قصة تاني حب
البارت الرابع والعشرون 24
بقلم ملك إبراهيم
سابها واقفه ورجع دخل غرفة مكتبه تاني ومها واقفه مصدومة واول لما كامل دخل محسن بصله وسأله: هي الانسه اللي دخلت دي تقرب لحضرتك؟
كامل كان متعصب وقال: انا بقول نرجع للتحقيق احسن.
وزعق في العسكري اللي برا وقاله: تعالى خد الورد ده ارميه برا.
سامح بص ل والده بصدمة ووالده بص للمحامي وكامل كان قاعد قدامهم وهو هيموت من الغضب والغيظ ومش عارف ازاي هيخلص من موضوع مها ده.
وقف البواب قدام كامل وهو بيبص حواليه بخوف وكامل سأله بصوت قوي: انت قولت انك عارف الشاب اللي كان بيجي شقة الممثلة واتعرفت على صورته صح؟
البواب بتوتر: صح يا باشا.
كامل بص على محسن وابنه سامح والمحامي بتاعهم وقال للبواب: هو موجود هنا دلوقتي؟
البواب بص ل كامل بخوف وبص على سامح وقال: اه يا باشا هو الاستاذ اللي واقف ده.
كامل: وقولت ان والده جه مرة شقة الممثلة وكان في خناقه وزعيق في شقتها وبعدها الشاب نزل من عندها ووالده بعده صح؟
البواب بتوتر: انا مقولتش والده يا باشا انا قولت ان هو راجل كبير.
كامل: تمام.. والراجل ده موجود هنا دلوقتي؟
البواب بص ل محسن اللي قاعد قدامه وبيبصله بقوة وقال بخوف: ايوا يا باشا هو الاستاذ اللي قاعد ده.
محسن اتجنن وقام وقف بعصبيه بعد ما بدأ يشعر ان وكيل النيابه متفق مع البواب وخصوصا بعد ما شاف مها اللي كان ابنه على علاقه سابقه بيها وكان في بينهم مشاكل كتير واعتقد ان هي على علاقة ب كامل وكيل النيابه اللي بيحقق معاهم وجابتله ورد قدام عينيهم وواضح ان علاقتهم قويه وهو عايز لبسهم القضيه دي عشان ياخد لها حقها.
محسن: الراجل ده كداب.. ايه الحكاية حضرتك انتوا ملفقين القضيه دي ليا انا وابني عشان تنتقم للهانم بتاعتك ولا ايه!
كامل بصله بصدمة والمحامي بدأ يهدي محسن وهو متعصب جدا وقال: مهو مش عشان ترضي الهانم وتاخدلها حقها مننا تقوم تلبسنا قضية قتل.. انا الاول كنت فاكر ان اللي ملفق لنا القضيه دي واحد من منافسيني بس دلوقتي اتأكدت ان اللي ملفق القضيه واحد من هنا وانا مش هسكت وهوصل القضية دي لكبار المسؤلين في البلد.
كامل مكنش فاهم هو بيقصد ايه ومين البنت اللي بيقصدها وتفكيره راح ل فريدة لان هي اللي خطفها مرتبط بالقضيه وفكر ان محسن قاصد ان هو بيلفق لهم القضيه دي عشان ياخد حق بنت عمه وفي اللحظة دي كانت اعصاب الكل مشدوده وكامل امر بحبس محسن وابنه على ذمة التحقيق.
رواية تاني حب بقلمي ملك إبراهيم.
عند المجرمين اللي كانوا خاطفين فريدة.
نزلوا بلد قريبه من الطريق اللي فريدة هربت فيه وسألوا ناس من اهل البلد عن ضرب النار اللي حصل من فترة في وقت متأخر من الليل على الطريق القريب منهم وعرفوا من اهل البلد ان في واحد محامي مات على الطريق ده في عربيته ليلة ضرب النار وقالولهم ان المحامي ده من بلد جمبهم وفي ناس تانيه ماتوا والشرطة جم حققوا ومحدش من اهل البلد يعرف اي معلومات تانيه..
