قصة انت حقى انا البارت الثالث عشر13 بقلم نورهان حسني


قصة انت حقى انا
البارت الثالث عشر13
بقلم نورهان حسني


دخل التؤامان الحجرة وحنين تتفحصها بعيونها بخوف..حجرة شبه خاوية لا يوجد بها إلا كرسيان صغيران و فراش صغير يجلس عليه رجل في عقده الخامس ينظر لهم بغضب..ويديه مقيدة في الفراش.. 
حنين بخوف:إي دا يا عز 
أجلس عز أخته علي أحد الكراسي و هو علي الكرسي الآخر وقال بحدة:دكتور شاكر المهدي من أمهر دكاترة الطب الشرعي في الغش و الرشاوي والمتاجرة بأعضاء الناس..كان متجوز لحد ما شاف مراته في سريره مع واحد غيره 
شاكر بعصبية:أخرس يا كلب أنت مجنون أنت مفكرني هسكتلك يبقي .. 
عز مقاطعا بصوت رجولي أرعب شاكر وحنين:لما أكلم تسكت يا كلب 
وضع عز قدم علي قدم و أكمل كلام بسخرية:المهم حاول يقتل مراته بس الراجل اللي كان معاها ضربه لحد ما أغمي عليه و لما صحي لاقي مراته هربت معاه المهم كان ليه بنوتة كدا نعم التربية بتشتغل في بيوت دعارة 
حنين بخوف من نظرات شاكر وطريقة أخوها:عز يلا نمشي 
قام عز من موضعه وأنحني في اتجاه حنين وقًبل رأسها قائلا:متخافيش أنا معاكي 
اتجه عز ناحية فراش شاكر وقال بصوت غاضب:حصل إي يوم حادثة أبويا يا شاكر 
حنين بصدمة:عز إي علاقته بموت بابا 
عز بسخرية:دا اللي هعرفه من الدكتور لو حابب يخرج من هنا علي رجله 
أكمل عز كلامه وهو ينظر لشاكر بغضب:حصل إي في حادثة حسن السيوفي 
شاكر بغضب:معرفش حد بالإسم دا 
عز:ممممم شكلك عايز تتطول معايا 
اتجه عز إلي أخته و أحاط كتفها بيده وخرجوا من الغرفة وقال عز للرجال:سيبوه كدا يومين ثلاثة و كملوا شغل في اللي طلبته منكوا 
الرجال:حاضر 
هبط عز إلي سيارته بصحبة اخته التي كانت في حالة من الصدمة وقبل أن يقود عز السيارة قالت حنين:مين دا يا عز 
عز:دا الدكتور بتاع الطب الشرعي اللي طلع تصرح إن بابا مات موته عادية 
حنين بصدمة:نعم؟؟؟وهتسيبوه كدا 
عز:الدكتور دا وراه بلاوي و انا عايز أوصل لكل حاجه براحتي 
حنين:ومين الرجالة اللي فوق دول كمان 
عز:هتفهمي كل حاجه في وقتها 
حنين بضيق:يا عز مينفعش نخبي حاجه عن بعض خصوصا في الموضوع دا 
عز:يا حبيبتي صدقيني أنا مش بخبي عنك حاجه بس لما .. 
قطع كلام عز وحنين سيارة تقترب منهم وتقف أمام سيارة عز.. 
عز بقلق:خليكي هنا متنزليش 
هبط عز من سيارته في نفس اللحظة التي هبط هو الآخر من سيارته..رفع يده ببطء وأنزل الكاب الذي كان يغطي رأسه لتتسع عين حنين وعز دهشة ويقولوا في صوت واحد:أدهم
خرجت حنين من السيارة واتجهت ناحية عز ليقول عز بقلق:في إي يا أدهم 
أشار له ادهم أنه يريد الحديث معه في مكان منعزل..ليصحبه عز إلي الشقة العلوية ويطلب من الرجال أن يخلوا أحد الغرف لهم..لتجلس حنين بجانب عز وأدهم في مواجهتهم..أشعة شمس بسيطة تنير الغرفة.. 
حرك عز يده بمعني "في إي" 
نظر لها بحزن..نظرة أربكته وأربكتها..لملم شتات نفسه وحرك شفتيه ببطء شديد ليظهر صوت رجولي يحمل في طياته آلام و حزن..ليتكلم أدهم قائلا:أنا عارف مين اللي قتل عمو حسن 
اتسعت عين عز وحنين دهشة..اسئلة كثيرة دارت بذهنهم...أدهم يتكلم!! ما الذي يعرفه عن مقتل أبيهم!! لماذا ظل صامت سنين!! منذ متي وهو يتكلم!! أهي خدعة منه منذ سنين !! أم ماذا!! 
حركت حنين رأسها بعنف وهي تحاول جاهده ان تتذكر متي سمعت هذا الصوت ؟؟؟و لكن كانت محاولاتها كلها فاشلة..نظر لها أدهم نظرة ذات معني لم تفهمه هي وأخرج ملف كان يخفيه في الجاكيت.. 
حرك أدهم مرة أخري شفتيه ولكن بتعب وبات يحكي لعز وحنين ما الذي يعرفه عن مقتل والده وكيف عرفه؟؟ و ما مضمون تلك الأوراق!! 
سأله عز "هل فقدت حقا قدرتك علي الكلام أم ماذا" 
رفض أدهم الإجابة عن هذا السؤال و طلب منهم ان يظل هذا سر بينهم وألا يعلم احد أنه يتكلم.. 
