البارت الثاني والعشرون22
بقلم ايمى نور
= رائف ...انت نمت؟
اغمض عينيه بقوة يجز فوق اسنانه غيظا حين وصل اليه صوتها الهامس الرقيق جاعلا من جسده كتلة متوترة لكنه تجاهل سؤاله لتهمس مرة اخرى باسمه ولكن هذه المرة شعر بتحركاتها اقترابا منه تلفح حرارة جسدها ظهره فيسرع فى اللابتعاد حتى طرف الفراش يهتف بحدة وانفاس متسارعة
= عاوزة ايه زينة فى الليلة اللى مش عاوزة تعدى دى ؟
زينة بصوت رقيق ضعيف
=انا بس كنت عاوزة اسألك هروح معاك الشركة بكرة ولا لا
اخذ رائف يزفر عدة مرات ببطء محاولة تجاهل ما يفعله صوتها به وبمشاعره قبل ان يقول بخشونة
= لا .. لا انتى ولا سهيلة كمان
تخشب جسدها بقوة عنده ذكره لاسم تلك الحية تتراجع زافرة بحنق بعيدا عنه قائلة
= بخصوص الست سهيلة مش شايف ان قاعدتها هنا طولت زيادة عن اللزوم ومبقاش ليها معنى
رائف ببرود وهو مازال على حاله يعطى ظهره لها
= لا مش شايف وبعدين انا هنا اللى اقول ايه ينفع وايه مينفعش
شحب وجهها بشدة من قسوة رده تحاول ابتلاع غصة حلقها قائلة بضعف وحزن
= فعلا عندك حق ..تصبح على خير
تراجعت الى مكانها من الفراش تضم نفسها اليها بقوة تغمض عينيها بقوة وهى تمنع نفسها عن اى محاولة للبكاء فماذا كانت تنتظر ردا منه هل كانت تتوقع منه لينا بعد محاولتها الخرقاء لاغوائه منذ قليل لذا فلتصمت خيرا لها وتدعو ان يأتيها النوم سريعا رافة بها
بعد رده القاسى عليهاهذا.....
اخذ رائف يلعن نفسه الاف المرات على قسوته وجفاءه معها يتردد بين كل ثانية واخرى حتى يلتفت لها لكن تأبى عليه كرامته التنازل ليظل على حاله هذه فترة طويلة يتاكله الذنب حتى انتصر اخيرا نداء قلبه فيلتفت ببطء ناحيتها هامسا برقة واسف
= زينة .... انا مقصدتش بس كنت .....
صمت عن حديثه بغتة حين راى وضعية استلقائها وتكورها حول نفسها بتلك الطريقة فيتراجع مستلقيا مرة اخرى يتنفس بعنف لاعنا نفسه بهمس قبل ان يتحرك مرة اخرى فى اتجاهها بهدوء حتى اقترب منها يضع ذراعه حول خصرها يضمها اليها حتى التصق ظهرها بصدره تماما لتنتفض شاهقة بعنف فزعة فمن الواضح انها قد سقطت فى النوم فى تلك اللحظات التى استغرقها لتأنيب نفسه
فينحنى الى اذنيها ينحى شعرها الى الجانب هامسا برقة شديدة
= هشششش نامى يا زينة نامى وخلينى انا كمان انام
ارتخى جسدها بين ذراعيه تتنفس بعمق تغمض عينيها مرة اخرى ترتسم على ثغرها ابتسامة مطمئنة ليزيد هو من ضمها اليه اكثر دافنا وجهه فى عنقها مستنشقا رائحتها بعمق الى داخل صدره عينيه مغلقة براحة وتمتع يشعر ومنذ وقت خصامهم فور ان احتضنها بين ذراعيه بالنوم يدق ابواب جفونه دون اى جهد منه لاستدعائه فيستكين بين دفء
جسدها مستسلما له
................
