قصة عشقت امرأة خطرة البارت السابع والثلاثون 37 بقلم ياسمينا احمد

      

قصة عشقت امرأة خطرة

البارت السابع والثلاثون 37

بقلم ياسمينا احمد


لم تفوت هذه الفرصة بعدما نصفها جدها بقولة وأوصي زيد عليها لذا مشيت جواره بسعاده وبحرية أكبر من تلك التى أتت بها وقبل ان تغادر المشفي قالت مؤكده:

- دلوقتي بقي يحقلي أطلب كل اللى يجي على بالي


تبطأت خطواته وهو يمشي فى محاذتها وزفر بضيق ،لم يكن يتحمل كل ما يحمله جده وكل الضغط الذي حوله لكنه مجبر على إتباعه لثقته الكبيرة به،اجاب بنفاذ صبر:

- انا مش ناقصك هو قال خلي بالك عليها ما قالش استحمل جنانها 

وقفت بوجهه فى وسط المشفي وتحدثت بتحدي:

- لاء جدو متاكد من إني ما استهلش كل دا ولحد ما جدو 

يقوم بالسلامة انت مجبر تدللني 


تشنجت تعابيره وردد :

- أ ..أيه ؟ أدللك 


أومأت بجديه وقالت مؤكده:

-  ايوااا ايوااا نعتبر فى هدنه لحد ما نشوف ايه وفى الاخر انت اللى هتندم برضوا 


اجفل بتعب فماعاد يتحمل أن يكون معمي كل هذه المده 

ما بينهم اصبح غير سهل التجاوز ووصية جده باتت محيره ،لاذ بالصمت كمن قيدد بالسلاسل لقاتله ،سكتت عندما لاحظت تحيره وكفايته فهتفت :

- خلاص عموما انا مش عايزه حاجه غير الموضوع اللى قولتلك عليه 


حرك رأسه دون فهم فأردفت بتعجل:

-الاعمال الخيريه 


عض طرف شفاه واستجاب مرغما:

-حاضر ،حاجه تانيه 


نظرت بعيدا وعادت ببصرها بشقاوة لتخبره :

- نطمن على البيبي 


تغيرت ملامحه واشطات لكنها لم تهتم  صاح منفعلا :

- انتي ،ياريت ما يكونش في منك نسخ تانيه 


رفعت كلتا حاجبيها وهتفت باصرار:

-هيكون وأوعدك كل سنه هنخلف عيل وهعمل عيلة كبيرة أحسن من العيلة دي وغصب عنك هتفضل تحبنى وهسيبك كدا لا طايل تكرهني ولا طايل تبعد عندي  ولا حتى طايل حبي 


أدهشته وجعلته للحظه ينسي كل ما أهمه،الخطيرة دائما يجره إليها قلبه هدر هازئا:

- ولما مش طايل حبك هتخلفي  كل سنه عيل إزاي ؟!


احرجها فلكمته فى صدره بخفه وهي تهتف بعصبية:

-مالكش دعوة هتجوز واحد غيرك 


اشعلت الغيرة بداخله فإندفع صوبها متجاهل أين هما تحدث متشنجا واسنانه مطبقه:

- دا انا كنت اقطع رقبتك واكلك بسناني 

لم يبقي بينهما ولا إنش اتسعت عينها عندما حصلت على النتيجه التى ترجوها وتاكدت من انها لازالت تحتفظ بمكانتها فى قلبه ولا شيء يفضح الحب سوي الغيره ،لكن 

المكان غير مناسب زاغ بصرها يمينا ويسارا وهى تقول:

-زيد الناس بتبص علينا 


لم يهتم وأردف بالحده :

- وانتى ما عملتيش حساب الناس لي وإنتى بتستفزيني 


رفعت يدها  وقالت باستلام:

- خلاص يا زيد هنفرج الناس علينا 


دفع رأسه بخفه وهو يأمرها:

- إمشي قدامي 

تحركت من امامه وحركت يدها بعصبية وهتفت :

-حمش أووي 


إستمع إليها جيدا لكنه مال إليها يسألها زاعقا:

- بتقولي إيه ؟!


انتفضت وهى تسمع صوته يقتحم اذنها ،وردت مهلوعه:

- ولا حاجه بدعيلك  


تجاهلها وملي عينه بها وهي تسبقه لو كان الزمن سمح له أن تكون هي اول من قابلها لما كان تركها تمشي على  الارض  وحملها فى قلبه لكن الحياه لم تكن عادلة فعندما أعطته "غاليه" أخذت منه شغفه لها ،وعندما أهدته" صبا"

أخذت منه راحة البال لكن وضعت كل الحب والهيام والولع بها  حتي بات اسمها موشوم على قلبه


"فى غرفة الكشف"


جلس الاثنان فى مقابل  الطبيبة واتضح على "زيد"الانزعاج مع كل سؤال وإجابة من طرف "صبا"