انصاع التؤامان لرغبة أدهم..و بدأ الثلاثة في وضع مخططهم للإيقاع بقتلة حسن وما تخفيه طيات ملفات أدهم وكلامهم.. 
........................... 
بعد هذا اليوم وأصبح الثلاثة يلتقون كل يوم سرا في العمارة المهجورة..يحاولون جاهدين أن يصلوا إلي دليل مثبت علي القتلة..بينما الدكتور شاكر كما هو ملتزم الصمت.. 
و في أحد الأيام..بينما هم مجتمعين كعادتهم...رن هاتف عز باسم جهاد..فاستئذن منهم وخرج للحديث في الشرفة و ترك الباب مفتوحا.. 
نظرت حنين إلي ادهم بحزن لا تعلم من أين أتي بتلك القوة التي جعلته قادر علي تحمل كل تلك الهموم ولا يشارك بها أحد!! تعلم أن مازال بداخله أسرار و أسرار ولكن لماذا يظل صامتا؟؟لماذا هذا الحزن في عينيه!! 
تنهدت حنين بحزن وأعادت النظر إلي جهازها الحاسوب..خطف أدهم نظرة عابرة إلي حنين وأمسك بفنجان قهوته ليجده خاليا..قام أدهم من موضعه لتحضير فنجان قهوة آخر ليجد أن البن قد نفذ..زفر أدهم بضيق وعاد إلي موضعه وأكمل النظر إلي حاسوبه..أما حنين قامت من موضعها هي الأخري وخرجت من الغرفة تحت نظرات أدهم المتعجبة والمشتعلة غيرة من خروجها فجأة وسمعها تنده علي "طارق" بعد أقل من دقيقة...عادت حنين ومعاها ثلاث أكواب عصير مانجو و وضعتها علي المنضدة..حملت كوب بيد مرتعشة وقالت:أدهم أتفضل
رفع أدهم نظره عن الحاسوب..وابتسم ابتسامة صغيرة وقال:شكرا

بعد دقائق معدودة..خرج عز من الشرفة وعلي وجهه ابتسامة صغيرة...حمل كوب العصير و أعاد النظر إلي حاسوبه وهو يقول لنفسه "أنا غلطان إني قولت أستني فرح ماهر وأمجد عشان كتب الكتاب انا اللي جبته لنفسي" 
.............................. 
بدء العد التنازلي لحفل زفاف "ماهر و فرح" و "أمجد و رقية" القصر في حالة الإستعداد القصوي..الكل مشغول بين تحضيرات عش الزوجية للعرسان و شهر العسل و قاعة الزفاف و الضيوف و الفساتين و كتب كتاب "عز و جهاد" اللي هيكون في اليوم دا.."ماهر و أمجد" الإتنين علي أحر من الجمر في انتظار يوم الفرح..كل واحد مستني اللحظة اللي حبيبته تبقي مراته وحلاله قصاد العالم كله..أما سميرة فبرغم فرحتها لفرح بس حزنها كان أكبر..مش مصدقة إن البنت اللي عوضتها عن احاسيس كتير اتحرمت هيجي اليوم اللي تزفها بإيدها لبيت الراجل اللي اختارته..لسه شيفاها البنت الصغيرة اللي جابتها بيتها وكانت بتخاف عليها من نفسها..لسه سامعه أول "ماما" منها لما في يوم صحيت ومكنتش جمبها..الحال مختلفش كتير عند سناء..مش مستوعبة إن "أمجد" بقي عريس..خلاص الطفل اللي كانت بتجري وراه عشان يكمل أكل هيبقي عريس ويشيل مسئولية تكوين أسرة..صحيح هيسكن في العمارة اللي متخصصه لشباب العيلة واللي علي بعد أقل من نص متر منها بس برده مش مستوعبة إنها في يوم هتصحي وتروح غرفته هتلاقيها فاضية..أما رقية و ماهر كانوا متعودين علي البرود من غادة ومستغربوش لما محسوش بحزن من فراقهم ليها..حزنهم كان علي فراقهم لسناء وعامر..حزنهم علي حنية سناء اللي غمرتهم بيها من غير ما تستني مقابل..حتي سناء معرفتش تخبي دموعها يوم ما جم عليها يفرجوها مكان شهر العسل..حست فعلا إن اليوم هيقرب وهيبعد عنها تلاته من ولادها مش بس واحد.. 
أما أدهم معرفش يخبي حزنه لفراق أخواته..مقدرش يخبي دموعه قدام ماهر لما كانوا بيجهزوا هدوم ماهر.. 
رغم إن أدهم لسه واهم الكل إنه مش بيكلم بس وصل أجمل معاني الحب والحنان لأخواته بإشاراته.. 
و في يوم الحنة...اتقسم القصر لجزئين..الجزء العلوي للبنات وصحباتهم والجزء السفلي للشباب وصحابهم.. 
اضطرت غادة للحضور وهي طول الحفل ساكتة..سناء اللي واقفة حوالين البنتين تلبي طلباتهم بفرحة.. 
أما جهاد فاستغلتها فرصة واحتفلت هي كمان بمناسبة كتب كتابها اللي قرب أوي.. 
جو الحنة والهيصه الفرحة قدر يخف من الضغط اللي عند حنين..قررت تنسي المشاكل و لو ساعات وقامت مع بنات أعمامها..تصقف و تغني و ترقص..حضر كمان مع البنات "نغم" زوجة "شادي" صاحب أدهم.. 
اتعرفت نغم علي كل بنات عائلة "توفيق" و خصوصا حنين وموقفتش عن الكلام معاها والضحك.. 
