قصة جهاد وسلامه البارت الاول1بقلم مريم نصار


قصة جهاد وسلامه
البارت الاول1
بقلم مريم نصار 



في منطقة درب البرابره وده حي كبير بين العتبه والموسكي، وف قلب حاره من حواريها مجموعة من ابطالنا اللي هنعرفهم من خلال سرد حكايتنا.

صباحََا جرس الباب بيرن وشفاعه في سابع نومه وجوزها عبد الحليم جمبها و فتح عينيه وصحاها بزهق:

ـ شفاعه..! شفاااعه! قومي شوفي مين بيرزع ع الباب زي الطور ده ع الصبح! قلق منامنا الله يقلق منامه.

صحيت شفاعه وضحكت بملامحها المصريه الاصيله وقالت برحابة صدر.

ـ يووه مالك ياخويا قالب وشك كده ليه ع الصبح؟ الناس تفتح عينيها تقول يافتاح ياعليم، وانت تقول ياشر اشتر كده؟ طيب حتى قول صباح الخير !

ضحك وزغزها وقال.

ـ صباح الخير بس؟ ده صباح الورد والفل والياسمين عليكي ياست البنات، نهارك ابيض إن شاء الله، ونبي نهارنا فل مش كده ولا اية؟.

ضحكت شفاعه بسعادة وقامت وهى بتلم شعرها، وجواها أمنيات كتير نفسها تحققها واول امنية ليها أنها تخلف وتكمل سعادتها، فاقت ع صوت الباب اللي لسه شغال رن وتخبيط بدون ملل، ولفت لجوزها ورفعت حاجبها وقالت.

ـ قوم ياراجل شوف مين اللي بيخبط! ده الباب هيتكسر انا عارفه ايه ده؟ يافتاح ياعليم ع الصبح.

عبد الحليم، او حليم عارف قد ايه طيبة مراته شفاعه وقلبها الكبير ،لكن لو اضايقت! محدش يقدر عليها ولا يقف قصداها،وقام ورايح يفتح وهو بيفرك في عينيه ورد بتوعد وقال.

 ـ حاضر يستي وليكي عليا اهزء اللي مصحينا من النجمه كده.
فتح الباب وكان شقاوه صبي الورشة بتاعتة نقول حوالي ١١ سنه؛؛ وقال.
ـ صباح الخير يسطى عبحليم.

عبد الحليم زقه من كتفه بغيظ وقال.

ـ صباحك زفت،جرا ايه ياض يا شقاوه مالك بتخبط زي الحمير كده ليه ع الصبح؟

شقاوه مسك كتفه وهرش في قفاه وقال.

ـ هى الحمير بتخبط ع البيبان يامعلم؟

حليم من بين أسنانه:- اه يابن ال..صدق اللي سماك شقاوة مش هنخلص منك ولا من لسانك المترين ده، خلاصة القول هو انا مش منبه عليك تفتح الورشه وتظبطها لحد منزلك؟جاي ليه ياض؟ 

شقاوه: غصب عني والله يسطى حليم، انا يدوبك بفتح الورشه وربك بعت رزقنا نقول لأ يعني؟ عربية ملاكي عطلانه وصاحبها شكله متريش يعني فيها سبوبه حلوه نقول للرزق لأ، يلا يسطى غير هدومك وتعالى شوف رزقك وأكل عيشك! 

كانت شفاعه خارجه من المطبخ بتحط اطباق الفطار على الترابيزه وسامعه كلام شقاوه ودهشة جوزها.وضحكت وقالت.

ـ يووه ينيلك ياواد ياشقاوه لمض ولسانك مترين بصحيح، بس ها..!  ربك يبعت الرزق إن شاء الله، انزل انت والاسطى حليم هينزل وراك بس لما يفطر الأول.

شقاوه: وجب ياست شفاعه انتي تؤمري بالاذن انا.
وبص للاسطى بمرح وقال وهو نازل بيجري:

ـ متتاخرش يسطى مش عايزين الزبون يطير مننا،خلينا نشوف اكل عيشنا النوم مش هينفعنا! 

شقاوه جري لأنه عارف ومتأكد إن حليم هيمد ايدو عليه كالعاده، بس هو عارف قد ايه إن حليم بيحبه وبيعتبره زي ابنه اللي لسه مخلفوش، هو بيحلم باليوم ده، ونفسه في معجزه تحصل ويبقى ليه ولد من صلبه، وفاق على صوت شفاعه وهى بتحضر الفطار وقالت بإستعجال:
ـ يلا يا حُلم ادخل البس وتعالى افطر علشان الحق اروح افَطر امي.