الاسئلة كانت خاصه والكابوس بدأ يحاصره وتكرار مسؤلية الابوة بعد "مريم" يزعجه رغما عنه اهتزت قدمه بعصبية وانفجر قائلا:

-اكيد مش حامل 

ناظرته الطبيبه ثم ابتسمت ابتسامه لطيفه وهتفت :

-هنتأكد دلوقتي ما تقلقش 


وجهت حديثها ل"صبا" :

- اتفضلي على سرير الكشف 


نهضت من مكانها ورفعت يدها  وهي تمتم متحمسه :

- يارب بقي 


لاحظ "زيد"هذا الحماس ولم يخفي عنه تمنيها تحقق هذا ،متي يحن عليه الزمن ليعيش حياه كاملة لينغمس فى  شعور  حلو كهذا انكسرت عيناه عنها عندما اختفت خلف الستار صارع قلبة وعقله المختلفان فى عشق هذه الخطيرة عقله ينهره للتعاطف معها وقلبه  يحارب ليتبعها .


"صبا"

تمددت على الفراش ووضعت الطبيبة الجهاز للكشف ولاحظت الشاشة بتدقيق ومن ثم هتفت :

-مبروك 

كانت أجمل كلمه سمعتها فى حياتها كادت أن تقفز من الفراش لم تريد أن تسمع شئ آخر بعد هذا هذا وكفي 

حملقت بالشاشه بأعين واسعه لتري تلك النقطه السوداء التي تسمي بجنينها ،زفرت براحه والإبتسامة لا تفارقها 

والتفت على غفله لتري زيد يقف مذهولا فى نهاية الفراش 

ينظر باتجاه الشاشه تعابيره كانت مختلطه والتشتت يظهر على صفحه وجهه بشكل جلي وعلى فجأة استدار عنهم وابتعد وكأنه لم يصدق أنه سيصبح أب لطفل من هذه المرأة التى يعتقد أنها قتلت إبنته.


"امام غرفة العناية"


خرج "بلال" مع يحيي بعدما إطمئن على جدهما كان  فى إنتظارهم"ونيسه ومها وبثينه " واللذان إستعد لأخذ دورهم لكن سرعان ما أوقفهم "بلال"قائلا:

- لأ لأ يا عمتي جدوا حكر علينا ما فيش حد من الحريم يدخلوا 


قضبت "بثينه"حاجبيها  وتسألت غير مصدقة:

- لي يعني ؟انا عايزه اطمن عليه قلبى هيتخلع من مكانه 


نظر "يحيي" لأخيه وتحدث برويه وهو يضع يده على كتفها:

- معلش يا عمتوا هو كويس وان شاء الله يتحسن ويخرج فى اقرب وقت 

اردف "بلال" :

- لكن دلوقتي هو طلب كدا ومش عايزين نتعبه 


هتفت "ونيسة" سؤال لحوح فى رأسها:

-وهي صبا دخلت مع زيد ولا هى كمان كانت من ضمن الحريم الممنوعين من الدخول 


نظر بإتجاه أخيه بحيره  فتحدثت "مها" بمكر:

-وهي لو ما كانتش دخلت وسممت رأسه كان زمانا جوه حالا 


"بثينه "صرت على أسنانها  وهتفت:

-اه يا ناري منها يا ما نفسي أكولها بسناني 


لم تكن رغبتها وحدها بل كانت رغبة "ونيسة" الاكثر والتى رددت بإنفعال:

- مش قدي والله فى سماه لو طلعت حامل بصحيح لأقطع خبرها 

تدخلت "مها" قائلة بغليل:

- انا عارفه هو احنا كنا نقصينها عشان كمان تجيب عيل 


النيران تأكلهم والغليل لم يشفي منهاكأنها أخذت نصيبهم من الحياه البعض يكرهك ليس لسؤك ولكن سؤئهم هم وسواد قلوبهم يعمي بصائرهم.


"صبا"

خرجت من حجرة الكشف وهي تشعر بأنها تخطوا فوق السحاب ابتسامتها لم تختفي رغم عبوس "زيد "الذي يمشي بجوارها هذا لم يمنعها من التحدث بحرية عن مدي سعادتها:

-عارف انا حاسة اني طايره عمري ما فرحت فى حياتي فرحه زي دي انا بحب الاطفال أوي بحبهم جدا ومش مصدقه إني هيبقي عندي طفل ليا لوحدي ،عارف وليد اخويا انا كنت بحبه جدا تقريبا هو كان اللعبه الوحيدة اللى مسموحلي المسها ،ياااا انا عايزه الايام تجري واحضنه وأشيلوا بين ايديا 


إستمع لكل حرف لكنه تجاهل الرد وكبح مشاعره فى التفاعل معها كل ما تحكيه شعر به عند أول مرة أخبر بها بأنه سيصبح أب كل ما تعيشه عاش هو بالتفاصيل لكن كون ان هذه المشاعر كانت لطفلته التى قتلتها هي يمزق قلبه ، لذا اندفع مقاطعا اياها بشراسه:

-  كفاية بقي ،ولما بتحبي الاطفال اوي كدا ما حبتيش مريم ليه ؟! 

