قصة انصهار قلب
البارت الواحد والثلاثون31والاخير
بقلم فاطمة سلطان
- انا هفتح بس وهوريك علي لسانك ده انا مكنتش واخده بالي
ليركض ويفتح هو الباب ويقف أمامها
أردفت زينة باستغراب
- بشار
أردف بشار بابتسامة هادئة ومرهة بعد الشيء
- مفاجأة غير متوقعة
دخل بشار شقة نجاح واحتضنها فقد اشتاقت له لرُبما تعودت علي وجودة خصيصا حينما جاء لعامين تقريبا القاهرة وتلك المحادثات ( فيديو ) لم تكن كافية وأخذت نجاح وبشار يتحدثوا عن الأشياء التقليدية التي يقولها اي شخص عند رؤيته شخصاً ما يعود من الخارج عن صحته وأحواله وتحاول ازاله شوقها له بينما زينة كانت تجلس وسط زيد وحمزة اللذان يلتصقا بها وكأنها علي وشك الفرار، أردفت نجاح قائلة وهي توجه حديثها الي بشار
- وانتَ نزلت فجأة كدة من غير ما تقول لحد يا ابني يأخدك من المطار
أردف بشار قائلا بنبرة هادئة
- والله نفس الفكرة اني سافرت بسرعة وشيء عمره ما كان في حساباتي نفس الشيء حصل وانا نازل لقيت الدنيا سالكة هنزل وهيفتحوا مركز هنا وبيقسموا الناس فالأولوية ليا اني اكون هنا
وانا اختارت ده علشان انا مش حابب العيشة هناك اما واحد بحب الونس هناك كأنك عايشة لوحدك مفيش الا واحد مصري هناك ومراته مغربية هما دول اللي كان ممكن اتجمع عندهم كل اسبوع غير كده انا فعلا لوحدي، فقولت انزل احضر فرح بنت عمي كمان اربع ايام وقولت اعملها مفاجأة لامي تشوفني في وشها زيكم كده
أردف زيد قائلا بتخمين وكأنه أخيرا رأي ذلك الشخص علي الطبيعي
- هو انتَ بكار
أردف بشار قائلا وهو يرفع حاجبيه لا يعلم هل هذا الطفل ماكر ويغضبه ام لا يعرف اسمه
- اه وحسونة هجيبه كمان شوية، حقيقي زيد دمه خفيف اوي ما شاء الله، اسمي بشار
ثم أردف بشار قائلا بمشاغبة لذلك الطفل الذي يسلط بصره عليه منذ ان اتي وازعجه بسبب اسمه
- صحيح هو انا كل ما بكلم ابوك بليل بترد انتَ ليه والاقيك في وشي وفاتحلي الكاميرا علي الأرض او علي المخدة وله باب الاوضة
زيد أردف ببراءة قائلا " بكون بلعب وانتَ بتخلي اللعبة تهنج اساسا "
فأردف بشار بمشاكسة واستفزاز
- ما انا عارف علشان كده مش ببطل رن هقرفك يعني هقرفك
تأفف زيد قائلا بانزعاج طفولي
- عادي مش هدي التليفون لبابا بعد كده
تحدث بشار باستنكار
- يخربيت لسانك
أخذت نجاح تسأله عن أحواله مره أخري وهو كذلك يسألها ويسأل زينة عن الاشياء التي لا تقال في تلك المكالمات وكان كلما يوجه بشار الحديث الي زينة يتأفف زيد ويقاطع الحديث بأشياء قد تبدو مزعجة وطلبات سخيفة وطفولية
ليلاحظ بشار غيرة الصغير وتأففه بأن يحادث احد ما زينة حتي لو كان حديث طبيعي ورُبما لانه لاول مرة يراه فهو يأخذ علي الناس حينما يراهم وليس بمكالمات، فأردف بشار قائلا بعتاب ومكر
- مش عيب تتجوزي بعد مصطفي عيل صغير غيور كده اومال الحب راح فين
أردف زيد قائلا وهو يشبك يديه في ذراع زينة
- ماما مش متجوزه غير بابا
أردف بشار ساخراً ونبرة مستفزة بعض الشيء فلا يشك انه يحب مشاكسة الاطفال الصغار بل انه احيانا تصعب التفريق بينه وبينهم
- ما كلنا عارفين يا حبيب بابا وعارفين من قبل ما تيجي علي الدنيا بسنين
نجاح أردفت قائلة بنبرة هادئة
- متحاولش معاه ده زيد باشا لماضته مش هتخلص منها، ولو ناقرته هيناقرك ومش هنخلص استني بس مصطفي يجي بيعمل نفسه ملاك ومسالم اوي
أردفت زينة قائلة بحنق
- والله مفيش حد مبوظ زيد قد مصطفي وبعديه رحمة وهمس
أردف بشار قائلا بمرح
- لا ده الحالة صعبة ربنا يكون في عونكم واضح ان فاتني اجيال جديدة، المهم انتم عاملين ايه ؟ انا عمال اشوف صورهم هما وعلي وضحي علي الفيس بوك ما شاء الله يرجعوا بالسلامة ويوعدنا يارب
