قصة مزيج العشق البارت الثاني والثلاثون 32 والثالث والثلاثون 33 بقلم نورهان محسن


قصة مزيج العشق

البارت الثاني والثلاثون 32 والثالث والثلاثون 33  

بقلم نورهان محسن


البارت الثاني و الثلاثون

توقف مطر الدموع عن الهطول ،

وأشرقت الشمس بنورها، وتبدد الظلام ،

وتفتحت زهور الارض التي كانت قد ذبلت بألوان الربيع الزاهية ، ولك أنت الفضل في كل ذلك..أحبك.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في صباح مليء بأمل جديد

حياة جديدة تشرق في القلوب التي تسكن قصر البارون ، يوم يملؤه العديد من الأحداث قد تغير المصائر القادمة.

تملمت في نومها ، منزعجة من ذلك الصوت الذي لا يريد التوقف ، فتثاءبت بكسل ، وحاولت الالتفاف إلى الجانب الآخر لإيقاف المنبه الذي يرن للمرة الثالثة  ، لكنها وجدت نفسها محاطة بساق ويد ممَ يعيق حركتها.

فتحت كارمن عينيها محاولة التركيز ، لتحمر خجلا حينما أتت في ذهنها مقطتفات سريعة ممَ حدث الليلة الماضية.

نظرت إلى المنبه الموجود على المنضدة ، واتسعت حدقتها فزعا من نومها طوال هذا الوقت وتأخرهما عن العمل.

وضعت كارمن راحة يدها على كتف أدهم وهزته بلطف ، لتهتف بسرعة محاولة إيقاظه ، وكان واضحًا أنه نائم بعمق ولا يدري بشيئًا حوله : ادهم اصحي احنا اتأخرنا علي الشركة يلا قوم

تململ أدهم بانزعاج وهو ينظر إلى الساعة ، ثم حدق في تلك الفاتنة بقميصها الذي يكشف مفاتنها بإغراء ، قائلاً بمكر ونعاس : دا مش وقت شركة اصلا تعالي هنا

جذبها لتستلقي بجانبه ثم ، اعتل جسدها بجسده الضخم ، وقبل أن تنطق حرفًا أقتنص شفتيها بقبلة شغوفة.

 

انهارت حصون إحتجاجها الضعيف تحت تأثير المشاعر العنيفة التي اجتاحت روحها ، وتبادلت معه القبلة النارية ليجن جنونه أكثر ، ويسحب الغطاء عليهم و يختبئون معًا وراءه ، ليغيبون مرة أخرى في بحار الهوى المليئة بالشوق اللامنتهي والعشق الجارف.

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

بالأسفل

مريم وليلي تجلسان بجانب بعضهما البعض ، وتجلس نادين أمامهما التي تشعر بصداع في رأسها من الإفراط في الشرب الليلة الماضية ، ولا تتذكر شيئًا مما حدث على الإطلاق ، مجرد ومضات مشوشة من حديثها المتهور مع أدهم.

ليلي بمكر : غريبة الساعة بقت 11 الصبح و لحد دلوقتي كارمن و ادهم لسه مانزلوش يفطرو

تحدثت مريم بابتسامة سعيدة وهي تطعم ملك في فمها ، متناسية وجود نادين : حقهم يتأخرو اكيد سهروا امبارح كتير مع بعض ربنا يسعدهم

ليلي : امين يارب

كانت نادين تحدق بهم بحقد وكراهية، وفهمت ما تعنيه ليلي بكلامها، واضح أن العاشقين بالأعلى يغوصون في بحار العسل لذا تأخروا على الإفطار اليوم.

تحدثت ليلي بغطرسة و قسوة ، حيث أخبرتها إحدى الخادمات بما حدث الليلة الماضية : اسمعي يا نادين اخر مرة يتكرر اللي حصل امبارح ممنوع تشربي في وسط البيت بالشكل دا في اصول يا حبيبتي لازم تلتزمي بيها لانك مش لوحدك هنا في اطفال معانا زي ما انتي شايفه

نادين بوقاحة : بمناسبة الاصول يا طنط هو ان يصح ابنك يهمل مراته الاولانية بالشكل دا و يهتم بمراته التانية و بس

تنهدت ليلي قائلة ببرود : دي حاجة خاصة بينكم و بين بعض مادخلنيش فيها

نفخت نادين بإمتعاض من عجرفة تلك العجوز دائمًا معها ، واكتفت بصمت لاذع ، فلا شئ يستدعي للقلق الآن إلا أنه من الممكن أن تحمل كارمن من أدهم حتى مع مواعيدها المنتظمة ، لوضع أقراصها في العصير ، لذلك ستضاعف جرعة الحبوب في العصير حتى تشعر بالأمان قليلاً من أي مفاجأة ، قد تهدد بإقصاؤها من هذا الرخاء الذي تستمتع به ، ولا تستطيع الإستغناء عنه.

