قصة عشقت امرأة خطرة
البارت الخامس والعشرون 25
بقلم ياسمينا احمد
نزلت على الدرج بخطوات. واثقه وواقع أقدامها يرن فى الأجواء وأخرس الأفواه نظرت بتمعن فى عين كلا من نهى ووالدتها وعمتها وإبتسمت بدهاء لقد أوصلت رسالتها بوضوح وأثبت من هى صاحبة المنزل ومن هى مالكة قلب زيد التى لا تنافس وصلت اليهم سريعا واستعدت للجديد
هتفت بثينه بانزعاج وإدعت تأففها من رائحتها التى التقتطها أنفها من على بعد :
-أف اف إيه دا فى واحده ست بيت شاطره تدخل تعمل الاكل وريحة البرفان بتاعتها فايحه كدا دى تكرف على الاكل .
اتسعت عين "صبا" وتحدثت ببلاهه متعمده :
- معقول هو انا هطبخ فى الصباحيه يا عمتو البركه فيكى وفى نهى ونبقى نردهالها فى صباحيتها إن شاء الله انا هقف اتفرج عليكم وأتعلم منكم .
ردتت بثينه بغضب من تملقها :
- ياسلام يعنى احنا جايين نخدمك بقى ياست صبا
حركت رأسها نافيه وهى على نفس البرود:
- لا طبعا لو عليا هبعت أجيب دليفري لكن إنتى بتعملى لباباكى يا عمتو معقول هتقصري فى باباكى فى ظرف زى دا
صرت "بثينه"على اسنانها فهذه الافعى تاخذ أسلوب ملتاعا كالذى كانت تتأخذه أمها ورغم أن سنها صغير لكنها كانت تجيد التملق بحرفيه وليس له علاقه بالسن و يبدوا أنه أمر بالدم .
تدخلت والدة" نهى " معتمده على ان تتمُيز إبنتها أمام صبا فى شي وتسبقها بخطوه :
- ما تزعليش نفسك يا ام عامر احنا هنساعدك دى بنتى نهى عليها حتة صنية مكرونه بالبشاميل ما أقولكيش على حلاوتها
غيرت "بثينه"نظرتها وربت على كتفها قائله بانبهار:
- ياماشاء الله يا ماشاء الله عروستنا زينه وست بيت بصحيح
مطت "صبا"شفاها وانتظرت حتى تبدأ مسرحيتهم ،توجه للمطبخ وتبعتهم "صبا" بخطوات مائعه تحرك كتفها برقصه
شاعره بالانتصار المبدائي ،بدؤا بالعمل وجلست صبا فوق الطاولة التى تنتصف المطبخ تشاهد عملهم وهى تحرك قدمها بالتبادل نادتها بثينه بضيق من وجودها الذي كعدمه :
-ما تقومى تغسلى الطبقين اللى فى الحوض اهو نستفاد منك بحاجه .
رفعت اصابعها نصب عينها مجيبه بإهتمام:
- والمناكير بتاعى يبوظ يرضاكى يا عمتو دا زيد كان يزعل اوى
شهقت "بثينه" مصدومه ونهرتها بشده :
- اتحشمى يا بت زيد مين اللى يزعل على مونكير ولا مين قالك إنه بيطيقوا اصلا
قاطعتها دون اكتراث:
- جوزى ، وقالى انه بيحبه عليا انا بس حاجه تزعلك يا عمتو
همت "بثينه"لتقذفها بما بيدها من اونى لكنها تراجعت مهدئه نفسها:
-اللهم طولك ياروح انتى يابت انتى عايزه تشلينى اخلصى واعملى معانا حاجه خلى اليوم يعدى
مطت فمها مجيبه ببرود :
- حاضر
مالت "نهى"الى والدتها بعدما رأت وسمعت كل شئ وهمست لها بصوت خفيض:
-اي رايك فى التهزيق دا ياست ماما انتى جايبنا نخدم البت دى .
وكزتها امها بخفه وهى تعد الاغراض الخاصه بالطعام وهمست هى الأخرى:
-مالكيش دعوة بيها شوفتى عمتها مش طايقها ازاى؟اصبرى وبينى مواهبك انتى اللى هتكسبى دى عيلة وفرحانه بنفسها اتفرجى بقى عليها لما يفرحوا بأكلك
ويكسفوها .
