قصة العوض
البارت الخامس عشر 15
بقلم براءة محمد
فاطمة بصت لناصر وهى ضامة حواجبها بعدم فهم وقالت له : يعنى ايه جاى وعارف انهم اتخطفوا ، عرف من مين ، ايه يعنى ، معين له جواسيس فى الحتة بيبلغوه اخبارنا واللا ايه
ناصر وهو بيبص لعبد الرحمن غمزله بعينه وهو بيشاور له على البنات اللى كانوا واقفين مركزين معاهم اوى فى الكلام ، فعبد الرحمن قال لعزة : خدى البنات ياعزة اذا سمحتى وديهم يغيروا هدومهم
عزة اخدت البنات ودتهم الشقة التانية ، وعبد الرحمن التفت لناصر وقال له بفضول : اتكلم بقى و قول لنا فى ايه
ناصر : الصور اللى شروق كانت بتصورها للبنات ، اتاريها بعتتها لمحمد ، وقالت له ادى بناتك اللى انت متطمن عليهم فى حضن عبد الرحمن والست فاطمة ، شوف نتيجته ايه وكمان …… شوية كلام مش فاكره اوى دلوقتى ، بس كمان قالت له .. مش هتشوف بناتك تانى طول عمرك
فاطمة وعبد الرحمن بصوا لبعض وفاطمة سندت دماغها على ايدها وقالت لناصر : وايه كمان يا ناصر
ناصر بص لفاطمة وهو خايف عليها وقاللها بتنهيدة : بصى يافاطمة ، هو كان جاى و داخل بزعابيبه فى الاول وقعد يهلل ويقول عيالى ومش عيالى ، بس لما عرف انهم رجعوا بالسلامة سكت شوية ، بس برضة كل كلامه انه …. انه عاوز ياخد معاه البنات وهو مسافر
فاطمة كانت بتسمعه من غير اى تعبير على وشها ، وبعد ما لقته خلص كلام قامت من سكات وقالت لهم : تصبحوا على خير ، انا تعبانة ومحتاجة انام شوية
فتحية : روحى يا بنتى الله يكون فى عونك ، وبعدين بصت لعبد الرحمن وقالت له : روح مع مراتك يا ابنى وخليك معاها ماتسيبهاش
عبد الرحمن جه يخرج ورا فاطمة ، لقى ناصر مسكه من دراعه وقال له بصوت واطى : حاول ترجعلى تانى ياعبدة ، محتاج اتكلم معاك
عبد الرحمن بصله بفضول وقال له : ماشى ، اول ما فاطمة تنام هجيلك ، رغم انى هموت وانام ، انا مانمتش بقالى يومين
ناصر : معلش ، حاول ، عاوز اتكلم معاك بعيد عنها ، المرة دى .. فاطمة بجد ممكن تروح فيها
عبد الرحمن هز دماغه بالموافقة وراح ورا فاطمة ، واول ما دخل اوضتهم لقاها قاعدة على سريرها بهدومها وهى باصة للسقف وساكتة تماما ، فسابها وراح للبنات ، لقى عزة قاعدة بتتكلم معاهم وفهم من اللى سمعه انهم بيتكلموا على محمد لانه سمع عزة بتقول لنسمة : ماتقلقيش ياحبيبتى ، اوعى تفكرى ان ماما واللا بابا عبد الرحمن ممكن يسمحوا ابدا لاى حد انه يبعدكم عنهم مهما حصل ، ناموا انتو بس وماتخافوش من حاجة
عبد الرحمن اول ما دخل عليهم سكتوا وبصوا له ، فقال لهم : انتو عندكم شك انى ممكن افرط فيكم
بسمة بدموع : بس بابا ممكن يتحجج باللى حصل وياخدنا معاه بالعافية
عبد الرحمن قعد وسطهم وخدهم فى حضنه وقاللهم : طول ما انا عايش .. لا يمكن حد يقدر يبعدكم عن امكم ابدا ، ولازم تفهموا ده كويس ، وبعدين ده حتى قمر عمرها ماتوافق على حاجة زى دى
