قصة جواد بلا فارس البارت الثلاثون 30 بقلم مني سلامه


 قصة جواد بلا فارس

البارت الثلاثون 30

بقلم مني سلامه


ابتسم "آدم" وهو يمد يده الى والدته يبغى الهاتف .. أعطته اياه فوضعه على أذنه قائلاً برقه :

- أنا كويس يا حبيبتى متقلقيش عليا

تجمدت "آيات" فى مكانها ووضعت يدها على فمها وقد اتسعت عيناها فزعاً .. قال "آدم" بحنان :

- متتصوريش فرحان بإتصالك أد ايه .. لانه خلانى أتأكد ان أنا مهم بالنسبة لك .. كنت هتجنن امبارح من خوفى عليكي .. بس "كريم" طمنى انك كويسة .. لو كان جرالك حاجة كنت روحت فيها .


أغلقت "آيات" هاتفها فوراً وهى تحاول السيطرة على دقات قلبها التى أخذت تتسارع بشدة .. لكن هيهــات .. القلــب الذى تسارعت دقاتــه يأبـى أن يعــود الى سباتــه !

مسحت وجهها بكفيها وهى تحاول ألا تفكر فى كلماته التى أسمعها اياها منذ قليل .. قامت وغسلت وجهها .. نظرت الى نفسها فى مرآة الحمام .. بعينيها الحائرتين .. وملامحها المضطربة .. بلعت ريقها بصعوبة وهى تشعر بقلبها وهو يعصيها ويرفض أن يستكين كما كان .. جففت وجهها بعصبيه وخرجت ترتدى ملابسها .. وتتوجه الى عملها عل انشغالها به ينسيها تلك الأفكار وتلك المشاعر التى تحاول مقاومتها .. وبشدة


توجه "على" الى مكتب "كريم" .. فوجده يتحدث الى الهاتف .. أشار له "كريم" بالجلوس وانتظاره حتى يُنهى مكالمته الهاتفيه .. بدا على "على" الضيق والتوتر .. انهى "كريم" مكالمته ونظر اليه وهو يقول :

- خلاص كاميرات المراقبة هتتركب فى القرية النهاردة .. والحراسه اللى على البوابه زودناها

أومأ "على" برأسه لكن عقله كان فى مكان آخر 

ضاقت عينا "كريم" وهو يقول :

- مالك يا "على" فى حاجه

تنهد "على" قائلاً فى وجوم :

- بص يا "كريم" أنا بعتبرك صاحبى وأخويا .. عشان كده جيت أتكلم معاك .. أنا حاسس انى مخنوق أوى

نهض "كريم" والتف حول المكتب .. جلس على المقعد المواجه لـ "على" وسأله بإهتمام :

- خير يا "على" .. قول أنا سمعك

تنهد "على" بأسى وقال :

- "أسماء" صحبة أختى و أختك

قال "كريم" بإستغراب :

- مالها .. حصل منها حاجة ؟

قال "على" بضيق :

- اللى حصل ان انا وهى اتكلمنا كذا مرة مع بعض عن لبسها وعن شروط الحجاب وكانت بتسألنى فى حاجات وأنا أرد عليها زى التعدد والمصافحة 

ظل "كريم" صامتاً .. فأكمل "على" وهو مطرق برأسه :

- اللى عرفته من "إيمان" انك حست بحاجه نحيتي .. وقالتها صراحة يعني مفيش مجال لسوء الفهم .. من ساعة معرفت وأنا حاسس انى مخنوق ومضايق جداً .. خاصة ان "إيمان" قالتلى ان ظروفها صعبة .. ومشاكلها كتير .. فمكنتش أحب أزود مشاكلها دى وأخليها تــ ....

توقف ولم يستطع ان يكمل .. ظل مطرقاً برأسه .. الى أن قال "كريم" وهو يسند مرفقة فوق المكتب :

- غلطان يا "على"

رفع "على" رأسه ينظر الى "كريم" الذى قال بحزم :

- غلطان انك تتكلم معاها فى حاجة شخصيه زى لبسها ولو حتى من باب انك تنصحها .. مينفعش يا "على" وأظن انك عارف الكلام ده كويس .. لان انت شاب ومعرض للفتنة .. زي ما هى بنوته صغيره ومعرضة للفتنه .. وده اللى حصل فعلاً البنت اتعلقت بيك وحبتك .. وأنا واثق انك أكيد انت كمان مشاعرك اتحركت نحيتها

أطرق "على" برأسه مرة أخرى وقد احتقنت الدماء فى وجهه .. أكمل "كريم" :

- لو كنت عايز تنصحها فكان ممكن تقول لأختك "إيمان" تتكلم معاها .. أو تقولى وأنا أقول لـ "آيات" لكن كلامك معاها كده ده باب فتنة كبير يا "على" 

عقد "على" جبينه بضيق وهو يقول :

- طيب أعمل ايه دلوقتى

تنهد "كريم" وانحنى الى الأمام يسند مرفقيه الى قدميه وهو يقول :

- حاول متحتكش بيها خالص .. لا فى شغل ولا فى غير شغل .. وأنا هحاول أشوف طريقه بحيث ان تعاملها يكون مع "آيات" مباشرة من غير ما تضطر تتعامل معاك 

ثم تنهد قائلاً وهو ينظر الى "على" بعتاب :

- طيب هى معذورة لجهلها .. لكن انت مش معذور يا "على"

تمتم "على" بضيق :

- استغفر الله العظيم .. انا فعلاً كنت حاسس ان مكنش المفروض أتكلم معاها كده وانها ممكن مشاعرها تتحرك نحيتي بس معرفش ايه اللى خلانى أستمر وأتكلم معاها عن لبسها 

تنهد قائلاً :

- انت صح .. لو كنت عايز أنصحها فعلاً كنت خليت "إيمان" هى اللى تتكلم معاها مش أنا

قال "كريم" وهو يرجع ظهره للخلف :

- خلاص حصل خير .. وكويس ان الموضوع فى أوله .. ملحوقه يعني .. وانت راجل محترم يا "على" .. بس طبيعي انك تضعف بس أهم حاجة زى ما علمت كده تلوم نفسك على الغلط وتصححه

اومأ "على" برأسه وهو يقول :

- متشكر يا "كريم" .. مكنش فى غيرك أقدر أتكلم معاه ويفهمنى 

ابتسم "كريم" قائلاً :

- أنا تحت أمرك فى أى وقت يا "على" .. انت مش أخو "إيمان" مراتى بس .. لأ انت أخويا أنا كمان

ابتسم "على" وهو يستأذن للإنصراف الى عمله 


وقفت "أسماء" فى الشرفة بعدما اعتذرت هذا اليوم أيضاً عن الذهاب الى عملها .. كانت تشعر بأنها تحتاج الى ترتيب حياتها وأفكارها ومشاعرها .. تريد حسم صراعات كثيرة بداخلها .. وأهم هذه الصراعات وأكبرها هو أهلها .. الذين افتقدتهم بشدة .. التقطت هاتفها الموضوع فوق الطاوله بالشرفه .. وتأملت الشمس التى وسلت الى كبد السماء تشع نورها فى بهاء .. اتصلت بأنامل متردده برقم والدها .. اندفعت العبرات من عينيها بمجرد سماع صوته التى تسلل الذى أذنيها ليزيد من حنينها وشوقها اليه .. حاولت التحدث لكنها لم تستطع .. اضطر "مدحت" أن يغلق الخط بعدما لم يجد من يجيب 


نظرت "مديحة" الى "مدحت" بشك وهى تقول :

- مين ؟

قال وهو يجلس على أحد المقعد فى غرفة المعيشة :

- معرفش محدش رد

قامت وأخذت الهاتف من يده وعاودت الإتصال بالرقم فصاح فيها :

- انتى اتجننتى يا "مديحة"

قالت بحده وهى تنظر اليه بإحتقار :

- أنا واثقة انها واحدة تيييييييييييييت من اللى تعرفهم

هب واقفاً وهو يصيح :

- قولتلك مليون ألف مرة أنا خلاص قطعت علاقتى بكل اللى أعرفهم .. اعقلى بأه ومتطلعيش روحى 

اتسعت عيناه فى دهشة وهو يرى "مديحة" التى تجمدت فى مكانها ثم ما لبثت أن صاحت بلهفة :

- بنتى

قالت "أسماء" بصوت باكى :

- وحشتيني يا ماما

جلست "مديحة" على المقعد خلفها منهارة وهى تقول :

- "أسماء" .. وحشتيني يا حبيبتى .. وحشتيني أوى .. "أسماء" انتى كويسة

قالت "أسماء" وهى تحاول أن تتمالك نفسها :

- أيوة الحمد لله .. انتى كويسة .. وبابا كويس ؟

بكت "مديحة" بشدة وهى تقول :

- سمحيني يا بنتى . .سمحيني .. حقك عليا .. انا عارفه انى أم فاشلة .. ومستحقش أكون أم أصلاً

أجهشت "أسماء" فى البكاء فى الأخرى .. أخذ "مدحت" الهاتف من يد "مديحة" بلهفة وهو يقول بصوت مرتجف وأعين دامعة :

- "أسماء" حبيبتى .. انتى كويسة يا حبيبتى

قالت "أسماء" من بين شهقاتها وهى تمسح دموعها بظهر يدها :

- أيوة يا بابا كويسة .. بس انتوا وحشتونى أوى

قال لها بلهفة :

- انتى اللى وحشتيني أوى يا "أسماء" .. انتى فين يا حبيبتى قوليلنا مكانك وهنجيلك دلوقتى

قالت "اسماء" بلهفة :

- هو انت وماما رجعتوا رجعتوا تانى لبعض يا بابا

ألقى نظرة على "مديحة" الى وقفت أمامه ووجهها مبلل بالعبرات .. ثم قال :

- قوليلى انتى فين يا "اسماء"

تنهدت بعمق ثم قالت :

- أنا فى العين السخنة

قال بإستغراب :

- فى العين السخنة .. بتعملى ايه هناك

أخذت منه "مديحة" الهاتف وهتفت :

- حبيبتى قوليلى مكانك بالظبط وهنجيلك دلوقتى حالاً يا حبيبتى

أعطتهم "أسماء" العنوان .. فأسرعت "مديحة" بتبديل ملابسها .. وانطلقت مع "مدحت" فى طريقهم الى .. قرية المــاســة 

فى اليوم التالى زار "آدم" فى المستشفى كل من "كريم" و "زياد" و "على" .. كان سعيداً لرؤيتهم حوله .. ابتسمت والدته وهى تعدل من وضع الوسادة خلف ظهره .. وقالت للشباب :

- منورين والله .. اهو كده لازم تكونوا اخوات وتخافوا على بعض وتبقوا ايد واحدة .. الديب مبيقدرش الا على الغنمة اللى ماشيه لوحده .. لكن لو سط القطيع يخاف يقربلها

ابتسم "زياد" قائلاً بمرح :

- آه فعلاً هو "آدم" يدى على غنمة

ضحك "آدم" قائلاً :

- ماشى يا أبو دراع مكسور .. بأه مش مكسوف من نفسك بعد اللى حصلك ده .. شكلك بأه بايخ جداً بصراحة 

قال "زياد" بمرح :

- متفكرنيش ده أن كل ما أفتكر أتغاظ .. أموت وأعرف ازاى هيا نطت سليمة وأنا اللى حصلى كده 

التفت اليه "كريم" قائلاً بمزاح :

- أكيد الموضوع متعلق بالنية يا "زياد"

صاح قائلاً :

- والله نيتى بيضة وزى الفل 

ثم التفت اليه والدة "ىدم" قائلاً :

- ولا ايه رأيك يا خالتى

قالت بحماس :

- "زياد" .. ده "زياد" ده زينة الرجالة .. ده ربنا يباركله ابن حلال مصفى .. ربنا يرزقه ببنت الحلال اللى تشيله جوه حبابى عنيها

قال "زياد" :

- والله انتى زى السكر يا خالتى .. والوحيدة اللى نصفانى فى الدنيا دى .. ربنا ميحرمنى منك 

ثم قال بخبث :

- وبخصوص بنت الحلال .. فشكلك يا خالتى هتلبسى الحته اللى على الحبل قريب

اتسعت ابتسامته وهى تهتف :

- بجد يا "زياد"

أطلقت زغروته فصاح "آدم" :

- ماما احنا فى المستشفى

لم تلتفت اليه بل سألت "زياد" بحماس وابتسامة واسعة على شفتيها :

- مين يا "زياد" .. واحدة من هنا ولا من جيرانا فى القاهرة

قال مبتسماً :

- لا من هنا 

نظر اليه "آدم" قائلاً :

- ده انت طلعت ندل آخر حاجه .. وأنا آخر من يعلم يعني .. ما قولتليش حاجه عن الموضوع ده

قال مبتسماً :

- أديني قولت أهو

التفت اليه "كريم" قائلاً :

- مين بأه تعيسة الحظ .. قصدى سعيدة الحظ

قال بثقه :

- الدكتورة "سمر"

التفت اليه "على" بإهتمام دون أن ينطق ببنت شفه .. فقالت أم "آدم" بإستغراب :

- مين دكتورة "سمر" دى .. أنا شوفتها قبل كده ؟

قال "آدم" ضاحكاً :

- دى الدكتورة اللى كانت جوه عيادة الأطفال  و "زياد" أنقذها .. مش لاقى غير دى يا "زياد" دى هتفضل تزل فيك طول عمرك على اللى حصل ده

شرد "على" وهو يشعر بداخله بمشاعر شتى .. تتقاذفه يميناً ويساراً .. شرقاً وغرباً .. لكنه استغرب من شئ واحد .. وهو أن كل هذه المشاعر لم يكن من بينها .. الغضــب 

قام "عاصى" من فوره يستقبل "سراج" الذى دخل مكتبه قائلاً :

- أهلاً يا بابا اتفضل

جلس "سراج" مكان "عاصى" أام المكتب .. أغلق "عاصى" الباب جلس أمام والده الذى قال بحده :

- وبعدين يا "عاصى" .. هتبطل تتصرف من دماغك امتى

قال "عاصى" بتبرم :

- يا بابا أنا متصرفتش كده الا لما جبت أخرى مع الناس دى .. يعنى عجبك معدلات الشغل اللى بتقل يوم عن يوم .. محدش له سيره الا عن قريتهم .. حتى الصحفيين اللى بندفعلهم كل شهر أد كده ونازلين تشويه فى سمعة القرية وبرده لسه معدل شغلهم عالى زى ما هو

صاح "سراج" بغضب وهو يضرب بكفيه فوق المكتب :

- تقوم تبعت رجال تخطف "آيات" يا "عاصى" .. هتستفاد ايه يا غبى من كده

قال "عاصى" بحق :

- هستفاد انى هضغط بيها على اللى اسمه "كريم" ده 

نظر اليه "سراج" بإحتقار وهو يقول :

- غبي وهتفضل طول عمرك غبى .. أهم مسكوا واحد من الرجلين اللى بعتهم .. هتعمل ايه دلوقتى يا فالح

نظر اليه "عاصى" بدهشة وقال :

- انت عرفت منين يا بابا

قال "سراج" بتهكم :

- انت فاكر ان انت بس اللى ليك عيون فى كل مكان .. انت نسيت ان أنا "سراج اليمانى" ولا ايه 

قال "عاصى" بضجر :

- متقلقش الواد ميعرفش مين اللى مأجره ودافعله الفلوس .. يعنى أصلاً ميعرفش حاجه عشان يقولها .. خليهم يشبعوا بيه

ضم "سراج" قبضتيه معاً ووضعهما فوق المكتب قائلاً :

- وبعدين هنتصرف ازاى

قال "عاصى" فى شرود :

- متقلقش بفكر فى حاجه كدة هتجيب من الآخر

سأله "سراج" بحذر :

- حاجة ايه

نظر اليه "عاصى" وهو يرفع أحد حاجبيه ويقول بلؤم :

- هدية صغيره تتحط فى مكتب "كريم"

نظر اليه "سراج" وقد فهم ما يعنيه "عاصى" .. لاحت ابتسامه على شفتيه وهو يقول :

- أهو هو ده الشغل اللى من الآخر .. مش تقولى خطف "آيات"

ابتسم "عاصى" قائلاً :

- خلاص متقلقش يومين بالكتير والهدية توصله

قام ليغادر المكتب فأوقفه "سراج" قائلاً :

- ايه أخبار السكر ؟

التفت اليه "عاصى" وقال بخبث :

- متقلقش وصل المخازن

نظر اليه "سراج" وقال بلهجة ذات معنى :

- متسيبوش كتير فى المخازن عشان النمل ميحومش حوليه

ابتسم "عاصى" وهو يفتح الباب قائلاً :

- متقلقش 


وقف "آدم" يصلى ويستخير الله عز وجل فى اقدامه على خطوة أجلها كثيراً .. دعا الله كثيراً فى سجوده أن ييسر له الخير .. وأن يجمع بينه وبين من يهواها قلبه .. أطال سجوده .. وأطال دعائه وتوسله لله وهو يقول :