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

ظهرا في جناح ادهم

هتف أدهم وهو يقف أمام الحمام : حبيبي هتفضلي جوا كتير

نظر إلى ساعته ، ثم أردف بتذمر : بقالك اكتر من ربع ساعة جوا بتعملي ايه كل دا ما تخرجي بقي

بعد لحظات فتح باب الحمام ، وظهرت كارمن بمنشفة تلف بها جسدها الناصع ، وتلف شعرها بمنشفة صغيرة.

كارمن بغضب طفولي ، وهي تضع يدها على خصرها : حرام عليك يا ادهم كل شوية تنادي عليا بتوترني كنت هتزحلق كذا مرة

ثم أضافت بدهشة ، وهي ترى ملابسه الشبابية الأنيقة ، كان يرتدي بنطال جينز رمادي وتي شيرت أبيض منقوش عليه حروف باللون الأسود.  وعليه جاكيت أسود أنيق وعصري به خطين باللون الرمادي علي جانبي اكتافه : هو انت لابس كدا ليه اومال فين البدلة

ابتلع أدهم لعابه على منظرها المغري جدا ، قائلا ببحة خشنة : مافيش بدلة انهاردة

تمتمت كارمن وهي تفرك رقبتها من جاذبيته التي تشتتها : وناوي تروح كدا الشركة يعني

أهداها أدهم ابتسامة جذابة ، ليقول بنفى : لا احنا مش هنروح الشركة انهاردة مالك هيحل مكاني

وأضاف مشيرًا إلى ملابسه : ايه مش عجبك الطقم دا؟

اقتربت كارمن منه ، وهي تزم شفتيها للأمام بدلال ، لتغمغم برقة : بالعكس عجبني اوي

همس مزمجرا من جمالها الأنثوي الأخاذ الذي يفقده ثباته الإنفعالي : هتفضلي واقفة كدا قدامي بالفوطة دي .. يلا ادخلي البسي هدومك بسرعه عشان هنخرج .. البسي حاجة تقيلة الجو بدأ يبرد

ابتهجت أسارير وجهها بفرح وهي تسأل على الفور : بجد هنروح فين ؟

ابتسم أدهم علي حماسها قائلا بنفاد صبر : مفاجأة ماتيلا بقي الحقي نفسك قبل ما اتهور و انتي زي القمر قدامي كدا و اغير رأيي و نقضي الوقت كله علي السرير دا

قهقه عليها بشدة عندما احمرت وجنتاها بالخجل من جرأته ، وركضت بسرعة نحو غرفة الملابس دون لحظة تردد واحدة.

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

في فيلا مراد

كان يرتب حقيبة سفره ، ولم يتبق وقت لإقلاع طائرته إلى إيطاليا ، وحاتم يقف الي جواره.

حاتم بإضطراب : انا قلقان يا بني عليك ما تخلي الشرطة هي اللي تتعامل معاهم

تكلم مراد وهو يغلق سحاب الحقيبة قائلاً بهدوء : ماتقلقش كله مترتب و مافيش حد هيقضي علي الكلاب دول غيري

حاتم بعدم اقتناع : مش هتقدر لوحدك انت عارف عددهم كام

نظر إليه مراد قائلا بإصرار : الشرطة هتلم كل اعضاء المنظمة بمعرفتها كل دا مايهمنيش انا عايز زعيمهم

حاتم بخوف : يا مراد انت رايح للموت برجلك

مراد ببرود اعصاب : ما انا في كل الاحوال ميت هتفرق ايه علي الاقل المرة دي بجيب حق اهلي اللي اتقتلو غدر علي ايدهم بطريقة صح

ربت حاتم علي كتفه بحنان وقال : انا فاهم بس خايف عليك انا ماليش غيرك .. مش فاهم اشمعنا المرة دي مصمم افضل هنا و ماجيش معاك

