وكفى بها فتنه البارت الواحد والثلاثون 31 بقلم مريم غريب

وكفى بها فتنه
البارت  الواحد والثلاثون 31
بقلم مريم غريب

 
~¤ سحر ! ¤~

نظر "أدهم" لأخته و هو يقول بذعر :

-تيتـة مالهـا ؟
فيها إيه يا عائشـة ؟؟؟؟؟؟

عائشة بتوتر شديد :

-كانت قاعدة هي و ماما بيتكلموا و فجأة قطعت

أدهم : قطعت إيـه ؟

عائشة : قطعت الكلام و النفس و كل حاجة

تملكه الرعب ... ذهب لغرفة جدته راكضا ، و تبعته "سلاف" التي شحبت كليا ، مثله ..

-في إيـه يا ماما !! .. قالها "أدهم" بإنفاس متسارعة ، و أكمل و هو يهرول صوب سرير "حليمة" :

-تيتة جرالها إيـه ؟؟؟

أمينة ببكاء :

-ماعرفش يابني كانت كويسة
فجأة لاقيتها مابتنطقش ! .. و إرتمت علي صدر أمها من جديد

إلتفت "أدهم" لأخته و قال :

-عائشة روحي هاتيلي شنطتي من الأوضة بسرعة
هتلاقيها تحت المكتب

إنطلقت "عائشة" لغرفة أخيها ، و عادت بسرعة ..

سلمته إياها ، ليفتحها فورا و يخرج جهاز قياس الضغط ... ركبه بسرعة و أوصله بذراع جدته

كانت "سلاف" تجاورها من الجهة الأخري و دموعها تتساقط في صمت ..

بينما زفر "أدهم" بإرتياح عندما رأي النتيجة ، ثم نظر لأمه و قال :

-الحمدلله
هي كويسة بس ضغطها وطي
هي صامت بردو يا أمي ؟!

أمينة : أيوه يابني
ماقدرتش عليها

أومأ "أدهم" رأسه و قام بتحضر حقنـة ، ثم غرسها بمهارة و خفة بشريان بارز في ذراع الجدة

و ما هي إلا لحظات معدودة و أفاقت "حليمة" من إغمائتها ..

-في إيه يا ولاد ؟ إيه إللي حصل ؟! .. قالتها "حليمة" بتعب

أدهم بلطف :

-حمدلله علي السلامة يا تيتة
ليه صومتي يا حبيبتي ؟
إحنا مش متفقين مافيش صيام ليكي ؟!

حليمة مبتسمة بجهد :

-يابني مقدرش
ده أنا طول عمري بستني الشهر ده بفارغ الصبر
حد ممكن يفوت البركة دي بزمتك ؟

أدهم و هو يمسك يدها بكلتا يداه :

-يا حبيبتي إحنا بنطلعلك ذكاة علي كده
و بعدين إنتي سيدة مريضة و في دوا لازم تاخديه بإنتظام
ربنا مصرحلك بكده ( فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )
و إنتي عارفة إن أنا عمري ما هوجهك لحاجة حرام

حليمة بضيق :

-أنا عارفة كل ده و بردو هفضل أصوم لحد ما أموت
ماتتعبوش نفسكوا

أدهم : يا تيتة ما إنتي لو مشيتي إللي في دماغك هايجرالك حاجة و ربنا مايرضاش بكده إحنا ملكه مش ملك نفسنا
واجبنا نحافظ علي الجسد إللي وهبنا بيه

حليمة بصرامة :

-قلت هكمل صيامي
مش هفطر يا أدهم

نظر لها "أدهم" و قال بأسف :

-للأسف يا تيتة
إنتي فعلا فطرتي خلاص
أنا لسا مديكي حقنة . هي إللي فوقتك

نظرت له بصدمة ، و صاحت بغضب :

-ليــــه ؟
ليـه عملت كـده يابني حرآام عليك
الله يسامحك
الله يسامحك يا أدهم .. و دمعت عيناها