- يارب أنا مبتمناش غيرها .. يارب خليها تسامحنى .. يارب اجعلها من نصيبى أنا مبتمناش زوجة غيرها .. يارب مش هقدر أتحمل جوازها من راجل غيرى .. يارب اجعلها من نصيبى .. يارب عيني مش شايفه غيرها وقلبى مش حاسس بغيرها .. نفسى تكون ليا وأكون ليها .. ونعين بعض وناخد بإيد بعض .. يارب أنا محتاجلها فى حياتى عشان تثبتنى على اللى أنا فيه .. محتاجلها يارب عشان تعينى على طاعتك .. يارب نفسى تكون مراتى فى الحلال .. نفسى أنسى معاها كل حاجة غلط كنت بعملها .. يارب اقبل دعائى .. يارب


أنهى "آدم" صلاته وخرج ليجد والدته فى غرفتها .. اقترب منها وجلس بجوارها فقامت وعتدلت فى فراشها وهى تضع يدها على رأسه التى لفها الشاش وهى تقول :

- مالك يا ابنى .. تعبان 

هز رأيه نفياً وهو يقول :

- لا أبداً يا ماما .. الحمد لله أحسن كتير

نظرت اليه بأعين متفحصه وهى تشعر ببال ابنها المشغول :

- أمال مالك يا ابنى فى حاجة مضايقاك

التفت اليها قائلاً :

- ماما أنا عايز أخطب "آيات"

ابتسمت والدته وهى تقول بسعادة :

- يا حبيبى .. ياريت والله ده يوم المنى

قال "آدم" بحماس :

- طيب أنا فكرت أخد الخطوة دى فعلاً وأتكلم مع أخوها .. على الأقل أثبتلهم انى جد فعلاً .. ايه رأيك

أومأت برأسها وقالت بحماس :

- أيوة كده .. أبوك الله يرحمه كان يقولى الواحد يعيش يوم واحد زى الأسد أحسن من انه يعيش 100 يوم زى النعامة

ابتسم "آدم" وهو يقول :

- يعني رأيك أتقدم وأتكلم مع أخوها

قالت بنفس الحماس وهى تربت على ظهره :

- أيوة يا حبيبى اتقدم .. عشان يعرف انك شاريها بجد .. وان شاء الله ربا يحنن قلبها وتوافق 

أومأ "آدم" برأسه .. بذت كلمات والدته الحماس بداخله حتى انه لم يستطع الإنتظار أكثر .. بدل ملابسه وتوجه الى الخارج تشيعه دعوت أمه وابتسامتها الحانيه المشجعة .. رفعت كفها الى السماء تسأل الله أن يسعد قلب ابنها .. وأن يرزقه بمن هواها قلبه 

شعر "كريم" بالدهشة لإتصال "آدم" الذى طلب فيه زيارته لبعض الوقت .. عدل "كريم" من وضع المنزل واستعد لاستقباله .. دخل "آدم" وهو يحاول اخفاء التوتر الذى يشعر به بداخله .. قال "كريم" بترحاب :

- اتفضل يا دكتور .. اتفضل

جلس "آدم" على الأريكة وجلس "كريم" على المقعد الجاور له .. بعد عبارات التحية والمجاملة تنحنح "آدم" وقال :

- "كريم" .. أنا جايلك النهاردة عشان أتقدم لـ "آيات"

صمت "كريم" وبدا عليه الصدمة مما سمع .. فقال "آدم" بتوتر :

- أنا عرفت ان "أحمد" اتقدملها .. وأنا لحد دلوقتى معرفش هى كان ردها ايه عليه

نظر الى "كريم" بتوتر وقلبه يخفق بوجل .. لديه ثقه كبيره فى انها سترفض "أحمد" .. لكن على الرغم من ذلك لم يستطع ألا يشعر بالتوتر والخوف من أن يكون مخطئاً فى تفسير مشاعرها .. قال "كريم" :

- ولا أنا أعرف ايه ردها .. لسه مقالتليش ردها

أومأ "آدم" برأسه .. ران الصمت بينهما .. ثم قال :

- طيب ياريت تعرض عليها طلبى .. وهى تختار 

نظر "كريم" الى "آدم" متفحصاً ثم أسند ظهره الى المقعد قائلاً :

- بصراحة يا دكتور .. مكدبش عليك أنا مقلق شوية من الموضوع ده

تنهد "آدم" قائلاً :

- أنا اتغيرت يا "كريم" .. عارف انك أكيد سمعت من "آيات" كل اللى عرفته عنى .. وعارف انك نظرتك ليا عامله ازاى دلوقتى .. بس أنا اتغيرت .. وانت أكتر واحد المفروض انه يقدر يعني ايه انسان تاب .. وبعد عن كل حاجة غلط فى حياته

باغته "كريم" قائلاً :

- عشان "آيات" ؟

قال "آدم" على الفور :

- لا مش عشان "آيات" .. عشان ربنا .. أنا سيبت جولدن بيتش وأنا فاكر ان "آيات" ماتت .. سيبتها بكل الأرف اللى فيها حتى من قبل ما أعرف انى ممكن اشتغل هنا فى الماسة  أنا بعت عربيتي عشان أنفذ الشرط الأخير فى التوبة .. عشان أرد المظالم اللى مكنش حد منكوا هيعرف عنها حاجة .. بس أنا بعامل ربنا .. وتوبت عشانه هو .. عشان يبقى راضى عنى

نظر اليه "كريم" وقد ظهرت ابتسامه صغيره على زاوية قمه .. فأكمل "آدم" بثقة :

- أنا مش ممكن أبداً أجرح "آيات" يا "كريم"  أنا بحبها .. والله بحبها .. وأوعدك وأوعدها انى هحافظ عليها .. انا دلوقتى عرفت قيمة "آيات" .. ونفسى بجد توافق انها تكون مراتى واننا نبتدى حياتنا سوا

ثم قال بأسى :

- "كريم" اللى عايزك تفهمه وتشرحهولها هو انى ما أملكش من الدنيا دى أى حاجة .. العربية بعتها زى ما قولتلك .. وما أملكش غير مرتبى اللى بقبضه من القرية .. واللى جزء منه بيطلع كل شهر لدين قديم فى رقبتى بسبب شغلى اللى خسرته مع "عاصى" وأبوه .. يعني أنا حتى مش هقدر دلوقتى أجيبلها شبكة .. ولا هقدر أوعدها ببيت كبير وعفش غالى .. مش فى امكانياتى دلوقتى 

صمت وأطرق برأسه بأسى ثم نظر اليه قائلاً وهو يعقد جبينه بقوة :

- كان نفسى أأقدملها حاجة تليق بيها .. وبقيمتها .. بس للأسف أنا لسه هبتدى حياتى من أول وجديد .. كل اللى أقدر أقدمه دلوقتى  دبلتين

ثم أشار الى قلبه قائلاً :

- وده

نظر اليه "كريم" قليلاً ثم قال :

- وأنا لامس صدق توبتك دى يا دكتور .. بس القرار فى ايد "آيات" 

أومأ "آدم" برأسه قائلاً :

- وأنا هنتظر ردها


دلف "مدحت" بسيارته بوابة القرية .. أخذت "مديحة" تتطلع الى ما حولها تبحث عيناها بلهفة عن ابنتها "أسماء" .. اتصل "مدحت" بها ليعلمها بوصولهما فوصفت له الطريق الى البناية التى تقيم بها .. نظرت من الشرفة واتسعت ابتسامتها وهى ترى سيارة والدها مقبلة فى اتجاه البناية .. دخلت مسرعة وأخذت طرحة لفتها على شعرها كيفما اتفق ونزلت مسرعة وقلبها يخفق بقوه لا تتحمل تلك الثوانى التى تفصلها عن أحضانهما .. أوقف "مدحت" سيارته بمجرد أن لمحها تخرج من البوابه .. خرجت "مديحة" مسرعة من السيارة وأقبلت عليها تأخذها فى أحضانخا لتروى اشتياقها وحنينها اليها .. بكت "أسماء" فى أحضان والدتها .. ذاك الحضن الذى افتقدته طويلاً جداً حتى عندما كانت تعيش معها فى نفس المنزل .. لا تتذكر متى آخر مرة شعرت بذراعى أمها تلتفان حولها هكذا .. لا تتذكر متى آخر مرة أسندت وجنتها الى هذا الصدر الحانى .. لم تكن "أسماء" بعناقها تروى اشتياق الفترة الماضية فحسب .. بل كانت تروى اشتياق سنوات من الجفاف العاطفى .. أبعدتها أمها لتنظر اليها بأعينها الدامعة وهى تقول :

- "أسماء" .. وحشتيني أوى يا بنتى

قالت "أسماء" بصوتها المرتجف :

- وانتى كمان يا ماما وحشتيني أوى 

التفتت الى "مدحت" الذى جذبها الى أحضانه باكياً كما لم تراه من قبل .. احاطته بذراعيها وهى تشعر بإنتفاض جسده لقوة بكاؤه .. كانت الدموع تتساقط من عينيها لكن البسمة مرتسمه على ثغرها فى ثبات .. فى تلك اللحظة شعرت بأن لها قيمة .. بأن وجودها له معنى .. بأن لها من يفتقدها ويشعر بإشتياق الى وجودها فى حياته .. لم تكن سعادتها بالغة لرؤيتهما فحسب .. بل لشعورها بأنها شخصاً مهماً فى حياتهما 

أدخلتهما "أسماء" المنزل بترحاب شديد .. جلسا معاً على الأريكة كل منهما فى جهة .. يسمعان منها ما حدث لها منذ أن تركت البيت ظهرت تعبيرات الأسى والحزن على وجيهما وكل منهما يستشعر كم كان مقصراً فى حق تلك الفتاة التى رزقهم الله اياها 


شعرت "آيات" بيداً تحيط بكتفيها فانتفضت والتفتت لتجد "كريم" مبتسماً .. وضعت يدها على صدرها قائله :

- خضتنى

ضحك ضحكة خافته وقال :

- هيكون مين يعني اللى يجرؤ انه يحط ايده على كتفك كده

ابتسمت قائله :

- معرفش اتخضيت وخلاص

نظر الى الكراتين التى كانت تتفحص محتوياتها وهو يقول :

- طالعة بكرة مع الفوج السياحى ؟

قالت "آيات" بحماس :

- أيوة ان شاء الله 

أومأبرأسه قائلاً :

- ممكن تسيبي شغلك شويه

- أهااا

سارت معه فى اتجاه الشاطى وهو مازال لافاً كتفيها بذراعه .. نظرت اليه "آيات" قائله :

- عارفه انك عايز تتكلم فى ايه 

نظرت اليها مبتسماً وقال دون أن يتوقفا عن السير :

- طيب عايزك فى ايه ؟

نظرت أمامها وقالت :

- هتسأنى عن رأيى فى طلب "أحمد"

- مممممم ايه رأيك فى طلب "أحمد"

توقفت "آيات" عن السير ونظرت اليه قائله :

- مش موافقة يا "كريم"

نظر اليها قائلاً دون أن يبدو مندهشاً لردها :

- توقعت كده .. بس أحب أسمع منك أسباب رفضك

نظرت حولها بضيق ثم قالت :

- "أحمد" من أيام من كنا فى الجامعة وأنا عارفه انه بيحبنى .. ووقتها كان الحب بالنسبة لى مهم .. مستحيل كنت أرتبط بإنسان مش بحبه .. وأنا مكنتش بحب "أحمد" عشان كده لما قالى زمان انه عايز يتجوزنى رفضت 

ثم نظرت اليه قائله بحزم :

- بس دلوقتى فى حاجات تاينة أهم من الحب  مش هتنازل عنها فى الإنسان اللى هتجوزه

- ايه هيا الحاجات دى ؟

قالت بحماس :

- اهم حاجة يكون انسان محترم ويعرف ربنا ياخد بإيدي وآخد بإيده .. نبقى احنا الاتنين طوق نجاة لبعض .. أحس انه بيحبنى وخايف عليا .. مقصدش الحب الرومانسي اللى كله كلام جميل .. لأ أقصد انه يحبنى بتصرفاته قبل ما يقولهالى بلسانه .. احس انه خايف عليا من النار .. وانه بيبعدنى عن كل حاجة غلط وبيصلح من تصرفاتى .. عايزه همنا يبقى واحد .. ازاى نرضى ربنا ونقرب منه .. عايزاه يخاف من ربنا ويخاف يغضبه مش واحد عايش فى الدنيا كده وخلاص مش عارف هو اتولد ليه ولا عارف هو عايش ليه

اتسعت ابتسامة "كريم" وهو ينظر اليها بإعجاب قائلاً :

- متتصوريش يا "آيات" أنا فرحان بيكي أد ايه .. ربنا يهديكي كمان وكمان

ابتسمت وهى تنظر اليه قائله :

- يعني معايا حق أرفض "أحمد"

- معاكى حق ترفضى كل اللى يخالف أحلامك دى .. لان اللى بتقوليه هو مواصفات الرجل الصالح اللى أتمناه لأختى

أطرقت "آيات" برأسها فباغتها "كريم" بقوله :

- دكتور "آدم" طلب ايدك منى

رفعت رأسها بحدة تنظر اليه وقد اتسعت عيناها دهشة وألجم لسانها .. ازداد ارتفاع وهبوط صدرها .. أكمل "كريم" :

- شرحلى ظروفه .. هو دلوقتى يعتبر هيبدأ حياته من السفر .. وعربيته باعها عشان يسدد دين فى رقبته .. وبيقول انه مش هيقدر يقدملك دلوقتى غير دبلتين

قالت بإقتضاب :

- وقولتله ايه

- قولتله هقولها وانتظر الرد مننا

انفلعت "آيات" قائله :

- انت ازاى يا "كريم" تقوله كده .. كان المفروض تقوله لأ مش هيحصل مش ممكن أختى ترتبط بيك

سألها "كريم" بهدوء :

- ليه ؟

قالت بإنفعال :

- ليه؟ .. مش عارف ليه .. عشان الدكتور الغير محترم .. زانى .. تقبل ان أختك تتجوز واحد كده .. أصلاً مينفعش أتجوزه لان ربنا بيقول "الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً" .. وأنا مش كده .. فمينفعش أنا وهو نتجوز

قال "كريم" بهدوء :

- الآية دى متنطبقش على "آدم"

نظرت اليه بدهشة وصاحت :

- ازاى يعني متنطبقش عليه .. ما انت عارف اللى عمله يا "كريم" وهو أكدلى الكلام ده بنفسه

قال "كريم" بحزم :

- "آدم" بمجرد ما تاب ورجع لربنا سقطت عنه صفة الزنا .. يعني خلاص خرج من الآية اللى اصلاً تفسيرها غير ما انتى فاهمة بس ده مش موضوعنا دلوقتى

قالت "آيات" بعناد :

- بس ربنا بيقول " وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً " ... انت تقبل انى أتجوز واحد كده

رفع "كريم" حاجبيه قائلاً بتحدى :

- كملى الآيات يا "آيات" .. كمليها

صمتت .. فأكمل عنها قائلاً :

- " إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً " .. مش كده .. مش هى دى الآية اللى بعدها

صمتت "آيات" وقد أطرقت برأسها فى شرود  فقال "كريم" :

- أنا لا بقولك وافقى عليه ولا بقولك ارفضيه بقولك استخيرى واللى انتى هتقرريه هيكون انا مستحيل أغضب عليكي واحد انتى مش عايزاه

نظرت اليه "آيات" بحيرة وقالت :

- انت رأيك فيه ايه ؟ .. تاب بجد ؟ .. اتغير بجد

قال "كريم" بثقه :

- "آيات" أنا بقدر أفهم اللى أدامى بسهولة .. لو مكنتش حسيت انه انسان كويس كنت رفضت فوراً من غير ما أرجعلك

تركها "كريم" وسط حيرتها وشرودها .. أكملت السير حتى وقفت أمام البحر الهادر .. تنظر الى علو أمواجه كعلو أمانيها .. لا تريد أن تخطئ الإختيار هذه المرة .. لا تنظر مشاعرها التى تحركت من سباتها .. لكنها لن تفعل كالمرة الأولى وتنساق خلف مشاعرها دون تحكيم عقلها .. تريد أن تتأكد من أنه لن يجرحها مرة أخرى .. تريد أن تتأكد من أنه فــارســهـــا المفقــود 


جلست الأربع فتيات فى غرفة "آيات" بينما نام أبوى "أسماء" فى غرفة "إيمان" .. والغرفة الثالثه بقيت بوالده "سمر" .. قالت "آيات" بسعادة :

- أنا فرحانه أوى عشان انتى فرحانه يا "أسماء"

قالت "أسماء" ببهجة لم تشعر بها منذ وقت طويل :

- فرحانه بس .. ده أنا حسه زى اللى كان ضايع منه حاجه مهمة وأخيراً لقاها .. بجد مكنتش متوقعة انى هفرح كده لما أشوف بابا و ماما .. بس بجد فرحت اوى أوى

ابتسمت لها "سمر" قائله :

- ربنا ما يحرمكوا من بعض أبداً

بادلتها "أسماء" الإبتسام وقالت :

- يارب

سألتها "إيمان" :

- وبعدين ناوية على ايه .. هتكملى شغل فى القرية ولا هترجعى معاهم

قالت "أسماء" بحيرة :

- بصراحة لسه مقررتش .. مش عارفه

قالت "آيات" بحنان :

- استخيرى ربنا .. وان شاء الله أى ان كان اختياره هيكون خير ليكي

أومأت "أسماء" برأسها وقالت :

- ماشى هستخير بس ابقى اكتبيلى دعاء الاستخاره فى ورقة عشان مش حفظاه

قالت لها "سمر" :

- يا بنتى سهل جداً .. " اللّهم أني أستخيرُك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تَقْدِرُ ولا أَقَدِْر وتعلَمْ ولا أَعْلَمْ وأنت علاَّمُ الغيوب .

