قصة غفران العاصى البارت الرابع والعشرون24ج2 بقلم لولا


قصة غفران العاصى
البارت الرابع والعشرون24ج2
بقلم لولا



وصلت غفران الي مقر شكركات مجموعه الجارحي ، شعرت ببعض الرهبه والارتباك في باديء الامر ولكنها شحذت همتها مقويه نفسها عازمه علي الا تستسلم او تضغف ...!!!
سحبت نفس عميق تستجمع به نفسها وتحركت بخطوات واثقه تدلف الي داخل الشركه...
استقبلها العالمين باحترام ممزوج بالدهشه لظهورها المفاجيء امامهم خاصه عندما لمحوا الخادمه التي تحمل طفل صغير علي يدها خمنوا انه ابنها هي وعاصي ، فالجميع يعلم انها طليقته وام ابنه الوحيد..
علي باب المصعد ، استقبلتها مديره مكتبها ترحب بها بلباقه : حمد الله علي سلامه خصرك يا غفران هانم ، الحج منصور بلغني بوصول حضرتك وكل حاجه زي ما حضرتك آمرتي ....
اومأت له غفران بابتسامه مجامله وهي تدلف الي داخل المصعد: الله يسلمك .. شكراً ... 
بعد دقائق كانت تقف وسط مكتبها تطلع اليه ، فوجدته كما هو كما تركته ولكن يزيد عليه ، ذلك الركن الصغير البعيد نوعاً ما في اخر الغرفه والذي خصصه الجد لحفيده الصغير ، فوضع له كل ما يمكن ان يحتاجه طفلها !!!!
ابتسمت بحنان ممتنه ان الله منحها جد مثله..
ثم تحركت تجلس خلف مكتبها وتفتح حاسوبها وهي لم تعرف من اين تبدأ ولكنها ستبدأ!!!!!؟
بعد قليل كان يدلف من باب المجموعه كالاعصار وعلامات الغضب واضحه علي وجهه وجسده المتشنج مما جعل الجميع يناظرون بعضهم بقلق داعيين الله ان يمر اليوم علي خير وان يجنبهم شر جنون عضبه!!!!
نهضت مديره مكتب غفران احتراماً له فور دخوله مكتبها ولكنه تحدث بنبره مقتضبه دون ان ينظر لها وهو يهم بدخول مكتب غفران: مفيش مخلوق يدخل علينا المكتب ..!!!
رفعت غفران نظراتها من علي الاوراق امامها  مجفله عندما انفتح باب مكتبها بقوه ...
توترت من ملامحه الغاضبه فكان يقف امامها كالمارد بجسده الضخم المتشنج وفكه العريض الذي يطحنه بقوه وما زاد رهبتها منه تلك الحله السوداء ذات القميص الاسود الذي يرتديه فاعطي له مظهر شرس .. مخيف ... ووسيم ..وسيم جداً!!!!
نفضت راسها بقوه تقاوم تأثره به وطالعته بنظرات متحديه ، بادلها اياها بنظرات تشتعل بجنون...
هتف بين اسنانه المطبقه دون ان يزيح بنظراته عنها: نعمات خدي عمر واستني في مكتب السكرتيره باره ...
اومأت نعمات براسها موافقه واسرعت تخرج وهي تحمل الصغير بين يديها وهي تدعو الله ان تمر الامور ببنهم علي خير!!!! 
ظلت حرب النظرات دائره بينهم حتي هتف عاصي بنبره غاضبه: ممكن اعرف ايه اللي انتي عملتيه ده؟؟
اجابته غفران بعدم فهم : عملت ايه بالظبط !!!
تحدث بنفس النبره الغاضبه: ايه اللي خالاكي تسوقي العربيه لوحدك ومن غير ما يكون معاكي السواق لا وكمان معاكي عمر وانتي لسه مش بتسوقي كويس...
اجابته بنبره بارده: ومين قالك اني مش بعرف اسوق!!
وبعدين اكيد يعني انا مش هخاطر بحياتي وحياه عمر اللي هو بالمناسبه ابني انا ، واتهور واسوق العربيه وانا مش واثقه مليون في الميه اني بعرف اسوق...
اغتاظ من ردها البارد الذي اشعل غضبه اكثر واكثر :ولما انتي عاوزه تيجي الشركه مقولتيش ليه وانا كنت جبتك معايا في عربيتي...
سخرت تجيبه باستخفاف: واقولك ليه !!!
هو انا محتاجه اخد منك الاذن علشان اجي شركتي !!!