توقفت على المشي وادمعت عينها قلبها يدق بعنف الحادث لم يخرج من رأسها ولازال يؤرقها مشهد لم يغادر أحلامها ويوقظها مفزوعه ولا تعرف ان تعبر عن هذا ولم تجد من تخبره به لكن بما أنه سأل سؤال كهذا فسترد وتكشف وجعها بالكامل،سألته متألمه:

- بجد عايز تعرف إجابة السؤال ؟

كانت تعرف أنه سيتهرب كما فعل الآن اشاح بوجهه عنها رفض أن تتحدث عنها أو تدافع عن نفسها لكن بما أنه سأل 

فيأخذ إجابته التى تقبع على صدرها كالحجر ثقيل  تحدثت بنبرة مشحونه بالالم:

-إنت أكتر حد عارف مريم كانت بالنسبة ليا إيه ؟مريم ما كانتش بالنسبالي بنتك مريم كانت انا كنت بعاملها كأنها أنا 

افتكر لما كنت بقولك إني مش عايزه ابقى مرات ابوها مريم كانت زيي انا امي ماتت وانا صغيره عارف يعني ايه الداده بتاعتي تبقي مرات ابويا انا اتهانت واضربت وما عيشتش حياة سوية وأقسم بالله لو اعرف إيه حصل يوم الحادثه لكنت نطيت مكانها وحياتي ما كانت هتهمني قصاد انى افديها


تأثر بحديثها وياليته ما فتح الموضوع ارتبك من فرط الحرب الذي دارت بداخله وبات يقاوم ذراعيه الذان يدفعانه بعنف لضمها بقوة،اردفت وقد توالت دموعها:

- اصل حياة ايه  دى اللى  انا شفتها عشان اخاف تتسرق 

زاغ بصرها وهى تستحضر المشهد المؤلم الذي مرت به وحدها ولم يسمح احدا لها بالتحدث عنه فقالت بدهشه:

- احنا كنا بنلعب مجرد ما قعدت على الكرسي حسيت انى اتكتفت ومرة واحدة لاقيت مريم واقفه على طرف السور 

وصوتي راح بصرخ والصرخه مش عايزه تطلع وفى ثواني اختفت مش مهم تصدقنى فى دي لانى انا نفسي مش مصدقه اللى حصل المهم تصدق إن لو كانت روحي تمن لحماية مريم كنت هقدمها من غير تردد .


زفر بتعب كل هذا يؤلمه طاره يصدقها وطاره يكذبها لكنها 

كانت تعاملها بلطف والوحيدة التى كانت تتجاوب معها وعلى يدها تحدثت وعندما اوقف السيارة بغته كان همها ان تحميها من الاصتدام هذا المشهد لم ينساه وغيرها من مشاهد تلاحقت على ذاكرته وكان أهمها أنها كانت تنوي الانتحار ولم يراها احد سواه. 


حاوط كتفها برفق وكأنه يحاول إسكاتها عن كل هذا الالم الذي إستحضره وإن كان يشك فى انها من اودت بحياة إبنته فهو بالنهاية مجرد شك فلينتظر أن يحسم جده الأمر

ويخبره بالحقيقة التى جعلته يصتفي "صبا" بالحماية وعدم المساس بها ربت بحنو دون أن يجد حديث مناسب يخبرها به وقلبه المغرم بها ينسي كل ما يؤلمه منها جاهل فى كل شئ إلا في حبها مؤمن ومُسلم .

هتفت برجاء وعينها تنظر بعينه بتوسل:

- بالله عليك يا زيد بالله عليك صدقني خليك إنت الشخص الوحيد اللى مصدقني و واثق فيا 


أجفل بتعب ومرة واحده قرر أن يتبع إحساسه إحساسه يخبره أنها صادقه برغم قلقه من أن ينصاع خلفها كما حدث من قبل لكن هي الخطيرة الوحيدة التى لا يعرف كيف يكتفي منها وكيف يصدقها أو يخفي شعوره تجاها 

لأنها لم تكن عادية بل هي بالفعل خطيرة والخطورة ليست أبدا بالشر لكن الخطورة تكمن مدي سيطرتها على قلبة وثقلها فى الايقاع به وإجبار لسانه بالتحدث رغما عن عقلة متنهدا بتعب :

-خلاص خلينا نطمن الأول على جدو 

ظلت تحدق به غير مصدقة أنه تجاوب معها هتفت بحذر:

-يعني مش هتنكد عليا 


نظر للسعادة المختبئه فى عينيها كطفل ينتظر فرحة القبول يشعر أنها متوقفه على إيماء قصير وستقفز عن الارض لحظات تفصلة وبين تملكه للكون كله بضحكتها 

جرب هذا الشعور من قبل فهي تأكل حزنه بإبتسامة ،فقد السيطرة على نفسه وهو يقول برضاء تام:

-لاء يا صبا 

اتسعت ابتسامتها شيئا فشيئا ومعها بدأت تتلاشي احزانه وتتسع أرضه وسمائه حتى ضحكت فنسي إسمه وعنوانه 

فكيف لهذه السندريلا أن تخطفه من عالمه لعالم لآخر 

سألته مداعبه:

-بجد مش هتنكد عليا ؟!