اللّهم إن كنت تعلمُ ( وتقولى الحاجة اللى بتستخيري ربنا عشانها ) خيرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقْدُرْه لي ويسِّرْه لي .

وإن كان هذا الأمرُ شراً لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفّهُ عني وأصرفني عنه واقْدِرْ لي الخير حيث كان ، ثم رَضّتَيِ به "

سألتها "أسماء" :

- وأصليها ازاى ؟

قالت "سمر" :

- عادى زى الصلاة العادية ركعتين وبتقولى الدعاء ده بعد التشهد الأخير وقبل ما تسلمى . أو ممكن تقوليه بعد ما تسلمى من الصلاة

أومأت "أسماء" برأسها .. قالت "إيمان" لـ "آيات" :

- طالعة بكرة مع الفوج السياحى ؟

أومأت "آيات" برأسها وقالت :

- أهاا

سألتها "سمر" :

- طالعين فين

قالت "آيات" :

- جبل عتاقة .. الفوج اللى طالع رجاله وستات .. فقولنا يكون فى 2 دليل .. راجل عشان يتعامل مع الرجالة .. وبنت عشان الستات يتعاملوا معاها برحتهم 

ثم قامت قائله :

- فكرتونى .. هقوم أجهز شوية حاجات كده عشان أخدها معايا بكرة ان شاء الله

فى الغرفة المجاورة كانت تلك هى المرة الأولى منذ فترة طويلة يضطر فيها "مدحت" و "مديحة" الى المبيت معاً فى غرفة واحدة  شعرت "مديحة" بالحرج كما لو كانت مع رجل غريب .. جلس "مدحت" فوق فراشه مستنداً ظهره الى احدى الوسائد شارداً .. خرجت "مديحة" الى الشرفة تستنشق هواء الليل العليل .. بعد دقائق تبعها "مدحت" ووقف بجوارها يتأمل الطبيعة الساحرة تحت ضوء القمر الذى صار بدراً يزين السماء ببهائه وروعته .. قالت مديحة قاطعة هذا الصمت :

- الحمد لله اننا لقيناها .. لما شوفتها مكنتش مصدقه نفسى

أطرق "مدحت" برأسه ينظر الى الأشجار التى تتحرق أوراقها بنعومه مع نسمات الليل :

- الحمد لله .. أنا كمان مصدقتش نفسى لما سمعت صوتها فى التليفون .. ومصدقتش انها سليمة وعايشة .. الحمد لله ان ربنا حفظها طول الفترة دى .. كان ممكن نلاقيها بس نلاقيها فى حال تانى وفى وضع تانى .. الحمد لله

دمعت عينا "مديحة" وهى تقول :

- قصرت كتير أوى فى حقها .. حسه بإحساس فظيع .. حسه بجد بإحساس بشع 

نظر اليها "مدحت" قائلاً :

- أنا كمان قصرت معاها كتير .. محستش ان عندى بنت الا لما راحت منى 

ثم قال :

- وقصرت معاكى انتى كمان

التفتت تنظر اليه .. كانت تلك هى المرة الأولى التى تجده معترفاً بتقصيره تجاهها .. فأكمل وهو مازال يتطلع اليها :

- عارف انى غلطت كتير .. وان أى مشكلة بتحصل كنت بكبر دماغى وأشوف مزاجى بره  مفيش مرة أعدت معاكى وحاول أحل المشكلة بهدوء

قالت وهى على وشك البكاء :

- أنا كمان غلطت 

صمتت والدموع تتساقط من عنييها .. فقال بحنان لم تألفه :

- غلطتى فى ايه

هزت كتفيها وتطلع أمامها قائله :

- فى حاجات كتير

ابتسم "مدحت" وقال :

- تعرفى ان دى المرة الأولى اللى تعترفى فيها انك غلطتى فى حقى

التفتت اليه بحده وقالت :

- ودى برده المرة الأولى اللى تعترف فيها انك غلطت فى حقى

اختفت ابتسامته وقال بجديه :

- بصى يا "مديحة" أكتر حاجة بيكرهها الراجل هو انه يلاقى مراته واقفاله الكلمة بالكلمة .. دى حاجة بتستفز أى راجل .. أى نعم أنا عصبي ولما بزعل ببقى غبي .. بس انتى برده بتنرفزيني يا "مديحة" وبتخرجيني عن شعورى .. فى مواقف كتير ممكن تحتويها بهدوء .. من غير ما تعندى معايا ومن غير ما تتحديني 

قالت بعصبيه :

- بس انت لما بتتعب يا "مدحت" مش بس بتكون غبى انت بتكون عنيف جداً .. مفيش ست تقبل على نفسها وكرامتها انها تتضرب كل شوية والتانى وعلى حاجات تافهة

قال "مدحت" بحده :

- ما هو انتى بعنادك اللى بتنرفزيني لدرجة انك بتخليني أمد ايدي عليكى

صاحت بغضب :

- برده أنا اللى غلطانه .. حاجة حلوة أوى والله انت اللى بتضرب وأنا اللى غلطانه

تنهد "مدحت" بقوة وقال :

- اظاهر اننا مش هنعرف أبداً نبقى زى أى اتنين متجوزين بيتكلموا مع بعض بإسلوب محترم

قال ذلك ودخل الى الغرفة وترك "مديحة" وعيناها غارقه فى بحر دموعها 


فى صباح اليوم التالى توجهت "آيات" الى الحافلة المنطلق بالفوج السياحى الى جبل عتاقة .. شعرت بالصدمة عندما صعدت الحافلة لتجد "آدم" جالساً على أحد المقاعد فى منتصف الحافلة .. نظرت اليه بدهشة شديدة .. فإبتسم لها بعذوبة .. أشاحت بوجهها وتحدثت مع زميلها فى الرحلة وتم التأكد من صعود جميع الركاب .. جلست فى مكانها فى المقعد الأول وهى لازالت تشعر بالدهشة لوجود "آدم" على متن الحافلة .. انطلق السائق بهم فى طريقهم الى جبل عتاقة حيث تقع احدى العيون الكبريتيه الطبيعية والتى تصل فيها درجة حرارة الماء الى 35 درجة والتى تقوم بعلاج العديد من الأمراض الجلدية والجهاز العضلي الهيكلي والأمراض الروماتيزمية .. توقفت الحافلة فى المكان المنشود .. قادت "آيات" النساء .. وقاد زميلها الرجال .. شعرت بنظرات "آدم" المصوبة تجاهها لكنها تجاهلته تماماً .. كانت الجولة رائعة استمتع به السائحين .. انتوا من أخذ الحمامات الكبريتيه فأمرتهم "آيات" بأخذ حماماً ساخناً حتى تتفتح المسام وتتبدد رائحة الكبريت .. ثم توجه الفوج الى الحافلة للعودة الى القرية وأخذ قسطاً من الراحة .. فبعد حمام الكبريت يكون الجسم متثاقلاً ويلزم فترة من الراحة بعدها للإجهاد الذى يصيب القلب والدورة الدموية بحمامات الكبريت


انطلقت الحافلة بهم عائدة الى القرية مرة أخرى .. وفى منتصف الطريق .. انفجرت أحد اطارات الحافلة .. فتوقف السائق لتبديل الإطار التالف .. نزلت "آيات" تنظر الى الجبل حولها .. والى المنطقة الصحراوية والرمال تحت أقدامها .. نظرت الى السماء بلونها الرمادى والى الشمس التى غربت فى الأفق والتى تعد بالعودة مرة أخرى مع فجر يوم جديد .. سارت قليلاً تتأمل صفحة السماء الصافية وهى تشعر بحيرة كبيرة بداخلها .. حيرة ما بين مشاعرها وبين تجربتها المريرة التى آلمتها أشد ايلام .. فجــأة .. تجمدت الدماء فى عروقها عندما سمعت من خلفها انطلاق الحافلة مكملة طريقها فى اتجارة القرية .. التفت جرت "آيات" مسرعة وهى تصرخ بأعلى صوتها :

- استنى .. استنى

لكن صوتها كان أضعف من أن يصل الى السائق أو لأحد الركاب .. نظرت بفزع الى الحافلة التى ابتعدت تماماً ... توقفت على الجرى وهى تلهث .. نظرت حولها الى الليل الذى بدأ فى الهطول .. أخذت تلهث بشدة .. وهى تحاول تهدئه خفقات قلبها المضطرب


أطل "آدم" برأسه من الممر الفاصل بين جانبي الحافله .. لم يتمكن من رؤيتها فوق مقعدها .. ظنها نائمة ولربما تستند برأسها بزاوية مائلة لذلك لم يتمكن من رؤية رأسها أعلى المقعد .. عاد يسند ظهره الى مقعده .. كان يعلم بأن الفوج سنقيم الى رجال ونساء وأنه لن يتمكن من رؤيتها طويلاً .. لكنها أراد أن يكون معها .. فما كان يطيق البقاء فى القرية وهى ليست موجودة بها .. أخذ يحاول رؤيتها مرة أخرى دون جدوى .. تسرب اليه الشعور بالقلق .. على الرغم من ان الوضع يبدو طبيعياً .. قام من مقعده ليُصعق عندما وجد مقعدها فارغاً .. قال للمشرف الجالس فى الجهه الأخرى :

- فين الآنسة "آيات" ؟

التفت زميلها الذى كان يسند رأسه الى زجاج الحافله .. ونظر الى مقعدها الفارغ ثم قال بدهشة :

- معرفش

هتف "آدم" بالسائق :

- اوقف لو سمحت

التفت السائق ينظر الى "آدم" بدهشة .. فرخ به :

- بقولك اقف

نزل "آدم" من الحافلة وهو ينظر حوله .. قال المشرف على الرحلة بقلق :

- أكيد نزلت لما كنا بنغير العجلة ومخدناش بالنا انها مركبتش

صاح فيه "آدم" بغضب بالغ :

- ازاى يعنى مخدتش بالك .. هى مش مشرفة معاك على الرحلة .. ازاى مخدتش بالك انها مش أعده فى الكرسى بتاعها

أطرق الرجل برأسه ولم ينطق ببنت شفه .. أمره "آدم" وهو يبدو فى قمة قلقه :

- لازم نرجع ندور عليها

صعد "آدم" ليطلب من السائق العودة مرة أخرى لكن السائق فاجئه بإقتراب نفاذ الوقود .. فلن يكفى للعودة مرتين .. أخذ "آدم" يسب بخفوت وهو يشعر بالحنق الشديد .. نظر الى المشرف وقال :

- روح انت عشان السياح اللى معانا .. وابعتلى حد بأى عربية

قال ذلك ودون أن يعطيه فرصة للرد نزل من الحافلة وانطلق يعدو بأقصى سرعته فى عكس اتجاه سير الحافلة .. ظل يردد بلسانه :

- يارب .. يارب 

شعر بخوفه يتصاعد خاصة بعدما أسدل الليل أستاره .. أخذ يفكر فى "آيات" التى حتماً هى خائفة الآن .. زاد من سرعة عدوه وكأنه يسابق الزمن 


نظرت "آيات" حولها بفزع وقد هبط الظلام ليسود المكان .. لولا القمر المضى فى السماء لما تمكنت من رؤية ما حولها .. سمعت أصوات الرياح تزأر وتزمجر فى غضب .. والرمال تتحرك لتلسع وجهها ويديها .. عقدت ذراعيها أمام صدرها وهى تردد بعض الأذكار حتى تطمئن قلبها الفزع 


شعرت "آيات" بخوفها يتصاعد فأخذت تردد بعض الآيات بصوت عالى .. يتسرب صوتها المرتجف بالتلاوة الى أذيها لتشعر بشئ من الطمأنينه .. وكأن صوتها يونسها .. ظلت واقفة فى مكانها تلف حولها بين الحين والآخرة .. آملة أن ينتبهوا الى اختفائها .. بعد مضى ما يقرب من ساعة من العدو المتواصل .. تمكن "آدم" أخيراً من العثور عليها .. واقفة كالغزال الشارد فى عرض الطريق .. ابتسم قائلاً :

- الحمد لله .. الحمد لله

صاح قائلاً :

- "آيات" 

التفتت تنظر اليه .. لمعت الدموع فى عينيها وهى تنظر اليه بلهفة .. كالغريق الذى وجد طوق نجاته .. ابتسمت وهى تشعر بالسعادة الشديدة لرؤيته .. اقترب منها بأنفائه المتقطعة وقف أمامها راكعاً يذع كفيه على ركبتيه يحاول ادخال المزيد من الهواء الى رئتيه التى تعبت من عدوه تلك المسافة الطويلة .. نظرت اليه قائله بصوت مصطرب :

- انت نزلت من الباص ليه ؟

اعتدل واقفاً وهو لايزال يلهث وحبات العرق تتصبب من وجهه وهو يقول بصوت متقطع الأنفاس :

- نزلت أدور عليكي .. لقيتك مش موجودة على الكرسى بتاعك

نظرت اليه بأعين دامعة .. فابتسم فى وجهها وقال :

- متحفيش .. هيبعتولنا حد بالعربية .. متخفيش

أومأت برأسها .. اتسعت باتسامته وهو يتأملها بحب قائلاً :

- كنت فاكر هاجى ألاقيكى منهارة وبتعيطى

أطرق برأسها وهى تقول :

- أعدت أقرأ قرآن .. بس برده كنت خايفة جداً

قال بحنان بالغ :

- متخفيش يا "آيات" أنا معاكى 

تحاشت النظر اليه وابتعدت عنه بضع خطوات لتجلس على صخرة كبيرة فوق رمال الصحراء الباردة .. اقترب منها "آدم" وجلس على الأرض أمام الصخرة .. تحاشت "آيات" النظر اليه .. بينما أخذ يتأملها بحب وحنان جارف .. ثم قال :

- أخوكى قالك ؟

بلعت ريقها بصعوبة وقد فهمت مقصده .. أومأت برأسها دون أن تنظر اليه .. قال لها وهو يتأملها متفحصاً :

- وردك ايه ؟ .. ممكن اعرفه دلوقتى ؟

صمتت .. طال صمتها .. وهى تنظر الى الرمال التى تلعب بها بطرف حذائها .. وهو ينظر اليها لا يحيد نظره عنها .. وأخيراً قالت بصوت خافت لا يكاد يكون مسموعاًك 

- مش قادره أنسى 

صمت "آدم" .. شرد .. أمعن التفكير .. وأخيراً نظر اليها قائلاً :

- والمفروض دلوقتى انى أقولك خلاص يا "آيات" معدتش هضايقك تانى ؟

ثم قال بحزم :

- لا يا "آيات" مش هقول كده .. هقولك فكرى تانى وتالت ورابع .. أنا مش هيأس الا فى حالة واحدة انتى عارفاها كويس

ثم قال :

- مش هيأس الا اذا اتخطبتى لغيرى .. ساعتها بجد هشيلك من قلبى وهنساكى

ظلت مطرقة برأسها .. فنظر اليها بألم قائلاً :

- حتى مش عايزه تبصيلي .. للدرجة دى مش طايقانى ؟

بللت شفتها بلسانها .. ثم قالت بصوت مضطرب دون أن تنظر اليه :

- لا مش كده .. بس .. مش عايزه اعمل حاجة حرام

ظل "آدم" ينظر اليها للحظات .. ثم .. أطرق برأسه هو الآخر .. التفتت تنظر جانباً فى عكس الإتجاه الذى يجلس فيه .. صمت "آدم" لبرهه ثم ما لبث أن ارتسمت ابتسامه حانيه على ثغره وقال وهو مازال مطرقاً برأسه :

- معاكى حق .. لازم نتقى ربنا عشان ربنا يباركلنا

اندهشت لكلامه فلو تسمعه من قبل يتحدث على هذا النحو .. لم تلتفت لكنها أرهفت أذنيها بشده .. سمعت صوته الذى بدا عليه الارتياح والفرح وهو يقول :

- مادمتى خايفة تبصيلي وتغضبى ربنا يبأه أكيد انتى خايفه ربنا ينزع البركة بينا زى ما نزعها قبل كده .. مش كده يا "آيات" ؟

ظلت محتفظة بصمتها .. فاتسعت ابتسامته وقال وهو يقف وعينيه على الطريق أمامه :

- معاكى حق .. ما عند الله لا ينال الا بطاعته 

وقف ينظر فى الاتجاه الآخر .. يجاهد نفسه بصعوبة ألا يغضب ربه بـ .. نظــرة .. يصوبها الى حبيبته الجالسه أمامه .. ارتسمت ابتسامه صغيره على شفتيها وقد أسعدتها كلماته التى لم تتوقع يوماً أن تصدر من "آدم" .. التفتت تنظر اليه لتجده واقفاً أمامها ينظر الى الإتجاه الآخر .. أشاحت بوجهها لتنظر فى الإتجاه المعاكس .. أخذت تتسائل بداخلها .. عن هذا التغير الذى تراه فى سلوكه .. أتصدق مشاعرها وأحاسيسها .. أم تظل محتفظة بخوفها وقلقها .. تنهدت وهى تمتم :