أما في الطابق السفلي..عامر وناصر ومجموعة من أصحابهم المقربين..قاعدين في الحديقة بعيد عن الهيصه يفتكروا ذكرياتهم سوا..بس الشباب رفضوا كدا وجمعوا نفسهم و راحوا الحديقة وخالوهم يشاركوهم الهيصه..
أدهم و عز قرروا إنهم يأجلوا مشاكلهم لمدة يومين وبس..يفرحوا و يفرحوا أخواتهم..أما شادي و بما إنه عريس جديد مكملش شهرين فكان هو المنظم الأول لحفلة الشباب و رفض إن أدهم يقعد و لو ثانية و أجبره إنه يقوم يهيص معاهم ويرقص..و بالطبيعي إن الشباب ميسلموش من تعليقات عامر وناصر و أصحابهم علي الأغاني اللي بتشتغل بس كان الرد الطبيعي من الشباب "اللي غيران منا يقلدنا"

مر اليوم بسلام..وعادر كل شخص إلي منزله وظلت الفتيات سويا في حجرة جهاد والشباب في حجرة أدهم و قضوا سهرتهم حتي صلاة الفجر.. 
................... 
في اليوم التالي..بعد أذان الظهر..ذهبت "فرح و جهاد و رقية و حنين"في سيارة أدهم بعد منع سناء وسميرة الشباب من رؤية عروساتهم...وصلت سيارة أدهم إلي الفندق الذي سيقام فيه الزفاف..صعدت الفتيات إلي الجناح المخصص لهم..و حضرت الفتيات المتخصصات في تجهيز ملكات الليلة..تأكدت حنين من أن كل فتاة بدأ في وضع المسكات الخاصة بهن..جلست لتستريح علي الأريكة..فتحت حقيبتها لإحضار هاتفها و إطمئنان سناء .و لكنها فوجئت أن هاتفها ليس في الحقيبة..ظنت حنين أن الهاتف سقط منها عندما كانت في العربة..فخرجت من الجناح و اتجهت إلي الجناح الذي يوجد به الشباب لتسأل أدهم عنه... 
قاربت حنين من جناح الشباب وي تنظر للأرض بضيق وخجل. ولكنها لم تنتبه ل.. 
هبط إلي سيارته ليحضر منها حقيبته..لمح بها هاتف ملقي علي الكرسي الخلفي..أمسك الهاتف وفتحه ليجد صورة لها وهي ممسكه بأخيها..ابتسم ابتسامة خافتة..وأمسك الهاتف و ذهب في طريقه لكي يعطيها إياه..سار في طريقه إلي الجناح..لم ينتبه لها وهي تسير وتدب في الأرض بغيظ..اقتربت المسافة بينهم وكلا منهم في عالمه الخاص.. 
تنهد أدهم بضيق وكذلك حنين و رفع الإثنان رأسيهما و لكن في الوقت المتأخر..ليصطدم أدهم بحنين بقوة.. 
تجمد الإثنان مكانهما..ينظران لبعض بصدمة..ابتعدت حنين بسرعة عن أدهم وقبل أن ترجع في طريقها إلي الجناح..مدً أدهم يده بهاتفها لتلتقطه حنين بسرعة وتعود إلي الفتيات...و اتجه أدهم بدور إلي الشياب.. 
........... 
أضاء القمر كالبدر يملأ الأرض نورا..غردت الطيور حول الفندق الذي سيقام فيه الزفاف وكأنها تزف العشاق.. 
سلم مزين بالورود والإضاءات الخافتة يداعبه نور القمر..تهبط من عليه فرح وهي ممسكه بيد "ناصر" و رقية و هي متمسكه بيد "أدهم" وخلفهم تمسكت حنين بيد جهاد وكأنها تزفها لأخيها..
أما في اسفل السلم..تعلق قلب كل عاشق بمعشوقته التي تهبط من أعلي الدرج وكأنها آية من الجمال..
ارتفعت أصوات الدفوف..و استلم ماهر فرح.واستلم أمجد رقية ولم ينسي ماهر مباركته لأخته...
اتجه الجميع إلي قاعة من أجل عقد قرآن عز و جهاد..

أمسك عز بيد عامر و نظره معلق جهاد..اسدل الشيخ المنديل علي يدهم وبدأ في عقد القرآن.. 
فجأة علُت أصوات الجميع مرددين "بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير" 
عًلت زغروطة ثلاثية الأبعاد من حنين و فرح ورقية اللتان لم تهتما أنهما بفستان الزفاف بقدر فرحتهم من أجل جهاد..بدأت المباركات تنهال علي عز وجهاد وعامر..إلي أن أذن ميعاد اتجاه الفتيات لقاعتهن و الشباب لقاعتهم. 
ودع ماهر زوجته بقٌبلة حانية علي جبينها..و ودع أمجد زوجته بقٌبلة حانية علي خديها المتوردة خجلا.. 
أما جهاد وقفت تبحث عن حنين بعيونها..إلي أن شعرت بلمسة دافئة تمسك يدها..نظرت خلفها بدهشة..لتجده ينظر لها بابتسامته التي أسرت قلبها.. 
جهاد بخجل:عز أنا لازم.. 
اقترب عز من أذنها بهدو وقال بصوت هادئ كأنه يعزف علي اوتار قلبه:بحبك 
ابتسم عز إلي جهاد ولم ينتظر منها رد فقد اكتفي بنظرة عيونها التي تنطق باسمه و ركض إلي قاعة الشباب.. 
