وكفى بها فتنه
البارت السادس والثلاثون36
بقلم مريم غريب
~¤ آذي جديد ! ¤~
تناولت "حليمة" حبة الدواء بعد عناء ...
لتتنفس "أمينة" الصعداء ثم تقول :
-أخيرا يا ماما ختي دواكي !
غلبتيني معاكي و الله
نظرت "حليمة" لها و قالت بضيق :
-أنا عايزة أطمن علي البت يا أمينة
طلعوني أطل عليها
أمينة بلطف :
-يا ماما إحنا مش إتفقنا نسيبهم لبعض كام يوم ؟
و بعدين إنهاردة صباحيتهم مش معقول نعملهم إزعاج
و كمان أدهم مشدد علينا محدش يزعجهم خآالص أنهاردة بالذات و لا يدخل فيهم
حليمة بإستهجان :
-و ده إيه أصله إن شاء الله !
أولا أنا ماتفقتش مع حد علي حاجة
ثانيا دي بنت إبني و من حقي أطمن عليها
إفردي تعبانة
فيها أي حاجة و إبنك غشيم
أمينة و هي تضحك :
-غشيم إيه بس يا ماما
ده دكتور أد الدنيا
حليمة : بردو جاهل في الحاجات دي
ده طول عمره مستقيم لا راح شمال و لا يمين و دي أول مرة له
هيجرب حظه في البت بقي و لا إيه ؟ .. ثم قالت بإنفعال :
-إتصليلي بيها علي الأقل
دلوقتي يلآااا عايزة أطمن عليها
قطبت "أمينة" و هي تقول بنفاذ صبر :
-حاضر يا ماما حاضر
هتصلك بيها !
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
في شقة "أدهم" و "سلاف" ...
تستيقظ من نومها علي نحو الظهيرة
مع إنتصاف الشمس و دخول ضوئها اللامع من النوافذ ... تألقت غرفة النوم بسريرها الأبيض الضخم و بدت "سلاف" كالأميرة النائمة
بهية و جميلة جدا ..
كانت وحيدة في الغرفة ، بل في الشقة كلها عندما دق هاتفهها الرابض بجوارها علي الطاولة و أيقظها
فتحت عيناها بتثاقل ... كانت السعادة تغمرها رغم كل شيء ، و كانت الأحلام الوردية تلف غفوتها
مما أشعرها بالضيق إزاء الرنين المتواصل و الذي أفاقها من هذه الغيبوبة اللذيذة ..
مدت يدها و أخذت الهاتف ، ثم ردت دون أن تعرف من :
-ألوو ! .. كان صوتها ناعس
أتي صوت جدتها متلهفا :
-صباح الفل يا حبيبة قلبي
يا عروستي الحلوة
وحشتيني يا ســلاف !
سلاف بإبتسامة تغلف صوتها الرقيق :
-صباح النور يا نتاه
إنتي كمان وحشتيني أوي
حليمة : طمنيني يا قلبي
عاملة إيه ؟ و كله تمام و لا لأ ؟؟؟
عضت "سلاف" علي شفتها بخجل عندما تدفقت ذكريات الليلة الماضية في عقلها ..
لكنها ردت بسعادة :
-أنا كويسة يا نناه
و كله تمام ماتقلقيش
حليمة : طيب الحمدلله
و أدهم فينه كده ؟
إنتوا لسا نايمين لحد دلوقتي ؟
سلاف و هي تنظر بجوارها و عبر الغرفة كلها :
-متيهألي أدهم صحي من بدري
هي الساعة كام دلوقتي يا نناه ؟
حليمة : إحنا بقينا الضهر يا حبيبتي
الساعة قربت علي 1
سلاف : يبقي أكيد أدهم صحي و نزل يصلي في المسجد
يا حبيبي ده أكيد نزل منغير فطار
أنا هقوم أحضرله أي حاجة بقي
حليمة : ماشي يا حبيبتي
و أنا هبقي أكلمك تاني عشان أطمن عليكي .. و أنتهت المكالمة
لتقوم "سلاف" من الفراش بتكاسل و تتجه إلي الخارج قاصدة طريق الحمام ..
