قصة جميلتي المجنونة
البارت الخاتمه
بقلم آلاء إسماعيل
فوزية بدهشة مختلطة بفرحة : مناااار ... بنتي !!
تغيرت ملامح منار الى الجدية و الجمود بعد ان كادت دمعة تخونها و تنساب رغما عنها
اقتربت بعملية برفقة الممرضة و اشارت إليها اشارة فهمتها
الممرضة فقالت لهم : من فضلكم تطلعوا برة تسيبوا الدكتورة تشوف شغلها
خرج الجميع و هم لا يزالون على صدمتهم
خالد : هي منار طلعت من المستشفى امتى ؟!
مها - قصدك بقت دكتورة امتى !!
فحصت منار نبضه و أجرت بعض الفحوصات الروتينية تحت دهشة عائلتها الذين كانوا يتابعونها من الخارج عبر الزجاج
طلبت جهاز الصدمات و بعد عدة محاولات نجحت في اعادة النبض الى وضعه ..اعطت تعليمات للممرضة و تركتها تعلق له محلولا و تحضر جرعة الدواء لتحقنها فيه و خرجت اليهم
فوزية بفرحة ممتزجة بإحراج : منار ...بنتي ...
مها بتعجب : منار انتي ....
قاطعتهم منار بعملية : وضعه مستقر دلوقت و النبض رجع طبيعي بس يا ريت بلاش انفعالات مرة تانية .. لأن ضغط القلب كان عالي اوي ... شوية و كنا هنخسر المريض
اعطت الروشيتة لخالد و أكملت بوجه خال من التعابير
- الدوا ده ياخذه بإنتظام زي ما وصفته بالضبط و يا ريت بعد شهر يرجع تاني هنعمله رسم قلب عشان نعرف نزود الجرعة دي ولا نحافظ عليها ...ألف سلامة عليه .
كانت والدتها ستتكلم لكنها تركتهم و انصرفت مسرعة
غادرت قبل أن تخونها قوتها المزعومة و جديتها المصطنعة
دخلت الى مكتبها و قد انهارت تماما بالبكاء
كتمت صوتها و اقفلت الباب من الداخل و بكت مطولا
كادت تصرخ بأعلى صوتها من كم الألم الذي اعتراها في تلك اللحظة
فقد كانت تتحسس نبضه و شريط ذكريات طفولتها و شبابها يتجلى امام ناظريها ..كانت تتذكر معاملته لها قبل مرضها و تغير تلك المعاملة جذريا بعدها .. كانت تتذكر تلك الاهانات التي تعرضت لها ...كل كلمة و كل حرف قيل لها
تذكرت كيف زوٌجها بدون مهر او شروط أو أي مظهر من مظاهر الفرح كأنما يتخلصون من اشياء قديمة تحتل مساحة في الشقة .. كيف زوجها والدها بفكة قدرها 18 جنيه ؟
لم تخرج العبارات التي قالها والدها لزوجها امام المأذون و الشهود و امامها من رأسها فوجدت نفسها ترددها و هي تسعفه
فلاش
فريد : متأكد يا عمي انكم مش عايزين مهر و ذهب ؟
رجب : احنا اتفقنا قبل شوية و المأذون و اصحابك شاهدين مش عايز غير الفكة اللي ف جيبك مادام المأذون بيقول إن لازم يكون فيه مهر عشان يصح الجواز
-بس انا جاي و معاي 50 ألف جنيه و جاهز لأي طلب تطلبه! و مستعد اجيب ذهب في حدود مئة ألف
- و انا حلفت ما هآخذ غير الفكة اللي ف جيبك
فريد بإحراج: بس انا ممعيش غير 18 جنيه
رجب : حلوين اوي
و همس بصوت لم تسمعه الا هي دول اكثر من ثمنها حتى !
حمحم فريد بإحراج : طب نعمل فرح حتى لو على الضيق ؟
- يا ابني هو انت عايز تكلف نفسك بالعافية و خلاص ؟؟ انا لولا الموضوع ده ميصحش كنت انا اللي دفعتلك فلوس لإني بليتك البلوة دي
اطرقت منار راسها بحزن و إحراج من نظرات فريد و اصحابه لبعضهم من هذا الموقف المخزي. ..و انهمرت الدموع منها تلقائيا خاصة حين تدخل المأذون : يا حج رجب لا يصح هذا الكلام ، الآن مادامت قد توفرت جميع الشروط سيتم عقد القران بالتراضي من الطرفين لكن نريد أولا ان نسمع رأي العروس حسب الشرع
اومأت برأسها و قالت بصوت مبحوح باكي : موافقة يا مولانا
رأى المأذون دموعها فقال بشك : متأكدة انك لست مرغمة على هذا القران يا ابنتي؟؟
قاطعه صوت والدها: لا مش مغصوبة و بعدين هي ما لهاش حق ترفض او توافق اصلا !!