وهما قاعدين على الفطار وكل واحد ف وادي لوحدو لكن الوادي ده بيجمع بين حلم واحد وهو الخلفه، شفاعه بترفع ايدها بتاكل وهى سرحانه واللقمه وقعت منها في الطبق، وانتبه حليم ليها وشاف وفهم وعرف مراته مهمومه ليه.! ماهو بردو عدا ع الجواز خمس سنين ومفيش اي بشرى ليهم تخليهم يتفائلوا بخبر الحمل، ده غير إن شفاعه بتخاف من الطب والعمليات وخايفه تروح للدكتور يصدمها ويقولها مثلاً إنتي عاقر مبتخلفيش.!  والعيب منك! وقتها كل حياتها هتتهد؛ وحب يخرجها من التفكير وقال برحابة صدر: 

ـ الا قوليلي يابت ياشوشو! هى حماتي بردو لسه منشفة دماغها ومش عايزه تسيب شقتها وتيجي تعيش وسطينا! قوليلها يامحاسن دي العضمه كبرت، مش هتتهدي بقى وتعقلي وتيجي هنا! 

فاقت شفاعه من شرودها واتنهدت وقالت بابتسامة:
ـ ياخويا ما أنت عارف ان امي محاسن مبتكرهش حد في الدنيا قدك هههههههه.

ضحك هو كمان من قلبه وافتكر دايما مناقرته مع حماته وأنها مضايقه جدا منه أنه مبيقولش ليها يا ماما محاسن وبيقولها يا حماتي ده غير مواقف مضحكه كتير بينهم رغم انها بحكم مرضها وسنها بتنسى كتير جدا، وكمان هى ساكنه في الشقه اللي قصادهم بالظبط وديما يتخانقوا وتطردوا من البيت، لكن ف الحقيقة انها بتحبه جداً زي ابنها مرشدي الشهير ب بكار دلوقتي، هو اصغر من شفاعه وماشي مع شباب فاشل في الحارة ومبيسالش عليها لكن هى مهما كانت ام وديما الام مبتعرفش تكره مهما حصل من جفاء ولادها، واتكلم حليم وهو بياكل بإستعجال:

ـ محاسن بتكرهني؟ انتي عبيطه بقى مش فاهمه حاجه؛ دي الحب كله، هى بس بتغير مني اكمني اسمي عبد الحليم وبغنيلك زي حُلم لما غنى لزبيده ثروت يوم من عمري، هههههه، انا هروح اسلم عليها قبل ما انزل واعكنن عليها مزاجها وتلاقيها هتقولي لسه راجع من ليبيا يابن نبويه هههههه، تعالي، تعالي معايا ده الضحك هيبقى للركب.

قامت شفاعه وهى بتضحك وقالتله يستنى لما تجيب اكل مامتها، ولمت الفطار بسرعه وشالت صنية الفطار بتاعة والدتها وخارجين من الشقه للشقه اللي قصادهم، ولأن الست محاسن ست مبتقدرش تمشي لوحدها لازم حد يسندها،محدش بيرعاها غير شفاعه وجوزها، فهي معاها مفتاح الشقه، وفتحت ودخلت اطمنت عليها وجوزها واقف برة وحطت الاكل ع التربيزه وقالت.
ـ يصباح الفل عليكي يما عامله ايه دلوقتي ياحبيبتي.

اتعدلت محاسن وهى بتكح وشفاعه بتساعدها وقالت بتعب.

ـ يسعد صباحك يا شفاعه يابنتي، وهعمل ايه يعني؟ اديني قاعده في سريري لابشوف الشمس ولا الشمس تعرفني، ونسيت الناس والدنيا ومستنيه لقاء الله.

اضايقت جداً شفاعه من نفس النغمه اللي بستمعها ع مدار سنه كامله، و زعقت بلين وخوف وقالت:
ـ وبعدهالك يما! هو كل يوم نفس النغمه دي؟ يستي بعد الشر عليكي ويجعل يومي قبل يومك ها! ارتحتي كده. 

ردت محاسن بخفة دم وقالت.

ـ ايوه ارتحت.

شهقت شفاعه وبعدها ضحكت واتكلمت وهى مذهوله من رد امها عليها وقالت.

ـ شوفوا الولية؟ اللي مصدقت تخلص مني! بقى كده يامحاسن ماشي تبقى زغرطي ساعتها يختي.

كانت محاسن بتاخد الدوا، ولمحت حليم في المراية وضحكت وقالت:

يابت بعد الشر عليكي انا قصدي اللي ميتسماش إبن نبوية العمشه.

اول ما سمعها دخل واتنحنح وكاتم الضحكه وقال بجديه مصطنعه.

ـ صباح الخير ياحماتي.

محاسن: بتهكم،صباحك زفت يابن العمشه، توك ما افتكرت إن ليك حما تسأل عليها؟ فينك يا واطي من سبع سنين، اااه ما انت طالع لأمك نبويه! عارف ياض ياعبحليم؟ امك دي كانت نشاله؛ ايوووه اسمع مني، شوفت درب البرابره ده كله؟ مفيش محل إلا لما بصمة العمشه بصمت عليها! ولا سطوح غير لما كانت تسرق بيض الفراخ من عليه، دي مجهزاك يعويل من السرقه، اهو اللي زي دي مش هتورد على جنه ولا نار هتفضل واقفه كده زي الكلبه الحيرانه عينيها ف وسط راسها.

