻢ .. ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﺬﻯ ﺑﺪﺃ ﻋﻤﻠﻪ ﺳﺮﻳﻌﺎً ﻓﻰ ﺍﻹﻳﻘﺎﻉ ﺑﻴﻨﻚ ﻭﺑﻴﻦ ﺯﻭﺟﻚ ﻭﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﻟﻴﻠﺔ ﻓﻰ ﺯﻭﺍﺟﻜﻤﺎ .. ﻭﺍﻋﻠﻤﻰ ﻳﺎ " ﺁﻳﺎﺕ " ﺃﻥ ﺗﻠﻚ ﻟﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ .. ﺑﻞ ﻫﻰ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ .. ﻓﻌﻠﻴﻚِ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﺃﻥ ﺗﺤﺼﻨﻰ ﻧﻔﺴﻚ ﺣﺘﻰ ﺗﺼﺪﻯ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻤﺎﻛﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺳﻮﺳﻪ ﻓﻰ ﺃﺫﻧﻴﻚِ .. ﺳﺘﺼﺪﻳﻪ ﺑﺈﻳﻤﺎﻧﻚ ﻭﺑﺈﺳﺘﻌﺎﻧﺘﻚ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ  ﻟﻦ ﺗﺴﻤﺤﻰ ﻟﻮﺳﺎﻭﺳﻪ ﺑﺄﻥ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ .. ﻛﻠﻤﺎ ﺫﻛﺮﻙ ﺑﻤﺴﺎﻭﺉ ﺯﻭﺟﻚ ﺳﺘﺘﺬﻛﺮﻳﻦ ﺃﻧﺖِ ﻣﺤﺎﺳﻨﻪ .. ﻛﻠﻤﺎ ﺫﻛﺮﻙ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺃﻏﻀﺒﻚِ ﻓﻴﻬﺎ ﺯﻭﺟﻚ ﺳﺘﺘﺬﻛﺮﻳﻦ ﺃﻧﺖِ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻰ ﺭﺳﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺒﺴﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻴﻚِ .. ﻛﻠﻤﺎ ﺫﻛﺮﻙِ ﺑﺬﻧﻮﺑﻪ ﺳﺘﺘﺬﻛﺮﻳﻦ ﺃﻧﺖٍ ﺗﻮﺑﺘﻪ .. ﻛﻠﻤﺎ ﺫﻛﺮﻙِ ﺑﺠﻔﺎﺀﻩ ﺳﺘﺘﺬﻛﺮﻳﻦ ﺃﻧﺖِ ﺣﺒﻪ ﻭﺣﻨﺎﻧﻪ

ﻧﻬﻀﺖ " ﺁﻳﺎﺕ " ﻭﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﺗﻐﺴﻞ ﻭﺟﻬﻬﺎ .. ﺛﻢ ﻋﺎﺩﺕ ﺍﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻭﺗﺰﻳﻨﺖ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﻴﻖ ﺍﻟﺨﻔﻴﻔﺔ .. ﺧﺮﺟﺖ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ " ﺁﺩﻡ " .. ﻭﺟﺪﺗﻪ ﻓﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﺔ ﻭﺍﻗﻔﺎً ﻳﺼﻠﻰ .. ﻭﻗﻔﺖ ﺧﻠﻔﻪ .. ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻪ .. ﺭﺃﺗﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻬﻮﻯ ﺳﺎﺟﺪﺍً .. ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻭﺑﺪﺃ ﺟﺴﺪﻩ ﻓﻰ ﺍﻹﻧﺘﻔﺎﺽ .. ﺑﻜﻰ " ﺁﺩﻡ " ﻓﻰ ﺳﺠﻮﺩﻩ ﻭﻫﻮ ﻳﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻐﻔﺮ ﻟﻪ ﺫﻧﺒﻪ .. ﺩﻋﺎﻩ ﺃﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻧﻔﻮﺭ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻣﻨﻪ ﺍﻵﻥ ﻣﻦ ﺷﺆﻡ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺍﺭﺗﻜﺒﻬﺎ .. ﻋﻠﻢ ﻓﻰ ﻗﺮﺍﺭﻩ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺗﻌﺠﻞ ﺍﻟﺸﺊ ﻗﺒﻞ ﺃﻭﺍﻧﻪ ﻋﻮﻗﺐ ﺑﺤﺮﻣﺎﻧﻪ .. ﻟﻜﻨﻪ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺮﻓﻊ ﻋﻨﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ .. ﻭﺃﻥ ﻳﺼﺮﻑ ﺍﻟﻨﻔﻮﺭ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﺣﺒﻴﺒﺘﻪ .. ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻣﻦ ﺻﻼﺗﻪ ﻭﺷﻌﺮ ﺑﺴﻜﻴﻨﻪ ﺑﺪﺍﺧﻠﻪ .. ﻣﺴﺢ ﻭﺟﻬﻪ ﺑﻜﻔﻴﻪ .. ﺛﻢ ﻧﻬﺾ ﻭﺍﻟﺘﻔﺖ ﻟﻴﺠﺪ " ﺁﻳﺎﺕ " ﻭﺍﻗﻔﻪ ﺧﻠﻔﻪ ﻭﻫﻰ ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻪ ﺑﺤﺰﻥ .. ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺣﺎﻭﻝ ﺭﺳﻢ ﺑﺴﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺛﻐﺮﻩ .. ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﻪ .. ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺨﻄﺊ .. ﻫﻮ ﺍﻟﺴﺒﺐ . ﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻟﻮﻣﻬﺎ .. ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ ﻟﻪ .. ﺑﻌﺬﻭﺑﻪ  ﻭﺭﻗﻪ .. ﻭﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻴﻪ ﺑﺤﺐ .. ﺍﺧﺘﻔﻰ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻬﺎ .. ﻭﺃﻗﺒﻠﺖ ﻧﺤﻮﻩ ﺗﻠﻘﻰ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺫﺭﺍﻋﻴﻪ .. ﺳﻜﻦ ﻟﻠﺤﻈﺔ ﺛﻢ ﻟﻔﻬﺎ ﺑﺬﺭﺍﻋﻴﻪ ﻳﻀﻤﻬﺎ ﺍﻟﻴﻪ ﺑﺸﺪﺓ ﻭﻫﻮ ﻳﺴﺘﻨﺸﻖ ﻋﺒﻴﺮ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﻼﻣﺲ ﻭﺟﻬﻪ .. ﺭﻓﻌﺖ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻭﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻴﻪ ﻭﻗﺎﻝ :

