قصة انت حقى انا البارت العاشر10بقلم نورهان حسني


قصة انت حقى انا
البارت العاشر10
بقلم نورهان حسني


قطع كلامهم صوت ضحك أمجد و أدهم القوي ليبتسم عامر ويقول:العصابة جيت 
بمجرد أن دخل الشباب علي عامر قال أدهم بسرعة:عمو عامر عايزك ضروري ضروي الوقتي الوقتي 
عامر بتعجب:خير يا ماهر أنت شربت إي بره!!!! 
ماهر بسرعة:هقولك كل حاجه كله كله كله بس خمس دقايق بس في المكتب أنت و أمجد و أدهم 
أمجد بإرهاق:أنا محتاج إعادة شحن 
جذبه ماهر من قميصه و ذهبوا إلي غرفة المكتب و عامر و أدهم يتبعونهم في صمت..بينما جلست الفتاتان مع سناء يقصان عليها مع حدث في يومهم هذا.. 
في مكتب عامر... 
عامر بترقب:خير يا ماهر 
ماهر بتنهيده:بص يا عمو أنا عايز أخطب فرح لا لا أنا عايز أجوزها في ظرف يومين كدا 
عامر بتعجب:نعم!!!! 
ماهر:كتير صح!!خلاص يبقي بكرة الفرح بعد الصلاة 
ضحك أدهم و أمجد و أشار أدهم إلي ماهر بمعني "أنت مجنون" 
عامر:طب أنت كلمتها في حاجه أو ناصر!!! 
ماهر بسرعة:لا لا يا عمو أنا عايزك حضرتك تكلم عمو ناصر الصبح وتقوله إننا هنيجي بعد بكرة عشان نقرأ الفاتحة 
عامر بضحك:تقرأ الفاتحة هههههههههههه طب و رأي فرح يا بني 
ماهر بثقة:إي يا عمو أنت هتشك في قدرات إبن أخوك 
عامر بضحك:خلاص خلاص حاضر حاضر 
أمجد بسرعة:طب بما إننا موجدين كلنا و أدهم بيه منورنا و ماهر العريس المستقبلي احب أقولكوا إني عايز أجوز رقية 
رفع ماهر حاجبه بتعجب وقال:رقية مين!! 
نظر أدهم إلا ماهر و مد شفاهه السفليه بحركة طفولية ليضجك عامر ويقول بجدية:بصراحة أيوة إحنا طالبين إيد رقية 
أمسك أدهم بورقة و كتب عليها "و الله لو عرفت تشيل إيديها من الأكل خدها معنديش مانع" 
وضع أدهم الورقة أمام أمجد و ماهر لينفجر الإثنان ضاحكين بقوة ويشاركهم عامر الضحك بقوة لدرجة نزول دموع من عيونهم من كثرة الضحك... 
ماهر من بين ضحكاته:مش قادر بطني وجعتني من الضحك 
عامر بابتسامة:المهم قولتوا إي يا رجاله 
ماهر:أنا هطلع أنا و الواد أدهم دا نسأل البت رقية وأبلغ ماما برده و وقت ما تفضوا نحدد ميعا و لا أنت رأيك إي يا أدهم 
أشار أدهم برأسه ليوافق علي كلام أخيه ليقول أمجد:طب بكرة بعد صلاة العشاء بقي هنتجمع تحت و أعرف قرارها 
ماهر:بكرة!! يا بني إزاي هتلحق تفكر و تستخير ربنا 
أمجد بابتسامة:بقولك إي هو بكرة بكرة بدل ما أتصل بالمأذون و أكتب عليها الوقتي
ضحك أدهم و تكلم بلغة الإشارة بمعني أنه "إذا توصلت رقية لقرارها في الصباح سيكون موعدهم في المساء" 
بعد ساعة.... 
في غرفة رقية..أنهت رقية الإستحمام و جلست تصفف شعرها لتسمع طرقات خفيفة علي باب غرفتها لتفتح الباب و تفاجئ بأدهم يمثل بيده أنه يعزف كمان وماهر ممسك بورده في فمه.. 
ضحكت رقية بقوة وقالت:يا حول الله هندسة بتعمل أكتر من كدا والله 
دخل ماهر و من ثم أدهم و أغلقوا الباب في حركة مسرحية كالمخابرات.. 
رقية بقلق:هو في إي!!!! 
ماهر:بصي يا بت أنتي لا بت إي أنتي كبرتي و بقيتي عروسة 
رفعت رقية حاجبها بتعجب وقالت:عروسة!! 
ماهر:أصل الواد أمجد بن عمو عامر متقدملك يا روءه 
رقية بصدمة ممزوجة بسعادة:أمجد 
قلد أدهم تعابير وجه رقية و قال ماهر:أيوة أمجد 
ماهر:ها هتفكري في الموضوع ولا أقوله خلاص معنديش بنات للجواز زي بتوع الأفلام دي 
رقية بتعجب:أنا مش فاهمه حاجه أنت بتهزر يا ماهر !!! 
ماهر:و لا بهزر و لا حاجه..كل الحكاية إن أمجد طلب إيدك و قال لو وصلتي لقرارك بكرة الصبح يبقي بليل هنجمع عشان يطلبك رسمي مني أنا و أدهم و لو احتجتي فرصة أكبر ماشي بس ياريت يبقي بسرعة بسرعة عشان كتب كتابكوا يبقي معايا أنا و فرح لو ربنا سهل 
رقية بصدمة:فرح!!!!! 
تنهد ماهر و حكي لأخته ما حدث منذ ساعات وقال بعد أن أنهي كلامه:أنا هروح لماما أقولها برده و أنتي فكري براحتك و اهو أدهم معاكي أرغوا سوا 
خرج ماهر من الغرفة بعد أن طبع قٌبلة علي جبين أخته و ابتسم لأدهم و أغلق الباب في هدوء.. 
تكلم أدهم بلغة الإشارة بمعني "بتحبيه صح؟؟"
حركت رقية رأسها بخجل بمعني "أيوة" 
تكلم أدهم بلغة الإشارة بمعني "الحب مش كل حاجه في الجواز بس أنتي عندك استعداد إنه يكون الشخص اللي يشاركك حياتك للأبد" 
رقية بخجل:أيوة بس خايفة يا أدهم خايفة جوازنا يبقي فاشل زي زي ما ماما كانت بتعمل معانا..خايفة مقدرش أتحمل المسئولية..خايفة في يوم يقولي أنا زهقت و مش عايزك..خايفة من حاجات كتير يا أدهم..أدهم هو أنت رأيك إي" 
اقترب أدهم من أخته و ضم رأسها لأحضانه بحنان و مسح علي شعرها و أمسك بهاتفه أمامها و هو يكتب "لو بتحبيه متخافيش أي حاجه هتقدروا تتغلبوا عليها سوا..أوعي تفكري إنك ممكن تكوني أم زي غادة هانم لا أنتي أحن منها بمراحل كفاية برائتك و طيبة قلبك..أمجد بيحبك بجد و نظرة عينيه و هو بيطلب إيدك بتقول إنه مستعد يدفع عمره كله قصاد لحظة معاكي..متخبيش مشاعرك ولا تخافي منها بدل هي للراجل اللي عايزك في الحلال و عايز يوم ما يقولك بحبك تبقي قدام الدنيا كلها...القرار دلوقتي في إيدك استخيري ربنا و اللي أنتي عيزاه هيحصل..و القرار دا ليكي لوحدك بس عايزه نصيحة أخ ..نظرة الحب في عين أمجد تخليني أسلمك ليه و أنا مطمن" 
 