قمر ببراءة : هو احنا بقى كل يوم مشكلة ، مش هنخلص
عبد الرحمن ابتسم وباسها وقال : مافيش مشاكل بعد كده ان شاء الله ، انا كل اللى عاوزه منكم انكم تركزوا فى المذاكرة ولو احتاجتم اى حاجة اسألونى على طول … اتفقنا
البنات مع بعض : اتفقنا
عبد الرحمن : تمام ، عاوزكم تناموا دلوقتى عشان ترتاحوا ومن بكرة نبتدى المذاكرة .. تمام
البنات : تمام
عبد الرحمن قام وباسهم من راسهم واحدة ورا التانية وقاللهم : ياللا .. تصبحوا على خير
واخد عزة وخرجوا واخدها على برة بشويش وقاللها بوشوشة : محمد ناوى على مشاكل
عزة بهمس : شكله كده يا عبده ، جاى معبى ، وبيقول بعد الصور اللى شافها لا يمكن ابدا يسيب البنات معاكم تانى
عبد الرحمن بتساؤل : وماعرفتوش الصور دى فيها ايه
عزة : مارضيش يوريهالنا ابدا ، كل اللى قاله انه هيرجع تانى بكرة
عبد الرحمن : طب روحى انتى لجوزك ، وانا شوية كده وهحصلكم
عبد الرحمن قفل الباب ورا عزة ورجع تانى اوضة النوم لفاطمة لقاها قاعدة نفس قاعدتها اللى شافها عليها
راح جابلها هدوم البيت بتاعتها ، وقرب منها نده عليها بالراحة وقاللها : بطة … قومى ياحبيبتى ياللا عشان تغيرى هدومك وتريحى شوية
فاطمة انتبهت له وبصت على ايده اللى ماسكة هدومها ، قامت معاه وسابته يساعدها فى تغيير هدومها ، لحد ما خلصت ، شال هدوم الخروج بتاعتها علقهالها مكانها ، ورجع ساعدها تتعدل فى السرير وهو بيقوللها : انتى اجهدتى نفسك النهاردة بدنيا وعصبيا ومحتاجة انك تستريحى
فاطمة كانت مستسلمة له تماما وهى عينيها مافارقتش عينه طول الوقت ، عبد الرحمن اتحرك من قدامها عشان يغير هدومه من غير مايفصل عينيه من عينيها ، وراح نام جنبها ومد ايده اخدها فى حضنه وباسها من راسها وقاللها بهمس : ما تقلقيش يافاطمة ، عمرى ماهسمح ابدا ان بناتك تبعد عن حضنك يوم واحد
فاطمة دست نفسها فى حضن عبد الرحمن ، و غمضت عينيها وهى بتقول بصوت مرهق : عاوزة انام يا عبد الرحمن ، يمكن لما اصحى اكتشف ان كل اللى حصل ده كان كابوووووس وصحيت منه ،
عبد الرحمن ضمها اوى لحضنه وهو بيطبطب على راسها بالراحة ، وشوية وعبد الرحمن حس انها نامت لما سمع نفسها ابتدى ينتظم ، فابتدى يقوم من جنبها بالراحة ، وخرج وقفل الباب ، ورجع راح عند مامته ، لقاهم قاعدين بيتكلموا وواضح على ملامحهم القلق والزعل ، فقعد معاهم واتنهد وقال : احكولى بقى ايه اللى حصل وبشويش عشان اقدر اركز معاكم
فناصر ابتدى يحكيله اللى حصل
فلاش باك
بعد ما فاطمة وعبد الرحمن نزلوا بالبنات ، عدا حوالى ساعة وكانت فتحية وعزة قاعدين بيتكلموا مع ناصر
ناصر : طب هتقومى نمشى دلوقتى يا عزة تروحى للعيال واللا ايه
فتحية : ماتخليكوا يا اولاد على مايرجعوا ونتطمن