اقتربت "صبا"من نهى وظلت تتابعها فى كل حركاتها وكأنها تخزن أفكار وتحاول التعلم ،اربكت نهى التى تحيرت بما تفعل هل تفتخر بما تجيده أم تحفظ أسرارها لنفسها لكن عين صبا كانت بالمرصاد مهما أخفت فهى تجد طريقتها لرؤية ما تفعل ضحكاتها كانت تعلو على أتفه الاسباب حتى وإن أسقطت معلقه على عكس المتوقع صبا فعلت ما يغيظهم أصبح النار تحمى فى قلوبهم لقد قررت إن اجتمعوا على إحراقها ستحرقهم معها .
""بعد ساعات""""
سمعت صرير سيارة "زيد"على بالقرب مما يعنى أنه فى ساحة القصر توقفت صبا ونظرت باتجاه الباب بترقب حضوره رأته يمضي بخطوات واسعه بإتجاه غرفة جده يبدوا عليه التعجل تحركت خلفه دون تفكير حتى دون أن تعرف ماذا ستفعل إن واجهته كانت تتأخذه وجهه للهرب من جحيمهم تركتهم يصروا على اسنانهم دون مغلاه ،إقتحمت الغرفة بقوة أثارت ريبته كان يميل الى المكتب ويسند يده الى سطحه وبيده الاخري يسحب بعض الاوراق من الدرج ،لوى عنقه ونظر بإتجاهها وتعابيره كلها منزعجه من هذا الاقتحام الأشبه بالعاصفه وإغلقت من بعدها الباب سأل بدهشه:
-مالك داخلة عليا كدا ليه؟
توترت فعليا مما فعلته ثم لملمت نفسها لتجيب وهى تجهه صوبه :
-انا جاية أشوفك لو عايز حاجه
تمعنت بوجهه حتى تتأكد من أنه صدقها،لكنه ا عاد النظر لما بيده وهتف دون اكتراث:
-لاء مش عايز حاجه انا جاى أخد ورق وماشي على طول
جدي ما بيحبش حد يدخل مكتبه من غير إذنه
عبث قليلا بما على سطح المكتب بملل يبحث عن شئ ما، لاحظ استمرار وقوفها فعاود النظر باتجاهها وسأل :
- واقفه ليه قولتلك ماشي على طول
ازاحت ما أمامها من أغراض ووثبت لتجلس على سطح المكتب بإصرار على البقاء إعتدل فى وقفته ونظر لها بتمعن وقال بشكل مزاح رافعا أحد حاجبيه:
-إنتى مش جايه تشوفينى عايز حاجه!! إنتى عايزه حاجه
رفعت حاجبيها معا ومطت شفاها بتبلد لتقول بإصرار:
-مش هخرج غير معاك
ضيق عينه محاولا فهم غرضها من الاستمرار ،واخير ارتخت عيناه عندما فهم السبب انها تهرب وتنتقم من نهى التى معهم تأفف من رأسها الذي لا يتوقف عن العمل عاد الى جمع ما يحتاجه ثم اتجه صوبها متظاهرا بالا نشغال اصتدم بها فانتفضت ودق قلبها بسرعه كبيره وضع يده الى جوارها فهمت بنزول عن المكتب فسرعان ما إحتجزها بين يديه وثبت نظره على عيناها
ليسألها بهدوء خطر:
-لابسه كدا ليه؟!
انكمشت بخجل من قربه المميت الذي يجعل كل حواسها فى شلل تام،خاصاتا وهو يعاين منامتها الحمراء بإعجاب تعثرت فى الاجابه لكنها أجابة:
-يعنى قولت مافيش حد ولبست براحتى و...
قاطعها صوت أنفاسه العالى الذي يشتم عطرها بسكون متسائلا من جديد:
- وريحتك يا صبا مغرقه نفسك برفان لي؟
أوشك على فهم خطتها مهما حاولت أن تبدو طبيعيه وحتى لا ينهاها عن ما تفعل تعلثمت مبرره :
-ااا .....