رقية بسعادة:أنا بحبك أوي يا أدهم ربنا ميحرمنيش منك أبدا

ابتسم أدهم و تكلم بلغة الإشارة بمعني "أنا كمان بحبك..بصي أنا هسيبك تفكري براحتك و وقت ما توصلي لقرار بلغيني" 
رقية بابتسامة:حاضر 
............................................... 
أما في غرفة غادة..انفجرت غادة غاضبة :يعني قولت أمجد و أهو ياخد أختك و هي حره علي قرارها دا لكن كمان تقولي تتجوز فرح أنت أجننت يا ماهر 
ماهر في محاولة لكتمان غضبه:أظن من الغريب إن حضرتك تتعصبي بالشكل دا و أنتي عمرك ما فكرتي تعرفي حاجه عننا..قرار جوازي من فرح نهائي و هستني الميعاد اللي عمو ناصر يحدده تحبي تحضري اهلا متحبيش مش غريب إنك تتخلي عننا أما رقية فبكرة بليل أمجد هيطلبها رسمي لو عايز تحضري 
قام ماهر منهي كلامها بقولك:عن إذنك يا غادة هانم 
خرج ماهر من الغرفة بغضب ليجد أدهم في طريقه لغرفته.. 
تكلم أدهم بلغة الإشارة بمعني"حصل إي" 
ماهر بتنهبده وابتسامة:غادة هانم و الأوهام اللي عايشه فيها و أكمل ماهر ما حدث لأخيه و انصرف كلا منهم إلي غرفته.. 
بينما ظلت غادة في غرفتها تشتعل غضبا...لتلتقط هاتفها بضيق و تقول:قولتلي أصبري علي أمجد و صبرت و قولت إني هوافق لكن توصل إن ماهر يجوز فرح 
المجهول:فكري صح..جوازهم دا لمصلحتنا أفهمي..سميرة وكاتبه كل ثروتها لفرح و جوازها من ماهر في مصلحتنا و كذلك أمجد دول بداية الطريق عشان نوصل للثروة 
غادة بضيق:و أنت فكرك الولاد دول هيفكروا يساعدوني 
المجهول بخبث:يجوزوا هم بس و سيبي الباقي عليا أنا 
غادة بحقد:أما أشوف 
......................................... 
في مساء اليوم التالي..في حديقة آل توفيق..هبطت رقية بصحبة ماهر و أدهم إلي الحديقة لتجدها مزينه بالشموع و الموسيقي الهادئة تحيط بالمكان..أخفضت رقية رأسها بخجل عندما رأت أمجد يجلس بجانب عامر و علي وجهه ابتسامة سعادة..جلست رقية بين أدهم و ماهر وقال عامر:اتفضل يا عريس اللي جاي دا دورك 
أمجد بتوتر:أحم احم أنا يشرفني يا جماعة إني أطلب إيد رقية و أوعدها قدامكوا كلكوا إني هحافظ عليها 
قام ماهر من موضعه بجدية وقال:مفيش جواز بقي 
نظر الكل ناحيته بدهشة و تعجب لتقول جهاد:إي يا ماهر أنت أجننت و لا إي يا بني 
اتجه ماهر ناحية فرح التي تجلس علي كرسيها بصدمة مما قاله من ثواني ليجلس ماهر علي ركبتيه و يخرج خاتم ألماظ من جيبه و يضعه أمام فرح قائلا بنبرة حانية:يعني يرضيكي يجوزوا و أنا لا
فرح بصدمة:ها !!!