عزة : انا مرعوبة يا ماما ، لا يكون اللى فى دماغ فاطمة ده صحيح
ناصر : انا بصراحة مستبعد الموضوع ده ، مهما بلغ بيها الاجرام يعنى ، مش هتوصل ابدا لكده
فتحية بخوف : استرها معانا بارب ، الله يعينك يافاطمة انتى وعبده على الشيلة اللى شايلينها
فجأة لقوا حد بيخبط على الباب بترزيع وهو عمال يقول : افتح يا عبد الرحمن ، افتح يا حامى الامانات .. افتح
ناصر جرى فتح الباب وهو مستغرب جدا ، واول مافتح لقى محمد فى وشه ، واول محمد ما شافه زقه فى كتفه وهو بيقول : ابن عمك ضيع بناتى وشرفهم يا ناصر ، بقى هى دى الامانة ، بناتى فين يا ناصر ، انطق وقوللى هم فين ، وفين حامى الحمى اللى ضيعهم
ناصر : بناتك بخير يامحمد وموجودين مافيش حاجة ، هم بس نزلوا مشوار مع امهم وابوهم
محمد بغضب : انا ابوهم مش حد تانى ، عبد الرحمن عمره ماكان ولا هيكون ابوهم .. انت فاهم ، وماتضحكش عليا ، انا عارف انهم مخطوفين ، يبقى ازاى نزلوا و زمانهم جايين ، ايه بقى التخريف ده ، وبعدين مش عيب تكدب عليا ، هو برضة دى حاجة ممكن تستخبى
ناصر وهو بيحاول يسيطر على غضبه : انا ماكدبتش على فكرة ، ولادك رجعوا بعد كام ساعة ، ولحقناهم
محمد بص لناصر بفضول اكنه بيحاول يستشف الكلام اللى قاله ده صدق واللا لا فناصر قال له : والله بناتك رجعوا وباتوا فى فرشتهم ، بس دلوقتى نزلوا مع امهم وابو….. اقصد وعبد الرحمن راحوا مشوار
محمد ابتدى يفصل شوية وقال بفضول : مشوار ايه ده
ناصر باضطراب وهو بيبص لعزة وفتحية : مشوار .. معرفش
وبعدين ناصر قال باستدراج و باستغراب : بس انت عرفت منين وجيت ازاى بسرعة كده
محمد اكنه بيجمع كلامه : هو انا عشان بعيد ابقى نايم على ودانى وماعرفش حاجة عن بناتى
فتحية هنا خرجت عن شعورها وقالت له بغيظ : لا والله فيك الخير ، ولما انت متابع كده اخبار عيالك وما انتش نايم على ودانك ياسى محمد ، مابتسألش عنهم ليه ، ده انت زى ماتكون صدقت انك خلصت منهم ورميتهم ، ده انت حتى مارفعتش سماعة تليفون مرة واحدة تسأل وتقول عيالى عايشين واللا لاقدر الله ميتين ، ده عيالك بقهرتهم انه يعدى رمضان واللا عيد واللا اى مناسبة وانت مابتفتكرش حتى تقوللهم سركم واللا ضركم ، ماتنطق وتقوللنا مين اللى جرى وبلغك بسرعة اوى كده ، وياترى بقى اللى بلغك بخطفهم مابلغكش برجوعهم ليه يا سى محمد
محمد كان بيسمع فتحية بجمود وبعدين قال : طليقة ابنك اللى بلغتنى يا ام عبد الرحمن
فتحية بغضب : قول كده بقى ، قول انكم عاملين رباطية مع بعض عشان تنكدوا على الواد ومراته وتقعدوا تعملولهم كل ساعة والتانية قلق