- يارب انت أعلم بنفسى منى .. اهديني للطريق اللى فيه خير ليا 


اتصلت "إيمان" بـ "كريم" لتقول فى قلق بالغ 

- "آيات" لسه مرجعتش يا "كريم" أنا قلقانه عليها أوى خايفة يكون ابن عمها خطفها

قال بقلق :

- ازاى يعني لسه مرجعتش .. طيب اقفلى

اتصل "كريم" بـ "آيات" فلم تجيب .. فهاتفها متروك بداخل الحافلة .. اتصل بالمشرف فأخبره بما حدث وبأنه أرسل سيارة لاحضارها هى و "آدم" .. اتصل "كريم" بـ "آدم" فتمتم :

- أخوكى بيتصل

انتبهت "آيات" وسمعته يقول :

- أيوة يا "كريم" .. لا متقلقش لقيها .. العربية فى الطريق .. ماشى .. طيب ثوانى

أعطاها الهاتف قائلاً :

- "كريم" عايز يطمن عليكي

ردت وطمأنته على نفسها .. وأخبرها بان السيارة فى طريقها اليهما .. أنهت المحادثة ومدت يدها بالهاتف اليه .. أخذه ووقف مبتعداً كما كان .. أخذت تفرك ذراعيها بكفيها فى محاولة لبث الدفئ فيهما .. التفت اليها "آدم" قائلاً :

- بردانه ؟

وبدون ان ينتظر ردها .. خلع جاكيت البدلة وهم بان يتوجه اليها ليعطيه لها .. عندمــــا .. رآى شئ اسطوانى طويل يزحف على الصخرة خلفها .. دقق النظر ليجد ثعباناً ذو رأس كبير وعينين حمراوين ولسان مشقوق يحركة حركات مرتعشة يزحف فى تؤدة بالقرب منها .. رفعت رأسها تنظر الى "آدم" .. اتسعت عيناه فى دهشة وهى تراه مقبل عليها بسرعة ونظرة غريبة فى عينيه .. فى نفس الحظة التى هم الثعبان بأن ينقض عليها بنابيه .. أمسكه "آدم" بيديه الاثتنين .. اطلقت "آيات" صرخة طويلة وهبت واقفة وهى تنظر الى هذا الشئ الذى يتلوى فى يدي "آدم" .. أطلق "آدم" صيحة قبل أن يتركه ليسقط أرضاً .. أخذ يزحف مبتعداً ليترك خلفه على الرمال آثاراً متعرجة .. اتجه الى "آيات" التى كان وجهها ينطق بأعتى علامات الفزع .. هتف قائلاً بلهفة :

- "آيات" التعبان عضك ؟

أخذت تنهج بشدة .. ثم قالت بصوت خافت :

- لأ

اتسعت عيناها وهى تنظر الى آثار العض والدماء على يده .. فصاحت بجزع :

- "آدم" .. عضك يا "آدم" 

أخذت تجهش فى البكاء وهى تتلفت حولها قائله :

- "آدم" لازم نشوف دكتور بسرعة .. أكيد كان مسمم

أمسك "آدم" بيده وهو يتمتم :

- متقلقيش

قال ذلك وهو يشعر بداخله بخوف كبير .. خوف من أن يسرى سم الثعبان داخل جسده قبل أن تصل السيارة وتحمله عائداً الى القرية .. خوف من أن يتسمم دمه ويلفظ أنفاثه قبل أن يتمكن من أخذ المصل .. خوف من أن يلاقى ربه دون أن يعلم ان كانت توبته قد قُبلت أم لا .. يالله .. أنا لست مستعداً للموت .. لست واثقاً بعد من أنك غفرت لى ذنوبى .. لست مستعداً لدخول قبرى .. لست مستعداً لأن يقبض ملك الموت روحى .. أريد أن أكفر عن ذنوبى أولاً .. أريد أن أغرق نفسى فى الطاعات لأتطهر مما لوثت به نفسى من آثام .

نظرت اليه "آيات" بلوعة وهى تبكى بقوة وقالت :

- "آدم" انت كويس

لم تستطع أن تتبين هروب الدماء من وجهه تحت ضوء القمر .. لم يجيبها "آدم" .. بدا عقله منشغل بشئ آخر .. شئ أهــم .. رأته "آيات" وهو يجثو على الأرض .. ليتيمم .. ثم اعتدل فى وقفته .. رفع كفيه بمحاذاة أذنيه .. وكــبر للصلاة .. اذا كانت هذه هى النهاية .. فلتكن وأنا أصلى .. فلتُقبض روحى وأنا ساجــد .. هذا ما حدث به نفسه قبل أن يبدأ فى صلاته .. وقف بخشوع يصلى .. وقد بدأ الوهن يزحف الى جسده .. وضعت "آيات" كفها على فمها تكتم شهقاتها وهى تنظر الى وجهه الذى تصبب عرقاً .. والى عينيه الغائرتين .. شعر بحلقه يجف .. وبجفونه تثقل .. قاوم هذا الشعور .. واستمر فى الصلاة .. وضع جبينه على الأرض ساجداً .. وظل يستغفر .. ويستغفر .. ويستغفر .. أغمض عينيه وقد استسلم لمصيره .. خفق قلبه بخوف واضطراب .. ظل يرجو الله أن يغفر له ويتقبل توبته .. ظل يرجوه أن يرحمه وأن يتجاوز عن سيئاته .. لم يشعر بأى شئ آخر .. سوى بدنو لحظة المــوت .. تمنى لو كان مستعداً لها أكثر من ذلك .. تمنى لو كان بإستطاعته العودة الى الوراء وتصحيح كل شئ بحياته .. تمنى وتمنى .. هربت دمعة من عينه وهو ساجد .. دمعة خوف وخشية ورهبة .. تذكر وقتها حديث النبي صلى الله عليه وسلم "عينان لا تمسهما النار عين باتت تحرس فى سبيل الله .. وعين بكت من خشية الله " .. ها هوا يبكى خشية من الله عز وجل .. فهلا حرم عليه النار .. استبشر خيراً وأحسن ظنه بالله .. لم يتوقف لسانه عن الاستغفار .. لم يرفع جبينه عن الأرض .. فلتأتى تلك اللحظة وهو ساجد .. فليجرع سكرات الموت وهو ساجد .. لعله يُبعت يوم القيامة وهو ساجد .. فيرحمه الله ويعفو عنه .. لا يدرى الى كم من الوقت ظل ساجداً .. لكنه أنتبه الى صيحة "آيات" وهى تهتف بصوت مرتفع :

- أيوة هنا .. تعالوا بسرعة

قام "آدم" من سجودة وأتم صلاته .. بدا خائر القوى .. رأى سيارة تتوقف أمامهما .. صاحت "آيات" فى السائق بصوت ملتاع باكى :

- بسرعة رجعنا القرية .. فى تعبان عضه

خرج الرجل من سيارته مسرعاً يعين "آدم" على النهوض والجلوس داخل السيارة .. ركبت "آيات" فى الخلف .. ظلت طوال الطريق تتابعه فى مرآة السيارة الجانبية .. أخذت جفونه تثقل شيئاً فشيئاً وازداد شعوره بالحمى .. الى أن وصلوا أخيراً الى المشفى .. وتم اعطائه المصل المضاد لسم الأفعى

مر اليوم التالي بصعوبة على الجميع .. لم يصدق "آدم" أنه لا يزال حياً فكل ما كان يشعر به من ألم ووهن جعله يظن بأنه ما هى الا لحظات وتفرق روحه جسده .. أخذ "كريم" يواسيه قائلاً :

- "آدم" افتكر دايماً حديث النبي صلى الله عليه وسلم " مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ " .. يعني كل ده تكفير لذنوبك ان شاء الله

ابتسم "آدم" وهو فى فراشه قائلاً :

- والله لو كل اللى بيحصلى ده تكفير ذنوبى فأنا راضى .. وراضى أوى كمان

ربت "كريم" على كتفه .. فأمسك "آدم" بيده قائلاً :

- "آيات" كويسه ؟

أومأ "كريم" 


ﻓﻰ ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻰ ﺗﻮﺟﻬﺖ " ﺁﻳﺎﺕ " ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺤﺎﻓﻠﺔ ﺍﻟﻤﻨﻄﻠﻖ ﺑﺎﻟﻔﻮﺝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﻰ ﺍﻟﻰ ﺟﺒﻞ ﻋﺘﺎﻗﺔ .. ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺎﻟﺼﺪﻣﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺻﻌﺪﺕ ﺍﻟﺤﺎﻓﻠﺔ ﻟﺘﺠﺪ " ﺁﺩﻡ " ﺟﺎﻟﺴﺎً ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﻘﺎﻋﺪ ﻓﻰ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﺤﺎﻓﻠﺔ .. ﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻴﻪ ﺑﺪﻫﺸﺔ ﺷﺪﻳﺪﺓ .. ﻓﺈﺑﺘﺴﻢ ﻟﻬﺎ ﺑﻌﺬﻭﺑﺔ .. ﺃﺷﺎﺣﺖ ﺑﻮﺟﻬﻬﺎ ﻭﺗﺤﺪﺛﺖ ﻣﻊ ﺯﻣﻴﻠﻬﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﻭﺗﻢ ﺍﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺻﻌﻮﺩ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺮﻛﺎﺏ .. ﺟﻠﺴﺖ ﻓﻰ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻘﻌﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﻫﻰ ﻻﺯﺍﻟﺖ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺪﻫﺸﺔ ﻟﻮﺟﻮﺩ " ﺁﺩﻡ " ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻦ ﺍﻟﺤﺎﻓﻠﺔ .. ﺍﻧﻄﻠﻖ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﺑﻬﻢ ﻓﻰ ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ ﺍﻟﻰ ﺟﺒﻞ ﻋﺘﺎﻗﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﻘﻊ ﺍﺣﺪﻯ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺘﻴﻪ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻰ ﺗﺼﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺩﺭﺟﺔ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﻰ 35 ﺩﺭﺟﺔ ﻭﺍﻟﺘﻰ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻌﻼﺝ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﺠﻠﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺍﻟﻌﻀﻠﻲ ﺍﻟﻬﻴﻜﻠﻲ ﻭﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﺗﻴﺰﻣﻴﺔ .. ﺗﻮﻗﻔﺖ ﺍﻟﺤﺎﻓﻠﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺩ .. ﻗﺎﺩﺕ " ﺁﻳﺎﺕ " ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ .. ﻭﻗﺎﺩ ﺯﻣﻴﻠﻬﺎ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ .. ﺷﻌﺮﺕ ﺑﻨﻈﺮﺍﺕ " ﺁﺩﻡ " ﺍﻟﻤﺼﻮﺑﺔ ﺗﺠﺎﻫﻬﺎ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺠﺎﻫﻠﺘﻪ ﺗﻤﺎﻣﺎً .. ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺠﻮﻟﺔ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﺍﺳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻪ ﺍﻟﺴﺎﺋﺤﻴﻦ .. ﺍﻧﺘﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﺤﻤﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺘﻴﻪ ﻓﺄﻣﺮﺗﻬﻢ " ﺁﻳﺎﺕ " ﺑﺄﺧﺬ ﺣﻤﺎﻣﺎً ﺳﺎﺧﻨﺎً ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻔﺘﺢ ﺍﻟﻤﺴﺎﻡ ﻭﺗﺘﺒﺪﺩ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺖ .. ﺛﻢ ﺗﻮﺟﻪ ﺍﻟﻔﻮﺝ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺤﺎﻓﻠﺔ ﻟﻠﻌﻮﺩﺓ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻭﺃﺧﺬ ﻗﺴﻄﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ .. ﻓﺒﻌﺪ ﺣﻤﺎﻡ ﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺖ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻣﺘﺜﺎﻗﻼً ﻭﻳﻠﺰﻡ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻟﻺﺟﻬﺎﺩ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﺼﻴﺐ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺍﻟﺪﻭﺭﺓ ﺍﻟﺪﻣﻮﻳﺔ ﺑﺤﻤﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺖ

ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﺍﻟﺤﺎﻓﻠﺔ ﺑﻬﻢ ﻋﺎﺋﺪﺓ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ .. ﻭﻓﻰ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ .. ﺍﻧﻔﺠﺮﺕ ﺃﺣﺪ ﺍﻃﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺤﺎﻓﻠﺔ .. ﻓﺘﻮﻗﻒ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﻟﺘﺒﺪﻳﻞ ﺍﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻒ .. ﻧﺰﻟﺖ " ﺁﻳﺎﺕ " ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﺣﻮﻟﻬﺎ .. ﻭﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﻭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺮﻣﺎﻝ ﺗﺤﺖ ﺃﻗﺪﺍﻣﻬﺎ .. ﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺑﻠﻮﻧﻬﺎ ﺍﻟﺮﻣﺎﺩﻯ ﻭﺍﻟﻰ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﻟﺘﻰ ﻏﺮﺑﺖ ﻓﻰ ﺍﻷﻓﻖ ﻭﺍﻟﺘﻰ ﺗﻌﺪ ﺑﺎﻟﻌﻮﺩﺓ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻊ ﻓﺠﺮ ﻳﻮﻡ ﺟﺪﻳﺪ .. ﺳﺎﺭﺕ ﻗﻠﻴﻼً ﺗﺘﺄﻣﻞ ﺻﻔﺤﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍﻟﺼﺎﻓﻴﺔ ﻭﻫﻰ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺤﻴﺮﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺑﺪﺍﺧﻠﻬﺎ .. ﺣﻴﺮﺓ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﺗﺠﺮﺑﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﻳﺮﺓ ﺍﻟﺘﻰ ﺁﻟﻤﺘﻬﺎ ﺃﺷﺪ ﺍﻳﻼﻡ .. ﻓﺠــﺄﺓ .. ﺗﺠﻤﺪﺕ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﻓﻰ ﻋﺮﻭﻗﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﺍﻧﻄﻼﻕ ﺍﻟﺤﺎﻓﻠﺔ ﻣﻜﻤﻠﺔ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﻓﻰ ﺍﺗﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ .. ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺟﺮﺕ " ﺁﻳﺎﺕ " ﻣﺴﺮﻋﺔ ﻭﻫﻰ ﺗﺼﺮﺥ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻬﺎ :

- ﺍﺳﺘﻨﻰ .. ﺍﺳﺘﻨﻰ

ﻟﻜﻦ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﺿﻌﻒ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺼﻞ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﺃﻭ ﻷﺣﺪ ﺍﻟﺮﻛﺎﺏ .. ﻧﻈﺮﺕ ﺑﻔﺰﻉ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺤﺎﻓﻠﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺍﺑﺘﻌﺪﺕ ﺗﻤﺎﻣﺎً ... ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺮﻯ ﻭﻫﻰ ﺗﻠﻬﺚ .. ﻧﻈﺮﺕ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺍﻟﺬﻯ ﺑﺪﺃ ﻓﻰ ﺍﻟﻬﻄﻮﻝ .. ﺃﺧﺬﺕ ﺗﻠﻬﺚ ﺑﺸﺪﺓ .. ﻭﻫﻰ ﺗﺤﺎﻭﻝ ﺗﻬﺪﺋﻪ ﺧﻔﻘﺎﺕ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﻀﻄﺮﺏ

ﺃﻃﻞ " ﺁﺩﻡ " ﺑﺮﺃﺳﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﺮ ﺍﻟﻔﺎﺻﻞ ﺑﻴﻦ ﺟﺎﻧﺒﻲ ﺍﻟﺤﺎﻓﻠﻪ .. ﻟﻢ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ ﻓﻮﻕ ﻣﻘﻌﺪﻫﺎ .. ﻇﻨﻬﺎ ﻧﺎﺋﻤﺔ ﻭﻟﺮﺑﻤﺎ ﺗﺴﺘﻨﺪ ﺑﺮﺃﺳﻬﺎ ﺑﺰﺍﻭﻳﺔ ﻣﺎﺋﻠﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺭﺅﻳﺔ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﻌﺪ .. ﻋﺎﺩ ﻳﺴﻨﺪ ﻇﻬﺮﻩ ﺍﻟﻰ ﻣﻘﻌﺪﻩ .. ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻔﻮﺝ ﺳﻨﻘﻴﻢ ﺍﻟﻰ ﺭﺟﺎﻝ ﻭﻧﺴﺎﺀ ﻭﺃﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ ﻃﻮﻳﻼً .. ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻌﻬﺎ .. ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻄﻴﻖ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻓﻰ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻭﻫﻰ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﺑﻬﺎ .. ﺃﺧﺬ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺩﻭﻥ ﺟﺪﻭﻯ .. ﺗﺴﺮﺏ ﺍﻟﻴﻪ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ .. ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻥ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻳﺒﺪﻭ ﻃﺒﻴﻌﻴﺎً .. ﻗﺎﻡ ﻣﻦ ﻣﻘﻌﺪﻩ ﻟﻴُﺼﻌﻖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺟﺪ ﻣﻘﻌﺪﻫﺎ ﻓﺎﺭﻏﺎً .. ﻗﺎﻝ ﻟﻠﻤﺸﺮﻑ ﺍﻟﺠﺎﻟﺲ ﻓﻰ ﺍﻟﺠﻬﻪ ﺍﻷﺧﺮﻯ :