حاولوا يعرفوا من اهل البلد لو في بنت غريبه ظهرت في البلد عندهم الفترة دي ومحدش من اهل البلد قال انهم شافوا بنت غريبه عندهم.
راحوا الخاطفين للبلد اللي جنبهم واللي قالوا ان المحامي من البلد دي وبدؤا يسألوا اهل البلد عن بنت غريبه دخلت البلد الفترة دي.
سألوا واحد من اهل البلد فاتح قهوة صغيره في مدخل البلد وقالهم ان هو سمع اتنين من الرجاله اللي بيسهروا عنده هنا كانوا بيتكلموا وبيقولوا ان الحريم بتوعهم شافوا بنت غريبه في بيت الراوي وكانت بتخبز معاهم وشكلها مش من اهل البلد هنا.
الخاطفين بصوا لبعض وسألوا عن بيت الراوي عشان يراقبوه ويتأكدوا هي البنت او لا.
بقلمي ملك إبراهيم.
في بيت الراوي..
فريدة كانت واقفة في البلكونة بتاع غرفتها حزينه لانها خلاص هتسافر مع باباها وهي عاشت عمرها كله في مصر ومش عارفه هتعيش هناك في الغربه ازاي..
كانت حاسه ان كامل ابن عمها وحشها وشهد ومرات عمها سميحة.. كلهم وحشوها ونفسها تشوفهم قبل ما تسافر.
بصت قدامها في جنينة البيت عند اسطبل الخيل لما سمعت صوت حصان عالي وشافت مصطفى واقف قدام الحصان وتقريبا الحصان مصاب وهو بيعالجه.
نزلت جري بحماس عشان تشوف هو بيعمل ايه وراحت علي اسطبل الخيل ومصطفى كان واقف بيعالج جرح الحصان وبيكلمه وكأن الحصان فاهم هو بيقول ايه.
فريدة وقفت وراه وسألته: هو الحصان تعبان ؟
مصطفى بصلها وابتسم وقال: لا دا جرح قديم بس اتفتح تاني.
فريدة قربت من الحصان بحذر وسألت: هو الجرح القديم ممكن يتفتح تاني؟
مصطفى: اه طبعا لو اتصاب في نفس المكان تاني الجرح بيرجع يتفتح.
فريدة بفضول: حتى لو عالجنا الجرح كويس بعد اول مرة؟
مصطفى: حتى لو عالجتي الجرح كويس جدا بعد اول مرة.. هيفضل مكان الجرح ده ضعيف واقل خبطه فيه تفتحه.
فريدة بصتله بستغراب وحست ان كلامه عميق اوي وفي سر ورا كلامه ده وسألته: انت بتتكلم عن جرح الحصان صح؟
مصطفى بصلها وكأنه كان شارد وبيقصد حاجة تانيه بكلامه وهز راسه وقال بحزن: اه بتكلم عن جرح الحصان.. قوليلي انتي صاحيه بدري ليه؟
فريدة: انا اتعودت اصحى كل يوم بدري عشان انزل اقعد مع طنط الحاجة.
مصطفى ابتسم وقالها: تعرفي ان امي عمرها ما حبت حد ولا ارتاحت لحد دخل بيتنا غيرك انتي.
فريدة بابتسامة: وانا كمان بحبها اوي وزعلانه عشان مش هشوفها تاني بعد ما اسافر.
مصطفى بصلها اوي وقال: بس انا متأكد انك لما ترجعي هتيجي تشوفيها على طول وهتفرحيها بنجاحك اللي وصلتيله هناك.
فريدة بصتله بستغراب: انت عندك احساس اني ممكن ارجع تاني؟
رد مصطفى بثقة: انا متأكد انك هترجعي.. بس مش هترجعي فريدة اللي انا شوفتها اول مرة.. هترجعي واحدة تانيه اقوى بكتير.
فريدة حست ان كلام مصطفى ريحها كتير من الحيرة والخوف وتشجيعه لها وثقته قوتها.