- ﻣﺶ ﻋﺎﻳﺰﻳﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﺑﻴﻨﺎ .. ﻣﺎﺷﻰ

ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻣﺘﺄﻣﻼً .. ﺍﺑﺘﺴﻢ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﺑﺤﻨﺎﻥ ﺟﺎﺭﻑ .. ﻳﺤﺘﻮﻳﻬﺎ ﺑﻨﻈﺮﺍﺗﻪ ﻗﺎﺋﻼً :

- ﻣﺎﺷﻰ

ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺤﺰﻡ ﻭﻫﻰ ﺗﻨﻈﺮ ﻓﻰ ﻋﻤﻖ ﻋﻴﻨﻴﻪ :

- ﺃﻧﺎ ﺳﻤﺤﺘﻚ ﻳﺎ " ﺁﺩﻡ " .. ﺧﻼﺹ ﻫﻨﻘﻔﻞ ﺍﻟﺼﻔﺤﺔ ﺩﻯ ﻭﻧﺮﻣﻴﻬﺎ ﻭﺭﺍ ﺿﻬﺮﻧﺎ .. ﻣﺶ ﻫﻨﺘﻜﻠﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺎﻧﻰ .. ﻣﺘﺨﻠﻴﺶ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻳﺸﻜﻚ ﻓﻰ ﺍﻧﻰ ﺳﺎﻣﺤﺘﻚ .. ﻣﺎﺷﻰ ؟

ﺍﺗﺴﻌﺖ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻪ ﻭﻣﺴﺢ ﻋﻠﻰ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﺑﺤﻨﺎﻥ ﻗﺎﺋﻼً :

- ﻣﺎﺷﻰ

ﻫﻤﺴﺖ :

- ﺑﺤﺒﻚ

ﻫﻤﺲ :

- ﺑﺤﺒﻚ

ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻳﺮﺩﺩ ﻛﻼﻫﻤﺎ " ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺟﻨﺒﻨﺎ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﺟﻨﺐ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻣﺎ ﺭﺯﻗﺘﻨﺎ " .. ﻋﻤﻼً ﺑﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ " ﻟﻮ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﺃﻫﻠﻪ ﻗﺎﻝ : " ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺟﻨﺒﻨﺎ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﺟﻨﺐ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻣﺎ ﺭﺯﻗﺘﻨﺎ " ، ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺪﺭ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻭﻟﺪ ﻟﻢ ﻳﻀﺮﻩ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺃﺑﺪﺍً " .. ﺃﺷﻌﺮﻩ ﺍﻟﺤﻼﻝ ﺑﻘﺒﺢ ﻭﻧﺠﺎﺳﺔ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ .. ﻭﺍﺳﺘﻘﺰﺍﺭ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻭﺍﻟﻤﻔﻌﻮﻝ ﺑﻪ .. ﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﺫﻫﻨﻪ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ " ﻭَﻓِﻲ ﺑُﻀْﻊِ ﺃَﺣَﺪِﻛُﻢْ ﺻَﺪَﻗَﺔٌ " .. ﻗَﺎﻟُﻮﺍ : ﻳَﺎ ﺭَﺳُﻮﻝَ ﺍﻟﻠّﻪِ، ﺃَﻳَﺄْﺗِﻲ ﺃَﺣَﺪُﻧَﺎ ﺷَﻬْﻮَﺗَﻪُ ﻭَﻳَﻜُﻮﻥُ ﻟَﻪُ ﻓِﻴﻬَﺎ ﺃَﺟْﺮٌ؟ .. ﻗَﺎﻝَ : " ﺃَﺭَﺃَﻳْﺘُﻢْ ﻟَﻮْ ﻭَﺿَﻌَﻬَﺎ ﻓِﻲ ﺣَﺮَﺍﻡٍ ﺃَﻛَﺎﻥَ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻓِﻴﻬَﺎ ﻭِﺯْﺭٌ؟ ﻓَﻜَﺬَﻟِﻚَ ﺇِﺫَﺍ ﻭَﺿَﻌَﻬَﺎ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺤَﻼَﻝِ ﻛَﺎﻥَ ﻟَﻪُ ﺃَﺟْﺮٌ " .. ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺓ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﺣﻼﻟﻪ ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺃﺗﺎﻫﺎ ﺃﺧﺬ ﺃﺟﺮﺍً .. ﺍﺑﺘﺴﻢ ﻳﻘﺒﻞ ﺟﺒﻴﻨﻬﺎ .. ﺍﻵﻥ ﻓﻘﻂ .. ﺷﻌﺮ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺍﺿﻰ ﻋﻨﻪ .. ﻷﻥ ﻣﻦ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺃﻥ ﻳﻮﻓﻘﻪ ﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕ .. ﻭﺍﺟﺘﻨﺎﺏ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺎﺕ .. " ﺭَّﺿِﻲَ ﺍﻟﻠﻪُ ﻋَﻨْﻬُﻢْ ﻭَﺭَﺿُﻮﺍ ﻋَﻨْﻪُ ﺫَﻟِﻚَ ﻟِﻤَﻦْ ﺧَﺸِﻲَ ﺭَﺑَّﻪُ " .. ﻧﺎﻣﺖ ﻣﻞﺀ ﺟﻔﻮﻧﻬﺎ ﻓﻰ ﺃﺣﻀﺎﻥ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺍﻟﺬﻯ ﺃﺣﻄﺎﻫﺎ ﺑﺬﺭﺍﻋﻴﻪ ﻓﻰ ﺣﻨﺎﻥ .