كانت جهاد تحت تأثير كلمة عز ..ما أجملها كلمة في الحلال !! شعرت بنبضات قلبها ستحطم جسدها من سرعتها..تمنت لو أن الزمن يقف بها وتعاد كلمة "بحبك" من شفاه عز..فاقت من أحلامها الوردية علي صوت حنين يقول:يلا يا بنتي الفرح هيبدا
جهاد بصرخة:قالها يا حنين قالها قالها 
رفعت حنين حاجبها وقالت بتعجب:ما شاء الله الإتنين مجانين 
احتضنت جهاد حنين بقوة وقالت:أنا مبسوطة أوي يا حنين بحبه أوي أوي بحبه 
حنين بضحكة مكتومة:اسكتي يا جهاد 
جهاد بسعادة:اسكت إي أنا حاسه إني طايرة في السما..يالهوي أنا حاسه إن كل حتة فيا بتقول بحبك با عز 
انفجرت حنين ضاحكة وقالت:طب تمام سلام أنا بقي 
جهاد بتعجب:استني أنتي راحه فين يا بت أنتي!! هتسبيني لوحدي في القاعة دي 
ركضت حنين إلي الخارج وهي تمسح دموعها من كثرة الضحك..حملت جهاد فستانها وكانت في طريقها إلي حنين إلي أن أوقفها صوته الرجولي يقول:طب بذمتك يصح الكلام دا يتقال في ضهري 
تجمدت جهاد مكانها وهي متأكدة من صاحب هذا الصوت..احمر وجهها خجلا..و سرت رعشة غريبة في جسدها بأسره... 
وقف عز أمامها وقال بابتسامة:ها كنتي بتقولي إي ؟؟ 
تمنت جهاد في تلك اللحظة أن تنشطر الأرض وتبتلعها من إحراجها من عز.. 
عز بنصف ضحكة:جهاد حبيبتي أنتي كويسة 
جهاد في نفسها "حبيبتي يالهوووي حد يلحقني هقع هقع" كانت جهاد صادقة في محادثتها لنفسها فمجرد أن حاولت أن ترجع خطوات للخلف تعثرت قدمها بالفستان وأوشكت علي السقوط ولكن عز أحاطها من خصرها بيده ورفعها ببطء إلي صدره وقال بابتسامة:والله العظيم بحبك
فتحت جهاد عيونها ببطء وجسدها ينتفض من قربها من عز ولكنها أطاعت قلبها وقالت بصوت مرتعش:و أنا كمان بحبك

ظلت جهاد مع عز لمدة خمس دقائق أخري وعاد كل منهم إلي القاعة..وبدأ حفل الزفاف..شكرت فرح ورقية حنين علي فكرتها في أن يكون الفرح منفصل لتأخذ كل عروس راحتها في الحركة والرقص.. 
بعد مدة..كانت رقية مشغولة بالرقص مع أحد صديقتها..شعرت بيد حنين تجذبها من علي المسرح.. 
رقية:في إي يا بنتي يا حاجه إحنا راحيين فين !! الفرح يخربيتك 
حنين:هششششش بس بس الله يكون في عونك يا أمجد 
رقية:يا حاجه إحنا خرجنا بره القاعة يا زفتة 
أوقفت حنين رقية وقالت:استلم يا أمجد دي رغاية أوي 
رفعت رقية نظرها إلي الشخص الذي يقف أمامها لتجده أمجد..رقية بتعجب:هو في إي؟؟ 
حملها أمجد بخفة بين ذراعيه وقال:عندك حق رغاية 
رقية بخضة:يا أمجد في إي ؟؟؟؟ 
سار أمجد برقية إلي قاعة صغيرة...تضئ بألوان هادئة مزينة بالورود..صفق أمجد مرتين لترتفع أغنية "احضني" 
أحاط أمجد خصر رقية بيده وقال:أظن من حقي أحظي برقصة slow مع حبيبتي 
ابتسمت رقية بخجل واسندت رأسها علي صدر أمجد بسعادة.. 
علي مسافة من تلك القاعة..كانت فرح بين أحضان ماهر يتراقصون علي أنغام أغنية "حلم السنين"..رفعت فرح رأسها ببطء من علي صدر ماهر قائلة:بحبك 
ابتسم ماهر ابتسامة هادئ و أجابها بقٌبلة هادئة رومانسية.. 
.......... 
بعد منتصف الليل..أمسك ماهر بيد فرح و أمجد بيد رقية وصعد كل عاشق إلي منزله مودعين أهلهم بابتسامة سعادة ودمعة فرحة..وقفت جهاد تلوح إلي رقية بدموع لتسمع صوت بجانبها يقول:عقبالنا يارب 
جهاد بخضة:يا عز حرام عليك بتخض 
عاد كل شخص إلي منزله وظلت جهاد مع عز في الحديقة يتحدثون سويا..أما سميرة وسناء قضوا ليلتهن يبكون و عامر وناصر ظلوا مستقظين يتلون آيات من القرآن الكريم.. 
أما لم تستطع النوم بمفردها ولا تستطيع أن تطلب من عز أن يأتي لها..لذلك هبطت إلي المطبخ لكي تحضر فنجان من القهوة..دخلت حنين المطبخ فوجدت الإضاءة مشتعلة و وجدته يقف وظهره لها يصنع القهوة.. رجعت إلي الخلف ولكنه شعربها فإلتفت بنظره لها وقال بصوت خافت خوفا من أن يسمعه أحد:في إي؟؟ 
حنين بصوت خافت:كنت هعمل قهوة 
ادهم بصوت خافت:طب استني هعملك معايا 
وقفت حنين علي باب المطبخ تحاول أن تتلاشي النظر له وكذلك حاول أدهم أن يشغل نظره عن حنين بالقهوة إلي أن انتهي من تحضيرها وقال بصوت خافت:اتفضلي
أمسكت حنين الفنجان وقالت:شكرا

سارت حنين خلف أدهم علي السلم واتجه كل منهم إلي غرفته... 
