قصة انت حقى انا البارت الخامس5 بقلم نورهان حسني


قصة انت حقى انا
البارت الخامس5 
بقلم نورهان حسني


فتحت فيروز عينيها بضعف و خوف و صرخت بضعف فجميع قواها مشتتته..ناولتها أحلام بعض المياه و أطعمتها بسرعة وقالت:عارفه رقم مكتب جوزك إي ؟؟؟ 
فيروز بضعف:مش فاكره 
أحلام بسرعة:لا أبوس إيدك أفتكري عشان اعرف أخرجك 
ظلت فيروز تعصر ذهنها و هي تحاول الوصول إلي ذلك الرقم التي سمعته من قبل من داده هناء تمليه علي إحدي الخدم من اجل الإتصال بشركة حسن من أجل إبلاغه بطلب أجازتها.. 
فيروز:أيوة افتكرت 
أحلام بسرعة:كام بسرعة قبل ما يوصل 
فيروز:........ 
خرجت أحلام بعد ان كتبت الرقم علي ورقه وأخفتها معها و تنهدت بخوف.. 
في المساء..عاد مجدي و هو يترنح من أثر الخمر و قبل أن يفتح باب غرفة فيروز,,جذبته أحلام إلي غرفتها بدلال لتكون تلك الليلة من نصيب أحلام... 
............................................ 
في اليوم التالي..في منزل مجدي.. 
قام مجدي من نومه بغضب لضياع فرصة قضاء ليلة مع فيروز و أعطي زوجته بعض الألفاظ البذيئة علي الصباح بعد أن نالت قسط من الصرب..ليخرج مجدي إلي منزل جمال... 
انتهزت أحلام الفرصة و صعدت إلي منزل أحد جيرانها تطلب منهم التحدث في الهاتف لأمر هام... 
بعد إلحاح من أحلام وافق الجيران و أعطوها الهاتف.. 
اتصلت أحلام علي الرقم المدون بالورقة و قلبها يرجف خوفا من أن يأتي مجدي في أي لحظة.. 
أخيرا تم الرد علي أحلام ليأتيها صوت فتاة تقول:آلو 
أحلام بسرعة:فيروز أنا أعرف مكان فيروز 
ألقت السكرتيرة بالهاتف و صاحت:حسن بيه 
أدار حسن بعينيه ناحيتها بعد أن كان قد أوشك علي المغادرة وقال:في إي؟؟؟ 
السكرتيرة:واحدة بتقول تعرف فين فيروز هانم 
ركض حسن ناحيتها و أمسك بالهاتف وقال:فيروز فين أنطقي!!!!! 
قالت أحلام له العنوان بخوف و أكملت:في واحد اسمه إبراهيم ساعدهم أنا بلغتك عشان أخلص من الجحيم اللي أنا فيه 
أغلقت أحلام الهاتف بسرعة وركضت إلي منزلها و هي تلهث أنفاسها و لا تعلم أهي فعلت الصواب أم الخطأ؟؟؟ 
أما حسن فقد قاد سيارته بجنون و خلفه عامر الذي هاتف الشرطة مبلغهم بمكان فيروز... 
بعد ثلاث ساعات..في منزل مجدي.. 
نظرت أحلام إلي الساعة بترقب و خوف لقد نفذت كل محاولاتها من أجل تأخير دخول مجدي لفيروز..
خرج مجدي من الحمام و اتجه ناحية غرفة فيروز,,لتوقفه أحلام قائلة:يا مجدي 
مجدي بغضب:اسكتي بقي أنا بقال أكتر من ساعتين معاكي 
أحلام بخوف:بس... 
لكمها مجدي علي وجهها و قال:و الله لو حاولتي تمعيني تاني هدفنك مكانك هنا 
أحلام بخوف:حاضر 
فتح مجدي الباب و دخل إلي فيروز التي ترتجف مكانها من البرد ليضحك مجدي علي حالها و يقول:معلش أتأخرت عليكي يا جميل 
اقترب مجدي من فيروز و وضع يده علي فستانها و قطعه بشهوة و هو يلهث انفاسه.. 
صرخت فيروز بخوف و تصيح:يارب احميني يارب يارب 
نزع مجدي قميصه و اوقفه صوت تحطيم باب المنزل.. 
صرخت فيروز بكل قوة لديها:حسن ألحقني 
في خارج الغرفة..ملأت قوات الشرطة المنزل و أشارت لهم حنان علي غرفة فيروز...ليجري حسن ناحيتها و معه عامر و بعض رجال الشرطة ليحطموا الباب.. 
نظر لهم مجدي بصدمة و خوف و قبل أن يتحرك أوقفته رصاصة مطاطية في قدمه.. 
جري حسن ناحية فيروز و غطي جسدها بمعطفه و قًبل رأسها وقال:عمل فيكي حاجه 
حركت فيروز رأسها نافية و أغمضت عينيها بضعف لتسقط مغشي عليها... 
............................................ 
بعد عدة ساعات في مديرية الأمن... 
الضابط بغضب:يعني إي مش عارف يا إبراهيم !!! الكل اعترف عليك و أولهم جمال صاحبك 
إبراهيم بخوف:محصلش 
الضابط بغضب:شكلك مش هينفع معاك الذوق بلاش تخليني أقلب عليك 
صمت إبراهيم لدقائق..ليقول الضابط بغضب:أنا صبري ليه حدود أكلم يا إبراهيم 
إبراهيم باستسلام:يا بيه مجدي اللي خطط لكل حاجه و استخدمني عشان كنت شغال عند حسن بيه في الأمن 
الضابط بابتسامة:أيوة أناعايز أعرف إي اللي حصل بقا بالتفصيل. 
................................. 
بعد منتصف الليل..فاق حسن من نومه علي الأريكة علي صرخة فيروز...ليذهب ناحيتها بقلق و يقول:متخافيش أنتي في البيت 
نظرت فيروز حولها بضعف و مسكت رأسها بألم وقالت بضعف:أنا عطشانة 
ناولها حسن كوب المياه وقال:أحسن الوقتي 
فيروز بضعف:الحمدلله 
قًبل حسن رأسها وقال:الحمدلله ربنا سترها 
أكمل حسن بجدية:ممكن أعرف إي اللي حصل بالتفصيل 
فيروز بضعف:حاضر
قصت فيروز ما حدث بالتفصيل من بداية خطفها إلي كيفية قضاء كل ليلة في سجن هذا المعتوه..

