قصة العوض البارت السابع 7 بقلم براءة محمد


















قصة العوض
البارت السابع 7
بقلم براءة محمد

فاطمة لسه بتتلفت عشان تعترض على التقسيمة ، لقت عبد الرحمن سحبها على جوة الاوضة وقفل الباب وراهم وهو بيقوللهم : كله يغير هدومه بقى عشان نتعشى
لما قفل الباب كان عمال يضحك على منظر فاطمة وهى مذهولة على متلخبطة فحط ايده على شفايفها وقاللها وهو بيحاول يبطل ضحك : هو انتى هتبقى نظام ماشافوهمش وهم بيسرقوا شافوهم وهم بيهربوا
فاطمة وهى بتنزل ايده بغيظ بعيد عن شفايفها : احنا هنستهبل من اولها ياعبده ، تقدر تقوللى ازاى هننام اسبوع بحاله بالوضع ده
عبد الرحمن وهو لسه بيضحك : والله ماكنت اعرف ان ناصر الكلب اخوكى هيقسمها بالشكل ده ، وكمان الجزمة خد كمان اوضة فيها سريرين بحجة انهم هياخدوا معاهم يمنى عشان مابتنمش بعيد عن عزة … مش اخوكى ده ، اروح اولع فيه يعنى
فاطمة بغيظ : انا اللى هولع فيه وفيك دلوقتى
عبد الرحمن وهوعامل نفسه انه زعل : بقى كده برضة يا بطة ، بقى انا خفت اولع فيه لاتزعلى عليه ، تقومى انتى عاوزة تلسوعينا احنا الاتنين مع بعض … تشكرى يابنت عمى 
فاطمة تنحت وهى بتبص لعبد الرحمن وهى عارفة انه بيسرح بيها ، فمدت ايدها مسكت ايده وهى بتقول له : ماتزعلش منى ياعبده ، وفجأة راحت عضاه فى ذراعه بغيظ
عبد الرحمن صرخ بصوت عالى وضحك وقاللها : احنا فينا من عض
فاطمة بغيظ : ايوة ، طالما هنقضيها استهبال ، وشايفنى هفرقع وعلى اخرى وانت عمال تهرج
عبد الرحمن شدها وقعدوا سوا على السرير وقال بابتسامة : بقوللك ايه ، احنا جايين ننبسط يومين ، ومش عاوزين حاجة تقريفنا 
فاطمة بزهق : الاوضة مافيهاش حتى كنبة
عبد الرحمن وهو عمال يقلب فى الاوضة بعينه : ماهو مافيش غير حل من اتنين 
فاطمة : قول 
عبد الرحمن : ماهو يا اما انام انا على الارض وانتى على السرير ، يا اما مش هيبقى قدامنا غير ان انتى تنامى على السرير وانا انام على الارض
فاطمة سهمت شوية وهى بتركز فى كلام عبد الرحمن ، وبعدين قالتله : يعنى انت قررت تنام على الارض ، بس ده اسبوع بحاله ياعبده ، والارض ماعليهاش غير السجاد اليدوى و ده كمان بيبقى خفيف اوى ، هتبرد كده  وجسمك هيوجعك
عبد الرحمن بمرح وهو بيلاعبلها حواجبه : تبدلى معايا
فاطمة بغيظ : ده بعينك ، انا مابعرفش اقعد على الارض اصلا ، عاوزنى انام عليها
عبد الرحمن بمسكنة : انتى انانية على فكرة ومابتفكريش غير فى عضمك لوحدك ، رغم ان انا عضمى من عضمك ودمى من دمك
فاطمة بصتله بحاجب واحد وقامت من جنبه مدت ايدها سحبت الشنطة بتاعتها وفتحتها وابتدت تفضيها فى الدولاب اللى لقت فيه بطانية زيادة فرحت بيها جدا وقالت : هبقى افرشهالك تنام عليها
عبد الرحمن بتريقة : كتر خيرك والله .. بتتعبى معايا
فاطمة خلصت هدومها واخدت شنطته كمان فضيتهاله وهو بيتفرج عليها بتركيز شديد جدا 
طول عمره يعرف ان فاطمة منظمة ، لكن اول مرة يشوف بعينه وهى بترص هدومه وبتعلق منها حاجات وبتفرد حاجات ، ولاحظ انها وهى بتعلق الهدوم بتاعته ، انها بتراعى تناسق الالوان مع بعضها
وقتها افتكر شروق ، وافتكر ان عمرها ما اهتمت بحاجته ، او بتعبير ادق ، ماكانتش بتعرف تعمل الكلام ده ، وكانت مامته هى اللى دايما بتهتم بالحاجات دى 
فاطمة بعد ماخلصت التفتت لقته مركز مع كل اللى بتعمله وهو ساكت تماما وباين عليه انه سرحأن وشارد فقالت له : ايه ، روحت لحد فين
عبد الرحمن بانتباه : تعرفى انك اول حد بعد ماما ترتبلى هدومى ، واول حد بعدى ينظمهم بالطريقة دى
فاطمة قالتله بحذر : ليه يعنى ، اومال مراتك كانت …..