أجاب نيابة عنها عندمافكرت كثيرا فى الاجابه:
- بتغظيهم يا صبا ؟
كشف أمرها نظرت فى عينه بارتباك فقد أصبحت أمامه كالمرايا لكنه مهما رأي لن يكتشف وجهها الحقيقي ،لجات لحيلة أخري لتشت ذهنه حاوطت عنقه بيديها وهتفت بنبرة بريئه ومثيره فى آن واحد:
- أغظهم أخص عليك يا زيزوا دى مش أخلاقى
إبتسم على تصرفاتها المتهوره التى ستسبب فى إضاعة وقتهم معا وهتف مستنكرا:
-أخلاقك دا إنتى ماشوفيش ربع ساعه تربيه
تعرف أنه يمزح لكنها تصنعت العبوس وهى ترد :
- إنت واخد عنى فكرة غلط خالص
تحدث وهو يقترب أكثر منها :
- أخد غيرها مافيش مشكلة
لايعرف كيف تسرقه من همومه وتنسيه مشاكله كالمخدر أينما وجدت علاج، مال معها على سطح المكتب ليبعثر الأشياء والأوراق ويملئ روحه بها وحدها ، يجرأ معها على اتخاذ قرارات متهوره وهى فقط ما تستطيع تحريك مشاعره .
"جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد"
بالخارج
وجه "نهي"متفحم من ما فعلته" صبا" الدقائق مرت على تواجدهم معا بداخل غرفة المكتب مرت عليها كأعوام
تشتت ذهنها عما تفعل ونابت عنها والدتها لتغطى هذا الارتباك الناتج عن غيرتها الواضحة ،انشغال كلا من مها وبثينه بالحديث فى احد الزوايه هو ماحمدت عليه ربها
حتى لا يلاحظ أحد حالتها المزريه إقتربت منها "والداتها"
وهتفت بصوت منخفض:
-يا بنت اتحركى بدل ما انتى واقفه زى الصنم كدا عمتك هتاخد بالها
نظرت نهى باتجاهها ولمعت عينها بالدموع وسألتها بتحسر:
-هما يعنى مش هياخدوا بالهم غير منى ؟وبالنسبه للى قاعده جوه معاه فى المكتب دى
وكزتها بخفه وهى تحمل بكلتا يديها الاناء:
- يا اختى ركزى انتى هنا خليكى تفلحى
تجاوزتها لتفصل المكرونه عن الماء وتبعتها "نهى"متسائله :
- أفلح انتى بعترتى كرامتى ع الآخر الأعمى هيشوف إنه بيحبها وانا مجرد جوازه والسلام
تركت والدتها ما بيدها وهدرت بانزعاج:
-خليكى مجرد جوازه والسلام ،ايه مش كنتى عايزه تتجوزى واذا كان على الحب حاولى بدل ما انتى واقفه تندبى حظك كدا هو يعنى زيد كان حب المفعوصه دى وهى واقفه بتندب حظها
التفت نهى حولها وسألتها بحيره:
-أعمل ايه انا ؟
أجابت والدتها بضيق:
-هقولك بس المرة دى بس وبعد كدا شغلى دماغك معايا
انتظرت "نهي" ما تمليه عليها والدتها لتنفذه بالحرف الواحد،تحدث "مروة" وهى تجذب أذنها اليها :
- إطلعى هاتى مريم وسلطيها على أبوها وإقطعى عليهم
القاعدة دى .
فى الجانب الآخر
كانت تتحدث" بثينه" ومها "معا والحديث طال بينهم حتى وصل الى هذه النقطة:
-وانا هروح امته يا مها انتى مش شايفه من ساعه الفرح والمصايب نازله ترف على دماغنا
هتفت "مها" بتشنج:
-ما احنا عايزين نقطع المصايب دى وتبقى مصيبه واحده على دمغها ونخلص
تريثت "بثينه"قبل الرد وفكرت قليلا :
- طيب انهاردة نعدى عليه قبل ما نروح المستشفى
عادت لتسألها بتعجل :
-المهم جبتى ايه من أطرها ؟
أجابت مها والإبتسامة تملئ وجهها :
-ايوا طبعا سلسلة ما بتقلعهاش من رقبتها جبتها يوم الفرح
ردت عليه "بثينه "بشر:
-حلو طالما بتلبسها يبقى مش هتقعد أسبوع زيها زى امها وتتكل على الله
-تغيرت نبرتها وهى تهتف بسعاده:
- وتدخل نهى تنور البيت وتنور قلب زيد ونيسة والبيت يرجع أحسن من الأول .
هتفت" مها" والتى لا تهتم بكل هذا المهم أنها تحذف صبا من قائمة عائلة الواصل وتزيحها من على رأس القائمة :
- والله دى نهى شكلها بنت حلال
زادت "بثينه"من ذكر محاسنها بتباهى:
- دى ست بيت شاطره العيبه ما تطلعش منها ياسلام عليها وعلى أختها اللى كان أخدها زيد قبلها كانت مريحها
ومهنياه الله يرحمها .