وبعدين اركب معاك ليه وانا عندي عربيتي ...
ثم انت مالك بتدخل في حاجه ما تخصكش ايه اصلاً...
اروح الشركه ، اسوق عربيتي ، انت ماااالك ، دي حياتي وانا حره فيها ، ومالكش الحق انك تدخل في حياتي زي ما انا مش بدخل في حياتك ..!!!!!
جن جنونه من ردودها المستفزه وود لو يطبق علي شفتيها الرقيقه التي تتفوه بكلمات غبيه تثير جنونه 
يقبلها بوحشيه حتي يدميها ويقضم لسانها الطويل الذي يستفزه حتي تحرم اثاره جنونه...
وقف يتنفس بانفعال شديد والدماء تغلي داخل اوردته وهدر بنبره قاطعه لا تقبل مجال للشك: قلت لك قبل انك تخصيني...
احتدت نظراتها المغتاظه من غروره وثقته بنفسه وهدرت فيه بغضب : اسمع يا عاصي ، مش علشان انت ابن عمي وابو ابني ده يديك الحق انك تتدخل في حياتي وتتحكم فيا...
الكلام ده كان زمان لما كنت عيله هبله كل هدفها في الحياه انها تفضل جنبك ، لكن دلوقتي كل حاجه اتغيرت ....
ومن غير دخول في تفاصيل مش هتقدم ولا هتاخر ، احنا اللي بيربط بنا هو عمر وبس !!!
ولازم كل واحد فينا يلزم حدوده مع التاني ويحترمه علشان خاطر عمر يتربي بطريقه سليمه وتفسيته ما تتاثرش باللي بيحصل ...
وزي ما انت اختارت الطريقه اللي تكمل بيها حياتك ، انا كمان من حقي اختار الطريقه اللي تناسبني واكمل بيها حياتي بعيد عن دايره عاصي باشا الجارحي!!!
انهت كلامها وهي تنهت بانفعال وصدرها يعلو ويهبط بجنون وهو يقف امامها لا يقل عنها انفعالاً بل ان غضبها لا مثل ذره من الغضب الذي يموج بداخله..!!

في نفس الوقت كانت نسرين تدلف الي داخل تقتحم مكتب سكرتيره غفران وهي تهتف فيها بغضب بعدما علمت ان عاصي في مكتب غفران: يعني ايه مش هدخل ..انت مش عارفه انا مين ولا ايه ..
انا نسرين هانم الخوفي خطيبه عاصي باشا الجارحي اللي مشغلك هنا...تقوليلي مش هدخل !!!
تحدثت السكرتيره باحترام وهي تقف امامها تمنعها من الدخول: اسفه يا هانم بس اوامر عاصي باشا بنفسه...!!
اشتعلت نظرات نسرين بغل ولم تعرف كيف ترد عليها وازداد جنونها عندما لمحت نعمات ترمقها بنظره متشفيه مما جعلها تود ان تقتلها ....
فخرجت مسرعه من امامهم كما دلفت مسرعه..!!

نظر لها عاصي بجنون ولا يعرف كيف يتصرف معها ، هل يخبرها بكل شيء الآن حتي تعلم انه يحميها ويخاف عليها وانها لازالت ملكه وتخصه؟؟؟
وحتي لو تحدث، هل ستسمعه؟؟ هل ستصدقه؟؟
خاصه مع عنادها وتحديها له فهي لن تعطي له فرصه للتحدث مطلقاً ...
زفر انفاسه بغضب وهتف بحدثها بنبره اقل حده محاولاً اقناعها بهدوء: شوفي يا غفران ..
في حاجات كتيره اوي انتي ما تعرفيهاش.. 
ولسه مجاش وقتها علشان اقولهالك .. بس كل اللي اقدر اقولهولك ، اني مش بتحكم فيكي او عاوز اتدخل في حياتك ...
لانت نبرته وهو يقول بصدق: انا بعمل كده من خوفي عليكي ، انا بخاف عليكي بجنون ...
انا عارف اني عصبي ومجنون ومش بعرف اتحكم في عصبيتي بس ده غصب عني ، انا كده ...
وانتي اكتر واحده عارفاني وفهماني كويس!!!
شعرت بنغزه قويه تؤلم قلبها ولكنها غالبتها وهتفت بكبرياء : وفر خوفك لنفسك ، انا مش محتاجه حد يخاف عليا...
نظر اليها مهموماً بيأس معقود اللسان ، ومن الواضح انه سيعاني كثيراً من اجل الحصول علي غفرانها ..!!!