استقظت زينة من نومها تشعر بالحرارة الشديدة وثقل شديد جاثما فوق صدرها ففتحت عينيها مثقلة بالنعاس فتصدم حين رات راسه بشعره شديد السواد يستكين فوق صدرها بينما ذراعيه تلفها بقوة تضم جسدها اليه انفاسه الدافئة تلفح عنقها بنعومة وبطء
فتحت عنينها باتساع وذهول تتسأل كيف حدث هذا فاخر ما تتذكره هو سقوطها فى النوم بعد لحظات من رده القاسى عليها عند ذكرها لسهيلة ووضعها هنا
تنهدت برقة وهى تلامس باطراف اصابعها خصلات شعره بنعومة قبل ان تبتسم بحنان حين همهم فى نومه تهمس برقة
= مش مهم حصل ازاى المهم انه فى حضنى قريب من قلبى
خفضت شفتيها تقبل شعره قبلة طويلة اودعت فيها كل مشاعرها له لتأتى همسة منه باسمها اثناء نومه وذراعيه تزداد فى ضمها اليه كنسمة رقيقة تلامسها فاجابته بهمس مماثل تجيبه بنعومة لتفاجىء به يرفع راسه ناظر لها بعينين نصف مغمضة لثوانى مرت عليها كدهر تنتظر انتفاضته بعيدا عنه لكن ماحدث تاليا عكس ما توقعته تماما اذ وجدته يدفن وجهه فى دفء عنقها يلثم حناياه بنعومة ورقة قبلات بالكاد تلامس بشرتها قبل ان تنتقل سريعا لمكان اخر حتى وصل بها الى شفتيها فاخذ يقبلها بشغف وحنان لم يترك لها اية فرصة سوى ان تستجيب له ولقبلاته المحمومة حتى تبدل الحال فجاءة حين انتفض مبتعدا عنها ينظر اليها ذاهلا قبل ان يهمس كما لو كان لنفسه
= انا كنت فاكر انى بحلم
طالعته ذاهلة هى الاخرى تفتح فمها تنتوى سؤاله عما يقصد لكنه لم يترك لها مجالا تجده ينهض سريعا من الفراش كما لو كانت تلاحقه شياطين الارض جميعها يسير فى اتجاه الحمام بخطوات سريعة يغلق بابه خلفه بقوة جعلتها تنتفض فى مكانها من شدتها
تنهض سريعا هى الاخرى من الفراش وهى تلوك شفتيها غيظا هاتفة بحنق
= حلم ....بقى كنت فاكره حلم يا سى رائف طيب هشوف بقى الحقيقة ولا الاحلام بتاعتك مين فيهم اللى هيكسب فى الاخر
❤❤❤❤❤❤
وقف امام طاولة الزينة يحاول عقد ربطة عنقه بذهن شارد واصابع مضطربة عينيه تخونه تقريبا كل ثانية ناحية صورتها المنعكسة فى المرآة امامه وقد خرجت للتو من الحمام تلف حول جسدها منشفة وردية كبيرة اما شعرها فقد تركته منسدلا بنعومة ولمعان فوق ظهرها بعد ان نزعت عنه المنشفة فور خروجها وهاهى تجلس الان فوق الفراش تنظر اليه اعينهم تتقابل من خلال صورتهم المنعكسة سوا فوق المرآة هى بنظرات حاولت رسم البراءة فيهم وهو باضطراب فيجد نفسه يتوقف عما يفعله زافرا بحنق قبل ان يسألها بخشونة
= ممكن اعرف قاعدة عندك كده ليه قومى البسى هدومك هتاخدى برد
هزت كتفها بلا اكتراث تتراجع الى الخلف فى جلستها تنسد بكفيها فوق الفراش قائلة بهدوء
= مستنية اما تخرج علشان ابقى براحتى
اغمض عينيه بقوة يحاول السيطرة حتى لا ينفجر فيها يفرغ حنقه كله منها وما تفعله به فى تلك اللحظة يحاول التنفس بهدوء فترتسم ابتسامة غبطة خبيثة فوق شفتيها تمحوها سريعا حين فتح عينيه مشتعلتين بقوة وقد فشلت كل محاولاته لتجاهل صورتها هذه بمحاولة اغماض عينيه فيجدها مطبوعة خلف جفنيه فتجعل من مهمته هذه شاقة لينتزع ربطة عنقه من حوله عنقه هاتفا بحنق
= خدى راحتك انا هسيبلك الاوضة خالص
فاتبع كلماته بالتحرك فعلا ناحية باب الغرفة مغادرا بخطوات عصبية سريعة لتبتسم بانتصار وخبث قائلة بتهكم
= وهتروح منى فين يا بتاع كنت فاكره حلم انت
...............