وضعت فيروز يدها علي وجهها وقالت بخوف:أنا ما صدقت خلصت منه طلعلي تاني أنا بكرهه أوي أنا خايفة أوي يا حسن لولا مراته أنا كان زماني ميته أنا ليه فرحتي علطول من بتكمل 
أحاط حسن بخصرها و جذبها لأحضانه و قال بحنان:بس يا حبيبتي كل حاجه انتهت خلاص هو في السجن خلاص محدش هيقدر يقربلك طول ما أنا عايش متخافيش 
تعلقت فيروز بأحضان حسن و هي تبكي بأنين و ترتعش بين يده و حسن يقرأ لها بعض آيات من القرآن إلي هدأ بكائها.. 
نظر لها حسن و قال و هو يمسح دموعها:دموعك دي غالية عليا أوي أوعي أشوفها تاني يا حبيبتي 
ابتسمت فيروز بخجل و شعرت بأنفاس حسن تحيط بها لتهرب من قبضته بهدوء و تقول:أنا هدخل أخد حمام دافئ 
حسن:ماشي 
دخلت فيروز إلي الحمام و ملأت البانيو بالماء الدافئ و أغمضت عينيها و هي تتذكر منذ لحظات و هي في أحضان حسن...كم هو إحساس رائع في أحضانه..إحساس بالأمان و الراحة و الحب..إحساس بأنك تملك العالم بأسره..نعم هذا الحضن أصبح بمثابة المكان الآمن الوحيدة لفيروز.. 
أما حسن فنزل إلي المطبخ لإعداد فنجان من القهوة.. 
أنهت فيروز حمامها و لم تجد سوي منشفه تحيط جسدها و ذهبت سريعا إلي غرفتها الملحقة..وقفت فيروز أمام المرآة تصفف شعرها و هي متعجبة أين ذهب حسن؟؟ 
وقع نظر فيروز علي قميص حريري أبيض..أعجبها تصميمه..أمسكته بخجل و وضعته علي جسدها و تنهدت براحة و أرتدته و صففت شعرها و عطرت نفسها.. 
بعد أن أنتهت فيروز سمعت صوت حسن ينادي عليها بقلق...حسمت أمرها و ارتدت شال فوق القميص لعله يداري كتفها العاري و خرجت له و هي ترتجف من خجلها...تجمد حسن مكانه من هذا الملاك الذي يخرج من الغرفة و بلع ريقه بصعوبة وقال:أنا قلقت لما لاقيت الحمام مفيش حد فيه 
فيروز بتوتر:أصل هدوم... 
قبل أن تكمل فيروز جملتها سقط الشال من علي كتفيها و تجمدت مكانها بخوف.. 
اقترب منها حسن وهو يقول:يعني انتي كويسة 
فيروز بخوف:الحمدلله 
اقترب حسن منها و جذبها من خصرها ناحيته و قال بصوت هامس:بحبك أوي يا فيروز 
صمتت فيروز و هي تلهث أنفاسها بتوتر من قرب حسن و قبل أن تظهر أي رد فعل..تكلم حسن بلغته و هبط علي شفتيها يقًبلها بحنان و شوق بالغ..ضمها أكثر لأحضانه و كأنهم أصبحوا جسد واحد.. 
تعلقت فيروز برقبة حسن و همست في أذنه قائلة:بحبك 
تصلب حسن مكانه و ابعد شفتيه عن فيروز و نظر لها بدهشة و كأنه في حلم..
حسن بعدم بتصديق:أنتي قولتي إي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

فيروز بابتسامة خجل:بحبك يا حسن و الله العظيم بحبك 
تنهد حسن بسعادة و تكلم بطريقة العشاق..هبط مرة أخري علي شفاه فيروز و اتجهوا إلي فراشهم لتعلوا لغة الحب فوق أي كلام و تناسب فيروز بين يد زوجها و حبيبها نعم هو حبيبها..لقد أحببته فيروز رغم فرق السن بينهم..أحببته و هي واعية لتلك الكلمة التي قالتها هو وحده من احتل قلبها و أصبح أميره.. 
قضي العاشقان ليلتهم الأولي كزوجان..ليلة غمرتها لغة الحب و نظرة العشق في عينيهم.. 
............................................... 
في صباح اليوم التالي..شعرت فيروز بيد دافئة تلمس شعرها و صوت هادئ يقول:فيروز..حبيبتي 
فتحت فيروز عينيها بكسل لتجد حسن جالس أمامها و ينظر لها بابتسامة.. 
نظرت له فيروز بتعجب و بدأت في تذكر ليلة أمس ليكتسي وجهها باللون الأحمر من خجلها و تعدل الغطاء عليها.. 
حسن:أدخلي خدي حمام بسرعة عشان الفطار جاهز من بدري 
بلعت فيروز ريقها بصعوبة وقالت:ح..ح.حاضر 
نظر حسن لها بتعجب ممزوج بخيبة أمل فقد ظن أنها ندمت علي ليلة أمس و أن ما قالته مجرد كلمة في لحظة متعه..أما فيروز فقد فهمت تعابير وجه حسن و لكنها لم تكن نادمة علي حدث بالعكس هي واعية لكل كلمة قالتها..قضت أجمل ليلة بين أحضانه..نعم هي تحبه وتحب لمساته ولم تكن نادمة إلا علي كل لحظة ضاعت وهي مبتعده عنه.. 
شرع حسن في القيام لتمسكه فيروز من يده و تتقدم ببطء ناحية أذنه و قالت:علي فكرة أنا مش ندمانة علي أي حاجه قولتها إمبارح 
أكملت فيروز و هي تنظر إلي حسن:أنا قضيت أجمل ليلة في حياتي معاك أنا بحبك بجد يا حسن 
ابتسم حسن تدريجيا فقد استطاعت بكلماتها البسيطة أن تحول حزنه إلي فرحة في بعض ثواني..أحاطها حسن من خصرها و احتضنها بهدوء و هي يملس علي شعرها بحنان و قال:و أنا بجد بعشقك يا حياة حسن 
ابتعد فيروز عنه قليلا و قالت بمرح:شوفت بقي أهو اتأخرنا علي الأكل 
حسن بابتسامة:طب خلاص خدي راحتك و أنا هسبقك 
فيروز:ماشي 
........................................... 
في غرفة نبيل و غادة.. 
ارتدي نبيل حلته السوداء وهو يزفر من غضبه لتقول له غادة:أنت نازل بدري ليه؟؟؟ 
نبيل بضيق:حسن كلمني الصبح و قالي إنه أجازة يومين كدا 
غادة باستهزاء:آه عشان الهانم رجعت 
نبيل بعصبية:و أنا اللي مصدقت إنها اختفت و ارتاحنا بس أعمل إي لازم أشوف طريقة نخلص منها
غادة بضيق:المشكلة إنها عرفت تكسب مامتك و عامر و مراته

