قصة عشقت امرأة خطرة
البارت الثامن والاربعون 48 جزء ثاني
بقلم ياسمينا احمد
عادت الى المستشفى لتتلاقي ما بقي لها من رعاية وساعدتها ونيسه جدا والتى ذعرت من دخولها المشفي بهذه الحالة وسارعت بمساعدتها بتلهف وما إن احتضنت حفيدها بين يديها حتى نسيت كل ما كان وراحت تشتمه وتقول بحب:
-شبهك يا زيد وانت صغير أوى
مسحت على رأسه واضافت:
-حتى شعره اسود زيك
انتبهت لشئ وتسألت كطفلة متعلقة بلعبه جديده:
-انتوا هتروحوا على البيت ولا القصر
سارعت صبا بتكهن حتى لا تصر :
-ااه حاسه انى تعبانه زيد هتروحنى بيتى امتى ؟
نظرت لها ونيسة وهى تفهم مقصدها ثم قالت بضيق من تصرفاتها:
- خلاص يا صبا روحى على بيتك وفرحيه بس اعملى حسابك انا اللى هاجى ابات معاكى عشان لو احتارتى فى حاجه ليكى او للولد .
سعدت صبا بنجاحها فى اقصاء فكرة عودتها للمنزل وصاحت بسعادة:
-يا سلام دا انتى تنورينى
ابتسمت لها ونيسة وعادت تمسك بيد حفيدها ،بادلها زيد الابتسامة والامتنان لها لترحيبها بها .
دخلت ذالك الممرضة اياها وعندما لمحها زيد أدار وجهه الى الحائط قائلا بيأس:
-يا دى اليوم اللى مش فايت
صبا نظرت بجانب عينها له ولها وابتسمت بانتصار ،نزعت الممرضه عنها الابرة الموصولة بالمحلول وهتفت برسميه:
- تقدرى تمشى الدكتور كاتبلك على خروج .
لم تجيبها صبا وانتظرت حتى غادرت والتف اليها زيد متسائلا:
-مبسوطه كدا يا شمسى .
اجابت بفرح :
-ايوا مبسوطه
سألت ونيسه التى لم تكن تكترث لاحد سوي الطفل :
- هتسموه إيه ؟!
وبعد وهلة قصيرة من التفكير من كليهما اجاب معا دون ترتيب مسبق:
-نـــور
نظر لبعضهم غير مصدقين حجم الترابط الفكرى وتوافق الاذواق الذي جعلهم ينطقون إسمه معها هذا هو العشق الخطر.
"نور زيد نادر الواصل "
الحفيد الجديد الذي أتي لعائلة الواصل وضعه "فايز" بين يديه ورفعه الى حيث فمه يكبر فى أذنه زادتة سعادته بزيادة عائلة قطعة سكر لقد غادر حياته عماد وأتي عوض الله مدهشا ب"نور"ورحلت بثينه وأبدله الله بزوجة بلال التى بقت على مشارف الوصول الى عائلته تغيرت الوجوه والأسماء وايضا القلوب لكن العدد كامل .
هتف مناديا زيد الذي وقف الى جوار صبا والعائلة ملتفه حولهم :
- يا زيد نقلت فى بيت تانى سيب دا فى بيتى
ضحك زيد وهتف مبتسما :
-يا حاج انا ماعنديش مانع بس صبا ممكن ترجعنى انا القصر ولا تفرط فيه
تدخل "حسين"ليختطفه من على يده قائلا:
- سبولى انا حبيب جدو انا مش هنيموا غير فى حضنى
دحجته ونيسه بغضب وقالت وهى تضع يدها على خصرها بتحفز :
- والله بنتك تاخد ابنى وانت تاخد حفيدي خليلك انت وليد وسبلى حفيدي
فتحت صبا ذراعيها وقالت دون صبر:
-هاتولى ابنى بقى انتوا عاملين تتعازموا عليه من الصبح وانا ساكته
ضحك زيد على تدخلها الشرس كالقطة عندما تهجم دفعته بقوة قائله :
-هات ابنى من اديهم
ضحك فايز وشاكسها سألا بمزاح:
-تاخدى ابنك وترجعي زيد ؟
لم تكن تترك زيد ولا ابنها ابدا وأجابة بعناد:
-لا نور ولا أبو نور الاتنين بقوا بتوعي لوحدي
التقطت ابنها من يد زيد التى أختطفته من يد "حسين " وقدمه اليها تمسكت به ونظرت بوجهه بفرحه وكانما اقتبس من زيد الشكل والملامح.