لكن يستوقفها ما شاهدته علي منضدة الزينة
كانت ورقة صغيرة ملصقة بالمرآة ، أسفلها صينية الطعام ... إنه الفطور ..
غيرت "سلاف" الوجهة و ذهبت لتري ما هذا
إلتقطت الورقة
كانت رسالة من "أدهم" معنونة من الخارج بإسم السيدة "سلاف عمران " إسمها الجديد ..
قرأت خطه الأنيق بعينان باسمتين : " صباح الخير يا حبيبتي . لو صحيتي و وقعت في إيدك الورقة دي فأكيد شوفتي الفطار إللي حضرتهولك قبل ما أنزل . أنا حاليا في المسجد أو علي وصول . المهم إني مش هغيب كتير . راجعلك بسرعة إن شاء الله . بس إفطري كويس و إوعي تستنيني . أنا أكلت حاجة بسيطة و شربت القهوة كمان "
مضي بإسمه أسفل الرسالة ..
تنهدت "سلاف" منتشية من جرعات الرومانسية هذه و في بداية الصباح ... نظرت إلي الطعام و صنعت لنفسها سندويشا و أكلته و هي تحضر بعض الثياب لتستحم
تركت ملابسها علي السرير ، أخذت روب الإستحمام فقط ثم ذهبت إلي الحمام ...
..............
يصل "أدهم" خلال مكوثها بالحمام ... في البداية حسبها لا تزال نائمة ، لكنه سمع مع إقترابه من الغرفة صوت الماء ينساب من الدش مرتطما بالرخام الناعم
علم أنها تأخذ حمامها الآن ، و كم إنتابته رغبة في الدخول معها .. فلا تنفك صورتها الكاملة تطارد خياله و تلهبه و لم يمر علي ذلك إلا بضع ساعات فقط
لكن غلبه الحياء
رغم كل ما حدث بينهما البارحة لا زال هناك شيئا من التحفظ ، وحدها الرغبة العارمة التي واتته و من دونها ما كان ليفعل أي شئ
خرجت "سلاف" في هذه اللحظة و أنقذته من أفكاره ..
إبتسمت تلقائيا عندما رأته و قالت و هي تلف المنشفة كعمامة علي رأسها :
-دومي حبيبي
وصلت أخيرا !
أدهم و هو يرد لها الإبتسامة :
-أيوه يا حبيبتي
إزيك دلوقتي ؟
سلاف : كويسة
ليه نزلت منغير ما تصحيني ؟؟؟
و كمان إنت إللي حضرت الفطار ! .. و قطبت مستاءة
أدهم : يا هانم ما إنتي وخداها نوم من إمبارح
و جيت أصحيكي عشان صلاة الفجر ماعرفتش
كنتي في عالم أخر
و الله لولا سمعتك بتتنفسي كنت إفتكرتك مع الأموات
بعد الشر عليكي طبعا
بصراحة صعبتي عليا فسيبتك تنامي براحتك و حضرتلك أي حاجة تاكليها لما تصحي
بس لازم تعوضي الفريضة إللي فاتتك دي و مش عايزها تتكرر تاني عشان ربنا مايزعلش مننا
سلاف و هي تضحك :
-معلش
هو كان يوم متعب كله و إستعدادت و حفلة و رقص و سهر
مادرتش بنفسي في الأخر فعلا
أدهم بحنان :
-خلاص
أهو كله عدا الحمدلله و ربنا جمعنا علي خير .. و مس وجنتها بإبهامه مسا خفيفا
سلاف بإبتسامة :
-المهم إنك مبسوط !
إدهم و هو يجذبها من وسطها نحوه :
-مبسوط بس ؟
أنا مش لاقي وصف للمشاعر إللي حاسس بيها .. و جاء يقبلها
سلاف بهمس مغمضة العينين :
-كده هتفوتني صلاة الضهر كمان !
توتر "أدهم" للحظة ، ثم عاد من جديد و قال بجدية :
-لأ مش هتفوتك
يلا روحي إلبسي هدومك و صلي
أنا هستناكي برا
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
كانت "أمينة" بالمطبخ ... تجهز الغداء لإبنها و زوجته
عندما دلفت "عائشة و صاحت بعدم تصديق :
-إيـــــــه ده يا مامــا !!