ماهر بنبرة هادئة:أنا بحبك و عايز أكمل حياتي معاكي..تتجوزيني يا فرح 
كانت فرح في حالة من الصدمة الممزوجة بالسعادة..تشعر أنها في حلم..غير مستوعبه أن من تمنته سنين يطلبها للزواج....غير مستوعبه أن هذا هو ماهر الذي كان يساعدها في واجبها المنزلي..مرت السنين بهم وهي تخفي حبها له في قلبها و ها هو الآن يطلبها في الحلال.. 
هبطت دمعة سعادة من فرح وقالت بخجل:موافقة 
قفز ماهر من موضعه بسعادة وهو يصيح:وافقت يا بشر وافقت 
قطع صوت ماهر إنقطاع للتيار الكهربي فجأة..رقية بخوف:أدهم أنا بخاف من ال.. 
قبل أن تكمل رقية كلامها فوجئت بلافتة بطول القصر مكتوب عليها "بحبك يا رقية"انطلقت الألعاب النارية في سماء القصر ليصحبها عودة التيار الكهربي..لتنظر رقية إلي أمجد بسعادة غامره و تهبط منها دمعة فرحة تمسحها بهدوء و تتعلق بيد أدهم بسعادة.. 
جلس ماهر يقص علي فرح ما حدث في الصباح عندما علموا بموافقة رقية ليقرر ماهر الذهاب سريعا إلي ناصر و طلب يدها منه وموافقة ناصر علي عرض ماهر بأن يفاجئها بطلبه أمام الجميع.. 
رفع الجميع يده لقراءة الفاتحة بينما ظلت غادة تنظر لهم بحقد و غضب إلا أن أنهوا قراءة الفاتحة ليقول ماهر:كتب الكتاب بعد أسبوعين زي ما اتفقنا يا عمو 
جهاد بمرح:يا أخي أصبر بقي حرام عليكي راعي إني سنجل و قلبي رهيف علي كل اللي حصل دا 
ماهر بضحك:لا تصدقي صعبتي عليا و بعدين بيقولوا إن الشرع محلل أربعة و ... 
قطع كلام ماهر صوت فرح بغيرة تقول:و الله يا ماهر ما شاء الله 
ماهر بغمزة:أنا بفهمها الشرع بس و بعدين دا أنتي اللي في القلب لوحدك 
ضرب ناصر ماهر علي رأسه قائلا:أتلم يا ماهر 
أمجد:عارفه يا فرح المفروض تقومي الوقتي أهو تقوليله إنك رافضه عرضه بعد اللي قاله دا 
فرح:أيوة شعللني كمان و كمان 
رقية:لا يا فروحة أنتي إشعال ذاتي يا بيبي مش محتاجه حاجه 
استمر المزاح و الضحك بين الشباب و الفتيات يشاركهم فيها أهلهم عدا غادة التي تحججت بالتعب وصعدت غرفتها بغضب من تصرفات أولادها..
............................................................. 
بعد مرور يومين..أمسك ماهر زجاج العصير من أمجد وقال:صاحبك دا هيتأخر!!
أمجد:لا لا هو بالضبط قدامه خمس دقايق 
ماهر:بس غريبة عمري ما سمعت عن صاحبك اللي في مرسي مطروح دا 
أمجد:شغله علطول كان في اسكندرية عندنا و رجع مرسي مطروح عشان يتجوز وبصراحة هو عمره ما رفضلي طلب و أول ما عرفت إنه محتاج مساعدة مادية معرفتش أسكت وقولت منها أجي أطمن عليه و أديله اللي محتاجه
ماهر:ربنا ييسرله الحال بس بقولك لو هو احتاج فلوس تانيه قولي أنا عامل حسابي

أمجد:تسلملي يا أبو نسب 
ماهر بضحك:فكرتني نسيت أكلم فرح 
أمجد:متتعبش نفسك هي مع البنات بيحضروا فستان كتب الكتاب 
فتح ماهر هاتفه وقال:هبعتلها مسج برده 
أمجد:عيشت و شوفتك رومانسي يا ماهر 
ماهر:اسكت يا أمجد لأبعتك مشوار لأبويا 
قطع كلامهم صوت يقول:أمجد !! 
التفت أمجد إلي مصدر الصوت و احتضن صديقه بقوة قائلا:أخيرا عمرو وصل 
أنهي عمرو و أمجد عناقهم و تعرف عمرو علي ماهر.. 
لم يكن ماهر منتبه للأطفال الذين يلعبون حولهم ليفاجأ ماهر بكرة القدم تصطدم بيده لتنسكب زجاجة العصير علي ملابسه.. 
نظر أمجد و عمرو بصدمة و لكن سرعان ما انفجروا ضاحكين علي التيشرت الذي تحول لونه من الأبيض إلي البرتقالي.. 
ماهر بضيق:أيوة هنفضل كدا كتير بمنظري دا 
أمجد من بين ضحكاته:استني اخد معاك سيلفي 
اقترب أحد الأطفال و اعتذر من ماهر بأدب ليهدأ ماهر قليلا و يقول:طب أعمل أنا إي 
عمرو:طب تعال معايا البيت اجبلك أي حاجه من عندي تنفعلك 
ماهر:لا لا يعني بذمتك يوم ما أدخل بيتك أدخل بمنظري القذر دا 
أكمل ماهر بتساؤل:هو مفيش محل ملابس هنا 
عمرو:لا في أهو جمب السوبر ماركت تعال هو صحيح محل صغير بس فيه حاجات حلوة و اللي فيه محترمين 
ماهر:طب يلا و أنت يا أمجد لو شوفت ضحكتك تاني و الله هروح بيك جثة 
حاول أمجد كتم ضحكاته وقال:حاضر 
....... 
كانت منشغله بتلبية طلبات إحدي الزبائن و نظرات ابن صاحب المحل تتابعها في شهوة..زفرت بضيق و نظرت إلي أخيها فوجدته منشغل مع الزبائن الذين دخلوا بتوهم إلي المحل..تنهدت بحزن وانتبهت إلي السيدة التي معها.. 
في بداية المحل..عمرو:السلام عليكم 
عز:و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته 
نظر أمجد و ماهر إلي عز بتعجب ثم أداروا نظرهم إلي بعضهم..أمجد بهمس:أنا حاسس إني شوفت حد شبه الشاب دا 
ماهر بهمس:و أنا كمان شكله مش غريب عليا 
عز:أقدر أساعد حضراتكوا بإي 
ماهر بانتباه:أصل التيشرت زي ما أنت شايف و عايز حاجه تليق علي البنطلون دا 
عز:طيب ثواني يا فندم
التفت عز إلي أحد الرف الخلفي له و بحث عن تيشرت يليق بماهر..