عالم من الخيال امتلاك نسخه مصغرة من حبيبك ضمته الى قلبها وحاوطها زيد بيده معلنا انتمائه لعائلته الجديده
لكن صوت الجلبة الخارجي جعل فايز يلتف متسائلاً بقلق:
-ايه دا ؟
هتف حسين وهو يتجه للخارج مسرعا:
- انا هشوف يا حاج
خرج لكن قلب زيد كان قلق من الذي يقتحم بيته ويحدث كل هذه الجلبة فى يوم كهذا ،انتفضت ونيسة لتقف بجوار صبا وهي تقول بتحفز:
-استر يارب
ما هى الا دقائق معدودة حتى عاد "حسين"وابتسامته تنير وجهه بفخر قائلا :
-الاهالي جاين يباركوا لصبا وجايبين هدايا من بيوتهم
لم تصدق صبا هذا ونظرت الى زيد بدهشة وبادلها زيد النظر وحرك رأسه برضاء فما فعلته صبا من خير عاد إليها
انضم لعائلتهم عائلة كبيرة تفرح لفراحهم وتحزن لحزنهم
وتدين لهم بالوفاء ولا تنسي المعروف.
"فى القصر "
وبعد مدة بدأ التجهيزات لفرح "بلال" وبدات صبا تزور القصر كثيرا لتعود ونيسة للمشاحنات لكن هذه المرة من أجل نور الرضيع .
تحدثت لها بضيق عندما حاولت أخذه من فوق يدها :
-ايدك يا صبا عن الواد مش هديهولك
اجفلت لتهدئة من نفسها وهتفت موضحه:
-هغيرلوا
منحتها ونيسة نظرة حاده وردت باقتضاب:
-غيرتلوا
عادت تبتكر حجه اخري لتحمل ابنها بين ذراعيها:
- طيب هاتي ارضعه
اجابت وهى تعطيها وجه ساخر :
- عملتلوا الرضعه
قالت بضيق :
-يا ونيسة ايدك زمانها وجعتك بطلى مقاوحه
اطاحت ونيسة برأسها دون إهتمام وهى ترد حانقه:
- ما تقاوحيش انتى ويلا روحى بيتك زيد زمانه جاي .
جلست صبا بأريحية معلنه احتجاجها بعناد:
-مش ماشية انا قاعده لما زيد يجى ولا أقولك انا هبات هنا
ردت ونيسة دون بضيق:
-يا ساتر ع الازقة
صاحت صبا بتزمر واعتراض:
- يا ولية طيب ادهولى شوية يعرف ان انا أمه وخديه تانى
نظرت لهابتحدى وكأنها تحذرها من الاقتراب تابعتها صبا بيأس رأسها يابس كإبنها ولا سبيل بإقناعها بالتخلي عن ما يحب .
"يوم الفرح "
وقفت امام المرآه الطويلة تعاين فستانها الاحمر القاتم الذي ارتدته لتلك الحفلة وبدأت فى عدل حجابها وعلى غرار ظهر زيد من خلفها أسند كفه الى كتفه وكفه الآخر جذب سحابة الفستان عكس الاتجاه ضمت حاجبيها متعجبه وسألته :
-فكيت الفستان ليه ؟
أجاب بسهولة وهو ينظر لصورتها بالمرآه:
- الاسطوره يا صبا انتى نسيتى
رفعت احد حاجبيها باعتراض وعادت تسأله :
- مش المفروض العكس تقفل السوسته؟!
رد وهو يهز كتفيه دون عناء :
- مش لازم الاسطورة تتماشي مع الموقف
تجاهلت ما يؤخرها وقالت بعصبيه طفيفه:
-يا ريت تشوف ابنك كمان هيمشى معانا ولا أمك هتكمل حياتها بيه.
كان يرأي غضبها الذي تحاول كتمه من تمسك والدته بإبنهما وعدم تركه ليلا ونهارا وكأنها نسيت قسمها المغلظ بأنها لن تحب أولاد صبا مهما فعلت ها هى تكفر عن قسمها صياما لأجل "نور".