رفعت قدمها عن الارض لتضع  راسغها على كتفه وتقول بمرح :

-‏يعنى لو قولتلك شيلنى دلوقتي هتشيل ؟!

لم يكن يجيب فى حالة كهذه سوي بالتنفيذ بسرعه مال

بجذعه ليخطفها فى لمح البصر عن الأرض وحملها بين يديه في وسط المشفي لم يهتم بكل الزائرين  ولا بشهقاتها المصدومه من ردة فعله على حديث عفوي قالته فقط لتري مدي صدقه لكنه كان متهورا لا يخشي شئ رغم انه يعرف القدوم على فعله كهذه فى مدينة لا يسكت بها لسان 

هتفت وهى تحاول النزول:

-اي اللى عملتوا دا انا  كنت بهزر نزلنى 

تجاهل كل شئ وهتف بلا مبالاه:

- خليكى قد كلامك  يا تخلى كلامك قدك 

نظرت يمينا ويسارا وقالت بحرج:

- يا زيد الناس كلها بتبص علينا 

اجاب وهو يتقدم بها نحو البوابة الخارجية حيث تصتف سيارته:

- ما يهمنيش الناس 

لازالت تشعر بالحرج من الموقف مما استدعى توسلها بـ:

-  ‏زيد  نزلنى شكلنا وحش أوي 

رد بثقة وهدؤء وهو يتقدم ناظرا للامام :

-يلا خلي الكلام يتأكد إن زيد  إتجنن  بصبا الواصل  


كلماته لن تنساها ابدا نظرت حولها لتري كم تركت من أعين واسعه وأفواه مفتوحه وغيرها مستائه واختبأت فى احضانه عن كل العيون وكأنه هو ملخص  الأمان الذي تعرفه من كل الحياه.


المشفي قُلب رأسا على عقب وبالاخص "العائلة الكريمة كلا من ونيسه و بثينه ومها " الذين خطت اقدامهم الى الاسفل ومع بداية الصدمة التى أخرست أفواهم  مدة لابأس بها حتى وصل بها للسيارة وانطلق معا ،عندها انزوت "مها"بهاتفها  وكتبت رسالة سريعه لأخيها بغليل:

- رشدي الحكاية خلصت البنت دى خلصنى منها بالطريقة اللى تعجبك وفى أسرع وقت  


صرت "بثينه"على اسنانها بغضب لتقول بانفعال:

-البت دي بقت خطر عليا شايفه بتبلف زيد ازاى عاجبك العمايل دي يا ونيسه 

زعقت "ونيسه" وهى تسحب ملابسها للاسفل :

-ونيسه هطق بإبيدى ايه أعملوا يا عالم 


تحدثت "مها" بحنق:

-تعملى ايه انتى قاعدة تتفرجي وتقولى اعمل إيه ؟

اهجمي يا ونيسه دا لما عماد بيضايقك  زيد بيقلب البيت على اللى فيه 


ردت ونيسه بضيق:

- اوعي تفتكري ان زعلي من عماد زى زعلي من صبا زيد يقلب الدنيا عشان اللى بيحبوا لو اصتدمت بصبا البيت هيولع على الحال اللى شايفاه دا دى طيرت عقلة بقى زيد كان يعمل كدا قدام الناس دا اتجنن رسمى 


زمت "بثينه"فاها وتحدثت بعصبيه:

-خلاص يا ونيسة خليكى حاطه ايدك على خدك،يا ختى لو مش عارفه تغيري نفسه من ناحيتها غيري نفسها هي 


وسط دهشة "ونيسه" وعدم استيعاب ما تقول سحب يد "مها" لتكمل حديثها:

-مش كنتى بتقولى بتلعب على اخوكى 

ارتبكت "مها"من الحديث عن اخيها وزاغ بصرها وهي تدعي عدم الفهم:

-واخويا مالوا  ؟

اوضحت "بثينه " قائلة:

- وريلوا انها بتلعب عليه اعملى اى حاجه ولا خلاص ما بقتيش عايزه تدخلي فى الموضوع

اهتزت عين ونيسه دون فهم وسالت بتعجب:

-ايه حكايه اخوها دى كمان

خطه كبيرة تحيكها مها لكن من الصعب تنفيذها دون أخطاء والخطأ هنا بقطع الرقاب .