- يا سيدي الكريم هذا هو الشرع مادامت بكرا فمن الواجب أخذ رأيها و موافقتها الكاملة
همس رجب بصوت يكاد يصل للجميع: ده لما تكون عاقلة زينا و بعدين قال بصوت عال : هي تحمد ربنا ان البش مهندس فريد اتقدملها ...اكتب يا مولانا ما تضيعش وقتنا .
انتهى الفلاش
انهمرت دموعها و اغرقت ملابسها بالكامل ..لطالما فكرت كيف ستتصرف و ماذا ستقول لو حدث و قابلتهم صدفة !
لم تعرف ان افكارها ستتحقق و تقابل اربعتهم معا !!
تعاملت مع والدها بجمود و مهنية لكن الامر لم يكن لينجح مع والدتها... كانت تتجنب النظر إليها خوفا من أن تضعف
والدتها التي اشتاقت كثيرا إليها و الى حضنها الحنون .
لكنها ليست مذنبة في هذا البعد .. فقد حاولت كثيرا أن تقابلها و لو سرا و لكن فوزية لم ترض بذلك خوفا من زوجها الذي اقسم بتطليقها ان فعلت....فضلت زوجها على فلذة كبدها
حتى أنها لم تعلم انه قد اصبح لها حفيدين..!!
لم تكن بجانبها حين كانت بين الحياة و الموت بسبب الغيبوبة
لم تكن معها حين فرحت بخبر حملها الاول... و لا الثاني ..
لم تكن بجانبها لمواساتها حين كانت تعاني آلام المخاض و الولادة ...لم تشهد فرحتها و هي تمسك ابنتها لأول مرة
لم تقبّلها و تدعو لها بطول العمر ..لم تكن حاضرة معاها حين تخرجت من كلية الطب بتفوق و هي ترى الجميع يحيطون بهم أفراد عائلتهم يفتخرون بهم و يهنؤونهم فرحين بنجاحهم و هي وحيدة لا يوجد حولها سوى زوجها مع انها كانت الثانية على دفعتها
تذكرت كل هذا و أكثر ..بكت كل احزانها في ربع ساعة أو أقل
خلعت ملابس العمل و معها كل الذكريات الحزينة التي راودتها قبل قليل .. لن تخرج لأسرتها الصغيرة بهذا المنظر
غسلت وجهها و وضعت القليل من الماسكرا و احمر شفاه بلون الشفاه الطبيعي .. لا تحتاج سوى للمسات خفيفة كي تبدو رائعة الجمال .
خرجت مبتسمة حين وجدت زوجها ينتظرها أمام سيارته برفقة هذين الصغيرين الذين اخذا وسامة ابيهما و شعر والدتهما الذهبي و لون عينيها فكان جمالهما يخطف الابصار
انطلقت إليها عشق بطفوليتها المحببة بينما يحمل هو الصغير بوجهه الضاحك فور رؤية والدته من بعيد
عشق - مامييييي 🥰🥰
- حبيبة قلب ماااامي من جوة... تعبتي بابي في غيابي ؟
- لا يا مامي ☺️
- طب اخذتي بالك من اخوكي زي ما وصيتك؟
- طبعا يا مامي زي ما وصتيني بالضبط انا ابقى اخته الكبيرة في وجودك و مامي بتاعته في غيابك
- شطورة يا قلب مامي🥰
احتضنتها و باستها بحب
اقترب منها و همس في اذنها بوٓله
- طب و بابي ملوش نصيب في الحضن و البو"س ؟ ده حتى كان نايم حاضن المخدة امبارح 😔
نظرت اليه و اردفت بمزاح : بتستعبط صح ؟؟همست في اذنه إتلم أحسن لك ...البنت سامعاك
ثم اقتربت منه اكثر و همست بتذمر مصطنع بدون ان تسمعها عشق
- انت عارف اني هاعوضك بالليل عن غيابي ف بلاش دراما
فريد بحب : عارف حبيبي ... بأهزر معاكي بس يا روحي
مالت عليه بحب : و انا كمان بأهزر .. انا مليش غيرك و لولاك مكانش فيه عشق ولا سامي اصلا ...