إيــه الأكل ده كله لميــــن ؟؟؟
أمينة بنصف تركيز :
-لأخوكي و مراته يا حبيبتي
عائشة بدهشة كبيرة :
-كل ده لأخويا و مراته ؟؟!! .. و أشارت إلي الأصناف الهائلة التي أعدتها أمها
نظرت لها "أمينة" و قالت بحدة :
-الله أكبر في عينك
إيه يا بت بدل ما تقولي بالهنا و الشفا !!
عائشة : هنا و شفا إيه بس !
و الله أنا إفتكرتك بتعملي أكل و هتوزعي علي البيت
عشان أكل إمبارح خلص علي الضيوف يعني و كده
أمينة بتعجب :
-الله !
يابنتي مش أخوكي عريس و لازم يتغذي ؟!
عائشة و هي تضحك :
-و إنتي كده بتغذيه و لا بتعلفيه
حرام عليكي ده لو قعدوا اليوم كله مش هيقدروا يخلصوا ربع الوليمة دي
أمينة : مالكيش دعوة إنتي
حد كان خد رأيك أصلا ؟
عائشة : بقي كده !
مآااشي
طبعا ما هو وحيد مامي و هو إللي علي الحجر
دلعيه براحتك يا ماما
أمينة : أه يا حبيبتي أدلعه و مادلعوش ليه
ربنا يسعده و يهنيه كمان و كمان
ده طول عمره مقفلها علي نفسه و ماشفتوش فرح أبدا إلا الفترة الأخيرة
ربنا يديم الفرحة في قلبه يآاااارب
عائشة بإبتسامة :
-يارب يا ماما
يارب
امينة : طيب يلا بقي عشان تطلعي معايا الأكل يا حبيبتي
عائشة و قد تلاشت إبتسامتها :
-أطلع معاكي كل ده !!!
هزت "أمينة" رأسها يائسة من تصرفات إبنتها و تمتمت بضيق شديد :
-صبرني يارب
صبرني
بعد الإنتهاء من الصلاة ...
بدلت "سلاف" ملابسها و إرتدت فستانا منزليا يصل إلي فوق ركبتاها ، كان بلون بشرتها و أفتح قليلا و عاري الصدر و الكتفين ، يبرز مفاتنها بشكل مثير
صففت شعرها و تركته مفرودا كما يحبه "أدهم" ثم وضعت قليلا من مساحيق الزينة
و أخيرا إختارت العطر الرومانسي "Heavenly" .. رقيق و يتألف من الفاوانيا و الفانيللا مع المسك و خشب الصندل
ثم خرجت لتوافي زوجها في حجرة الجلوس ..
شغل "أدهم" التلفاز و وضعه علي محطة الرياضة حيث تذاع مباريات كأس العالم لكرة القدم
جلست ناعسة في حضنه ، و كان مستمتعا بإحتضانها بل أنه كان يضمها بقوة يكاد يعتصرها .. كما واظب علي تقبيل رأسها و جبينها و كتفها
كان يشعر بنعومتها تغمره و تغمر جفاف سنوات طويلة شققت مشاعره ... كانت كالجنة بالنسبة له ..
ملت "سلاف" من مشاهدة المبارايات ، فمطت جسدها و إرتفعت قليلا لتقبله
لكنها أعرضت عن مرادها و تذمرت قائلة :
-أدهم مش ناوي تخف دقنك شوية يا حبيبي ؟
بتشوكني !
إنتفض "أدهم" قائلا بصرامة :
-لأ و ألف لا يا حبيبتي
كله إلا دقني
سلاف بضيق :
-أنا ماقولتش إحلقها أنا بقول خفها شوية .. ثم قالت و قد واتتها فكرة :
-إيه رأيك أسويهالك أنا !