نزل الدرج سريعا هاربا حرفيا من غرفتهم يحاول عقد ربطة عنقه باصابع مرتعشة مناديا عزة بصوت عالى مضطرب لتهرع اتيه من المطبخ بخطوات سريعة متعثرة تسأله بحذر
= افندم يا رائف بيه
سألها بصوت خشن وهو مازل يولى اهتمامه لربطة عنقه
= الفطار جاهز ؟
تلعثمت عزة قائلة بسرعة
= ثوانى وهيكون جاهز ومعاه قهوة حضرتك كمان
ضغط فوق اسنانه بحنق قائلا
=لسه هتحضريهم؟ خلاص متعمليش حاجة انا رايح الشركة روحى شوفى شغلك
تحركت عزة من امامه سريعا تغيب خلف الباب المؤدى للمطبخ وما هى ثوانى حتى اتى صوت من خلفه يسأله بدلال
= اكيد مستنينى نروح الشغل سوا مش كده اغمض رائف عينيه بقوة وضاغطا فوق اسنانه
قبل ان يلتفت الى سهيلة الواقفة خلف ينوى الرد عليها مزيلا امالها فورا لكن توقف حين لم تلك الواقفة اعلى الدرج عينيها تطلق سهام غضبها نحوهم فيبتسم برقة زائفة قائلا
= لاا انا مش محتاجك النهاردة فى الشركة اخدى اليوم اجازة بس عاوز منك خدمة تانية
سهيلة بلهفة عينيها تلتمع بالفرحة
= انا مستعدة اعملك ايه حاجة تطلبها مهما كانت
اشار رائف لربطة عنقه يبتسم ببطء وعينيه ترتفع خفية مراقبا ردة فعل معذبته على ما سيقول
= ممكن تربطهالى اصل حاولت كذا مرة و مش عارف واتاخرت فعلا على الشركة
هزت سهيلة راسها بلهفة وفرحة تمد يدها الى ربطة عنقه تعقدها سريعا تمرر يدها فوق صدره تساله بنعومة ودلال فور انتهاءها
= ايه رايك ؟ وربطتها بسرعة كمان
شكرها بصوت عملى سريعا متجاهلا تلك الواقفة بجمود تتابع ما يحدث يتجه ناحية باب الخروج ينوى المغادرة لتمسك به سهيلة من ذراعه توقفه قائلة بسرعة
= استنى مينفعش تمشى من غير فطار ثوانى هخلى عزة تحضر لينا انا وانت الفطار
وتحركت فى اتجاه المطبخ ليتجاهل رائف قولها يتحرك مرة اخرى للمغادرة فور اختفائها
لكن يأتى صوت حازم قوى مناديا باسمه علم بغضب صاحبته فيتوقف مكانه ملتفتا اليها يتابعها بتسلية وهى تنزل الدرج بعنف تتجه اليه بخطوات سريعة قبل ان تتوقف امامه تماما تنظر اليه لثوانى بعينين صعب عليه قرائتها قبل ان ولمفاجئته تمسك بربطة عنقه تحلها سريعا بغضب وحنق قائلة بطفولية
=كده احسن روح بيها الشركة كده
ثم تركته مغادرة ليقف مكانه تتسع عينيه بصدمة للحظات وهو تابعها بذهول حتى اختفت فى غرفة المعيشة فترتسم فوق شفتيه ابتسامة مرحة لم يستطع مقاومتها يهز راسه بقلة حيلة من افعالها قبل ان يغادر المنزل سريعا و بهدوء
❤❤❤❤❤❤❤❤
عند وصوله الى مكتبه اعلم شاهى الجالسة فوق مقعدها تمسك باحدى ادوات التجميل تصبغ به شفتيها ان تتبعه لتترك ما بيدها بارتباك تتعقبه سريعا حتى دخلا المكتب ليحديثها رائف قائلا اثناء جلوسه خلف مكتبه بجدية وحزم
= شاهى اعمل حسابك الشغل كله هيبقى عليكى الايام الجاية ولو محتاجة مساعدة اطلبى ده الاستاذ معتز هو هيشوف حد يساعدك
هزت شاهى راسها بالموافقة لكنها لم تستطع مقاومة فضولها لتسال بلهفة
= طيب مدام زينة ومدام سهيلة راحو فين
زفر رائف ترتسم علامات الالم فوق وجهه قائلا
مدام سهيلة مش هتنفع معانا فى المرحلة الجاية لانها مش فاهمة شغلنا لسه اما مدام زينة.....