تحدث مراد بسأم و هو يضع سلاحه المرخص في حزام الصدر تحت سترته : تاني هنتكلم في الحوار دا مافيش وقت الطيارة هتقوم بعد ساعتين .. خلي كارمن دايما تحت عينك يا حاتم محدش ضامن لو في جواسيس مزروعه وسط رجالتنا اكيد عندهم خبر اني براقبها محدش غيرك بثق فيه

حاتم بطاعة : ماشي هتغيب هناك قد ايه طيب

مراد بلا مبالاة : حوالي شهرين او اكتر علي حسب

حاتم بقلة حيلة : ربنا معاك يا بني و يعديها علي خير

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

في احدي فنادق القاهرة

وصل زين وبدر وماجد إلى القاهرة ، وتوجهوا إلى أحد الفنادق للإقامة الليلة حتى يأتي ميعاد ذهابهم لمنزل كارمن.

صعد الجميع إلى غرفهم ، فكان لزين وماجد غرفة وكان بدر وحده في غرفته ، بعد أن اتفقا على الراحة من عناء السفر قليلاً ، ثم تناول الغداء معًا.

جلس زين على سريره ، وبجانبه على السرير الآخر تمدد ماجد ، ونام بسرعة من شدة إجهاده.

أخرج زين هاتفه من جيبه راغبًا في الاطمئنان على روان التي تركها مبكرًا قبل الفجر ، ونزل بسرعة حتى لا تستيقظ من نومها.

بدأ بإرسال رسالة لها عبر WhatsApp

زين : وصلنا الفندق من شوية حبيبتي ..

طمنيني عليكي لما تشوفي الرسالة

بعد فترة ، أضاء الهاتف برسالة جديدة

روان : حمدلله علي سلامتكم انا الحمدلله بخير بس زعلانه منك ليه مقومتنيش اشوفك قبل ما تسافر

زين : محبتش اقلقك يا حبي .. المهم انتي بتعملي ايه من غيري

روان : مفيش قعدة انا و امي و حماتي حبيبتي نرغي شوية سوا .. قولي صحيح انت فطرت

ابتسم زين علي اهتمامها به حتي ، وهو بعيد عنها : ايوه اكلنا حاجة خفيفه و احنا في الطريق ماتقلقيش

روان : معنديش اغلي منك اقلق عليه و اهتم به

زين : تعرفي رغم اني سيبتك من كام ساعه .. بس وحشتيني فيهم اوي .. هكلمك قبل ما انام مع اني مش عارف هنام ازاي اتعودت تبقي في حضني و اشم ريحتك الحلوة لحد ما انام

خجلت روان من كلماته الرقيقة، لكنها حاولت تشجيع نفسها، فهو لا يراها ولا يسمع صوتها الأن ، فلا ضرر إن قالت ما تشعر به دون قيود الخجل : انت كمان وحشتني و صعب عليا انام و انت مش جنبي ماتتأخرش عليا و طمني عليك

زين : ماشي يا قلبي خدي بالك من نفسك لحد ما ارجع و طمنيني بكرا برسالة قبل ما تروحي الكلية

روان : حاضر هكلمك انا مضطرة اروح اشوف الاكل امي مش سايباني اقعد دقيقتين علي بعض

.. سلام حبيبي

زين : سلام مؤقتا لحد ما ارجعلك و تسمعيني كلمة حبيبي اللي طالعه حلوة اوي من شفايفك

ثم أغلق الهاتف وحاول النوم قليلاً ، لكنه لم يستطعز، فقرر الخروج من الغرفة والنزول إلى الطابق السفلي ، ليشم بعض الهواء.

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

في أحد المطاعم على النيل

كارمن تجلس بابتسامة سعيدة وشعرها يتطاير بفعل الريح ، كانت اية في الجمال ببراءتها ، وامامها يجلس ادهم يستمتعون بالمناظر الرائعة من حولهم ، و هم يتناول الغداء اللذيذ ، ويتحدثون اثناء الاكل.