محمد بزعيق : وانا هتفق معاها عليهم ليه ، ثم انا اصلا ما اعرفش عنها حاجة ، انا اللى اعرفه انى وصل لى صور بسمة ونسمة ومبعوتلى معاها اقذر كلام ممكن يتقال ، عاوزانى اعمل ايه ، لما واحدة تقوللى ادى نتيجة انك تسيب بناتك اللى انت متطمن عليهم فى حضن عبد الرحمن والست فاطمة ، شوف نتيجته ايه ، بناتك اللى كان بيديهم كل ليلة للى يدفعله اكتر ، شوف بقى كام واحد اتمتع وانبسط مع بناتك ، بس عموما ماتقلقش ، انا قررت اساعدك واخلصك من عارهم خالص و مش هتشوف بناتك تانى طول عمرك
باك
عبد الرحمن وقف بغضب وهو بيشتم على شروق بافظع الشتايم ، وبعدين التفت لناصر وقاله بغضب : انت ماعرفتش هو نازل فين
ناصر : لا … بس ممكن يكون فى شقة ابوه
عبد الرحمن : طب هات مفاتيحك وتعالى معايا
فتحية : على فين يا ابنى دلوقتى
عبد الرحمن : الحكاية دى ماينفعش تتصفى ولا نتكلم فيها قدام فاطمة ولا البنات ، الحكاية دى لازم تخلص بعيد عن البيت ، فاطمة لو سمعت حرف واحد من الكلام ده ممكن تروح فيها
ناصر اقتنع بكلام عبد الرحمن وقال له : طب مش هتغير هدومك
عبد الرحمن : لا مش مشكلة ، الترنج ده كويس ، ياللا ، وبعدين التفت لعزة وقاللها : معلش ياعزة , انا عارف ان عيالك وحشوكى ، بس على الصبح ان شاء الله كده تقدرى تروحيلهم نكون فضينا الموال ده
ناصر : ماتشغلش انت بالك ، اهم مع امى وواخدين بحس بعض
بعد مانزلوا فتحية وعزة قعدوا يدعوا ان ربنا بجيب العواقب سليمة والموضوع مايكبرش عن كده
ناصر وعبد الرحمن نزلوا راحوا للبيت اللى فيه شقة ابو ناصر ، وكان فى السيدة زينب برضة بس مش فى نفس الشارع بتاع عبد الرحمن ، و اول ما وصلوا عند البيت ونزلوا من العربية ، لمحوا محمد قاعد على القهوة مع مجموعة من اصحابه بيشرب شيشة وبيلعب طاولة ، و صوت ضحكه جايب اخر الشارع ، فراحوا ناحيتهم واول ما محمد لمحهم بص لعبد الرحمن بصة غل
عبد الرحمن راح ناحيته و مد ايده والكل فاكر انه هيسلم عليه ، لكن اتفاجئوا ان عبد الرحمن مد ايده شد محمد من ياقة قميصه وضربه بالروسية ، وبعدين اداله بوكس فى وشه وراح سايبه
محمد المفاجأة خلته اتطوح فى وقفته وأصحابه اللى كانوا قاعدين قاموا بسرعة عشان يحوشوا عبد الرحمن اللى لقوه هو من نفسه ساب محمد ووقف وايده جنبه وهو بيبصله بغيظ
اصحاب محمد واللى كانوا معظمهم يعرفوا عبد الرحمن بحكم انهم زباينه فى المحلات بتاعته وجيران ، واحد منهم قال : فى ايه بس ياعم عبد الرحمن ، ماتصلى على النبى كده وتستهدى بالله ، مالك داخل حامى كده على الراجل
عبد الرحمن بص لمحمد وقال له : يا ترى حكيت لصحابك وانت قاعد تشيش وتلعب معاهم كده انا مدور بناتك ازاى
محمد بنرفزة : احترم نفسك ياعبد الرحمن واتكلم بادب عن بناتى
عبد الرحمن بسخرية : لا تصدق راجل
محمد : اوعى تفكر عشان خدتنى على خوانة انى هسكتلك على اللى عملته ده
عبد الرحمن بتهديد : واوعى انت تفكر ثانية واحدة انى كده خدت حقى منك على الكلام اللى قلته عليا وعلى بناتك يا ابو دم حر