- ﻓﻴﻦ ﺍﻵﻧﺴﺔ " ﺁﻳﺎﺕ " ؟

ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺯﻣﻴﻠﻬﺎ ﺍﻟﺬﻯ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻨﺪ ﺭﺃﺳﻪ ﺍﻟﻰ ﺯﺟﺎﺝ ﺍﻟﺤﺎﻓﻠﻪ .. ﻭﻧﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﻣﻘﻌﺪﻫﺎ ﺍﻟﻔﺎﺭﻍ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺑﺪﻫﺸﺔ :

- ﻣﻌﺮﻓﺶ

ﻫﺘﻒ " ﺁﺩﻡ " ﺑﺎﻟﺴﺎﺋﻖ :

- ﺍﻭﻗﻒ ﻟﻮ ﺳﻤﺤﺖ

ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ " ﺁﺩﻡ " ﺑﺪﻫﺸﺔ .. ﻓﺮﺥ ﺑﻪ :

- ﺑﻘﻮﻟﻚ ﺍﻗﻒ

ﻧﺰﻝ " ﺁﺩﻡ " ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﻓﻠﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ ﺣﻮﻟﻪ .. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺸﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﺑﻘﻠﻖ :

- ﺃﻛﻴﺪ ﻧﺰﻟﺖ ﻟﻤﺎ ﻛﻨﺎ ﺑﻨﻐﻴﺮ ﺍﻟﻌﺠﻠﺔ ﻭﻣﺨﺪﻧﺎﺵ ﺑﺎﻟﻨﺎ ﺍﻧﻬﺎ ﻣﺮﻛﺒﺘﺶ

ﺻﺎﺡ ﻓﻴﻪ " ﺁﺩﻡ " ﺑﻐﻀﺐ ﺑﺎﻟﻎ :

- ﺍﺯﺍﻯ ﻳﻌﻨﻰ ﻣﺨﺪﺗﺶ ﺑﺎﻟﻚ .. ﻫﻰ ﻣﺶ ﻣﺸﺮﻓﺔ ﻣﻌﺎﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻠﺔ .. ﺍﺯﺍﻯ ﻣﺨﺪﺗﺶ ﺑﺎﻟﻚ ﺍﻧﻬﺎ ﻣﺶ ﺃﻋﺪﻩ ﻓﻰ ﺍﻟﻜﺮﺳﻰ ﺑﺘﺎﻋﻬﺎ

ﺃﻃﺮﻕ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺑﺮﺃﺳﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻄﻖ ﺑﺒﻨﺖ ﺷﻔﻪ .. ﺃﻣﺮﻩ " ﺁﺩﻡ " ﻭﻫﻮ ﻳﺒﺪﻭ ﻓﻰ ﻗﻤﺔ ﻗﻠﻘﻪ :

- ﻻﺯﻡ ﻧﺮﺟﻊ ﻧﺪﻭﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ

ﺻﻌﺪ " ﺁﺩﻡ " ﻟﻴﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﻓﺎﺟﺌﻪ ﺑﺈﻗﺘﺮﺍﺏ ﻧﻔﺎﺫ ﺍﻟﻮﻗﻮﺩ .. ﻓﻠﻦ ﻳﻜﻔﻰ ﻟﻠﻌﻮﺩﺓ ﻣﺮﺗﻴﻦ .. ﺃﺧﺬ " ﺁﺩﻡ " ﻳﺴﺐ ﺑﺨﻔﻮﺕ ﻭﻫﻮ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺤﻨﻖ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ .. ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺸﺮﻑ ﻭﻗﺎﻝ :

- ﺭﻭﺡ ﺍﻧﺖ ﻋﺸﺎﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺡ ﺍﻟﻠﻰ ﻣﻌﺎﻧﺎ .. ﻭﺍﺑﻌﺘﻠﻰ ﺣﺪ ﺑﺄﻯ ﻋﺮﺑﻴﺔ

ﻗﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﻭﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻴﻪ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻠﺮﺩ ﻧﺰﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﻓﻠﺔ ﻭﺍﻧﻄﻠﻖ ﻳﻌﺪﻭ ﺑﺄﻗﺼﻰ ﺳﺮﻋﺘﻪ ﻓﻰ ﻋﻜﺲ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﺳﻴﺮ ﺍﻟﺤﺎﻓﻠﺔ .. ﻇﻞ ﻳﺮﺩﺩ ﺑﻠﺴﺎﻧﻪ :

- ﻳﺎﺭﺏ .. ﻳﺎﺭﺏ

ﺷﻌﺮ ﺑﺨﻮﻓﻪ ﻳﺘﺼﺎﻋﺪ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺃﺳﺪﻝ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺃﺳﺘﺎﺭﻩ .. ﺃﺧﺬ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻰ " ﺁﻳﺎﺕ " ﺍﻟﺘﻰ ﺣﺘﻤﺎً ﻫﻰ ﺧﺎﺋﻔﺔ ﺍﻵﻥ .. ﺯﺍﺩ ﻣﻦ ﺳﺮﻋﺔ ﻋﺪﻭﻩ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻳﺴﺎﺑﻖ ﺍﻟﺰﻣﻦ !

ﻧﻈﺮﺕ " ﺁﻳﺎﺕ " ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺑﻔﺰﻉ ﻭﻗﺪ ﻫﺒﻂ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻟﻴﺴﻮﺩ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ .. ﻟﻮﻻ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﺍﻟﻤﻀﻰ ﻓﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻟﻤﺎ ﺗﻤﻜﻨﺖ ﻣﻦ ﺭﺅﻳﺔ ﻣﺎ ﺣﻮﻟﻬﺎ .. ﺳﻤﻌﺖ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺗﺰﺃﺭ ﻭﺗﺰﻣﺠﺮ ﻓﻰ ﻏﻀﺐ .. ﻭﺍﻟﺮﻣﺎﻝ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﻟﺘﻠﺴﻊ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭﻳﺪﻳﻬﺎ .. ﻋﻘﺪﺕ ﺫﺭﺍﻋﻴﻬﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺻﺪﺭﻫﺎ ﻭﻫﻰ ﺗﺮﺩﺩ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺫﻛﺎﺭ ﺣﺘﻰ ﺗﻄﻤﺌﻦ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺍﻟﻔﺰﻉ

ﺷﻌﺮﺕ " ﺁﻳﺎﺕ " ﺑﺨﻮﻓﻬﺎ ﻳﺘﺼﺎﻋﺪ ﻓﺄﺧﺬﺕ ﺗﺮﺩﺩ ﺑﻌﺾ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺑﺼﻮﺕ ﻋﺎﻟﻰ .. ﻳﺘﺴﺮﺏ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﺗﺠﻒ ﺑﺎﻟﺘﻼﻭﺓ ﺍﻟﻰ ﺃﺫﻳﻬﺎ ﻟﺘﺸﻌﺮ ﺑﺸﺊ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﻪ .. ﻭﻛﺄﻥ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻳﻮﻧﺴﻬﺎ .. ﻇﻠﺖ ﻭﺍﻗﻔﺔ ﻓﻰ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺗﻠﻒ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ .. ﺁﻣﻠﺔ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﺒﻬﻮﺍ ﺍﻟﻰ ﺍﺧﺘﻔﺎﺋﻬﺎ .. ﺑﻌﺪ ﻣﻀﻰ ﻣﺎ ﻳﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺻﻞ .. ﺗﻤﻜﻦ " ﺁﺩﻡ " ﺃﺧﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺜﻮﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ .. ﻭﺍﻗﻔﺔ ﻛﺎﻟﻐﺰﺍﻝ ﺍﻟﺸﺎﺭﺩ ﻓﻰ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ .. ﺍﺑﺘﺴﻢ ﻗﺎﺋﻼً :

- ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ .. ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ

ﺻﺎﺡ ﻗﺎﺋﻼً :

- " ﺁﻳﺎﺕ "

ﺍﻟﺘﻔﺘﺖ ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻪ .. ﻟﻤﻌﺖ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻓﻰ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻭﻫﻰ ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻪ ﺑﻠﻬﻔﺔ .. ﻛﺎﻟﻐﺮﻳﻖ ﺍﻟﺬﻯ ﻭﺟﺪ ﻃﻮﻕ ﻧﺠﺎﺗﻪ .. ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ ﻭﻫﻰ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ ﻟﺮﺅﻳﺘﻪ .. ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺄﻧﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﻤﺘﻘﻄﻌﺔ ﻭﻗﻒ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﺭﺍﻛﻌﺎً ﻳﺬﻉ ﻛﻔﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺭﻛﺒﺘﻴﻪ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﺩﺧﺎﻝ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﺍﻟﻰ ﺭﺋﺘﻴﻪ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﻌﺒﺖ ﻣﻦ ﻋﺪﻭﻩ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ .. ﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻴﻪ ﻗﺎﺋﻠﻪ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺼﻄﺮﺏ :

- ﺍﻧﺖ ﻧﺰﻟﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺹ ﻟﻴﻪ ؟

ﺍﻋﺘﺪﻝ ﻭﺍﻗﻔﺎً ﻭﻫﻮ ﻻﻳﺰﺍﻝ ﻳﻠﻬﺚ ﻭﺣﺒﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﻕ ﺗﺘﺼﺒﺐ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺘﻘﻄﻊ ﺍﻷﻧﻔﺎﺱ :

- ﻧﺰﻟﺖ ﺃﺩﻭﺭ ﻋﻠﻴﻜﻲ .. ﻟﻘﻴﺘﻚ ﻣﺶ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺮﺳﻰ ﺑﺘﺎﻋﻚ

ﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻴﻪ ﺑﺄﻋﻴﻦ ﺩﺍﻣﻌﺔ .. ﻓﺎﺑﺘﺴﻢ ﻓﻰ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭﻗﺎﻝ :

- ﻣﺘﺤﻔﻴﺶ .. ﻫﻴﺒﻌﺘﻮﻟﻨﺎ ﺣﺪ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .. ﻣﺘﺨﻔﻴﺶ

ﺃﻭﻣﺄﺕ ﺑﺮﺃﺳﻬﺎ .. ﺍﺗﺴﻌﺖ ﺑﺎﺗﺴﺎﻣﺘﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺄﻣﻠﻬﺎ ﺑﺤﺐ ﻗﺎﺋﻼً :

- ﻛﻨﺖ ﻓﺎﻛﺮ ﻫﺎﺟﻰ ﺃﻻﻗﻴﻜﻰ ﻣﻨﻬﺎﺭﺓ ﻭﺑﺘﻌﻴﻄﻰ

ﺃﻃﺮﻕ ﺑﺮﺃﺳﻬﺎ ﻭﻫﻰ ﺗﻘﻮﻝ :

- ﺃﻋﺪﺕ ﺃﻗﺮﺃ ﻗﺮﺁﻥ .. ﺑﺲ ﺑﺮﺩﻩ ﻛﻨﺖ ﺧﺎﻳﻔﺔ ﺟﺪﺍً

ﻗﺎﻝ ﺑﺤﻨﺎﻥ ﺑﺎﻟﻎ :

- ﻣﺘﺨﻔﻴﺶ ﻳﺎ " ﺁﻳﺎﺕ " ﺃﻧﺎ ﻣﻌﺎﻛﻰ

ﺗﺤﺎﺷﺖ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻪ ﻭﺍﺑﺘﻌﺪﺕ ﻋﻨﻪ ﺑﻀﻊ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﻟﺘﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﺻﺨﺮﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﻮﻕ ﺭﻣﺎﻝ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ .. ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ " ﺁﺩﻡ " ﻭﺟﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺼﺨﺮﺓ .. ﺗﺤﺎﺷﺖ " ﺁﻳﺎﺕ " ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻪ .. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﺧﺬ ﻳﺘﺄﻣﻠﻬﺎ ﺑﺤﺐ ﻭﺣﻨﺎﻥ ﺟﺎﺭﻑ .. ﺛﻢ ﻗﺎﻝ :

- ﺃﺧﻮﻛﻰ ﻗﺎﻟﻚ ؟

ﺑﻠﻌﺖ ﺭﻳﻘﻬﺎ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ ﻭﻗﺪ ﻓﻬﻤﺖ ﻣﻘﺼﺪﻩ .. ﺃﻭﻣﺄﺕ ﺑﺮﺃﺳﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻪ .. ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﺄﻣﻠﻬﺎ ﻣﺘﻔﺤﺼﺎً :

- ﻭﺭﺩﻙ ﺍﻳﻪ ؟ .. ﻣﻤﻜﻦ ﺍﻋﺮﻓﻪ ﺩﻟﻮﻗﺘﻰ ؟

ﺻﻤﺘﺖ .. ﻃﺎﻝ ﺻﻤﺘﻬﺎ .. ﻭﻫﻰ ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﻠﻌﺐ ﺑﻬﺎ ﺑﻄﺮﻑ ﺣﺬﺍﺋﻬﺎ .. ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻻ ﻳﺤﻴﺪ ﻧﻈﺮﻩ ﻋﻨﻬﺎ .. ﻭﺃﺧﻴﺮﺍً ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺼﻮﺕ ﺧﺎﻓﺖ ﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺴﻤﻮﻋﺎًﻙ

- ﻣﺶ ﻗﺎﺩﺭﻩ ﺃﻧﺴﻰ

ﺻﻤﺖ " ﺁﺩﻡ " .. ﺷﺮﺩ .. ﺃﻣﻌﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ .. ﻭﺃﺧﻴﺮﺍً ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻗﺎﺋﻼً :

- ﻭﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺽ ﺩﻟﻮﻗﺘﻰ ﺍﻧﻰ ﺃﻗﻮﻟﻚ ﺧﻼﺹ ﻳﺎ " ﺁﻳﺎﺕ " ﻣﻌﺪﺗﺶ ﻫﻀﺎﻳﻘﻚ ﺗﺎﻧﻰ ؟

ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺑﺤﺰﻡ :

- ﻻ ﻳﺎ " ﺁﻳﺎﺕ " ﻣﺶ ﻫﻘﻮﻝ ﻛﺪﻩ .. ﻫﻘﻮﻟﻚ ﻓﻜﺮﻯ ﺗﺎﻧﻰ ﻭﺗﺎﻟﺖ ﻭﺭﺍﺑﻊ .. ﺃﻧﺎ ﻣﺶ ﻫﻴﺄﺱ ﺍﻻ ﻓﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺍﻧﺘﻰ ﻋﺎﺭﻓﺎﻫﺎ ﻛﻮﻳﺲ

ﺛﻢ ﻗﺎﻝ :

- ﻣﺶ ﻫﻴﺄﺱ ﺍﻻ ﺍﺫﺍ ﺍﺗﺨﻄﺒﺘﻰ ﻟﻐﻴﺮﻯ .. ﺳﺎﻋﺘﻬﺎ ﺑﺠﺪ ﻫﺸﻴﻠﻚ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻰ ﻭﻫﻨﺴﺎﻛﻰ

ﻇﻠﺖ ﻣﻄﺮﻗﺔ ﺑﺮﺃﺳﻬﺎ .. ﻓﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﺑﺄﻟﻢ ﻗﺎﺋﻼً :

- ﺣﺘﻰ ﻣﺶ ﻋﺎﻳﺰﻩ ﺗﺒﺼﻴﻠﻲ .. ﻟﻠﺪﺭﺟﺔ ﺩﻯ ﻣﺶ ﻃﺎﻳﻘﺎﻧﻰ ؟

ﺑﻠﻠﺖ ﺷﻔﺘﻬﺎ ﺑﻠﺴﺎﻧﻬﺎ .. ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﻀﻄﺮﺏ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻪ :

- ﻻ ﻣﺶ ﻛﺪﻩ .. ﺑﺲ .. ﻣﺶ ﻋﺎﻳﺰﻩ ﺍﻋﻤﻞ ﺣﺎﺟﺔ ﺣﺮﺍﻡ

ﻇﻞ " ﺁﺩﻡ " ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻟﻠﺤﻈﺎﺕ .. ﺛﻢ .. ﺃﻃﺮﻕ ﺑﺮﺃﺳﻪ ﻫﻮ ﺍﻵﺧﺮ .. ﺍﻟﺘﻔﺘﺖ ﺗﻨﻈﺮ ﺟﺎﻧﺒﺎً ﻓﻰ ﻋﻜﺲ ﺍﻹﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﺠﻠﺲ ﻓﻴﻪ .. ﺻﻤﺖ " ﺁﺩﻡ " ﻟﺒﺮﻫﻪ ﺛﻢ ﻣﺎ ﻟﺒﺚ ﺃﻥ ﺍﺭﺗﺴﻤﺖ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﻪ ﺣﺎﻧﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺛﻐﺮﻩ ﻭﻗﺎﻝ ﻭﻫﻮ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﻣﻄﺮﻗﺎً ﺑﺮﺃﺳﻪ :

- ﻣﻌﺎﻛﻰ ﺣﻖ .. ﻻﺯﻡ ﻧﺘﻘﻰ ﺭﺑﻨﺎ ﻋﺸﺎﻥ ﺭﺑﻨﺎ ﻳﺒﺎﺭﻛﻠﻨﺎ

ﺍﻧﺪﻫﺸﺖ ﻟﻜﻼﻣﻪ ﻓﻠﻮ ﺗﺴﻤﻌﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺤﻮ .. ﻟﻢ ﺗﻠﺘﻔﺖ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺃﺭﻫﻔﺖ ﺃﺫﻧﻴﻬﺎ ﺑﺸﺪﻩ .. ﺳﻤﻌﺖ ﺻﻮﺗﻪ ﺍﻟﺬﻯ ﺑﺪﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻻﺭﺗﻴﺎﺡ ﻭﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ :

- ﻣﺎﺩﻣﺘﻰ ﺧﺎﻳﻔﺔ ﺗﺒﺼﻴﻠﻲ ﻭﺗﻐﻀﺒﻰ ﺭﺑﻨﺎ ﻳﺒﺄﻩ ﺃﻛﻴﺪ ﺍﻧﺘﻰ ﺧﺎﻳﻔﻪ ﺭﺑﻨﺎ ﻳﻨﺰﻉ ﺍﻟﺒﺮﻛﺔ ﺑﻴﻨﺎ ﺯﻯ ﻣﺎ ﻧﺰﻋﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﻛﺪﻩ .. ﻣﺶ ﻛﺪﻩ ﻳﺎ " ﺁﻳﺎﺕ " ؟

ﻇﻠﺖ ﻣﺤﺘﻔﻈﺔ ﺑﺼﻤﺘﻬﺎ .. ﻓﺎﺗﺴﻌﺖ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻒ ﻭﻋﻴﻨﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺃﻣﺎﻣﻪ :

- ﻣﻌﺎﻛﻰ ﺣﻖ .. ﻣﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﻨﺎﻝ ﺍﻻ ﺑﻄﺎﻋﺘﻪ

ﻭﻗﻒ ﻳﻨﻈﺮ ﻓﻰ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﺍﻵﺧﺮ .. ﻳﺠﺎﻫﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ ﺃﻻ ﻳﻐﻀﺐ ﺭﺑﻪ ﺑـ .. ﻧﻈــﺮﺓ .. ﻳﺼﻮﺑﻬﺎ ﺍﻟﻰ ﺣﺒﻴﺒﺘﻪ ﺍﻟﺠﺎﻟﺴﻪ ﺃﻣﺎﻣﻪ .. ﺍﺭﺗﺴﻤﺖ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﻪ ﺻﻐﻴﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ ﻭﻗﺪ ﺃﺳﻌﺪﺗﻬﺎ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﺍﻟﺘﻰ ﻟﻢ ﺗﺘﻮﻗﻊ ﻳﻮﻣﺎً ﺃﻥ ﺗﺼﺪﺭ ﻣﻦ " ﺁﺩﻡ " .. ﺍﻟﺘﻔﺘﺖ ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻪ ﻟﺘﺠﺪﻩ ﻭﺍﻗﻔﺎً ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﺍﻹﺗﺠﺎﻩ ﺍﻵﺧﺮ .. ﺃﺷﺎﺣﺖ ﺑﻮﺟﻬﻬﺎ ﻟﺘﻨﻈﺮ ﻓﻰ ﺍﻹﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻛﺲ .. ﺃﺧﺬﺕ ﺗﺘﺴﺎﺋﻞ ﺑﺪﺍﺧﻠﻬﺎ .. ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮ ﺍﻟﺬﻯ ﺗﺮﺍﻩ ﻓﻰ ﺳﻠﻮﻛﻪ .. ﺃﺗﺼﺪﻕ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﺎ ﻭﺃﺣﺎﺳﻴﺴﻬﺎ .. ﺃﻡ ﺗﻈﻞ ﻣﺤﺘﻔﻈﺔ ﺑﺨﻮﻓﻬﺎ ﻭﻗﻠﻘﻬﺎ .. ﺗﻨﻬﺪﺕ ﻭﻫﻰ ﺗﻤﺘﻢ :

- ﻳﺎﺭﺏ ﺍﻧﺖ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﻨﻔﺴﻰ ﻣﻨﻰ .. ﺍﻫﺪﻳﻨﻲ ﻟﻠﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻠﻰ ﻓﻴﻪ ﺧﻴﺮ ﻟﻴﺎ

ﺍﺗﺼﻠﺖ " ﺇﻳﻤﺎﻥ " ﺑـ " ﻛﺮﻳﻢ " ﻟﺘﻘﻮﻝ ﻓﻰ ﻗﻠﻖ ﺑﺎﻟﻎ :

- " ﺁﻳﺎﺕ " ﻟﺴﻪ ﻣﺮﺟﻌﺘﺶ ﻳﺎ " ﻛﺮﻳﻢ " ﺃﻧﺎ ﻗﻠﻘﺎﻧﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻭﻯ ﺧﺎﻳﻔﺔ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﻬﺎ ﺧﻄﻔﻬﺎ

ﻗﺎﻝ ﺑﻘﻠﻖ :

- ﺍﺯﺍﻯ ﻳﻌﻨﻲ ﻟﺴﻪ ﻣﺮﺟﻌﺘﺶ .. ﻃﻴﺐ ﺍﻗﻔﻠﻰ

ﺍﺗﺼﻞ " ﻛﺮﻳﻢ " ﺑـ " ﺁﻳﺎﺕ " ﻓﻠﻢ ﺗﺠﻴﺐ .. ﻓﻬﺎﺗﻔﻬﺎ ﻣﺘﺮﻭﻙ ﺑﺪﺍﺧﻞ ﺍﻟﺤﺎﻓﻠﺔ .. ﺍﺗﺼﻞ ﺑﺎﻟﻤﺸﺮﻑ ﻓﺄﺧﺒﺮﻩ ﺑﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﻭﺑﺄﻧﻪ ﺃﺭﺳﻞ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﻻﺣﻀﺎﺭﻫﺎ ﻫﻰ ﻭ " ﺁﺩﻡ " .. ﺍﺗﺼﻞ " ﻛﺮﻳﻢ " ﺑـ " ﺁﺩﻡ " ﻓﺘﻤﺘﻢ :

- ﺃﺧﻮﻛﻰ ﺑﻴﺘﺼﻞ

ﺍﻧﺘﺒﻬﺖ " ﺁﻳﺎﺕ " ﻭﺳﻤﻌﺘﻪ ﻳﻘﻮﻝ :

- ﺃﻳﻮﺓ ﻳﺎ " ﻛﺮﻳﻢ " .. ﻻ ﻣﺘﻘﻠﻘﺶ ﻟﻘﻴﻬﺎ .. ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ .. ﻣﺎﺷﻰ .. ﻃﻴﺐ ﺛﻮﺍﻧﻰ

ﺃﻋﻄﺎﻫﺎ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﻗﺎﺋﻼً :

- " ﻛﺮﻳﻢ " ﻋﺎﻳﺰ ﻳﻄﻤﻦ ﻋﻠﻴﻜﻲ

ﺭﺩﺕ ﻭﻃﻤﺄﻧﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ .. ﻭﺃﺧﺒﺮﻫﺎ ﺑﺎﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻓﻰ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﺍﻟﻴﻬﻤﺎ .. ﺃﻧﻬﺖ ﺍﻟﻤﺤﺎﺩﺛﺔ ﻭﻣﺪﺕ ﻳﺪﻫﺎ ﺑﺎﻟﻬﺎﺗﻒ ﺍﻟﻴﻪ .. ﺃﺧﺬﻩ ﻭﻭﻗﻒ ﻣﺒﺘﻌﺪﺍً ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ .. ﺃﺧﺬﺕ ﺗﻔﺮﻙ ﺫﺭﺍﻋﻴﻬﺎ ﺑﻜﻔﻴﻬﺎ ﻓﻰ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﺒﺚ ﺍﻟﺪﻓﺊ ﻓﻴﻬﻤﺎ .. ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺍﻟﻴﻬﺎ " ﺁﺩﻡ " ﻗﺎﺋﻼً :

- ﺑﺮﺩﺍﻧﻪ ؟

ﻭﺑﺪﻭﻥ ﺍﻥ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺭﺩﻫﺎ .. ﺧﻠﻊ ﺟﺎﻛﻴﺖ ﺍﻟﺒﺪﻟﺔ ﻭﻫﻢ ﺑﺎﻥ ﻳﺘﻮﺟﻪ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻟﻴﻌﻄﻴﻪ ﻟﻬﺎ .. ﻋﻨﺪﻣــــﺎ .. ﺭﺁﻯ ﺷﺊ ﺍﺳﻄﻮﺍﻧﻰ ﻃﻮﻳﻞ ﻳﺰﺣﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺨﺮﺓ ﺧﻠﻔﻬﺎ .. ﺩﻗﻖ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻟﻴﺠﺪ ﺛﻌﺒﺎﻧﺎً ﺫﻭ ﺭﺃﺱ ﻛﺒﻴﺮ ﻭﻋﻴﻨﻴﻦ ﺣﻤﺮﺍﻭﻳﻦ ﻭﻟﺴﺎﻥ ﻣﺸﻘﻮﻕ ﻳﺤﺮﻛﺔ ﺣﺮﻛﺎﺕ ﻣﺮﺗﻌﺸﺔ ﻳﺰﺣﻒ ﻓﻰ ﺗﺆﺩﺓ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ  ﺭﻓﻌﺖ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ " ﺁﺩﻡ " .. ﺍﺗﺴﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻓﻰ ﺩﻫﺸﺔ ﻭﻫﻰ ﺗﺮﺍﻩ ﻣﻘﺒﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻭﻧﻈﺮﺓ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻓﻰ ﻋﻴﻨﻴﻪ .. ﻓﻰ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺤﻈﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻫﻢ ﺍﻟﺜﻌﺒﺎﻥ ﺑﺄﻥ ﻳﻨﻘﺾ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻨﺎﺑﻴﻪ .. ﺃﻣﺴﻜﻪ " ﺁﺩﻡ " ﺑﻴﺪﻳﻪ ﺍﻻﺛﺘﻨﻴﻦ .. ﺍﻃﻠﻘﺖ " ﺁﻳﺎﺕ " ﺻﺮﺧﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻭﻫﺒﺖ ﻭﺍﻗﻔﺔ ﻭﻫﻰ ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺊ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﺘﻠﻮﻯ ﻓﻰ ﻳﺪﻱ " ﺁﺩﻡ " .. ﺃﻃﻠﻖ " ﺁﺩﻡ " ﺻﻴﺤﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻛﻪ ﻟﻴﺴﻘﻂ ﺃﺭﺿﺎً .. ﺃﺧﺬ ﻳﺰﺣﻒ ﻣﺒﺘﻌﺪﺍً ﻟﻴﺘﺮﻙ ﺧﻠﻔﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ ﺁﺛﺎﺭﺍً ﻣﺘﻌﺮﺟﺔ .. ﺍﺗﺠﻪ ﺍﻟﻰ " ﺁﻳﺎﺕ " ﺍﻟﺘﻰ ﻛﺎﻥ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻳﻨﻄﻖ ﺑﺄﻋﺘﻰ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﻔﺰﻉ .. ﻫﺘﻒ ﻗﺎﺋﻼً ﺑﻠﻬﻔﺔ :

- " ﺁﻳﺎﺕ " ﺍﻟﺘﻌﺒﺎﻥ ﻋﻀﻚ ؟

ﺃﺧﺬﺕ ﺗﻨﻬﺞ ﺑﺸﺪﺓ .. ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺼﻮﺕ ﺧﺎﻓﺖ :

- ﻷ

ﺍﺗﺴﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﻭﻫﻰ ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﻌﺾ ﻭﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ .. ﻓﺼﺎﺣﺖ ﺑﺠﺰﻉ :

- " ﺁﺩﻡ " .. ﻋﻀﻚ ﻳﺎ " ﺁﺩﻡ "

ﺃﺧﺬﺕ ﺗﺠﻬﺶ ﻓﻰ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻭﻫﻰ ﺗﺘﻠﻔﺖ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻗﺎﺋﻠﻪ :

- " ﺁﺩﻡ " ﻻﺯﻡ ﻧﺸﻮﻑ ﺩﻛﺘﻮﺭ ﺑﺴﺮﻋﺔ .. ﺃﻛﻴﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﺴﻤﻢ

ﺃﻣﺴﻚ " ﺁﺩﻡ " ﺑﻴﺪﻩ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻤﺘﻢ :

- ﻣﺘﻘﻠﻘﻴﺶ

ﻗﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﻭﻫﻮ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺪﺍﺧﻠﻪ ﺑﺨﻮﻑ ﻛﺒﻴﺮ .. ﺧﻮﻑ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﺮﻯ ﺳﻢ ﺍﻟﺜﻌﺒﺎﻥ ﺩﺍﺧﻞ ﺟﺴﺪﻩ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺼﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭﺗﺤﻤﻠﻪ ﻋﺎﺋﺪﺍً ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ  ﺧﻮﻑ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺴﻤﻢ ﺩﻣﻪ ﻭﻳﻠﻔﻆ ﺃﻧﻔﺎﺛﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻤﺼﻞ .. ﺧﻮﻑ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻼﻗﻰ ﺭﺑﻪ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮﺑﺘﻪ ﻗﺪ ﻗُﺒﻠﺖ ﺃﻡ ﻻ .. ﻳﺎﻟﻠﻪ .. ﺃﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﻣﺴﺘﻌﺪﺍً ﻟﻠﻤﻮﺕ  ﻟﺴﺖ ﻭﺍﺛﻘﺎً ﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﺃﻧﻚ ﻏﻔﺮﺕ ﻟﻰ ﺫﻧﻮﺑﻰ .. ﻟﺴﺖ ﻣﺴﺘﻌﺪﺍً ﻟﺪﺧﻮﻝ ﻗﺒﺮﻯ .. ﻟﺴﺖ ﻣﺴﺘﻌﺪﺍً ﻷﻥ ﻳﻘﺒﺾ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺭﻭﺣﻰ .. ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻛﻔﺮ ﻋﻦ ﺫﻧﻮﺑﻰ ﺃﻭﻻً .. ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻏﺮﻕ ﻧﻔﺴﻰ ﻓﻰ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﻷﺗﻄﻬﺮ ﻣﻤﺎ ﻟﻮﺛﺖ ﺑﻪ ﻧﻔﺴﻰ ﻣﻦ ﺁﺛﺎﻡ .

ﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻴﻪ " ﺁﻳﺎﺕ " ﺑﻠﻮﻋﺔ ﻭﻫﻰ ﺗﺒﻜﻰ ﺑﻘﻮﺓ ﻭﻗﺎﻟﺖ :

