قصة دماء بريئة على الطريق
البارت العاشر 10
بقلم ولاء حامد
وصل العربيات ونزل العريس وساعدت هاجر سمر في النزول وجمال اللي مد ايده انكجها وسط الزغاريد اللي ملت المكان وقعد العروسين وسط الكوشه اللي مزينه على المسرح المنصوب قدام الباب عدد مهول من الناس بيهني ويبارك طلع مسعود ونعيمه اللي سلم على جمال
مسعود: مبروك يا إبني خد بالك من سمر دي لسه صغار ومتعرفش في الدنيا حاجه
جمال وهو بيشاور على عنيه: في عنيا يا حاج
نعيمه: مبروك يا إبني ربنا يهنيكم
مسعود قرب علشان يحض بنته بس بعدت: مالك بعدتي ليه
سمر بنظره ألم وخزلان وكسرهوصوت مش مسموع بسبب الاغاني: ولا حاجه يا حاج شوف ضيوفك ومعزيمك وافرح ببنتك
نعيمه علشان تغطي على الموقف: مبروك يا ضنايا وقربت وهي بتشدها بالغصب عشان تحضنها
سمر بوجع وبصوت واطي مش مسموع بسبب علو الاغاني: ابعدي يا حاجه قولتلك الصبح حضنك شوك بيوجع وبعدت نفسها عن حضن أمها
طول الفرح وسمر ملازمه الكرسي وكل اللي يطلع تعتذر
جمال بص لسمر بإستغراب: مالك يا سموره من اول النهار وانتي ساكته
سمر وعنيها في الارض: هاقول إيه
جمال: داه مش شكل عروسه فرحانه
سمر بوجع :لاء ازاي فرحانه اوي اوي كمان دي جوازه الكل يتمناها وبصت لأمها وأبوها اللي واقفين فرحانين وعنيها اتقابلت في نظره طويله وكملت كلام امها اللي برن في ودنها : دانتا ابن الاكابر اللي كل بنات البلد تتمناه ويابختي يا هنايا انك اخترتني
جمال كلامها رضى غروره: اصل لا قومتي ولا رقصتي واتنططتي زي اي عروسه
سمر: معلش متاخده ومش متعوده اني اتعامل قدام الاغراب هو داه يزعلك
جمال بهزه راس: لاء خالص دانا فرحان انك قاعده هاديه وراسيه وعاقله في مكانك داه يفرح اي راجل ان مراته مش فرجه للي يسوى واللي ميسواش
سمر بهزه راس: عندك حق
ومر الوقت وطلعت أم العريس وهي شايله صنيه الشبكه اللي متروسه دهب وعيون كل الناس هاتطلع على الصنيه ما بين حاسد وحاقد واللي كان اكترهم ليلي
ليلي بحسد وحقد مقدرتش تداريه: شايف يا عزت المقشفه دي جايلها دهب قد إيه
عزت برفعه حاجب: مين دي اللي مقشفه يا ليلي ربك والحق سمر زي لهطه القشطه الصابحه البت جمال وأدب وأخلاق
ليلي بكره: ولو بس بردوا عليت ولا وطيت كانت خدامه ليا ولسلايفي
عزت بإستغراب: داه بيت ابوها وأمها كانت بتعلمها شغل البيت داه يا بخته يا هناه الواد جمال خد بت بداره أدب وأخلاق وجمال ومال وكمان لسه بداره ودماغها توزن بلد
ليلي بتعوجه بوق: على إيه يا حسره
جمال: على كل مميزاتها ومتنسيش جوز خالتك عنده اكتر من 15 فدان أرض غير قارتين بهايم فهمتي يا ام العوريف
ليلي الكلام مجاش على هواها وقفت وسكتت
طلعت ام العريس لحد كوشه العريس والعروسة وجمبها نعيمه
محروسه زغرده بصوت عالي والدي جي شغل اغنيه يا دبله الخطوبه