عبد الرحمن ابتدى صوته يعلى وكمل كلام وقال : وعشان تعرف بقى انى جبت منك اخر ، انسى يامحمد انك ممكن تاخد معاك وانت ماشى رمش من رمش البنات ، واوعى تفكر انى هسمحلك انك تفرق بين البنات وامهم
محمد بزعيق : دول بناتى ، وطالما امهم اتجوزت يبقى خلاص ، مالهاش حق فيهم ، وهاخدهم غصب عنكم كلكم
ناصر بغضب : طب ما طالما عامل فيها سبع رجالة كده وسط اصحابك ، ايه رأيك نحكى قدامهم على رجولتك مع بناتك ومراتك يا محمد
محمد بغضب : ماتدخلش زيد فى عبيد يا ناصر ، انا دلوقتى بتكلم فى الاصول ، طالما فاطمة اتجوزت يبقى مالهاش حق فى ولادها
عبد الرحمن بغضب : اياك تجيب اسمها على لسانك تانى مرة ، انت فاهم واللا لا
وبعدين كمل بغضب اكبر : وانهى اصول دى اللى بتتكلم عليها ، الاصول دى اللى خلتك تسيبها هى وبناتها فى الغربة من غير ولا مليم ، الاصول اللى خلتك تسيبها تبيع دهبها عشان تعرف ترجع هى وبناتها بعد ماسيبتها فى البيت حتى من غير ولا لقمة ياكلوها
ناصر : واللا الاصول برضة هى اللى خلتك سيبتها من يوم ماسيبتها فى الغربة لحد النهاردة من غير ماتصرف مليم احمر على بناتك ، ولا حتى فكرت تعرف عاملين ايه فى مدارس واللا تعليم ، ده انت اصلا لو شفتهم دلوقتى مش هتعرف شكلهم
عبد الرحمن وهو بيفتكر : وبعدين انت من الاساس موافق على جوازنا ، ومبلغك من قبلها وعارف ، تقدر تنكر الكلام ده
محمد : ماكنتش اعرف انك خسيس لدرجة انك تعمل كده فى بناتى
عبد الرحمن هجم عليه تانى بغل ومسكه من ياقى قميصه بايديه الاتنين وهو بيهزه بعنف وبيقول له : اعمل ايه يا كلب ، وانت بقى عاوز تفهمنى انك مصدق الكلام القذر ده عليا وعلى بناتك ، طب يا كلب انت ماسألتش نفسك ان كانت امهم ممكن توافق على حاجة زى دى واللا لا ، وهو انا لو فعلا بعمل كده كان المفروض يا ابو دم حر انك تكون بتتكلم معايا عادى كده ،
ده انا لو حد قالى نص كلمة من الكلام ده على بنتى كنت جبت رقبته تحت رجليا، انت هتجننى … ده انت قاعد تشيش و بتلعب طاولة
ناصر كان واقف مانع اى حد يحوش عبد الرحمن عن محمد وهو بيزعق وبيقول : ماحدش له دعوة ، ده بنى ادم عاوز يتربى من اول وجديد
محمد : انا هاخد حقى منك بالقانون
عبد الرحمن رمى محمد من ايده وتف عليه وقال له : يبقى برضة تاخد بناتك بالقانون ، انا الاول كنت عاذر غضبك ، لكن بعد اللى انت قلته ده انا بحذرك تقرب من بيتى يا محمد .. يا سبع الرجال ، وعلى الله … شوف على الله .. انك تفكر بس مجرد تفكير انك تتعرض لحد من البنات
واحد من اللى موجودين على القهوة كان بيراقب كل اللى بيحصل من غير مايحاول انه يتدخل لحد ما عبد الرحمن وناصر كانوا هيمشوا فنده على عبد الرحمن بصوت عالى وقال : استاذ عبد الرحمن
عبد الرحمن التفت لقاه ظابط القسم اللى كان معاه فى موضوع البنات ، فسلم عليه وقال له : اهلا يافندم لا مؤاخذة ، ما اخدتش بالى من سعادتك