ذهبت حنين إلي عز و هي تقول:عز هو في من دا مقاس M 
عز:آه موجود في المخزن جوه 
حنين:طيب هروح أجيبه أنا 
ذهبت حنين في طريقها للمخزن و هي لا تشعر بعيون ماهر التي اتسعت دهشة وهو يردد بصوت خافت:أنا شوفتك فين قبل كدا افتكر يا ماهر افتكر 
و بين حيرة أمجد في الشبه بين عز و شخص مجهول عن باله و محاولة ماهر لإيجاد اللحظة التي رأي فيها فتاة كحنين..قال عز:اتفضل حضرتك تقدر تقيس دا جوه 
ماهر بانتباه:ها طيب شكرا 
دخل ماهر غرفة القياس ليستغل أمجد الفرصة و يعطي المال لصديقه بعد اقناعات من أمجد لعمرو ليقبل المال علي سبيل الإستعارة.. 
خرج ماهر من غرفة القياس بعد أن ارتدي التيشرت و شكر عز علي ذوقه البسيط وقال:بكام بقي ؟؟؟ 
عز:ب...... 
لم يكمل عز جملته لسماعه صراخ أخته حنين باسمه و هي تجري ناحيته بخوف.. 
انتفض عز من مكانه و هرول إلي حنين وقال بخوف:في إي يا حنين في إي 
لم تقوي حنين علي التحدث و جسدها يرتعش بقوة و دموعها منهمرة علي خديها..التفت جميع من في المحل إلي حالة حنين المزرية لينتبه عز إلي آثار يد علي كف حنين الصغير.. 
في تلك اللحظة خرج ابن صاحب المحل من المخزن و هو يلتفت حوله بخوف لينقض عليه عز بكل قوته و هو يسدد له أقوي الضربات وسط محاولات كل من في المحل حتي ماهر وأمجد أن يبعده عنه لنزيف الشاب من فمه و أنفه... 
عز بغضب عارم:أنت أجننت يا حيوان..تمد إيدك علي أختي أنا 
أكمل عز تسديد الضربات إلي عز و هو يقول بين الضربة و الأخري:دي عشان فكرت تبصلها بعينيك 
"و دي عشان قربت منها" 
سدد عز ضربة قوية وقال:و دي عشان فكرت تلمسها يا ..... 
أوقف عز الشاب وضرب رأسه في منيكان خشبي ليتفتت إلي جزيئات و يقع الشاب علي الأرض.. 
كاد عز أن يهبط عليه مرة أخري ولكن أوقفه يد ماهر تقول:كفاية كدا دا ممكن يموت في إيدك 
نزع عز يده بقوة و ركل في جسد الشاب بكل قوته إلي أن سمع صوت صاحب المحل يقول:أنت بتعمل إي 
عز بقوة وغضب:بربي ابنك عشان معرفتش تربيه 
الرجل بغضب:أنت ..... 
لم يستطع الرجل إكمال كلامه بسبب صوت عز الذي ارتفع بقوة قائلا:أنت هتعمل عليا أنا راجل و تزعق شوف ال.. اللي خلفته و معرفتش تربيه 
أكمل عز بنبرة تحذيريه:و رحمة أبويا لو أنت ولا الكلب اللي مرمي علي الأرض دا و لا أي حد فكر مجرد تفكير يتعرض لأختي هخليه يتمني الموت بدل اللي هعمله فيه و قد أعذر من أنذر
ركل عز الشاب في بطنه بقوة و اتجه إلي حنين الجالسة علي الأرض و ضامه ركبتيها إلي صدرها..

حمل عز حنين بحنان و وضع رأسها علي صدره و قًبل جبينها بحنان قائلا:حقك عليا متخافيش أنا جمبك 
لم يسلم صاحب المحل من تعليقات الناس له و لأبنه ولأفعاله الخسيسة بينما هرول ماهر و أمجد خارج عز وهما لا يعلمان ماذا يقولان له.. 
ما إن سار عز عدة خطوات خلف باب المحل ليسمع صوت يقول:لو سمحت يا أستاذ لو سمحت 
التفت عز قائلا:نعم 
ماهر:تعال نوصلك أي مستشفي مينفعش تروحوا كدا 
عز:لا شكرا 
أمجد:بلاش عند لو أختك فضلت تعيط كدا ممكن يغمي عليها و لا حاجه 
نظر عز إلي أخته و جسدها المرتعش بين يديه وقال:طيب معلش هنتعبكوا 
ماهر:لا لا و لا يهمك 
كانت سيارة ماهر قريبة من مكان وقوف عز ليقول ماهر:أتفضلوا 
جلس عز و حنين في الخلف و حنين متعلقه بأحضان عز لا تتركها أبدا وهي ترتجف بين يده و تبكي بأنين.. 
جلس أمجد في المقعد المقابل لماهر بعد أن أخبر عمرو بأنه سيحادثه ليلا.. 
........................... 
في المستشفي..دخل عز الإستقبال و هو يركض بخوف بعد أن فقدت حنين وعيها في السيارة.. 
موظفة الإستقبال:من فضلك لازم تكتب الإستمارة الأول 
عز بغضب:ملعون الإستمارة ألحقوا أختي 
ارتعبت الموظفة من طريقة عز وأشارت إلي أحد الممرضين الذي حمل حنين علي السرير المتحرك متجها إلي الطوارئ.. 
بعد أن تأكد عز من أن أخته سيتم معالجتها..اتجه إلي الإستقبال ليجد ماهر و أمجد ينظرون إلي الأرض بتعجب.. 
عز بإحراج:معلش تعبتكوا 
ماهر بانتباه:لا لا مفيش مشكلة المهم يلا عشان تملي الإستمارة 
اتجه عز و خلفه أمجد و ماهر اللذان ينظران له بترقب... 
موظفة الإستقبال:اسم المريضة 
عز:حنين حسن توفيق السيوفي 
ماهر و أمجد بصدمة:نعم!!!!!!!!! 
عز بانتباه:في حاجه 
لم يستطع ماهر أو أمجد الرد فكانوا تحت تأثير صدمة ما سمعوه أيعقل أن تكون تلك ابنة عمهم و هذا ابن عمهم!! 
تأكدت شكوك الإثنان عندما سمعوا الموظفة تقول:اسم حضرتك و صلة القرابة 
عز:عز حسن توفيق السيوفي 
ماهر بسرعة:معلش يا عز هنروح بس نجيب حاجه من العربية 
عز:عادي مفيش مشكلة
سار ماهر و أمجد بأقصي سرعة لهم و جلسوا في السيارة و هم يلهثوا أنفسهم..