أردفت نجاح بابتسامة هادئة
- ربنا يكتبها ليكم كلكم ولامه محمد
أردف بشار وزينة
- امين
ثم استكمل بشار حديثه قائلا
- هما جايين امته ؟
كادت زينة ان تجيب او نجاح ولكن سبقهم زيد قائلا
- عمو هيجي يوم الاتنين هو وطنط همس
أردف بشار بمكر فذلك الطفل من الواضح انه لا يعرفه ولا يعرف ذلك الجزء الطفولي الذي يتواجد بداخله
- ماشي يا زيت وسكر
أردف زيد قائلا بملامح منزعجة
-اسمي زيد
فأردف بشار قائلا وهو يرفع أحدي حاجبيه له ثم قهقه بعد ان انتهي من كلماته
- وسكر
أردفت نجاح قائلة بعتاب بعدما انتهي الترحيب وقاطعت مشاغبته للصبي
- ايه اللي عملته مع امك ده ؟؟ مش هتعقل ابدا
أردف بشار بمبرة هادئة ومتذمرة بعض الشيء
- هي قالتلك اكيد امي مبتسترش
ثم استكمل حديثه قائلا وهو يشرح لها نيته وأساس الموضوع
- واحدة مكلماني اختي متخانقة مع جوزها وحبيت افرفشها قولتلها انا هتجوز واحدة أمريكية علي اساس تلاغيني وتهزر وكده لا
فضلت طبعا تصوت لما قولتها هي حامل وعلشان كده مستعجلين لان انا محبش اني اخلف قبل ما اتجوز مع ان هناك عادي والله بهزر مش عارف العمر ده كله ومش فاهمة ابنها ازاي
ولا تعرف امته بهزر وامته بتكلم بجد فضلت صويت اقولها اهدي بهزر مفيش بقا اللي هو يا خسارة تربيتي واغمي عليها وفين وفين عقبال ما ابويا رد عليا فضل يشتم علي اللي عملتاه وبس عيله مبتعرفش تهزر
أردفت زينة قائلة بنبرة هادئة ولكنها بالفعل أدركت حماقة تلك الاشياء التي كان من الممكن ان تتقبلها في الماضي ولكنها الان علمت ماذا تعني الامومة وانه ليس هناك شيء هين
- هو ده كله هزار حرام عليك والله
أردف بشار قائلا بنبرة منزعجة
-والله مكنش قصدي انا قولت هتفهم اني بهزر وتجاريني في الحوار بس ياله خلاص الموضوع عدي
أردفت نجاح بنبرة هادئة وهي تحاول نصحه
- خلاص دخلت في التلاتينات متخليش العمر يسرقك مش معقول مفيش واحدة ملفتتش نظرك
أردف بشار قائلا بنبرة هادئة ايضا وحاول ان يتخلص من ذلك الموضوع فأضاف نبرة مرحة
- انا رجل احب اعيش بطولي لان الستات كلها نكدية، و بعدين انا قررت ابات معاكي يا خالتي اونسك واضح ان الكل في بيته وسابيك
أردفت نجاح قائلة بحب
- تنور يابني بس انا مش لوحدي رحمة لسة موجوده
تحدث بنبرة مرحة وهو يرفع حاجبيه
- لامواخذة يا زينة متزعليش مني البت دي كانت كئيبة
فأردف حمزه بانزعاج " متقولش علي رورو كده "
بشار أردف ساخراً لتخبطه نجاح حتي يتوقف عن تلك الكلمات
- ما شاء الله رحمة نكد بقا اسمي رورو وبعدين ايه العيال دي يا خالتي هو انا كل ما اتكلم علي حد الاقيهم بيحاسبوني
زينة أردفت ساخرة
- اصل عندك زيد حبيب مصطفي وحمزة حبيب رحمة وانا ام بلا هدف
ثم تحدثت قائلة بنبرة اشبه بالجدية
- انا مش زعلانة منك علشان دي طريقتك وعارفة ان مش قصدك حاجة بس رحمة مش كئيبة انتَ شوفتها في اصعب فترة في حياتها
حمزة " ايوة صح رورو حلوة "
بشار أردف بنبرة هادئة وهو يحاول ان يرجع فيما قاله فعلي ما يبدو انه قد أخطأ
- عيالك لمضين اوي رورو حلوة ايه يا بابا وبعدين انا اعرفها من قبل ما تيجي علي الدنيا
زيد أردف قائلا وهو يدافع عن شقيقه
- متزعلش حمزة وتتكلم علي رورو علشان بيضايق
ثم استكمل حديثه موجها كلماته الي نجاح
- ستو ممكن تغيري القناة انا عايز الكرتون
بشار أردف قائلا بمشاغبة
- متكلمش خالتي علشان بضايق هي جت عليا
بشار أردف قائلا حينما تذكر الموضوع الأساسي
- وهي بتعمل ايه في حياتها اتخرجت وله لسه مبلطة في الكلية وله اتجوزت
