قصة ساتزوج منحرفا البارت الخامس والستون 65 البارت السادس والستون 66والاخير بقلم امانى عطيه


قصة ساتزوج منحرفا
البارت الخامس والستون 65
البارت السادس والستون 66والاخير
بقلم امانى عطيه


حبيبتي ليلى : 

ليس لي عذرٌ فيما فعلت سوى أنني أحببتك حبًا أفقدني عقلي وأعمى بصيرتي ، حبٌ ما خلتني يومًا قادرًا على مثله ، حبٌ حذرتك منه مرارًا .. لكنك أبيتِ إلا أن تكوني كل النساء في قلبي وفي حياتي .. أحببتك حبًا جعلني أعرف قيسًا وأعذره ، بل وأحسده أيضًا لأن القدر كان رحيمًا به فاكتفى بجنونه ، أما أنا فبقدر قسوتي يقسو عليَ ، ويزداد قسوة يومًا بعد آخر ، بالأمس الأول فقط علمت من نجوى وهي تكاد تلفظ أنفاسها الأخيرة بين يدي بأنها هي من دبرت تلك المؤامرة للانتقام مني ومنك . وبالأمس علمت بنبأ زواجك المرتقب من صالح . ولا أدري ماذا يدخر لي اليوم والغد . اغفري لي يا ليلى ولا تنتقمي من نفسك بسببي ، لا تحاولي عقابي ، يكفيني عقابًا أن أحيا بحب كهذا للأبد ، يكفيني طيف طفلي الذي قتلته في لحظة طيش وجنون خشيت عليك من مثلها فقررت الابتعاد عنك . نعم ، فأنا لم أطلقك حينها غيرة على شرفي المغتصب ، ولا خوفًا من أحد ، بل طلقتك خوفًا عليكِ من نفسي ، فعيشي حياتك التي ضحيت بحياتي من أجلها ، ابحثي عن سعادة أتمنى أن تجديها سريعًا 
ممدوح 

ما إن انتهت من القراءة حتى راحت تنتحب في هيستيريا بكل الدموع التي حجبتها طويلًا ، دلف فؤاد إلى الحجرة في قلق ، نظر إلى نادية ومحاولاتها المستميتة لتهديء من روعها بلا جدوى .. غمغم في تساؤل لم يجبه أحد ، أمسك بالرسالة من يدها وراح يقرأ ما جاء فيها قبل أن تعترض أي منهما ، ظل بعد ذلك يتطلع إليها صامتًا إلى أن هدأت أخيرًا ، فتنهد في مرارة قائلًا :
- ما زلت تحبينه إذًا ؟! 
تصاعد نحيبها من جديد فاقترب منها ووضع يديه على كتفيها في حنان قائلًا : 
ـ لقد كاد أن يقتلك يا ليلى ، هو نفسه يعلم هذا لذا فضل أن يبتعد عن طريقك 
همست بصوت مختنق :
- لأنه أبله ، أحمق ، مجنون ، لقد ذقت الموت في قربه مرارًا وكان أهون كثيرًا من الحياة بعيدًا عنه 
هز رأسه وأطلق تنهيدة طويلة بينما غمغمت نادية :
- إن كانا روحًا وجسدًا فمن القسوة أن يحتضرا للأبد 
نظر إليها وابتسم في مرارة وحيرة قبل أن يغادرهما صامتًا 