نظر "أدهم" لها و قال بسخرية :
-و أنا إتجننت عشان أسلمك نفسي ؟
ده إنتي ممكن تشليها خالص و أنا قعدت عمري كله محافظ عليها
يدوب كنت بسويها شوية لأني مابحبش الدقن الطويلة أوي
سلاف برجاء : ما ده إللي هعمله يا حبيبي
بليييز
لازم يبقي عندك ثقة فيا أكتر من كده
إبتسم "أدهم" و طبع قبلة خاطفة علي شفتها و قال :
-أنا ثقتي فيكي مالهاش حدود
طيب
لكي ما تشائي . لكن لو طولتي إيدك أوي و تعمقتي هنزعل من بعض يا سلاف
سلاف و هي تضحك :
-ماتخافش يا قلبي
رغم إني هموووت و أشوفك منغير دقن
دي أمنيتي و الله
أدهم : يبقي للأسف هتفضلي تتمنيها طول عمرك و مش هتنوليها أبدا يا سلاف
أنا إستحالة أحلق دقني
نظرت له بنفاذ صبر و قالت :
-أوك براحتك .. و جاءت لتقوم
فأمسك بذراعها و أعادها إليه مجددا و هو يقول :
-إيه رايحة فين ؟؟؟
سلاف بملامح عابسة :
-نعسانة هدخل أنام شوية
أدهم بإبتسامة ماكرة :
-طيب هتسيبيني لوحدي هنا ؟
أنا كمان نعسان خديني معاكي
سلاف بعناد :
-لااااااااأ
خليك قاعد لسا الماتش ماخلصش
أدهم و هو يقذف بالريموت نحو الطاولة :
-ماتش إيه
ما يتحرق الماتش
هو عندي أهم منك ؟!
سلاف و هي تتدلل عليه و تتمنع :
-لأ
أنا مايرضنيش تسيب الماتش في نصه
أقعد كمله
أدهم و هو يمسك ذراعيها العاريتين و يملأ كفيه بهما و بكتفيها المستديرين البضين :
-قولتلك إنتي أهم من مليون ماتش
إنتي حبيبتي يا سوفا .. ملمس جلدها الناعم و لونه الأبيض المائل إلي الإحمرار أطلق العنان لرغبته من جديد
كان سينطلق معها الآن لولا سماع جرس الباب ..
أبعدته "سلاف" و هي تهمهم بخفوت :
-الباب !
روح شوف مين يا أدهم
أدهم بضيق شديد :
-إيه الإزعاج ده بقي !
هيكون مين يعني ؟
أنا منبه عليهم محدش يقرب من هنا خالص
بعد إسبوع علي الأقل
ضحكت "سلاف" و قالت :
-معلش
روح إفتح و أنا هدخل ألبس حاجة
يلا !
تآفف "أدهم" بضجر و قام علي مضض ... فتح الباب ليجد أمه بوجهه ..
-مساء النور و الهنا يا حبيبي .. قالتها "أمينة" بإبتسامة عريضة
أدهم و هو يرد لها الإبتسامة :
-و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أهلا يا أمي إتفضلي .. و لمح "عائشة" خلفها ، ليتابع :
-إزيك يا شوشو !
عائشة بإبتسامة :
-الحمدلله يا دومي
إنت عامل إيه يا حبيبي ؟
الشقة وحشة أوووي منغيرك إنت و سوفي
أمينة بإسراع :
-أنا يا حبيبي مش جاية أضيق عليكوا
أنا بس قلت أطلعلك الغدا و هنزل علطول
أدهم بلطف يخفي سروره من قول أمه :
-تنزلي علطول إزاي بس ؟
إدخلي يا أمي هتتغدي معانا طبعا إنتي و عائشة
أمينة : ربنا يخليك يا حبيبي
بس ماينفعش جدتك لوحدها
زم "أدهم" شفتاه بأسف مصطنع و قال :
-آااه صحيح
طيب معلش
هنبقي ننزلكوا إحنا بعدين
أمينة : براحتكوا يا حبيبي .. ثم إلتفتت لإبنتها و أكملت :
-تعالي ورايا يا عائشة نوصل الأكل علي السفرة .. و دخلتا يتبعهما "أدهم"
-إيه كل ده يا أمي ؟! .. قالها "أدهم" و هو يرمق الغداء بإستغراب شديد
ضحكت "عائشة" بمرح و قالت :
-مش قولتلك هيتصدم
يلآاا مش مهم عشان يتغذي براحته
أدهم بعدم فهم :
-بتقولي إيه يا عائشة ؟!