صمت رائف قليلا وجهه ينطق بالكثير لكنه اسرع بتمالك مشاعره قبل ان يزفر قائلا
= مش هخبى عليكى يا شاهى انا وزينة اتفقنا على الطلاق وكل حاجة هتنتهى بينا خلال ايام
التمعت عينى شاهى بالفرحة والسعادة لتظهر على جميع ملامحها تفشل تماما فى محوها عنها لكنها اسرعت بالقول باسف مصطنع
= اسفة بجد يا رائف بيه ومش بصراحة اقولك ايه
رائف بصوت اسف هو الاخر قائلا
= متقوليش حاجة يا شاهى كل شيئ قسمة ونصيب واحنا كان ارتبطنا من البداية غلط
اسرعت شاهى مأكدة كلامه بلهفة
= طبعا يا فندم هى كانت اساسا تطول تتجوز واحد زيك وبعدين .......
هتف رائف بقوة مقاطعا حديثها قائلا بحزم وخشونة
= خلاص انتهينا من الكلام فى الموضوع ده واتفضلى يلا على مكتبك
اسرعت شاهى تهز راسها باليجاب تسرع فى اتجاه الباب ليوقفها صوت رائف قائلا بحزم
= كمان دقايق وهيوصل ضيف مهم عندى اول ما يوصل مش،عاوز اى مكالمات واجلى كل حاجة لحد ما اديكى اوامر تانية
هزت راسها بالموافقة قبل ان تخرج من الباب تغلق خلفها تتجه لمكتبها ببطء وشرود ما ان استقرت خلفه حتى فغرت فاها بذهول وهى ترى تلك امراة شديدة الجمال تقف امامها تسألها بصوت ناعم
= صباح الخير . لو سمحتى رائف موجود ؟
جلست شاهى تنظر ببلاهة لتلك الزائرة قبل ان تهز راسها ببطء بالايجاب لتكمل المراة بثقة
= ياريت تقوليه سوزان هانم الشريف جات حسب الميعاد بينا
نهضت شاهى سريعا قائلة باحترام شديد
= اهلا بحضرتك ثوانى وهبلغ رائف
ثم اتجهت ناحيه مكتب رائف تدخله تغيب داخله لثوانى قبل ان تخرج تشير لسوزان بادب بالدخول تغلق خلفها الباب بعد دخولها تبتسم بجزل وعينيها تلتمع بالجشع هامسة
= ده النهاردة يوم سعدى خبارين وفوقت واحد انا لازم اخذ منه ضغف اللى متفقين عليه على كل خبر
ثم اتجهت بخطوات متلهفة الى مكتبها تمسك بهاتفها تضغط زر الاتصال لتنظر للحظات قبل ان تهتف بلهفة
= عندى ليك خبرين النهاردة اهم من بعض بس لازم نتفق على حسابنا الاول
صممت قليلا تستمع لطرف الاخر قائلة بعدها = اتفقنا ...شوف ياسيدى .....
💜💜💜💜💜💜
ساد صمت قاتل ارجاء المكتب جلس رائف خلاله يتكأ براحة الى ظهر مقعده يدير القلم بين انامله بينما جلست سوزان امامه جسدها كله ينبض بالتوتر والعصبية فتتنحنح بصعوبة تتحدث بعدها بصوت حاولت اظهار الهدوء فيه
=انا مكنتش مصدقة لما مجدى قالى انك طالب وحابب اننا نقعد مع بعض ونتفاهم وصقنى يا رائف انا ندمانة جدا على كل حصلت منى فى حقك وحق والدت.....