زينة أردفت قائلة بنبرة هادئة " مبتفكرش في الجواز عموما عندها طموح انها تكون دكتورة في الجامعة ومش عايزة اي حاجة تعطل حلمها "
بشار أردف بنبرة مرحة
- قعدت في البنج الاول كده ياله ربنا يتولاها دخلت في سكة اللي يروح ميرجعش بنت اخوكي انا متاكد انها بقت قفيلة اكتر من الاول دكتوة جامعة يا ساتر هو في حد يعمل في نفسه تخيلي تكوني واقفة وقدامك دفعة ومناظر ناس علي الصبح هما نايمين اكلينيكياً اساسا
أردفت نجاح قائلة بحزم حتي لا يزعج زينة بنقده لابنه أخيها
- كل حد حر في خياراته، ايكش تتجوز وترحمنا بقا من النقد لاي حد ده
تمتم بشار بغيظ قائلا
- يا جماعة هو انا قاعد فوق راسكم
أردفت نجاح قائلة وهي تعود الي أساس الموضوع فهو تخطي الثلاثين لم يعد صغير يجب ان يكون أسرة وتعلم ان شقيقتها تقلق حيال هذا الموضوع
- يا ابني مفيش واحدة لفتت نظرك يعني خالص
تمتم بمرح لن يتخلي عنه
- انا المشكلة ان كلهم لافتين نظري وربنا
أردفت نجاح قائلة بانزعاج
- بتكلم بجد
أردف بشار قائلا
- والله مفيش يا جدعان، والله مبيشدنيش الجمال ولا حاجة بتفرق معايا ايكش تكون محروقة بس كلهم نكديين والله حتي المغاربة قولت اجرب حظي برا مصر
أردفت نجاح باستغراب
- وانتَ ايه علاقتك بالمغاربة
أردف بشار قائلا
- كان في بنت مغربية شغاله معايا هناك لقيتها نكدية برضو ولا خير في مصر ولا برا مصر، بصي يا خالتي اناعايز ارجع من شغلي اجي الاقث واحدة منشكحة حتي لو بشحت مش مشكلة اه والله انا عايز فيها بهجة كده واشراقة هو ناقصة نكد
أردفت نجاح قائلة بينما زينة وأولادها يتابعوا الحوار
- يا ابني دي سنة الحياة يا بشار يا ابني انك تلاقي واحدة تساندك وذرية تبقوا مع بعض علي الحلوة والمرة ولو الحياة مفيهاش مواقف صعبة مش هتحس بالضحكة ولا الوقت الحلو
أردف بنبرة مرحة وهو يحاول ان يتخلص من هذا الموضوع الذي لا ينتهي منذ سنوات بل يزيد
- انا عارف اني لازم اجيب ذرية علشان القصور والفلوس دي كلها هتروح لمين، يا جدعان ريحوا نفسكم هو نصيب يوم ما الاقي نصيبي هتلاقيني بقيت مجنون كده و اقع علي جدور رقبتي، انا ماشي بقا
أردفت نجاح قائلة
- ماشي رايح فين يا ابني ؟؟
تمتم بشار قائلا
- رايح عند واحد صاحبي
أردفت نجاح قائلة برفضٍ
- ازاي يعني وبيت خالتك موجود انا هفتحلك الشقة فوق غير اني هكلم مصطفي يجي احنا خدنا الكلام ونسينا نتصل بيه
أردف بشار قائلا بابتسامة هادئة
- ملوش لزوم والله انا هبات مع صاحبي علشان هنروح انا وهو مشوار الصبح بدري مهم واذا كان مصطفي انا كده كده هعدي عليه ..
بعد وقت من الحديث ورفض نجاح اقتنعت بإصراره علي الذهاب متعللاً بانه سيذهب مع صديقه الي مكان ما في الصباح ثم يمر عليهم ووعد زيد بأن يصلح دراجته
______
في المساء / شقة نجاح
كانت زينة تقف في المطبخ وهي تتحدث مادونا في الهاتف التي مازالت تجلس في معملها حتي الآن وكلا منهما يحكي عن جديده ربما قلت المقابلات فكلا منهما شغلته الحياة والاطفال والزواج ولكن يتحدثوا كثيرا في الهاتف
- يعني مبقتيش علي الموقع خالص
أردفت زينة بعد تنهيدة طويلة حينما كان ياخدهم الحديث عن عملها علي احد المواقع الإلكترونية فقد عملت لعامين في مجال التسويق الإلكتروني ولكن حينما حملت بطفلتها الاخيره لم يكن هناك وقت وقررت ان تعود مره اخري ولكن حينما تكبر طفلتها قليلاً
- اهو بقا هعمل ايه معنديش وقت انا حرفيا من ساعة ما بصحي لغايت ما انام بجري وراهم
حتي مبقتش بنزل الا لو هشتري حاجة كان بيروح زيد النادي علشان السباحة ببقا بشم هوا واخرج بس الكابتن تعبان المفروض اننا نسجل مع ...