ﻓﻰ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻳﺎﻡ .. ﺷﻌﺮ " ﺁﺩﻡ " ﺑﺸﺊ ﻧﺎﻋﻢ ﻳﻼﻣﺲ ﻭﺟﻨﺘﻪ ﻭﺑﻬﻤﺴﺎﺕ ﺭﻗﻴﻘﻪ :

- " ﺁﺩﻡ " .. " ﺁﺩﻡ "

ﻓﺘﺢ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺑﺒﻂﺀ ﻟﻴﻄﺎﻟﻊ ﻭﺟﻪ " ﺁﻳﺎﺕ " ﺍﻟﻤﺒﺘﺴﻢ .. ﻫﻤﺴﺖ ﺑﻌﺬﻭﺑﻪ :

- ﺣﺒﻴﺒﻰ ﻗﻮﻡ ﺍﺗﺄﺧﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻐﻞ

ﺗﻤﻄﻊ ﻓﻰ ﻓﺮﺍﺷﻪ ﺛﻢ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻣﺒﺘﺴﻤﺎً ﻭﻫﻮ ﻳﻔﺘﺢ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺑﺼﻌﻮﺑﻪ .. ﻧﻬﺾ ﻣﻦ ﻓﺮﺍﺷﻪ ﻭﺗﻮﺟﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻮﺟﻬﺖ " ﺁﻳﺎﺕ " ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ ﻟﺘﻌﺪ ﻣﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﻔﻄﻮﺭ .. ﺧﺮﺝ ﻳﺠﻔﻒ ﺷﻌﺮﻩ ﻭﻧﻈﺮ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻣﻘﺒﻼً ﺍﻳﺎﻫﺎ ﻗﺎﺋﻼً :

- ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﺨﻴﺮ

ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ ﻓﻰ ﻭﺟﻬﻪ :

- ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﻨﻮﺭ

ﺍﻟﺘﻔﺎ ﻣﻌﺎً ﺣﻮﻝ ﻣﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ .. ﻓﺘﻤﺘﻢ ﻛﻼﻫﻤﺎ :

- ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ

ﻗﺎﻟﺖ " ﺁﻳﺎﺕ " ﻭﻫﻰ ﺗﻀﻊ ﺍﺣﺪﻯ ﺍﻟﻠﻘﻴﻤﺎﺕ ﻓﻰ ﻓﻤﻬﺎ :

- ﺑﻔﻜﺮ ﻣﺎ ﺃﺭﻭﺣﺶ ﺍﻟﻐﺸﻞ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭﺩﺓ

ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻴﻬﺎ " ﺁﺩﻡ " ﻗﺎﺋﻼً :

- ﺑﺮﺍﺣﺘﻚ .. ﺃﺻﻼً ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺩﻯ ﻣﻔﻴﺶ ﺿﻐﻂ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻰ ﺍﻟﺸﻐﻞ

ﺃﻭﻣﺄﺕ ﺑﺮﺃﺳﻬﺎ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺑﻤﺮﺡ :

- ﺃﻫﺎﺍ ﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻋﺎﺭﻓﻪ ﻋﺸﺎﻥ ﻛﺪﻩ ﻗﻮﻟﺖ ﺃﺩﻟﻊ ﻭﻣﺮﻭﺣﺶ ﺍﻟﺸﻐﻞ

ﺿﺤﻚ ﻗﺎﺋﻼً :

- ﻣﺎﺷﻰ ﻳﺎ ﺳﺘﻰ ﺍﺩﻟﻌﻰ ﺑﺮﺍﺣﺘﻚ

ﺍﻧﺘﻬﻴﺎ ﻣﻦ ﻃﻌﺎﻣﻬﻤﺎ ﻓﺮﺩﺩ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ :

- ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻯ ﺃﻃﻌﻤﻨﻰ ﻫﺬﺍ ﻭ ﺭﺯﻗﻨﻴﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺣﻮﻝ ﻣﻨﻰ ﻭﻻ ﻗﻮﺓ

ﺍﻧﺘﻬﻰ " ﺁﺩﻡ " ﻣﻦ ﺍﺭﺗﺪﺍﺀ ﻣﻼﺑﺴﻪ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ " ﺁﻳﺎﺕ " ﺗﻨﻈﻒ ﺣﺬﺍﺀﻩ .. ﺗﻮﺟﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﺍﺭﺗﺪﻯ ﺣﺬﺍﺅﻩ ﻓﻘﺒﻠﺘﻪ ﻣﻮﺩﻋﻪ ﻭﺍﺑﺘﺴﺎﻣﻪ ﺣﺎﻧﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺛﻐﺮﻫﺎ ﻭﻗﺎﻟﺖ :