ضحكوا الاتنين بصوت عالي واتكلم عبد الحليم وقال بمكر.

ـ بقى كده يامحاسن؟ بتقولي ع امي أنها حراميه؟ طب دي كانت صحبتك الروح بالروح استري عليها طيب.

شهقت محاسن وخبطت على صدرها من كلام جوز بنتها وقالت بدهشه وسط الكحه.

ـ اخرس قطع لسانك، بقى انا محاسن مرات سي سلامة الحاوي اصاحب نبوية العمشه؟ دي طول عمرها نصابه، دي كانت بتبيع بيض البط على انه بيض فراخ للناس طول عمرها بزمتين، وقليلة الأصل، إلا هى امك فين دلوقتي ياواد؟

ضحك عبد الحليم بصوته كله ورد عليها وقال.
ـ امي بتعمل عمره ياحماتي بتكفر عن زنوبها في بيع البيض المضروب للغلابه.

مسحت محاسن وشها وهزت راسها بوهن وقالت بحنين.

ـ ياحبيبتي يانبويه يختي، بتعمل عمره، اه والله تستاهلها طول عمرها قلبها ابيض من اللفت.

قعدت شفاعه جمبها وهى بتضحك وبدأت تأكلها، ع عكس عبد الحليم اللي مندهش من ردود افعالها اللي بيحبها رغم انه عارف حالتها، وكلمها وقال:

ـ لفت ايه وبطاطس ايه ياحماتي؟ هو انا بقولك امي بتجمع المحصول؟ دي بتعمل عمره،، عمرررره.

اضايقت محاسن من صوته العالي، ومسكت علبة مناديل كبيره وحدفتها فيه ولعنته بوضوح وبعدها قالت:

ـ صوتك يوطى يابن العمشه، انت جاي تهزئني في بيتي؟ غور برة يلاا جاتك نيله وانت شبه شكمان العربيه كده، غووور ماهو كل واحد بيشتغل في اللي شبهه، وع رأي المثل كل شيء يشبهلوا حتى الحمار واللي قانيه.

كانت شفاعه مش قادرة تبطل ضحك وهى شايفه جوزها مطرود كالعاده و بيجري وخرج
نازل ع شغله، وطبطبت ع ضهر مامتها وقالت بحب كبير:
ـ خلاص يما، هدي نفسك علشان متتعبيش، هو مشي خلاص.

محاسن بحزن:- ياحبيبى يا حليم، مشي من غير ما يفطر! نادي عليه يا شفاعه يابنتي ده واد غلبان وانا بحبه زي مرشدي إبن الجز*مه ده.

طبطبت عليها شفاعه وباست راسها وجابت العلاج وخرجت منها تنهيدة وقالت: 
ـ عبد الحليم فطر من بدري يام شفاعه، هو عايزك بس تدعيله دعوة حلوه كده منك، وربنا ينولنا المراد.
 ربتت الام ع رجل بنتها واتكلمت بعفوية وفطرة زمان ومتعرفش انه حرام لكن قالت: 

ـ ومقام الحسين لا تخلفي يابت بطني، ايوه بس انتي اعملي اللي هقولك عليه، ومش هتعدي السنه دي اللي وانتي شايله سلامة ع ايدك.

هى قاعده وسامعه كلام والدتها، ومتأكده أنها تقصد مشوار طويل مع الدكاتره، لكن الخوف من العمليات مسيطر عليها وقت موت باباها ف قلب العمليات، لكن كلمت نفسها وقالت جواها:
ـ ياريت، ياريت يما احمل واحس بنبض ابني جوه قلبي، وحياة سيدنا النبي احمل بس واسمية سلامة، هسمية اي اسم بس يجي، يجي ويرطب قلبي اللي دبل من طول الانتظار، خمس سنين، خمس سنين متجوزين ولا في مرة واحدة بس حملت حتى وسقطت بعدها، اي اشاره تحسسني اني مش أرض بور، ياارب حلها من عندك انت، لجل حبيبك محمد، وفاقت شفاعه على صوت والدتها وهى بتكلمها:

ـ اللاه! ايه ياشفاعه يابنتي! كل ده بكلمك وانتي مش سمعاني؟

شفاعه مسكت علبة دوا وقالت: معلش ياست الكل انشغلت شوية وانا بشوف العلاج، علشان متلخبطش فيهم مانتي عارفه اني مبعرفش لا اقرا ولا اكتب، المهم قوليلي كنتي بتقولي ايه؟

محاسن: بعفوية، بقولك لازم تروحي السيدة نفيسة وتزوري المقام وأولياء الله الصالحين، وتدعي وتطلبي منهم يساعدوكي، بس اهم حاجه تعيطي كده وتتمسحي في الخشبه وتطلبي المدد منهم، اااه دعاني قمت لبيته، قومي يابنتي خدي معاكي شوية حاجات و وزعيهم على الغلابه روحي زوري المقام ومش هتندمي! اسمعي كلام امك ياضنايا هتكسبي، بس اهم حاجه توفي بالندر إنك هتسمية سلامة.