مصطفى ابتسم لها وقال قبل ما يمشي: اهم حاجة متنسيش ان كل لحظة في حياتك مهمه ولازم تستفادي منها صح.
فريدة بابتسامة: انا عمري ما هنسى اي نصيحة سمعتها في البيت ده.. كلامكم بيقويني كل ما اكون متلخبطه او محتاره.
مصطفى بثقة: اول لما تعرفي طريقك الصح مش هتتلخبطي تاني.
دخل مصطفى البيت وفريدة وقفت تفكر في كلامه وحست بالثقة جواها انها هتقدر تكون انسانه ناجحه يعتمد عليها.
دخلت فريدة البيت وكانت الحاجة صحيت وقعدت مكانها واول لما شافت فريدة داخله من الجنينه استغربت: ايه يا فريدة انتي كنتي فين بدري كده؟
ردت فريدة بابتسامة: صباح الخير يا اجمل طنط الحاجة.
الحاجة ضحكت وقالت: صباح الورد على ست البنات بس قوليلي جايه منين كده؟
فريدة بعفويه: كنت بشوف الحصان بتاع مصطفى اصله كان مصاب ومصطفى كان بيعالج جرحه.
اتنهدت الحاجة بحزن وقالت: هو اتصاب في نفس المكان تاني!
فريدة بستغراب: هو الحصان ده متعود يتصاب في نفس المكان؟
الحاجة بحزن: والله يا بنتي كل ما افكر ان الجرح بتاعه ده خف وخلاص هننساه يرجع يتفتح تاني.
فريدة بفضول: هو الجرح ده سببه ايه؟
الحاجة: دا جرح قديم اوي عمره اربع سنين.. كان ابو مصطفى الله يرحمه لسه عايش وكان مصطفى ابني لسه راجع من بلاد برا بعد ما خلص تعليمه وكان بيحب الحصان ده اوي وفي يوم ركب الحصان وراح بيه على الارض بتاعنا وهناك شاف زهرة بنت عيلة زيدان.. اكتر عيلة في بينا وبينهم مشاكل ومن كتر ما عينيه اتعلقت بجمالها وقع هو والحصان في أرضهم..
فريدة اتحمست تسمع باقي الحكايه وسألتها: وبعدين يا طنط الحاجة كملي..
الحاجة بحزن: بس يا بنتي والحصان يومها اتجرح ومصطفى مخدش باله من جرح الحصان لان زهرة خطفت قلبه وعقله يومها ورجع وهو عمال يفكر فيها والحصان مجروح وبيتألم ومصطفى مش عارف ومش حاسس بيه وانشغل مصطفى ب زهرة وبقى كل يوم يطلع عشان يشوفها ونسى الحصان بتاعه ومعرفش حاجة عن جرحة والحاج ابو مصطفى هو اللي شاف جرح الحصان وكان بيعالجه بنفسه ومصطفى مشغول ب زهرة وميعرفش المشاكل الكبيرة اللي بينا وبينهم ولما عيلة زيدان عرفوا ان مصطفى بيحب بنتهم عملوا مشكله كبيرة وَقاعدة حضرها كبار البلد ومصطفى في نص القاعدة طلب يتجوز زهرة وهما طلبوا ان ارضنا اللي جنب أرضهم تبقى مهرها.
فريدة بصتلها بفضول اكتر والحاجة اتنهدت وكملت بحزن: مصطفى وقتها فاق لنفسه لانه عارف اهمية الأرض عندنا وقام هو وسط الرجاله ورفض قبل ما ابوه يرفض وعيلة زيدان عشان يحرقوا قلبه جوزوا زهرة لواحد من عيلتهم غصب عنها وليلة فرحها كانت نفس الليلة اللي مات فيها ابو مصطفى الله يرحمه ومن الليلة دي ومصطفى ابني قافل على قلبه وكل ما اقول ان جرحه هيخف تحصل حاجة ويتفتح تاني.