الظابط سلم عليه وقال له : انا كنت بشرب فنجان قهوة وشفت اللى حصل بس مارضيتش اتدخل ، وقلت يمكن تقدروا تحلوا الموضوع فى الاخر
عبد الرحمن اتنهد وهو بيتلفت يبص على محمد اللى لقاه قعد مكانه وبيكمل الشيشة بتاعته عادى جدا وكمان ابتدى يكمل لعب طاولة ، و ده خلاه يتغاظ منه جدا
الظابط شد عبد الرحمن وقال له : تعالوا اقعدوا وخلونا نتكلم مع بعض شوية
عبد الرحمن وناصر راحوا قعدوا معاه فالظابط قال : على فكرة انا اسمى محمود
عبد الرحمن وناصر : اهلا وسهلا
محمود : وعلى فكرة كمان .. انا اعرفك من زمان يا عبد الرحمن ، و زبون عندك ، بس يمكن عشان ما بجيش كتير وانت موجود فيمكن ماتاخدش بالك منى اوى ، انا اصلا ساكن فى الشارع اللى فى ضهر المحلات بتاعتك
عبد الرحمن : لينا الشرف سعادتك
محمود وهو بيبص على محمد : اللى فهمته ان الراجل ده يبقى ابو البنات مش كده
عبد الرحمن : ابو البنتين الكبار
محمود : طب وايه سبب الخناقة
عبد الرحمن حكاله كل اللى محمد قاله لناصر ، وقال له على موضوع الصور اللى شروق بعتتها لمحمد والكلام اللى بعتاهوله مع الصور
محمود : طب هو حد فيكم شاف الصور دى
ناصر : لا .. ماوراهاش لحد
محمود قام وقف وقال لهم : استنونى هنا وسابهم وراح ناحية محمد وطلع الكارنية بتاعه من جيبه ووراهوله ، فمحمد قام وقف وقال له : افندم ، اى خدمة
محمود شده بعيد عن الناس اللى قاعد معاهم وقال له : انا ظابط المباحث اللى مسئول عن قضية خطف بناتك
محمد : خير
محمود : وصلنى ان طليقة عبد الرحمن بعتتلك رسايل وصور على تليفونك تخص قضية خطف بناتك ، ممكن اشوفهم
محمد بص له لتردد وقال له : انا اسف ، ماينفعش اوريهملك
محمود باستغراب : وليه بقى
محمد بتردد : انا بناتى دلوقتى عرايس ، ومعلش يعنى سامحنى ، الصور اللى بعتتهملى مايليقش ان راجل يشوفهم
محمود : بس الصور دى المفروض انها مستندات مهمة فى القضية
محمد باضطراب : قضية ايه ، وانا مالى ومال القضية ، انا خلاص بناتى رجعوا ، وهاخدهم واسافر وخلصنا
محمود : بس اللى اعرفه ان طليقتك مش هتسيبك تسافر بيهم كده بسهولة
محمد ببرود : القانون فى صفى
محمود : عندك حق ، بس لازم تثبت الاول ان طليقتك مش امينة على بناتها
محمد بفضول : طب وانا اثبت الكلام ده ازاى
محمود : انت ممكن تسلمنى التليفون اللى عليه الصور والرسايل ، ونثبت الكلام ده فى القضية ، وانت تقدر تاخد بناتك على طول
محمد كان بيبص لمحمود زى مايكون بيدرس الكلام اللى قالهوله وبيوزنه ، بس فى الاخر قال له : اسف ماينفعش اديك الحاجات دى
محمود وقف وقال له : عموما براحتك ، بس انا ممكن اخد التليفون كله بامر النيابة انا كنت بحاول اخدمك ودى ، وانت اللى رافض مساعدتى ، بعد اذنك
محمود سابه وكان بيشوف ان كان هينده عليه تانى واللا لا ، لكن ماندهش عليه ولقاه استأذن من اصحابه اللى كان معاهم ومشى