نبيل بضيق:هشوفلها حل يا غادة 
غادة:علي فكرة سميرة هتسافر مع جوزها النهاردة و هترجع يوم فرح عامر 
نبيل:هي قالتلي و بعدين بتقول هتسافر مع جوزها بعد الفرح علطول 
غادة:ترجع بالسلامة 
هبط نبيل و معه غادة إلي حجرة الطعام ليشارك العائلة في الطعام و يأخذ ابنه ماهر إلي مدرسته.. 
..................................................... 
في فيلا حسن.. 
دخلت فيروز حجرة الطعام و هي تتمايل بمرح كالأطفال لتجد حسن جالسا علي كرسيه و يقرأ الأخبار بالجريدة.. 
تقدمت فيروز ناحية حسن بخطوات هادئة و سحبت الجريدة وقالت:مش وقته أخبار بقي 
حسن بابتسامة:مش وقته كلام بقي و أقعدي عشان تفطري و نخرج 
فيروز بحماس:راحيين فين !! 
حسن بضيق:هنروح النيابة عشان ياخدوا أقوالك 
اختفت ابتسامة فيروز سريعا وقالت بخوف:لا يا حسن أنا مش عايزه أروح 
حسن:يا حبيبتي لازم و بعدين أنا هكون معاكي و مش هنتأخر 
فيروز بتنهيده:اللي تشوفه 
أكملت فيروز بنبرة طفولية:ممكن طلب صغنون خالص !! 
حسن:أتفضلي 
فيروز:ممكن بعد ما نخلص أروح أشوف ماما حنان عشان وحشتني 
حسن:بإذن الله 
فيروز بسعادة:ربنا يخليك ليا 
حسن:و يخليكي ليا 
........................ 
بعد صلاة العصر..في سيارة حسن.. 
حسن يتحدث في الهاتف و يعطي بعد الأوامر للموظفين في الشركة..و فيروز تنظر إلي الشباك شاردة تحادث نفسها قائلة "بتحبيه يا فيروز.أوعي تكدبي علي نفسك..أوعي تنكري إنك بتحتاجي حضنه و لما لمسك فرحتي و قضيتي أجمل ليلة في عمرك..بس هو سنه أكبر مني بكتير.طب و إي يعني !! حنيته و خوفه عليا و حبه ليا و اهتمامه حاجات كتير فيه أوي خليتني بعشقه..خلت سنه دا مجرد رقم تافهه مش مهم قصاد كل قدمه ليا.. 
هو الوحيدة اللي بيقدرني و بيحميني و لا فكر في جسمي و لا شكلي أد ما فكر إزاي يسعدني..بس الناس؟؟..عادي مين الناس دول!!مش مهمين قصاد فرحة قلبي وأنا جمبي قصاد احساسي بالأمان في حضنه " 
فاقت فيروز من شرودها علي صوت حسن قائلا:لسه مضايقه !! 
فيروز بتنهيده:عادي المهم إني مش هشوفه تاني 
حسن:بإذن الله خلاص هي صفحة و اتقفلت و هو هيأخد جزائه 
ابتسمت فيروز و اقتربت من حسن و احتضنت ذراعه بكلتا يدها و أخفضت رأسها عليها وقالت:المهم إن أنت معايا
طبع حسن قٌبلة هادئة علي رأسها قائلا:ربنا يحميكي يا حبيبتي

بعد ربع ساعة..وقفت السيارة أمام قصر آل توفيق وهبط منها حسن و فيروز و هما متشابكين الأيدي و يضحكان بصوت عالي لتراهم غادة من شباك غرفتها و تزفر بضيق قائلة:أمتي أخلص منك بقي دا أنا لو عليا أموتك بإيدي أنا 
أما في أسفل القصر كانت فيروز تشارك سناء في اختيار تصميم حديقة الزفاف و عامر و حسن يشاركان والدتهم الحديث في أمور مختلفة لا تخلو من التحدث في أمور العمل.. 
دخلت خادمة ومعها صندوق أبيض كبير و أخري معها علبة مجوهرات حمراء و وضعتهم أمام سناء.. 
نظرت سناء لعامر بتعجب ظننا منها أنه من آتي بذلك..لتقول فيروز بعد أن أشار لها حسن بالكلام:دي يا سناء هدية الفرح مني أنا و حسن و يارب ذوقنا يعجبك 
سناء بخجل:تسلمي يا حبيبتي..بس ليه تعبت نفسك يا أبيه حسن ؟؟ 
حسن بابتسامة:عادي يا سناء دي حاجه بسيطة ربنا يفرحكوا 
حنان:أفتحي الهدية يا سناء وريني ذوق حسن مع إني متأكده أنه حلو طالما أختار فيروز 
ابتسمت فيروز بخجل و فتحت سناء علبة المجوهرات لتجد عقد ألماظ يضئ تلك العلبة الحمراء..لتنظر له بإعجاب ممزوج بسعادة من فرحتها بتلك الهدية القيمة و تريها لحنان و من ثم عامر الذي قال:كلفت نفسك ليه يا حسن؟؟ 
حسن:بلاش هبل يا عامر دي حاجه بسيطة ربنا يسعدكوا بس 
عامر:ربنا يخليك يا حسن 
سناء بسعادة:ربنا يخليكوا أنا بجد مش عارفه أقول إي؟؟ 
فيروز بحنان:ربنا يفرحك يا حبيبتي المهم بقي أفتحي العلبة التانية عشان دي المهم 
فتحت سناء الصندوق لتجد فستان زفاف بطرحته علي أحدث موضة مطرز بالدانتيل مصمم بطريقة جذابة.. 
سناء بعدم تصديق:أنا مش عارفه أقولكوا إي بجد دا كتير عليا أوي 
عامر بعتاب:علي فكرة يا حسن كدا كتير أوي عليك 
حسن:علي فكرة لو كملت كلام بالطريقة دي هضربك قدام مراتك 
ضحك الجميع و استمر المزاح بينهم بينما فيروز شبه شاردة صامتة تتطلع إلي الصندوق الأبيض الذي يحتوي علي فستان الزفاف..مهما كان حبها لحسن و فرحتها بوجوده جوارها فهي كأي فتاة تحلم بأن ترتدي الفستان الأبيض و تجد صديقتها بجوارها يزينوها و والدتها تضع لها الطرحة و والدها يقدمها إلي زوجها و دموع الفرحة في عينيه.. 
حاولت فيروز أن تمسح تلك الأفكار من ذهنها و أكملت حديثها مع سناء و هي شبه شاردة.. 
.في المساء..في فيلا حسن.. 
خرج حسن من مكتبه ليجد داده هناء تقول:نحضر العشاء يا بني 
حسن:هي فيروز لسه مأكلتش !!
داده هناء:لا يا بني باين نامت