ما كاد فؤاد يبتعد قليلًا عن منزله .. حتى فوجيء بـ سيارة ممدوح الذي ترجل منها عندما اقترب منه .. 
فبادره فؤاد ساخطًا : 
ـ ما الذي أتى بك إلى هنا ؟
ـ جئت لرؤيتك 
ـ رؤيتي أنا ؟!
ـ نعم 
ـ حسنًا ، ماذا تريد مني ؟ 
ـ اسمعني جيدًا يا فؤاد ، أنا لم أطلق ليلى لترتبط بآخر أنا على يقين بأن حياتها معه ستكون أكثر قسوة مما كانت عليه معي 
ـ إن كنت تقصد زواجها من صالح فاطمئن ، هذه الزيجة لن تتم 
تنفس ممدوح الصعداء بينما نظر إليه فؤاد في ريبة قائلًا : 
ـ أنت لن تردها إليك من جديد ، أليس كذلك ؟
ابتسم ممدوح بمرارة قائلًا :
- اطمئن ، أنا لا أجرؤ على التفكير في هذا حتى بأحلامى 
- لماذا أرسلت لها هذا الخطاب إذًا ؟
- اعتبره شهادة مني على برائتها من تهمة الخيانة التي ألصقتها بها .. اعتبره نوعًا من الاعتذار ، أردت به أن تغفر لي وتبدأ من جديد
صافحه لينصرف .. لكن فؤاد ضغط على يده قائلًا :
- كيف حال والدك ؟ 
غمغم ممدوح في ألم :
- كان الله في عونه ، أرجو منك أن تعتني به في غيابي فهو يعتبرك ولده الذي لم ينجبه 
أجابه فؤاد في صدق :
- أنا أيضًا أضعه في منزلة أبي ولن أتركه في محنته وحده
ابتسم ممدوح وهو يرمقه في إعجاب قائلًا :
- لولا الظروف التي جمعتنا معًا ، لربما كان لنا شأنًا آخر 
نظر ممدوح إلى يده التي لازال فؤاد ممسكًا بها وأردف :
- هل يمكنني الذهاب الآن ؟
ـ هل ستذهب إلى الإسكندرية ؟
ـ بل إلى الساحل الشمالي ، صفيت أعمالي في الإسكندرية
ـ لماذا ؟ هل مللتَ نساءها ؟
ابتسم ممدوح في تهكم قائلًا :
- بل مللتُ النساء جميعًا
همس فؤاد وهو يتفرس في ملامحه :
- و ليلى كذلك ؟
اكتسى وجه ممدوح بحنين لم يستطع إخفاءه وتسمرت عيناه على وجه فؤاد هامسًا :
- هل تعلم أنك تشبهها ؟ 
وقبل أن يعلق فؤاد على عبارته فوجيء به يحتضنه في حرارة مردفًا :
-اغفر لي 
****
في المساء ..عندما دخل فؤاد إلى حجرة ليلى .. كانت نائمة وقد قبضت على ورقة صغيرة ووضعتها فوق قلبها ، جذب الورقة من يدها في رفق فوجدها إحدى أوراق التقويم بتاريخ الغد ، التاسع من مارس ، ابتسم عندما تذكر المناسبة التي تربطها بذلك التاريخ ، قبل جبهتها في حنان ففتحت عينيها وجلست على فراشها تنظر إليه بدهشة .. وقع بصرها على ورقة التقويم بين يديه فهمست : 
ـ فؤاد .. لا تقلق بشأني ، أصبحت بخير الآن ، سأفعل كل ما تريده ، سأعود إلى عملي غدًا ، لقد اتفقت مع نادية على قطع أجازتي
ـ هل وافق صالح على هذا ؟
ـ لن أتزوج صالح ، لا شأن له بي 
تأملها قائلًا :
- وماذا عن ممدوح ؟
أشاحت بوجهها قائلة :
- كن مطمئنًا ، ما أشعر به شيء وما أنوي أن أفعله شيء آخر ، ربما لم أتحرر منه بعد ولكنني أعدك .. بأن .........
قاطعها مبتسمًا :
- أخشى أنك لن تتحرري منه أبدًا 
همست في لوعة :
- فؤاد ......
عادر يقبل جبهتها قائلًا :
- سأنتظرك بالخارج حتى تبدلي ملابسك 
سألته في دهشة :
- أين سنذهب ؟
تصنع الهدوء قائلًا :
- إلى أقرب محطة تقلك للساحل الشمالي 
تحولت دهشتها إلى ذهول وهي تغمغم :
- الساحل الشمالي ! ومن لنا في الساحل الشمالي ؟
أجابها مبتسمًا :
- ومن لنا سواه ، هذا المتوحش الذي تركك لي جسدًا أراه فيه كلما نظرت إليكِ ، بينما احتفظ بروحك معه حيثما ذهب 
أضاء وجهها وهي تهمس :
- فؤاد هل تعني أنك .......
تأملها في سعادة قائلًا :
- لو لم أكن على يقين بأنه تغير بالفعل هذه المرة ما كنت باركت عودتك إليه 
احتضنته في سعادة كانت تشك في أنها قد تشعر بها من جديد ، فربت على ظهرها وأردف : 
ـ كفى ، لابد أن نذهب قبل أن يشعر بنا أحد 
نظرت إليه في قلق قائلة :
- وماذا ستفعل بعد رحيلي ؟
ـ لا عليكِ ، العالم كله يهون أمام هذه السعادة التي أراها تتلألأ في عينيك من جديد
تابع مبتسمًا :
- على أية حال ، أنا واثق بأن هذا المتوحش .... أقصد ممدوح .... يستطيع حمايتك إذا لزم الأمر .. 
تأملته في امتنان فأردف في حزم : 
- غدًا .. أريد أن تعرف القرية كلها أنه أعادك إلى عصمته من جديد 