ربتت "سلاف" علي كتفها و هدأتها قائلة :

-يا نناه إهدي بليز
أدهم معاه حق
إنتي تعبانة و ماينفعش تصومي
بليز إسمعي كلامه إنتي عارفة إن أنا أكتر واحدة محتاجالك .. و إختنق صوتها من الدموع

نظرت "حليمة" لها و قالت بحزن :

-خلاص يابنتي
خلاص ماتعيطيش يا سلاف
أنا معاكي أهو يا حبيبتي مش هاسيبك إطمني .. و أكملت بإستسلام :

-خلاص هسمع كلامكوا و أمري لله
مش هصوم بس ذنبي في رقبتكوا

ضحك الجميع منها ، ليقول "أدهم" لأمه :

-يلا يا ماما حضري لتيتة أكلها
و إديها الدوا بتاعها بعد ما تاكل كويس .. ثم نظر لجدته و قال مداعبا :

-ماتقلقيش هتقعدي معانا علي السفرة و هنفطر كلنا سوا
أنا لا يمكن أحرمك من حاجة أبدا يا لولووو

حليمة بإمتعاض مصطنع :

-أيوه ياخويا إنت
كل بعقلي حلاوة يا واد

أدهم و هو يضحك :

-و الله ما في أحلي منك إنتي يا حبيبة قلبي .. ثم حني رأسه ليقبل يدها و أردف :

-ربنا يخليكي لينا !

.................

كانت تجلس بجواره في غرفته ... يعلمها القرآن بالطريقة الصحيحة كما وعدها

و بعد إنتهاء الوقت المحدد ، قالت "سلاف" بإبتسامة :

-إيه رأيك فيا بقي ؟
شايفني بتعلم بسرعة ؟!

أدهم محبورا :

-إنتي هايلة
ما شاء الله عليكي ذكية جدا و بتفهمي بسرعة

سلاف برقة :

-طيب مافيش مكافأة بقي ؟
أنا عايزة حاجة !

أدهم بحب :

-يسلام !
إطلبي إللي إنتي عايزاه يا حبيبتي
أي حاجة هتكون رهن إشارتك

سلاف : لأ أنا مش عايزة حاجة مادية
أنا بس كنت عايزة أنزل مع شوشو بكره عشان أشوف فستان الفرح
يعني أخد فكرة
إنت عارف الوقت بيجري و فاضل أقل من إسبوعين علي الفرح

أدهم : يعني أفهم من كده إنك صرفتي نظر عن قرار لبس النقاب ؟

سلاف بجدية :

-لأ طبعا
بس أنا بنفذ رغبة نناه
هي طلبت مني آجل الخطوة دي لبعد الفرح و أنا وعدتها

أومأ "أدهم" رأسه بتفهم ، و قال :

-طيب ماشي
أنا موافق
إنزلوا بكره و هاتي كل إللي ناقصك
الصبح قبل ما أنزل هسيبلك الـATM في أوضتي علي المكتب ماتنسيش تاخديها معاكي

سلاف : مالوش لزوم يا حبيبي
أنا معايا فلوس تكفي

أدهم بحدة :

-قولتلك قبل كده فلوسك دي تنسيها خالص
طول ما إنتي مراتي هتفضلي ملزومة مني
لما أموت أبقي إصرفي منها براحتك

سلاف بإسراع :

-بعد الشر عليك .. ثم قالت بغضب :

-عارف لو قلت كده تاني مش هكلمك و الله

أدهم بإبتسامة :

-طيب خلاص
أنا آسف ياستي
بس إنتي كمان بطلي تجيبي سيرة فلوسك دي
أنا الحمدلله ربنا مكفيني أوي
يعني هقدر أكفيكي إنتي كمان
و لا إنتي ليكي رأي تاني ؟

سلاف : لأ ماليش
إنت مش مخليني عاوزة حاجة فعلا
و إنت بردو إللي جهزت شقتنا كلها و جبت كل حاجة قولتلك عليها .. و أكملت بتردد :