لاحظت دخول "نهى"الى المطبخ دون أن تنتبه لمغادرتها فسألتها مستنكره:
-كنتى فين يا نهى؟
أجابت" نهى "ببراءه:
-كنت بطمن على مريم
ابتسمت لها" بثينه" وهتفت بإمتنان :
- يطمن قلبك ايوا كدا أن ماكانتش خالتها قلبها عليها مين هيكون قلبوا عليها ؟
بادلتها "نهى" الابتسام وعادت للطهى وابتسامتها لا تفارقها وهى تفكر فى شكل صبا الآن عندما تقاطعهم مريم وتفسد خلوتهم .
"فى المكتب "
طرقات الباب أفزعت "صبا "واربكت "زيد "فى نفس الوقت،حاول لملمت أعصابه و ناد بصوت متحشرج :
- مين؟!
أتاه صوتها الطفولي:
-انا مريم يا بابا
زفر انفاسه وتنحى تماما عنها لتعدل ملابسها بتعجل وبدأ زيد فى تعديل سطح المكتب لكنه نظر الى ساعة يده فصاح بفزع :
-ازاى ما حستش بالوقت ؟
حمل "صبا"بين يده لينزلها من سطح المكتب برفق وقال وهو ينظر لها بسعاده:
-ممكن ترجعى كل حاجه مكانها ؟
أجابته بإبتسامه واسعه:
-ممكن بس قلبك لاء
هتف مرحبا بهذه الدعوة وضمها إليه :
- دا بالذات سبيه عندك
-بابا ،بابا ،بابا
تكرر نداء "مريم "ليفصلهم عن مشاعرهم التى تتوغل الى َحدٍ خَطر ،فأجاب وهو يرخى يده عن "صبا" قليلا :
-ايوا يا مريم جاى يا حبيبتي جاى انا اتاخرت على جدى
هتفت"صبا" وهى تبتعد عنه لتنفذ ما طلبه منها بإعادة كل شئ لمكانه :
- انا كمان إتاخرت إظاهر عليا فوت معاهم الغداء
عاد يلتقط أوراقه وسألها سريعا :
- إنتى كنتى بتطبخي ؟
منحته نصف إلتفاته وهى تقول بإبتسامه:
-انا وش ذلك برضوا
ابتسم لها وهو يرد عليها غامزا بطرف عينه :
-انتى ذالك كله
التفت اليه بكامل جسدها وحاوطت عنقه لتهتف بطفولة:
- حقيقى مش بعرف أطبخ ولا بحب واقفة المطبخ واول حاجه نفسي اعملها هنا أجيب طباخ
امسك بطرف ذقنها بأطراف أصابعه ليرد :
- ونيسه ما بتحبش كدا
زادت من دلالها لتحصل على ما تريد وهى تقول:
- بس انا بحب
يعرف انها تستغله ويعجبه ذلك فكلما حاولت كانت اكثر جرأة ،جرأة تصب فى مصلحته بالكامل وتزيده من التعلق بها وتريح ضميره من شعور النبذ والرفض الذي عان منهم :
- مش مسموحلك تحبى حد تانى غيري
رفعت احد حاجبيه وهى تنظر له بنصف ابتسامه معترضته:
-وانت كمان مش مسموحلك تحب حد غيرى
أسبلت عينها وحركت رأسها بإيماء لتقنعه بما تريد،ليزيحها من أمامه قائلا:
- كدا مش هنخرج إنهارده
لملم ما بقى من اوراقه وأغلق بالمفتاح درج المكتب ليستدير معدلا من شعره وماسحا شفاه مزيلا ما علق
من طلاء شفاها لكن لازالت رائحتها عالقه فى ملابسه وصورتها موشومه فى عقله أضاف أمرا قبل أن يغادر الغرفه تماما:
-غيري هدومك دى إحتمال بلال ويحيي يكونوا على وصول.
فورما فتح الباب وجد "مريم "امامه ليلتقطها بين أحضانه هتفت بصوت حزين:
-بابا وحشتيني انت امبارح مش موجود وانهاردة صبا تاخدك
ضمها بقوة الى أحضانه وهو يقول:
-ما حدش يقدر يأخدنى منك يا مريم
سألتها صبا التى تبعتهم وهى تحذر من وراء ذلك الحديث المستجد على لسان مريم وحاولت ان تبدو نبرتها لطيفه وهى تسألها :
- مين قالك كدا يا مريم؟!