عضت كارمن شفتيها قائلة بتردد : انا ممكن اسألك سؤال

ادهم بإرتياح : اسألي براحتك

ابتلعت الطعام في فمها ، ثم نطقت بخفوت : احم هي نادين ليه بتشرب و ازاي انت محاولتش تخليها تبطل

أمال أدهم رأسه قليلاً ، وهو ينظر إليها بتمعن ليسأل : مين قالك اني ماحاولتش؟

ثم أردف بهدوء : حاولت كتير في بداية جوازي منها لكن هي كان عجبها عيشتها نوادي وشوبنج و شرب و كانت متعودة تسهر وترجع متأخر لكن لما هددتها ان دا هيخليني اطلقها بطلتو .. ويمكن لان ماكنش في بينا مشاعر وحياتنا مختلفة جدا عن بعض يأست منها بسرعه

كارمن بترقب : يعني انت ماحبتهاش خالص

ادهم بتنهيدة : لا جوازنا كان عادي جدا اقل من العادي كمان

مدت يدها وشربت العصير في اضطراب ، وقد خشيت أن يزعجه فضولها.

ادهم بإبتسامة : فاكرة اول مرة شوفنا بعض فيها

كارمن بضحكة : اكيد فاكرة طبعا هو دا يوم يتنسي

شاركها ادهم الضحك قائلا بفضول : قولتي ايه عليا في اليوم دا؟

كارمن بخبث : عايز الصراحة

نظر إليها آدهم من زاوية عينه : بدأت اقلق

كارمن بغيظ متصنع : ماكنتش طايقاك و فضلت ادعي عليك طول اليوم .. انت عارف ان ذراعي اللي وقعت عليه فضل اسبوع في كدمة زرقه كل ما توجعني افتكر اللي عملته فيا

ادهم بغموض : وانا عمري ما نسيت احلي عيون زرقاء شوفتها في حياتي

خفق قلبها من مغازلته اللطيفة ، ولم تدرك مقصده الحقيقي قائلة بخفوت : طب ممكن طلب

ابتسم بمشاكسة : ياسلام علي الادب اومال فين كارمن العنيدة اللي احتلت اوضتي بالإجبار و ماصعبتش عليها لا انا و لا ظهري المسكين

شعرت كارمن بالحرج ، ومسحت يدها بمنشفة بعد أن انتهت من الأكل ، ووضعتها بجانبها : انا عارفه هتفضل فاكرلي الموقف دا طول العمر

ثم اردفت بمرح : شوف بقي انا وجعت ظهرك و انت وجعت ايدي كدا احنا خلصين

ابتسم لها ثم أمسك بيدها ، وهو يصنع دوائر في بطن كفها ببطء مثير لخبطها ، قائلاً بحنو : مش عايز حواجز بينا تاني يا كارمن لما تعوزي تقولي او تطلبي حاجة ماتتردديش و لا تستئذني اتفقنا

أومأت كارمن مبتسمة : حاضر

قال ادهم مستفسراً : ايه هو بقي الطلب؟

رمشت كارمن بخفة ، ثم أجابت بنبرة متوترة إلى حد ما : كنت محتاجة ادوات التصميم اللي بشتغل بها و كلها موجودة في بيت عمر و كنت بفكر ابقي اجيبهم من هناك

لم تتغير تعبيرات وجه ادهم ، قائلا بهدوء : الوقت اللي تحبي تروحي فيه قوليلي عليه .. وبعدين الفيلا دلوقتي بإسمك انتي مش بتاعت عمر

كارمن برفض : لا الفيلا و كل حاجة بتاعت ملك انا بحافظلها عليهم لحد ما تكبر بس

ابتسم لها وعيناه تتألقان بعشق ، لأنه رمي اليها تلك الكلمة وهو يعرف ان ذلك سيكون ردها ولم تخيب ظنه ، فحبه لها يزداد في قلبه كلما تعمق في معرفته بها أكثر.

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

عند زين

بعد أن تجول حول الفندق لفترة ، خطر بباله أن يشتري هدية بسيطة لروان ، لأنه لم يشتري لها هدية زواج بعد.

أوقف سيارة أجرة متوجها إلى مكان معين.  وبعد فترة وجيزة وصل إلى المكان ، ونزل من السيارة ومشى منتصبًا بجسده داخل المحل الذي بدا فخمًا ، وذو ذوقا رفيعا.

شرد برهة عندما تذكر سبب مجيئه إلى هنا ، وبدلاً من الشعور بالحنين إلى الماضي ، كان يشعر بالاشمئزاز من غبائه.

وقف زين ينظر إلى المعروضات أمامه ، لا يعرف لماذا أتى إلى ذهنه تلك الهدية الوحيدة التي قدمها لروان عندما كانت صغيرة ، كانت عبارة عن مشبك شعر رفيع على شكل فراشة.