حسن:خلاص يا داده أنا طالع أنا كمان 
داده هناء:ماشي يا بني تصبح علي خير 
حسن:و أنتي من أهل الخير 
صعد حسن إلي غرفته..ليجد فيروز نائمة علي الفراش و بجانبها إضاءة خفيفة .. 
نظر حسن لها بتعجب فهي مازالت بملابس الصباح..اقترب حسن منها و أحكم الغطاء عليها و أبدل ملابسه و جلس علي الفراش بجانبها ينظر لها مسائلا نفسه "حيرتيني معاكي من يوم ما شوفتك..خلتني أكسر وحدتي بوجدي و معرفش إزاي حبيتك و طلبت أجوزك..معرفش أنتي وافقتي ليه!!أكيد عشان تحسي بأمان بس نظرتك ليا امبارح كانت تقول عكس كدا مش عارف أفهمك يا فيروز و لا عارف أنتي ندمتي إنك سلمتيلي نفسك و لا معرفتيش تتأقلمي مع واحد في سن باباكي..حيرتي عقلي قبل قلبي معاكي يا فيروز ..قدرتي تستولي علي القلب اللي محدش عرف يوصله و رغم كل دا برده لسه بعيدة عني" 
قطع تفكير حسن لمسات يد فيروز وهي تتمسك بأحضانه..تنهد حسن بقوة و أغمض عينيه بتعب.. 
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, 
يتبع 
#أنتي_حقي_أنا 
الفصل الخامس..ج2 
مر قصر آل توفيق بتجهيزات كثيرة لتجهيز القصر في أبهي صوره لإستقبال حفل زفاف نجل آل توفيق.. 
و في اليوم المنشود..جميع الخدم في حالات التأهب الكبري بين تزيين الحديقة و إعداد طعام الزفاف و العمل بأقي حد لإظهار القصر في أبهي صورة له و حنان تتابعهم علي كرسيها المتحرك و سميرة بجوارها تتلاقي منها الأوامر من أجل إنهاء التجهيزات سريعا..علي مسافة أمتار من الطباق السفلي للقصر الذي يمتلأ بضجة إنهاء الإستعدادت..في غرفة تعلو منها ضحكات هادئة..تجلس عروستنا الجميلة علي كرسي مغمضة الأعين ..ضاحكة علي خفة دم فيروز..لتقول فتاة التجميل:آنسة سناء لو سمحتي أثبتي شوية عشان الماسك 
سناء بضحك:معلش بس بجد مش قادرة أبطل ضحك 
فتاة التجميل:طب يا مدام فيروز ممكن تهدوا شوية 
سمعت فيروز دقات هادئة علي الباب فقامت قائلة:حاضر 
فتحت فيروز الباب لتجد طفل صغير يقول بهدوء:ممكن أدخل 
فيروز بدهشة:أتفضل 
دخل الطفل لتفتح سناء عينيها بابتسامة وتقول:ماهر أدخل يا حبيبي 
ابتسم الطفل وجلس علي الفراش و قال:معلش يا طنط بس ماما مشغولة مع بابا و أنا قاعد لوحدي 
سناء:عادي يا حبيبي و لا يهمك 
اغلقت فيروز الباب بتعجب و ذهبت ناحية سناء و قالت بهمس:مين دا !!!! 
سناء بهمس:دا ماهر ابن نبيل و غادة

فيروز لنفسها "بقي الإتنين دول يجيبوا القمر دا !!" 
جلست فيروز بجانب ماهر وقالت بطفولة:أنا اسمي فيروز و أنت 
ماهر:أسمي ماهر أنتي تبقي مرات عمو حسن 
فيروز بابتسامة:أيوة 
ماهر:أنا مش بشوفك خالص معرفش ليه !! 
فيروز:معلش يا حبيبي بس لو عايز أجي علطول أنا هاجي عشان أشوفك 
ماهر بابتسامة سعادة:بجد 
فيروز:طبعا يا حبيبي 
أكملت فيروز بنبرة طفولية:ممكن بقي نبقي صحاب 
احتضنها ماهر بطفولة وقال:هييييييييييه طبعا 
ابتسمت فيروز و ضمته لأحضانها بهدوء و هي تشاكسه و يضحكان بصوت عالي.. 
................................................. 
في غرفة عامر.. 
محب (صديق عامر):بقولك صحيح يا عامر مين البنت اللي كانت تحت و أنا جاي دي ؟؟ 
عامر:مممم هو مين اللي كان تحت !! 
محب:يا بني ركز كان تحت أختك و مامتك و مرات نبيل مين بقي اللي كانت معاهم دي اللي عيونها زرقا 
عامر:آهاا دي فيروز مرات حسن 
اتسعت عين محب دهشة وقال:نعممممم !!!!!! 
عامر بضيق:في إي ؟؟ 
محب:دي شكلها صغير أوي و بعدين أخوك أتجوز أمتي 
عامر:من فترة كدا و بعدين هما مرتاحين مع بعض 
شعر محب بضيق صديقه من تدخله في شئون عائلته فقال بأسف:أنا آسف يا عامر و الله مكنتش أقصد 
عامر بابتسامة:عادي و لا يهمك 
قطع حديثهم صوت طرقات علي الباب ليأذن عامر بالدخول و يدخل نبيل قائلا:السلام عليكم 
رد الصديقان السلام و قال نبيل:أزيك يا محب 
محب:بخير الحمدلله إخبار حضرتك إي 
نبيل:الحمدلله 
أكمل نبيل مشيرا إلي عامر:معلش يا عامر عايزك بره ثواني 
استأذن عامر من محب و خرج مع أخيه خارج الغرفة وقال بتعجب:في حاجه يا نبيل 
أخرج نبيل من جيبه ظرف صغير وقال:دي تذاكر سفر لأسبانيا أنا عارف إنك كان نفسك تقضي شهر العسل فيها 
عامر بعدم تصديق:نبيل أنت متأكد 
نبيل بضحك:التذاكر قدامك أهي و السفر بعد يومين 
عامر بسعادة:أنا مش عارف أقولك إي بجد شكرا 
نبيل:مبروك يا عامر ربنا يفرحك
عامر:ربنا يخليك عقبال ما تفرح بماهر