فريدة اتنهدت بحزن وقالت: وزهرة دي اتجوزت وعاشت حياتها عادي؟
الحاجة بابتسامة: اومال هتعمل ايه يا بنتي هي اتحكم عليها ونفذت الحكم مجبوره.. وعندها ولدين دلوقتي.
فريدة بصدمة: معقول وكمان خلفت!! يعني اتجوزت واحد مش بتحبه وخلفت منه غصب عنها بس ده حرام!
الحاجة: ومين عالم مش يمكن تكون حبت جوزها بعد الجواز.
فريدة بشرود: هو اول حب ممكن يتنسي بسهولة كده؟
الحاجة: اول حب هيفضل سايب علامه جواها وعمرها ما هتنساه بس تاني حب هو الواقع في حياتها دلوقتي ولازم تعيشه.
فريدة: طب ومصطفى لسه ملقاش تاني حب؟
الحاجة: لما يعالج جرحه الاول عشان ميظلمش نفسه ولا يظلم البنت اللي هيتجوزها.. لان اكبر غلط لو عالج جرح اول حب ب تاني حب.
فريدة فكرت في كلام الحاجة وقالت بشرود: صح.. لازم يعالج جرح اول حب قبل ما يفكر في تاني حب.
بقلمي ملك إبراهيم.
عند شهد وزياد.
زياد وصل بعربيته قدام بيت شهد وخرجت شهد من البيت وهي فرحانه ان زياد هيوصلها وكانت مرتاحة خصوصا بعد ما اطمنت على فريدة وعرفت ان أهلها عرفوا مكانها وكمان عمها هياخد فريدة ويسافر وبكده فريدة مش هتكون مع زياد.
زياد نزل فتحلها باب عربيته ولاحظ انها فرحانه ومرتاحة النهارده وسألها بفضول: صباح الخير.. شكلك مبسوطة النهارده هو في اخبار عن فريدة؟
شهد بصتله بتفكير وقالت: لا مفيش اخبار ولا حاجة بس كامل قال انه خلاص قرب يخلص القضيه وكلها يومين ويقدر يوصل لمكان فريدة.
زياد ابتسم وقال: ياريت يقدر يوصل لمكانها في اسرع وقت فريدة صعبانه عليا اوي هي متستهلش كل اللي حصلها ده.
شهد بصتله وسألته بفضول: زياد انت بتحب فريدة؟
زياد بص ل شهد بصدمة ومعرفش يرد وشهد كملت كلامها وقالت: انت عارف ان فريدة وكامل بيحبوا بعض من صغرهم وكانوا مخطوبين لبعض لحد اخر فترة كان في بينهم مشاكل بس بعد ما فريدة ترجع اكيد هترجع ل كامل تاني.
زياد اتصدم من كلام شهد لما عرف ان فريدة بتحب كامل وبدأ يفهم ليه كامل كان بيتعصب كل ما يشوفه وقال بهدوء: ربنا يوفقهم المهم ان فريدة ترجع بالسلامة.
شهد بصتله وسألته: يعني انت مش زعلان ان فريدة وكامل بيحبو بعض؟
رد زياد بهدوء: وهزعل ليه؟!
شهد: لانك كنت اعترفت بحبك ل فريدة قبل ما تتخطف.
زياد: دا كان هزار مش حقيقي..
وافتكر كلام فريدة معاه انها اضطرت تقول كده قدام كامل وفهم ان فريدة كانت بتستخدمه عشان تغيظ كامل وضحك على غبائه وقال: فريدة طلبت مني اساعدها وامثل الدور ده عشان تغيظ كامل.
شهد بصتله بصدمة: معقول يعني انت مش بتحب فريدة؟
زياد: ابدا.
شهد بصتله بسعادة واتنهدت براحة وزياد زعل من نفسه لما حس بمشاعر اتجاه فريدة وهي مقدرتش ده واستخدمته عشان تغيظ كامل.
بقلمي ملك إبراهيم.
في المساء داخل بيت المستشار رؤوف.
رجع المستشار البيت وكان البيت هادي جدا ومها ملهاش اثر..
