قصة ساتزوج منحرفا البارت الخامس والعشرون25 البارت السادس والعشرون26 بقلم امانى عطيه


قصة ساتزوج منحرفا
البارت الخامس والعشرون25
البارت السادس والعشرون26


مضت الأيام القليلة التالية كالحلم ، لا تدرى كيف توطدت العلاقة بينهما إلى هذا الحد ..؟ ولا لماذا لم تعد تشعر بهذا الندم الكبير الذى كان يلازمها طيلة الأسبوع الماضى ؟ ما الذى أغراها للتخلص من أدوية منع الحمل التي أحضرتها معها ..؟!  بل ووضع فى عقلها رغبة ملحة فى إنجاب طفل منه مهما بلغت العواقب..!

خرج ممدوح من الحمام وهو يجفف وجهه بالمنشفة ، اقترب منها وطبع على شفتيها قبلة ناعمة قائلاً :
ـ  صباح الخير يا عروسى الجميلة 
ابتسمت قائلة :
- صباح الخير ، لماذا استيقظت مبكراً رغم انتهاء الحصار؟
بادلها الابتسام قائلاً :
- يبدو أننى اعتدت هذا 
طرقات خفيفة على باب الحجرة ثارت ليلى لها فى حنق قائلة :
- كلا ، لا مزيد من المهنئين ، ليس اليوم أيضاً ، ألم تقل والدتك أن أمس كان اليوم الأخير لهذه المراسم ؟ 
بادلها ممدوح سخطها وهو يتجه إلى الباب قائلاً :
- يبدو أن الوقت قد حان لبعض الطيش 
طالعه وجه والدته فابتدرها قائلاً :
- لن نقابل اليوم أحداً ، مهما بلغ شأنه ، نحن نحتاج إلى راحة أسبوعية على الأقل 
لكزته والدته فى مرح قائلة :
- أيها السليط ، والدك يسأل إن كنتما ترغبان فى تناول الفطور معنا أم بمفردكما ؟ 
أجابها بسرعة :
- بمفردنا بالطبع 
أقبلت ليلى فى تلك اللحظة وعلى شفتيها ابتسامة واسعة ، فاحتضنتها المرأة فى سعادة قائلة : 
ـ مرحباً بالبدر الذى أضاء منزلنا 
ثم التفتت إلى ممدوح وابتسمت فى مكر قائلة :
- معك حق يا ممدوح 
ضحك وهو يضم ليلى إليه قائلاً :
- أليس كذلك ؟ 
شعرت ليلى بالخجل رغم كونها لم تفهم ما يحدث ، وما إن انصرفت المرأة حتى نظرت إلى ممدوح فى تساؤل فقبلها صامتاً 
******
ـ هل أعجبك الشاى ؟ 
ـ كل ما فيك يعجبنى يا ليلى
شردت فى حنين قائلة :
- كان فؤاد يفضله دائماً من يدى 
أحاطها بذراعه قائلاً :
- عندما يعود من سوهاج سنذهب لزيارته 
ـ أحقاً يا ممدوح ، هل ستذهب معى إلى منزله ؟ 
ـ يسعدنى دائماً أن أكون برفقة زوجتى الجميلة 
قبلت وجنته فى سعادة لكنه أدهشها حين صاح بها متصنعاً الغضب :
- أنا لست فؤاد 
ـ ماذا حدث ؟
ـ ما هذه القبلة الفاترة ؟
ضحكت قائلة :
- هذا ما أجيده 
جذبها إليه قائلاً :
- أنت تتعلمين ببطء شديد ، لكننى مصرٌ على تعليمك يا ليلى 
عاد الطرق على الباب من جديد  فقال ممدوح بضيق :
- احزمى حقائبك 
نظرت إليه فى تساؤل فتابع قائلاً :
- سنذهب إلى أى مكان هادئ لنبدأ فيه شهر عسل حقيقى لا يزعجنا فيه أحد 