فى القصر 


اوصلها" زيد" الجو بينهم كان هادي مما اتاح لها لاستغلاله 


استدارت بنصف جسدها لتقول بغنج:

-زيزو  امتي هنزل نجيب الجاموسه 


ضم حاجبيه وسأل بإستنكار:

- جاموسه ؟!

اجابته وهي تحرك رأسها بالقبول:

-اه انا عايزه ادبح حاجه لله وافرقها على الناس 


سحب أنفاسه ولوهله حذرت رفضه فأسرعت بالقول:

- عشان ربنا يبارك لنا فى البيبي 


سكوته لم يكن رفضا بقدر ما كان تعب معجب بأنها تحب اعمال الخير وبدأ يكتشف فيها جوانب آخري كالإيثار والشعور بحاجات الناس وجبر الخواطر ومراعاة الله قبل أي شئ وشكر النعم عن طريق الصدقه عوضا عن التعالي على الناس .

هتف مجيبا:

- مش هينفع دلوقتي عشان جدو ،هنعمل ان شاء الله لما يقوم بالسلامة انا واحده وانتى واحده 


كانت سريعة البديهه وهتفت باصرار:

-احنا نعمل دلوقتي ونخلي الناس تدعي لجدوا بالشفاء 


نظر لها بعمق، فكرة جيده وخطوة رائعه ودون تردد اخبرها :

-بكرا يا صبا ان شاء الله هندبح واخليكي توزعي بنفسك كمان عشان تاخدي الثواب .


رأي السعاده فى عينها وهذا اكثر شئ كان ممكن أن يشفي قلبه وينثر ورود فى صدره  عانقها بعيناه ولم يترك فسحه لتعقله فى هذا قال بنبرة شديدة الحيره:


- عارفه انا كام مرة استحلفتلك ؟

زادت ابتسامتها ورفعت حاجبيها بشقاوة وأومأت بالقبول :

-عارفه،وعارفه كمان إني على قد ما بحبك بتحبني 


غير الموضوع ليهتف بإعجاب وكأنه لم يلاحظ ما قالت  :

- هتبقي الست الأولي فى عيلة الواصل اللى تعمل أعمال خيرية 


لكنها لم  تضيع فرصتها فى استعادة قلبه مع هذا الشرف العظيم،اقتربت منه وهتفت بهدوء:

- والست الأولى والأخيرة  فى قلب  زيد كبير عيلة الواصل  .


إذدرء ريقه وأجفل وأسرع بإدارة وجهه عنها وهو يأمرها :

-انزلي م العربية يا صبا 

كان حقا لا يضمن نفسه إن بقيت معه ثانية اخري فسيفقد ما تبقي من عقلة تماما انها الفتنه الوحيدة التى يحبها ويخاف أن يسقط بها.


" فى المساء"

عاد "زيد" الى القصر بعد يوم طويل كانت فى انتظاره والدته والتى بدي على وجهها الانزعاج نادته بحنق:

-تعال عايزاك 

تقدم نحوها وهو ياخذ قدرا مناسب من الهواء  لعلها تشفق عليه مما يدور فى عقلة وكم المسؤليات الذي تراكم عليه بعد مرض جده 

لم تمهله وصاحت بضيق :

- ايه اللى عملتوا فى المستشفى دا ،بقي دي عمايل كبير 


اجفل وزم فاه ليطلق انفاسه المتعبه لم تقف عند هذا واسترسلت بسخط بالغ:

- اي المسخرة دي مش مكفيها البيت واللى بتعملوا هنا رايحه تفرج عليك البلد 

قاطعها قبل أن تحمل صبا كل ذنوب الكون:

-فيها ايه يعنى يا امي حامل وتعبانه اسحلها على ارض المستشفى عشان يعجبكم .


صدمتها الكلمه وكررت بذهول:

-حااامل ،حامل يازيد 

تصاعدت نبرتها إلى حد الصراخ وهي تعنفه:

-مش قولتلك ما تجبش منها عيال ازاى دا حصل دي من يوم ما دخلت مشوفناش يوم عدل ازاى 

شردت قليلا ثم لوحت بغضب :

- ولا يكون دا مش منك اصـ...

-أمـــي حاسبي على كلامك انتي كدا بتهميني انا.

قولت مافيش حد يمسها بكلمه واقسم بالله اللى هيتكلم نص كلمه فى الموضوع دا تاني مين يكون لأكون محاسبه حساب الملكين واللى سكتلوا على غلطه هجمعلوا الحساب كامل .