نبيل:يارب 
غادر نبيل و ترك عامر في سعادته الممزوجة بالحيرة من تصرفات أخيه المتقلبة ليقول في نفسه"ربنا يهديك يا نبيل و يبعد عنك شر غادة دي" 
........................................................ 
كانت تبحث عن طفلها إحدي الخدم بعصبية قائلة:ماهر فين 
الخادمة:فوق في غرفة سناء هانم و فيروز هانم 
صعدت في طريقها للغرفة و الغضب يشع في عينيها كأنه بركان أوشك علي الثوران...فتحت باب الغرفة بغضب لتقطع ضحكات الجميع..ذهبت ناحية ماهر و أمسكته من ذراعه بقوة وقالت:مش أنا قولت متسبش الأوضة 
ماهر بخوف:كنت قاعد لوحدي يا ماما 
فيروز:معلش يا غادة ..تلاقيه خاف متقلقيش هو بخير 
نظرت لها غادة بغضب و التقطت الحلوي من يد ماهر و ألقتها في وجه فيروز قائلة:أبني أوعي تقربي منه لا بخير و لا بغيره 
جذبت غادة ابنها و خرجت من الغرفة تاركة فيروز في حزنها و خجلها لتقول بصوت ضعيف:أنا هروح أطمن علي حسن 
أغلقت فيروز باب الغرفة بهدوء لتتنهد سناء بضيق و تقول في نفسها "ربنا ينتقم منك يا غادة حسبي الله و نعم الوكيل" 
................................................ 
لم تكن فيروز علي علم بقدوم حسن و وجوده بغرفته..فدخلت الغرفة بسرعة و أغلقت الباب و جلست علي الأرض ضامه قدمها إلي صدرها لتترك لدموعها المجال لتسقط في هدوء مع رعشة جسدها..كان حسن خارج من الحمام الملحق بعد أن سمع صوت فتح الباب ليفاجأ بفيروز علي الأرض..سمع حسن صوت أنينيها ليقترب منها بهدوء و قال:فيروز 
رفعت عينيها اللتان أصبحتا باللون الأحمر من شدة البكاء..صعق حسن من هيئتها وقال بقلق:حصل حاجه يا فيروز 
فيروز بصوت متقطع:مم..ممكن..تح..تحض..تحضني 
تعجب حسن من حالتها هذه و لكنه نزل في مستواها و ضمها إلي أحضانه بهدوء ليرتفع صوت بكائها و رعشتها بين يده..ظلت فيروز علي هذا الحال بضع دقائق لتخرج قليلا من أحضان حسن و تقول:هو انا ليه بيحصلي كدا 
حسن بتعجب:في إي يا فيروز !! أنا هجنن من التفكير !! إي اللي وصلك للمرحلة دي 
قصت عليه فيروز ما حدث من غادة و حسن يستمع لها في صمت.. 
أنهت فيروز حديثها قائلة:أنا و الله نفسي تبطل تكرهني و أبقي معاها زي سناء بس معرفش ليه هي مبتخلنيش أقرب منها..حسن هو اللي حصلي زمان خلاني حاجه كل الناس تخاف تقرب منها 
حسن:لو كنتي حاجه الناس تخاف تقربلها مكنتيش هتبقي في حضني الوقتي..حبيبتي كل واحد و شايف اللي قدامه بطريقته...عمرك ما هتعرفي ترضي كل الناس ..تعاملك مع غادة أساسا في حدود ضيقه و بدل هي عايزه المعاملة رسمي خلاص عادي مش عايزاها خالص برده عادي هي حرة في طريقتها و مادام أنتي بتعملي الصح و الواجب خلاص مش مشكلة أي حد تاني.أوعي تسمحي لحد يا فيروز إنه يقلل ثقتك من نفسك..فاهمه أقصد إي
ظهر شبح الإبتسامة علي وجه فيروز وقالت:فاهمه

قام حسن وقال:يبقي الدموع دي مش عايز أشوفها تاني 
قامت فيروز لتكون في مستوي حسن وقالت:حاضر
تقابلت العيون ليسود الصمت بينهم من جديد..اقترب حسن من فيروز و و أحاطها بخصرها لتحكم يدها الصغيرة بين رقبته و تتحدث لغة الشفاه في شوق بالغ..نسيت فيروز حزنها من حرمانها من أن يقام لها زفاف..نسيت ما قالته غادة..و إنصاعت للغة الحب التي تنبع من قبلات حسن الهادئة..قطع تلك اللحظة الهادئة طرقات علي باب الغرفة..ليبتعد حسن عن شفاه فيروز بضيق و يفتح سنتيمترات من الباب ليجد سميرة أخته تقول:ماما عايزاك تحت 
حسن بضيق بالغ:طيب نازل 
أغلق حسن الباب و ذهب ما أخته..تاركا فيروز كالمخدرة من تأثير لمسة شفتيه..انتبهت فيروز أخيرا لنفسها و ذهبت إلي سناء.. 
............................................ 
حضر الليل سريعا وسط ترتيبات الزفاف ليحل المساء و تتزين السماء بالنجوم لتصنع أجمل صورة تسعد الناظرين لها أما في حديقة قصر آل توفيق كان عامر و زوجته هما من يزينان الحديقة بابتسامة السعادة المرسومة علي وجههم...ما بين عيون سعيدة و عيون حاقدة وعيون لا تبالي و عيون في الحزن غارقة..كانت تجلس صاحبة العيون الزرقاء بجانب حماتها تستقبل الضيوف بابتسامة هادئة وهي لا تبالي لتعليقاتهم أو لنظراتهم..تجلس كأنها في عالم آخر شاردة في سناء التي تتزين بالفستان الأبيض حلم كل فتاة..نظرت لدبلة وضعت في يدها منذ شهور و مالت برأسها قليلا لتري زوجها يقف بجانب أخيه و حوله مجموعة من رجال الأعمال..لا تعلم كيف وافقت علي زواجها منه و لا كيف سلمت له نفسها و لا كيف دق قلبها الصغير بحبها له!!! دار حوار عصيب بين قلبها و عقلها..أيعقل أن تحب أيها القلب من في سن أباك!!! و لكنني لم أجد أحد يحبني كهذا!!! و إن كان هل تستسلم لهذا الرجل؟؟ زادت ضربات قلبها و كأنها تصرخ في عقلها قائلة"ما بال هذا الرجل هو من أحببني..هو من حماني من هذا العالم الوحشي..لم ينظر قط إلا جسدي و مفاتنه و لكنه أحبني..نعم لقد أحبني..حنانه عوضني عن لحظات خوف كثيرة مرت بى " 
فاقت فيروز من صراع عقلها و قلبها علي صوت حماتها تقول:فيروز فيروز 
فيروز بانتباه:أيوة يا ماما 
حنان:سناء بتشاور ليكي يا بنتي 
نظرت فيروز إلي سناء و شرعت في القيام وقالت:طب عن إذنك يا ماما 
سارت فيروز في اتجاه سناء غير مبالية لنظرات غادة و سميرة الساخرة.. 
مع دقات الساعة معلنه حلول منتصف الليل كان عامر ممسك بيد زوجته متجهين إلي جناحهم الخاص في قصر آل توفيق..ودعوا أهلهم بسعادة وصعدوا لغرفتهم لبدء حياتهم الزوجية تحت رعاية الله..
أما حسن اصطحب فيروز عائدا إلي فيلاته الخاصة بعد أن اقنع والدته أنه سيعود صباحا..