قاطع حديثها دخول زيد قائلاً
- انا خلصت Home work بتاعي ممكن تجيبلي الايباد بقا
أردفت زينة قائلة بنبرة هادئة وهي تغلق البوتجاز
- هو انتَ مش لعبت علي لتيفون لغايت ما شبعت
تمتم بانزعاج وحنق طفولي
- طب اعملي قهوة
أردفت زينة باستغراب فهي تعلم ان نجاح لا تشتهيها ورحمة لا تحبها فمن يريدها فهل أتي مصطفي
- قهوة لمين ؟
- ليا
تحدثت زينة باستغراب وحاولت ان تتحدث بهدوء
- هو انتَ بتشرب قهوة من امته ان شاء الله
- مفيش بابا بيشربها علطول ودوقتها وعاجبتني
كانت زينة تغلي من مصطفي الذي يعلمه اي عادة سيئة ولا يبالي
- زيد القهوة دي غلط يا بابا اصبلك عصير ؟
- ما تقولي لبابا انها غلط وله هي جت عليا
تمتمت زينة بنبرة حاولت جعلها هادئة بقدر الإمكان
- هو كبير خلاص شربها لما كبر
-هو انا هستني لغايت ما اكبر علشان تعمليهالي وبعدين شوفي حمزة بيعمل ايه
- بيعمل ايه هو مش لسة خارج من الحمام ودخل يلبس انا لسه سيباه
- لا رمي المكعبات في البانيو وفضي الشامبو والشاور
- يا نهاركم مش فايت
خرجت زينة بعد ان اغلقت مع مادونا علي عجاله وقد فهمت ان اطفال صديقتها سيتسببوا في إصابتها بالجنون وركض زيد الي الخارج وجلس بجانب نجاح
ودخلت المرحاض لنجد حمزة يجلس في الحوض ويلعب بالمكعب وعلي ما يبدو قد فرغ الشامبو وصابون الإستحمام بأكمله، أردفت زينة بنبرة مرتفعة وغاضبة جدا
- انتَ بتهبب ايه قوم هيجيلك برد
لتمسك المنشفة وتلفه بها وتجففه وهي غاضبة جدا مما فعله
- انتَ مش كنت دخلت الاوضة وانا سبتك علشان الحاجات اللي علي النار
______
في الخارج مصطفي قد دخل وهو يحمل باقة من الزهور ومعاها بعض الأكياس، وحينما سمع صوتها أردف قائلا
- الحق اصلي العشاء انا بقا عن اذنكم
نجاح أردفت قائلة كانت تحمل زمزم وتضع في فمها مِرْضَعة ( وعاء يملأ باللّبن ونحوه لإطعام الطفل )
" ادخل شوف عيالك عملوا ايه وله بتصوت ليه "
مصطفي أردف قائلا بمرح " مهوا زيد قاعد اهو ملاك علي الكرسي "
نجاح " التاني "
ليدخل مصطفي ويجد زينة تقف أمام المرحاض وتلبس حمزة ملابسه بغضب شديد وتتحدث بكلمات غير مفهومة تماما، كان يحمل الباقة في يديه
- مساء الخير، ايه الزعيق ده
لم تجيب عليه زينة فأردف مصطفي قائلاً
- ردي عليا يا حجة
أردفت زينة بغضب حاولت كتمه بقدر الإمكان
- ادخل الحمام شوف في ايه الباشا دالق الشاور والبلسم والشامبو كله في البانيو والمكعبات وهيجيله برد المفروض انه خلص حموم
أردف مصطفي قائلا بنبرة مرتفعة بعض الشيء
- ليه كده يا حمزة يعني مش عارف ان كده غلط
تمتم حمزة قائلا بندم واعين بريئة تماماً عن فعلته
- انا مكنش قصدي كنت بلعب
أردفت زينة قائلة بغضب
- متقولش بتلعب وتفرسني اكتر
أردف مصطفي بحزم وهو يشير له ان يخرج الي الخارج ووجدها قد انتهت من تلبيسه
- اخرج برا يا حمزة لغايت ما اطلعلك
ركض حمزة الي الخارج ليدخل غرفة رحمة يستنجد بها، فأردفت زينة ساخرة وهي جالسة علي الأرض
- ايوة هتطلع تعمل ايه يا باشا
أردف مصطفي قائلا بتأكيد لحديثه
- ههزقه انتِ فاكرة اني هعدي الموضوع
أردفت ساخرة فهي تعلم انه لن يفعل شيئا وأنها لن تجعله يفعل شيئا ان أراد
- انا عارفة فعلا انك مبتعديش المواضيع
- قومي انتِ هتقعدي في الارض
- انا مش قادرة اقوم
أردف مصطفي قائلا بمرح
- اشيلك ؟؟
أردفت زينة قائلة بحسرة فهي تعلم ان وزنها قد زاد عن الطبيعي عشرة كيلو
- مبقاش ينفع
- لا لا متقلقيش صحتي لسه بخير
أردفت زينة قائلة حينما تذكرت شجارهما
- انتَ بتتكلم معايا بناء عن ايه اساسا ؟؟
- يا خالتي بقا بصي علي اللي ماسكه
أردفت قائلة وأخيرا قد أخذت بالها بما يحمله وأخذته منه قائلة
- شكرا لحضرتك
أردف مصطفي قائلا باعتذار.
- عفوا خلاص اسف انتم عصبتوني لما زعتقم ومكنتش فاهم حاجة وانتِ بقيتي تقفي علي الواحدة يعني ما انا برضو برجع مخنوق وبقابل ناس كتير يعني
- ماشي يا مصطفي خلاص حصل خير
جاءت رحمة بعد انا انتهت من صلاة العشاء وشرح لها حمزة ما فعله لتعلم سر صراخ زينة التي سمعته ولم تستغرب فهذا هو حالها في الاونة الأخيرة
جاءت وهي تمسك يده