لمعت عينها وهي تراه  يجأر كالأسد ويهاجم بشراسه لقطع الألسنة عنها دون اعتبار أي شخص زاد حنقها وغليليها فهدرت:

-لاء والنعمه دا كدا سحر 

زعق بنفاذ صبر:

-يا أمي ارحميني من الكلام الفارغ ده كفايا عليا اللى انا فيه عمى ما صدق خلع ايدوا من كل حاجه وكلوا اتحط على دماغي 

تذكرت مصيبتها الكبري زوجها الهارب فردت بحزن:

-دا سافر 


حرك رأسه بيأس وهتف  :

-ما فيش فايده منه لازم جدو أول ما يقوم بالسلامة يشوفلوا حل  


حاولت طمأنته قائله :

-اكيد هيجي  على بكرا عشان ابوه 

رد بضيق :


- هو مافيش غير ابوه اللى يهمه والمال اللى مش عارف ألمه دا 

المزرعه ومصنع الخشب والمعرض اللى هنا واللى فى القاهرة  ومكتب جدو كل دا عليا لوحدى 


اقتربت منه وربتت على كتفه  لتقول بتأثر:

- لا مش لوحدك بلال  ويحيي معاك

نظر بطرف عينه لها ساخرا ثم تحدث بحنق:

-على اساس انك مش عارفه ان ابوهم قايلهم وما يدخلوش فى حاجه

حاولت تهدئت الجو العام بينهم بأن قالت :

- دول لسه عيال يا زيد واخواتك بيحبوك  ومهما كان عمرهم ما هيرفضولك طلب لو أشرت بس هيعملوا اللى انت عايزه ان شاء الله من وراء ابوهم .

حرك رأسه بالقبول رغم عدم ثقته بالامر ،اكتفي بهذا القدر واخبرها ب:

-ماشي ،حضري نفسك بكرا هندبح لله 

رغم دهشتها سألت:

- اشمعنا ؟!

اجابها بإقتضاب:

- صبا اتبرعت من حصتها بدبيحه لاهل البلد عشان جدي يقوم وانا كمان اشتركت معاها والصبح الدبايح هتلف على البلد وتندبح هنا على باب القصر صبا هتنزل توزع معاكى على الستات انتي احصري الاسماء.


تزايدت دهشتها وهتفت بجنون:

-ومن امتي دى بيجى من وراها خبر

تشنج وهو يرفع رأسه عاليا :

-استغفر الله العظيم يارب 

عاد ببصره اليها ليسترسل بنفاذ صبر  :

- هو انا الف مرة لازم اقول ان صبا مراتي واللى يمسها يمسني وبعدين احنا فى ايه ولا فى ايه دلوقت بقولك مش ناقص.

على اثر كلماته غادر المكان وهرول نحو الدرج غاضبا .


"بالأعلى"


ملت" صبا "من انتظار "زيد" وفعلت ما يمكن فعله لتضيع وقتها تحدثت مع نجلاء كثيرا  ولعبت مع قطة مريم وقت طويل واستخدمت هاتفها وتحدثت مع كل الناس ولازال بداخلها فارغ لم يسده الا وجود "زيد" ومع تاخيره والملل الذي اجتاحها بذهاب نجلاء ونوم القطه فتحت هاتفها على أغنية ذات موسيقى عاليه تركت لشعرها العنان وبدأت بالدوران  والاندماج مع الموسيقى ونسيت نفسها تماما واستمتعت بقميصها القطني المنفوش يتطاير حولها لتظهر كالوردة المزهره فى البستان 

انسلخت فى رقصتها المبهجه ناسية العالم بمن فيه حتى انها لم تلاحظ ذلك الباب الذي إنفتح فجأة ،تصنم"زيد" مكانه لم ينقصه قشه لتقسم مدي شوقه لها وهي تلتف حول نفسها كالفراشه الخفيفة وشعرها المعوج صاحب الالتوات الذي سيجن إن لم  ينظمه يا ويله وضعت حطب  فوق ناره لم يسبق ان جرب كل هذه الأحاسيس مع احدا قبلها وكأنها خلقت منه وله .

دارت حول نفسها حتي اصدمت بصدره الصلب وعلى أثره رفعت عينها برعب تهجت انفاسها  وهي تتطلع للبرود الذي يطل من عينها والغموض الذي لم تفهمه بعد هتفت كي تكسر حاجز الصمت الذي عام بينهم وسألته سؤال غبي  :

-زيد انت جيت ؟!

اجاب بسخرية وسرعه:

-والله بركه إني جيت كان زمانك نازلة تحت بالوصله دي يا فنانه 


ابتعدت عنه لترد بحرج:

-باين واقف هنا من زمان


بسرعه اعادها بيده محاوطا خصرها بقسوة وكأن حياته تعتمد على القرب منها،دهشتها غلبت قوتها فى الانتصار على الافلات من يده لم يجد ما يقوله لها إن قال أنه يحبها 

قليل علي تلك المشاعر التي تفتك به وروحه المعذبه بين قول كلمه واحده وفيض المشاعر التى تعتصره زاد من الضغط عليها وكأنه يريد أن يدثرها فى أضلاعه .

انحشر صوته وهو يعانق تفصيلها بعيناه التي لم تتزحزح عنها هتف بصوت ضعيف:

- انتى اي مصحيكي لحد دلوقتي؟!

على نفس رتم نبرته اجابت:

- مش عارفه انام لـ...