محمود رجع لعبد الرحمن وناصر واول ماقعد معاهم تانى قال لهم : طليق مراتك ده وراه حاجة مش مظبوطة يا عبد الرحمن
عبد الرحمن : تقصد ايه يا افندم … حاجة زى ايه
محمود : مش عارف بالظبط ، بس انا عاوزك تحكيلى ظروف جوازك من ام البنات وظروف انفصالك عن طليقتك ، وكمان انفصال طليقتك عن اخينا ده
عبد الرحمن حكى له الخطوط العريضة وحكى له كمان على محاولات شروق الاخيرة وادعاءها قدامه ان مامتها ماتت قبل مايكتشف ان ده مش حقيقى
محمود سمع عبد الرحمن للاخر وبعدين قال له : عموما الموضوع كده فيه حاجة مش مفهومة
عبد الرحمن : حاجة زى ايه سعادتك
محمود : مش عارف لسه ، بس اوعدك انى هعرف ان شاء الله
بعد كده محمود قام وقال : سبحان الله ، انا كنت هربان من دوشة الشغل وقلت اشرب فنجان قهوة واروح انام ، بس الشغل ورايا ورايا
ناصر : الله يكون فى العون يا باشا
محمود : طب استأذن انا بقى ، وماتقلقش يا استاذ عبد الرحمن ، ان شاء الله كله هيبقى تمام
عبد الرحمن والانهاك قاتله : ان شاء الله يا افندم ، مع الف سلامة
عبد الرحمن كان خلاص فاضل له شوية وهيقع من قلة النوم والتعب والزعيق والخناق وكل حاجة ، ناصر لما شافه بالشكل ده ، مد ايده ساعده يقف وقال له وهو بيسنده : انت يادوب تلحق تنام لك شوية ، ياللا بينا
ناصر اخد عبد الرحمن و رجعوا البيت ، عبد الرحمن وصل السرير بالعافية واول ما وصل السرير واتعدل عليه ، نام وماحسش بنفسه غير تانى يوم وجرس الباب بيضرب ولما قام من مكانه ، بص جنبه لقى فاطمة لسه نايمة ، فراح يفتح الباب ، فلقى واحد قدامه جايبله استدعاء من النيابة ليه هو وفاطمة والبنات التلاتة
عبد الرحمن استلم الاستدعاءات ومضى عليها وقفل الباب وبيتلفت لقى فاطمة قدامة بتقول له : فى ايه يا عبد الرحمن ، ايه اللى حصل تانى
عبد الرحمن قال لها : ده استدعاء من النيابة ، عشان التحقيق
فاطمة بفضول : عاوزينا امتى
عبد الرحمن : بكرة ان شاء الله الساعة اتناشر الضهر
فاطمة هزت راسها وسكتت ، فعبد الرحمن باس راسها ورجع على الاوضة تانى وهو بيقول : انا هنزل اشقر على المحلات والمعمل ، واشوف الدنيا فيها ايه ، وبعدين هروح اجيب العربية وهرجع على الغدا .. ان شاء الله
فاطمة كانت زى ماتكون عاوزة تسأله على حاجة و مترددة ، فعبد الرحمن اتنهد وقاللها : اتكلمى على طول يافاطمة ، قولى اللى انتى عاوزة تقوليه على طول
فاطمة : هنعمل ايه مع محمد
عبد الرحمن خدها من ايدها قعدها على السرير وقاللها : انا مش عاوزك تقلقى يا فاطمة ، وماتشغليش بالك ابدا بالحكاية دى ، انسى انك سمعتى انه جه واللا موجود فى مصر من اساسه
وبعدها قالها بتاكيد … لازم تتأكدى ان بناتك مش هيبعدوا عن حضنك ابدا طول ما انا عايش .. مهما كان التمن