دخل اوضتها عشان يطمن عليها واتصدم لما شاف كل الاوضه متكسره ومها مرميه على الارض وايديها بتنزف وفي قطعة زجاج مكسورة فيها دم مرميه جنبها وكان واضح قدامه انها انتحرت.
جري عليها بجنون وهو بينادي اسمها ومها كانت فاقدة الوعي ومستسلمة للموت.. صرخ بكل صوته وطلب من الخدم يتصلو بالاسعاف بسرعه وحاول هو بكل الطرق كتم الدم اللي بينزف من ايديها.
بعد دقايق قليله وصلت عربية الاسعاف واخدوا مها علي المستشفى وكان المستشار معاها وهو هيموت من الرعب عليها ودي كانت تاني مرة مها تحاول الانتحار فيها.
بعد وقت وصلوا المستشفى ومها دخلت اوضة العمليات والمستشار رؤوف اتصل على الدكتور النفسي اللي بيعالج مها وبلغه انها حاولت الانتحار مرة تانيه.
كامل بعد ما خلص شغله قرر انه يروح بيت المستشار رؤوف وينهي موضوع مها بشكل نهائي وخصوصا بعد ما جت مكتبه النهارده واقتحمت التحقيق لتاني مرة وكان خلاص تعب من كتر الضغط عليه من مها ومن المستشار وكان عايز ينهي الموضوع بكل وضوح ويبلغ المستشار ان مفيش اي علاقة او اي ارتباط بينه وبين مها.
وصل كامل بيت المستشار ولاحظ ارتباك وتوتر الخدم هناك واول لما سألهم عن المستشار رؤوف بلغوه ان مها حاولت الانتحار والمستشار اخدها على المستشفى.
كامل اتصدم اول لما عرف وسألهم على عنوان المستشفى واتحرك بعربيته بسرعه على المستشفى.
داخل المستشفى..
كان المستشار رؤوف واقف قدام غرفة العمليات ومعاه الدكتور النفسي المسؤول عن حالة مها.
وصل كامل المستشفى بعد وقت قليل وقرب من المستشار رؤوف بقلق وسأله: سيادة المستشار خير ايه اللي حصل انسه مها مالها؟
المستشار رؤوف اول لما شافه مسك ايديه وقال برجاء: كامل كويس انك جيت.. مها حاولت الانتحار وجوه دلوقتي في اوضة العمليات.
كامل بصدمة: ليه عملت كده!!
المستشار رؤوف: مش عارف بس هي الفترة دي كانت اعصابها تعبانه لانك كنت زعلان منها.
كامل خفض وشه باحراج وافتكر اللي عمله معاها النهارده لما جاتله المكتب وحس بالذنب لانها حاولت الانتحار بسببه.
المستشار رؤوف جاله مكالمة تليفون وبعد عن كامل وهو واقف شارد في افكاره والدكتور النفسي المعالج لحالة مها كان واقف قدام غرفة العملية في انتظار خروج الدكتور زميله عشان يطمنه.
انشغل المستشار في مكالمة التليفون للحظات وفي نفس اللحظات دي خرج الدكتور من غرفة العمليات والدكتور النفسي سأله بقلق: خير يا دكتور طمني؟
كامل فاق من شروده على صوت الدكاترة وسمع الدكتور وهو بيرد على الدكتور النفسي وقاله: الحمدلله قدرنا ننقذها بس دي تاني مرة تحاول الانتحار يا دكتور والمفروض انها تفضل في المستشفى ومتخرجش قبل ما تنتهي من العلاج النفسي بالكامل.
الدكتور النفسي: انت عارف يا دكتور ان انا اللي متابع حالتها من محاولتها الانتحار اول مرة وعرفت والدها ان لسه العلاج النفسي منتهاش ولسه حالتها مش مستقرة ومعرضه انها تأذي نفسها او تأذي اي حد في اي وقت وللاسف الشديد والدها رفض كلامي واصر انها تكمل علاجها في البيت وبالتدريج طبعا اهملت العلاج ووصلت للحالة دي.