-بس أنا كنت عايزة أعمل حاجة Specialy ليا

أدهم بصرامة :

-مافيش الكلام ده يا سلاف
أنا بقيت مسؤول عنك
كل متطلباتك و إحتياجاتك واجب عليا أنا ألبيه

سلاف : طيب خلاص حاضر
بس بلاش قفش .. ثم قامت و إقتربت لتجلس ملاصقة له

و قالت بصوت خافت :

-إنت مش مبسوط إن فرحنا قرب ؟

إبتسم "أدهم" و نظر لها قائلا :

-مبسوط بس ؟
ده أنا مش طايق نفسي من الفرحة
الإسبوعين دول هيمروا ببطء شديد جدااا
مش عارف هستحملهم إزاي
و لو إن اليومين الجايين هبقي مشغول جامد
بس ربنا يصبرني بردو

سلاف و هي تطوق عنقه بذراعاها :

-أنا بقي إللي مش قادرة أصبر خالص
دايما العروسة بتبقي خايفة من الجواز و الحياة الجديدة إللي هتعيشها
بس أنا بقي مطمنة جدا
عشان إنت معايا يا أدهم

فك "أدهم" ذراعاها و ضمها إلي صدره و هو يقول :

-ربنا يقدرني و أعرف أسعدك دايما يا سلاف
إنتي غالية أووي عليا
و رغم فرق السن إللي بينا و مرور السنين إللي هتبينه
بس أنا هبذل جهدي و إن شاء الله هيعشك في سعادة و فرح طول العمر

سلاف و هي تضغط نفسها في حضنه :

-وجودك جمبي بس
هو ده كل إللي أنا عايزاه و ملخص السعادة كلها يا أدهم

أدهم بإبتسامة :

-ربنا يجمعنا علي خير إن شاء الله يا حبيبتي
و نفضل مع بعض للأخر .. و مسح علي شعرها بحنان أبوي

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

في شقة "راجية عمران" ... كانت "مايا" تعاون أمها في المطبخ

كانت تنسق طعام الغد و ترتبه عندما قالت "راجية" :

-مالك يا بت ؟
هتفضلي لاوية بوزك كتير كده ؟!
لأ الكلام ده ماينفعنيش
مش كفاية الطريحة إللي ختها و النكد إللي عايشنا فيه أبوكي قبل ما يسافر
هتبقي إنتي و هو ؟

مايا بضيق :

-إنتي عايزة إيه بس يا ماما
بتنكشيني ليه ؟
خليني ساكتة أحسن

راجية بتعجب :

-شوف البت !
في إيه بس يا هبلة ؟
إيه إللي مزعلك ؟ مش أنا مرسياكي علي إللي هنعمله ؟!

مايا بإنفعال :

-هنعمـل إيــه ؟
بعد إللي إتعمل فينا هنعمـل إيــــه ؟؟؟
مش كفاية فضيحة إبنك و إللي جرالنا من تحت راس الهبابة دي ؟
هتعمل فينا إيـه تاني بس ؟؟؟؟

راجية بحزم :

-مش هتعمل حاجة خلاص
إحنا إللي هنعمل
أخر كارت في إيدنا هنلعبه و مش هتخيب إن شاء الله

مايا بسخرية :

-و إنتي فاكرة إن شغل الخوزعبلات ده هايجيب نتيجة ؟
ده حتي حرام يا أمي

راجية بنبرة خفيضة :

-يابت ماتقوليش حرام
المهم إحنا نيتنا إيه ؟ و البت دي تستاهل علي كل إللي عملته فينا
و بعدين يا هبلة السحر مذكور في القرآن يعني مش هيخيب

نظرت لها "مايا" و قالت بتهكم :

-ما هي خلاص هتتجوزه
سحرك ده هيعمل إيه يعني أنا مش فاهمة ؟!

راجية بإبتسامة شيطانية :

-و ماله
خليها تتجوزه
و رحمة أمي ما هخليهالك تعمر معاه شهر واحد
و هتقولي أمي قالت .



تعليقات