- ﺧﻠﻰ ﺑﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻚ

ﺗﻮﺟﻬﺖ " ﺁﻳﺎﺕ " ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ ﻟﺘﻨﻈﻴﻒ ﺍﻻﻭﺍﻧﻰ ﺍﻟﻤﺘﻜﺪﺳﺔ ﻣﻦ ﺗﺤﻀﻴﺮ ﺍﻟﻔﻄﻮﺭ .. ﺍﻧﺘﻬﺖ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻓﻰ ﺟﻠﻰ ﺍﻟﺼﺤﻮﻥ ﻭﺑﺪﺃ ﻓﻰ ﺍﻹﻋﺪﺍﺩ ﻟﻄﻌﺎﻡ ﺍﻟﻐﺪﺍﺀ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺗﺐ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﺗﻨﻈﻔﻪ  ﻗﺒﻞ ﻗﺪﻭﻡ " ﺁﺩﻡ " ﺑﻨﺼﻒ ﺳﺎﻋﺔ ﺗﻮﺟﻬﺖ ﺍﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ ﻟﺘﻨﺘﻘﻰ ﺷﻴﺌﺎً ﺁﺧﺮ ﺗﺮﺗﺪﻳﻪ .. ﺯﻳﻨﺖ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺑﻨﻌﻮﻣﺔ ﻭﺃﺳﺪﻟﺖ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﻓﻮﻕ ﻛﺘﻔﻴﻬﺎ .. ﺃﻋﺪﺕ ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ ﻭﻧﻈﻤﺘﻬﺎ ﻭﺃﺿﺎﻓﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻠﻤﺴﺎﺕ ﺍﻟﺮﻗﻴﻘﺔ .. ﻋﺎﺩ " ﺁﺩﻡ " ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻪ ﻟﺘﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ﺑﺒﺸﺎﺷﻪ .. ﺑﺪﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻹﺭﻫﺎﻕ ﻓﻌﺎﻭﻧﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺒﺪﻳﻞ ﻣﻼﺑﺴﻪ ﻭﻫﻰ ﺗﺴﻤﻌﻪ ﻛﻠﻤﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺮﻗﻴﻘﻪ ﺍﻟﺤﺎﻧﻴﻪ ﺍﻟﺘﻯﺘﺨﻔﻒ ﻋﻨﻪ ﺗﻌﺐ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ .. ﺍﻟﺘﻒ ﻣﻌﺎً ﺣﻮﻝ ﻣﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ .. ﺃﺷﺎﺩ " ﺁﺩﻡ " ﺑﻄﻌﺎﻣﻬﺎ ﻓﺎﺗﺴﻌﺖ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻬﺎ .. ﻗﺎﻝ " ﺁﺩﻡ " :

- ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺮﺓ ﻓﻰ ﺣﺎﺟﺔ ﺃﻧﺎ ﻋﻤﻠﺘﻪ ﻭﻭﺍﺛﻖ ﺍﻧﻬﺎ ﻫﺘﻔﺮﺣﻚ

ﺗﺮﻛﺖ ﻣﻠﻌﻘﺘﻬﺎ ﻭﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻴﻪ ﻗﺎﺋﻠﻪ ﺑﻠﻬﻔﺔ :

- ﺍﻳﻪ ﻫﻰ

ﺍﺳﻨﺪ ﻣﺮﻓﻘﻴﻪ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ﻭﻧﻈﺮ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﺑﻤﺮﺡ ﻗﺎﺋﻼً :

- ﺃﻧﺎ ﻭﻋﺪﺗﻚ ﻟﻤﺎ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺗﺘﺤﺴﻦ ﻧﻄﻠﻊ ﺭﺣﻠﺔ ﺷﻬﺮ ﻋﺴﻞ ﻣﺶ ﻛﺪﻩ

ﻗﺎﻟﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ :

- ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻰ ﺃﻧﺎ ﻣﺶ ﻋﺎﻳﺰﺓ ﺣﺎﺟﻪ .. ﻭﺑﻌﺪﻳﻦ ﻣﺶ ﻣﺤﺘﺎﺟﻴﻦ ﺭﺣﻠﺔ ﺷﻬﺮ ﻋﺴﻞ ﻭﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﺩﻩ ﺍﺣﻨﺎ ﻋﺎﻳﺸﻴﻦ ﻓﻰ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﺍﻟﺴﺨﻨﺔ .. ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺘﻴﺠﻲ ﻫﻨﺎ ﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﻌﺴﻞ

ﺍﺗﺴﻌﺖ ﺍﺑﺘﺎﺳﻤﺘﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺘﺤﺪﻯ :

- ﺑﺲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻠﻰ ﺍﺣﻨﺎ ﻫﻨﺮﻭﺣﻪ ﻟﻮ ﻋﺮﻓﺘﻴﻪ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ﺗﻘﻮﻟﻰ ﻛﺪﻩ

ﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻴﻪ ﺑﺈﺳﺘﻐﺮﺍﺏ ﻗﺎﺋﻠﻪ :

- ﺍﻳﻪ ﻫﻮ ﻃﻴﺐ

ﺗﺄﻣﻠﻬﺎ ﻗﺎﺋﻼً :

- ﻫﻨﻌﻤﻞ ﻋﻤﺮﻩ ﺳﻮﺍ

ﺍﺗﺴﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﻭﻫﺘﻔﺖ ﺑﺴﻌﺎﺩﺓ :

- ﺑﺘﺘﻜﻠﻢ ﺑﺠﺪ .. ﺑﺠﺪ ﻳﺎ " ﺁﺩﻡ "

ﺃﻭﻣﺄ ﺑﺮﺃﺳﻪ ﻓﻬﺒﺖ ﻭﺍﻗﻔﻪ ﺗﺤﺘﻀﻨﻪ ﻭﻫﻰ ﺗﻘﻮﻝ :

- ﻳﺎﻩ ﻛﺎﻥ ﻧﻔﺴﻰ ﺃﻭﻯ ﺃﻋﻤﻞ ﻋﻤﺮﻩ ﺗﺎﻧﻰ .. ﺑﺠﺪ ﺭﺑﻨﺎ ﻳﺒﺎﺭﻛﻠﻚ ﻳﺎ " ﺁﺩﻡ " .. ﺃﻧﺎ ﻓﺮﺣﺎﻧﻪ ﺃﻭﻯ .. ﺩﻯ ﺃﻟﻰ ﺭﺣﻠﺔ ﺑﺠﺪ

ﺟﻠﺴﺖ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻌﺪﻫﺎ ﻓﻘﺎﻝ " ﺁﺩﻡ " ﺑﺒﺸﺎﺷﻪ :

- ﺍﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻘﻮﻟﻚ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩ ﺑﺲ ﻋﺎﻣﺔ ﺣﻀﺮﻯ ﻧﻔﺴﻚ ﻣﻦ ﺩﻟﻮﻗﺘﻰ .. ﻭﺍﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎﻣﺎ ﻃﺎﻟﻌﺔ ﻣﻌﺎﻧﺎ ﻫﻰ ﻛﻤﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻤﺮﻩ ﻣﻦ ﺯﻣﺎﻥ