شفاعه بقلة حيلة ردت عليها: 
ـ حاضر يما، هسمع كلامك حاضر، دعاني قمت لبيته مدد.

قامت شفاعه وشافت طلبات مامتها وروقت ليها البيت، وسابتها وراحت على شقتها ملهوفه  وهى بتفكر في الحل اللي ممكن ينصفها، ومتعرفش إن الأمر ده حرام ولا يجوز شرعاً، وفي ناس كتير بتقع ف الخطأ ده، ومفكرين زيارة الاضرحه والمقام لطلب العون والمساعدة انه هيتحقق، وده ضد الشريعه وحرام، ورب العباد هو الوحيد القادر على إعطاء الهبه للخلق جميعاً، 
والخلاصة أنه لا يجوز زيارة الأضرحة والمقامات ، لأنها أماكن يعصى الله فيها غالباً ، ولما يترتب على زيارتها من مفاسد تعود على الزائر تفوق المصلحة المرجوة من سنية زيارة الأموات ، ولا يخفى أنه يجوز إلقاء السلام على الأموات المقبورين في الأضرحة أو غيرها حال المرور بطريقها. لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: أرأيت يا رسول الله إن مررت بالقبور ماذا أقول ؟ فقال :" قولي السلام عليكم دار قوم مؤمنين. "الحديث رواه مسلم.

المهم خلصت شفاعه وجهزت شنطه كبيره فيها أكل وحاجات توزعهم ع الغلابه ولبست العباية والحجاب واطمنت على والدتها وكانت نايمه، ونزلت.

قدام ورشة عبد الحليم حافظ لتصليح السيارات.

حليم تحت العربيه بيصلح الشكمان وبيفنش فيها، شقاوه جايب الحاجه الساقعه للزبون والشاي للاسطى حليم، الزبون بص ف الساعه وقال.
ـ ها يا معلم حليم لسه قدامك كتير؟

خرج حليم من تحت العربيه واخد الشاي من جمبه وقام وقف وقال.
ـ لو كان صبر القاتل ع المقتول كان مات لوحدو، كله تمام يادكترة والعربية زي الفل والشكمان في الأمان وجربها بنفسك وشوف.

الزبون قام وركب العربيه وجربها وابتسم وقال:
ـ تسلم ايدك يمعلم حليم، واتفضل الحساب بقى علشان الحق العياده.
ضحك حليم وقال.
ـ سبحان الله يعني سيادتك طلعت دكتور بجد، وانا بقول عليك دكترة، ايوه بردو الهيبه كده هيبة دكاترة، ومحسوبك دكتور متخصص في ايه؟ اصل انا ضهري من الشغلانه دي بيقفش عليا وأهل الحاره مش مبطلين زن عليا، اكشف ياحليم اكشف ياحليم، تقولش العندليب بصحيح وخايفين عليا ههههه.
ضحك الدكتور واتكلم.
ـ انا يسيدي. أ.د / شفيق الحمش استشاري الحقن المجهري والمناظير الجراحية. لكن انا ممكن ابعتك لدكتور عظام شاطر جدآ، وياريت متهملش لأن آلام الظهر والمفاصل بتاخد وقت للتعافي، واتفضل حسابك اهو وبجد تسلم ايدك،شغلك نضيف جدا.

رفع الدكتور ايدو بالمبلغ لحليم، لكن كان مركز في كلام الدكتور ، اللي هو الحقن المجهري، وهز راسه مع ابتسامة خفيفة واخد حسابه وقال.
ـ انا معملتش حاجه يادكتور دي شغلتي وبحبها وعلشان بحبها بتطلع بالنتيجه دي، ولو حصل اي حاجه احنا خدامينك شرفنا في أي وقت.
قبل ما يمشي الدكتور طلع الكارت بتاعه وقدمه لحليم، وقال.
ـ ده الكارت بتاعي فيه كل ارقامي، لو احتجت لدكتور العظام كلمني وانا هكلمه واعمل معاك واجب.
عبد الحليم اخد الكارت ورد بلطف:
ـ تسلم ايدك يادكتور وربنا يكتر من أمثالك، شرفت يادكتور.

ركب الدكتور شفيق العربيه واتحرك بيها،  حليم بعفويه بيبوس الفلوس وبيحمد ربنا وبيشرب الشاي، وشاف شفاعه نازله واستغرب لنزولها دلوقتي! وحط الشاي وراح عندها وقال بتعجب.
ـ شفاعه! انتي نازله كده رايحه على فين؟ 

شفاعه : حطت الشُنط ع الأرض وقالت.