- بوس علي رأس ماما واعتذر ليها
قبل حمزة رأسها وعانقها وخرج مصطفي ليجلس مع والدته، فأردفت رحمة قائلة
- خلاص يا زينة عيل وغلط وانا هلملك اللي عمله كملي الاكل انتِ زي ما كنتي بتعملي
- انتِ جاية من برا تعبانة
- ياستي انا مرتاحة بقالي ساعة مش تعبانة ولا حاجة
حمزة أردف بندم " متزعليش مني يا ماني مش هعمل كده تاني "
_______________
بعد ان تناولوا العشاء معاً في شقة نجاح
خلدت رحمة الي النوم فهي تستيقظ مبكراً للذهاب الي الجامعة وغير تلك الدروس الخاصة بقيادة السيارات
التي تخضع لها
اما زينة اخذت اولادها استعداداً للذهاب الي الروضة في الصباح وذهبت الي شقتها
وكان مصطفي يجلس مع والدته في غرفتها بعدما أرادت الحديث معه علي الانفراد وأخذ مصطفي يعطيها تلك الأدوية التي اتي بها اليوم ولم تجد تجدها لي الصيدليات القريبة، وأخذت تحدثه وتعاتبه علي ما يفعله مع زينة، فأردف مصطفي قائلا بانزعاج
- هو انا بطفي السجاير تحت باطها في ايه يا جدعان ؟؟
يعني انتم مش عارفين هي عندي ايه من سنين طويلة
- خلاص متبقاش مستفز معاها يا مصطفي
أردف مصطفي قائلا بتفسير
- استفزتها في ايه بكلم في التليفون ولسه راجع البيت لقيت واحدة بتزعق كأن في مصيبه، الموضوع كان اوفر بس برضو صوتها خلي البت تعيط واقول في ايه مش سامع الا زعيق
- ما علينا انتَ بقيت عصبي وهي عصبية بلاش تبقوا بتحبوا بعض وتتغابوا لازم حد فيكم يهدي نفسه علشان الدنيا تسلك
- لا هي بقت تتعصب زيادة عن اللزوم
أردفت نجاح بحنان وهي تجد كل العذر مع زينة
- انتَ عارف انها مكنتش عامله حسابها في موضوع زمزم انها تخلف تاني وهما لسه صغيرين بس ربنا اراد غير انها تعبت في الحمل
يا ابني عيالك بيجننوها و اشقية جدا يمكن اكتر منك انتَ ورجب اختلاف الجيل وبعدين مش كل حاجة هي تقولها وتقعد تتكلم فيها طول اليوم مع الولاد
تيجي اخر الليل انتَ تبوظها مدام هي قالت لابنها علي حاجة غلط علشان ميزيدش فيها بلاش انتَ تعند في رأيها وتعاكسه
- مش زي ما انتِ فاكرة مش بعند معاها وبعدين خلاص ما انا رضيتها
- راضيها بجد زينة غلبانة
أردف مصطفي قائلا بمرح
- ياستي انتِ حما ازاي ؟؟ انتِ الناس تحسد زينة وهمس عليكي بتعاتبي ابنك علشانها
أردفت نجاح قائلة بتفسير
- يا ابني انا اتربيت علي كده اولا لازم اعاملها حلو لانها بتحبك ومبتزعلكش بتسمع كلامك في كل حاجة رغم انها تبان عندية بس مجرد ما بتراجع نفسها بتعتذر لك وبتكبرك انتَ واهلك
وغير كده بتعاملني كويس كأني امها وانا بعتبرها بنتي هي ورحمة بقوا خلاص جزء من عيلتي ومقدرش اجي علي زينة مش بس علشان الاسباب دي بالعكس انا اجي معاها اكتر من همس نفسها لان همس لو ابوها او امها اتصلوا بس ولقوا صوتها متغير بيجوا يقلبوا الدنيا ويجوا يزوروها ويجيبوا حقها
اما زينة يتيمة هي ورحمة لوحدهم حتي لو معاهم اللي يعيشهم مبسوطين من غيرنا ده مش معناه انهم اقوياء لان الفلوس عمرها ما كانت بتعمل عزوة ولأن مفيش حد تشتكي ليه طول اليوم غيري انا اللي في وشها ولازم اجي معاها وانا شايفة انها معملتش حاجة غلط، كون عاقل كده انتَ بقيت اب لتلاته
أردف مصطفي قائلا بانزعاج فمنذ متي وهو يجرحها
- والله انتم كبرتوا المووع يعني انا امته جيت عليها ؟؟ انا مش عايزها تقعد عايشة في ضغط في امور تتحل من غير عصبية هما في الاول والاخر عيال
- انا عارفة انها مشاكل عادية بس متخلوهاش تبوخ
_____________
خرج مصطفي من شقة والدته
وتوجه الي شقته ودخل غرفة أبناءه وقبل رأسهم ودثرهم بالغطاء جيدا فهيئتهم وهما نائمين تظهر كمية براءة عجيبة اما حينما يستيقظوا يكون هناك العديد من الافعال الشيطانية والصبيانية التي تصدر منهما
دخل غرفته ووجدها تتحدث مع مادونا في الهاتف وتحمل زمزم وغالبا تحاول ان تنيمها، لم يقطاعها وأخذ ملابسه وتوجه الي المرحاض
بعد مرور ربع ساعة تقريبا
خرج بعد ان أخذ حمامه وارتدي ملابسه ثم صعد علي الفراش بعد ان نامت طفلته وموضوعه في فراشها وكانت زينة علي الاغلب تحاول النوم فأردف قائلا وهو يقترب منها
- زينة انتِ نمتي ؟
- بروح في النوم .. في حاجة ؟؟