بين أستار ظلامات الليل...غاص كل عاشق مع معشوقته و زوجته في عالمهم الخاص...عالم تسود فيه لغة الحب..شهد هذا الليل تجمع قلوب في لمسة انتظارتها كثيرا بالحلال.. 
............. 
بعد مرور أسبوع من الزفاف..سافر "ماهر و فرح" إلي فرنسا..بينما سافر "أمجد و رقية" إلي كندا.. 
سارت الحية بشكل طبيعي و مازال التؤامان بمشاركة أدهم يبحثون جاهدين.. 
و في أحد الأيام..في العمل اجتمع عز بأدهم وحنين للبحث في مشروع جديد..استمر الإجتماع ما يقارب الساعتين لم يرفع أحد فيها عيونه عن الورق..طلب أدهم أخذ راحة وقام من موضعه ليحضر القهوة بينما ذهب عز لمحادثة جهاد..فتحت حنين هاتفها بملل وتفقدت الرسائل لتجد رسالة من فرح و رقية.ردت حنين علي الرسالة وأكملت العمل.. 
بعد مرور ساعتين..حنين بإرهاق:أنا معتش قادرة 
عز:طب روحي أنتي أنا لازم اخلص الورق دا 
أدهم بصوت ضعيف:و أنا هفضل مع عز 
أمسك عز بهاتفه و أخبر آمن المجموعة أن يجهز سيارة لحنين بالسائق ليكون مطمئن عليها.. 
استقلت حنين السيارة و اسندت رأسها علي الزجاج بإرهاق... 
..... 
بعد مرور ربع ساعة...توقفت السيارة فجأة لتقول حنين:في حاجه يا عم عبده 
عبده:معرفش يا بنتي في حاجه قدام العربية هنزل أشيلها 
حنين بإرهاق:ماشي 
أغمضت حنين عينيها وهي لا تدري بما حولها..شعرت بضباب شخص يقف أمامها حاولت التحدث ولكن بدون جدوي وأغمضت عينيها بسرعة.. 
في مكتب عز..أوقع عز كوب القهوة من يده وقال بقلق:الساعة كام يا أدهم 
أدهم:حوالي 7 في حاجه 
أمسك عز هاتفه بسرعة و طلب رقم حنين ليأتيه صوت يقول "الرقم الذي طلبته غير متاح حاليا" 
ألقي عز بالهاتف علي الطاولة و أدهم لا يعرف ماذا حدث له فجأة!! 
أدهم:طب فهمني في إي؟؟ 
عز:قلبي مش مطمن حنين فيها حاجه وجع قلبي دا يبقي أختي فيها حاجه 
شعر أدهم بالقلق من كلام عز فقال:طب ممكن يكون تليفونها فصل تعال نروح 
ركض عز وأدهم إلي السيارة و عز يحادث جهاد يسألها هل عادت حنين أم لا؟؟ 
وصل عز إلي القصر و ركض إلي غرفة أخته سريعا ليجدها خاوية.. 
ركل عز الباب بقدمه وظل يحاول الإتصال بحنين ولكن دون فائدة..
بعث أدهم برسالة لشادي يسأله إن كانت حنين مع نغم أم لا؟؟ليخبره شادي أنهم لم يلتقوا منذ الزفاف..

ساد جو من القلق في قصر آل توفيق و استقل عز سيارته يبحث عن أخته في مكان يخطر علي باله.. 
بعد ثلاث ساعات من البحث..رجع عز إلي القصر بعد أن تلقي اتصال من عامر... 
دخل عز القصر ليجد الصمت يعم المكان..الجميع يجلس و علي ملامحه يبدو الحزن والكسرة.. 
انقبض قلب عز وقال بقلق:في إي يا عمو 
عامر بحزن:الشرطة كلمت المجموعة تبلغها إن العربية اللي خرجت مع حنين لقوها علي الطريق و السواق بتاعها مقتول 
عز بصدمة:و أختي؟؟؟؟؟ 
عامر:ملقوش غير شنطتها 
عز بصدمة وغضب:نعم!! يعني عايز تفهمني إن أختي حصلها حاجه 
جهاد:أهدي يا عز أكيد في سوء تفاهم 
عز بعصبية:بيقولك السواق مقتول ومفيش غير شنطتها مهو كله إلا أختي 
نظر عز إلي أعلي القصر ليجد غادة تنظر لهم بابتسامة سخرية.. 
حمل عز مفاتيحه وركض إلي سيارته وأدهم يتبعه في سيارته.. 
............. 
في حجرة مهجورة..يكسوها الظلام..جسدها الصغير مقيد علي كرسي خشبي...بدأت تفتح عيونها بتعب وتنظر حولها ولكن لا يوجد إلا ظلام..صرخت بخوف قائلة:عز ألحقني يا عز 
فتح الباب الحديدي ليدخل منه رجل لا يبدو من معالمه أي شئ ولكنه تكلم بقوة قائلا:عز مين يا قطة أنتي خلاص بقيتي بتاعي أنا بقول أسيبك يومين في الجو الجميل دا و آه متخافيش الفئران اللي هنا مبتعملش حاجه مسمعش صوتك بقي عشان أنا مصدع 
أغلق الرجل الباب بقوة ليرتشع جسد حنين بخوف وهي تردد:يارب يارب عز أنت فين يا عز 
شعرت حنين ببعض الفئران تحوم حول قدمها لتصرخ بخوف وتتوالي صيحاتها بقوة لتبعد الفئران عنها خوفا من هذا الصوت.. 