مال يلثم عنقها بخفة وهو يهتف بهدوء تام:
- سيبوهولها ،هنجيب غيروا
واقع الكلمه مع لثماته اللطيفه على عنقها جعلتها تتشنج دون مبالغه استدارت لتسألة كالمصعوقه:
-إيه؟!
وكأنه إنتظر هذا حاوطها بكلتا يديه وتشبث بها بقوة بعد زحمة طويلة من الترتيبات منعتهم من التواصل بشكل منتظم رد دون مبلاه بصدمتها وهو يتفحصها بالكامل :
-انتى هتغطى على العروسه بالحلاوة دى
أضاف عندما نبث فاها بابتسامة مغتره :
- عندى ليكي شوق ما يتحكيش
سألته برحابة صدر:
-إحكيه
عيناها الفحميه كانت تتبدل فى ثانيه وترتدي ثوب المكر قال وهو يلثمها على وجنتها برقه بالغه:
- ما يتحكيش يتحس يا شمسي
قالها وغاب تماما فى رائحتها النفاذه وجمالها الفتان إن كانت هى النار والماء والهواء واللعنه الخطره التى ينغمس بها بلا حدود وبلا هواده وبلا خوف من خطورة هذا.
بعد عدة سنوات
وتحت اشعة الشمس الحارقة فى حديقة منزلها نادت بصوت عال :
- يا نور يا ولد سيب الزرع
كانت تركض خلف طفل صغير شعرة أسود مجعد يصل الى أذنيه ويتراقص بفعل ركضة العشوائي ويهرول بعدما نفذ مخطتته الذي مهما حاولت نهيه عنه ما انتهي
صرخت عندما فشلت فى الامساك به:
-بقى كدا ستك استولت على اخوك وسبتك ليا ماشي يا ونيسه
أخيرا امسكت به من خلفه وحملته بين ذراعيها واتجهت صوب قصر ونيسة حاملة بين يديها ابنها لتقدمه لها عن طيب خاطر .
قالت عندما وجدتها تحمل "أويس"بين يدها بتذمر:
-بقولك ايه خدى دا وهاتى التانى
قهقت" ونيسة "عاليا وردت ساخره:
-فلستى ما سيبهملى الاتنين
تركت نور من بين يدها وردت :
- خدى زيد كمان لو عايزه عشان دا سبب المشاكل دى كلها
وضعت يدها على صدرة وصاحت مبتسمه وكأنها تعرف واقع ما قالته لتو :
-زيد ،وهان عليكى تقوليها
لا تعرف من أين خرج لها "زيد" يهتف بنبرته الحاده:
- عايزه تزحلقينى انا وولادى يا صبا .
انتبهت الى صوته وانتفضت لتضع يدها أعلى صدرها،يبدوا انه كان فى موعد مع جده فى مكتبه و خرج الآن ،اقترب منها فحاولت تهذيب نبرتها واستدعاء برودها فهى لا تريد ان يقبض على ياقتها ويرفعها بين يديه فى بيت العائلة.
سألها ممثلا للصدمه:
-انا يا صبا هتبعينى كدا فى ثانيه
تدخلت ونيسة وهى تضحك على رعب صبا الجلى فى أعينها :
-اقعد معانا يازيد صبا شكلها مش عارفه تعيش هناك تعالوا عيشوا معانا
نظر لها وقد لاحظ شعرها المنسدل خلف ظهرها ومنامتها الوردية التى انتقلت بها من منزلهم لهنا ،رغم ان الخطوات معدوده والباب بالباب إلا أن نار الغيرة إشتعلت به لزيارتها منزل جدها دون مراعاة وجود اخوته أو أى احد حدق بملابسها معاتبا ومشتاقا وسألها :
-ايه اللى انتى جاية بيه دا ؟اعمل فيكى ايه دلوقتي ؟
أجابت وهى تحرك رأسها يمينا ويسارا،ونبث فمها بخوف :
- اعقل يا زيد لينا بتنا نتخانق فيه براحتنا
اطاح برأسه وهو يقول بصرامه :
-قدامى ع البيت
خطت سريعاً تسبقه نحو منزلها وهى تدعو سرا ان لا يعاقبها امام ونيسة التى متاكده بأن نظرات الشماته تضخ من عينها.