ماهر بصدمة:أنت سمعت اللي أنا سمعته 
أمجد بصدمة:أنا حاسس إني ودني بتكدب عليا معقول يكونوا ولاد عمي حسن 
ماهر بانتباه:عمو عامر لازم يعرف لازم 
أخرج ماهر هاتفه وهاتف عامر بسرعة.. 
عامر:السلام عليكم 
ماهر بسرعة:عمو ألحق يا عمو 
عامر بخضة:في إي يا ماهر مال صوتك 
ماهر بسعادة:لاقينا ولاد عمي حسن 
.................. 
بعد ثلث ساعة..اتجه ماهر و أمجد إلي عز و هما يودان أن لو يستطيعا أن يضموه إلي أحضانهم.. 
ماهر:أخبار آنسة حنين إي 
عز بانتباه:الحمدلله فاقت و هتخرج كمان شوية 
أمجد:حمدلله علي سلامتها 
عز بشرود:الله يسلمك 
تعلق نظر عز بالغرفة التي بها حنين و هو يقول لنفسه أن ما حدث من ساعة ما كان إلا كابوس مزعج..يشعر برعشة جسد حنين بين يده إلي الآن..تنهد بحزن و انتفض من مكانه عندما وجد باب الغرفة يفتح.. 
تركت حنين يد الممرضات و هرولت إلي حضن أخيها لتختبئ بين ذراعيه من هذا العالم.. 
مسح عز علي رأس حنين بحنان وقال بهمس:متخافيش يا حنون 
حنين من بين دموعها:طول ما أنت جمبي مبعرفش اخاف 
التفت عز إلي الدكتور الذي يقول:تقدري تروحي يا آنسة حنين بس ياريت ترتاحي اليومين دول 
حنين بابتسامة باهته:حاضر 
عز بهمس:دول ماهر و أمجد الشباب اللي جابونا في عربيتهم 
تأكد ماهر من شكوكه الآن و عرف لماذا كاد أن يجنن عقله من هذا الشبه بين حنين و بين الفتاة المجهولة..أصبحت الصورة واضحة الآن ليقول لنفسه "ما هي إلا صورة مصغرة من طنط فيروز" 
أمجد:حمدلله علي السلامة 
حنين:الله يسلمك 
ماهر بانتباه:حمدلله علي السلامة 
حنين:الله يسلمك 
ماهر:اتفضلوا معانا بقي عشان نوصلكوا 
عز بإحراج:لا لا كدا كتير عليكوا إحنا تعبناكوا معانا برده 
ماهر:لا متقولش كدا دا واجب أتفضلوا 
بعد جدال بين عز و ماهر و أمجد وافق عز علي روجوعهم في سيارة ماهر.. 
..................................... 
اتسعت عينيها بفرحة وقالت:بجد 
عامر بسعادة:أيوة ماهر وأمجد بلغوني وأنا لازم أروح أجيبهم الوقتي
سناء بسعادة:أخيرا طب معرفتش فيروز فين!!

عامر:هعرف لما أروح بصي لو حد سألك قولي راح يخلص شغل و عايز بكرة أما أرجع ألاقي سميرة و فرح و ناصر و عيالنا مجمعه بس أوعي تقولي حاجه لغادة بس خالي أدهم يعرف أيوة بلغيه هو بس و... 
سناء:متقلقش كل حاجه هتبقي مضبطه بس روح هاتهم يا عامر 
أمسك عامر بعدة ملفات في يده وقال:توكلنا علي الله 
................ 
وقفت سيارة ماهر أمام العمارة كما وصفها لهم عز..و بمجرد أن هبطت حنين من السيارة وهي تتعجز علي يد عز حتى التف حولها الجميع بقلق يسألون بقلق "مالك يا حنين" "حصل إي يا عز" "مالها ما كانت خارجه بخير" 
عز باطمئنان:متقولوش يا جماعة شوية إرهاق بس 
ماهر بهمس:طب إحنا نستأذن بقي 
عز:معبش تعبتكوا 
أمجد بهمس:لا و لا يهمك ربنا يخليكوا لبعض 
صعدت حنين مع عز تحت أنظار أمجد و ماهر الغير مصدقة لما حدث.. 
تمددت حنين علي فراشها و يدها لم تفارق يد عز الذي قال:غمضي عينك و ارتاحي و متفكريش في حاجه 
ابتسمت حنين ابتسامة حزينة و استسلمت لنومها سريعا..بدل عز ثيابه و توضئ ليصلي فرض العصر 
............................ 
مع دقات الساعة الواحدة بعد منتصف الليل..فتح عيونه ببطء إثر سماعه صوت دقات جرس الباب..نظر إلي الساعة بتعجب و اطمأن علي أن أخته مازالت مستسلمه لنومها... 
اتجه ناحية باب المنزل بتكاسل و فتحه ببطء لتتسع عينيه دهشة.. 
نظر عز بتعجب إلي وجود ماهر و أمجد في تلك الساعة و من هذا الرجل الذي معهم !!و لماذا ينظر لها هكذا!! لماذا عيونه ممتلئة بالدموع!!
أسئلة كثيرة دارت بذهن عز ولكنه قال:اتفضلوا اتفضلوا
دخل عامر ليفاجأ بصورة تزين الحائط لحسن و فيروز و أطفالهم وهم رضع.. 
تنهد عامر بحزن و نظر إلي عز و تمني لو استطاع احتضانه دون كلام..ظل يتأمل ملامح وجهه..كم تشبه كثيرا حسن و فيروز..لا يصدق أنه عاش لليوم الذي يري فيه أولاد حسن مرة اخري.. 
عامر بانتباه:ممكن تنادي أختك يا عز
عز بتعجب:أختي!!ليه يا فندم!! 
عامر:دقايق و هتعرف كل حاجه 
تنهد عز بتعجب واتجه إلي حجرة حنين و أيقظها بهدوء و طلب منها ارتداء حجابها و إسدالها وسط حالة من التعجب منه ومن حنين.. 
ظل حسن يتأمل صور أخيه التي تملأ الحائط و الدموع تسيل علي خديه في هدوء.. 
ماهر بهمس:يا عمو مينفعش كدا أهدي عشان خاطري
أمجد بهمس:يا بابا أهدي كدا هيقلقوا