............. 
كان ممتد علي الفراش ينظر إلي ضئ القمر الذي ينبعث من النافذة الحديدية..فجأة فتح باب الغرفة بقوة وظهر منها عز وعينيه تشتعلان غضب..اتجه ناحيته بقوة وأمسكه من ملابسه وصاح به:أختي فين يا ولاد ال.. 
شاكر بخوف من صوته ونظراته:والله ما أعرف سيبني 
سدد عز بعض اللكمات له بقوة إلي أن ركض ناحيته ادهم وأبعده عن شاكر بأعجوبة قائلا:أهدي يا عز إحنا محتاجينه 
عز بغضب:و رحمة أبويا وأمي لو مكلمتش يا كلب هتتمني الموت ماللي هعمله فيك أنطق 
شاكر بخوف:حاضر 
................ 
اسنتد رأسها علي صدر زوجها وأبعدت بعض خصلا الشعر عن عينيها ونظرت له بحب..
ابتسم لها بهدوء وطبع قٌبلة هادئة علي جبينها وقال:مين يصدق إنك بقيتي معايا يا روءه

رقية بخجل:بحبك أوي يا أمجد 
أمجد بحنان:و أنا بعشقك يا حلم عمري..تعبتيني معاكي لحد ما بقيتي حلالي يا بت 
رقية بمرح:إي مستاهلش 
أقترب امجد من شفاه رقية وقال بنظرة ذات معني:تستاهلي وتستاهلي 
هجم أمجد علي شفاه رقية يقبلها بحنان ورومانسية إلي أن سمع صوت هاتفه.. 
زفر أمجد بضيق والتقطت هاتفه وقال:أيوة يا جهاد في إي ؟؟ 
سردت جهاد ما حدث بسرعة ليقول أمجد بصدمة:طيب طييب أنا نازل بقولك نازل أجازة إي الوقتي هشوف أول حجز وأجي سلام و لو في حاجه بلغيني 
أغلق أمجد هاتفه وقام من علي فراشه مسرعا وهو يرتدي ملابسه.. 
رقية بتعجب:في إي يا أمجد!! 
أمجد:حنين اتخطفت 
رقية بصدمة:نعم!!! 
أمجد:جهزي الشنط عقبال ما أشوف حجز و أبلغ ماهر 
رقية بسرعة:حاضر حاضر 
............ 
خرج عز من حجرة شاكر وأدهم يتبعه وعلي وجهه كلا منهما علامات الصدمة.. 
عز للحراس:خدوه علي المكان اللي يقول عليه وأما يجيب الورق بلغوني ورجعوه هنا 
الحراس:أمرك يا بيه 
دخل عز إلي أحد الحجرات وأخرج هاتفه وحادث طارق يطلب منه أن يأتي له في أسرع وقت.. 
أغلق عز هاتفه و نظر إلي أدهم نظرات شفقة وغضب وعصبية وانتقام ليقول أدهم:زي ما هم قتلوا أبوك قتلوا أبويا 
عز بعصبية:و أنا مش عايز غير أختي ومتعزلش من اللي هعمله 
أدهم بغضب:الخنجر اللي صابك صابني والتار زي ما هو تارك تاري برده 
عز:يعني!! 
أدهم:يعني يلا بينا علي المديرية مش الورق متخزن هنا يبقي يلا 
عز:ماشي 
أخرج عز حقيبة من خزنة سرية بالغرفة وسار بجانب أدهم واستقلوا السيارة متجهين إلي مبني المخابرات.. 
................ 
وضع هاتفه علي الطاولة وانتفضت من موضعه بسرعة وهو يبحث عن ملابسه قائلا:قومي جهزي الشنط يا فرح بسرعة 
فرح بتعجب:في إي!! 
ماهر:هنرجع مصر في أقرب طيارة 
فرح بخوف:بابا أو ماما حصلهم حاجه 
ماهر:قومي أجهزي و أنا هفهمك في الطريق يلا 
............. 
في صباح اليوم التالي..كانت في طريقها لتيقظ والداها سمعت صوت ضحكاته القوية..رفعت حاجبيها متعجبه وتنصت لما يقوله لتتسع عيونها دهشة وتبتعد عن الغرفة واضعه يدها علي قلبها..
ركضت إلي غرفتها وأخرجت حقيبة مخفية تحت سيراميك غرفتها..أمسكت إحدي الملفات وقالت لنفسها "سامحني يا بابا بس أنا سكت كتير"

.............. 
في قصر آل توفيق..لم ينعم أحد بالنوم الجميع منشغل بين البحث عن حنين والبحث عن أدهم وعز اللذان اختفيا فجأة..دخل عز وأدهم من باب القصر ليتجه عامر ناحيتهم بغضب قائلا:كنتوا فين كل دا 
عز بنبرة مكسورة:أختي فين؟؟ 
عامر بحزن:بلغنا يا عز والشرطة بتدور 
جلس عز علي أقرب كرسي واضعا رأسه بين يديه أما ادهم فركض سريعا إلي غرفته لكي لا يري احد دموعه.. 
........... 