- " ﺁﺩﻡ " ﺍﻧﺖ ﻛﻮﻳﺲ

ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﺗﺘﺒﻴﻦ ﻫﺮﻭﺏ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﻪ ﺗﺤﺖ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﻘﻤﺮ .. ﻟﻢ ﻳﺠﻴﺒﻬﺎ " ﺁﺩﻡ " .. ﺑﺪﺍ ﻋﻘﻠﻪ ﻣﻨﺸﻐﻞ ﺑﺸﺊ ﺁﺧﺮ .. ﺷﺊ ﺃﻫــﻢ .. ﺭﺃﺗﻪ " ﺁﻳﺎﺕ " ﻭﻫﻮ ﻳﺠﺜﻮ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ .. ﻟﻴﺘﻴﻤﻢ .. ﺛﻢ ﺍﻋﺘﺪﻝ ﻓﻰ ﻭﻗﻔﺘﻪ .. ﺭﻓﻊ ﻛﻔﻴﻪ ﺑﻤﺤﺎﺫﺍﺓ ﺃﺫﻧﻴﻪ .. ﻭﻛــﺒﺮ ﻟﻠﺼﻼﺓ .. ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﻫﻰ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ .. ﻓﻠﺘﻜﻦ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺻﻠﻰ .. ﻓﻠﺘُﻘﺒﺾ ﺭﻭﺣﻰ ﻭﺃﻧﺎ ﺳﺎﺟــﺪ .. ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﺑﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺒﺪﺃ ﻓﻰ ﺻﻼﺗﻪ .. ﻭﻗﻒ ﺑﺨﺸﻮﻉ ﻳﺼﻠﻰ .. ﻭﻗﺪ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻮﻫﻦ ﻳﺰﺣﻒ ﺍﻟﻰ ﺟﺴﺪﻩ .. ﻭﺿﻌﺖ " ﺁﻳﺎﺕ " ﻛﻔﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﻤﻬﺎ ﺗﻜﺘﻢ ﺷﻬﻘﺎﺗﻬﺎ ﻭﻫﻰ ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﺍﻟﺬﻯ ﺗﺼﺒﺐ ﻋﺮﻗﺎً .. ﻭﺍﻟﻰ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺍﻟﻐﺎﺋﺮﺗﻴﻦ .. ﺷﻌﺮ ﺑﺤﻠﻘﻪ ﻳﺠﻒ .. ﻭﺑﺠﻔﻮﻧﻪ ﺗﺜﻘﻞ ﻗﺎﻭﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ .. ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﻓﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ .. ﻭﺿﻊ ﺟﺒﻴﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺳﺎﺟﺪﺍً .. ﻭﻇﻞ ﻳﺴﺘﻐﻔﺮ .. ﻭﻳﺴﺘﻐﻔﺮ .. ﻭﻳﺴﺘﻐﻔﺮ .. ﺃﻏﻤﺾ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﺴﻠﻢ ﻟﻤﺼﻴﺮﻩ .. ﺧﻔﻖ ﻗﻠﺒﻪ ﺑﺨﻮﻑ ﻭﺍﺿﻄﺮﺍﺏ .. ﻇﻞ ﻳﺮﺟﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻐﻔﺮ ﻟﻪ ﻭﻳﺘﻘﺒﻞ ﺗﻮﺑﺘﻪ .. ﻇﻞ ﻳﺮﺟﻮﻩ ﺃﻥ ﻳﺮﺣﻤﻪ ﻭﺃﻥ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﻋﻦ ﺳﻴﺌﺎﺗﻪ .. ﻟﻢ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺄﻯ ﺷﺊ ﺁﺧﺮ .. ﺳﻮﻯ ﺑﺪﻧﻮ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﻟﻤــﻮﺕ .. ﺗﻤﻨﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﺴﺘﻌﺪﺍً ﻟﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ .. ﺗﻤﻨﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺑﺈﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻪ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻮﺭﺍﺀ ﻭﺗﺼﺤﻴﺢ ﻛﻞ ﺷﺊ ﺑﺤﻴﺎﺗﻪ .. ﺗﻤﻨﻰ ﻭﺗﻤﻨﻰ .. ﻫﺮﺑﺖ ﺩﻣﻌﺔ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻪ ﻭﻫﻮ ﺳﺎﺟﺪ .. ﺩﻣﻌﺔ ﺧﻮﻑ ﻭﺧﺸﻴﺔ ﻭﺭﻫﺒﺔ  ﺗﺬﻛﺮ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ " ﻋﻴﻨﺎﻥ ﻻ ﺗﻤﺴﻬﻤﺎ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻋﻴﻦ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﺤﺮﺱ ﻓﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ .. ﻭﻋﻴﻦ ﺑﻜﺖ ﻣﻦ ﺧﺸﻴﺔ ﺍﻟﻠﻪ " .. ﻫﺎ ﻫﻮﺍ ﻳﺒﻜﻰ ﺧﺸﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻓﻬﻼ ﺣﺮﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺭ .. ﺍﺳﺘﺒﺸﺮ ﺧﻴﺮﺍً ﻭﺃﺣﺴﻦ ﻇﻨﻪ ﺑﺎﻟﻠﻪ .. ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻋﻦ ﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ .. ﻟﻢ ﻳﺮﻓﻊ ﺟﺒﻴﻨﻪ ﻋﻦ ﺍﻷﺭﺽ .. ﻓﻠﺘﺄﺗﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻭﻫﻮ ﺳﺎﺟﺪ .. ﻓﻠﻴﺠﺮﻉ ﺳﻜﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﻫﻮ ﺳﺎﺟﺪ .. ﻟﻌﻠﻪ ﻳُﺒﻌﺖ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻭﻫﻮ ﺳﺎﺟﺪ .. ﻓﻴﺮﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﻌﻔﻮ ﻋﻨﻪ .. ﻻ ﻳﺪﺭﻯ ﺍﻟﻰ ﻛﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻇﻞ ﺳﺎﺟﺪﺍً .. ﻟﻜﻨﻪ ﺃﻧﺘﺒﻪ ﺍﻟﻰ ﺻﻴﺤﺔ " ﺁﻳﺎﺕ " ﻭﻫﻰ ﺗﻬﺘﻒ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺮﺗﻔﻊ :

- ﺃﻳﻮﺓ ﻫﻨﺎ .. ﺗﻌﺎﻟﻮﺍ ﺑﺴﺮﻋﺔ

ﻗﺎﻡ " ﺁﺩﻡ " ﻣﻦ ﺳﺠﻮﺩﺓ ﻭﺃﺗﻢ ﺻﻼﺗﻪ .. ﺑﺪﺍ ﺧﺎﺋﺮ ﺍﻟﻘﻮﻯ .. ﺭﺃﻯ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﺃﻣﺎﻣﻬﻤﺎ .. ﺻﺎﺣﺖ " ﺁﻳﺎﺕ " ﻓﻰ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﻠﺘﺎﻉ ﺑﺎﻛﻰ :

- ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺭﺟﻌﻨﺎ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ .. ﻓﻰ ﺗﻌﺒﺎﻥ ﻋﻀﻪ

ﺧﺮﺝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ ﻣﺴﺮﻋﺎً ﻳﻌﻴﻦ " ﺁﺩﻡ " ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻬﻮﺽ ﻭﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ .. ﺭﻛﺒﺖ " ﺁﻳﺎﺕ " ﻓﻰ ﺍﻟﺨﻠﻒ .. ﻇﻠﺖ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺗﺘﺎﺑﻌﻪ ﻓﻰ ﻣﺮﺁﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺍﻟﺠﺎﻧﺒﻴﺔ .. ﺃﺧﺬﺕ ﺟﻔﻮﻧﻪ ﺗﺜﻘﻞ ﺷﻴﺌﺎً ﻓﺸﻴﺌﺎً ﻭﺍﺯﺩﺍﺩ ﺷﻌﻮﺭﻩ ﺑﺎﻟﺤﻤﻰ .. ﺍﻟﻰ ﺃﻥ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﺃﺧﻴﺮﺍً ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺸﻔﻰ .. ﻭﺗﻢ ﺍﻋﻄﺎﺋﻪ ﺍﻟﻤﺼﻞ ﺍﻟﻤﻀﺎﺩ ﻟﺴﻢ ﺍﻷﻓﻌﻰ 

ﻣﺮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ .. ﻟﻢ ﻳﺼﺪﻕ " ﺁﺩﻡ " ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺣﻴﺎً ﻓﻜﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺃﻟﻢ ﻭﻭﻫﻦ ﺟﻌﻠﻪ ﻳﻈﻦ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺎ ﻫﻰ ﺍﻻ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻭﺗﻔﺮﻕ ﺭﻭﺣﻪ ﺟﺴﺪﻩ .. ﺃﺧﺬ " ﻛﺮﻳﻢ " ﻳﻮﺍﺳﻴﻪ ﻗﺎﺋﻼً :

- " ﺁﺩﻡ " ﺍﻓﺘﻜﺮ ﺩﺍﻳﻤﺎً ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ " ﻣَﺎ ﻳُﺼِﻴﺐُ ﺍﻟْﻤُﺴْﻠِﻢَ ﻣِﻦْ ﻧَﺼَﺐٍ ﻭَﻟَﺎ ﻭَﺻَﺐٍ ﻭَﻟَﺎ ﻫَﻢٍّ ﻭَﻟَﺎ ﺣُﺰْﻥٍ ﻭَﻟَﺎ ﺃَﺫًﻯ ﻭَﻟَﺎ ﻏَﻢٍّ ﺣَﺘَّﻰ ﺍﻟﺸَّﻮْﻛَﺔِ ﻳُﺸَﺎﻛُﻬَﺎ ﺇِﻟَّﺎ ﻛَﻔَّﺮَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺑِﻬَﺎ ﻣِﻦْ ﺧَﻄَﺎﻳَﺎﻩُ " .. ﻳﻌﻨﻲ ﻛﻞ ﺩﻩ ﺗﻜﻔﻴﺮ ﻟﺬﻧﻮﺑﻚ ﺍﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ

ﺍﺑﺘﺴﻢ " ﺁﺩﻡ " ﻭﻫﻮ ﻓﻰ ﻓﺮﺍﺷﻪ ﻗﺎﺋﻼً :

- ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻮ ﻛﻞ ﺍﻟﻠﻰ ﺑﻴﺤﺼﻠﻰ ﺩﻩ ﺗﻜﻔﻴﺮ ﺫﻧﻮﺑﻰ ﻓﺄﻧﺎ ﺭﺍﺿﻰ .. ﻭﺭﺍﺿﻰ ﺃﻭﻯ ﻛﻤﺎﻥ

ﺭﺑﺖ " ﻛﺮﻳﻢ " ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻪ .. ﻓﺄﻣﺴﻚ " ﺁﺩﻡ " ﺑﻴﺪﻩ ﻗﺎﺋﻼً :

- " ﺁﻳﺎﺕ " ﻛﻮﻳﺴﻪ ؟

ﺃﻭﻣﺄ " ﻛﺮﻳﻢ " ﺑﺮﺃﺳﻪ .. ﺧﺮﺝ " ﻛﺮﻳﻢ " ﻣﻦ ﺣﺠﺮﺓ " ﺁﺩﻡ " ﺑﺎﻟﻤﺸﻔﻰ ﻟﻴﻼﻗﻰ " ﺁﻳﺎﺕ " ﺍﻟﺠﺎﻟﺴﻪ ﺑﺎﻟﺨﺎﺭﺝ ﻓﻰ ﺻﺤﺒﺔ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﺗﻄﻴﺐ ﺑﺨﺎﻃﺮﻫﺎ ﻭﺗﻮﺍﺳﻴﻬﺎ .. ﻗﺎﻣﺖ " ﺁﻳﺎﺕ " ﻭﺍﻧﺼﺮﻓﺖ ﻣﻊ ﺃﺧﻴﻬﺎ .. ﺭﻛﺒﺖ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺑﺠﻮﺍﺭﻩ ﻭﺍﻟﺘﻔﺘﺖ ﺍﻟﻴﻪ ﻗﺎﺋﻠﻪ :

- ﻫﻮ ﻛﻮﻳﺲ ؟

ﺃﻭﻣﺄ " ﻛﺮﻳﻢ " ﺑﺮﺃﺳﻪ ﻭﺍﻧﻄﻠﻖ ﻓﻰ ﻃﺮﻳﻘﻪ .. ﺃﺳﻨﺪﺕ ﺭﺃﻳﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺯﺟﺎﺝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ .. ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ ﺍﻟﻴﻬﺎ " ﻛﺮﻳﻢ " ﻳﻘﻮﻝ :

- ﺗﻌﺒﺎﻧﻪ

ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺒﺤﻮﺡ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ :

- ﻣﺮﻫﻘﺔ ﺑﺲ

ﻻﺣﺖ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﺘﻬﻜﻤﺎً 

- ﻳﺘﻤﻨﻌﻦ ﻭﻫﻦ ﺍﻟﺮﺍﻏﺒﺎﺕ

ﺍﻟﺘﻔﺘﺖ ﺍﻟﻴﻪ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻭﺍﺣﻤﺮﺕ ﻭﺟﻨﺘﺎﻫﺎ ﺧﺠﻼً .. ﻓﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﺑﻤﺮﺡ ﻗﺎﺋﻼً :

- ﺷﻜﻠﻚ ﺑﻴﻘﻮﻝ ﺍﻥ ﻫﻴﺒﻘﻰ ﻓﻰ ﺧﻄﻮﺑﺔ ﻗﺮﻳﺐ

ﺭﺳﻤﺖ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﻪ ﺻﻐﻴﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ ﻭﻫﻰ ﺗﺪﻳﺮ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻟﺘﻨﻈﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﻙ ﺑﺠﻮﺍﺭﻫﺎ .. ﻓﻀﺤﻚ " ﻛﺮﻳﻢ " ﺿﺤﻜﺔ ﺧﺎﻓﺘﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ :

- ﻃﻴﺐ ﻣﺶ ﻧﻔﺮﺡ ﺍﻟﺮﺍﺟﻞ ﺍﻟﻠﻰ ﻧﺎﻳﻢ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺩﻩ

ﺍﻟﺘﻔﺘﺖ ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻪ ﻣﺒﺘﺴﻤﺔ ﺑﺨﺠﻞ ﻭﻫﻰ ﺗﻘﻮﻝ ﻭﻗﺪ ﺑﺪﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻙ :

- ﺩﻟﻮﻗﺘﻰ ؟

ﺍﺗﺴﻌﺖ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ :

- ﺍﻟﻠﻰ ﺃﻋﺮﻓﻪ ﺍﻥ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻟﻤﺎ ﺑﻴﻜﻮﻥ ﺗﻌﺒﺎﻥ ﻭﺑﻴﺴﻤﻊ ﺧﺒﺮ ﺣﻠﻮ ﺩﻩ ﺑﻴﺪﻳﻠﻪ ﺩﻓﻌﻪ ﺍﻥ ﺻﺤﺘﻪ ﺗﺘﺤﺴﻦ .. ﺍﻳﻪ ﺭﺃﻳﻚ ﻧﺪﻳﻠﻪ ﺍﻟﺪﻓﻌﻪ ﻭﻻ ﻧﺄﺟﻠﻬﺎ ﻟﻤﺎ ﻳﺨﺮﺝ

ﺍﺗﺴﻌﺖ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻬﺎ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻟﻤﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﻗﺎﺋﻠﻪ :

- ﺧﻼﺹ ﻣﺎﺷﻰ

ﺃﻃﻠﻖ ﺿﺤﻜﺔ ﺃﺧﺮﻯ .. ﻭﻋﺒﺜﺖ ﺃﺻﺎﺑﻌﻪ ﻓﻰ ﺷﺎﺷﺔ ﻫﺎﺗﻔﻪ ﺛﻢ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﻓﻮﻕ ﺃﺫﻧﻪ .. ﺳﻤﻌﺘﻪ ﻳﻘﻮﻝ :

- ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ . . ﺃﻳﻮﺓ ﻳﺎ ﺩﻛﺘﻮﺭ .. ﻛﻨﺖ ﻋﺎﻳﺰ ﺃﺑﺸﺮﻙ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻛﺪﺓ ﻓﻰ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻤﺂﺳﻰ ﺍﻟﻠﻰ ﺍﻧﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺩﻯ

ﺛﻢ ﺍﻟﺘﻔﺖ " ﻛﺮﻳﻢ " ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ " ﺁﻳﺎﺕ " ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺒﺘﺴﻢ ﺑﺨﺠﻞ .. ﺛﻢ ﻗﺎﻝ :

- ﻣﻨﺘﻈﺮﻳﻨﻚ ﺍﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻡ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺎﻟﺴﻼﻣﺔ ﺍﻧﺖ ﻭﺍﻟﺴﺖ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﺓ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ

ﻫﺐ " ﺁﺩﻡ " ﺟﺎﻟﺴﺎً ﻓﻰ ﻓﺮﺍﺷﻪ .. ﺣﺘﻰ ﻛﺎﺩ ﺍﻟﻤﺤﻠﻮﻝ ﺍﻟﻤﻌﻠﻖ ﺃﻥ ﻳﻘﻊ ﺃﺭﺿﺎً .. ﻫﺘﻒ ﺑﻠﻬﻔﻪ :

- ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻳﻪ ﻳﺎ " ﻛﺮﻳﻢ "

ﺿﺤﻚ " ﻛﺮﻳﻢ " ﻗﺎﺋﻼً :

- ﻫﻴﻜﻮﻥ ﺍﻳﻪ ﻳﻌﻨﻲ ﻳﺎ ﺩﻛﺘﻮﺭ .. ﻣﺘﺮﻛﺰ ﻛﺪﻩ

ﺍﺗﺴﻌﺖ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﻪ " ﺁﺩﻡ " ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﻓﻰ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ :

- ﺧﻼﺹ ﺍﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ .. ﺃﺻﻼً ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻫﻴﻜﺘﺒﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭﺩﺓ .. ﺍﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﺘﺼﻞ ﺑﻴﻚ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﺃﺑﻠﻐﻚ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩ

- ﺧﻼﺹ ﻣﺴﺘﻨﻴﻚ ﺍﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ .. ﻭﺣﻤﺪﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﻣﺮﺓ ﺗﺎﻧﻴﺔ

ﺷﻌﺮ " ﺁﺩﻡ " ﺑﺴﻌﺎﺩﺓ ﺗﻐﻤﺮ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﺭﻭﺣﻪ ﻭﻋﻘﻠﻪ ﺣﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍً .. ﻭﺷﻜﺮﻩ ﻛﺜﻴﺮﺍً .. ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﻪ ﺩﻋﺎﺋﻪ .. ﻇﻞ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻰ ﻓﺮﺍﺷﻪ ﻳﺘﻌﺠﻞ ﻣﻐﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﻤﺸﻔﻰ .. ﻭﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﻟﺨﻄﺒﺔ ﺣﺒﻴﺒﺘﻪ