أخذت المفاتيح منه و ركبت : انا هسوق
ركبت في السيارة و اكملت
- ها قل لي ... هو انت هتفضل لحد امتى تجي توصلني و ترجعني بعربيتك ؟؟ ما عربيتي موجودة ليه مش بتسيبني اطلع لوحدي ؟انت عارف كلها نص ساعة و اوصل البيت اصلا
- بحب أوصلك بنفسي
- بس كدة تعب عليك يا قلبي فوق مسؤولية الولاد مشيلاك مسؤوليتي !! كدة هتزهق مني و ...
- هسسس ...انا معتبرك بنتي الكبيرة مش مراتي ...اوعي تقولي الكلمة دي تاني ..انا فخور بيكي و بالمكانة اللي وصلتيلها بيروح عني التعب لما أشوف فرحتك و انتي شايفاني مستنيكي من بعيد .... و بعدين انتي كمان شايلة مسؤوليتي و مسؤولية الولاد و العيادة و الشغل في المستشفى و فوق كل ده بتدرسي و عمرك ما اشتكيتي.. يبقى فيها ايه لما اريح مراتي حبيبتي و اخفف عنها و لو جزء بسيط من المسؤولية ؟؟
- ربنا يخليك لينا يا ديدو
- طب يالا يا قلب ديدو البنت الشقية دي عايزة كيكة برتقان
نظرت إليها منار بمشاغبة - بس كدة !!! احلى كيكة برتقان لأحلى عشق في الدنيا ...بس بشرط
عشق ببراءة : شرط ايه ؟؟
- هتساعديني فيها اول بأول عشان المرة الجاية انتي اللي هتعمليها من غير مساعدتي
عشق بفرحة : حاضر يا مامي 🥰
انطلقت بأسرتها نحو منزلهم الدافيء المليء بالحب
لم تر تلك العيون التي كانت تراقبهم من بعيد بحسرة و حزن و اشتياق: سامحيني يا بنتي ...كان غصب عني 😭
نام الولدان فعادت الى زوجها الذي كان يتابع احد البرامج
جلست بجانبه بدون كلام و راحت تتابعه معه بدون تركيز .
- شكلك متغيرة يا منار ...
- متغيرة ازاي
- من لما جينا من المستشفى و انتي مش على بعضك...مالك ؟؟
- لا ابدا يا حبيبي مفيش حاجة شوية تعب ...اصل كان عندنا حالات كثير امبارح
- مش عليا يا مينو... ده انا فريد ...حبيبك اللي حافظك اكثر من نفسه...حصلت حاجة في المستشفى صح؟؟
تنهدت بحزن
- شفتي ازاي ! قلبي كان حاسس ان فيه حاجة ....هاااا احكيلي منار بضيق : بابا جاتله ازمة قلبية و جابوه المستشفى النهاردة
- هاااا و بعدين
- ولا قبلين ...فحصته و اسعفته و اديتهم العلاج و مشيت
نظر إليها فريد و شعر بالضيق الذي بداخلها
اقترب منها و إحتضن كتفها بحنان
- انا عارف انهم وحشوك يا حبيبتي....خصوصا امك
وضعت راسها على كتفه بحزن
- بس مش انا اللي بعدتهم هوما اللي بعدوني عن العيلة و استعروا مني و رفضوا يعترفوا بوجودي حتى
- و مع كدة هيفضلوا عيلتك... لو عايزة تسامحيهم فأنا هأدعمك لانك مش هتعرفي تعيشي حياتك بشكل طبيعي و انتي حاسة دايما بإن فيه حاجة ناقصاكي
- مين قال كدة ؟ انا عمري ما حسيت ان فيه حاجة ناقصاني طول ما انت معايا ...انت عوضتني عن حب الاب و الأم مع بعض ، و اديتني سند و دعم الأخ و حنية و خوف الأخت .