وصلت الى المنزل وذهبت تختبئ خلف احد قطع الاساس عندما استمعت لقرع خطواته الغاضبة التى تخطوا بسرعه تجاهها واستدارت لتحقق مما تعتقد ،رات عيناها السوداء تحولت لغابة مظلمه شعره الاسود يحاوط وجهه كالثعابين السوداء الملتفه حول بعضها لوح بإصبعه بإتجاهها وصاح مهجيا إياها :
- انا كام مرة اقولك ممنوع حد يشوفك كدا
اجابت وقد ارتعشت نبرتها :
- ما اهو انا عارفه ان ماحدش هناك
رد وهويحاول الوصول لها وصاخ بغضب:
- واديكى لاقتينى فرضا لاقيتى بلال ولا يحيي فى وشك منظرك هيبقى ايه
نظرت لنفسها بسرعه وهتفت بضيق طفولي :
- ما اهو عيالك يا ويزوا مطيرين عقلي خصوصا نور ستوا مدلعاها ومش قادرة عليه
ظل يلوح بجنون محاولا الوصول لها بأي شكل وهى تحاول الفرار من قبضته التى توشك على الامساك بها
واخيرا قبض على عنقها فأجبارها على التقهقر للخلف فأطبق على عنقها بين ذراعيه هتفت متوسلة:
-ااه ااه اهون عليك برضوا يا زيد
لاحظت لين يده وتخفيف قبضته شيئا فشيئا عن عنقها فإبتسمت ابتسامتها الخطيرة وتعمدت أن تريه إياها حتى تطفأ البركان الثائر بدمه وتنير بشمسهاالمنيرة غابتة المظلمه وتقشع اليل الذي حل على عيناه وقد نجحت هتفت برويه:
-بحب غيرة الراجل على الست اوي
وكأنها القت بتعويذة سحره وراح يردد كالمسحور:
- وانتى مش ست إنتي ست الستات كلها
عاد لحدته ليقول بخشونه:
- طيب ابقى اعمليها تانى يا صبا وانا اكسر رجلك اللى بتمشي كدا ودماغك اللى بتنسى تلبس طرحه
لوت شفاها لأعلي وهتفت بحزن وخوف :
-وانا لو انت جيت عليا مين هيحمينى
امسك بخلفية رأسها وجذبها إليه ليطيع قبلة عميقه على جبهتها بمثابة إعتذار على كل الحزن الذي إعتراها بسبب تهديده الغاشم وعاد ينظر لها هاتفا بعشق وحنان لا يخرج الا من قلب متيم :
-لما تخافى من أي حاجه تدخلى فى حضنى وتستخبى
اشرقت إبتسامتها من جديد وقالت بصوت هادئ:
-بحبك يا زيزو
هام فى عيناها وابتسامتها التى يشعر أنها انير الكون وتمتلكه بكل خيوط أشاعتها لا يريدها ان تختفي وان يظل يتمتع بالنور الذي يسكن قلبه فور رؤيتها قال وكأنه محموم:
- طالعه منك ليها طعم ولون ،قلبى قبل منك كان فى توهه
تزامن هذا مع تقربه لها أسند جبهته لجبهتها ،شعرت بالخجل من نعومته ورقته وقررت مداعبته بمرح وهى تحاوط عنقه بكلتا يديها :
- قولتلك انا نار
اجابها وهو يقبض على خصرها كمن عثر على كنز ثمين:
-النار مش بس بتحرق النار ساعات بدفي وانتى مش نار وبس انتِ النور انتِ شمسي يا خـطـيرة
توردت وجنتها وعينها تنظر لهيام عيناه ونظراته التى تشرد كالعاشق الولاهان ، لازال يحرجها بعذب كلماته وتعود لمداعبته بمرح لتخفف قوة هذا الشعور الذي يسلب تعقلها وسألته بلين:
- يعنى انا خطيرة عشان بتحبنى ولا عشان مرات زيــد الــواصل
أجاب دون تفكير او حتى إعتراض فمن يفكر بعقله عندما يغرق القلب فى الحب ويتوه فى غابات العشق :
- عشان امتلكتى قلب زيد الواصل وعقل زيد الواصل وسكنتى قلبه قبل بيته امتلكينى أكتر انا راضي نبقى حاجه واحده انا راضي ابقى ملكك يا خــطــيرة.......
البارت التاسع والأربعون من هنا