عبد الرحمن قاطعها بشبه حدة وقاللها : طليقتى يا فاطمة ، انتى اللى مراتى دلوقتى مش حد تانى ، اوعاكى تنسى الحكاية دى
فاطمة اتاخدت من حدته فقالت بشبه همس وهى باصة فى الارض : حقك عليا ، والتفتت راحت ناحية الباب عشان تخرج فعبد الرحمن نفخ جامد وقاللها : راحة فين 
فاطمة : هطلع اشوفهم بيعملوا ايه
عبد الرحمن : اما نغير هدومنا يافاطمة 
فاطمة بصتله باستغراب وقالتله : هنغير فين
عبد الرحمن بقلة حيلة : هنا يافاطمة ، بصى 
عبد الرحمن مد ايده خلع ستارة الشباك وشبكها من طرفين ، ناحية فى شماعة فى الحيطة والناحية التانية فى حرف البلتكانة ، فلما عمل كده بقى فيه زاوية صغيرة مستخبية وراها ، فقال : اهو … اكنها برافان ، ونغير هدومنا وراه
فاطمة بضحك : تصدق تنفع مهندس 
عبد الرحمن بهزار : منه لله مكتب التنسيق هنعمل ايه بقى ، ياللا روحى غيرى 
فاطمة مدت ايدها فى ضلفتها طلعت عباية ودخلت ورا الستارة عشان تغير ، وسمعت عبد الرحمن وهو بيقول : ماتنسيش تقلعى الطرحة يافاطمة
فاطمة اتفاجئت من كلامه بس مارديتش 
لما خلصت وطلعت من ورا الستارة لقت عبد الرحمن كمان غير هدومه ، عبد الرحمن لقاها لسه حاطة الطرحة على شعرها فشاورلها عليها انها تشيلها فحركت راسها يمين وشمال برفض من غير ماتتكلم ، فشاورلها تانى من غير كلام برضة ، وهى كمان كررت اللى عملته فى صمت شديد 
عبد الرحمن قرب منها وقاللها بصوت واطى : مش عاوزين بعد كل اللى بيتعمل ده ، ونتفقس عشان حاجة عبيطة زى دى
فاطمة بتردد : مش هعرف ، ما اتعودتش 
عبد الرحمن : لازم تتعودى يابطة ، وياللا عشان اتاخرنا عليهم 
فاطمة بوجل : طب روح انت وانا هحصلك
عبد الرحمن راح ناحية الباب وقال : ماشى ، بس ماتتاخريش
لما عبد الرحمن خرج ، فاطمة قعدت على السرير ، مش مستوعبة انها هتخرج بشعرها قدام عبد الرحمن ، رغم ان طول عمرها واخده عليه وبتعتبره اخوها الا انها عمرها ما اتهاونت فى حق دينها ابدا من يوم مالبست الحجاب ، عمرها ماخلعته قدام حد مش محرم ليها ، لكن عبد الرحمن دلوقتى بقى محرم ليها ، بس وضعهم مع بعض غير ، بس فى الاخر وبعد صراع كبير بينها وبين نفسها قررت تسمع كلامه ، فخلعت فعلا الطرحة وراحت ناحية الباب ، بس رجعت تانى اخدتها ورمتها باهمال فوق راسها وخرجتلهم
لقتهم كلهم قاعدين فى البلكونة بيتفرجوا على البحر ، بس طبعا كانت الدنيا ضلمة جدا لان كان الليل دخل من فترة مش قليلة 
اول ماراحت ناحيتهم عبد الرحمن بص على راسها بامتعاض ، بس طبعا مررها وقام من مكانه وقاللها : تعالى اقعدى يابطة
فاطمة : خليك وانا هقف اتفرج مع العيال
عبد الرحمن : لا اقعدى وانا هجيب كرسى من اوضتنا 
قعدها وجاب كرسى حطه جنبها وقعدوا كلهم يهزروا شوية وشوية يتفقوا هيعملوا ايه تانى يوم 
كانت عزة عملتهم شاى وطلعت باقى الاكل اللى كان معاهم فى العربية ، اتعشوا بيه