قطعت كلامها وخفضت رأسها لتترك لخياله العنان وقد فعلت ،وضع أطراف اصابع يده الطليقه أسفل ذقنها ليرفع 

وجهها من جديد له تطالعت له وخصلاته تتدلي على جبينه 

لازال الغموض يسيطر على سودية عيناها فاه لازال مضموما وكأنه يحتجز الكلام عنوة هي الاخري كانت تريد رفع خصلاته عن جبينه فرفعت اطراف اصابعها لتزيح بعض الخصلات الساقطه على جبينه تراجع برأسه كي يمنعها من ذلك قائلا :

- اياكي تنسي إني دفعت تمن حبي ليكي كامل مش هدفع تاني .

طالعته دون فهم وسألته باستغراب:

- يعني ايه ؟ مش انت اتفقت معايا انهارده الصبح

اؤمي بإيجاب وهو يجيب:

- متفقين اننا فى هدنه ،بس مهما حصل فى الهدنه دي أوعك تاخديه على محمل الجد 


لازالت لا تفهم لكن ما فعله بعد ذلك أوضح كل شئ،عندما إنقض على شفاها بشفاه وغاب معها فى عالم آخر عالم ينسي فيه من هو وما فعلت به لكن تاثيرها القوي وقوة جاذبيتها أكبر من قوة الجاذبية عليه أوقعته فى شباكها ولم تكن المره الاولى ولا حتي الأخيرة.


"فى الصباح"

استيقظت من الصباح الباكر وجلست امام المرآة تنظم خصلاتها وتندم فى عبائتها السوداء بحماس ،فتح "زيد"عينه على انعكاسها فى المرآه أسند ذراعيه على الفراش وجلس نصف جلسه وهو يسأل بصوت ناعس:

- صاحيه بدري لي؟


استدارت بكامل جسدها لتجيبه بنبرة مفعمه بالحيوية:

- انا منمتش اصلا 

اتجهت صوبه واردفت:

- ‏مش انهارده هندبح 


تطلع اليها بصمت ثم مد يده ليجلسها أمامه على الفراش

وسألها بسخرية:

-هو انتي اللى هتدبحي انتي فاهمه الموضوع غلط يا صبا 


ظهر القلق على وجهها وهي تسأله بخوف :

- اوعا تكون رجعت فى كلامك.

مسح وجهه وجذب الغطاء على بطنه العاري ليخفي هذه الندبات والتفت الى جانب الفراش ليلتقط سيجاره ويشعله وضعها فى فمه وهم بإشعالها لكنها اختطفتها بسرعه من بين اصابعه لتقول بجديه:

-ما تدخنش على الصبح


رفع احد حاجبيه وزعق بتذمر:

- ما تدخليش فى اللى ما يخصكيش

سحب السجار   من يدها  عنوه وأشعلها،سحب انفاسه من خلالها وظل هكذا ثوان حتي بدأ دخانها يخنقها سعلت بشده أطفأ السيجارة بضيق وظل يتمتم:

- حتي الهواء مش عارفين نتنفسوا .

دفعها عن الفراش وهو يقول :

-قومي هاتي مشط 

رغم دهشتها من طلبه نهضت واستجابت ظل يناظرها حتي عادت قدمت له المشط وسألته بحنق:

- انت رجعت فى كلامك ولا ايه؟!


اندفع من مكانه قليلا ليخطف المشط من يدها وبيده اجبرها على الالتفات وجذبها لتجلس من جديد ظهرها لوجهه،قد حان وقت تحقيق أمنيته ان يهذب خصلاتها 

كما يتمني أن يهذب خلقها فى البداية لم تفهم غرضه حتي شعرت بيده تهندم خصلاتها المبلله ابتسمت بسعاده وسمعته وهو يقول :

- ما رجعتش فى كلامي ،امي هتنسق كل حاجه وهتجهز كشف بكل الاسماء اللى تستحق وهتروحي معاها توزعي


التفت له بسرعه وهو تذمجر بضيق:

-نعم يا روح أمك،وما تجيش انت معايا لي؟


رأت عينه توقد كالنار اسفل حاجبيه المنعقد فاستدارت بصمت حتي لا تنال من سوط غضبه ما تستحقه على هذا الاندفاع الأهوج ،جذب خصلاتها بقسوة فتأوهت فعاد يمشط شعرها وهو يقول من بين أسنانه:

-نفسي أدخل دماغك وأفك السلك الملمس اللى بيفرقع من غير انذار دا 

وأقطع لسانك اللى بيرمي كلام زي الدبش من غير سبب 


ذلك الاعوجاج الذي بشعرها لم يمتدد فهى طبيعته تماما كطبيعتها التي عشقها لأجلها ظلت صامته وهو ينظم خصلاتها برغبته حتي ترك المشط جانبا وبدأ يتلمسها  باطراف أصابعه لم ينسي إبنته التى كانت يوما ما مكانها 

ولم ينسي ايضا أنها مشكوك بها فى قتلها لكن لما لا تكون هي مثل مريم لديها الكثير ليبكيها لكن الكل يضجر من صوت بكائها دون فهمها  سبق وأخبرته أن ما حدث لم تستطع التعبير عنه ربما كانت صادقة لو صدقها لعله يرتاح من تلك المعركه الطاحنه التي تدور فى داخله .