محروسه بفرحه: لبس عروستك الشبكه يا ولدي
مد جمال ايده وبداء يلبس العروسه الشبكه المهوله اللي اشتروها وسط حلقه النميمه من الحريم والرجاله اللي حاضره
وبعد دقايق طويله كان خلص تلبيس كل الدهب واشتغلت الاغاني مره تانيه
مر الوقت وانفض الفرح ودخل جمال وسمر اوضه الجلوس يتعشوا
مسعود: ادخل يا ولدي كل مع عروستك لقمه عشان يبقى عيش وملح
جمال بفرحه مقدرش يسيطر عليها: تشكر يا حاج
قبل ما يدخل مسكه حسن من دراعه وبص في عنيه بقوه: اللي جوه لحد دلوقتي في بيت ابوها يعني حدودك كخطيب مش زوج تمام يا عريس
جمال وفرحته انطفت من عنيه: طبعا يا حسن من غير ما تقول انا راجل وبقدر بيوت الرجاله بس انتا نسيت اني كاتب كتابي
حسن: عارف بس لسه في بيت ابوها وسط رجالتها لما تروح بيتك تبقى خرجت من كنف ابوها وإخواتها لكنفك وطلعت من اسم ابوها لاسمك
جمال: طبعا طبعا
دخلت نعيمه صنيه العشا اللي عليها ما لذ وطاب من خيرات ربنا : اتفضل يا عريس متتكسفش داه بيتك ومطرحك
وطلعت ولسه هاتمد ايدها تقفل الباب قطعها صوتها ابنها
حسن بصوت عالي: سيبي الباب مفتوح يا حاجه مترديهوش
نعيمه سابت الباب مفتوح زي ما هو وقعد حسن ومصطفي ومحمود وجلال جمب بعض على الكنبه اللي في وش الباب على طول
جمال جوه عينه على سمر شويه وعينه على الباب شويه
جمال لنفسه: وبعدين بقى في الهم الازلي داه يعني مهعرفش اقعد معاها لحالنا شويه واقفين بره ومرصوصين جار بعض زي صف العساكر ايمته وتعدي الأيام عشان أدب صوابعي في عين اتخن تخين فيهم
وفعلا جمال مكملش ربع ساعه يادوب كل لقمتين وهو تحت النظر من أخواتها اللي محدش اتحرك من مكانه شبر
وفعلا طلع واستأذن
مسعود بإستغراب: ما بدري يا بني دانتا ملحقتش تقعد مع عروستك لحالكم شويه وتتكلموا كلمتين على بعض
جمال هو عينه على أخواتها: بدري من عمرك يا حاج الوقت اخر وكمان من بكره والأيام اللي جايه ورايا شغل كتير قبل الفرح وكمان تجهيز الدور كله لازمله شغل ياما
مسعود بإقتناع: ربنا معاك يا ابني ويسهلك طريقك
جمال: طيب استأذن انا السلام عليكم
الجميع في صوت واحد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
طلعت سمر من سكات علشان تدخل تغير هدومها وتهرب لحالها زي كل يوم بس قبل ما تدخل
مسعود: مبروك يا سمر
سمر بصتله بحزن: طيب
مسعود: ايه طيب دي اتعدلي يا بت كفايه اني سكتت على سرمحتك
سمر بدموع: كتر خيرك يا حاج عن اذنك
وسابت الكل ساكت وكأن على روسهم طير خايف يتحرك او يتكلم ليطير
دخلت سمر وقفلت الباب بهدوء وغيرت هدومها وحطت رأسها على السرير وبدئت رحله الدموع المحبوسه طول اليوم في عنيها تاخد إفراج اخيرا نزلت وكأنها شلال ميه جاري مش عايز يوقف ولا بينشف لحد ما حكم سلطان النوم حكمه ونفذه وسقطت في بحر النوم