كامل سمع الكلام ده بصدمة واتفاجئ ان واحدة زي مها متعلمة ومثقفة ومعيدة في الجامعه تفكر في الانتحار وكمان دي تاني مرة تحاول الانتحار وواضح ان حالتها سيئة ومحتاجة للعلاج النفسي والمستشار رافض.
الدكتور: لازم والدها يعرف خطورة اللي بيعمله في حق بنته ولازم يعترف بمرضها والافضل انها تتحجز في المستشفى اكبر فترة ممكنه وتكون تحت الرعاية.
الدكتور النفسي: عندك حق يا دكتور انا هتكلم مع والدها وان شاء الله اقدر اقنعه انها تتحجز فترة في المستشفى.
الدكتور اللي كان في غرفة العمليات مع مها مشي ووقف الدكتور النفسي لوحده بيفكر ازاي هيتكلم مع المستشار ويقنعه.
كامل قرب من الدكتور واتكلم معاه بهدوء: لو سمحت يا دكتور ممكن اعرف من حضرتك حالة انسه مها بالظبط..؟
الدكتور النفسي باستغراب: اسمحلي اعرف الاول مين حضرتك؟.. انت تقرب ل مها؟
رد كامل بهدوء: صديق ل انسه مها وبعتذر جدا اني سمعت حديثك مع الدكتور لاني كنت واقف قريب منكم ومحتاج افهم ازاي شخصية زي مها عاقلة جدا وناضجة وناجحه في شغلها ومعيدة في الجامعة وتفكر في الانتحار مرتين!!
ردد الدكتور بستغراب: معيدة في الجامعه!!!
كامل بص له بدهشة لان الدكتور اتفاجئ انها معيدة في الجامعة والدكتور اتكلم بحيرة: واضح ان حضرتك غلطان انسه مها اللي كنا بنتكلم عنها مش معيدة في الجامعة..
كامل بص له بصدمة وكان لسه هيتكلم لكن المستشار رؤوف كان انتهى من مكالمته وقرب منهم قطع كلامهم وهو بيسأل الدكتور بقلق: خير يا دكتور طمني مفيش حد طلع يطمنا على مها؟
رد الدكتور عليه: الدكتور طلع من شويه وطمني عليها بس في موضوع مهم لازم اتكلم مع سيادتك فيه ومش هينفع هنا خلينا نتكلم في مكتبي.
المستشار رؤوف بص ل كامل وقاله: معلش يا كامل انا مضطر اروح مع الدكتور وهرجعلك تاني استناني عشان عايزك.
الدكتور بص ل كامل وكامل كان بيبصلهم بدهشة وبدأ يشعر ان في حاجة غلط ومش مظبوطه بتحصل والمستشار رؤوف بيحاول يخفيها عنه.
اتحرك الدكتور مع المستشار رؤوف وسأله: هو مين الشاب ده؟
رد المستشار رؤوف: دا كامل تلميذي اللي كلمتك عنه وقولتلك ان هو ومها بيحبوا بعض.
الدكتور وقف مكانه بصدمة وسأله: هو ميعرفش اي حاجة عن حياة مها لحد دلوقتي؟
رد المستشار: لو سمحت يا دكتور خلينا في حالة مها دلوقتي وطمني عليها.
الدكتور هز راسه وكان عارف ان المستشار رافض يعترف بمرض بنته ومستعد يعمل اي حاجة عشان تعيش الحياة اللي هو يخطتها.
عند كامل فضل واقف مكانه مصدوم شويه واستغراب الدكتور ان مها معيدة في الجامعه زرع الشك في قلبه وخرج من المستشفى وهو شارد وركب عربيته وقعد فيها وقبل ما يتحرك بالعربيه بدأ يظهر قدام عينيه كل لقائته مع مها وكلامه معاها وكأنها شريط فيديو بيتعرض قدامه ومواقف كتير كانت بتحصل وبتفاجئه بشخصية ل مها غير اللي اتعرف عليها اول مرة.. ....