البحر كان مخلى الجو فيه لسعة برد ، فتحية قامت دخلت جوة وقالت : الدنيا بردت ، ياللا ادخلوا جوة احسن حد يعيا مش ناقصين
فاطمة وهى بتتاوب : انا عن نفسى عاوزة انام 
عبد الرحمن : ومين سمعك ، الواحد مالحقش ينام امبارح 
ناصر وعزة بصوا لبعض بخبث وضحكوا ، فعبد الرحمن فهم بيضحكوا ليه فخبط ناصر على دماغه وسابه ومشى وناصر لسه بيضحك ، لكن فاطمة ماركزتش معاهم ، واخدت البنات ظبطت نومهم جنب بعض ، وحسن نام جنب جدته 
وراحت على اوضتها هى وعبد الرحمن  ، لقته سبقها على جوه فقفلت الباب وراحت تحت الشباك فرشت البطانية على الارض وحطتله مخدة وقالتله : عاوز حاجة تانية 
عبد الرحمن : عاوزين غطا ، هو مافيش حاجة نستغطى بيها واللا ايه 
فاطمة مدت ايدها ناحية السرير وقالت : خد البطانية دى اتغطى بيها
عبد الرحمن : طب وانتى ، مش محتاجة غطا 
فاطمة : هستغطى بالجوفرتة كفاية 
عبد الرحمن : مش هتبردى 
فاطمة : لا حلوة 
عبد الرحمن : طب ماتبدلى معايا ، وخدى انتى البطانية 
فاطمة : لا ، اللى ينام على الارض ياخد هو البطاطين عشان الرطوبة 
عبد الرحمن بمرح : طب ماتاخدى انتى الارض والبطاطين
فاطمة بمرح مماثل : ده بعينك يا واد عمى
عبد الرحمن وهو بينام وبيستغطى : ماشى .. تصبحى على خير
فاطمة بابتسامة : وانت من اهله
فاطمة طفت النور ، وراحت ناحية السرير عشان تنام ، الاوضة كانت شبه منورة بسبب الاضاءة اللى حوالين الشالية ، فضلت حاطة الطرحة على راسها لغاية اما دخلت السرير ، وشوية وقت قليل وهما الاتنين راحوا فى نوم عميق 
قبل ما الفجر يآذن كان عبد الرحمن قلق ، وكان عاوز يدخل الحمام ، قام من مكانه وراح ناحية الباب فتحه وراح الحمام ورجع تانى ، وقفل الباب وقبل مايرجع مكانه عينه وقعت على فاطمة والطرحة كانت وقعت من على راسها وهى نايمة ، لما فاطمة اتحجبت كانت لسه فى الاعدادية وهو فى الثانوى ، كان نسى تماما لون شعرها اللى رغم الاضاءة الضعيفة اللى على انعكاس النور اللى برة الا انه كان بيأكد لونه الاسود الحالك الكثيف ، واللى افتكر دلوقتى بس ان شعرها كان كيرلى ، واللى رغم انها كانت لماه مع بعضه الا ان طوله كان واضح لانها كانت لفاه كذا مرة على بعض 
عبد الرحمن انتبه على فاطمة وهى بتتقلب فراح ناحية فرشته ونام واستغطى ، لكن فضل شوية من غير مايعرف يرجع للنوم تانى ، لكن سمع تواشيح الفجر جاية من الراديو من على بعد وشوية وسمع الاذان فقام من تانى خرج واتوضى ورجع على الاوضة وبعد ماكان هيقف يصلى ، افتكر ان اليوم اللى قبله صلى هو وفاطمة جماعة ، فكان متردد يصحيها واللا يسيبها فى الاخر اخد قراره انه يصحيها ، فراح ناحية السرير بشويش وابتدى ينده عليها بالراحة ، مرة والتانية ردت عليه بهمهمة خلته ابتسم فى هدوء وكرر الندا مرة كمان ، فتحت عينها ، ولما لقته واقف قدامها والاوضة لسه منورة على النور الخارجى اتنفضت من مكانها وقالت له بلهفة : ايه ياعبده ، فى حاجة واللا ايه