زجرتها "أمينة" بغضب ، فقالت مغالبة ضحكة :
-و لا حاجة يا دومي
أنا بس بقول إنت هتاكل لوحدك ؟
ما سلاف كمان هتاكل معاك
أدهم : بس ده كتير أوي بردو
لا أنا و لا هي هنقدر علي كل ده
أمينة : يا حبيبي بالهنا و الشفا
كلوا إللي تاكلوه و شيلوا الباقي لوقت تاني
مش مشكلة يعني
أدهم بإبتسامة شكر :
-حاضر يا أمي
عموما شكرا .. و رحلت الأم و الإبنة سريعا
لتخرج "سلاف" في هذه اللحظة و هي ترتدي روبا من الحرير الأبيض و قد عقصت شعرها للخلف علي شكل ذيل حصان ..
سلاف بدهشة :
-الله !
أنا كنت سامعة صوت عمتو و عائشة
راحوا فين يا أدهم ؟؟؟
أدهم بإبتسامة واسعة :
-مشيوا
مشيوا يا حبيبتي كانوا جايبنلنا أكل
سلاف : بجد
هو فين ؟
أنا جعت أووي .. و حاولت العروج إلي غرفة الطعام
ليوقفها "أدهم" بيده قائلا :
-علي فين يا حبيبتي ؟
لأااا مش هتعمليها فيا تاني زي إمبارح إنسي
و بعدين إيه الروب ده ؟ و فين شعرك ؟
مالك رفعاه كده ليه !
يلا يا حبيبتي كما كنتي
قدامي علي الأوضة
سلاف : طيب إستني أنا فعلا جعانة و الله
أدهم بصرامة :
-بعدين
الأكل مش هيطير
يلآاااا .. و راح يدفعها برفق و حزم أمامه
سلاف بضحك هستيري :
-إنت إيه إللي جرالك بس ؟؟؟
إتحولت خآاالص !!
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
تصل "راجية" إلي بيتها عند المغيب ...
كانت تضع تحت إبطها لفة داكنة غريبة الشكل ، يدت حريصة عليها جدا و مهتمة بألا يراها أحد
ولجت إلي شقتها في هدوء تام ..
لتصطدم بها "مايا" و تصيح بسأم :
-كنتي فين يا ماما طول النهار ؟؟؟
راجية بغضب :
-ششششششششش وطي صوتك
مالك في إيه ؟؟؟؟
مايا و هي تتفحصها بغرابة :
-أنا إللي مالي ؟!
مالك إنتي شكلك غريب أوي كده ليه ؟
و إيه اللفة إللي مسكاها دي ؟!
إنتي كنتي فين يا ماما ؟ .. و تحولت نيرتها فجأة عندما خمنت من أين جاءت أمها
راجية بجدية و قد أبقت لهجتها خافتة بدرجة مناسبة :
-مالكيش دعوة كنت فين
ماتسأليش
مايا بإنفعال :
-ماسألش إزاي يعني !!
إنتي كنتي عند الراجل الهباب ده إللي بيعملك الأعمال و القرف صح ؟؟؟
راجية بحدة :
-قولتلك مالكيش دعوة و وطي صوتك
و عشان ترتتحي أه كنت عنده
كنت بعمل إيه بقي ؟ مالكيش فيه
كل إللي بعمله ده عشان مصلحتك
يبقي ماسمعش صوتك و أي كلمة تانية بالجزمة سامعة ؟ .. ثم رمقتها بنظرة تحذيرية أخيرة
و أسرعت إلي غرفتها لتخفي هذا الشئ الذي أتت به لآذية إبن أخيها و زوجته ..
تنهدت "مايا" قائلة بإشفاق :
-ربنا يهديكي يا ماما
و الله حاسة إنك هاتودينا في داهية
أو هتولعي فينا كلنا ...