رايحه السيده نفسيه ياحليم، حاسه إن في حاجه طابقه على قلبي وامي حلفتني برحمة ابويا اني اروح المقام وادعي  ربنا هيجبر بخاطرنا ويراضينا ياحليم، سايق عليك النبي متقول لأ، علشان منكدش على البيت كله وانت عارفني لما بقلب.

ضحك حليم وهز راسه وقال:
عليه الصلاة والسلام، ماشي ياست البنات لما نشوف اخرتها مع ستي محاسن، تعالي معايا عربية تمناية بتاعة زبون هوصلك وارجع تاني.

ـ شفاعه مسكت دراعه بسرعه واتكلمت بابتسامة وحرج وقالت.
ـ بس هتغنيلي ياحليم؟ ولحد منوصل!
حليم: ههههههه اشطا ياقلب حليم يلا بينا! وعنك انتي الشُنط دي انا هشيلها!
رفعت شفاعه ايديها وبتدعي لجوزها وبتقول، روح ياحليم يابن نبوية وحافظ يشيل عنك كل هم ورَديِ. 
شال حليم الحاجه وماشي جمبها وبيتكلم لحد ما وصلوا عند العربيه وكمل كلامه وقال:

ـ ههههه يعني محاسن وصتك تسمي اول عيل لينا سلامة؟ علشان كده الدنيا واقفه معانا ههههه.
عوجت شفاعه بُقها وقالت برفعة حاجب:
ـ نعم يسي حليم؟ وماله إن شاء الله اسم سلامة؟ مش عاجبك ولا ايه؟ اعدل كلامك امال علشان يومك يعدي!

ضحك حليم وقال
ـ اللاه اللاه ما براحه عليا ياست البنات، دانا بردوا حليم حبيبك،اللي جسمه لحم وهدومه شحم هههه، انا بهزر معاكي بس العيل يجي وبعون الله هيكون سلامة ومش هرجع في كلامي ابدا، يلا بينا يام سلامة! 
دق قلبها للـ اللقب وضحكت واتخيلت أنها خلفت بجد وملامحها اتبدلت لأمل وفرحه وقالت:- يلا بينا يا بو سلامة.

جه اخوها مرشدي الشهير ب بكار  وسمع الحديث اللي داير بينهم و وقف قدامهم وقال بتريقه.
ـ ع فين العزم يام سلامة؟ ايه مسافره ومش راجعه قولي فرحيني!

نفخت شفاعه وجه حليم يرد عليه لكن شفاعه سبقته وردت بضجر.
ـ وانت طبعاً ياخويا نفسك ومنى عينك أننا نسيبلك الجمل بما حمل ومفكرني زيك واني بخدم امك علشان طمعانه في حتتين الصيغه والشقه اللي حيلتها، اصلك واطي والواطي ميتعاتبش عليه! وع رأي المثل ، عتاب الندل اجتنابه،انت جاي ليه يامرشدي! عايز تفرج أهل الحاره عليك وتهين نفسك؟
هرش مرشدي خدو ونفخ بزهق وقال:

ـ يوووه هو انتي مفيش عندك غير ام الاسطوانه دي؟ غيريها بقى ياشفاعه، انتي ع طول كده بتظني فيا الوحش، مع اني لا قولت عليكي طمعانه ولا اتكلمت! وامك يستي سبتهالك علشان انتوا حريم زي بعض! ومبروك عليكي الثواب؛ شوفتي بقى اني حاببلك الخير وسبتك تاخدي كل الثواب لوحدك؟ بزمتك مستاهلش مبلغ محترم كده ع الخير اللي بعمله ده؟ ها! 
رد حليم بحده وقال:
ـ انت جاي ليه وعايز ايه يا بكار علشان مستعجلين! انجز وهات م الآخر!

غمز بكار وقال:
ـ تعجبني ياجوز اختى هو ده الكلام المفيد؛ انا عايز فلوس.
شفاعه مسكت دراعه بغيظ وضغطت عليه وقالت من بين أسنانها بصوت واطي علشان الناس:
ـ انت البعيد ايه؟ جبله مبتحسش؛ سايب امك وسبت البيت من سنه ونص ومستتقل من امك العيانه وسبتها وهى ملهاش غيرك ورحت اتلميت ع شوية عيال صايعه وخلصت فلوس ابوك ومبقاش حيلتنا حاجه؛ ده غير معاش امك اللي يدوبك بيجيب علاجها، ولولا عبد الحليم جوزي هو اللي واقف ف ضهرنا من بعد ربنا، وبيصرف علينا، جاي عايز فلوس؟ امشي يا مرشدي، امشي من قدامي لاحسن قسماً بالله اقلع اللي ف رجلي واخيلك مقال الحاره كلها! 
شد مرشدي دراعه منها ورد عليهم الاتنين وقال ليهم.
ـ اسمعوا بقى انتوا الاتنين الحوارات دي كلها مش هتدخل دماغي، ولا هتخيل عليا انا سايب البيت علشان زهقت من كُتر الزن منكوا وبشتغل دلوقتي وبصرف ع نفسي بس انا محتاج فلوس ضروري وهاخد انا ليا نصيب ف شقة امي، اشتروه وحاسبوني عليه من دلوقتي، ويدار مدخلك شر! 
خبطت شفاعه ع صدرها واتكلمت بصدمه! 
ـ انت عايز تورث امك وهى على وش الدنيا، دي امك لو عرفت بحاجة زي كده  تموت فيها! انت مبتحسش يا مرشدي؟ انت قلبك ده ايه؟