عبد الرحمن وهو بيحاول يطمنها : ابدا ماتقلقيش ، انا بس قلت اصحيكى تصلى الفجر معايا ، واللا تحبى اسبقك انا
فاطمة وهى بتتعدل عشان تقوم : الله يباركلك ، لا طبعا هصلى معاك ، هروح اتوضى واجى بسرعة
وفعلا راحت اتوضت ورجعت لقته واقف مستنيها ، صلوا وقعدوا يسبحوا ويدعوا كل واحد فيهم مع نفسه ، وبعد ماخلصوا فاطمة ابتسمت وقالتله : تعرف انك كسبت فيا ثواب جامد اوى
عبد الرحمن بمرح : طبعا عشان رأفت بحالك واتجوزتك
فاطمة بتريقة : لا ياخفيف مش عشان كده
عبد الرحمن بابتسامة : اومال عشان ايه
فاطمة بابتسامة شاردة : عشان امبارح لما صلينا الفجر سوا كان اول مرة اصلى جماعة من زمان اوى ، وكنت فاكراها مرة وهتعدى ، لكن الحمدلله اهى اتكررت تانى
عبد الرحمن بابتسامة : وان شاء الله تبقى عادة ماتنقطعش
فاطمة بشغف : ياريت 
عبد الرحمن وهو بيرجع على فرشته : طب قومى ياللا حاولى تناميلك ساعة كمان واللا حاجة قبل ما القرود يصحوا ويهجموا 
فاطمة قامت وراحت على السرير من سكات وهى لسه لفة الطرحة حوالين راسها  ، ولسه هتحاول تغمض عينها وتنام لقت عبد الرحمن باصص ناحيتها وقاللها : تصدقى انى كنت نسيت شكلك من غير حجاب ، رغم انك كنتى صغيرة اوى لما اتحجبتى ، لكن انتى شكلك ما اتغيرش كتير اصلا
فاطمة بصتله وهى مش فاهمة يقصد ايه فعبد الرحمن كمل كلامه وقال : مانا اما جيت اصحيكى كانت الطرحة وقعت من على دماغك ، وانكشف المستور واللى كان كان
فاطمة بغيظ : نام ياعبده 
عبد الرحمن ضحك وغمض عينيه ومافيش ثوانى ورجع قاللها : تصدقى ان بسمة ونسمة كربونة منك وانتى صغيرة
فاطمة بابتسامة : انا كنت حلوة كده
عبد الرحمن بمرح : ده انتى كنتى موقفة شباب الحتة على رجل واحدة
فاطمة ضحكت اوى وقالتله : ليه كنت بلاعبهم الحجلة
عبد الرحمن بضحك : وانتى الصادقة كنتى مذنباهم ، هو فى حد كان يفكر بس يبصلك ويسلم من طوبك اللى كان بيرشق فى اى حتة 
عبد الرحمن ضحك جامد اوى وقعد تانى وقاللها : فاكرة يابت يافاطمة الواد اللى رشقتيه بالطوبة فجتله فوق حاجبه وفتحتهوله والواد كانت عينه هتطير بسببك
فاطمة ضحكت جامد وقالتله : طب ماهو يستاهل كان واد قليل الادب
عبد الرحمن : ااه لو تعرفى الواد ده بقى ايه دلوقتى
فاطمة : بقى ايه يعنى
عبد الرحمن وهو بيضحك : بقى وكيل نيابة ولو شافك هيحبسك
فاطمة : طول عمرى مابعرفش اتخانق ولا اشتم ، ولما كان حد يعاكسنى كنت اسمع من هنا وافوت من هنا ، بس لما كان حد بيتمادى ماكنتش بحس غير وانا بوطى اخد طوبة من على الارض واحدفه بيها 
عبد الرحمن : جدعة زى ابن عمك
فاطمة بمرح : ايه كنت بتحدف البنات اللى بتعاكسك بالطوب برضة
عبد الرحمن بغيظ : نامى يابت ، واتعدل مكانه من تانى واتغطى
بعد دقيقة واحدة رجع قعد تانى ونفخ وقال : انا جعان ، اقوللك ، انا هخرج اشوف ممكن اجيبلكم ايه فطار واجى يكون الباقيين صحيوا 
