قصة عشقت امرأة خطرة
البارت الاول 1
بقلم ياسمينا احمد
"صـبــا حـــسين فــايــز واصــل "
فى سياره فارهه كانت تحدق من الشباك تتطلع بقلق على الماره غريبى الوجوه عنها عن تربيتها والمدينه الراقيه التى
عاشت بها فجأه أتت بها الاقدار إلى هذه الجزيره، النظرات الغريبه التى تصوب نحوها لا تعطيها أى شعور بالارتياح
يزداد القلق عندما ترى كم البؤس المنتشر على تعبيراتهم، حاولت أن لا تلتفت وتركز أكثر بما تسمعه من موسيقى صاخبه
موصوله بأذنها عن طريق سماعات الرأس ، فتحت حقيبة يدها الصغيره وأخرجت منها مرائتها الصغيره تتطلع الى
وجهها لتطمئن أنها مازالت تحتفظ بمساحيق التجميل التى تضعها بكميه قليله رأت إنعكاسها وتحسست وجنتيها البيضاء
كانت دقيقه الملامح لدرجه تجعلها تشبه الكوريين عدا عينها المتسعه الصافيه كالعسل عدلت حجابها القصير وتركت
منبت شعرها البنى يظهر بتفاخر مررت اصبع ملون على شفاها لتزداد لمعة شفاها وتعطيها مظهر رائع ومثير
يتضح من ملابسها وهيئتها ككل أنها مهوسه جدا بالازياء والموضه، لكن هذه الموضه التى تتبعها لن يتفهما أحد فى
هذا المكان هى فى أبعد نقطه عن التطور ما ترتديه الآن هو عين الفجور،بين الحين والآخر تلقى نظره عابره لكنها
كانت تطعنها فى مقتل وتؤكد لها أنها ذاهبه بلا شك إلى منفى.
"فى منزل فايز الواصل "
تجلس "ونيسه " فى صالة الاستقبال الواسعه ، إمرأة كبيرة السن لكن ذات صحه جيده وقوة تضحح على
جسدها لكن وجهها العابس وتوترها الزائد يفصح عن شئ كارثى حدث بالفعل
على الدرج كان ينزل "زيد نادر الواصل " شاب تخطا الثلاثينات بسبع أعوام ذا طول متوسط واكثر ما يميزه
هو شعره شديد السواد المجعد الطويل الذى يصل حتى أسفل اذنه ،ذو لحيه خفيفه وشارب يمتلك بشره بيضاء وأعين
ناعسه كاللون شعره تحتفظ بحزن عميق يرتدى قميص أزرق من خامة الجينز وكذلك بنطال من نفس الخامه يضج بأناقه
قد لا تناسب المكان بالكامل ربما لأنه تربى بمكان مختلف عن هنا لمده معقولة ،أمعن النظر فى "ونيسه " التى تجلس غير
عادتها النشيطه نادها وهو يقترب منها بشك :
_ شكلك بيقول إن فى حاجه مش مظبوطه
نهضت من مكانها وتحركت صوب الباب وكأنها بإنتظارشئ مهول، تحرك خلفها يعرف أنها عزيزه الكلام لكن بالنهايه
هو الوحيد الذى تتحدث معه هتفت وهى تنظر إلى بوابه القصر الكبيره :
_وبعدين فى عمك اللى بعت لينا مصيبه دا ؟
ضم حاجبيه وتسأل دون فهم :
_مصيبه ايه يا امى ؟
إنزعجت من عدم فهمه علما بأنه يعلم بالامر فزمجرت بالرد :
_بته ،هوما عندوش نظر ولا ايه البيت فى تلات شبان
نفض رأسه عندما فهم مقصدها وزفرمجيبا :
_ هو احنا برضوا هنبص لعيله دى عيله وبعدين مين قال انها هتقعد معانا دى هتقعد مع جدى فايز
وهتشيل عنك
رمقته بإستهانه وردت بسخريه :
_وهو بيت جدك فايز فين ما اهو مفتوح على بتنا وبعدين فى أب يرمى ضناه
أجاب "زيد " موضحا :
_ اللى فهمته انه خايف عليها من مراته الجديدة ألا تعاملها وحش ولا تأذيها خصوصا إنه مسافربرا مصر،فقرر يبعتها عندنا أممن ما يسبها عند اخت امها الله يرحمها وانتى عارفه خالتها عامله ازاى ؟
إستمرت سخريتها فى لهجتها بالاجابه عليه :
_ يا على طيبة قلبك يا ابنى وانت مفكر انها مش زى خالتها دى عايزه تطلع مغنيه والكلام دا من بق ابوها ووصى ابوك يخلى عينه عليها عشره انت فاكر ايه ؟ العرق يمد لسابع جد..دى بت العقربه بشرى
يعرف "زيد" كل تاريخ العائله ويعرف ماهية "بشرى " لكن هذا ليس داعى لهذا القلق الذى يعتريها حيال طفله لاحول لها ولا قوة.