مرشدي: خبط ع راسه وقال:
ـ بقولك ايه؟ متكليش دماغي، هى امك لسه صغيره يعني دي مخلفانا ع كبر، انا مش عارف هى ماسكه في الدنيا قوي كده ليه؟

حليم جاب أخرو واضايق جداً ومسك مرشدي من هدومه وهددوا وقال بعصبيه:

ـ أقسم بالله كلمه زيادة يا بكار لادخلك الورشه دي واقفل عليك واربيك من جديد لحد ما يبانلك صاحب؛ انا كنت ساكت فعلشان خاطر العشره والجيره قبل ما نكون نسايب، ف خلي عندك دم وغور من هنا، اللي تهون عليه امه؛ يبقى خساره فيه المعروف، وانت اخرك معايا علقة موت هخليك ماشي تلف حواليك، لم بقى الباقي من كرامتك وارحل من هنا؛ إنما لو عايز يتعلم عليك دلوقتي ف أنا ع أتم الاستعداد، أصل بصراحه كده ايدي بتاكلني، والواد شقاوه الصبي لسه صغير قفاه مش قد كده، وانت قفاك مغري بصراحه! 

مرشدي بص ليهم وبص حواليه وشاف الناس مركزه معاهم والستات طلعت وقفت في البلكونات ونزل ايد حليم وبص لشفاعه بتوعد ومشي.

شفاعه هزت راسها وقالت.
ـ ربنا يهديك يا مرشدي وترجع لعقلك، وبصت لجوزها وقالت.
ـ حليم انا مش هروح في حتة، انا خايفه يرجع ويأذي امي! 
بصلها حليم وقال بتريقه.
ـ يأذي أمك؟ اخوكي ده اجبن عباد الله، متخافيش مش هيرجع دلوقتي خالص، وانا هوصي الواد شقاوه يخلي باله، وهوصي رجالة الحاره الاسطى مدني والواد مرعي يلا خليني اوصلك علشان نلحق نرجع قبل العصر.

ركبت شفاعه ومزاجها كان وحش ونفسها ربنا يهدي اخوها ويعقل ، هى عارفه أنه ضعيف واخروا كلمتين وخلاص يهدد بيهم، حليم بعد ما وصى اهل الحاره ع حماته، ركب و ساق العربيه و ولع سِجاره وعارف أنها مضايقه وحب يروق بالها وقال:
ـ ها ياست البنات عايزاني اغنيلك ايه؟ قارئة الفنجان ولا موعود معاك بالعذاب ياقلبي هههه.
ولأن طبع شفاعه فرفوش وبتنسى النكد بسرعه ضحكت وقالت: لأ غنيلي رساله من تحت الماء اني  اغرق اغرق هههههههههه.
ضحك حليم وهز راسه وقال: 
ـ يامزاجو لما بتبقي رايقه، بس انتي اللي جبتيه لنفسك اسمعي بقى يستي، اني اتنفس تحت المااااء اني اغرق اني اغرق اني اغرق اغرق اغرق.
وطول الطريق حليم يغني وشفاعه تبصلوا برومانسية وشوية ضحك و كوميدي وهزارهم هون عليهم زحمة الطريق.

ع جمب تاني.

 في مكان راقي تحديداً منطقة المهندسين، في عماره راقية جداً شقه ف الدور الخامس، كانت رجاء بتتمشى في الشقه من تعب الحمل ولأنها من طبقة راقيه جدا بتهتم بكل التفاصيل حتى طريقة كلامها راقية ورقيقه، على عكس زوجها نضال اللي قاعد فاتح التلفزيون وبيتفرج على أفلام زمان وخصوصاً أفلام حرب أكتوبر ومركز جدآ، رجاء ف شهرها التاسع ومش قادرة تتحمل اكتر من كده وحطت أيدها ع بطنها واتكلمت بوهن وعدم رضا:

ـ او نو انا رجاء فاروق يحصل فيا كل ده؟ آااه ياربي مش قادرة اتحمل؛البيبي تعبني قوي، لأ اكتر من قوي كمان، ونضال مش حاسس بيا، آاااه بليز يارب ساعدني علشان متألمش مش عايزه اقلق الجيران، هيبقى اسلوب غير متحضر لو صرخت دلوقتي، بليززز.