فاطمة : هتخرج لوحدك دلوقتى 
عبد الرحمن بتهكم : لا هخاف ، تيجى معايا تونسينى
فاطمة اتعدلت بسرعة وقالت : طب ماتيجى ننزل سوا بجد وادينا نستكشف المنطقة
عبد الرحمن وهو زى مايكون بيوزن الموضوع : الراجل اللى جابلى الشاليه قاللى ان فيه مطاعم وماركيتات فى ضهر الشالية
فاطمة بصت فى تليفونها وقالت : الساعة دلوقتى خمسة ، يعنى على مانجهز وننزل هتبقى داخلة على ستة 
عبد الرحمن بص ناحية الشباك لقى ان النهار ابتدى يطلع وينور الدنيا فقاللها : طب ياللا اجهزى ونشوف حظنا
فى خلال نص ساعة كانوا فى الطريق، نسمة الصبح مع ريحة البحر ملى صدورهم وادالهم احساس بالنشاط والبهجة 
لفوا من ورا الشاليه وهم بيستكشفوا المكان ، وبعد اقل من خمس دقايق شموا ريحة الطعمية ، ابتدوا يتتبعوا الريحة وهم بيضحكوا وبيهزروا لحد اما وصلوا فعلا للمطعم وابتدوا يختاروا يجيبوا ايه وكميات اد ايه 
عبد الرحمن ساب فاطمة تقرر وهو يادوب طلب و دفع ، بس اول ما اخدوا الطلبات وخرجوا ، فاطمة لقته بيديها سندوتش طعمية وهو بيقول : خدى اتسلى على مانوصل
فاطمة باستغراب : طب ما احنا يابنى هناكل سوا لما نوصل
عبد الرحمن : لا مش قادر استنى ، وبعدين انا جايب دول زيادة ، انا جوعت زيادة على الريحة ، كلى كلى ، وبعدين احنا مميزين ، احنا تعبنا ولازم نتكافئ
فاطمة بتريقة : بسندوتش طعمية
عبد الرحمن : ماتبقيش طماعة ، ده احلى سندوتش فى السندوتشات كلها
فاطمة وهى بتاكل وبتضحك : واشمعنى بقى
عبد الرحمن : ثانيا ..عشان سخنة وموهوجة 
فاطمة : مش المفروض فى اولا قبل ثانيا 
عبد الرحمن : اولا طبعا عشان من ايدى
فاطمة : ياسلام على التواضع
عبد الرحمن كان خلص السندوتش بتاعه وفاطمة يادوب جابت نصه ، مد ايده اخد منها باقى السندوتش واخد منه قطمة فى بقه ومضغها وبلعها بسرعة ورجعلها الباقى وهو بيقوللها باستغراب : ماهو بيتتاكل بسرعة اهوة ، اومال مابتاكليش ليه
فاطمة بغيظ : ياللا يامفجوع ، ده الواحد يخاف على روحه وهو نايم معاك فى نفس المكان بعد كده
عبد الرحمن بقرف : ماينفعش اكلك اصلا
فاطمة : ياعم اجرى ، انت تطول
عبد الرحمن بعبث وهو بيلاعب حواجبه بمرح: اصل الدكتور مانعنى من الحلو ياحلو 
فاطمة ضحكت جامد جدا وقالتله : تصدق انى ماشفتكش بتعمل الحركات دى من زمان اوى ، ده انا جه عليا وقت وقلت عبد الرحمن عقل وهدى وبقى راجل
عبد الرحمن خبطها بضهر ايده على جبهتها بهزار وقاللها : طول عمرى راجل ياجزمة
فاطمة بضحك : والله ما اقصد ، انا اقصد انك بقيت عاقل ومتزن يعنى
عبد الرحمن بغيظ : انتى تسكتى احسن ، عشان كلامك كله ازاز مكسر ومش هنلاحق على الدم
كانوا وصلوا الشالية ، عبد الرحمن فتح ودخلوا وهم بيضحكوا بصوت عالى ، لقوا فتحية صاحية هى والولاد ، واول ماشافتهم انبسطت من شكلهم وهم سوا وقالت بابتسامة واسعة : انتو كنتوا فين على الصبح بدرى كده