مر الليل وكل واحد في حال غير الحال ما بين فرحان وشفقان وحاقد وحاسد وخايف ومابين اللي مش فاهم حاجه حاجه خالص
تعاقبت الأيام ومرت يوم واخد وراه يوم وكل يوم تطلع نعمه تجهز بنتها الجهاز اللي تتفشخر بيه وتتباهي بيه قدام أهل البلد وتبقى حكاوي يحكي ويتحامي بيها الحريم لأيام وشهور جايه زي حلقه النسوان كل يوم منصوبه على الجوازه اللي بنتها اتجوزتها والشبكه اللي مجاتش لبنت من بنات البلد
ومرت الأيام وسمر العروس الحزينه معتزله بنفسها عن كل الناس ومكتفيه بصمتها وحزنها على نفسها بنفسها
ويوم الحلواني اتجمع الاهل والاحباب والجيران اللي جايين يتفرجوا على مجايب نعيمه العايقه لكبرات البلد
ويوم الفرش الكل بقى واقف مذهول من كيمه الجهاز اللي يكفي عشر عرايس واتحرك موكب الفرش ما بين القيل والقال من بيت العروس لبيت العريس وتم فرش دور كامل للعروسين اللي تم فرشه بأغلي الأثاث السجاد والستاير ودلوقتي اكتملت الصوره بأغلى المفروشات وكان كأنه قطعه من الجنه
يوم الحنه جابت نعيمه وداد الماشطه
نعميه بفرح: بقولك يا وداد عايزه البت كده بتبرق زي النجفه تلعلط في الضلمه
وداد:طبعا يا حاجه من عنيا دانا هاجليها واكيسها واكبسها واخليها فله كده وشمعتها قايده
نعيمه بإطمئنان: طيب يلا شهلي عايزاها على المسا تكون فله
وداد من عنيا يا حاجه دليني بس على اوضه العروسه
خدتها نعيمه لاوضه سمر ودخلت
نعيمه: قومي يا عروسه واجهزي يلا
سمر بصت على الضيفه اللي جمب أمها
نعيمه: دي وداد الماشطه عشان تجليكي وتجهزك للحنه بالليل
سمر بعدم فهم: هاتجهزني لأيه منا هاستحمي واللبس
نغيمه:يابت سحوم ايه هاتجليكي عشان تبقى عروسه زي الفل
سمر بعدم فهم: وهو انا وسخه
نعميه بنفاذ صبر :يلا يا بت قومي من سكات
قامت سمر من سكات وقعدت على السرير
وداد: يلا يا حاجه شوفي مصالحك وسبيني مع القمر داه وانا هافهمها
نعيمه : ماشي يلا اروح انا واشوف اللي ورايا
وطلعت وقفلت الباب وراها
وداد: يلا يا ست العرايس معايا على الحمام وانا هافهمك
سمر بكسوف: تدخلي معايا الحمام ليه محدش قالك انه عيب وحرام
وداد بضحكه: الله يحظك دانتي شكلك خام طيب يلا وانا هافهمك
وفعلا بدئت وداد تفهم سمر هي هاتعمل ايه
وسمر مستمعه بذهول وخجل فطري وهي مش مستوعبه اللي بتسمعه : ايه اللي بتقوليه داه انتي اتخبلتي ازاي يعني اقلع هدومي قدامك وتمدي ايدك على جسمي
وداد:يا بنتي انا بساعدك علشان نشيل الشعر الزايد في جسمك داه حرام المفروض أمك كانت تعرفك انه مادام بلغتي انه مع كل حيضه لازم تشيلي الشعر داه
سمر بخجل: بس بقى مش عايزه اسمع
وداد بنفاذ صبر: طيب يلا بقى بدل ما انادي على امك تيجي تصطفل فيكي وانا ورايا لسه موال طويل
سمر خافت واستسلمت للأمر الواقع
ومرت الساعات الطويله ووداد بتجهز العروسه الطفله وهي مستغربه دي هاتعمل ايه في دخلتها بكره ومستغرب ازاي أمها محكتش ليها حاجه ولا فهمتها وسيباها على عماها