أردف قائلا حينما هبط وقبل جبهتها
- يا خالتي انا جايب بوكيه ورد ده مش بيحسسك باي فيلنج واي ايحاء
- لا مش حاسة
أردغ قائلا وهو يقرص احدي وجنتيها
- ايه يا اعمي مش حاسس ولا شايف، قومي اقعدي معايا انتِ بقالك كتير بتنامي اول ما يناموا
قالتها بارهاق
- مصطفي تعبانة وعايزة انام بكرا ان شاء الله هقعد معاك
- بقي كد ه يعني لو بنتك صحيت او عيالك هتصحي صح ؟
- اه بصراحة مش هكدب عليك
- ابتدينا نهمل ونستعبط، قومي هاتي البوكية بتاعي يا بت
- مصطفي والله مش قادرة
نهض من الفراش لتراقبه وهو يقترب من الفراش الصغير التي تنام به ابنتها
- طب انا راجل مفتري ياستي، ماشي هتقومي بما يرضي ؟؟؟ وله اقوم العب مع زمزم واصحيها البنت حبيبه ابوها برضو بما لا يرضي لله وهتفوقي برضو في كل الأحوال
اعتدلت قليلاً
- خلاص هقوم سيبها ابوس ايدك انا لما بصدق ساعة واحده تنام فيها
أردف قائلا بغرور ومرح
- ناس تخاف متختشيش انا هعمل قهوة وعقبال ما اخلصها الاقيكي قاعدة برا
قامت زينة وحاولت ان تفيق وما ان ذهب علي الاريكة احتضنت الوسادة واغمضت عينيها وكانت علي وشك الذهاب في النوم ليأتي مصطفي
ويجلس بجانبها وهو يحتسي قهوته ويشاهد احد الأفلام الأجنبية فأردف قائلاً بملل
- قومي يا زينة نامي لو هتقعدي مجبرة كده
حاولت ان تفيق قليلاً ففي الاونه الأخيرة تشعر انها اهملته
- مش مجبرة خلاص فوقت وبعدين شغل حاجة عدله يا مصطفي
- ماله يعني الفيلم ده
- مالوش كله تعابين وقرف في الطيارة ولما بتفرج علي حاجة فيها كده بحلم بيها كتير
أردف مصطفي قائلا بمرح وهو يأخذها في احضانه
- لا خشي نامي ارحم بقا
تحدثت بمكرٍ
- لا خلاص انا فوقت بقا مش عايزني اصحي اقعد معاك اديني جيتلك اهو
- انا اللي جبته لنفسي
- بصراحة اه
أردف قائلا وهو يقبل رأسها فهو لا يريد حدوث مشكلة بينهما بسبب اشياء طبيعية
- لسه زعلانة ؟
أردفت قائلة وهي تضع رأسها علي صدره
- مبزعلش منك يا مصطفي انا ببقي متعصبة ساعتها وخلاص
- اومال مكبرة الموضوع ليه بقا وعماله تشتكيني لامي ده اللي داخل بينا خارج يعني هو اساسا محدش هيحبك قدي مهما حصل
أردفت زينة قائلة بهدوء
- انا مشتكتش ليها هي سمعت صوتنا بليل وسالتني فعادي قولتلها ان كله كان بسبب حمزة
- ماشي مش مهم متزعليش وبعدين انا اللي جايب العيال دي مش علشان تهتمي بيهم وتسيبي قرمط
- معلش والله اسفة بس انا كنت مرهقة من ساعة ولادة زمزم
- انا مقدر ده وعلشان كده متزعليش
_______________________________
في اليوم التالي / يوم الجمعة
جاء بشار وهو معه بعض الادوات التي أخذها من صديقه، كان يقف في الفناء المنزل وفتح قفل الدراجة لتعمل، نظر لنفسه بانبهار عجيب فجاء مصطفي وهو يحمل قهوته من شقته فهو إجازة اليوم، فأردف بشار قائلا بعدما دخل زيد شقة نجاح ليخبرهما بتصليح الدراجة
فأردف مصطفي قائلا
- انتَ جيت امته ؟ انا كنت لسع هتصل بيك
- انا لسه جاي ابنك طلعني فوق السطح علشان اشوفله العجلة وصلحتها ايدك علي 200 جنيه
أردف مصطفي ساخرا
- انتَ هتستعبط وتعمل نفسك مهندس هي مكنتش ايظة اصلا
رفع حاجبيه قائلا
- اومال الواد قال بايظة ومش عارف يلعب
أردف مصطفي قائلا بعد ان أخذ رشقة من قهوته
- لا زينة هي اللي قالتله كده لما وقع بيها واتعور في دماغه، انا كنت باخدها النادي بس مبقناش يروح فمش عاجبه يلعب في الحوش وعايز يلعب في الشارع
وضع بشار يده علي قلبه قائلا
- ياه ده انا قلبي وجعني اب وام انتم ازاي تخدعوا طفل برئ ده الدنيا طلعت وحشة اوي اما اقرب ما ليك يستغفلوك
- متسعبطش
فأردف بشار قائلا بالطبع هو لا يعلم شيء تحديداً ان زيد أخذه للاعلي
- هو انتَ كنت قاعد لوحدك كده ليه في شقتك ؟؟
- ابدا عيد ميلاد رحمة النهادة وصحابها جوا عاملين ليها مفاجاه هما وزينة
- مفاجاة ازاي اومال هي فين
- واحدة من صحابها خدتها علي أساس انها عايزاها تشتري حاجة معاها باين علشان يخرجوها
- تمويه يعني، ده بقت كام سنة البت دي هتلاقيها كبرت
أردف مصطفي قائلا
- هتم ٢٥ النهاردة
- امم .. طب مش قاعد معاهم ليه ؟
- ما كلهم بنات في بعض
أردف بشار بعتاب