عبد الرحمن : كنا بنجيبلكم الفطار ياتوحة ، ياللا صحى بنتك وناصر قبل الاكل مايبرد
صحيوا وفطروا وخرجوا على البحر ، عبد الرحمن وناصر نزلوا البحر مع الولاد الصغيرين ، لكن الستات فضلوا قاعدين على الشط 
الوقت عدى بسرعة وكانوا كلهم مبسوطين جدا ، ناصر و عبد الرحمن حاولوا يقنعوا عزة وفاطمة انهم ينزلوا معاهم ، بس مارضيوش وخافوا ، لكن عبد الرحمن طول ما كان قمر وبنات فاطمة فى الماية ماكانش بيفارقهم عشان ياخد باله منهم
فضلوا يلعبوا لحد ما شبعوا وفى الاخر رجعوا الشالية غيروا وقرروا ياكلوا برة ، وفعلا عبد الرحمن اخدهم على مطعم سمك عجبهم جدا ، واخر النهار اخدهم مشاهم وفرجهم على البلد وهم مبسوطين على الاخر
والايام عدت يوم ورا التانى تقريبا بنفس المنوال ، لحد ما الاسبوع خلص ورجعوا تانى القاهرة ، لكن اللى الكل لاحظه ان علاقة فاطمة بعبد الرحمن كان فيها نوع شديد جدا من التقارب ، بقوا عاملين زى الصحاب المقربين وده كان مخلى فتحية تطير من السعادة وهى بترسملهم مستقبل اتمنتهولهم كتير 
واتعودوا يرغوا مع بعض كل يوم قبل مايناموا ، و ده خلاهم بقوا يسيبوا الباب اللى بين اوضهم مفتوح لما ييجوا يناموا
الولاد نتيجتهم بانت ونجحوا كلهم ، وعبد الرحمن احتفل بيهم وجابلهم هدايا 
يوم بعد يوم بسمة ونسمة كانوا بيتعلقوا بعبد الرحمن وعبد الرحمن بيتعلق بيهم ، كان بيعاملهم زى قمر بالظبط ، وكمان فاطمة ، كانت بتعامل قمر زى بناتها بالظبط 
الايام كانت بتمر بيهم على وتيرة واحدة من غير تغيير ، لكن هم كانوا دايما متجمعين مع بعض وقلبهم على قلب بعض 
لحد ما مر على كتب كتاب عبد الرحمن وفاطمة ٣ شهور ، وكانوا فى يوم من ايام رمضان ، و زى العادة كانوا بيفطروا سوا كل يوم عند فتحية 
فاطمة وعزة حضروا الفطار ، وكان فاضل على المغرب ربع ساعة 
ناصر كان رجع من شغله ، ونام شوية قبل المغرب، لكن عبد الرحمن اتاخر عن معاده بتاع كل يوم ، ففاطمة قررت تكلمه تستعجله ، ولسه بتجيب تليفونها لقت الباب بيتفتح والتفتت لقت عبد الرحمن داخل ووشه جامد مش زى عادته فراحت ناحيته ، ولسه بتقول له ، مالك ياعبده ، لقته بصلها وباين على وشه الضيق وقال : سلامتك يا حبيبتى
فاطمة استغربت من الكلمة بس لقته بيبص وراه وبيقول : تعالى اتفضلى
فاطمة لقت شروق داخلة وراه وهى واضح عليها جدا الحزن ولابسة اسود بصت لفاطمة وقالت بهدوء : ازيك يافاطمة ، معلش لو هزعجكم
فاطمة وهى مش فاهمة حاجة : مافيش ازعاج ولا حاجة يا ام قمر ، اتفضلى
كانت عزة خارجة من المطبخ شايلة صينية اكل ورايحة تحطها على ترابيزة الاكل ولما شافت شروق وقفت مكانها وقالت : فى حاجة واللا ايه
عبد الرحمن اتنحنح وقال : ام قمر هتفطر معانا النهاردة ، و … عزوها ، باباها اتوفى من كام يوم 
فاطمة : ياحبيبتى ، البقاء لله ، معلش ، ربنا يصبرك
عزة حطت اللى فى ايدها على الترابيزة وراحت ناحية شروق وحضنتها وقالتلها : الله يرحمه ، ادعيله ، واجمدى كده