لم تذق عينيها الزرقاء طعم النوم طوال الليل..ظلت تردد علي ما تحفظ من قرآن..إلي أن دخل عليها شاب في منتصف العقد الثاني وقال:منوره يا حنين و لا أقول يا فيروز ما أنتي شبه أمك تمام 
صمتت حنين بضعف وأدارت وجهها ناحية الجدار..ألقي هاني جردل مياه باره علي حنين وصاح بها:لما أكون بتكلم تبصيلي مفهوم 
اقترب منها هاني وحاول لمس وجهها ولكن حنين صاحت به:ابعد إيدك عني 
هاني بسخرية:زي أمك تمام 
أمسك هاني بعنق حنين بقوة وقد قارب علي خنقها وهو يصيح:أمك السبب في دخول أبويا السجن وأمي اللي بقيت خدامه في البيوت لحد ما ماتت أمك وأبوكي السبب في اللي حصلي إي حسن بيه وفيروز هانم نسوا يحكولك عن مجدي وأحلام وابنهم اللي مستقبله ضاع بسببكوا 
أبعد هاني يده عن عنق حنين لتلهث أنفاسها بصعوبة..ليكمل هاني كلامه قائلا:أنتي جايلك توصية عالية أوي بس حظك بقي أنتي لسه بيضا و أنا بحب اللي تكون معايا تكون فاهمه فعشان كدا هديكي دروس بسيطة بس عايزك تتعلمي بسرعة 
ارتعش جسد حنين من كلامه ليصيح هاني:أدخلوا 
دخلت فتاتان وشابان إلي الحجرة تبدو علي ملامحهم القسوة وحب الشهوة..ملابس الفتيات لا تغطي إلا القليل من جسدها والشبابين لا يرتديان سوي بنطال.. 
هاني بمكر:عايزكوا بقي تاخدوا راحتكوا علي الآخر 
أغلق هاني الباب ..لتنظر حنين إلي الواقفين بخوف وتغمض عينيها بسرعة عندما وجدتهم يشرعون في خلع ملابسهم..هبطت دموع حنين بقوة مما تسمعه..تمنت في تلك اللحظة أن تفقد البصر والسمع وأي حاسة حتي لا تري ولا تسمع ما يحدث أمامها.. 
........... 
بعد صلاة العصر..خرج عز من مبني المخابرات وقبل أن يستقل سيارته وجد سيدة في منتصف عقدها الرابع تقف أمام السيارة وتقول:أنا عايزه أساعدك 
عز بتعجب:في إي 
السيدة:في إني أرجع حق أبوك وحق أختك 
عز بغضب:أنتي مين ؟؟؟؟
السيدة:أنا هدير إسماعيل

عز بصدمة:نعم! 
هدير:ممكن تسمعني 
عز:أتفضلي 
هدير:أفضل الكلام يكون فوق مع اللي كنت معاهم عشان هيفدونا أكتر 
عز بترقب:طب أتفضلي 
صعد عز برفقة هدير إلي مكتب أحد الضباط لتفتح هدير حقيبة بيدها وتخرج بعض الأوراق وسط ترقب من الجميع.. 
............. 
في المساء..في قصر آل توفيق.. 
ألقي عز بجسده علي العشب في الحديقة و ضغط علي قلادة والده في يده..نظر عز إلي السماء وكأنه يسترجع شريط ذكرياته مع حنين ودموعه تهبط في صمت.. 
شعر عز بأحد يجلس بجواره لينظر بجانبه ويجد جهاد تنظر له بعيون دامعه.. 
عز بضعف:خايف عليها أوي 
جهاد بحزن:ربنا قادر يحميها 
القي عز بهمومه علي كتف جهاد التي أمسكت بيده وضغطت عليها وقالت:بإذن الله هترجع وهتبقي بخير 
عز من بين دموعه:يارب يارب يارب 
............ 
مرت عشرة أيام علي اختفاء حنين..و الوضع كما هو عز وأدهم متنقلين بين مبني المخابرات وأقسام الشرطة و أمجد وماهر منقسمين في البحث في المستشفيات والشوارع..أما حنين فكانت بحالة لا يرثي لها جفت دموعها من كثرة البكاء علي الأصوات التي تسمعها كل ليلة..مهما حاولت جاهده أن تغلق عينيها عن تلك المناظر تتلقي ضربة في جسدها..رغم ما بها من آلام حمدت ربها علي أن هاني لم يلمسها فقد حاول في مرة ولكن صيحات حنين أرجعته خوفا من أن تموت من كثرة صراخها.. 
.................. 
في أحد الأيام..أنهي عز صلاة الظهر وأبدل ملابسه..تلقي اتصالا يؤكد الموعد المحدد..سمع صوت طرقات علي الغرفة..ليأذن بالدخول..ليدخل أدهم ويغلق الباب ويقول:أنا جاي معاك 
عز:خليك أنت مع طارق والباقي 
أدهم:لا جاي معاك المهم إن طارق يخلص ويستنانا 
عز:بإذن الله أنا خلصت 
أدهم:طب يلا بينا 
استقل أدهم سيارته وعز بجانبه وذهبوا إلي مبني المخابرات وتبعوا أحد مواكب السيارات.. 
........ 
أعدت الفطار لوالدها و أرسلت أولادها إلي النادي..سمعت صوت هاتفها يعلن وصول رسالة..لتتنهد بقوة وتنظر إلي والدها المنشغل بالأكل بحزن.. 
......... 
فتحت عينيها بصدمة وارتعش جسدها من المياه التي ألقت عليه..قالت بصوت ضعيف:موتي بقي و ريحني
هاني بضحك:أموتك تصدقي حلوة النكتة دي طب و إزاي اضحي بالقمر دا

اقترب هاني من حنين وهو يتحسس جسدها المقيد بالكرسي بنظرة شهوانية..لتصرخ حنين بخوف وتزداد صراختها بقوة عندما اقترب هاني من ملابسها وبدأ في تمزيقها.. 