- مش عيب عليك يا مصطفي تسيب البنات قاعدة لوحدها من غير راجل دي في بنت لسة داخله قمر
تمتم مصطفي شفتيه بتهكم
- ادخل اعمل ايه يعني
- صح انتَ مراتك جوا لكن انا سنجل ادخل اقعد مع البنات عادي
- ما علينا في جوا بنات حلوة جوا كتير وله لا ؟؟
- مشوفتش
أردف بشار وهو يخبط جبهته قائلا
- ايه ياض ده ياض اخلاقك مش بايظة ليه ؟؟
مش بتبص برا ليه انتَ مستقيم اوي كده ليه ؟؟
- معلش
- ربنا يغفرلك يا شيخ ، انا داخل عند خالتي اشوفها عامله ايه وحشاني خالتي اوي
- خالتك برضو ؟
- خالتي والبنات اللي قاعدة مع خالتي عادي انا بجح
خبط بشار علي الباب ليفتح له زيد ودخل ودخل خلفه مصطفي فكانوا اغلبهم يجلسوا في غرفة رحمة
- هو انتَ امك لسه معرفتش انك رجعت من امبارح
جلس بشار بجانب نجاح
- لا انا راجع بليل او بكرا الصبح بالكتير اوي، وبعدين متعطلنيش يمكن ارجعلها بعروسة وابرد نارها
فوجد زينة وهي تمر وترتدي سترة حمراء ولاحظ ان الصغيرة وحتي الطفلين وكذلك مصطفي فأردف قائلا
- ايه منتخب مصر ده
اردفت نجاح قائلة
- النهاردة الجمعة كل جمعة بتلاقيهم لابسين نفس اللون كلهم وساعات رحمة معاهم
أردف بشار قائلا بمرح
- ليه هما خايفين يتوهوا من بعض
تحدث مصطفي بسخرية
- اه يا ظريف
أردف بشار قائلا بمرح متصنعاً البراءة
- عارفة يا خالتي ده عارفة سبحان الله جاتلي حاجة من جوايا قالتلي يا واد يا بشار انتَ لازم تحترم نفسك وتكمل نصف دينك لما لقيت في ناس خارجة داخله عندكم بنات حلوة كده اوعي يكونوا معيدين يا خالتي زي صاحبتهم في طرحة موف دخلت فظيعة انا بس عايزة اسألها ايه نوع القماشة اذا تكرمت
أردفت نجاح قائلا
- انا افتكرتك بتتكلم بجد انا غلطانة اني بسمعك
أردف بشار وهو ينظر الي مصطفي الذي التصق به زيد
- بيعملوا عيد ميلاد لصاحبتهم بالك انتَ يا مصطفي انا صحابي ميعرفوش يعني ايه عيد ميلاد ميعرفوش الا اعياد اللحمة
و اللي بينزلي فيهم بوست علي الفيس بوك يوم عيد ميلاي بيذلني بيه ولازم اردهاله في عيد ميلاده
عليا الطلاق احنا ما عايشين
_______________
بعد وقت كانت قد جاءت رحمة وصديقتها وتفاجئت بفعلتهم ليأخذوها بالأحضان وقدموا لها الهدايا وزينة اخذتها في احضانها فهي تتمني كل عام ان تكن بخير وان تحصل رحمة علي كل خير ان كان في تعليمها او عملها وان يرزقها الله بشخص ما يحبها حقاً ويتقي الله بها، اما بشار تفاجئ بها وكأن تلك السنوات غيرتها كثيرا ان كان في شكلها او في طريقة حديثها وكل شيء فقد نضجت علي ما يبدو وصافحها فهي لم تراه ليلة أمس وأردف قائلا
بشار " ادعيلي بقا انا السبب في اللي انتِ فيه "
رحمة أردفت بابتسامة مستغربه حديثه
" السبب في ايه مش فاهمة "
بشار أردف قائلا بمرح " لولا نصايحي مكنتيش كبرتي ولولا أنك اخدتني قدوة مكنتيش بقيتي معيدة "
رحمة أردفت باستغراب وسخرية قائلة
- فعلا انا بدعيلك في كل صلاة لولا اني اخدتك قدوة مكنتش وصلت في اللي انا فيه
بشار أكد علي حديثه
- ايوة مهما كبرتي اوعي تنكري فضلي عقبالك لما تسافري برا كده وترجعي زيي معاكي فلوس تعيشك ملكة
ضحكت رحمة فأستكمل بشار حديثه قائلاً
- لا بقيتي تضحكي ما شاء الله السنين بتغير فعلا ما علينا المهم كل سنة وانتِ طيبه محدش قالي والله كنت عملت حسابي
استغربت قائلة فلا تعلم لما يتحدث بغرابة
- عملت حسابك علي ايه ؟
- ابدا مكنتش فطرت علشان اكيد مكنتش هجيب هدية بس برضو انا عملت حسابي واتصرفت
اخرج من جيبه الخلفي ( مُفك )
- ايه ده
- مفك مش واخده بالك متعرفيهوش يا دكتورة ؟
- لا اقصد اعمل بيه ايه مش فاهمة
أردف بشار قائلا
- لا ده مبروك ده تفكي بيه اي عقدة و اي حاجة حصلت لك تتفك اعمال بقا وقف حال تصلحي حاجة شغال معاكي في اي حاجة
أردفت باحراج فلا تدري هل أصبح معتوه او مرحه زاد في تلك السنوات
- والله مش عارفة اقولك ايه
- هتشكريني اكيد مهما حصل محدش هيجلك هدية زيي انا عارف مفيدة
أردفت أحدي صديقاتها قائلة
- يا جماعة مش تطفي الشمع الاول هدايا ايه اللي بتدهولها
لتذهب لهم وكانت علي وشك إطفاء الشمع ليسبقها بشار وقام هو بذلك ليستغرب الجميع حتي رحمة نظرت له باستغراب