جت ام السعد الشغاله وشايلة صنية الشاي وحطتها ع الترابيزه ورجعت للمطبخ ، نضال مسك كوباية الشاي وبيشرب بصوت عالي وده نرفز رجاء جداً، وراحت لعندو وهى بتتالم واتكلمت بضجر لكن صوتها كان هادي:
ـ نضال! ألف مرة قولتلك بلاش طريقتك وأنت بتشرب الشاي بالطريقة البيئة دي! أرجوك كده اسلوب مفتقر وهمجي وغير متحضر كمان ، لحد امتى هفضل انبه عليك تتنبه اكتر لتصرفاتك؟

حط الكوبايه وبيكمل الفيلم وقال بتريقه:
ـ عارفه يارجاء ياحبيبتي، احسن حاجه في الدنيا دي ايه؟
قعدت جمبه بهدوء وردت بلباقه وقالت:
ـ احسن حاجه في الدنيا دي انت يا نضال، لكن انا عايزه نضال يبقى احسن حاجه لكل الناس المحيطه بينا، لأني ديما بحب احافظ على شكلك قدام الجميع.

هز راسه بالرفض لأنه مش مقتنع بالإجابة، أو مش هو ده قصده من السؤال وجاوب عليها ورد بنفس اللباقه مغلفه بتريقه:
ـ لأ،غلط يا جيجي. أحسن حاجه في الدنيا إنك تعيشي برحتك، تشربي وتاكلي بمزاجك، أيوه أصل الاكل والشرب ده مزاج، انتي متعرفيش شفطة بُق الشاي ده من ع طرف الكوبايه، بتعدل الدماغ ازاي! يسلاااام تقوليش حقنة مهدىء للأعصاب، ولا بقى لما اغمس الملوخيه بودن القطه وتنقط ع هدومي، ياااااااه ع المتعه، ده حتى المثل بيقول! كل ع مزاجك والبس ع مزاج الناس، هو مثل غلط اه، بس ف نفس ذات الوقت صح يسلااام عليك يانضال، والله، ها والله بقول حكم.

رجاء بتسمعه وف حالة عدم استيعاب من طريقة وصف نضال وبالنسبالها طريقه بشعه جدا وغير مقبول أنها حتى تتوصف بالشكل ده ف بيتها، وهمست بتعجب واشمئزاز ف نفس الوقت:
ـ شفطة بُق الشاي؟! و ملوخيه ودن القطه؟! نو؛نو أنا مستحيل اكون ف الواقع وبسمع الاشياء دي، أكيد انا ف حلم؛ لأ حلم ايه؟ ده كابوس؛ كابوس فظيع جدا، ايه ودن القطه دي كمان؟ لأ انا لازم افوق او ماَماَااا ايمبوسيبل.

نضال بص ليها بتركيز وكاتم الضحكه ومش قادر ميضحكش، وحب يصدمها اكتر وكمل كلامه بنفس الطريقة:
ـ عارفه ياجيحي ياحبيبتي، لما تولدي ابننا او بنتنا إن شاء الله وتقومي بالسلامه انا هعزمك على غدا محصلش! 

رغم اشمئزازها لكن ده مهما كان نضال حب العمر اللي اختارته من وسط عرسان كتير، وموظف في شركة كبيرة ومهيأ ليها كل متطلباتها وابتسمت برقه لاهتمامه بيها وردت بخجل: 
ـ هتعزمني اكيد ف مطعم ذا ماستر شيف مش كده ياحبيبي نضال! 
 بصلها نضال بابتسامة وباس خدها ورد عليها بتوعد:
ـ لأ ياحبيبتي، عزومتك هتكون في مسمط ارض اللوا ف امبابه؛ هتاكلي احلا ممبار وسمين مكلتهوش ف حياتك كلها ، دانتي هتاكلي صوابعي وايديا وراهم مش صوابعك وبس! 

 رجاء من اللي بتسمعه كأنها اتكهربت حرفياً وفتحت عينيها ع الآخر ومن الصدمه صرخت بصوت عالي جداً: 
ـ اووووه نوووووو، آاااااااه لااااااااء.
 نضال ضحك بصوته كله لكن اتخض من صراخها اللي اول مرة يسمعه ف حياته وقال بقلق:
ـ اهدي يا رجاء ياحبيبتي أنا بهزر والله، خلاص مش هقولك كده تاني.

صرخت بأعلى صوت تاني وهزت راسها وهى بتتكلم بتعب.
ـ اتصل بمآمآاااا و بآبآااااا انا بولد يانضاااال، آااااه بليز ساعدوني اوه نووووو.