.في منزل سميرة و زوجها.. 
أغلقت سميرة باب الحمام الملحق بغرفتها و جلست أمام مرآتها تصفف شعرها ليقول زوجها ناصر:عملتي إي في اللي قولتلك عليه !! 
سميرة بضيق:أعمل إي يعني يا ناصر دي حاجه بتاعت ربنا 
ناصر بغضب مكتوم:و أنا بقولك هنكشف و بس أعملي حسابك أول ما نسافر هنروح لدكتور صاحبي نطمن 
تسرب شعاع من القلق لقلب سميرة و سرت في جسدها رعشة خوف وقالت:اللي تعوزه يا حبيبي
اقترب ناصر منها بابتسامة و قًبل رأسها قائلأ:متزعليش مني يا حبيبتي بس أنا نفسي في ابن منك 
ابتسمت سميرة بقلق وقالت:بإذن الله يا حبيبي 
........................................... 
أنهت حمامها الدافئ و خرجت لتجد الغرفة خالية وقفت تنظر إلي نفسها في المرآة محادثه نفسها "كانت سعيدة جدا اليوم و ي بفستانها الأبيض..يا تري كيف يكون هذا الشعور..لقد حرمتني تلك الحياة منه و من أحاسيس أخري.. يا الله ماذا أفعل لقد أوشكت علي الجنون" 
شعرت بخاتم زواجها بيدها كأنه يحدثها لقد منح الله لكي زوج يحبك و لا يريد سوي سعادتك 
نظرت فيروز مرة أخري للمرآة ليمر أمامها كل لحظة عاشتها مع حسن..لامت نفسها كثيرا وكثيرا فمهما كانت فرحت سناء في يوم زفافها لن تكون كفرحتها في أحضان حسن و لمسة يده الدافئة.. 
زفرت بهدوء و اتجهت نحو خزانة ملابسها و بداخلها صراع هائل بين عقلها و قلبها.. 
فتحت خزانتها و اختارت ثوب حريري باللون الكحلي منقوش من أعلي الصدر..ارتدته و اكتفت بأحمر الشفاه الذي أضاف جمال علي شفتيها.. 
ما إن انتهت وضع أحمر الشفاه حتي فتح باب الغرفة و هو يظن أنها نائمة ليجدها بكامل زينتها.. 
لم يظهر أي تعابير و لم تنطق شفتاه بحرف و إنما أخذ ملابسه و أخذ حمام بارد و عقله قارب علي الإنفجار من كثرة التفكير.. 
بعد أن أنهي حسن حمامه خرج ليجد فيروز مدثره بغطائها فقال لنفسه"لا أعلم ماذا أفعل؟؟أحببتك بغير إرادتي!! و الآن أصبحت قلقا من أن أقترب منك فتظنين أنه حب شهوة و فقط" 
زفر حسن بضيق و جلس علي فراشه و قبل أن يغمض عيناه شعر برأسها علي صدره و يدها تحيط به... 
نظر حسن لها لتفتح عينيها بابتسامة هادئة و تقول:بحبك 
انهارت كل الصراعات التي كانت بداخل حسن و قال بصوت هادئ:ليه 
اندهشت فيروز من سؤاله و لكن قلبها هو من أملي شفتيها الإجابة قائلة:عشان أنت الوحيد اللي بطمن في حضنه.. عشان لما حبيبتك مفكرتش في فرق السن اللي بينا و لا أنا إي و أنت إي ..عشان لما كنا النهاردة في الفرح و ألاقي واحدة من قرايبك بتسلم عليك ببقي نفسي أخنقها..عشان مبخفش و أنت جمبي..عشان ببقي مرتاحة و أنا سامعه صوتك..عشان عارفه إن لو في يوم الدنيا جيت عليا هتقف جمبي و تحميني...عشان لما ببعد عن حضنك بحس إني بموت بالبطئ..عشان أنت الراجل الوحيد اللي يدق قلبي عشانه و أنوثتي تبقي ليه هو وبس..
عشان مينفعش غير أني أحبك

كان حسن في حالة بين سعادته بكلام فيروز و صدمته من مشاعرها اتجاهه...لام عقله علي التفكير في البعد عنها و لو لدقائق..لام نفسه عندما ظن أنها محرومة من السعادة معه..شعر أن مشاعره لا تساوي شئ أمام مشاعرها الصادقة..لم يستطع أن يجمع الكلمات في شفتيه و لم يقدر علي أن يلملم شتات نفسه..سارت رعشة غريبة بجسده و انتفضت قلبه وقال بصوت حنون:بعشقك يا فيروز 
ابتسمت فيروز بفرحة و قبل أن تتكلم اطفأ حسن الإضاءة التي كانت بجانبه و ضم حبيبته إلي أحضانه و اقترب من شفتيها يقلبها بحنان..لتستسلم له زوجته و يعيشان ليلة من ليالي العمر... 
ليلة صارح فيها العاشقان عن مشاعرهم كلها..ليلة أصبحوا فيها كالروح الواحدة المنقسمة علي جسدان..ليلة تعاهدوا فيها علي ألا يفرقهم في هذا الزمان إلا الموت. 
......................................................................... 
مر أسبوع علي زواج عامر و سناء اللذان سافرا لقضاء عطلتهم..و سافرت سميرة مع زوجها..أما غادة مازالت تدب سمها في طفلها و زوجها لكره فيروز بل و حسن أيضا..أما فيروز و حسن مرت أيامهم بسلام أصبحوا كأي زواجان تنعم حياتهم بالحب.. 
و في أحد الأيام انتظرت حتى غادر والدها إلي عمله..و دخلت المكتب بهدوء و ظلت في محاولة لفتح هذا الدرج الذي ظلت أكثر من شهر تحاول أن تعلم ما بداخله..زفرت بضيق و أرجعت رأسها للخلف و هي تقول"مخبي عن إي يا بابا" 
نظرت هدير إلي صورة ملقاة في سلة القمامة..اتسعت عينيها دهشة وأمسكت بالصورة لتجدها لوالدها إسماعيل مع حسن صديق عمره و والدتها !! زفرت بضيق لتزداد شكوكها حول والدها الذي تغيير حاله منذ زيارة حسن الأخيرة.. 
....................................... 
في قصر آل توفيق.. 
حملت فيروز حقيبتها قائلة:أنا همشي بقي يا ماما 
حنان:ما تخليكي شوية كمان يا بنتي 
فيروز:بإذن الله هأجي مع حسن يا ماما 
حنان بابتسامة:طيب يا حبيبتي في أمان الله 
أكملت حنان متسائلة:السواق معاكي بره عشان يوصلك ؟؟؟
فيروز:أيوة يا ماما عن إذنك 
سارت فيروز في طريقها للسيارة و لكن أوقفها رؤية ماهر يلعب وحيدا في الحديقة..سارت اتجاهه و نزلت في مستواه وقالت:ممكن ألعب معاك !!! 
كاد ماهر أن يقول:أجل و لكن أوقفه صفعة والدته في آخر مرة كان بها مع فيروز ليقول بغضب:لا مش عايز تلعبي معايا و لا تقعدي معايا أصلا 
اختفت ابتسامة فيروز تدريجيا فهي تعلم أن غادة دبت سمومها في هذا الطفل أيضا و لكنها أخرجت كيس صغير من حقيبتها يمتلأ بالحلوي و وضعته بجانب ماهر وقالت:طب خلاص أنا همشي بس عمو حسن باعتلك دا معايا 
عادت فيروز إلي السيارة و مسحت دمعة دافئة سقطت من عينيها وقالت بصوت يملأه الحزن:علي الفيلا يا عم عبده