أخذ نفسًا عميقًا ، ثم اتجه للداخل وبعد إلقاء التحية تحدث مع البائع بهدوء : لو سمحت عايز....

البائع بإحترام : تحت امر حضرتك لحظة واحدة

....: هاخد دي حلوة اوي دي يا حبيبي

قطب زين بين حاجبيه وأدار رأسه ، فهذا الصوت الأنثوى يعرفه جيدًا وقد صدق حدسه.

....: تمام حبيبتي هناخدها في حاجة تانية عجباكي

زمت شفتيها بتفكير ، ثم رفعت رأسها لكي تجيبه ، لكن عينيها اتسعت في دهشة ، محدقة في هذا الشخص الذي يقف على بعد أمتار قليلة وينظر إليها، وعيناه تعكسان مدى الازدراء الذي يشعر به تجاهها.

في حين أن الرجل الواقف معها يبدو في الثلاثينيات من عمره ، ومظهره الأنيق دليل رخاء معيشته.

لاحظ عينيها المجمدة على هذا الرجل الأسمر الوسيم الذي كان يقف بعيدًا عنهما بقليل

...: حبيبتي في حاجة انتي تعرفي الراجل دا

أومأت إليه وارتفع صوتها قليلاً ، وهي تلف أصابعها حول ذراعه بامتلاك ، وسارت معه نحو زين الذي زفر بامتعاض ، وهو يراها تتجه نحوه.

نطقت بتوتر : ازيك يا زين اخبارك ايه؟

زين ببرود : الله يسلمك يا ريهام انا تمام

ابتسمت ريهام إليه ، وقالت بفخر وغرور : احب اقدملك جلال الحديدي خطيبي من رجال الاعمال الكبار في البلد

ثم اضافت بإبتسامة : دا الدكتور زين كان زميلي في الكلية

صافحه جلال بهدوء : اهلا و سهلا اتشرفت بيك

زين بإحترام : الشرف ليا

ريهام بخبث : هو انت استقريت في مصر يا زين

لقد فهم ما قصدته عندما لاحظ أن عينيها موجهتان إلى يده اليسرى ، هو حقًا لا يعرف كيف كان يحبها في يوما ما هي تختلف عنه في كل شيء ، ولا تناسبه من جميع النواحي : لا حاليا مستقر في بلدي قنا و اتجوزت هناك كمان

ريهام : حلو مبروك ..ابقي خلينا نشوفك

اومأ اليها قائلا بفتور : ان شاء الله

جلال : فرصة سعيدة يا دكتور

زين : ميرسي جدا

قال البائع يوجه حديثه إلى زين : بعد اذنك يا فندم

زين : معاك .. عن اذنكم

تركهم يسترسل حديثه مع البائع ، لكنه سعيد رغم كل شيء بما حدث الآن ، لأنه لم يشعر تجاهها بأي شعور لا كراهية ولا حب ولا حتى ألم ، وهذا يؤكد أنها لم تعد تشكل اهمية عنده ولا تترك أي أثر به مطلقا، وأن تلك التجربة قد شفى من جراحها ، والفضل يعود إلى زوجته الشقية، التي تسللت إلى قلبه لتقلب كيانه وحياته رأسًا على عقب.

بينما ريهام تائهة في تفكيرها بزين لم يتغير ، فرغم كل ما حدث منها ، لكنه لم يسيء إليها ، فهي تعلم كم هو شهم وعالي الأخلاق.

إذ لم تكن مندفعة وإنساقت وراء تهورها في الماضي ، ربما كانت هي زوجته الآن ، لكن هذا هو قدرها وهي الآن سعيدة بحياتها ، ويبدو أنه سعيد في حياته الجديدة أيضا ، وتأمل أن يغفر لها في يومًا ما على ما فعلته به.


★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

جاء المساء بسرعة

كانت كارمن تجلس أمام المرأة وتبتسم بشرود ، وهي تتذكر الساعات الجميلة التي قضتها مع أدهم.

رمشت عيناها مندهشة وهي تري انعكاس ابنتها على المرأة خلفها وهي جالسة على السرير ، ممسكة بالقلم وتخربش على ورق دفتر الرسم التي أحضرته لها مريم لتسليتها.

استدارت وسارت إلى مكانها بابتسامة حيث تري ابنتها تلون الرسومات غير الملونة بألوان جميلة حقًا.