قطع كلامهم دخول حنين مع عز وهي متعلقه بيده..لتتسع عين عامر دهشة من تلك النسخة المصغرة من فيروز و لكنها تمتلك نفس تعابير وجه حسن عندما يكون مندهش.. 
عز:ممكن أعرف في إي بقي 
وضع عامر صورة يبدو عليها القدم علي الطاولة أمام عز ليلتقطها عز بهدوء وتتسع عينه دهشة هو و حنين و يقولوا في صوت واحد:بابا 
عامر:الصورة دي كانت يوم فرحي أنا عامر توفيق السيوفي 
عز و حنين بصدمة:نعم!!! 
وضع عامر صورة أخري أمامهم و التقطها عز بسرعة لينظر لها بصدمة هو و حنين.. 
عامر:و الصورة دي كانت في فرحي برده ليا و لمراتي و لأخويا حسن و مراته فيروز 
أكمل عامر كلامه قائلا:فيروز أكيد حكيت ليكوا عن خطفكوا بعد موت حسن بشهر و الظروف الغامضة اللي خددتكوا فيها و مشيت من القصر 
نظر لهم عامر بحنان وقال:أنا جاي النهاردة عشان أرجع ولاد حسن توفيق السيوفي لبيت أبوهم 
نظرت حنين إلي عز بصدمة وبادلها هو أيضا نفس النظرة و حاولوا تجميع أي كلمة ولكن دون فائدة.. 
ماهر في محاولة لجذب أحدهم للكلام:إحنا كنا شاكيين أول ما دخلنا المحل النهاردة بس اللي أكد لينا لما عز قال اسمه كامل 
عز بقوة :بقي أنتوا راجعين بعد كل السنين دي و تقولوا نرجعكوا لبيتكوا 
عامر بندم:أنا عارف إننا اتأخرنا بس أنت عارف برده إن فيروز طلبت كدا 
عز بحزن:ماما ماتت من 8 سنين يا عامر بيه 
أمجد:إحنا حاولنا كتير نوصلكوا بس معرفناش 
نظر عز إلي حنين ليجدها ساكنة تمسك صورة والديها وتتحسس وجههم بيد مرتعشة.. 
عز بخوف:حنين أنتي كويسة 
هبطت دمعة حارة من عيون حنين وقالت:شايف ماما كانت بتبص لبابا إزاي وهو بيبصلها إزاي 
نظرت حنين إلي أخيها بعيون دامعة وقالت:أنا الوقتي عرفت ليه ماما كانت بتقول إن الموت راحة عشان هترجع لحبيبها 
انفجرت حنين باكية وهي تحتضن صورة والديها وكهذا عز لم يستطع تمالك نفسه هو الآخر.. 
نظر ماهر و أمجد إليهم بعيون دامعه وقالوا لعامر:الوقتي محتاجينك 
قام عامر و اتجه إلي طفلي أخيه و وقف أمامهم و أمسك بيد عز و حنين ليوقفهم سويا وقال:وحشتوني يا ولاد حسن 
استسلم عز و حنين إلي احساسهم وارتموا بأحضان عامر متعلقين به يبحثون عن راحة والدهم في أحضانه.. 
كان عامر في احتياج لتلك الضمة أكثر منهم..وجد في تلك الضمة احساسه بضمة حسن له..مسح علي رأسهم بحنان ليزيد التؤامان من بكائهم و هم يقولون بصوت خافت:بابا و ماما وحشونا أوي
بعد دقائق...مسح عامر دموع أولاد أخيه وقال بابتسامة باهته:حقكوا عليا يا ولاد أنا آسف أنا اتأخرت أوي

مسح أمجد دموعه وقال في محاولة لإزالة هذا الجو الحزين:أحم أحم بقولك إي يا بن عمي مفيش حاجه تتأكل 
ضحك عز بخفوت وقال بمرح:حد قالك إني الشيف عز أنا مهندس يا بني 
أمجد بصدمة مصطنعه:ابنك !!يا حبيبي يا بابا 
اتجه أمجد وماهر إلي عز واحتضنونه بقوة و حنين متعلقه بحضن عمها عامر.. 
أعددت حنين بعض السندوتشات و الشاي وجلست مع عمها و أولاد عمها بسعادة.. 
عامر:المهم بإذن الله بعد صلاة الفجر هنرجع بقي لبيتنا 
عز:بس يا عمي إحنا لسه مضبطناش امورنا و كمان أهل المنطقة لازم يعرفوا 
عامر:بسيطة يا حبيبي يعرفوا و إحنا في صلاة الفجر 
حنين بإحراج:بس برده يعني محدش يعرف هناك و كده 
عامر:متقلقيش الكل مجمع بكرة عشان يعرف وبعدين أنا لو رجعت من غيركوا سناء ممكن تفجرني 
حنين بابتسامة:نفسي أشوف طنط سناء اوي ماما كانت بتحكي عنها كتير 
عز مداعبا:ماما كانت بتقول إن طنط سناء قالتلها مرة إن أمجد كان عنده عصفور موته عشان يجيب لسان العصفور 
انفجر الجميع ضاحكا بينما قال أمجد:الله يخليكي يا ست الكل دايما فضحاني كدا 
عامر بضحك:متزعلش نفسك يا أمجد..ماهر لما كمل 6 سنين جاب عصفورة وقتلها عشان صوتها كان بيصحيه الصبح 
أمجد بضحك:و يوم عيد ميلاده لما شال التورتة و قعد عليها عشان محدش يأكل منها غيره 
شرع ماهر في القيام قائلا:طيب يا جماعه فرصة سعيدة استأذن بقي عشان شكل الحفلة هتتقلب عليا 
بعد ما يقارب الساعتين..ارتفع صوت المؤذن لصلاة الفجر ليذهب الرجال للصلاة وتبدأ حنين بنشاط تعد كل أغراضها هي و عز.. 
أنهت حنين وضع جميع الصور و الملفات الخاصة بهم والملفات التي أمنتها علي فيروز..أحتضنت حنين قلادة ابيها وقالت لنفسها"بابا إحنا راجعين البيت اللي أنت كبرت فيه..أنا خايفة يا بابا بس عز مطمني حتي عمو عامر كمان يا بابا..متشوقه أرجع عشان أحقق الحلم اللي ماما حلمت بيه إننا لما نرجع هنرجع حقك" 
بعد ساعة....أغلق عز حقيبته قائلا:متأكدة يا حنين منسناش حاجه 
حنين بلخبطة:أيوة 
عز باطمئنان:متخافيش يا حبيبتي إحنا هنفضل سوا و كمان شايفه عمو عامر بيعملنا إزاي متخافيش 
حنين بتنهيده:ربنا يستر 
هبطت حنين مع عز بعد أن ودعوا المنزل الذي ضمهم في ليالي حزن و ألم و سعادة و اجتهاد و مذاكرة و لعب..المنزل الذي نشئوا فيه بين أحضان والدتهم..
ودع عز و حنين أهل المنطقة بدموع علي فراقهم و جلسوا بجانب عمهم متجهين إلي حياة لا يعلموا ما هو مصيرها..