وصلت قوات الشرطة العمارة المجهورة وبدأت في نشر قواتها بمهارة لتقضي علي العناصر الموجودة في المبني..خرج من سيارته بعد السماح له وصعد المبني خلف رجال الأمن..انقبض قلبه مرة واحدة وسمع صوت صراخ أخته..انتفض من مكانه وتبع مصدر الصوت..لم يبالي لصيحات رجال الشرطة أن الطابق العلوي غير مؤمن ولكنه حمل حديدة من علي الأرض وركض إلي الطابق العلوي يضرب من يراه أمامه وخلفه ابن عمه يقضي علي من باقي..كانت عيونهم تشع غضب وخوف إلي أن وصل عز إلي الحجرة المغلقة وسمع الصيحات تزيد..خبط عز الحديده بكل قوته في الباب ليتحطم الباب..و تظهر حنين والوحش الذي يسمي هاني يحاول أن يمزق باقي ملابسها للوصول لمراده.. 
انتفض هاني من مكانه عنداما سمع حطام الباب..قبل أن يقوم بأي رد فعل...اتجه له عز وسدد له الضربات واحدة تلو الأخري بكل قوته وهو يصيح فيه:إلا أختي يا بن ال.. إلا أختي 
هرول عز إلي حنين المنكمشة علي الأرض وأحاطها بذراعيه ليخفيها في أحضانه وهو يقبل رأسها قائلا:متخافيش متخافيش 
حاول هاني القيام ولكنه فؤجي بدفاعات من الضربات القوية تتسدد من ادهم وهو يصيح فيه بكل قوته.. 
خلص رجال الشرطة هاني من بين يد أدهم بأعجوبة ليلتفت أدهم إلي حنين المختفية في أحضان عز.. 
عز بخوف:عمل فيكي حاجه 
حركت حنين رأسها بمعني "لا" ولكن زاد صوت بكائها علي ماعانته أيام.. 
ضمها عز أكثر إلي أحضانه وقًبل رأسها لتقول حنين بصوت مرتعش:أنا بردانة أوي يا عز 
خلع عز التيشرت وبسرعة وألبسها لأخته ولكنه تفاجئ من أن شعرها لا يغطيه إلا قطعة ممزقة من الخمار.. 
سمع عز صوت أدهم يقول:أنا بره لحد ما تجهزوا و اتفضل دا ممكن يفيدك 
نظر عز بجواره ليجد أدهم قد خلع السويت شيرت الخاص به ليلبسه عز لأخته ويداري شعرها بالكاب ويحملها بين يده خارجا من الغرفة ليجد أدهم في انتظاره مع باقي رجال الشرطة.. 
الضابط:برده مصممين علي اللي في دماغكوا 
عز:ساعة او اتنين مش هتفرق يا باشا وهتلاقيهم قدامك 
الضابط:ماشي 
استقل أدهم سيارته وحنين بين احضان عز في المقعد الخلفي..بعد ربع ساعة سادها الصمت..ارتفع صوت هاتف ادهم معلن وصول رسالة..ليلتفت أدهم إلي عز ويقول:حصل 
عز بتنهيده:طب معلش أطلع بينا علي أي محل ملابس حريمي بسرعة 
أدهم:حاضر 
بعد ما يقارب الثلث ساعة..وقفت سيارة أدهم أمام أحد محلات الملابس النسائية...لم يقدر عز علي ترك حنين بحالتها تلك ولا يقدر علي أن يدخلها المحل هكذا ليقول أدهم:أنا هنزل أجيب 
هبط أدهم من السيارة ليقول عز:حنين أنا عارف إنك مريتي بأيام صعبة بس بطلب منك تكوني أختي القوية لمدة نص ساعة بس عشان خاطر نحط النقط علي الحروف 
هز حنين رأسها بمعني "حاضر" و مسحت دموعها.. 
بعد ما يقارب الخمس دقائق..عاد أدهم إلي السيارة ومعه حقيبة ملابس..وقاد سيارته إلي أن وصلوا لإستراحة علي الطريق شبه خاوية..ليحمل عز حنين إلي حمام السيدات ويعطيها الحقيبة ويقول:غيري بسرعة يا حنين ومتخافيش أنا واقف بره أهو 
حنين بصوت مرتعش:هيجيوا ياخدوني 
عز:محدش يقدر أنا معاكي متخافيش يلا بسرعة 
دخلت حنين إلي الحمام بخوف وابدلت ملابسها سريعا وهي تلتفت حولها بخوف... 
بعد خمس دقائق..خرجت حنين من الحمام وأمسكت بيد عز واستقلوا سيارة أدهم... 
بعد نصف ساعة..في قصر آل توفيق.. 
دخلت حنين إلي بوابة القصر وهي مسندة علي عز..ضغط أدهم علي الجرس لتفتح أحد الخدامات الباب وتصيح:حنين هانم 
تجمع الكل علي صرخة الخادمة وامتلأ بهو القصر بجميع أفراد عائلة آل توفيق عدا غادة... 
تعجب الجميع من الحالة التي بها حنين ورفضها أن تسلم علي أي حد ورعشة جسدها إذا اقترب منها أحد غيرعز.. 
عامر بقلق:في إي يا بني 
قبل أن يتكلم عز رأي غادة تهبط من علي درجات السلم بتعجب من رجوع حنين ليصيح بسخرية:أهلا أهلا غادة هانم والله كنت لسه هندهلك 
وقفت غادة بجانب سميرة وقالت:في إي!!  يتبع
دق الجرس مرة أخري ليقول عز:الحبايب وصلوا أهو



تعليقات