****

ما إن ترجلت ليلى من السيارة التي توقفت بها أمام قرية الأمل السياحية في الساحل الشمالي حتى أسرع اثنان من رجال الأمن ليفتحا لها البوابة قبل أن تطلب ، وعلق أحدهما قائلًا : 
ـ ها قد عادت روح ممدوح الضالة 
ابتسمت لتعليقه فبادلها ابتسامتها وهو يحمل عنها الحقيبة مردفًا :
- وكم يسعدني أن أكون من يعود بها إليه ..! 

تبعته ليلى إلى أحد مواقع العمل حيث كان ممدوح هناك وسط عدد من القائمين على تنفيذ المشروع ، ظلت تراقبه في حنين إلى أن استدار إليها فجأة وراح يحدق فيها شاردًا وقد امتلأت عيناه بشوق بالغ ما لبث أن تحول إلى حزن عميق قبل أن يهز رأسه ليطردها منه ويتابع حديثه من جديد وكأن شيئًا لم يكن .. 
نظر إليه أحد المحيطين به قائلًا :
ـ هل ستتركها تذهب ؟
غمغم وهو يلتفت نحوها في حدة :
- هل تراها ؟ 
نهره آخر فى دهشه :
- يراها !! ماذا تعني ؟ 
لم يدرك من رأى ممدوح في هذه اللحظة إن كان قد قفز أم طار ليهبط خلفها مباشرة وهو يهمس باسمها في شوق ما بعده شوق ، استدارت ليلى وقد عاد الأمل إلى عينيها من جديد ، راح يمسح جسدها براحتيه قبل أن تستقرا أخيرًا فوق وجهها ليحتضنه في حنان هامسًا :
- ليلى .. أنت هنا بالفعل ..! 
تأملته في مزيج من الشوق والتساؤل والعتاب فأردف :
- ظننتك طيفًا من أطيافك التي تطاردني حيثما ذهبت 
همست في سعادة :
- أردت أن أكون اليوم معك ، أتدري لماذا ؟
برقت عيناه قائلًا :
- سأجعله عيدًا للحبِ يا ليلى 

إنه هو .. حبيبها ..عالمها المجنون الذي لا تريد أن تدخل غيره ، أنفاسها التي كادت أن تختنق في البعد عنها ، فليذهب كل ما عداه للجحيم ، ستحيا اليوم معه وليقتلها غدًا إن شاء ، لكنها لن تسمح أبدًا أن يبعدها شيء عنه مجددًا ... 
لم تحتمل كل هذه السعادة التي شعرت بها فانهمرت دموعها انفعالًا 
هتف وهو يمسح دموعها بكلتا يديه : 
ـ كلا ، لا دموع بعد اليوم ، لقد سددت ثمن شروري أضعافًا 
ضمها إليه وراح يقبلها في شوق ولهفة .. فهمست وهي تتطلع حولها في خجل :
- ممدوح ، الناس تراقبنا
غمغم ساخرًا :
- الناس تراقبنا !! 
حملها فجأة بين ذراعيه وراح يطوحها في الهواء وهو يكرر صارخًا :
ــ أحبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــك
غمغمت بصوت مختنق من السعادة والخجل : 
ـ مجنون ! 
همس وهو يستعد لتقبيلها من جديد : 
- مجنون ليلى

                        تمت بحمد الله


وايضا زورو قناتنا سما القاهر للروايات 

 من هنا علي التلجرام  لتشارك معنا لك

 كل جديد من لينك التلجرام الظاهر امامك
تعليقات