ما كادت ليلى تشعر بالسعادة حتى طالعها وجه سعدية المضطرب ليوقظ فيها قلقاً ظنت بأنها دفنته للأبد .. نظرت إليها الفتاة وكأنها تريد أن تخبرها شيئاً .. لكنها بدلاً من ذلك وجهت حديثها إلى ممدوح قائلة :
- لقد وصل أصدقاؤك يا سيدى و يريدون رؤيتك  
التفت إليها وكأنه نسى ما وعدها به للتو قائلاً :
- عذراً يا ليلى ،  سأضطر إلى تركك الآن 
ارتدى ملابسه فى سرعة البرق واتجه إلى الباب لكنه عاد فاستدار إليها قائلاً : 
ـ لماذا لا تأتين معى ؟  فهم فى غاية الشوق للتعرف عليك 
ابتسمت فى شحوب قائلة :
- أحقاً ؟  سأبدل ملابسى وألحق بك 
بالرغم من كونه أغلق الباب فى هدوء هذه المرة ، فقد شعرت بصوت ارتطامه وكأنه صفعة قوية توقظها من حلم عميق ، بل من غيبوبة أخذتها لعالم آخر ، صرخت بلا وعى تنادى سعدية وما أن جاءتها حتى حاولت التحكم فى انفعالاتها قائلة : 

ـ أهناك ما تريدين إخبارى به يا سعدية ؟
صمتت الفتاة وهى تنظر إليها فى ارتباك فصاحت بها فى نبرة لا تخلو من العصبية : 
ـ تكلمى يا سعدية ، ماذا حدث ؟ أشعر بأن هناك ما تخفينه عنى 
تلعثمت الفتاة قائلة :
- لقد حضر أصدقاء سيدى 
نظرت إليها ليلى فى ضيق فتابعت بصوت مرتجف :
- ونجوى معهم 
سألتها ليلى فى قلق حاولت إخفاءه :
- من هى نجوى ؟ 
ـ امرأة لعوب تلاحق سيدى أينما ذهب 
حاولت ليلى التحكم فى انفعالاتها بينما استمرت الفتاة فى الثرثرة قائلة : 
ـ امرأة خليعة ، سيدى الكبير لا يحبها ولا سيدتى أيضاً .
صاحت ليلى فى عصبية :
- ولماذا لا يعترضان إذاً على وجودها ؟ 
ـ خوفاً من غضب سيدى ممدوح ، فهو حين يغضب لا .....
قاطعتها ليلى بصوت مختنق قائلة :
- اذهبى أنت الآن 

داهمتها رغبة عارمة فى تحطيم كل شئ حولها ، تعجبت لهذا الكم الهائل من الغضب الذى اجتاحها كالسيل ، من المفترض بأنها على علم مسبق بكل ما يحدث .. راحت تفسر ما تشعر به بأنه ثورة لكرامتها الجريحة ، ماذا سيقول الناس ولم يمض على زواجهما سوى أيام قليلة ..؟  ماذا عليها أن تفعل الآن ؟ هل ترتدى أفضل ما لديها وتذهب لمواجهة تلك الغريمة المجهولة ؟ لا شك أن هذه المرأة هى العشيقة التى يتحدثون عنها ، ترى ما مدى تعلق ممدوح بها بعد كل هذه السنوات ؟ ماذا سيفعل إذا طردتها من المنزل ؟ هل تخيلت أنه سقط في غرامها بالفعل في هذه الأيام القليلة ؟  كان يشبع غريزة حيوانية لا يملك سواها ..!  لقد تناسى في لحظة شهر العسل المزعوم ما أن سمع بقدومهم من جديد ، هل كان يعلم بوجودها معهم ؟  سمعت كثيراً بأنها تلازمه كظله ..
لكنه الآن أصبح زوجاً ، هذه المرأة لا يحق لها أن تأتى إلى منزلها وتشاركها فيه بعد أسبوع واحد من زواجها ..!  سوف تدافع عن حقها فيه ، بل عن كبريائها وكرامتها وليس عنه هو ، فليذهب للجحيم ، ولكن ماذا لو استفزه الأمر ؟  ماذا لو كان هو من دعاها للحضور ؟  
ربما أهانها أمام الجميع بمن فيهم هذه الساقطة ، ربما انقلب البيت بأكمله رأساً على عقب ، المؤكد هو أن الأمر سينتهى بفضيحة كبيرة تصيبها هى قبل أن تصيب سواها.. عليها أن تتريث وتعيد التفكير من جديد بلا توتر ولا انفعال ، ولكن كيف هذا ، من أين لها بالهدوء ؟




تعليقات