انت مخلتنيش أحتاج لأي حد يا فريد ..كنت ليا كل دول و فوقيهم الزوج و الصاحب و الحبيب .. انا لولاك كان زماني لسة مرمية في مستشفى المجانين لحد دلوقت
- بعد الشر عليكي ... ربنا يخليكي ليا يا روحي
- ويخليك ليا انت و حبايبي الصغيرين
- يعني افهم من كدة انك مش مسامحاهم؟؟
- لا طبعا ...انا سامحتهم من زمان زي ما انت سامحت اهلك ...كل الحكاية اني مش هأبقى مرتاحة لقربهم مني تاني ...انا اتعودت على حياتي من غيرهم ... خايفة وجودهم يرجعلي ذكريات سيئة ممكن تؤثر عليا ف حياتي ...و انا مش عايزة اي حاجة تؤثر عليا ف تربيتي لاولادي
عايزة ولادي يتربوا تربية سليمة من غير عقد نفسية و مشاكل هاحكيلهم كل خير عن جدهم و جدتهم و قد ايه كانوا طيبين و عن خالهم قد ايه كان شهم و بيحبني و خالتهم اللي قلبها فيه حنية الدنيا كلها و عن عماتهم اللي كانوا بيعتبروا مامتهم اختهم الرابعة ... بس ارجوك خليهم بعاد عن حياتنا ..لانهم اذوني و سابوني ف أكثر وقت كنت محتاجالهم فيه و
الأذى لما بيكون من اقرب الناس لينا بيسيب ندبة فظيعة مستحيل تلتئم ...انا نص عمري راح في مستشفى المجانين فمحدش هيلومني لما ارفض رجوعهم لحياتي تاني .
فريد : بس يا روحي انتي هت..
قاطعته بوضع يدها على فمه : يا فريد انا مصدقت اني أخيرا بقيت متصالحة مع نفسي و نسيت الفترة الكئيبة اللي عدت عليا و سامحتهم.... لو رجعوا تاني مش هاقدر انسى اني كنت مجنونة ولا هاعرف أعيش حياتي معاك انت و ولادنا بشكل طبيعي تاني فأرجوك ما تغصبنيش على حاجة انا مش عايزاها
- حاضر يا حبيبتي اللي تشوفيه المهم راحتك .
صمت لحظة ثم قال بتساؤل : طب إيه رأيك لو ناخذ أجازة و نسيب الولاد عند دادة مليكة و نسافر شهر عسل
ضحكت منار رغما عنها : شهر عسل تاني ؟؟
فريد بحب : ايوة ايه المشكلة ؟؟
- المشكلة ان ده هيبقى خامس شهر عسل يا روحي !!
فريد بتساؤل - ايوة و ايه يعني ؟؟عابز حياتنا كلها عسل
عايز اعوضك عن اللي شفتيه ... عايز أحبك اكثر من كدة! براحتي بقى ! مش كفاية معملناش فرح زي الناس ؟؟
- انت بجد ملكش حل ...
سكتت قليلا ثم قالت: فريد !!
فريد بتوهان : قلبه
منار : انا عايزة اقولك حاجة
- ايه يا روحي ؟؟
- انا بقيت أشكر ربنا كل وقت أنه خلاني أعيش اللي انا عشته ده عارف ليه ؟؟
- ليه يا قلبي ؟؟
- عشانك .... يمكن لولا اللي حصل معايا مكنتش انتبهت لوجودك أو فكرت اصلا فيك
ضحك فريد عابثا ف شعرها بفوضوية : عارف ....انتي هتقوليلي !! يا شيخة ده انتي رفضتيني اربع مرات !!
بادلته الضحك : و مع كدة مكنتش بتحرم ...طب اقولك سر و ما تزعلش ؟؟
فريد بضحك: قووولي يا اخرة صبري
- انا كنت شايفاك د"مك ثقيل و معقد .... و لما كنت بتطلب ايدي من بابا و يجي يقولنا ف كل مرة كنت أقول في نفسي: البني آدم ده صنفه ايه ؟؟فوق انه س"م كمان معندوش د"م ولا كرامة !! مُصِرً على وحدة مش طايقاه ليه ؟؟؟
ضحك فريد بصوت عال ثم اردف : كل الحكاية اني مش بتاع بنات يعني في رأيك لما الواحد يكون ابن ناس و خجول و يعرف ربنا يبقى معقد !! و لما يحارب عشان حب حياته يبقى مهز"ق و بلا كرامة !!
اعتدلت في جلستها و نظرت في عينيه : و انا ايش عرفني ؟ ما انا قلتلك ده كان رأيي وقتها ...بس تعرف؟؟
بادلها فريد النظرات داخل العينين: امممم
منار : كنت مستنية بس انك تحاول تكلمني وقتها و انا كنت امسح بكرامة أمك الأرض ...
