قصة فاطمة
البارت السادس 6
بقلم مجهول
وصلت السيارة لبوابة السور المحيط ببيت عبد الرحيم و هو عبارة عن بيت كبير مقسم إلي اربعة أدوار و لكل واحد دور الدور الأرضي خاص بعبدالرحيم الاب حيث يجتمع الجميع
ترجلوا من السيارة و نظرت نظرة للبيت من الخارج و هي واقفة يدها بيد ابراهيم و الزفة أمامهم تحدثت في نفسها: يا رب انت عالم بحالي، و رضيت بقضائك
دخلوا من البوابة الكبيرة إلي الحديقة التي جهزت بها الكوشة و جلست هي و ابراهيم
ابراهيم: انا مبسوط جوي بيكي يا فاطمة، و بعمل كل اللي أبوية جالي عليه عشان مياخدكيش مني
نظرت له باستغراب: و إيه اللي جالك عليه
ابراهيم : جالي ملعبش مع العيال و و امشي كيف الرجال و اجعد في الكوشة كيف أحلي العرسان
ضحكت فاطمة من قلبها
ابراهيم: الله ضحكتك حلوة
عند الشباب بعد أن نزلوا من الاحصنة و صرفوها
علاء: شفتم ابراهيم جاعد يتحدت مع عروسته كأنه عريس صح
دخل عز الفرح و اتجه لعمه و ابيه يسلم عليهم
ربيع: عوجت يا ولدي، كده ليه.
عز: ظروف الشغل والله، غصبن عني
عبدالرحيم: ان شاءالله متكونش الخساره كبيرة
عز: الحمد لله، لحجوا يسيطروا عليها و جه نظره للعرسان: كنت عاوز احكي معاك يا عمي يوم ما كنت مع ابراهيم عند عروسته، بس موضوع المصنع لاهاني
اللهم صل علي محمد
عبدالرحيم : خير يا ولدي
عز: خير، حدحدت معك بعدين لأن للاسف خلاص معادش ينفع اللي كنت ناوي عليه دلوك، شعر عبدالرحيم بالقلق: جلجتني يا ولدي
تقدمت أم العريس للمباركة، احتضنت ابراهيم : مبروك يا ولدي تتهني يا رب
ثم احتضنت العروس: مبروك يا بتي، مش حوصيكي علي ابراهيم
رقية : الف مبروك يا عرسان و احتضنت فاطمة و سلمت علي ابراهيم
اما ليلي التي كانت تتابع من الخلف و تقدمت بتكبر: مبروك يا ابراهيم، مبروك يمة ، اسفة اقصد يا عروسة
استغربت فاطمة
نظرت لها عزيزة: و بعدين يا ليلي، لمي نفسك و خلي الليلة تعدي، و لا اطلعي شجتك و مش عاوزة اشوف وشك و تركتهم و انصرفت تجلس في الجانب الذي تجلس به النساء
سحبت رقية ليلي بعيدا: ليه كدا يا ليلي، حتكسبي ايه كده من تلجيح الكلام و زعلتي مرت خالك.
ليلي بكبر: و لسه انت شفتي حاجة، بجه انا يطلعوني من شجتي عشان العانس دي، و يحدفوني انا في الدور الأخير.
رقية : و فيها ايه يعني، عمي عبدالرحيم عمل كده، عشان انت عارفة ظروف ابراهيم و عاوزه جريب منه. و اتحدت معاكوا و فهمكوا و جوزك وافج
ليلي: و أنا مرضيتش و مش حشفي غليلي غير لما اخليها مسخرة الليلة ، لما يشوفوا عروستنا العجوز و هي بفستان الفرح هههه
تركتها رقية بقلة حيلة: الله يهديكي، و بعدين ٤٠ سنة مش كبيرة و الفرج يا دوب خمس سنين بينهم
لم تعير لها انتباه وتوجهت ليلي مرة أخري للعرسان
ليلي: ايه يا ابراهيم، مش حتخلونا نشوف عروستك، متشيل الطرحة من علي وش العروسة
ابراهيم: لا ابوي جالي لو جعدت ساكت جنب عروستي كيف العرسان مش حياخدها مني
ليلي بخبث : ما هو العريس لازم يشيل الطرحة من علي وش العروسة
ابراهيم: حتتكلمي صح
ليلي: آه طبعا.
عند الشباب
مختار: الحج يا علاء مصيبتك جصدي مرتك، مش مستريحلها لتكون بتعمل فصل من فصولها خلي الليلة تعدي علي خير
علاء: عندك حج انا رايحلها جبل ما تخرب
نرجع للعرسان
ابر اهيم نظر لفاطمة و ابتسم ثم رفع عنها الطرحة كان يتقدم علاء و لكنه وقف مصدوم و ليس وحده فقط بل كل من في الفرح رجال و نساء
اللهم صل علي محمد
: الجميع فوجئ بتلك الفاتنة الرقيقة
ربيع: هي دي العروسة اللي عندها ٤٠ سنة
عز: ربنا يسترها. معاك و مع مرتك يا ابراهيم.
