قصة أحرقني الحب
البارت الثامن 8
بقلم ديانا ماريا
كانت هديل ممددة على الأرض آخر السُلم وهي تأن من ألم قدمها، اندفع حسام حتى وقف أمامها ليجدها على هذا الحال فهبط لها مسرعًا وركع بجانبها.
سألها بقلق: أنتِ كويسة؟ حاسة بأيه؟
أجابت هديل بصوت مخنوق من الألم: رجلي...رجلي عمالة توجعني أوي.
نظر حسام لقدمها وما إن مد يده ليلمسها حتى صرخت من الألم فقال مهدئا: خلاص خلاص محصلش حاجة.
أدار وجهه لسارة التي لحقت به وأمرها بصرامة: اتصلي بالدكتور وقولي له يجي على هنا في أسرع وقت ممكن.
أومأت سارة بطاعة ثم اندفعت لتُلبي طلبه بينما عاد حسام ببصره لهديل التي تأن من الألم بصوت منخفض وقال بنبرة هادئة: حاولي تستحملي لحد ما اشيلك لحد فوق تمام؟
أصدرت صوتًا يدل على الموافقة فوضع حسام يده تحت كتفها والأخرى أسفل ركبتيها وحملها بأرق ما يستطيع ثم صعد بها مرة أخرى لمكتبه حتى دلف للغرفة الخاصة به ووضعها على الأريكة.
عدلت هديل جلستها بينما جلس حسام أمام قدميها وهو يضع يده على قدمها محاولا اكتشاف مكان الألم: بيوجعك فين؟ هنا؟
حين وضع يده على المكان الذي يؤلمها لم تتحمل فصرخت وهي تمسك بيده: لا لا مش قادرة الوجع فظيع.
رفع رأسه ليحدق إلى يدها التي تمسك بيده ثم إلى وجهها مما جعلها ترتبك وتزيح يدها على الفور ولكن بقيت عيناها معلقة بعيناه للحظات مما جعل وجهها يحمر.
أشاح بعينيه عنها حين ولجت لسارة ووجهت حديثها لحسام: طلبت الدكتور يا أستاذ حسام وهو جاي دلوقتي.
رفع رأسه لها وقال بابتسامة خفيفة: شكرا يا سارة، ممكن تجيب لي فوطة نضيفة وطبق فيه مية ساقعة.
أجابت سارة بابتسامة: حضرتك تؤمر ثم خرجت وعادت بعد دقيقة كان فيها الصمت سيد الموقف بينما سخرت هديل من سارة في سرها" حضرتك تؤمر! والله! ".
أخذهم حسام ووضع القماشة في الطبق ثم عصرها جيدا ليضعها على قدم هديل التي تأوهت في البداية فوجه لها حسام نظرة مؤنبة جعلها تجلس ساكنة.
حضر الطبيب وفحص قدمها ثم لفها بشاش طبي وطمئنهم أن ذلك مجرد التواء بسيط سيُشفى بعد يومين من الراحة والالتزام بالدواء وتدليك قدمها بالمرهم الذي كتبه لها.
شكر حسام الطبيب بامتنان وكل ذلك تحت نظرات سارة المغتاظة من اهتمام حسام بهديل التي كانت تجلس هادئة.
فجأة رن هاتف هديل وجدت أنها والدتها فردت على الفور: أيوا يا ماما أنا جاية أهو.
قالت والدتها بصوت منخفض: هديل أنتِ فين؟
ردت هديل باستغراب: في مشوار وجاية ليه؟
أجابت والدتها بتوتر: ظافر هنا وسأل عليكِ ولما عرف أنك مجتيش قعد يزعق وهو بيتخانق مع أبوكِ برة.
اصفر وجه هديل من الرعب وارتعشت يدها الممسكة بالهاتف.
ردت بصوت مرتجف: طب..طب مقولتيش أي حاجة ليه يا ماما؟ على العموم أنا جاية أهو حاولي تشغليه لحد ما اجي.
أغلقت مع والدتها وجلست ترتجف وهي تتخيل مواجهة ظافر، استغرب حسام من توترها حتى شاهدها ترتجف فاقترب منها وسألها بنبرة قلقة: مالك في إيه؟ حصل حاجة؟
رفعت له وجه شاحب وردت بتوتر:ظ..ظافر راح البيت وعرف أني مش هناك.