ضحك بشدة و اكملت منار بإحراج
- بس المشكلة انك عمرك ما حاولت تقرب مني !!
همس بحب - ما انا قلتلك ... كنت خجول و بحبك حب بريء و مؤمن من جوايا إن ربنا لو بيحبني و مقدرنا لبعض هيكرمني بيك في الحلال من غير ما أدنس حبي ليك ...و الا فأنا كان قدامي فرص كثير اوي اني اكلمك من لما سحرتيني و ملكتي قلبي ..
منار بعبث - اااه قلتلي !! و ده كان امتى ان شاء الله؟؟
فرك ذقنه الجذابة بتفكير ثم أجاب - امممم استني افتكر!! يمكن من لما كنتي في الاعدادي و بتعملي شعرك ضفيرة و تحطيها على جنب زي سلسلة ذهب و تحطي في نهايتها فيونكة حمرا و تجي رجاء بنت جارتكم سلوى اللي معاكي في الصف تغير منك و تشدك منها و انتي تقعدي لوحدك في الجنينة اللي جنب الحارة تعيطي و محدش من البنات بتجي تواسيكي لإنك أجمل من الكل ؟؟
- يااااااااه !!! ده أنت عارف عني كثير اوي !!!
همس في اذنها بعشق: أكثر ما بتتخيلي !!
اندست داخل حضنه و أحاطته بذراعيها :انت انسان جميل اوي يا ديدو أنا مش عارفة ازاي كنت معمية لدرجة اني ما اشوفش جمالك ده ... يمكن عشان مكنتش شايفة غير النذ'ل ....
وضع يده على فمها برفق : ششششش .... شفايفك الحلوة دي ما تنطقش اسم راجل غيري و إلا هعرف اعاقبها بطريقتي !
اعتدلت في جلستها ثانية و امعنت النظر اليه مجددا
- او يمكن كنت غ"بية لدرجة اني كنت شايفة نفسي ...
قاطعها بضحك : كثيرة عليا ...صح ؟؟؟
ابتسمت بإحراج ثم اجابته بحب : احم ...صح 😌
- عشان تعرفي اني حافظك بجد 😂
- بس ما اتخيلتش أبدا هيجي يوم تبقى لي فيه النفس اللي بأتنفسه 😍
فريد بمزاح - امممم ده غزل واضح سيدي الحكم !!
اقتربت منه كثيرا الى أن احس انفاسها الدافئة على رقبته و وضعت سبابتها أعلى انفه و نزلت بها في خط مستقيم الى ان لامست شفاهه نزولا الى ذقنه بعبث محبب له فاغلق فريد عيناه بإستمتاع
بينما همست في اذنه بعشق : جوزي و اغازله براحتي بقى !
- عارفة انك بتثبتيني بالحركة دي صح !!
ضحكت منار : صح عارفة...عشان تعرف ان انا كمان حافظاك ☺️
-اممم شايف ان مزاجك بقى أحسن دلوقت ؟؟
اجابته بعيون عاشقة : عشان تعرف بس اني معاك بأنسى الدنيا كلها 🥰
كان سيقترب كي يلتهم تلك الشفاه القرمزية لكنها انسلت من بين احضانه و صعدت بدلال انثوي يعشقه
غمزته بعبث قائلة : ما تتأخرش..
اقفل التلفزيون و صعد خلفها و هو يتمتم برغبة :
هو انا اقدر اصلا ! 😍
بعد ما خف والد منار عرفته والدتها اللي حصل
اخذ فترة بيفكر في اللي حصل و ندم أنه بعدها عن حياتهم و اتخلص منها كإنها كيس زبا'لة مش بنته
بعد ما عرفت كل عيلتها بالمركز اللي وصلتله منار و بالعيادة الخاصة اللي جوزها فتحها لها و اللي اشتهرت بسرعة بسبب شطارتها كدكتورة رغم خبرتها القليلة مقارنة بدكاترة كثير اكبر اسما و سنا ، حس ابوها بالفخر و في الواقع طمع هو و اخواتها لما شافوا مستواها المعيشي خاصة بعد ما انتقلت من الفيلا الصغيرة لفيلا اكبر بكثير اشبه بالقصر بجناين و بيسين و حديقة العاب مصغرة ..