الشباب كانوا في حالة زهول: بجي دي مرت ابراهيم العبيط
استغربت هند و مني و لوجي و ورد مما يدور حولهم و كان عادل جالسا معهم علي نفس التربيزه، و وجهه و احمر من شدة الغضب
اما عزيزة الأم فجرت علي العرسان و هي تزغرت، ففي الاول كانت تشاهد سخرية معظم النساء من العروس و الآن تشاهد غيرتهم من شدة جمالها
اما ليلي التي انقلب عليها عملها، فكانت تظن نفسها ستبهر الجميع بجمالها الذي جلست لساعات تزين نفسها و تضع المساحيق علي وجهها
تقدمت عزيزة تحتضن العروس المرة بحماس و ترقيها من نظرات الناس، و نظرت للخلف وجدت الجميع مفتون بتلك الفاتنة ، فغطت وجهها مرة أخري: ليه شيلت الطرحة من علي عروستك يا ابراهيم
ابراهيم: ليلي جالتلي العريس لازم يشيل طرحة عروسته
فهمت عزيزة ما يدور في رأس تلك الحرباء و وجدتها تشتعل غيظا: سبحان الله انجلب السحر علي الساحر
اغتاظت ليلي و هبت لتمشي و لكنها فوجئت بزوجها الذي ما زال واقفا و كأنه تحول لتمثال و عيناه علي زوجة أخيه حتي بعد أن غطت عزيزة وجهها مرة أخري
اللهم صل علي محمد
نزلت ليلي و سحبت زوجها بغضب و سحبته بعيدا،
ليلي بكل قهر: هو أبوك بيضحك علينا هي دي اللي ٤٠ سنة
علاء : و انت إيه اللي جاهرك
ليلي: تجدر تجولي ، واحدة زي دي ، يجوزوها ليه للمخبول أخوك. أكيد فيها ان.
علاء: لمي لسانك يا ليلي و عدي الليلة و تركها تستشيط غضبا
ذهب عبدالرحيم لعادل و معه عز و ربيع
عبدالرحيم: منور يا دكتور
عادل بتوتر: دا نوركم والله
عبدالرحيم و هو يشير لفاطمة: مين دي يا دكتور
عادل بتوتر: دي فاطمة العروسة يا حاج
عبدالرحيم: مش دي اللي شوفتها في في المزرعة. اللي جابتلك الشنطة.
عادل بلؤم: آه، دا انت فهمت غلط يا حاج. دي فاطمة الخدامة.
ربيع و قد أحس بلؤم عادل: هي فعلا العروسة بتك
عادل: أي و قبل أن يكمل، قاطعته هند: مش بنته ، بنت مراته
عز: و انت ترضاها علي بنتك، تعمل فيها كده
عادل: هو أنا أطول نسب زيكم يا عز بيه.
اللهم صل علي محمد:
ربيع انهي يا عز الفرح، من غير ما حد ياخد باله
بعد قليل انصرف جميع الضيوف و لم يتبقى سوا عائلة عبدالرحيم و ربيع و أهل فاطمة
يجلس الجميع بالمربوعة و فاطمة تجلس و قد رفعت الطرحة عن وجههاو بجوارها ابراهيم الذي يتشبس بها كطفل يتشبس بأمه
ربيع بجدية: احنا لما خطبنا بتك يا دكتور، كان جصدنا علي اللي شافها خوي عبد الرحيم، ست كبيرة تاخد بالها منيه و تراعيه و تكون ليه أم جبل ما تكون زوجة، لكن دي عيلة و ميرضيش ربنا انها تكون زوجة لابراهيم.
ثم نظر لفاطمة: أنا متأكد يا بنتي انك مغصوبة و احنا بنحلك من الجوازة دي، و عشان سمعتك انت حتفضلي معانا ضيفة معززة مكرمة شهرين و ترجعي لحياتك تاني
وقفت هند بحماس: تسلم يا حاج، ربنا يربحك
ابراهيم يقف بغضب و دموعه تتقاطر و ما زال ممسكا بفاطمة: لع، فاطمة بتاعتي و محدش حياخدها مني
عبدالرحيم يقترب منه: اهدي يا ولدي: و الله لجوزك علطول ، جوازة زين
ابراهيم بانهيار: لا ،أنا عاوز فاطمة و بس
اللهم صل علي محمد:
اقترب عز: مش أنت بتعزني يا ابراهيم و بتثق فيا: أوعدك يومين بالضبط و حتكون عندك عروسة
لم يرد عليه ابراهيم و كانت حالته يرثي لها و منظره يدمي القلوب، وجه نظره لفاطمة و هو ممسك يديها : متسبنيش، انتي عروستي
ماذا ستفعل فاطمة؟