نظر إليها متفحصًا رعبها الواضح ثم جلس أمامها: طيب هو ممكن يعملك مشكلة؟
أصدرت هديل صوت ساخر: مشكلة دي أهون حاجة ممكن تيجي في بالك.
أحس بشيء يقبض على صدره ويخنقه بشدة حين فكر بأنه يستعمل العنف ضدها ولكن من هو ليتدخل أو يتحدث؟
قال بجدية: مينفعش تقولي عندك صاحبتك؟
هزت رأسها نفيا ففكر حسام قليلا ثم ابتسم فجأة: أنا عرفت هتقولي إيه.
نظرت له هديل بحيرة قبل أن تستمع له باهتمام متزايد لاقتراحه.
كانت والدتها تجلس بتوتر بينما كان والدها صامت وظافر يجلس وهو يضع قدم فوق الأخرى ويكتف يديه أمام صدره.
حين سمعوا طرقات عنيفة على الباب فانتفضت والدتها لتفتح ونهض والدها وظل ظافر جالس ببرود.
فتحت والدتها الباب لترتمي هديل بين أحضان والدتها صارخة ببكاء: شوفتي اللي حصلي يا ماما.
اتسعت عيون والدتها ووالدها بفزع بينما تخلى ظافر عن مظهر البرود وهو يعتدل لي جلسته.
قالت والدتها بخوف: حصلك إيه ي حبيبتي؟
ردت هديل ببكاء مزيف استطاعت إتقانه وقصدت أن يكون صوتها عالي حتى يسمعها ظافر: طلع عليا حرامي وأنا جاية هنا وسرق مني الشنطة وأنا بجري وراه اتكعبلت ووجعت على رجلي لولا واحد ابن حالي مسكه وجاب لي الشنطة كان زمانه سرقني وهرب.
ثم نظرت لظاهر وهي تفتعل الدهشة: إيه ده ظافر؟ أنت هنا؟
نهضت بمساعدة والدتها: جيت امتى؟
نهض ظافر وهو يقترب منها ويحدق إليها بشدة قبل أن يقول بغضب: حرامي مين وإيه اللي حصل؟
عرجت بألم قصدًا وهي تجلس على الأريكة ثم تحدثت بتعب: كنت ماشية عادي وفجأة حد شد مني الشنطة وجري صوتت وجريت وراه واتكعبلت في حجر كبير، رجلي التوت، كان فيه واحد ابن حلال شافني فلحقه وجابه خد منه الشنطة وقدر يهرب تاني.
ظل ظافر يحدق إليها قبل أن يقول بقسوة: طب يلا قومي نروح.
قالت والدتها بنبرة شبه راجية: طب خليها تقعد علشان خاطر رجلها حتى.
نظر لها ظافر بحدة فصمتت بينما أمر هديل مجددا بصرامة: يلا قومي دي مجرد وقعة رجل متعمليش نفسك شهيدة قومي.
كادت هديل تبكي من شدة الارتياح داخلها أنه صدقها وتحاملت على نفسها لتقف وتسير معه، ألمها ليس مهما بالنسبة لها الآن بل المهم أنه صدق قصتها، شكرت حسام بداخلها لأنه صاحب الفكرة ثم تذكرت تأكيده بأنها يجب أن تستغل أي فرصة لتفتيش هاتف ظافر ومعرفة ميعاد العملية ومكانها.
عادت معه للمنزل واستلقت بحجة الراحة فنظر لها بغير رضى ودلف ليستحم.
استغلت هديل مجرد دخوله للحمام ونهضت بسرعة وسارت بخطى خفيفة على قدمها حتى وصلت لملابسه الملقاة على الكرسي وأخرجت هاتفه، تلفتت حولها بخوف قبل أن تفتحه لتفتش فيه.
لم تعرف بماذا تبدأ ففتحت رسائل (الواتس اب) الخاصة به وبدأت بتفحصها، عدا عن الأسماء المعروفة لديها وأرقام النساء أني يعرفها وجدت اسم بدا لها غريبا ففتحت المحادثة وفتشتها، صُدمت حين قرأت ما بها لقد كان هذا رجل من الذي يشتركون معه في تلك العملية وقد علمت من تلك الرسائل المتبادلة ميعاد ومكان نقل البضاعة فابتسمت بفرح وهي تحفظ كل التفاصيل عن ظهر قلب لتخبرها لحسام.
كانت تضع الهاتف مكانه حين تجمدت مكانها من الرعب وهي تسمع صوتًا خلفها يقول: بتعملي إيه....