حرك رأسه بهدوء وقال :
_على كل حال أهو عمى عمل خير بمجيها هنا، هنا البلد صغيره ومافيش حاجه فيها بتستخبى وكدا كدا هى عيلة صغيره ومع الوقت هتدرى علينا وعلى طبعنا وتبقى بتك اللى مخلفتيهاش .
وأخيرا إنفعلت "ونيسه" وهذا لم يكن أمر دارج بل شئ نادر للغايه إلتفت إليه وصاحت به :
_ ما انا بتكلم عشان البلد صغيره البت دى لو عملت حاجه كدا ولا كدا سيرتنا هتبقى على كل لسان وانت عارف كلامهم واستنظارهم الغلط
نظر فى عمق عينها وهو يقرأ ما وراء غضبها ليست فقط حضور "إبنة حسين" بل حضور النسخه الثانيه من "بشرى "
زفر أنفاسه على مهل وقال :
_ دى لحمنا فى حتى لو عملت حاجه هتمسنا، اهو هنا هتبقى تحت عينك وعين جدى وانتى ماشاء الله عليكى مربيه تلات رجاله مش هتعرفى تربى عيلة زى دى.
زفرت بألم وهى تنوح قائله :
_ااه يارب استر حاسه بقبضه فى قلبى ومش مرتاحه
وكأنها تذكرت شئ هام فأردفت :
_ بنتك فين ؟
أجاب :
_نامت بالله شوفيها وما تخليش حد يقرب منها انا مش بحب حد يلمسها غيرك دى غاليه وبنت غاليه
إنتهى الحديث بفتح بوابة المنزل الواسعه من قبل أفراد الحراسه تمهيد لدخول السيارات فى الشرفه
الموازيه وقف "فايز الواصل " الجد الاكبر تهدل جلد وجه لا يعنى أنه هرم بل هذا ما يزيده وقار وقوة
وهيبه يجعلك تراه ليس بهين بل رجل ما نساه من تجارب الحياه أكثر مما تعلمه كل هؤلاء له نظره ثاقبه
بأعينه السوداء اللامعه التى تشع ذكاء وفطنه طويل القامه عريض المنكبين يطرح على كتفه عبائه مفتوحه
بلون أسود يزيده ضخامه نظرت "ونيسه "تجاه وتسألت :
_ من إمته وهو بيطلع يستقبل حد
إلتف نظر "زيد" إلى جده ورمقه بنظره قصيره حتى شهقت "ونيسه " بصدمه قائله :
_ يا ويلك يا ونيسه
عاد بنظره إلى البوابه ليطالع سبب صدمتها ،وقعت عينه عليها لم تكن صغيره كما إعتقد بل أنثى كاملة الانوثه
لكنها لا تزال فى نظره صغيره ترتدى حجابا كعدمه وبنطال ضيق يعتليه جاكت قصير بالكاد يصل إلى نصفها
العلوى الاكمام لم تكن مكتمله للمعصمها بل تبرز ساعة يدها وحليها الذهبى ذو دليات الرنانه نظراته السريعه
المتنقله عرف تماما أن صدمة "ونيسه " لم تكن من فراغ
من جانب "صبا" رفعت عينها لتشاهد هذا القصر الواسع بمقدمته المستديره الواسعه على الطرفان شرفتان ممتدتان
بسور عال أسفله ترقص الأزهار،مبنى على مساحه شاسعه يعيش به كل أفراد عائلة "الواصل " تحت رعاية كبير
العائله "فايز الواصل " الآن سمحت لها الفرصه لترى القصر الذى سمعت عنه وبدأت تفهم إصراره على تجمع
عائلته بالكامل به بالنهايه .
رأت "ونيسه" وكذالك الوسيم الذى يقف جوارها ألفته قليلا بعدما شاهدت تقريبا كل شاب القريه فى الطرقات قبل أن
تصل إلى هنا وبالنسبه لها كان هذا ألطفهم،لكنها لم تهتم نظرت بالجهه الآخرى ولم تبذل مجهود فى التعرف على جدها
"فايز " هرولت بإتجاه بإبتسامه واسعه وإكتفى هو بتحريك رأسه بإيماء دون ظهور أى تفاعل على وجهه .
_ هى دى اللى هتبقى بنتى يا زيد
كان هذا سؤال "ونيسه" الذى ألقته بتعصب
نفض رأسه بيأس ثم أشاح بوجه بعيدا عندما إستمرت فى الحديث:
_أنا قلبى حاسس البت دى هتخلى الدار تولع ...
قاطعها قبل إضافة المذيد :
_ دول تلات شهور ابوها يرجع من السفر وبعدها يحلها ربنا
دارت على عقبيها من أمامه وتبعها مرغما لإستقبال ضيفتهم الجديده والخطر المحتم على منزل "آل واصل "