فتحية خرجت على صوتهم وهم بيتكلموا واول ماشافت شروق اتضايقت جدا ، بس لما عرفت اللى حصل عزتها بجمود ، وقالتلهم : ياللا عشان المغرب هيأذن ، المدفع خلاص ضرب
ندهوا على ناصر اللى عزا شروق وقعدوا كلهم على الاكل فطروا ، وبعد الفطار عبد الرحمن قام باس راس فاطمة وقاللها : تسلم ايدك ياحبيبتى 
فاطمة فهمت على طول انه بيعمل كده بس قدام شروق فردت عليه وقالتله : تسلم ياحبيبى
عبد الرحمن انبسط انها فهمته وبقت معاه على نفس الخط ، بعد ماشربوا الشاى وشروق كانت قاعدة وسطهم ساكتة تماما وهى بتتفرج على لمتهم مع بعض ، ماكانتش بتتكلم الا لو حد وجهلها كلام 
عبد الرحمن قام وقف وقال لفاطمة : معلش ياحبيبتى ، تعالى معايا عاوزك تجبيلى حاجات من شقتنا
فاطمة قامت معاه من سكات واول مادخلوا شقتهم ، عبد الرحمن سحب فاطمة لحد ماقعدوا وقاللها : عاوزك تشورى عليا
فاطمة : ايه اللى حصل ، وجاتلك ليه ، وانت عرفت بالوفاة منها واللا من حد تانى
عبد الرحمن : بعد صلاة الضهر جالى تليفون بان فى واحدة تعبانة فى المستشفى مافيش معاها اى اوراق شخصية ، بس لقوا اسمى من ضمن الاسامى على تليفونها 
سيبت اللى فى ايدى وجريت على المستشفى ، لقيت شروق هى الواحدة دى ، ولما فاقت ، قالتلى ان ابوها مات من ٣ ايام ، وان كده هى بقت لوحدها بكل المقاييس
فاطمة : طب ماهى كانت بتقوللك كده على موت مامتها
عبد الرحمن : هى اصلا علاقتها بابوها من زمان ماكانتش اد كده ، بس مهما ان كان ابوها 
فاطمة : وبعدين
عبد الرحمن : كانت منهارة وعمالة تعيط وتقول انا مابقاليش حد ومافيش حد بيحبنى ، حتى بنتى ، وحتى انت سيبتنى واتجوزت غيرى وكلام من ده كتير ، لما شفت الدكتور قاللى انها عندها اكتئاب شديد لاحساسها بالوحدة والاضطهاد  وانها ممكن تحاول تتخلص من حياتها
فاطمة بشهقة : ياخبر ابيض
عبد الرحمن : فجيبتها معايا قلت تقعد وسطينا واحنا بنفطر، يمكن مودها يتحسن 
فاطمة : طب فين المشكلة
عبدالرحمن : المشكلة انها اعتقدت انى جايبها هنا تقعد وسطينا كام يوم
فاطمة : وتفتكر ماما هتوافق
عبد الرحمن بتنهيدة : ماهو ده اللى عاوزك تدبرينى اعمل فيه ايه
فاطمة : ولا يهمك ياعبده ، انا هتصرف
عبد الرحمن : هتعملى ايه
فاطمة : هقنع ماما وهخليها توافق
عبد الرحمن : تبقى شيلتى من على اكتافى هم كبير اوى
فاطمة : طب روح انت شوف حالك وماترجعش هناك تانى وانا هتصرف
عبد الرحمن وهو بيقوم يقف : تسلميلى يارب
فاطمة باستغراب : بس مش ملاحظ حاجة غريبة 
عبد الرحمن : خير
فاطمة : هم فى المستشفى فتحوا تليفون شهد عادى كده ازاى ، هى معقول مش عملاله باسوورد  ، وكمان انت حرف العين ، يعنى اكيد قبلك اسامى كتير بالحروف اللى قبل كده … اشمعنى انت
عبد الرحمن وقف وبصلها بتركيز وقال : تصدقى صح


                   البارت الثامن من هنا 


تعليقات