-انا مش فاضي يا صبا عندي الف حاجه عايزه تتعمل وانا واقف بطولي 

التفت سريعا لتخبره


- روح معايا وانا هقف معاك فى كل حاجه وصدقني هننجز 

هز رأسه رافضا وسألها :

-وانتي هتفهمي ايه فى اللى انا بعملوا ،دا ورق عايز يتنسق وشغل عايز يتصمم وشغل عايز يطلع وناس متفقه معايا تشوف عفش دا غير جدو اللى فى المستشفى وعايز حد يبقي هناك ومش فوق كل دا اروح اوزع 

هتفت باصرار وهي تضع يدها فوق يده:

- هنعمل كل حاجه سواء ولو بدأنها بالخير ربنا هيوفقنا لكل خير 

مبدئيا أعجب بطرح مساعدتها لكن إحتكاكها بعمله لم ولن يعجبه دفعها ليوجهها للامام قايلا بزنق:

- سبيني اخلص شعرك خلينا اقوم اشوف اللى ورايا 

التفت من جديد له وهدرت بجديه:

-لاء مش هسيبك يا تعمل اللى انا عايزاه يا مش هخليك تعمل اللى انت عايزه 

رفع حاجبه من جديد ودفعها عنوه ليكمل ما أراد  قائلا بإستهزاء:

- يلا يا شاطره من هنا 

تحدته وهمت بالنهوض لكنه جذبها من جديد ومهما حاولت الفكك من يده أصر هو على ثباتها ،فزعقت بضيق :

- ما تضيقنيش بقي ،انا ما طلبتش المستحيل جربني وبعدين احكم 

اجاب ساخرا:

-ما انا جربتك 

اطاحت  برأسها بقوة لولا انه تراجع برأسه لكانت لكمت انفه بمؤخرة رأسها لكمه عنيفة زعق بحده :

-يا بت اهمدي بقي 

نفضت رأسها كي لا تمكنه منها وقالت :

-لاء لما تسمع كلامي الأول


هتف وهو يحاول تنظيم خصلاتها بيده الطليقه ويده الآخري تحاوط كتفها بأحكام :

- يا غبيه ما عندناش ستات بتنزل الشغل 

اجابت بثقه:

-وانا مش اي ست أنا مرات زيد وبنت عمه وأم إبنه ولازم انا كمان أحافظ على مالو بما إن الكل سابوا يقف بطوله هقف انا معاه ومن بعدي ولادي هجيب ولاد كتير يقفوا فى طولك  ومش هسيبوا لوحده ابدا


رغما عنه ابتسم للطف مشاعرها أرخي يده عنها قليلا ثم هتف  وهو يمسح على رأسها  بحنو:

- فيكي حتة رجولة مش فى محلها خالص يا صبا 

سالته وهي لازالت توليه ظهرها:

-ودي حاجه وحشه؟!

اجاب بلا تردد:

-دي أحلي حاجه في الدنيا انتي 

شقت الابتسامه وجهها واعتدلت فى جلستها واستسلمت ليده التي بدأت بتقسيم خصلاتها وعلى إثر ذلك تحدث بإنسيابيه:

- ياا لو تفضلي هادية كدا لو مافيش حولينا كل الضغوط دي لو كنت قبلتك اول مرة وكل اللى كان قبلك ما كان .


انتهي من صنع سنبلة من خصلاتها لم يفعلها ابدا مع مريم بسبب نوع شعرها المشبه لنوع شعره المجعد ،نظر بفخر الى صنع يده وهذه السنبلة ممتده  إلى نهاية ظهرها ظهرت ابتسامته سرعان ما أخفاها عندما التفت هي بوجهها الذي يشع سعاده" لها ابتسامة تجعل العالم يخجل من إحزانها" سألته بحماس :

- يعني هتنزل معايا ؟

ومن يرفض مرافقة القمر ؟ رغما عنه اجاب :

‏- هنزل يا ستي 

انقضت عليه معانقه وحاوطت عنقه بحماس وحب حتى انها لم ترد إفلاته لأبد الابدين ،دفنت رأسها بعنقه وهتفت بفرح:

-بحبك يا زيد 

كلمتها هزته كالزلزال رغم بساطه الحروف إلا انها منها شئ مختلف، كلماتها صادقه نابعه من الاعماق ووصلت لنفس العمق الذي خرجت منه لتصيبه لكن مهما  أحبته فهو يعشقها أكثر وبات مستعدا لكسر كل القواعد والقوانين لأجلها .


          البارت الثامن والثلاثون من هنا 

لقراءة جميع حلقات القصه من هنا

تعليقات