اتفزع نضال هو كمان وهمس:
ـ بتولدي؟ بتووولدي!!! اهو ده اللي مكنتش عامل حسابه! هتولد ازاي بنت الأكابر دي! يلا بينا على المستشفى.
ساعدها نضال وجريت ام السعد تساعدها في اللبس واتصل نضال ع مامتها وسندها ونزلوا وراحوا المستشفى وسط صريخ مكتوم ورجاء كانت مرهقه جداً ومش قادرة تقاوم ألم المخاض، والدكاترة معاها وبيساعدوها بكل الاحتياجات المطلوبة.والدة رجاء واقفه بره ولابسه بنطلون أسود واسع وعليه جاكيت طويل رصاصي وحجاب وشنطتها ف ايدها ورايحه جايه قلقانه، جه فاروق جوزها يهديها واتكلم:
ـ كفايه بقى يا خديجه رايحه جايه وموترة نفسك ع الفاضي، اي بنتك بتولد فيها ايه يعني؟ 
وقفت خديجه وردت بتهكم:
ـ بنتي مش وش مرمطة يا فاروق؛ وانت السبب في الجوازه اللوكل دي، بقى انا خديجه شوكت، بنتي انا تولد في مستشفى حكومي، خلاص ضاقت بيه الدنيا نضال؟ مش خايف ع بنتي؟  يسبهالنا واحنا هنتكفل بيها ونهتم بيها.
ضرب فارق كف على كف لأنها نفس الاسطوانه اللي بيسمعها من وقت جواز بنته رجاء رغم إن نضال مهتم بيها جداً وبيعمل كل اللي يقدر عليه علشان يسعدها، هى عقدتها الوحيده إن نضال من أسرة في منطقة ريفية قبل ما يتنقل للقاهرة لطلب الوظيفه، رغم من مستواهم المادي المعقول، إلا أنها كل وعكه صحيه تحصل ل رجاء يبقى نضال السبب فيها، هو ده تفكيرها لأنها مربية رجاء ع نمط راقي ومكنش ده طموحها في جوازة بنتها، لكن حُب رجاء ليه اتغلب ع كل المشاكل وهى مبسوطه جدا بنضال، لكن عقدة حياتها اسلوب نضال اللي مش عايز يغيره، ورد عليها فاروق بنفس التهكم:
ـ والله حضرتك انا مش شايف عيب واحد ف نضال، الولد متربي ومتعلم ومن اصل طيب وشغال ف شركه كبيره ومحترمه وجايب لبنتك شقه ف المهندسين ومفروشه ع زوقك انتي وبنتك ع الطراز الفرنسي ولا مش عارف أي كمية التحف اللي فيها، كأني داخل متحف مش شقة ابدا، ده غير السجاد اللي متعلق ع الحيطان، ضاقت بيكي الأرض يعني.
قاطعته خديجه بغيظ لتصحيح المعلومه لكن ردت بلباقه:
ـ ده اسمه فن سجاد معلق، ايه اللي هيفهمك انت ف اللمسات الفنيه، وده بيت بنتي لازم يتفرش افخم العفش واجمل وارقى التحف الفنية،وا....
قاطعهم نضال وقال بحده:
ـ ممكن تتخلوا عن جو السرايات ده وترجعوا لأرض الواقع! رجاء مراتي بتولد وده أول مولود لينا.
وبص لحماته بغيظ وكمل بتريقه:
ـ واول حفيد ليكي يا خديجه هانم، هبقى اسميه  الملك اوزريس وتبقي انتي بقى جدة الملك اوزريس يكش تحني علينا وتهدي بقى.

فاروق كتم صوت الضحكه، شهقت خديجه بصدمه، وهمست بذهول:
ـ اووو نووو أنا جدة الملك اوزريس! لأ لأ ايمبوسيبل! 
وبصت لنضال وشاروت بايدها ع شكل المستشفى وقالت من بين أسنانها:
ـ بقى دي شكل مستشفى تجيب فيها بنت فاروق الكيلاني! أنت مش هتبطل همجيه وتتصرف زي الناس العاقله؟
نفخ نضال بخنقه وتجاهل حماته ومردش عليها،لأنه كل قلقه ع مراته ومش مهتم أصلا برأي حماته، وطلع سجاره و ولعها، وعدت ممرضه من قدامهم وقالت ل نضال:
ـ ممنوع التدخين حضرتك لمراعاة صحة المرضى! 
تفهم نضال وطفى السِجاره،واعتذر من الممرضه وقرب منها وسألها بقلق:
ـ لو سمحتي مراتي بتولد ف القسم ده ممكن تطمنيني عليها!
ابتسمت الممرضه وتفهمت وضعه و واقفت وقالت:
ـ ثواني وهطمن حضرتك! وراحت القسم وكانت رجاء ولدت بالسلامه لكن كانت مرهقه جداً ومش مركزه ف اي حاجه، والممرضه طمنت نضال، وخرجت رجاء لغرفة عاديه بعد ما تم كل اللازم ليها وللبيبي، وكان نضال فرحان جداً، وعاقب حماته ومكنش راضي يخليها تشيل البيبي، وشال هو البيبي ولما هديت رجاء سألت جوزها بحب كبير ممزوج بوهن:
 ـ انا جبت اي يانضال ولد ولا بنت! 
ابتسم نضال ورد عليها وقال:
ـ ربنا رزقنا ب جهاد نضال طلعت حرب.

    
                       البارت الثاني من هنا 

تعليقات