قررت عيلتها ترجع المية لمجاريها و تحاول تتواصل معاها كل واحد من طرفه
رفضت منار اي نوع تواصل مع اي حد فيهم مع انها بلغتهم انها مسامحاهم لكن من الاحسن يفضلوا بعيد عن اسرتها و حياتها ... ليهم منها حق الزيارة في المناسبات و الاعياد لإنها عايزة ولادها يعرفوا أهل أمهم و ابوهم غير كدة مكانتش عايزة تحتك بحد
في الاول امها و ابوها ما بطلوش محاولة و فضلوا يضغطوا عليها بطرق كثير عشان تسمحلهم يدخلوا حياتها كأي عيلة طبيعية بس لما شافوا ان الموضوع بدأ يضايقها و يؤثر فيها نفسيا و يوترها و بالخصوص أنه بقى بيأثر حتى على شغلها احترموا رأيها زي ما احترمه جوزها قبليهم
و سابوها براحتها يمكن يجي يوم و الجرح اللي في قلبها يختفي و ساعتها تقدر تتقبل وجودهم تاني .
لا تحزن في حالة أصابك سهم قاتل من الأقربين لك، فسيأتي لك الشخص الذي يُعيد لك الحياة من جديد.
طبعا عايزين تعرفوا حصل ايه مع أنس و مراته الخا'ينة؟
أبو فريال اللي هو عم أنس متوفي و أم فريال اتبرت منها و سابت الحتة هي و بنتها الثانية و محدش عرفلها طريق بعد ما قاطعوها عيلة أنس و بعد الفض'يحة اللي اتفضحتها بسبب بنتها خصوصا انها طلبت منه الخ'لع بكل وقا'حة لما أثبتت أنه اتجنن
دكتور الامراض العقلية اكد لعيلة أنس ان وضعه النفسي مش مستقر و مستحيل يقدر يمارس شغله و حياته بشكل عادي لأنه بقى عدواني و كل ما يشوف وحدة ست و يتهجم عليها عشان يق"تلها عشان كدة هيفضل في المستشفى ياخذ العلاج النفسي اللازم مش أقل من سنة
اتمسك في مستشفى الامراض النفسية لمدة ثلاثة أشهر بعدها هرب منها لما الدكتور رفض يكتبله على خروج ...غاب يومين دوروا عليه ف كل مكان ملوش أثر
ثالث يوم راح لبيته كان عنده طريقة سرية يدخل منها و هي أنه يطلع مع البلكونات لحد ما يوصل لبلكونة الصالون و كان عارف ان مراته مش بتقفل باب البلكونة عادة
جاب معاه بنزين و كبريت و اتسحب بعد نص الليل و دخل الشقة من غير ما يعمل اي صوت ... فتح باب الاوضة لقاها نايمة ف حضن عش'يقها و هوما الإثنين من غير هدوم ...
طلع من جيبه ازازة مخدر قوي سرقها من المستشفى و طلع فوطتين حط فيهم الدوا و حطه في نفس الوقت على مناخيرهم لحد ما اتأكد انهم اتنفسوا كمية معتبرة و مش هيفيقوا قام رمى البنزين على الارض و الستاير و فوقيهم اخذ المفتاح بالراحة و راح مولع في الارض و قافل الباب من برة
طلع من الشقة كلها بكل راحة بعد ما قفلها من برة و نزل و هو بيغني و راح مستشفى المجانين تاني و دخل من الحتة اللي خرج منها و رجع لسريره و نام .
على ما لحقوا الجيران ينتبهوا للحريقة كانت الشقة و"لعت بالكامل و لما اتدخلت المطافي كانت الجثت"ين اتفحمت تماما
و دي كانت نهاية فريال الخا"ينة
طبعا تم التحقيق في الحادثة عشان يعرفوا سببها بس الحريق كان قضى على كل دليل
كان المشتبه الوحيد هو أنس بما إنه كان مختفي طول اليومين اللي فاتوا و ثالث يوم بعد الحادثة ظهر نايم في سريره و صحي عادي و الغريبة أنه محاولش يأذي اي وحدة بعد كدة
بس طبعا تقرير الطبيب النفسي بيقول إن قواه العقلية مش سليمة و بالتالي حتى لو كان عندهم دليل إنه هو الفاعل كانت هتسقط العقوبة عنه حسب القانون الجزائي .
و هكذا أخذ كل احد ما يستحق....
تمت بحمد الله
لقراءة جميع حلقات القصه من هنا
وايضا زورو قناتنا سما للروايات
من هنا علي التلجرام لتشارك معنا لك