مصطفي أردف قائلا بدهشة " انتَ عملت ايه يا ابني "
بشار بلا مبالاة " طفيت الشمع "
أردفت احدي صديقاتها قائلة
- المفروض تتمني أمنيه علي فكرة نولعه تاني وله ايه
مصطفي أردف مستنكراً واستغراب من فعلته
- هو انتَ لازم تحط بصمتك يا ابني
بشار " يا جماعة خلاص انا اتمنيت مكانها "
رحمة " اتمنيت مكاني ؟؟ "
اؤما برأسه موافقاً ويؤكد علي كلامه بأنه قد اتمني
أردفت نجاح وهي تنظر لبشار فلن يكف علي افعاله تلك ولكنه زادها
- خلاص يا جماعة بلاش تكبير المواضيع يعني مفيش حاجة اسمها أمنيه والكلام ده يا بنات اففوا اتصوروا وخلاص
_________________
الساعة الثالثة صباحاً / شقة مصطفي وزينة
دخلا غرفتهما بعدما دثرا اولادهما بالغطاء وقد نامت طفلتهما الصغيرة أيضا وموضوعه في فراشها الصغير أيضا بعد ان سهرا مع اولادهم لمشاهدة احد الأفلام او فعل اي نشاط جديد كعادة اي اسبوع يكون يوم مختلف
فأردف مصطفي قائلا حينما وجدها تذهب الي الفراش لتخلد إلي النوم
- ياسطا البوكية ياسطا اللي جه وانتَ معملتش بيه
أردفت زينة وهي تقهقه علي كلماته
- يخربيت البوكيه اللي هتذل عليه سنتين ده وبعدين خلاص أخذت حقك و فضلت قاعدة معاك امبارح خلاص مفعوله ووقته خلص
أردف بنبرة مرحة وهو يقترب منها ويحاوطها من خصرها
- طب ما تيجي النهاردة ناخدها ماتش ودي ووعد اجبلك وردتين بكرا
- وردتين ؟؟
اساسا الساعة تلاته ونصف سهر ايه اللي هسهره النهاردة وبعدين السهر معاك افلام رعب
أردف مصطفي وهو يصحح مفاهيمها
- لا لا فهمتيني غلط انا هصالحك مفيش افلام، انتِ بتصعبي عليا يا زينة ولازم تستعيدي طاقتك من الاول
أردفت ساخرة
- انا مبخافش الا من مصالحتك
- فعلا بتجيب نتايج قمر زي زمزم كده صح ؟؟ في حد لاقي حد يصالحه زيي
- نام يا مصطفي او اخرج شغل افلامك
أردف قائلا وهو يمرر يده في خصلاتها ليتمكن منها قليلاً
- يعني تسهري علشان عيالك واللي جابهم تسبيه وتنامي
- اه عادي
أردف مصطفي ساخرا
- لا ده انتِ قلبك مات بقا ومبقاش يهمك وبتردي بمنتهي البجاحة
صمتت فأردف قائلا
- هو انتِ لما بتكبري الشريط بيقطع خالص مش بيسف
أردفت زينة قاىلة وهي تحاوط عنقه
- للاسف دي حقيقة بس علطول الشريط مفيهوش غير اني بحبك
- اخيرا فوقتي من غيبوبتك، عارفة انك بقيتي عصبية ومع ذلك حتي لو بتعصبيني بعدها بكتشف اني بحبك برضو
أردفت قائلة باعتذار وهي تنظر في عينيه
- اسفة بيبقي غصب عني لكن انتَ عارف اني بحبك في اي وقت ومهما عدي اللي بيربطنا اقوي من اي شيء
- وانا كمان بحبك ومحبتش واحدة قد ما حبيت وحبي ليكي زاد اضعاف اضعافه كل ما الوقت بيعدي قيمتك بتزيد انتِ الحاجة اللي بتنور حياتي وببقي عارف انك هتسمعيني مهما ضاقت بيا الدنيا فياريت متحرمنيش من الكلام معاكي بحجة الإرهاق
أردف مصطفي قائلا وهو يقترب من عنقها وعلي وشك ازاله شوقه لها
- حاضر، بعدين صحيح اللي بشار عمله ده رحمة كانت هتتشل منه
أردف مصطفي ساخراً
- ايوه ايوه افتكري أحداث اليوم كلها اول ما اقرب منك يا فصيله، بس خلاص بشار شكله قلبه هيدخل في مرحلة انصهار هينسي فيها الضحك هيبدا جنون شوية
تحدثت زينة بعدم فهم، فلم تستوعب كلماته ولم يأتي في بالها مقصده
- مش فاهمة
- حلو معانا للصبح علشان تفهمي احنا مورناش حاجة اساسا ده المطلوب
لم تجيب عليه لانه قد التهم شفتيها في قبله شغوفه لتكسر ذلك الملل الذي أصابهم مع الحياة الروتينية ..
_______________
تَنْصَهِر الْكَثِيرِ مِنْ الْقُلُوبِ وَلَا شَكَّ أَنَّ كُلَّ إنْسَانٍ قَدْ ذَاقَ قَلْبِهِ فِي الْأَلَم وَذَاب فِيه وبالتأكيد قَد مُنِحْتَه الْحَيَاة فِرْصَة لينصهر فِي الْحُبِّ فَلَا شَكَّ أَنَّ كُلَّ إنْسَانٍ سيتذوق كُلًّا الانصهارين فَلَم نُخْلَق لِلشّقَاء طِوَال الْعُمُرِ وَلَا لِلسَّعَادَة طُول الْوَقْت حَتَّي نَعْلَم الْفَرْقُ بَيْنَهُمَا
ولتشعر بِطَعْم السَّعَادَة يَجِبُ أَنْ تتذوق الْأَلَم
تمت بحمد الله
وايضا زورو قناتنا سما القاهر للروايات
من هنا علي التلجرام لتشارك معنا لك
كل جديد من لينك التلجرام الظاهر امامك