....................................... 
في المساء....دخل حسن الغرفة ليجد فيروز نائمة علي فراشها كالجنين ضامه قدمها إلي صدرها.. 
اقترب حسن منها و دثرها بالغطاء و قال:في واحدة نايمة رموشها بتتحرك كدا 
فتحت فيروز عينيها ببطء لتظهر الدموع المتجمعة في عينيها و تقول بصوت متقطع:حسن هو أنا وحشة أوي كدا 
عقد حسن حاجبيه بتعجب وقال:في إي يا فيروز حصل إي 
ألقت فيروز نفسها بين ذراعي حسن و زاد صوت بكائها و حسن في حالة من الدهشة الممزوجة بالقلق.. 
تمسكت فيروز بحسن و هي ترتعش بين جسديه و حسن يحاول أن يهدأ من حالتها هذه إلا أن قًل صوت بكائها و اختفت رعشة جسدها و بدأت تقص علي حسن ما حدث من ماهر و حزنها من غادة التي تدب الكره ناحيتها حتي في هذا الطفل الصغير.. 
فيروز بصوت يغلب عليه البكاء:أنا بقيت حاسه إني مرض الكل خايف يقرب منه..هو أنا عملت إي غلط يا حسن.. أنا اللي قولت لماما تتجوز بعد موت بابا علطول و لا أنا اللي قولت لجوزها يعيشني كل يوم في رعب.. أنا مغلطتش لما هربت منه عشان أدافع عن نفسي و لا غلطت لما أشتغلت و سبت الشغل عشان واحد كل تفكيره في جسمي و لا كان بإيدي أقابلك و لا إنك تحبي.الحاجة الوحيدة اللي اختارتها بنفسي إني حبيتك و قبلت أكون مراتك هو دا بقي ذنب يا حسن هو دا بقي ذنب الكل بيبص ليا باحتقار عشان أجوزتك رغم فرق السن و كل تفكيرهم إني أجوزتك عشان الفلوس.. 
زاد بكاء فيروز و تعلقها بحسن وقالت:خليهم ياخدوا كل حاجه و أنا مستعدة أكتب إني مش عايزه منك غير حضنك يحميني من الدنيا دي مش عايزه حاجه غير إني أبقي مطمنه يا حسن 
كان حسن يسمعها في صمت..غاضب من تصرفات زوجة أخيه..حزين علي حالة فيروز تلك...جن جنونه من دموعها السائلة علي أشخاص لا يستحقوا أن تنزف تلك العيون دمعة واحدة عليهم.. 
مسح بيده علي رأسها و هو يقول:أهدي يا فيروز أهدي..مفيش حاجه هتفرقني عنك غير موتي عمري ما هسيبك يا فيروز دا أنتي الوحيدة اللي حبيتها..مفيش حد مصدقش مش مهم مين الناس دول دورهم في حياتنا إي و لا حاج..أوعي دموعك دي تنزل علي ناس كل هدفهم يزرعوا الحزن في قلبك علي ناس بيتنفسوا حقد..دموعك دي متنزلش علي غادة متفكريش فيها هي واحدة مبتفكرش غير في كره الناس و بس مهما قالت و عملت أسكتي و أوعي تفكري إنك هتباني ضعيفة بالعكس إنتي كدا هتحسسيها إنها و لا حاجه لأن دي حقيقتها فعلا و بعدين يا فيروز ماهر لسه طفل يعني مش فاهم حاجه يعني لما يكبر هيعرف الصح من الغلط هيتعامل بعقله هو مش بعقل مامته 
بدأت فيروز تهدأ من كلام حسن وظلت تبوح بكل ما بداخلها و هو يسمعها دون ملل رغم ما به من تعب من عمله و لكنه لم يبين لها..أراد أن تخرج كل ما بداخلها لتتخلص منه و تنساه..
أنتهت فيروز كلامها وهي بين أحضان حسن إلي أن غلبها النوم و هي تتحدث ليبتسم حسن بهدوء ويغلق الإضاءة ليغرق في ثبات عميق..

....................................................... 
بعد مرور شهرين ..عاد حسن من صلاة الجمعة ليجد فيروز في انتظاره و لكن يبدو عليها الإرهاق.. 
حسن بقلق:لو تعبانة مش مهم نروح و إرتاحي 
فيروز بابتسامة:لا لا عشان ماما وحشتني وكمان سميرة لسه راجعه النهاردة لازم نطمن عليها
حسن:بس أنتي شكلك تعبان أوي 
فيروز:متقلقش هبقي بخير بإذن الله 
أمسك حسن بيدها وقال:لو حسيتي بتعب في أي لحظة قوليلي و إحنا نروح 
فيروز:حاضر 
....... 
في مكان يكسو عليه الظلام..نظرت حولها بخوف وأمسكت بهاتفها وقالت:في إي 
المتصل:بقولك عايز أشوفك 
السيدة:مش وقته مش وقته 
المتصل:يبقي بكرة مليش دعوة وحشاني 
السيدة:هحاول هحاول 
المتصل:هستناكي
.....
في قصر آل توفيق..جلس حسن مع نبيل و عمر ينهيان بعض الأوراق الخاصة بالعمل بينما جلست فيروز مع حنان و سناء و غادة في انتظار سميرة و زوجها.. 
سناء بقلق:مالك يا فيروز وشك أصفر كدا ليه ؟؟ 
فيروز بتعب:مفيش شوية برد علي الخفيف كدا 
حنان:لو تعبانة يا بنتي أطلعي ارتاحي فوق 
فيروز:لا لا أنا هبقي بخير بإذن الله 
قطع كلامهم وصول سميرة مع ناصر و التي ألقت السلام الحار علي فيروز مما جعل الجميع يتعجب.. 
اقتربت غادة من سميرة وقالت بهمس:من أمتي الحب دا كله يا ست سميرة 
سميرة بلا مبالاة:غادة سيبك من فيروز و خالي اخويا يعيش اللي باقي من حياته مبسوط 
غادة بغضب حاولت كتمانه:و من إمتي العقل دا كله يا ست سميرة 
قامت سميرة و هي تقول بضيق:لا عقل و لا غيره بس اللي لازم تعرفيه من إنك مش هتعرفي توقعي بينهم 
اتجهت سميرة إلي غرفتها بالقصر و دفنت رأسها في وسادتها تاركه لدموعها المجال و هي تتذكر ما حدث بعد سفرها بعد زواج عامر 
FLASH BACK... 
أغلق الطبيب الملف و قال: Sorry, madam, but in your case pregnancy impossible 
(اسف يا مدام و لكن الحمل في حالتك مستجيل) 
صاحت سميرة بغضب: are you crazy!! What does it mean impossible to be a mother
(هل جننت!! ماذا تعني بمستحيل ألن أكون أم)