ﺃﺧﺬﺕ ﺗﺘﺬﻛﺮ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻰ ﺫﻫﺒﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﻤﺮﺓ ﻣﻊ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ .. ﻭﻛﻴﻒ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻌﺎﺩﺗﻬﺎ ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻘﻌﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻛﺔ .. ﻭﻛﻢ ﺗﻤﻨﺖ ﻣﻦ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺍﻟﻰ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ .. ﺍﻧﺘﻬﻴﺎ ﻣﻦ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﻃﻌﺎﻣﻬﺎ .. ﻫﻤﺖ ﺑﺄﻥ ﺗﻨﻬﺾ ﻟﺘﺤﻤﻞ ﺍﻷﻃﺒﺎﻕ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ .. ﻟﻜﻦ " ﺁﺩﻡ " ﺍﻭﻗﻔﻬﺎ ﻭﺃﻣﺴﻚ ﺑﻴﺪﻫﺎ  ﻭﺃﺧﺬ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﺃﺻﺎﺑﻌﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻰ ﻋﻠﻖ ﺑﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ .. ﺛــﻢ .. ﻗﺮﺑﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﻓﻬﻤﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻭﺃﺧﺬ ﻳﻠﻌﻖ ﺻﺎﺑﻌﺎً ﺗﻠﻮ ﺍﻵﺧﺮ ﺗﺤﺖ ﺃﻧﻈﺎﺭﻫﺎ ﻭﻗﺪ ﺍﺗﺴﻌﺖ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻬﺎ ﻭﺿﺤﻜﺖ ﺑﺨﻔﻮﺕ .. ﻋﻤﻼً ﺑﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ " ﺇﺫﺍ ﺃﻛﻞ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻃﻌﺎﻣﺎً ﻓﻼ ﻳﻤﺴﺢ ﻳﺪﻩ ﺣﺘﻰ ﻳﻠﻌﻘﻬﺎ ﺃﻭ ﻳُﻠﻌﻘﻬﺎ "

ﺍﻧﺘﻬﺖ ﻣﻦ ﺟﻠﻰ ﺍﻷﻭﺍﻧﻰ ﻟﺘﺠﻠﺲ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻓﻰ ﺣﺠﺮﺓ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﺔ ﻳﻘﺮﺁﻥ ﻓﻰ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮﺍﺕ .. ﻓﻤﻨﺬ ﺯﻭﺍﺟﻬﻤﺎ ﺍﺗﻔﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﺁﻫﺎ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺁﻳﻪ ﻭﺍﺣﺪﻩ ﺑﺘﻔﺴﻴﺮﻫﺎ .. ﺳﻴﺄﺧﺬﺍﻥ ﻭﻗﺘﺎً ﻃﻮﻳﻼً ﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺳﻮﺭﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ .. ﻟﻜﻨﻬﻤﺎ ﺍﺗﻔﻘﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﺘﺼﻞ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻨﻘﻄﻊ .. ﻛﺎﻧﺖ " ﺁﻳﺎﺕ " ﺗﺴﺘﻤﻊ ﻓﻰ ﺍﺳﺘﻜﺎﻧﻪ ﺍﻟﻰ ﻗﺮﺍﺀﺓ " ﺁﺩﻡ " ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻭﺷﺮﺣﻪ ﻟﻠﻤﻌﻨﻰ .. ﺗﺪﺑﺮﺍ ﺍﻵﻳﺔ ﻭﻟﺴﺎﻥ ﺣﺎﻟﻬﺎ ﻳﻘﻮﻝ : ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ .. ﺳُﻤﻊ ﺍﻟﻤﻨﺎﺩﻯ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﻳﺆﺫﻥ ﻟﻠﺼﻼﺓ ﻓﻨﻬﺾ " ﺁﺩﻡ " ﻭﺗﻮﺿﺄ ﻭﺷﻴﻌﺘﻪ ﺑﺎﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻬﺎ ﺛﻢ ﺍﺭﺗﺪﺕ ﺍﺳﺪﺍﻟﻬﺎ ﻟﺘﺆﺩﻯ ﻓﺮﻳﻀﺘﻬﺎ .

ﺗﻌﺎﻟﺖ ﺿﺤﻜﺎﺗﻬﻤﺎ ﻭﻫﻤﺎ ﺟﺎﻟﺴﺎﻥ ﻣﻌﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﻳﻜﺔ ﻳﺸﺎﻫﺪﺍﻥ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﻘﺎﻃﻊ ﺍﻟﻤﻀﺤﻜﺔ .. ﻧﻈﺮ " ﺁﺩﻡ " ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻳﺘﺄﻣﻞ ﺿﺤﻜﺘﻪ ﻭﺑﺴﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻰ ﻻ ﺗﻔﺎﺭﻕ ﻣﺤﻴﺎﻫﺎ ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ .. ﻗﺮﺑﻬﺎ ﻣﻨﻪ ﻭﻗﺒﻞ ﺟﺒﻴﻨﻬﺎ .. ﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻴﻪ .. ﻟﺘﺮﻭﻯ ﻟﻬﺎ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﺍﻟﺸﻐﻮﻓﺘﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺛﻪ ﺑﻪ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﻦ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺧﺎﺻﺔ !

ﺃﻧﻬﺖ " ﺁﻳﺎﺕ " ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﻰ ﻭﺗﻮﺟﻬﺖ ﺍﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻟﺘﺠﺪ " ﺁﺩﻡ " ﺟﺎﻟﺴﺎً ﻓﻰ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ ﻳﺠﻤﻊ ﻛﻔﻴﻪ ﺍﻟﻰ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻭﻳﻘﺮﺃ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ .. ﻓﻌَﻦْ ﻋَﺎﺋِﺸَﺔَ ﺃَﻥَّ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲَّ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ ﻛَﺎﻥَ ﺇِﺫَﺍ ﺃَﻭَﻯ ﺇِﻟَﻰ ﻓِﺮَﺍﺷِﻪِ ﻛُﻞَّ ﻟَﻴْﻠَﺔٍ ﺟَﻤَﻊَ ﻛَﻔَّﻴْﻪِ ﺛُﻢَّ ﻧَﻔَﺚَ ﻓِﻴﻬِﻤَﺎ ﻓَﻘَﺮَﺃَ ﻓِﻴﻬِﻤَﺎ ﻗُﻞْ ﻫُﻮَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺃَﺣَﺪٌ ﻭَﻗُﻞْ ﺃَﻋُﻮﺫُ ﺑِﺮَﺏِّ ﺍﻟْﻔَﻠَﻖِ ﻭَﻗُﻞْ ﺃَﻋُﻮﺫُ ﺑِﺮَﺏِّ ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ ﺛُﻢَّ ﻳَﻤْﺴَﺢُ ﺑِﻬِﻤَﺎ ﻣَﺎ ﺍﺳْﺘَﻄَﺎﻉَ ﻣِﻦْ ﺟَﺴَﺪِﻩِ ﻳَﺒْﺪَﺃُ ﺑِﻬِﻤَﺎ ﻋَﻠَﻰ ﺭَﺃْﺳِﻪِ ﻭَﻭَﺟْﻬِﻪِ ﻭَﻣَﺎ ﺃَﻗْﺒَﻞَ ﻣِﻦْ ﺟَﺴَﺪِﻩِ ﻳَﻔْﻌَﻞُ ﺫَﻟِﻚَ ﺛَﻠَﺎﺙَ ﻣَﺮَّﺍﺕٍ " .. ﺟﻠﺴﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ ﺑﺠﻮﺍﺭﻩ ﻭﻫﻰ ﺗﻌﺪﻝ ﻣﻦ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻐﻄﺎﺀ .. ﺍﻧﺘﻬﻰ " ﺁﺩﻡ " ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻓﻰ ﻛﻔﻴﻪ ﻭﺃﺧﺬ ﻳﻤﺴﺢ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﻭﺟﻬﻪ ﻭﺟﺴﺪﻩ .. ﺛــﻢ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺍﻟﻰ " ﺁﻳﺎﺕ " ﻳﻤﺴﺢ ﺑﺪﻳﻬﺎ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻭﻭﺟﻬﺎ ﻭﺟﺴﺪﻫﺎ .. ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ ﻟﻪ ﻭﻗﺒﻠﺘﻪ ﻗﺎﺋﻠﻪ :

- ﺗﺼﺒﺢ ﻋﻠﻰ ﺧﻴﺮ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻰ

- ﺗﺼﺒﺤﻰ ﻋﻠﻰ ﺧﻴﺮ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﻰ ﻣﺘﻨﺴﻴﺶ ﺗﻘﻮﻟﻰ ﺍﻷﺫﻛﺎﺭ

ﻭﺿﻌﺖ " ﺁﻳﺎﺕ " ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺳﺎﺩﺓ ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺗﻤﺘﻢ ﺑﺸﻔﺘﻴﻬﺎ ﻭﺗﺮﺩﺩ ﺃﺫﻛﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﻡ .. ﺿﺒﻂ " ﺁﺩﻡ " ﻫﺎﺗﻔﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻴﻌﺎﺩ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﺛﻢ ﻭﺿﻊ ﺭﺃﺳﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﺳﺎﺩﺗﻪ ﻭﻧﺎﻡ ﻣﻞﺀ ﺟﻔﻮﻧﻪ .

ﺗﺮﻛﺖ ﻭﺍﻟﺪﺓ " ﺁﺩﻡ " ﺍﻟﻌﺮﻭﺳﻴﻦ ﻟﻴﻨﻌﻤﺎﻥ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺑﻤﻔﺮﺩﻫﻤﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﻟﻠﻌﻴﺶ ﻣﻌﻬﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﺻﺮﺍﺭ " ﺁﺩﻡ " ﻭ " ﺁﻳﺎﺕ " ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ .. ﻭﺃﻣﻀﺖ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﻣﻊ ﻭﺍﻟﺪﺓ " ﺳﻤﺮ " ﺍﻟﺘﻰ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﻌﻴﺶ ﺑﻤﻔﺮﺩﻫﺎ ﻫﻰ ﺍﻷﺧﺮﻯ .. ﺗﻘﺎﺭﺑﺖ ﺍﻟﻤﺮﺁﺗﺎﻥ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻟﻸﺧﺮﻯ ﺳﻠﻮﻯ ﻭﺃﻧﻴﺴﺎً