وحل الليل واتجمع الاهل والاحباب وكانت حنه البلد كلها بتحكي وبتتحاكى بيها من فخامتها
ووصل اليوم المنشود يوم الفرح في البيتين الكل شغال على قدم وساق
نعيمه دخلت اوضه سمر اللي من الأساس صاحيه ومجافيها النوم: قومي يا عروسه قومي يا سمر يا سماره قومي يا عروسه لولولولولولولولولولي ورقعت الزغروده اللي تسمع البلد
قامت سمر من سكات وبصت لأمها نظره خذلان وعلى وشها اترسم الكسره وشقها ببسمه وجع
سمر: قومت يا حاجه قومت سيبيني في حال سبيلي كلها كام ساعه وهافوتلك البيت خاااالص
طلعت نعيمه وهي مخنوقه من بنتها ولنفسها: بت خزان نكد بصحيح واحده غيرها كانت اتحزمت ورقصت من سعدها وهناها بدل السح والنح اللي قاعده فيهم بلا خوتت رأس خلينا نهم نشوف اللي ورانا
طلعت سمر بعد ما استحمت وراحت الكوافير واللي حصل يوم الخطوبه اتكرر يوم الفرح بإختلاف لون الفستان ووصل العريس وخد العروسه بعد الزفه والتصوير كان الكل مستعد لفرح اموري كبار التجار وكبارات البلد والعمده والكل جاي يهني ويبارك ومين االي مش عايز يجامل الحاج علام الشلاواني وابو مين اللي مش مجامله وبيرد جميله
والكل مذهول من كميه الفلوس اللي بترخ زي المطر وفلوس بمبالغ فلكية
مر الفرح مرور الكرام والكل ودع العروسه
مسعود لأول مره من شهر يحضن سمر اللي اكتشف ان حضنها كان غايب عنه ووحشته اوووي
مسعود بعيون مرغيه بالدموع: مبروك يا قلب ابوكي بكره تشكريني انا مرمتكيش انا جوزتك جوازه الكل بيحلف ويتحالف بيها انتي الغاليه بس قلب واجعني اووي مش عارف ليه
سمر بدموع غلبتها ونزلت: بكره تعرف انك ظالم يا حاج بس للأسف الأوان فات وبعدت عن حضن أبوها
وأمها جات تقرب سمر بعدت:حضنك شوك يا حاجه شوووك بيوجع اوي وبيغرز ألم في الجسم وبعدت عنها
جلال بحضن أخوي صادق: مبروك يا سمر كبرتي وبقيتي عروسه
سمر بسخريه: اه كبرت اوووي اوووي تصدق
جلال حس بوجع سمر وميل رأسه في الأرض وبعد
كذلك محمود ومصطفي كل واحد اخد اخته في حضنه
وجه الدور على حسن اللي ضمها لحضنه اووووي اوووي وتبت فيها بإيديه : مبروك ربنا يكتبلك السعد ويفرح قلبك
سمر بدموع وبهمس مسموع لاخوها وهي في حضنه مش هسامح حد فيكم كنت عارف الحقيقه وبقيت زيك زيهم وخبيت وداريت وانا اللي طلعت وحشه ودايره على حل شعري محدش رفع الظلم عني انسوني زي ما نسيتو حقي وردمتوا عليه علشان بيتك ومراتك مبروك عليكم نسب أولاد الاكابر
رمت كلامها وسابت الكل الوجه بينهش فيه الا نعيمه اللي ضميرها ناااام نوم عميق من الدهب والأمنيات بالعيشه الفخمه اللي هاتعيشها بنتها
ساعدتها هاجر تركب العربيه جمب العريس ودخلت الفستان معاها
واتحرك عربيه العروسين في طريق اللا عوده
كل ما فات لم يكن بحر فيما هو آت....