نظرت" مريم "بإتجاهها بنظرات ممتلئ بالضيق والاشمئزاز لتخرج لسانها لها قائله:
-صبا وحشه مريم بس حلوه وجميلة
رفعت" صبا" حاجبيها متعجبه من تصرفاتها وأسلوبها الذي تغير فى ليلة واحدة وأصبح عدائيا معها فقط ،رمت نظرها الى "نهى" و"مروة"عندما لاحظت وقوفهم بالجهه المقابلة وقد إتضحت ابتسامات النصر على وجوهم فأحبت أن تحبطهم سريعا لذا قالت لزيد بهدوء:
-اااه عشان كدا زيد ما بيحبش يبيتها برا عندك حق يا زيزوا والله البنت راجعه أسلوبها وحش خالص
استدار "زيد "لينظر لها محذرا من التجاوز فى حق إبنته أو محاولة إستخدمها فى الكيد لهم :
-ما تعمليش عقلك بعقلها
نظرت اليه" صبا "بلوم وهى تسأله :
-انت مش ملاحظ إن معاملة مريم معايا اتغيرت
رفع كتفيه وهو يرد دون إكتراث:
-مريم بتغير عليا وكان غلط أساسا إنها تبات امبارح برا البيت
تحدثت" بثيته " وهى تقبل إليهم:
- زيد إنت هتروح لجدك بالاكل ولا هو هيجي ياكل هنا
اجابها وهو يحافظ على ضمه لمريم بين أحضانه :
-مش عارف الصراحه انا راجع أخد ورق وراجع تانى لو هو حابب يتغدى فى المكتب هرجع اخد أكله
هتفت بثينه :
-وعلى ايه الروحه والرجعه الاكل جهز خده معاك
عشان أنا هاخد مها ونخطف نروح مشوار ونرجع المستشفى عشان نطمن على ونيسة .
صاحت "مروة" رافع يدها للسماء:
-ربنا يشفيها ويعفيها يا رب
تدخلت "صبا "وهى تنظر لوجوهم بمشاكسه قائلة:
- خلي جدو يقول رأيه في صنية الباشميل عملهالوا بإديا
أفحمت" نهى "التى نظرت لوالدتها بصدمه ،بنفس الوقت فهم زيد مغالتها بالامر نكاية بنهى رغم أنه لم يقبل الامر إلا انه حرك رأسه وسكت ،صبا بات خطيره بالفعل والحرص منها أصبح واجب .
لم تتحمل"بثينه"مناوشاتها هذه واضافت متصنعه الحزن:
- انا عايزه أمشي يازيد ما عوتش داخلة البيت دا تاني غير لما ونيسة ترجع بالسلامه
تعجب من حزنها وسألها بقلق:
-لي بس يا عمتو بتقولي كدا
أجابته وهى تنظر باتجاه صبا بغضب:
-يرضيك صبا تقول عليا حيه؟
اتحه بصرة نحوها غير مصدقا من أنها صدر منها هذا الأمر لكن إتساع عيني" صبا "أثبت صحة ما قالته عمتها وأنها لم تتوقع الشكوى منها سارعت "صبا" بتغير ملامحها وإكتسي وجهها بالبراءة ورفعت كتفها بخفه خشية أن ينهرها "زيد" ويعاقبها أمامهم فيضعف قواها بالكامل عللت بمراوغه:
-وفي فيها إيه يعنى طيب ماهي فعلا حيه اومال هى بتكلمنا ازاى من خلال وسيط روحاني
زم "زيد"شفاه بغضب من تماديها بالخطأ حتى أمامه وانزعج من طريقتها بإتخاذ قوة حبه ودعمه لها فى إهانة من هم أكبر منهم سنا ووضعه فى موقف حرج ،زاغ بصرها أمام نظراته ثم أوضحت بابتسامه واسعه:
- اااه هي فاهمة غلط أنا أقصد إنها عايشه ، زى ما أقول نهي حيه مامتها حيه مها حيه مش حيه تسعي لاء عايشه حسك فى الدنيا يا عمتوا ولو زعلتى منى حقك عليا ما تزعليش أنا يا ستى اللى حيه
اذد ضيق من تملقها لكنه أعجب بطريقتها فى الافلات من أي عقاب بسهولة بعدما جعلت وجوه الكل يتفحم من الغضب والغيظ رسمت إبتسامة بارده لتزيدهم اشتعال حاول "زيد "أن يمرر هذه المشكلة فهي تستحق نقطه على التملق ونقطه أخري على الاعتذار نظر باتجاه عمته ورفع حاجبيه ليقول بود:
-خلاص يا عمتى صبا التعبير خانها المرة الجاية هتاخد بالها من كلامها
اضافة" صبا" وهى تستند على كتفه بمرح لانه لم يستطع إمساك شئ عليها :
-ولو ينفع ما اتكلمش معاكى تاني مش هتكلم خالص عشان ما اضايقكيش يا عمتو هو انا ليا بركه الا انتي
همس "زيد" من بين أسنانه بخفوت :
-بس كفاية كدا
وضع قبلة فوق جبين مريم وأنزلها عن كتفه وهتف بإبتسامه ودوده لها فقط :
-روحى إلعبى يا مريم انا همشي
اضاف وهو يتجه نحو بوابة القصر الداخلية:
-انا همشي وابقى ارجع بعدين اخد الاكل عشان متأخر
هرولت من خلفه "صبا " ومشيت الى جواره فأمسك بذراعها وتوقف عند المدخل ليقول لها بنبرة شبه متوسلة بشكل درامي :
- صبا إرحمي أمي العيانه مش وقته شغل الكيد دا انا مش عايز أسمع شكوي تاني
ناظراته بإستنكار ولوت فمها بأسف واجابة متأثره:
- إنت ظلمنى يا زيد هما اللى بيستفزوني أنا جويا ملاك
ضم حاجبيه ونبث فمه بإبتسامه خفيفه معجبا بإحترافيتها للتمثيل لولا أنه يعرفها جيدا لصدقها
-عليا انا بردوا الشوتين دول اومال لو ما كنتش مربيكي على ايدي
اتسع فمها بالابتسامه ووضعت يدها على كتفه لتقول بشقاوة:
-شوفت اديك ما عرفتش تربى أهو
ضيق احد عيناه وهتف متوعدا :
- ارجعلك وأفضالك وهربيكي من أول وجديد
أخفضت بصرها عنه وابتسمت بخجل فأضاف هو بإعجاب:
- حلوه وانتى مكسوفه
اضاف متعجبا كي يرغمها على استخدام أسلحتها التى تستخدمها مع الكل :
- برغم ان كل تصرفاتك تقول عكس كدا
تحولت سريعا ورفعت وجهها لتنهره على التشكيك بها وسألته بضيق:
-تقصد إيه؟
عرف كيف يخرجها عن طورها واستمتع بحمرة الغضب على وجهها مهما كانت مستفزة مع الكل أمامه هو تفقد قواها وهذا يثبت أنه الوحيد الذي يستطيع ترويضها ،اتسعت ابتسامته وهو يرد على سؤالها :
-لسه من شوية كنتى بتحاولى تجرجرينى للرذيلة فى المكتب دا جدو لو عرف هيقيم علينا الحد دا المكتب بتاعه دا جامع ممنوع حد يدخلو من غير إذنه
ارخت يدها عن كتفه ووكزته فى صدرة بضيق وما حيالتها مع اسلوبه الوقح سوي الغضب المكبوت ،هو الوحيد دون غيرة الذي يعقد لسانها صاحت به بضيق:
- طيب الحق عليا ابقى شوف مين هيعبرك غيري قليل الادب
كاد ان ينسي نفسه ويقهقه عاليا على غضبها العارم وقبضتها الطفولية التى تدفعها بصدرة تسرقه من فوضي أيامه ومشكلاته لعالم آخر لا يناسب الزمان ولا المكان
هتف بخبث:
- هشوف جدي وارجعلك نكمل حصة الادب اللى قطعتها مريم ويا أعلمك الادب يا تعلميني انتى
اشاحت بوجهها عنه وهتفت بضيق لازال عالقا من حديثه:
- ولا عمرك هتأدب
رفع يده وامسك بطرف ذقنها ليعيد وجهها الى عيناه التى تلهفت لرؤية ابتسامتها التى تشفي صدرة وتأكل حزنه وتنسيه كل همه متحدثا برضاء وقلبه يزاحمه فى الحديث :
-ولا عمري هبطل أحبك ولا عمري هفرح بجد مع حد غيرك
السعاده اللى بعشها معاكي رغم كل الضغوط اللى حوليا عمري ما عشتها فى أحسن حالاتى
انا مديون ليكي براحتى وسعادتى كان ربنا بعتك ليا هديه مكافأة بعد سنين تعب انتى جنتى ع الارض بعد ما قلبى بقى شايب وعجوز رجعتيه صـبي ،بـحـبك يا صـبـا قــلــبـى ...