قاطع رائف حديثها بغضب مكبوت ينهض من خلف مقعده يتحه ناحية النافذة ينظر من خلالها قائلا
=اعتقد كلامنا عن اللى حصل زمان مش هفيد بحاجة دلوقت يا سوزان خلينا نتكلم فى المهم احسن
نهضت سوزان هى الاخرى تهتف بلهفة
= انا موافقة على اى حاجة شوف انت ايه المناسب وانا معاك
التفت اليها رائف يقيمها بنظرات غامضة زادت من توترها اكثر واكثر حتى تحدث اخيرا قائلا = شوفى يا سوزان من لف ولا دوران انا مستعد اسيبلك كل التركة بس بشرط واحد
التمعت عينى سوزان بالجشع تهتف سريعا وبلهفة
= وانا موافقة عليه نقدر نروح للمحامى امتى
ابتسم رائف ساخرا قائلا بتهكم
= طب مش تعرفى شرطى الاول هو ايه قبل ماتوافقى
انطفئت عنينها لا تدرى لما ينتابها هذا الشعور ان الاتى لن يعجبها فتسأله بقلق
=طيب ايه هو الشرط ؟
رائف بهدوء وحزم
القصر ...عاوز القصر والباقى من التركة حلال عليكى
هنا وسقطت سوزان فوق مقعدها بضعف تشعر بعدم قدرة قدميها على حملها تشعر كمن سقط من ارتفاع شاهق ولا امامه اى فرصة للنجاة
💜💜💜💜💜💜💜
دخلت زينةالى غرفتها جسدها كله يشتعل بالغضب تتمنى لو كان فى استطاعتها قتل احدهم فى تلك اللحظة وليس من الصعب عليها ايجاد هذا الشخص فلن يكون سوى تلك الحيزبونة المدعوة بسهيلة فمن بعد خروج رائف وهى لم تمرر فرصة الا وقد فرضت شخصيتها فيها تلقى بأوامرها هنا وهناك على جميع العاملين بالمنزل امام زينة المتابعة بصمت لا تريد الدخول معها فى صراع لا يعلم نتائجه خاصة فى ظل احوالها المتوترة مع رائف لاتريد زيادة حدة الامور بينهم حتى جاءت النقطة التى فاض بها الكأس حين اتت عزة اثناء جلوسهم فى غرفة الاستقبال تطلب رايها عن الاصناف التى ستعدها للغذاء وهنا هبت سهيلةدون تمهل تعدد لها عدة اصناف بلهجة مسيطرة شديدة الحزم لتقف عزة بعد انتهائها تنظر الى زينة بتردد فى انتظار رائيها لتهب سهيلة هاتفة بغضب
= واقفة عندك مستنية ايه روحى يلا شوفى شغلك واياك الغدا يتاخر عن ميعاده
اشارت زينة بهدوء لعزة بالانصراف رغم النيران التى تشتعل بداخلها حتى خروج عزة لتلتفت الى سهيلة قائلة بصوت هادىء حازم
= اعتقد يا سهيلة هانم انك مش من المفروض تتعاملى مع موظفين الفيلا بالشكل ده ولا انك تدخلى فى امورها بالشكل ده
تراجعت سهيلة فوق مقعدها تضع قدما فوق اخرى قائلة ببرود وخبث
= اسفة يا زينة يا حبيبتى انا عارفة انه بيتك بس متزعليش منى واضح جدا ان الامور هنا ماشية بتسيب خالص..