قالت كارمن وهي جالسة بجانب ملك ، وتمسح علي شعرها برقة : حبيبة ماما بتعمل ايه وريني كدا

ناولتها الورقة تقول بصوتها الطفولي : رسمة ملك

كارمن بإعجاب : الله ايه الحلاوة دي يا نور عيني

ثم أضافت وهي تحملها بين ذراعيها وتجلسها على حجرها وتلاعبها بضحكه : بقيتي تقعدي مع كتير تيته ليلي و تيته مريم و سايباني لوحدي ينفع كدا

مريم : كارمن

استدارت عينا كارمن نحو الباب الذي انفتح ، ودخلت والدتها فقالت وهي تلهث : نعم يا ماما

ليلي ببشاشة : بتعملو ايه؟

كارمن بإبتسامة حلوة : تعالي شوفي ملك بتعمل ايه

اقتربت منهما مريم التي بدت مرتبكة قليلاً ، ثم بلطف مسحت براحة يدها على شعر الصغيرة لتقول بخفوت : بقي عندنا فنانه تانية صغننه ربنا يحميها

نظرت كارمن إلى ملك بحنان ثم قبلت وجنتيها الحمراوين ، قائلة بهدوء : يارب يخليكو ليا يا ماما ..

اردفت وهي تري مريم تفرك يديها بإضطراب : بس انا حاسه ان في حاجة عايزة تقوليها صح

خفضت مريم بصرها قائلة بتوتر : هقولك بس براحة كدا مش عايزة اعصابك تتوتر .. انتي عارفه مين تحت دلوقتي مع ادهم؟

همست كارمن ، وبدأ القلق يتملكها من نبرة والدتها المرتبكة : مين يا ماما!!

مريم : عمك و ولاده

فتحت فمها بدهشة وعدم استيعاب : عمي اللي في الصعيد جه هنا

عندما رأت شحوب وجه ابنتها ، هتفت مريم بسرعة في محاولة لطمأنتها : ايوه يا حبيبتي .. بصي هما عايزين يتكلمو معانا فإلبسي و تعالي نشوف عايزين مننا ايه .. انا هسبقك علي تحت و ماتخافيش ادهم موجود معانا

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

بعد قليل في الاسفل

نزلت كارمن والقلق يسيطر عليها ، كانت في حيرة شديدة من سبب قدوم هؤلاء الناس الآن ، بعد كل هذه السنوات ، تذكروا أن لديهم ابنة ويريدون رؤيتها

لن تنسى حزن والدها بسبب غضب والده عليه لأنه تزوج والدتها صحيح أنهم لم يتحدثوا عن هذا الأمر أمامها ، لكنها كانت تسمعهم يتحدثون عنه كثيرًا بالخفاء ، وفي كل مرة كانت تري دموع والدها تتساقط بحزن كلما تذكر غضب والده عليه ، ورفضه رؤيته حتى عندما كان يحتضر أو ​​هكذا اعتقدت أنها لا تعرف تماما ما كان يحدث.

وصلت إلى الريسبشن الخاص لاستقبال الضيوف ، ولكن قبل الدخول ألقت نظرة خاطفة ورأت ثلاثة رجال ، بدا علي أحدهم أنه أكبرهم سناً بسبب شيب شعره ، كان وقورا في جلسته ، لكن ما فاجأها أن ملامحه كانت قريبة جداً من ملامح والدها.

بالتأكيد هذا عمها الذي لا تذكر اسمه حتى ، وبجانبه شابان لابد أن يكونا أبناء عمها ، ومعهم أدهم وليلى ومريم وهم يتحدثون ، لكنها لا تسمع شيئًا مما يقولون.

أغمضت عينيها وأخذت نفسا عميقا لتهدئة نفسها، ودخلت برشاقة ، وخطوات متزنه عليهم.

فجأة توقفوا عن الكلام عندما رأوا تلك المرأة الفاتنة تظهر عليهم في مظهرها الهادئ خارجيا ، وقام الجميع من مقاعدهم للترحيب بها.