الطبيب ببرود: Professor Nasser please calm down the anger of the madam and to understand that this is the only truth 
(أستاذ ناصر من فضلك أن تهدأ من غضب المدام و أن تفهمها أن تلك هي الحقيقة الوحيدة) 
PLAY.. 
فاقت سميرة من ذكرياتها الأليمة علي لمسة تعودت عليها..لمسة تطمئنها..رفعت سميرة عيونها لتجد زوجها ينظر لها بقلق و يقول:حبيبتي أنتي كويسة!!! 
سميرة بصوت متقطع:أي..أيوة 
ناصر بقلق:لا أنتي فيكي حاجه أنتي سبتي غادة فجأة ليه و طنط فضلت تنده عليكي و أنتي مردتيش 
سميرة بدموع:نفسي أبقي أم يا ناصر 
ضمها ناصر لأحضانه وقال بصوت حنون:حبيبتي عشان خاطري أهدي و بإذن الله هنشوف دكتور تاني متفقديش الأمل 
سميرة بضعف و بكاء:الكل بيقول مش هخلف يا ناصر مش هعرف أبقي أم و لا أخليك أب 
أمسك ناصر وجهها بيده و مسح دموعها وقال:دا قدر ربنا يا حبيبتي..أفرضي كنا خلفنا و كان بعد الشر طفل معاق أو يتعبنا في تربيته أو يموت في أي لحظة..حبيبتي دا قدر ربنا و نصيبنا كفاية إننا مع بعض 
أكمل ناصر بنبرة مرحة:و بعدين مين قال أني مش أب أنا أب لأجمل بنوتة اسمها سميرة 
ابتسمت سميرة من بين دموعها وقالت:أنا بحبك أوي يا ناصر 
ابتسم ناصر قائلا:و أنا بعشقك يا قلب ناصر..يلا بقي ننزل عشان كدا ممكن يفهمونا غلط تحت 
أخفضت سميرة رأسها بخجل وقالت:ناصر عيب كدا
ناصر بهمس:مهو أنتي لو فضلتي تبصيلي كدا هخليهم يفهموا اللي يفهموه بقي 
قامت سميرة سريعا و قالت:يلا يا حبيبي يلا 
ناصر بضحك:يلا يا حبيبتي 
و دا اخر حته في الخامس.صاح فيها ابنها بغضب:أنتي السبب في إن بابا مش هنا 
أحلام بضعف:يا بني حرام عليك أنا لسه راجعه من الشغل تعبانه روح شوف مذاكرتك 
هاني بغضب:أنتي السبب أنتي و الست اللي اسمها فيروز دي أنا اللي هجيب حق أبويا 
أحلام بغضب:أبوك هو اللي عمل في نفسه كدا فاهم فوق من غبائك دا و يلا علي مذاكرتك مفهوم 
دخلت أحلام إلي غرفتها لتريح جسدها الذي أنهكه الألم من الخدمة في البيوت و تحمل كلام ابنها السام.. 
أغمضت أحلام عينيها بتعب قائلة:كله أهون من الحرام اللي كنت بأكله منك يا مجدي و لما هاني يكبر هيفهم إن أمه معملتش غير الصح 
.................................... 
في قصر آل توفيق.. 
اجتمع الجميع حول طاولة الطعام يتناولون غذائهم في صمت وسط نظرات غضب من غادة مصوبة لسميرة و نظرات ناصر الحانية تتمطئن زوجته و نظرات حب و مرح من عامر و سناء و نظرات قلق من حسن علي فيروز التي يبدو عليها التألم.. 
عامر بهمس:يعني أنا جوزك و دا حقي 
سناء بهمس ممزوج بخجل:عامر !! أعقل هأكلك إزاي بإيدي و كلهم موجودين 
عامر بهمس:مممم ماشي 
أمسك عامر بشوكته و وضع فيها قطعة من اللحم وقال:أفتحي بوئك 
أكتسي وجه سناء باللون الأحمر من خجلها من نظرات الجميع لها وقالت بصوت ضعيف:عاامر 
حنان بابتسامة:أعقل يا عامر 
عامر بعند:لا 
فتحت سناء فمها و تناولت قطعة اللحم في صمت و نظرت لعامر نظرات خجل بينما ابتسمت لها فيروز من بين وجعها.. 
أكمل الجميع طعامهم وسط حديث عن العمل و ما يحدث في العالم... 
قامت فيروز من علي الطعام متجه إلي الحمام لتقول حنان بقلق:مالك يا حبيبتي 
فيروز بألم:معلش يا طنط شبعت أصلي تعبانه شوية 
غادة في نفسها "تعبانه شوية !! أمتي أخلص منك " 
سناء:طب أجبلك مسكن و لا حاجه 
فيروز:لا لا أنا هبقي كويسة بإذن الله 
اتجهت فيروز إلي الحمام و نظرات حسن تتبعها بقلق و خوف.. 
حنان:مالك يا سميرة أنتي كمان مش بتأكلي ليه 
سميرة:ها لا يا ماما مليش نفس 
حنان بفرحة:لتكوني حامل يا سميرة 
صمتت سميرة بألم مانعه دموعها من الهبوط ليقول ناصر:لا يا طنط هي عندها برد في معدتها من يومين كدا 
قطع صوت كلامهم صوت صرخة

                   البارت السادس من هنا 

تعليقات