ﺃﺻﺮﺕ " ﺁﻳﺎﺕ " ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﻋﻤﻞ ﺣﻔﻞ ﻟﻠﺨﻄﺒﺔ .. ﻓﻘﻂ ﻳﺮﺗﺪﻳﺎﻥ ﺩﺑﻠﺘﺎ ﺍﻟﺨﻄﺒﺔ .. ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺳﻌﺎﺩﺗﻬﺎ ﻭﻓﺮﺣﺔ ﻗﻠﺒﻬﺎ .. ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﺨﻮﻑ .. ﺍﻟﺬﻯ ﺗﺘﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﻳﺨﺘﻔﻰ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ .. ﺗﻮﺟﻬﺖ ﺑﺮﻓﻘﺔ " ﻛﺮﻳﻢ " ﻭ " ﺇﻳﻤﺎﻥ " ﻭ " ﺁﺩﻡ " ﻭﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺼﺎﺋﻎ ﻟﺸﺮﺍﺀ ﺩﺑﻠﺔ ﺍﻟﺨﻄﻮﺑﺔ .. ﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺪﺑﻞ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﺿﺔ ﻭﻫﻰ ﺗﺘﺬﻛﺮ ﻳﻮﻡ ﺫﻫﺒﺖ ﺑﺮﻓﻘﺔ " ﺁﺩﻡ " ﻭﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻟﺸﺮﺍﺀ ﺩﺑﻠﺔ ﺧﻄﺒﺘﻬﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ .. ﻻﺣﺖ ﺳﺤﺎﺑﺔ ﺣﺰﻥ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭﻫﻰ ﺗﺘﺬﻛﺮ ﻛﻴﻒ ﻧﺰﻉ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﺑﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﺻﺒﻌﻬﺎ .. ﻭﻛﻴﻒ ﺗﺤﻄﻤﺖ ﺁﻣﺎﻟﻬﺎ ﻭﺃﺣﻼﻣﻬﺎ .. ﺣﺎﻧﺖ ﻣﻦ " ﺁﺩﻡ " ﺍﻟﺘﻔﺎﺗﻪ ﺍﻟﻴﻬﺎ .. ﻟﻴﺮﻯ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻓﻰ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ .. ﻓﺸﻌﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﺬﻛﺮﺕ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺎﺿﻰ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﺘﻤﻨﻰ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻗﻠﺒﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﺴﻴﻬﺎ ﺍﻳﺎﻩ ﻭﻳﻤﺤﻴﻪ ﻣﻦ ﺫﺍﻛﺮﺗﻬﺎ ﺗﻤﺎﻣﺎً .. ﺃﺷﺎﺡ ﺑﻮﺟﻬﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻏﺎﺿﺎً ﻟﺒﺼﺮﻩ ﻭﻫﻮ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺮﻏﺒﺔ ﻋﺎﺭﻣﺔ ﻓﻰ ﺍﺣﺘﻮﺍﺋﻬﺎ ﺑﺬﺭﺍﻋﻴﻪ ﻭ ﺍﻟﺘﺤﺪﺙ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﺠﻴﺶ ﻓﻰ ﺻﺪﺭﻩ ﻟﻴﺰﻳﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺨﺎﻭﻑ ﻭﺍﻵﻻﻡ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺗﻤﺎﻣﺎً .. ﺳﺄﻟﻬﺎ " ﻛﺮﻳﻢ " :

- ﻫﺎ .. ﺍﺧﺘﺮﺗﻰ

ﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻄﻊ ﺍﻟﺬﻫﺒﻴﺔ ﻭﻫﻰ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺸﺊ ﻣﻦ ﺍﻧﻘﺒﺎﺽ ﺍﻟﺼﺪﺭ .. ﺗﻤﺘﻤﺖ ﺑﺨﻔﻮﺕ :

- ﻷ .. ﻋﺎﺩﻯ .. ﻣﺶ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺃﻯ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻴﻬﻢ

ﻗﺎﻝ " ﺁﺩﻡ " ﺑﺤﺰﻡ ﻭﻋﻴﻨﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻄﻊ ﺍﻟﺬﻫﺒﻴﺔ :

- ﻷ

ﺻﻤﺘﺖ ﻓﺄﻛﻤﻞ :

- ﺍﺧﺘﺎﺭﻯ ﺍﻟﺪﺑﻠﺔ ﺍﻟﻠﻰ ﺗﺤﺒﻴﻬﺎ .. ﻭﺍﻟﻠﻰ ﺗﺤﺒﻰ ﺗﻠﺒﺴﻬﺎ

ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺑﺼﻮﺕ ﺣﺎﻧﻰ :

- ﻋﺸﺎﻥ ﺍﻟﺪﺑﻠﺔ ﺍﻟﻠﻰ ﻫﺘﺨﺘﺎﺭﻳﻬﺎ ﺩﻟﻮﻗﺘﻰ ﻣﺶ ﻫﺘﻘﻠﻌﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻳﺪﻙ ﺃﺑﺪﺍً

ﺧﻔﻖ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺑﻘﻮﺓ ﻟﻜﻠﻤﺎﺗﻪ ﺍﻟﺘﻰ ﺃﺷﻌﺮﺗﻬﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻌﻰ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺨﺎﻭﻑ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﻌﺘﻤﻞ ﺩﺍﺧﻞ ﺻﺪﺭﻫﺎ .. ﻭﻗﻔﺖ ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻘﻄﻊ ﺍﻟﺬﻫﺒﻴﺔ ﻓﻰ ﺣﻴﺮﺓ ﻭﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺗﻠﻤﻊ ﺑﻌﺒﺮﺍﺕ ﺧﻔﻴﻔﺔ .. ﻻ ﺗﺪﺭﻯ ﻣﺎ ﺍﺻﺎﺑﻬﺎ ﻓﺠﺄﺓ .. ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻭﻗﻔﺖ ﻣﻀﻄﺮﺑﺔ .. ﻓﺠﺄﺓ ﻗﺎﻝ " ﺁﺩﻡ " ﻟﻠﺼﺎﺋﻎ :

- ﺷﻜﺮﺍً

ﺃﺷﺎﺭ ﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﺨﺮﻭﺝ .. ﺷﻌﺮﺕ " ﺁﻳﺎﺕ " ﺑﺎﻟﺪﻫﺸﺔ ﻟﻜﻦ ﺩﻫﺸﺘﻬﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﻞ ﻭﺳﻤﻌﺘﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﻟـ " ﻛﺮﻳﻢ " ﺑﺤﺰﻡ :

- ﻫﻨﺮﻭﺡ ﻣﺤﻞ ﺗﺎﻧﻰ

ﺃﻭﻣﺄ " ﻛﺮﻳﻢ " ﺑﺮﺃﺳﻪ ﻭﺗﺨﻴﺮﻭﺍ ﻣﺤﻼً ﺁﺧﺮ .. ﺩﺧﻠﺖ " ﺁﻳﺎﺕ " ﻓﻮﺿﻊ ﺍﻟﺼﺎﺋﻎ ﺃﻣﺎﻣﻬﺎ ﺗﺸﻜﻴﻠﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ .. ﻓﻘﺎﻝ " ﺁﺩﻡ " ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻘﻄﻊ ﺍﻟﺬﻫﺒﻴﺔ :

- ﻟﻮ ﻣﻌﺠﺒﻜﻴﺶ ﺣﺎﺟﺔ ﻫﻨﺎ ﻣﻔﻴﺶ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻧﺮﻭﺡ ﻣﻜﺎﻥ ﺗﺎﻧﻰ .. ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺗﺨﺘﺎﺭﻯ ﺣﺎﺟﻪ ﺣﺒﺎﻫﺎ

ﺃﺧﺬﺕ " ﺁﻳﺎﺕ " ﺗﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻬﻢ .. ﺛﻢ .. ﻭﻗﻊ ﻧﻈﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺪﻯ ﺍﻟﺪﺑﻞ .. ﻓﻘﺎﻝ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻧﻌﻢ ﺗﻠﻚ .. ﺃﺧﺬﺗﻬﺎ ﻭﺍﺭﺗﺪﺗﻬﺎ ﻓﻰ ﺍﺻﺒﻌﻬﺎ .. ﺍﻟﺘﻔﺖ " ﺁﺩﻡ " ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻬﺎ .. ﺧﻔﻖ ﻗﻠﺒﻪ ﻟﻤﺮﺁﻯ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﺑﺘﺴﺎﻣﻪ ﺍﻟﻌﺬﺑﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺍﺭﺗﺴﻤﺖ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ .. ﺃﺷﺎﺡ ﺑﻮﺟﻬﻪ ﻣﺒﺘﺴﻤﺎً ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ :

- ﻋﺠﺒﺘﻚ

ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺨﻔﻮﺕ :

- ﺃﻳﻮﺓ

ﺃﺭﺗﻬﺎ ﻟـ " ﻛﺮﻳﻢ " ﻭﻟﻮﺍﻟﺪﺓ " ﺁﺩﻡ " ﺍﻟﺘﻰ ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺴﻌﺎﺩﺓ :

- ﻣﺒﺮﻭﻙ ﻋﻠﻴﻜﻲ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺘﻰ

ﻧﻈﺮﺕ " ﺁﻳﺎﺕ " ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺪﺑﻠﺔ ﻓﻰ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺑﺎﻟﻐﺔ .. ﻗﺎﻟﺖ ﻭﺍﻟﺪﺓ " ﺁﺩﻡ " ﺑﺤﻨﺎﻥ :

- ﺍﺧﺘﺎﺭﻯ ﻳﺎ ﺑﻨﺘﻰ ﺧﺎﺗﻢ .. ﺩﻩ ﻫﻴﻜﻮﻥ ﻫﺪﻳﺔ ﺧﻄﻮﺑﺘﻚ

ﻧﻈﺮ " ﺁﺩﻡ " ﺍﻟﻰ ﺃﻣﻪ ﺑﺪﻫﺸﺔ .. ﻗﺎﻟﺖ " ﺁﻳﺎﺕ " ﺑﺤﺮﺝ :

- ﺷﻜﺮﺍً ﻳﺎ ﻃﻨﻂ ﻣﻔﻴﺶ ﺩﺍﻋﻰ

ﺭﺑﺘﺖ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻇﺮﻫﺎ ﻗﺎﺋﻠﻪ :

- ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻭﺭﺍﻳﺢ ﺍﺳﻤﻰ ﻣﺎﻣﺎ ﻣﺶ ﻃﻨﻂ .. ﻭﺑﻌﺪﻳﻦ ﺍﻧﺘﻰ ﺑﻨﺘﻰ ﻭﺃﻧﺎ ﻋﺎﻳﺰﻩ ﺃﻫﺎﺩﻯ ﺑﻨﺘﻰ

ﻗﺒﻞ " ﺁﺩﻡ " ﺭﺃﺱ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﻣﻤﺘﻨﺎً .. ﻭﻗﺒﻠﺘﻬﺎ " ﺁﻳﺎﺕ " ﺑﺘﺄﺛﺮ .. ﺗﺨﻴﺮﺕ ﺧﺎﺗﻤﺎً ﺭﻗﻴﻘﺎً .. ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻌﺎﺩﺓ " ﺁﺩﻡ " ﻏﺎﻣﺮﺓ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﺑﺈﻟﺒﺎﺳﻬﺎ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺨﺎﺗﻢ ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﺑﻠﺔ .. ﺛــﻢ .. ﺗُﻄﻠﻖ ﺯﻏﺮﻭﺗﻪ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺗﻤﻸ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻳﻬﺠﺔ ﻭﺳﻌﺎﺩﺓ ﺃﺧﺬ ﻧﻔﺴﺎً ﻋﻤﻴﻘﺎً ﻣﺮﻳﺤﺎً ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻤﺘﻢ ﺑﺴﻌﺎﺩﺓ :

- ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ .. ﻳﺎﺭﺏ ﺑﺎﺭﻛﻠﻰ ﻓﻴﻬﺎ

ﺃﺧﺮﺝ " ﺁﺩﻡ " ﺍﻟﺪﺑﻠﺔ ﺍﻟﻔﻀﻴﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺍﺷﺘﺮﺍﻫﺎ ﻣﻨﺬ ﻗﻠﻴﻞ ﻭﻭﺿﻌﻬﺎ ﻓﻰ ﺍﺻﺒﻌﻪ ﻭﺃﺧﺬ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﺑﺴﻌﺎﺩﺓ .. ﺃﺧﻴﺮﺍً .. ﺻﺎﺭﺕ ﺧﻄﻴﺒﺘﻪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﺧﻴﺮﺍً ﺍﺳﺘﺠﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺩﻋﺎﺀﻩ ﻭﺃﻋﺎﺩﻫﺎ ﺍﻟﻴﻪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ .. ﻗﺎﻝ ﺑﺤﻨﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﻣﻄﺮﻕ ﺑﺮﺃﺳﻪ :

- ﻣﺒﺮﻭﻙ ﻳﺎ " ﺁﻳﺎﺕ "

ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ ﻭﺧﻔﻘﺎﺕ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺗﻌﺰﻑ ﻟﺤﻨﺎً ﺟﻤﻴﻼً .. ﻗﺎﻟﺖ ﺑﺴﻌﺎﺩﺓ ﻣﻤﺰﻭﺟﺔ ﺑﺎﻟﺨﺠﻞ :

- ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺒﺎﺭﻙ ﻓﻴﻚ

ﻗﺎﻝ ﺑﺮﻗﻪ :

- ﻭﻓﻴﻚِ .. ﺭﺑﻨﺎ ﻳﺒﺎﺭﻛﻠﻰ ﻓﻴﻚِ

ﺍﺗﺴﻌﺖ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻬﺎ ﻭﻫﻰ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻔــﺮﺡ ﻃــﺮﻕ ﺑﺎﺑﻬــﺎ ﺃﺧــﻴﺮﺍً .

ﺍﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﻘﻄﻊ ﻓﺎﺿﻐﻄﻲ ﻫﻨﺎ

ﻓـــﺎﺭﺱ ﺣﻠﻤﻚ ﺗﺘﻤﻨﻴﻪ ﻭﺍﻟﻠﻲ ﺣﻠﻤﺘﻲ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺗﻼﻗﻴﻪ

ﺑﻴﻜﻮﻥ ﻭﺻﻔﻪ ﻳﺎ ﻣﺴﻠﻤﻪ ﺍﻳﻪ ﻳﺎﻻ ﻗﻮﻟﻴﻠﻨﺎ ﻭﺍﺣﻜﻲ ﻋﻠﻴﻪ

ﻣﺎ ﺗﺸﻮﻑ ﻋﻴﻨﻪ ﺍﻻ ﺣﻼﻟﻪ ﻭﻻﻏﻴﺮ ﺭﺑﻪ ﺑﻴﺸﻐﻞ ﺑﺎﻟﻪ

ﻭﻳﻄﺎﻃﻰ ﻭﻳﺮﺍﺿﻲ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﻭﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻩ ﺑﺘﺒﺎﺕ ﺩﻋﻴﺎﻟﻪ

ﻭﻣﺼﻠﻲ ﻭﺍﻟﻤﻮﻟﻰ ﻫﺎﺩﻳﻪ ﺁﺩﻱ ﺍﻟﻠﻲ ﺣﻠﻤﺖ ﺍﻧﻲ ﺍﻻﻗﻴﻪ

ﻗﻮﻟﻲ ﻛﻤﺎﻥ ﻳﺎ ﺻﺒﻴﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻓــــﺎﺭﺱ ﺣﻠﻤﻚ ﺗﺘﻤﻨﻴﻪ

ﺑﻴﻜﻮﻥ ﻭﺻﻔﻪ ﻳﺎ ﻣﺴﻠﻤﻪ ﺍﻳﻪ ﻳﺎﻻ ﻗﻮﻟﻴﻠﻨﺎ ﻭﺍﺣﻜﻲ ﻋﻠﻴﻪ

ﻳﺘﻌﺐ ﺟﺴﺪﻩ ﻭﻳﻌﺮﻕ ﺍﻛﺘﺮ ﻟﺠﻞ ﻣﺎ ﻳﺮﺗﺎﺡ ﻗﻠﺒﻪ ﺍﻻﺧﻀﺮ

ﻭﺑﻴﺮﺟﻌﻠﻰ ﻭﺍﻳﺪﻩ ﻧﻀﻴﻔﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻔﻴﻔﻪ ﻭﺯﻱ ﺍﻟﺴﻜﺮ

ﻭﻃﻴﺎﺑﺘﻪ ﺑﺘﺒﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﻨﻴﻪ

ﺁﺩﻯ ﺍﻟﻠﻰ ﺣﻠﻤﺖ ﺍﻧﻰ ﺃﻻﻗﻴﻪ

ﺑﺘﻤﻨﻰ ﺍﻧﻪ ﻳﻘﺪﺭﻧﻲ ﻳﺒﻘﻰ ﻭﻟﻲ ﻟﻘﻠﺒﻰ ﻭﺃﻣﺮﻱ

ﻭﺍﻟﻠﻴﻞ ﻟﻮ ﺑﻄﻮﻝ ﺃﻭﻗﺎﺗﻪ ﻳﺒﻘﻰ ﻭﻧﻴﺴﻰ ﻭﻧﺠﻤﻰ ﻭﻗﻤﺮﻯ

ﻭﺃﻧﺎ ﻋﻤﺮﻯ ﻭﺍﻟﺮﻭﺡ ﺃﻋﻄﻴﻪ

ﺁﺩﻯ ﺍﻟﻠﻰ ﺣﻠﻤﺖ ﺃﻻﻗﻴﻪ

ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻌﺎﻃﻲ ﺍﻧﻚ ﺗﻼﻗﻴﻪ ﺯﻱ ﻣﺎﻛﻨﺘﻲ ﺑﺘﺤﻠﻤﻲ ﺑﻴﻪ

ﻭﺃﻫﻮ ﺟﺎﻟﻚ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ﺍﻟﻔــــﺎﺭﺱ ﻳﺴﻌﺪ ﻗﻠﺒﻚ ﻭﻳﻬﻨﻴﻪ

ﻳﺴﻌﺪ ﻗﻠﺒﻚ ﻭﻳﻬنيه

    لقراءة البارت الواحد والثلاثون من هنا 


    لقراءة جميع الحلقات من هنا

       




تعليقات