كارمن بهدوء : مساء الخير

قام الجميع برد التحية

مريم بإبتسامة : تعالي يا كارمن سلمي علي عمك و اولاده

احمرت وجنتاها قائلة برقة فطرية : اهلا وسهلا

همس ماجد بصوت خافت لم يسمعه سوى زين الذي كان يقف بجانبه : تصدق طلعت حلوة اوي علي الطبيعة .. بقي دي بنت عمي انا والله مش مصدق

تمتم زين بحنق ، وهو يلكزه بخفة : احترم نفسك جوزها واقف جنبك يا غبي

اقترب منها بدر ، وقال بابتسامة بشوشة : بسم الله ماشاء الله انتي اجمل من الصور بكثير

مدها يده لمصافحتها ، فرفعت يدها وصافحته بابتسامة صغيرة قائلة بتحفظ : شكرا لحضرتك

قهقه بدر بمرح : ما بلاش رسميات يا بنتي انا عمك بدر قوليلي عمي من غير حضرتك دي

أومأت إليه بخجل وهي تنظر إلى أدهم الذي كان يتابع ما يحدث دون أي رد فعل ، لكن عينيه على كارمن لم يرمش ، فكان يشعر بارتباكها ويريد بأي شكل من الأشكال طمأنتها.

أراد أن يصعد إليها منذ قليل ، لكنه حافظ على ثباته وأرسل والدتها لتخبرها بنفسها.

ادهم بثبات : تعالي يا كارمن

بدت كما لو كانت تنتظر تلك الجملة وبمجرد أن نطق بها ، توجهت بسرعة نحوه.

اضاف ادهم برزانه و هدوء : اتفضلو استريحو

جلست كارمن بجانب أدهم الذي رفع يديه خلف ظهرها ليحيطها بحماية ، وضغط بلطف على ذراعها كما لو كان يرسل رسالة صامتة بأنه بجانبها لدعمها.

شعرت بالأمان يغلف قلبها بحضوره فقط و أنها تحت كنف مسؤليته ، فالأمان العاطفي هو الذي يولد شعورًا بالحب الصادق ، ويجعله يدوم طويلاً.

جلس بدر مرة أخرى وقال بهدوء : اول حاجة يا كارمن عايز اعرفك علي الدكتور زين ابن عمتك حياة

ثم أشار إلى ماجد ، الذي قاطع كلماته ، قائلاً بمرحه المعتاد : و انا ماجد ابن عمك بشحمه و لحمه .. فاضلي السنه دي و اخد ليسانس حقوق و ابقي محامي

ابتسمت كارمن بسبب خفة ظله : ربنا يوفقك

حدق بدر في ماجد بتحذير ، ثم اتجهت عيناه إلى مريم وهي تتحدث بهدوء مع كارمن : عمك بدر كان عايز.....

قاطعها بدر قائلا بوقار : خليني انا افهمها احسن يا ست الكل

أومأت إليه مريم بتفاهم ، وجعلته يبدأ الحديث بينما كان الجميع في حالة ترقب

بدر : ....

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


البارت الثالث و الثلاثون


في الحب لا تطلبي ملكا ً،

فالملوك على رقعة الشطرنج نقطة ضعف ..

في الحب اطلبي رجلا بقوة جيش بأكمله ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ما زلنا في قصر البارون

بينما هم مجتمعون في الداخل.

نزلت نادين بغطرسة ، ولفتت أنظارها تلك الضجة في غرفة استقبال الضيوف ، والتي نادرًا ما يدخلوها.

مرت أمامها خادمة كانت قد خرجت لتوها من الداخل بعد أن قدمت بعض المشروبات والحلويات للضيوف.

أوقفتها نادين بإشارة من أصابعها قائلة بتعالي يتخلله الإستفهام : تعالي هنا ايه اللي بيحصل جوا مين اللي قعدين دول يا مروة؟

ردت مروة التي دائما ما تنقل أخبار الجميع إليها قائلة بثرثرة : الله اعلم بس باين كدا انهم قرايب كارمن هانم من الصعيد .. انا فهمت كدا من لهجتهم يا نادين هانم

نادين همست بصدمة ، وتحدثت إلى نفسها بصوت مرتفع قليلا : من الصعيد .. و ايه اللي جايبهم هنا؟

مروة بحيرة : علمي علمك يا هانم

نظرت نادين اليها في إزدراء ، ثم أشارت إليها بتكبر لكي تغادر متمتمة : خلاص يلا روحي انتي شوفي شغلك

بعد أن غادرت الخادمة ، تقدمت نادين إلى الأمام بخفة ، تتنصت من خلف الباب لتسمع ما يقال في الداخل ، ربما تفهم ما يدور من ورائها.