طرقت السكرتيره علي باب الغرفه بخفه ثم دلفت بعدما سمحت لها غفران بالدخول : غفران هانم .. الاجتماع هيكون جاهز في خلال عشر دقايق ...
اومأت لها غفران دون رد ، فانصرفت السكرتيره بهدوء...
نظر لها عاصي مستفهماً: اجتماع ايه ده؟؟
اجابته غفران بجديه: اجتماع لمديرين شركات المجموعه ....
قطب حاجبيه الكثيفين يعتصر ذهنه يبحث عن وجود اجتماعات اليوم ، ولكنه متاكد انه لا يوجد وهو لم يطلب منهم الاجتماع ...!!
هتف يسالها بعدم فهم : اجتماع ايه ومين اللي حدده.
اجابته بنظره متحديه : انا !!!
سالها بعدم فهم وهو يقف امامها متخصراً : انتي ... ليه ان شاء الله 
اجابته بنفس النبره المتحديه وهي تقف نفس وقفته المتخصره : علشان عاوزه اعرف كل حاجه عن الشغل في الفتره اللي غبت فيها عن المجموعه....
وبعدين ده من اختصاصي بحكم اني المدير التنفيذي للمجموعه يا بشمهندس ولا نسيت!!
كانت شهيه حد الجنون وهي تقف امامه متخصره تتحداه بنظراتها وملامحها البهيه ، كان يلتهمها بنظراته ويود ان يخفيها داخل ضلوعه حتي يحجبها عن عيون الناس ولا يري حسنها وفتنتها احداً سواه...
رمقها بنظره ذكوريه خالصه يمشط جسدها الممتلئ باغراء في اماكنه الصحيحه يعانق جسدها بنظرات مشتاقه حد الوجع ....
اظلمت نظراته واشتعلت بها نيران غيرته عندما التفت لما ترتديه ، طحن دروسه بغيظ فجميع من بالشركه قد رأوها بهذا المنظر ، ولا يكفيها هذا بل تريد اجتماع مع كل مدراء المجموعه بل وتجلس معهم بهيئتها تلك وجميعهم من الرجال وهي المرأه الوحيده بينهم !!! هل جنت !!
والله لن يكون ابن الجارحي اذا تركها تجلس معهم بهذا الشكل السافر .. الساحر .. والمثير!!!!
هدر صوته بغضب مكبوت: وحضرتك ان شاء الله ناويه تحضري الاجتماع بالشكل ده!!
لم تفهم مقصده وسالته مستفهمه: ماله شكلي..
اشار بحركه من راسه علي جسدها وخاصه صدرها الظاهر امامه بسخاء بسبب تلك الستره المفتوحه علي مصراعيها: انتي مش شايفه البدله ضيقه ازاي ومحدده شكل جسمك ، ده غير صدرك اللي كله باين.
غمغمت بوجنتين محمرتين خجلاً من حديثه ومن نظراته الجريئة لجسدها وهي تضم طرفي الستره تداري جسدها : احترم نفسك .. وبعدين دي الموضه وجسمي مش ياين ولا حاجه ...
مسح علي وجهه عده مرات مستغفراً مهداً من جنونه بدلاً من ان يدق عنقها الجميل الذي يغويه لتقبيله ووضع صك ملكيته عليه...
تحدث بنبره اقل حده ولكنها حاسمه لا تقبل للنقاش: شوفي يا غفران ، قدامك حلين مالهمش تالت...
يا تغيري الزفته اللي انتي لبساها دي او تعملي اي حاجه تقفليها بيها تداري بيها جسمك ، يالا مفيش اجتماعات وهتروحي علي القصر علي طول...
كادت ان تنطق وتتحداه كعادتها ، الا انه رمقها بنظره خطره ارعبتها قائلاً بتحذير: وده اخر كلام عندي ، ولو ما اتسمعش ما تلوميش الا نفسك ...
انا ماسك نفسي بالعافيه ....
رمقته بنظرات مشتعله وتحركت من امامه تدب الارض بخطوات غاضبه وهي تدلف الي داخل الحمام الملحق بمكتبها وهي تتمتم بكلمات غاضبه...
استدارت له ترمقه بغيظ هاتفه من بين اسنانها : مستبد !!!! ثم اغلقت الباب في وجهه بقوه...
انارت الابتسامه وجه اخيراً وهو يضحك علي جنونها وطفولتها فهي مهما اظهرت له من عند وتحدي ستظل بداخلها تلك الطفله الجميله البريئه...!!