................................................ 
بعد صلاة العصرفي قصر آل توفيق..أنتهت سناء تأكدها من إتمام الطعام وتجهيز الغرف لإستقبال عز و حنين.. 
وسط تعجب من سميرة و الفتيات من الحالة الطارئة علي القصر.. 
وضعت سناء هاتفها بجوارها وقالت:خمس دقايق و هيكونوا هنا 
سميرة بتعجب:معرفش ليه حاسه إن عامر عامل حاجه 
أشار أدهم علي اصبعه بمعني "اتجوز" 
ضحكت سناء و ضربت أدهم ضربة حفيفة في كتفه وقالت:ماشي يا أدهم بقي دي اخرتها 
جهاد بمرح:هو قال حاجه عجيبة يعني مش الشرع محلل أربعة 
فرح:بس يا بت أنتي كمان هتبقي أنتي و ماهر 
رقية:علي فكرة ماهر بيكلم صح اعترضي بقي اعترضي 
فرح برفعة حاجب:تقصدي بقي إنه ممكن يعملها تاني 
ناصر:لا يا فرح العاقل ميعملهاش مرتين 
سميرة:تقصد إي يا ناصر 
رقية:اوووبا شكلها كدا هتولع 
أما في خارج القصر أمام البوابة..هبطت حنين من سيارة عامر و هي ممسكه بيد عز بخوف.. 
عامر للخدم:طلعوا الشنط فوق 
حنين بخوف:أنا عايزة أروح يا عز 
عز بقلق:متقلقيش يا حنون أهدي
ماهر:أهدي يا بنتي دا مش امتحان فيزيا 
عامر:يلا يا شباب 
في بهو الصالة..عًلت ضحكات الجميع وقال ناصر:بتحبي أنتي تهدي النفوس يا روء 
رقية ببراءة:طبعا طبعا يا عمو 
قطع كلامهم صوت عامر يقول:السلام عليكم 
التفت نظر الجميع إلي عامر و ماهر و أمجد....رد الجميع السلام وقال عامر:طبعا أنتوا فاكرين إني جاي ومعايا ضيوف أو مفاجأة بس اللي متعرفهوش إني جاي ومعايا صحاب بيت ليهم في المكان دا زي ما لينا بل و أكتر.. اللي أقصده إنهم جزء من العيلة دي اتحرمنا منه فترة كبيرة 
وقفت سميرة بصدمة وقالت:عامر أنت تقصد إن... 
أشار عامر إلي ماهر و أمجد بالإبتعاد عن بعض ليدخل عز و بيده حنين لتقول سناء بصدمة:فيروز !!! 
عامر:أحب أعرفكوا عز حسن توفيق السيوفي و حنين حسن توفيق السيوفي 
اتسعت عين الجميع دهشة و انطلقت سميرة إلي عز و جذبته إلي أحضانها بقوة وهي تشعر أنها تحتضن أخيها بينما وقفت سناء أمام حنين تتأمل وجهها بيدها و كأنها تشعر أن من أمامها هي فيروز..ضمت سناء حنين إلي أحضانها بحنان وهي تقول:وحشتيني يا بنتي 
لم تعلم حنين ماذا تفعل ؟؟ فمهما كان هي لم تختلط بأحد من قبل..نعم هم أهلها و لكنها تشعر بالقلق..و لكن سرعان ما بدأ يختفي القلق تدريجيا في أحضان سناء لتتعلق حنين بها وتشعر بالحنان في ضمتها لتقول لنفسها "كان عندك حق لما حبيتها أوي يا ماما"

أما الحال لم يختلف عند عز قليلا..فقد تعجب من ردة فعل سميرة و لكنه أيقن أنها عمته عندما شعر بالأمان في ضمتها..عندما قالت له سميرة:وحشتيني يا ابن أخويا 
أما الفتيات وناصر كانوا في حالة من الدهشة..غير مستوعبين أن بعد كل ما مضي سيعود أولاد حسن إلي قصر آل توفيق..ابتسمت سميرة لحنين و ابتعد عن عز لتضمها و تضم سناء عز.. 
صاحت جهاد بمرح في سميرة:لو سمحتي كدا يا عمتو أنا عايزه اسلم بقي مليش دعوة 
ابتعد سميرة عن حنين بعيون دامعه لتقول جهاد:أنا جهاد بنت الحاج عامر العسل دا 
حنين بابتسامة هادئة:و أنا حنين 
ضمتها جهاد بمرح وقالت:لا أنا بحضن علطول 
بينما كانت حنين منشغله في التعرف علي فرح و رقية كان عز منشغل بالتعرف علي ناصر و أدهم.. 
أشار أدهم بيده بمعني :كان نفسي أشوفكوا من زمان" 
تكلم عز بلغة الإشارة بمعني "و أنا كمان نفسي أشوف اللي كان بيلغبني كل أما ألعب معاه" 
ضحك أدهم بتعجب لتذكر عز ذكرياتهم في حديقة القصر عندما كانوا يلعبون بعيد عن أعين غادة ليتكلم بلغة الإشارة بمعني "لسه فاكر" 
تكلم عز بلغة الإشارة بمعني "محدش ينسي طفولته" 
ابتسم أدهم و التفت عز إلي ماهر و أمجد اللذان قدما رقية و فرح له.. 
كانت جهاد تقف بجانب حنين تداعبها بمرح لتقول:بصي بقي هعرفك علي أهم شخص في العيلة دي و هو البشمهندس أدهم 
جهاد بصوت عالي نسبيا:يا أدهم 
التفت أدهم لجهاد و انتبه إلي حنين التي تقف بجانبها و خديها يتوردان خجلا..ردد أدهم في نفسه "سبحان من خلقكي بهذا الجمال" 
أبعد أدهم نظره سريعا عن حنين و تقدم ناحيتها وهو يحاول أن يتلاشي النظر لها وحرك يده بمعني "حمدلله علي سلامتك" 
أيقنت حنين من أن هذا أدهم الذي أخبرها عامر عنه وهم في الطريق الذي فقد النطق فأشارت بيدها بمعني "شكرا" 
جهاد بمرح:بصي بقي أدهم دا بقي شكله ميقولش مهندس خالص ممكن تقولي هو الدكتور النفسي للعيلة المعقدة دي 
ضحكت حنين بخجل بينما رفع أدهم حاجبه لجهاد و رفع يده كأنه سيضربها لتقول جهاد بطريقة مسرحية:هتمد إيدك علي أمك يا بني 
حنين بضحك:يخربيتك أنتي بتهزري في أي حاجه و كل حاجه 
كتب أدهم علي هاتفه "دي تافه أصلا" و وضعها أمام حنين لتنفجر ضاحكه و تقول جهاد:ماشي يا أدهم و الله هقول لأمجد يجبلي حقي
كان أمجد منشغل بالضحك هو ماهر و عز ليسمع صوت جهاد تنادي باسمه ليلتفت لها ويقول:نعم يا بنتي