ثم نظرت الى اظافر يدها تتأملها تكمل بسخرية وابتسامة خبيثة
= انا عارفة انه غصب عنك خصوصا انك مش متعودة على ادارة امور فيلا بالحجم ده ولا على حياة بالشكل ده فانا بحاول اساعدك مش اكتر
التمعت عينى زينة بقوة تدرك المغزى من وراء كلماتها واشارتها الى اصلها البسيط لذا ردت عليها بهدوء وثقة
=متشكرة جدا ليكى ياحبيبتى بس زاى ما قلتى ده بيتى انا وانا اللى اقول ايه اللى مناسب وايه لا ويااريت متنسيش انك مش،اكتر من ضيفها طالت او قصرت فترة وجودك معانا ففى الاخر هتسبينا هتمشى
ضحكت سهيلة بقوة تنهض من مكانها تقترب منها هامسة بخبث
= متبقيش واثقة اووى كده محدش عارف مين فينا اللى ضيف هنا وايام وهيمشى
ثم غادرت سريعا بخطوات واثقة مائعة تاركة زينة مكانها تشعر بالبرودة تتخلل جميع انجاء جسدها من معنى كلماتها المسمومة تزيح للشك مكانا بداخلها تتساءل عن مدى معرفتها بما يحدث بينها وبين رائف من توتر وخلافات
ظلت تجوب ارجاء غرفتها تحاولت تهدئة افكارها وظنونها حتى تعالى رنين هاتفها يخرجها من شرودها ترفعه اليها ليتجمد جسدها بشدة تصتك اسنانها حين تعرفت على هاوية المتصل تنظر الى الهاتف للحظات برعب كما لو كان تحول لافعى قاتلة بين اناملها حتى توقف رنينه ولكن لم يملها فترة لالتقاط انفاسها حتى تصاعد مرة اخرى لتضغط زر الاجابة تجيب برهبة ليقابلها صوت اصبحت تعرفه خير المعرفة قائلا بسخرية
= ايه يا حياتى مش عوزة تردى عليا ولا ايه
لم يتلقى منها اجابة ليكمل بدهشة مصطنعة
= ايه ده وكمان زعلانة منى ومخصمانى كمان
لااااا دانا كده لازم اصالحك بنفسى
زينة بتلعثم وصوت خائف مرتعب
= عاوز ايه دلوقت
ضحك فريد بصخب قائلا بخبث
= من ناحية اللى عاوزه فانا عاوز كتير بس مش وقته انا بكلمك علشان اقولك برافو عليكى انك قدرتى تنفذى اتفقنا وان انا كمان هنفذ اللى عليا منه واعتبرى ان رائف فى امان
عقدت زينة حاجبيها بحيرة تسأله بخفوت
= انا مش فاهمة انت تقصد ايه
فريد بشك وصوت حاد
انتى مش طلبتى الطلاق من رائف وخلاص هتنفصلوا
تنهدت زينة بحزن تهمس
= انت عرفت بدى كمان
ضحك فريد مرة اخرى بمرح
=طبعا يا حياتى انا مفيش حاجة تستخبى عليا وبتوصل لحد عندى المهم الطلاق هيحصل امتى انا معنديش صبر للف والدوران ده
ابتلعت زينة لعابها بصعوبة تجيبه بهمس
=مش عارفة رائف قال انها كلها ايام بعد ما ينتهى من .....
اغمضمت عينيها بقوة تضغط فوق شفتيها بارتباك تلعن نفسها الف مرة فقد كاد تخبره بما قاله رائف عن محاولته والتدبير لتخلص منه لتتفتح عينيها بصدمة وذهول حين اكمل فريد حديثها قائلا بثقة وهدوء
= ايوه عندى خبر بالموضوع التانى وعرفت انه ينهى موضوع وصية ابوه عموما انا حبيت اعرفك انى عرفت بالاخبار الجديدة واستنى منى تليفون تانى بس بعد ما كل حاجة تنتهى سلااام ياحياتى
اغلق الخط بعدها فورا لكن ظلت زينة مكانها تدور افكارها بداخلها كدوامة تتساءل عما يخدث من حولها فهناك شيئ غامض لا تستطيع فهمه ولكنها كل ما تعلمه الان ومتأكدة منه انها يجب ان تخبر رائف بتلك المكالمة ولن تخفى شيئ عنه بعد الان