بعد دقائق كانوا يسيروا في الرواق المؤدي الي غرفه الاجتماعات وهي ترمقه بنظرات مغتاظه حانقه ، بينما هو يسير بجانبها بخيلاء مبتسماً بزهو ، بعدما عدلت من ستره بدلتها واغلقتها بالكامل.!!!!
اعترضت نسرين طريقهم تهتف بغيره لم تستطع التحكم بها وهي تراهم يسيرون معاً بعدما امضوا ما يقرب من ساعه في مكتبها بمفردهم: رايحين فين.
اجابها عاصي الذي تفاجيء من وجودها: عندنا اجتماع مهم ...
هتفت مسرعه وهي ترمق غفران بنظرات كارهه: تمام هحضر معاكم ..!!
نظرت لها غفران تحادثها بحاجب مرفوع: تحضري فين .... ده اجتماع خاص بمديرين المجموعه كلهم 
ومش مسموح للموظفين العاديين الحضور .
متهيأ لي ان مديرك هيحضر الاجتماع ...
ثم وجهت حديثها الي عاصي الذي يكبت ابتسامه سعيده بقوتها وشخصيتها الجديده: يالا علشان ما نتاخرش عليهم اكتر من كده../
قالتها وهي تتخطاها تكمل سيرها يتبعها عاصي دون ان يتفوه بحرف تاركين نسرين خلفهم تتفتت من الغيظ والقهر ....

دلفت نسرين الي مكتبها وهي تشعر برغبه قويه في خنق غفران والضغظ علي عنقها بشذه حتي تخرج روحها في يدها....
ظلت تزرع الغرفه ذهاباً واياباً بعصبيه ، ثم اخرجت هاتفها تتصل بمازن الذي اختفي منذ ان حولت له الاموال ....
وضعت الهاتف تنتظر رده عليها ولكنها هدرت فيه بجنون اول ما فتح الخط: انت فين يا بني ادم انت ؟؟
اجاءها رده ساخراً كعادته: اهلاً اهلاً بعروستنا الحلوه.. مبروك عرفت انك اخيراً وصلتي للي انتي عاوزاه ...عقبالي انا كمان لما اوصل للي عاوزه....
صرخت به وقد فقدت السيطره علي اعصابها: توصل لايه وزفت ايه وانت قاعد عندك تسكر وبس..
هو البيه يعرف ان الكونتيسه غفران رجعت مصر يوم فرحي ولا لاء...
وراجعه نافشه ريشها وراكله الجو هي وابنها وعلي طول لزقت لعاصي ونزلت الشركه من اول يوم علشان تفضل ملحقاه في البيت والشغل../
هتف مازن بغضب : انتي بتقولي ايه!!!
مين دي اللي في مصر ... ده انا في المطار وطالع علي سويسرا...
وانتي ازاي ما تبلغنيش اول ما هي وصلت.\
اصدرت ضحكه متهكمه قائله : سويسرا!!!!
وبعدين هو انا لحقت اتنفس ، دي طبت علينا زي القضا المستعجل ومن ساعتها وانا مش عارفه اتلم علي عاصي ، ماشي في ديلها زي العيل الصغير...
وقف مازن يشد شعره بجنون وهو يشعر بالعجز : والعمل ، انا لازم اتصرف وارجع مصر بأي شكل ..
بس الباشا بتاعتك رجالته في كل مكان هيوصل لي اول ما اوصل...
هتفت نسرين بحزم : اتصرف يا مازن ، لازم ترجع كده كل اللي عملناه هيروح علي الفاضي .، انا ما صدقت اني وصلت لعاصي في النهايه ومعنديش استعداد اني اخسر اللي وصلت له ده مهما حصل .
اجابها مازن وهو يفكر في طريقه تمكنه من العوده الي مصر : اطمني انا هلاقي طريقه ارجع بيها ، علشان عاصي حسابه تقل اوي معايا ....!!!! 
اغلقت نسرين معه وهي تتوعد للغفران : اما ندمتك يا غفران علي تحديكي ليا مابقاش انا نسرين...
غافله عن جسار الذي استمع الي كل مكالمتها وسجلها لها بعدما قام بربط جهازها بجهازه عن طريق تطبيق مشترك بينهم يمكنه من سماع مكالمتها 
وتسجليها ، بعدما قام عاصي بألهائها في احد المرات حتي يسهل له الحصول علي هانفها.!!!!!





تعليقات