جهاد بحزن مصطنع:أدهم بيقول إني تافه 
أمجد:ما هي دي الحقيقة أدهم مقلش حاجه غلط 
أرسل أدهم قبلة في الهواء لأمجد وبادله هو فعلته بينما قالت جهاد بغضب طفولي:أنت أخ أنت 
ماهر:بذمتك دا منظر بني آدم مش أخ 
من بين هذا الحوار كان عز متعجبا من تلك الفتاة التي يبدو عليها ملامح الطفولة حتي في كلامها..و لكنه سرعان ما أبعد وجهه عنها وقال لنفسه "هي دي هربانه من مستشفي المجانين و لا إي" 
سمع عز صوتها الطفولي يقول:نورت البيت 
ابتسم عز لها لتظهر غمازاته وقال:شكرا 
جهاد بهمس لرقية:أمسكيني يا رقية 
رقية بخضة:في إي 
جهاد:مش شايفه الغمازات يالهوووي 
بينما يقف الفتيات والشباب يتكلمون بسعادة..كانت عيون عامر وناصروسناء وسميرة تتابعهم بفرحة لأنهم تعرفوا علي بعض بسهولة بل وإن صوت ضحكاتهم علا أركان قصر آل توفيق الذي خيم الحزن عليه سريعا.. 
حزنت سميرة و سناء عندما علموا بوفاة فيروز بينما قال ناصر:بس المهم إنهم رجعوا بالسلامة 
سميرة بسعادة:أنا حاسه إني بحلم والله مش مصدقة إني شيفاهم 
سناء بابتسامة:هما الإتنين نسخة من حسن وفيروز 
عامر:ربنا يحميهم ..صحيح فين غادة؟؟ 
سناء:مشيت من الصبح وقالت إنها هتيجي علي ميعاد الغدا 
عامر في نفسه"أحسن برده" 
قطع حديثهم صوت الخدم يخبرهم بإنتهاء إعداد الغذاء ليلتف الجميع المائدة في سعادة بانضمام عز و حنين لهم.. 
اندمج عز مع ماهر و أمجد وأدهم سريعا بينما احتفظت حنين بابتسامتها الهادئة و صمتها.. 
سناء:بصوا أنا معرفش أنتوا بتحبوا تأكلوا إي بس عملت الأكل اللي كانت فيروز بتحبه 
أمجد:أيوة يا بختكوا بقي دا أنا يوم ما نجحت في الثانوية العامة اتعملي عصير فراولة بس 
فرح:لا لا أنت كداب بقي علي فكرة لأن كان في عصير فراولة وعصير مانجو 
سناء:اتلموا بقي عشان أنتوا عارفين أنا هعمل إي 
رقية:أيوة بقي يا طنط يا مسيطرة 
أكملت رقية مداعبة:بس برده يا طنط اشمعنا أمجد كان فراولة و مانجه و أنا مفيش حتي جوافه 
جهاد:عشان أنا و أنتي فاشلين و جيبنا كلية فنون جميلة مش هندسة زي الدحيحين دول 
سميرة:ما شاء الله بقيتي حافظه الكلام أهو 
جهاد:أعمل إي يا عمتو بسمعه أكتر ما بأكل 
عامر:أكتر ما بتأكلي!!هنكدب بقي 
ضحك الجميع بقوة بينما قال ماهر:أيوة كدا يا عمو سكتها بدل هي شغاله لوك لوك من الصبح 
جهاد:طب بذمتك في مهندس محترم يقول لوك لوك 
ماهر:بصراحة بصراحة لا 
كان عز وحنين صامتين لا يعلما ماذا يقولان؟؟و ما هذا الجو الذي يحيط بهم؟؟؟ هل ستكون لهم عائلة بين سنين عاشوها بمفرهم؟؟ أم ماذا نخفي الأيام لهم!! 
فاق الإثنان من شرودهم علي صوت سناء تقول:مبتأكلوش ليه يا ولاد 
عز بانتباه:بنأكل أهو يا طنط تسلم إيدك 
سناء:و أنتي يا حنين مش بتأكلي ليه 
حنين بإحراج:لا يا طنط بأكل أهو 
رقية:بصي جربي الفراخ حاجه كدا متلاقيش منها إلا هنا عشان طنط اللي بتعملها 
حنين:أحم أحم أصل بصراحة مبحبش الفراخ 
نظر لها أدهم بسرعة و أعاد وجهه إلي طبقه وابتسم ابتسامة خافته.. 
جهاد:ما شاء الله لاقينا حد زيك في البيت دا يا أدهم 
حنين بعدم فهم وإحراج:ها!! 
ماهر:أصل البيت كله مفيش فيه حد مبيحبش الفراخ إلا أدهم ودي حاجه غريبة لأننا مدمنين الأكله دي من طنط سناء 
سناء:بطلوا كلام بقي و أتفضلوا كملوا أكل 
ما إن أنهت سناء جملتها حتي سمعت صوت يقول:كدا تأكلوا من غيري 
التفت الجميع إلي مصدر الصوت ليجدوا غادة..سميرة بضيق:أهلا يا غادة 
سناء:اتفضلي يا غادة 
جلست غادة بجانب رقية بينما نظرت إلي عز وحنين بتعجب وقالت:أنا حاسه إني شوفتهم قبل كدا 
عامر بابتسامة انتصار:عز حسن توفيق السيوفي و حنين حسن توفيق السيوفي



تعليقات