💕💜💕💜💕💜💕💜💕💜
ظلت فى غرفتهم تجوبها بتوتر وعصبية تنظر بين كل لحظة واخرى الى الساعة تطالع الوقت فيها تزفر بحدة صارخة
= اتاخر ليه كل ده انا مش فاهمة بيعمل ايه فى الشركة كل ده
نظرت الى الساعة مرة اخرى ترى الوقت قد تعدى التاسعة لتتحرك مرة اخرى تجوب الغرفة مرة اخرى تفرك كفيها بعصبية قبل ان ترهف السمع حين وصلها صوت سيارته لتتنهد براحة لكن اتسعت عينيها فزعا قبل ان تهمس بغيظ تضيق عينيها
= انزل الحقه قبل الحيزبونة ما تستقبله ويا وياولها منى لو اللى حصل امبارح اتكرر تانى
ثم اسرعت تجرى فى اتجاه الباب تخرج منه سريعا حتى وصلت الى بداية الدرج تتوقف مكانها حين رات ما كانت تخشاه يحدث امامها فتلك الوقحة تقف معه فى منتصف البهو تضع يدها تتلمس ربطة عنقه شعرت كما لو اشعلت فيها النيران لتهبض سريعا فى اتجاههم يصل اليها صوت رائف البارد
= مفيش يا سهيلة حاجة قلتلك
سهيلة بدلال وميوعة
= اكيد المكتب من غيرى كل اموره كانت ملخبطة مش كده
لتأتى اجابة زينة عليها وقد وقفت تستند بجسدها فوق حاجز الدرج قائلة بحزم وجدية ودون لحظة تفكير واحدة
= انا معرفش ايه الوضع بالنسبة للشركة بس احب اقولك بالنسبة للوضع هنا فى بيتى انى مستغنية عن خدماتك يا سهيلة هنا واحب اعرفك انك بقيتى ضيفة مش مرحب بيها هنا تانى
اتسعت عينى سهيلة بذهول وجهها يكاد ينفجر من شدة غضبها تلتف الى رائف الواقف يتابع ما يحدث بهدوء تهتف باستنكار
=شايف يا رائف بتقولى ايه انتى هتسيبها تهنى بالشكل ده ادامك
ارتعشت زينة تشعر بضربات قلبها تتعالى بعنف تلعن نفسها الان على تسرعها ونطقها بكلماتها تلك امامه فهو لن يتهاون ثانية فى توضيح مكانتها وحجمها الحقيقى فى هذه المنزل امام تلك الحية فتصبح مصدر لسخرية لها فوقفت بارتباك تنتظر اجابته تسمعه يزفر بقوة قائلا بهدوء
= زاى ما قالت زينة يا سهيلة ده بيتها ومقدرش افرض عليها تستقبل مين فيه واذا كان ده قرارها فانا .....
قطع كلاماته يهز كتفه بقلة حيلة فيسود صمت قاتل ارجاء المكان بعد كلماته الهادئة هذه تتابعه زوجان من العيون يكادون ان يخرجوا من محجريهما من شدة الصدمة والذهول حتى همست سهيلة بذهول
= بقى كده يا رائف ؟طب وهروح فين وانت عارف ظروفى مع فريد
تنبهت حواس زينة انتظار لرده فيجيبها رائف بلا مبالاة
= متقلقيش من الناحية دى انا اتصرفت و بخصوص شغلك انا دبرت ليكى وظيفة فى شركة ليها تعاملات معانا وكل شيىء اتحل
بعد انتهاء حديثه شعرت زينة بالرغبة للقفز عليه تمطره بقبلاتها وتبثه كل حبها وتقديرها له فى تلك اللحظة لكنها اقنعت نفسها بالتعقل حتى صعودهم الى غرفتهم وقتها لن يرحمه احد منها ابدا فالصبر اذا .
فى تلك اللحظة رات سهيلة تهز راسها بحزن ترفع عينيها الممتلئة بالدموع تهمس
=شكلك فعلا رتبت كل حاجة مفيش لزوم للكلام عن اذنكم اطلع اجهز حاجتى
ثم اسرعت بصعود الدرج تتعالى شهقات بكاءها فيزفر رائف قبل ان يتحرك لصعود الدرج بهدوء متجاهلا زينة تماما والتى ظلت تتابع صعوده باهتمام قبل ان تقرر اتباعه فلديهم حديث و ليلة طويلة لم تنتهى احداثها بعد