ﺣﻤﺪ " ﺁﺩﻡ " ﺭﺑﻪ ﺃﻥ ﺭﺯﻗﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﺮﺓ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻓﻌﻠﺖ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﻭ " ﺁﻳﺎﺕ " ﻭﻫﻢ ﺟﺎﻟﺴﻮﻥ ﻣﻌﺎً ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻦ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﺍﻟﻤﺘﻮﺟﻬﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ .. ﻧﻈﺮﺕ " ﺁﻳﺎﺕ " ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﻓﻰ ﻟﻬﻔﺔ ﺗﻌﺪ ﺍﻟﺪﻗﺎﺋﻖ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﻔﺼﻠﻬﺎ ﻋﻦ ﺃﺣﺐ ﺍﻻﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﻠﻰ ﻗﻠﺒﻬﺎ .. ﺣﻄﺖ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﻓﻰ ﻣﻄﺎﺭ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺛﻢ ﺗﻮﺟﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻔﻨﺪﻕ ﻟﻮﺿﻊ ﺣﺎﺟﻴﺎﺗﻬﻤﺎ .. ﺛــﻢ .. ﺗﻮﺟﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻗﺒــﺮ ﺍﻟﻨﺒﻰ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ .. ﺻﻠﻮﺍ ﺭﻛﻌﺘﻴﻦ ﺗﺤﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺠﺪ ﻓﻰ ﺍﻟﺮﻭﺿﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ .. ﺛﻢ ﺗﻮﺟﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﻗﺒﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ .. ﻭﻗﻒ " ﺁﺩﻡ " ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﻭﻗﺪ ﺟﻒ ﺣﻠﻘﻪ .. ﻭﺃﻃﺮﻕ ﺑﺮﺃﺳﻪ ﻳﺴﺘﺸﻌﺮ ﻋﻈﻤﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﺴﻜﻨﻪ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﺃﻛﻤﻠﻬﻢ .. ﻳﻘﻒ ﺍﻵﻥ ﺃﻣﺎﻡ ﻗﺒﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻭﺍﻟﻨﺒﻰ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ .. ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺃﻣﺎﻣﻪ .. ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺃﻣﺎﻣﻪ .. ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬﻯ ﺗﺘﻔﻄﺮ ﻗﺪﺍﻩ ﻣﻦ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺃﻣﺎﻣﻪ .. ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺍﻟﻤﻌﻄﺎﺀ ﺃﻣﺎﻣﻪ  ﻓﺴﺎﻟﺖ ﺩﻣﻮﻉ " ﺁﺩﻡ " ﻓﺮﺣﺎً ﻭﻫﻴﺒﺔ .. ﻛﻢ ﺃﻧﺖ ﻋﻈﻴﻤﺎً ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ .. ﻛﻢ ﻋﺎﻧﻴﺖ ﻷﺻﺒﺢ ﺃﻧﺎ ﺍﻵﻥ ﻣﺴﻠﻤﺎً .. ﻛﻢ ﻗﺎﺳﻴﺖ ﻓﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺗﺒﻠﻴﻎ ﺭﺳﺎﻟﺘﻚ .. ﻛﻢ ﺗﺄﻟﻤﺖ ﻭﻋُﺬﺑﺖ ﻭﺷُﺠﺖ ﻭﺟﻨﺘﺎﻙ ﻭﻛُﺴﺮﺕ ﺭُﺑﺎﻋﻴﺘﻚ ﻭﺷُﺞ ﺭﺃﺳﻚ ﻭﺳﺎﻟﺖ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﻣﻨﻚ ﻷﺻﻴﺮ ﺃﻧﺎ ﻣﺴﻠﻤﺎً .. ﻛﻢ ﺿﺤﻴﺖ ﻓﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻻ ﻟﺸﺊ ﺳﻮﻯ ﻟﻨﺸﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺍﺋﺘﻤﻨﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ .. ﻛﻢ ﻛﻨﺖ ﺗﺘﺄﻟﻢ ﻟﻤﻮﺕ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ .. ﻛﻢ ﺃﺣﺒﻚ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ .. ﻳﺎ ﺷﻔﻴﻌﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻌﺮﺽ .. ﻟﻢ ﻳﺮﺍﻙ ﺃﺣﺪﺍً ﺍﻻ ﻭﺃﺣﺒﻚ .. ﻟﻢ ﺳﻌﺮﻓﻚ ﺃﺣﺪ ﺍﻻ ﻭﺃﺣﺒﻚ .. ﻟﻢ ﻳﺴﻤﻊ ﻋﻨﻚ ﺃﺣﺪﺍً ﺍﻻ ﻭﺃﺣﺒﻚ .. ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺼﺨﺮ ﻭﺍﻟﺸﺠﺮ ﺃﺣﺒﻮﻙ .. ﻟﻢ ﺃﺣﺎﺭﺏ ﻓﻰ ﺃُﺣﺪ .. ﻟﻢ ﺃﺟﺮﺡ ﻓﻰ ﺑﺪﺭ .. ﻣﺎ ﻫﺎﺟﺮﺕ ﻓﻰ ﻳﻮﻡ .. ﻭﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ .. ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺎ ﻧﺒﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺣﺒﻚ .. ﺣﺒﻚ ﻓﻰ ﻗﻠﺒﻰ ﺃﻟﻬﺒﻪ .. ﺃﺑﻌﺪﺗﻨﻰ ﺫﻧﻮﺑﻰ ﻟﻜﻦ ﻫﺎ ﺃﻧﺎ ﺟﺌﺖ ﺍﻟﻴﻚ ﺃﺧﻴﺮﺍً .. ﺃﺗﻠﻤﺲ ﺍﻟﻬﺪﻯ ﻭﺍﻟﻨﻮﺭ ﻭﺍﻟﺘﻘﻰ .. ﺃﻫﺘﺪﻯ ﺑﻬﺪﻳﻚ ﻭﺃﺳﻴﺮ ﻓﻰ ﺩﺭﺑﻚ .. ﺃﻧﻘﺬﺗﻨﻰ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺧﺒﻴﺚ ﻭﺃﻧﺮﺕ ﻟﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻰ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ .. ﻭﻛﻨﺖ ﻣﺜﺎﻝ ﻟﻠﺼﺎﺩﻕ ﺍﻷﻣﻴﻦ .. ﻛﻢ ﺃﺗﻠﻬﻒ ﺷﻮﻗﺎً ﻟﺮﺅﻳﺎﻙ .. ﻭﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﻭﺟﻬﻚ ﺍﻟﻄﻠﻴﻖ .. ﻭﺍﻟﻬﻨﺎﺀ ﺑﺎﻟﺸﺮﺏ ﻣﻦ ﻛﻔﻚ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺓ .. ﺟﺴﺪﻯ ﺑﺠﺴﺪﻙ .. ﻋﺮﺿﻰ ﺑﻌﺮﺿﻚ .. ﺃﻓﺪﻳﻚ ﺑﻘﻠﺒﻰ ﻭﺭﻭﺣﻰ ﻭﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺃﻣﻠﻚ .. ﻭﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻟﻠﺸﻔﺎﻋﺔ ﻳﻤﻠﻚ !

ﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺛﻢ ﺗﻘﺪﻡ ﻗﻠﻴﻼً ﻟﻴﺴﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻰ ﺑﻜﺮ ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ .. ﻭﺗﻘﺪﻡ ﺃﻛﺜﺮ ﻟﻴﺴﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ .. ﺛﻢ ﺗﻮﺟﻬﻮﺍ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺒﻘﻴﻊ ﻟﻠﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺒﻘﻴﻊ ﻭﻫﻮ ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﺔ .. ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺪﺓ " ﺁﺩﻡ " ﻏﺎﻣﺮﺓ ﻭﺑﻜﺖ ﺗﺄﺛﺮﺍً ﻓﻜﻢ ﺗﻤﻨﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﻣﻨﺬ ﺃﻣﺪ ﺑﻌﻴﺪ ﻭﻫﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﺭﺯﻗﻬﺎ ﺍﻳﺎﻫﺎ

ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ " ﺁﺩﻡ " ﺗﻤﺎﻟﻚ ﻋﺒﺮﺍﺗﻪ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺴﺎﻗﻄﺖ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ .. ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ .. ﺧﻔﻖ ﻗﻠﺒﻬﻤﺎ ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺨﻔﻖ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ .. ﺷﻌﺮ " ﺁﺩﻡ " ﺑﻬﻴﺒﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ .. ﻭﺑﺮﻫﺒﺔ ﻛﻠﻤﺎ ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻪ .. ﻛﺎﻥ ﻛﺎﻟﻔﺮﺍﺷﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﻨﺠﺬﺏ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﺭﻏﻤﺎً ﻋﻨﻬﺎ .. ﻻ ﻳﺤﻴﺪ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺣﻔﺮ ﻛﻞ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻬﺎ ﺑﺪﺍﺧﻠﻪ .. ﻟﻤﺲ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﺍﻻﺳﻮﺩ .. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﻓﻰ ﺫﻟﻚ ﺣﻂ ﻟﺨﻄﺎﻳﺎﻩ ﺑﻜﻰ ﺑﺸﺪﺓ .. ﺩﺍﺭ ﻓﻰ ﺍﻟﻄﻮﺍﻑ ﻭﺩﻣﻮﻋﻪ ﺗﻐﺮﻕ ﻭﺟﻬﻪ .. ﺃﻳﺎ ﺭﺏ ﻛﻢ ﺃﻧﺖ ﺭﺣﻴﻢ ﺃﺫﻧﺐ ﻭﺃﺫﻧﺐ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﻐﻔﺮ ﻭﺗﻐﻔﺮ .. ﻛﻢ ﺃﻧﺖ ﻛﺮﻳﻢ  ﻛﻢ ﺃﻧﺖ ﺣﻠﻴﻢ .. ﺷﻌﺮ ﻭﻛﺄﻥ ﻗﻠﺒﻪ ﻳُﻐﺴﻞ  ﻭﻛﺄﻥ ﻣﺎﺀ ﺑﺎﺭﺩ ﺻُﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻟﻴﻐﺴﻞ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﻳﻨﻘﻴﻪ .. ﻟﻢ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻘﻠﺒﻪ ﻧﻈﻴﻔﺎً ﻛﻤﺎ ﻳﺸﻌﺮ ﺍﻵﻥ ﻓﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ .. ﻟﻢ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻘﻠﺒﻪ ﻣﺮﻫﻔﺎً ﻭﺭﻗﻴﻘﺎً ﻛﻤﺎ ﻳﺸﻌﺮ ﺍﻵﻥ ﻓﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ .. ﻟﻢ ﻳﺒﻜﻰ ﻣﻦ ﺧﺸﻴﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻤﺎ ﺑﻜﻰ ﻓﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻇﻞ ﻳﺴﺘﻐﻔﺮ ﻭﻳﺴﺘﻐﻔﺮ .. ﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮ .. ﻇﻞ ﻳﺸﺮﺩ ﺑﺨﻴﺎﻟﻪ .. ﻳﻔﻜﺮ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﺮﻳﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻟﻴﺴﺄﻟﻪ ﺍﻳﺎﻩ ؟ .. ﻓﻜﺮ ﻭﻓﻜﺮ .. ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺳﻮﻯ .. ﺍﻟﺠﻨــﺔ .. ﺗﻠﻚ ﺁﺧﺮ ﺁﻣﺎﻟﻪ ﻭﻧﻬﺎﻳﺔ ﻣﺒﺘﻐﺎﻩ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺳﻮﺍﻫﺎ .. ﻭﺑﺼﺤﺒﺘﻪ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺃﺣﺐ .. ﺃﺧﺬ ﻳﺪﻋﻮ ﺃﻥ ﻳﻜﺮﻣﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺪﺧﻮﻟﻬﺎ .. ﺑﺎﺳﺘﻨﺸﺎﻕ ﻋﺒﻴﺮﻫﺎ .. ﺑﺎﻟﺠﻠﻮﺱ ﺗﺤﺖ ﻇﻼﻝ ﺃﺷﺠﺎﺭﻫﺎ .. ﻭﺣﻮﻟﻪ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺃﺣﺐ .. ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﺭﺍﻓﻖ .. ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻋﺮﻑ .. ﻭﺗﻮﺳﻌﺖ ﺃﻣﺎﻧﻴﻪ ﻟﻴﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺠﻨــﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺑﻘﻠﺒﻪ ﻭﻟﺴﺎﻧﻪ .. ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺍﻟﻪ ﺍﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ


                 تمت بحمد الله


          لقراءة جميع الحلقات من هنا 



وايضا زورو قناتنا سما القاهر للروايات 

 من هنا علي التلجرام  لتشارك معنا لك

 كل جديد من لينك التلجرام الظاهر امامك
تعليقات