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

في الداخل

إستطرد بدر حديثه بابتسامة لطيفة تليق به : شوفي يا بنتي عارف انك بتسألي ازاي وصلنا ليكي و ايه اللي جابنا من الاساس .. صدقيني احنا بقالنا سنين بندور عليكي وعلي الست ولدتك عشان نطمن عليكم ونعطيكي ميراثك من نصيب ابوكي بس ماكناش عرفين ارضيكم فين ..

تنهد بحزن وأضاف بشرح : بعد موت محمد الله يرحمه .. ابويا اللي هو جدك تعب اوي وصحته بقت ضعيفه و مابقاش بيفكر ولا علي لسانه غير انه عايز يشوفك و يرجعلك حقك ويستسمحك علي اللي حصل منه زمان .. وعرفنا من الشركة اللي كان بيشتغل فيها ابوكي الله يرحمه عنوانكم القديم لكن محدش هناك كان عارف عنوان سكنكم الجديد

كارمن خفضت عينيها ، وفركت يديها ببعض الحزن، وامتلأت عيناها بالدموع من ذكرى والدها الحبيب.

بدر بعطف : بلاش دموع يا بنتي اهدي واسمعيني

رفعت وجهها ، ونظرت إليه بعينين محمرتين من الدموع المكتومة داخلها قائلة ببحة خانقة : اسمع ايه حضرتك !! انت ماتعرفش بابا كان كل يوم بيبكي علي زعل ابوه منه و لما مرض محدش فيكم حاول يقف جنبه

بدر بأسف : والله يا بنتي ما كنا نعرف حاجة عنكم دا اخويا الكبير واكتر واحد اتقهر علي فراقه كان انا ..

تدخل أدهم في الحديث بحزم ، وهو يحاول السيطرة على أعصابه بالضغط على قبضته ، حينما لاحظ أن كارمن ترتجف ودموعها تنهمر بصمت : أأمر ايه المطلوب مننا بالظبط؟

تنفس بدر بعمق ، حيث تأثر بشدة بدموع ابنة أخته ، واستمر في حديثه : كل اللي طلبه منكم انكم تشرفونا و تيجو معنا الصعيد عشان كارمن تشوف جدها و تتعرف علي عيلتها هناك

حاولت كارمن الاعتراض ، لكنه أوقفها بإيماءة صغيرة : قبل ما توافقي او ترفضي جدك خلاص في ايامه الاخيرة ونفسه فعلا يشوفك وتسامحيه قبل موته بلاش تقسي قلبك زي ماهو قسي قلبه زمان و عاش في ندم سنين طويلة يا بنتي

ربت أدهم على ظهرها بحنان ، فنظرت إليه كارمن تفكر في هذا الموقف الذي وقعت فيه صعب جدا عليها ، وهي في حيرة حقيقية الآن ، لا تعرف ماذا تفعل ، ثم نظرت إلى والدتها التي أومأت إليها لتوافق.

مرت بضع لحظات قبل أن تأخذ نفسًا عميقًا ، لتهمس بصوت خافت : جوزي قدامك يا عمي يعني اذا وافق اسافر معنديش مانع

اعجب بدر بجوابها اللبق الذي يظهر الكثير من تقديرها واحترامها لزوجها ، وأحس بالفخر من تربية أخيه لابنته.

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

بعد عدة ساعات في جناح أدهم

كانت كارمن جالسة على السرير ، شاردة في قرارها بالموافقة على السفر غدًا إلى صعيد مصر ، بعد أن شعرت بالفضول للتعرف على أسرتها ، ورؤية جدها الذي ظل عمها يتحدث عنه طوال الجلسة ، ثم عادوا بعد بضع ساعات إلى الفندق بعد أن اتفق عمها مع أدهم على السفر معهم في الصباح الباكر.

لا تنكر انها قد ارتاحت قليلا لعمها ، فهو يبدو حنون للغاية و لكنها قلقة بشأن جدها الذي لا تعرف عنه اي شئ سوا كلام عمها عنه.

هل حقا يريد رؤيتها ويقبل بوجودها كحفيدته الآن ، بعد كل هذه السنوات ؟

غدًا ليس ببعيد وستحصل علي إجابات لكل الأسئلة التي تعصف في عقلها الأن!!

شعرت كارمن بالأمان يحاوطها بوجود أدهم بجانبها ، يساندها ويقويها بقوة شخصيته التي سيطرت على الموقف بشكل كامل ، وفي نفس الوقت أعطها كل الحرية في الرفض أو الموافقة ، وشعرت بالفخر والإعتزاز أمام عائلتها لكونها زوجته.

أدارت عينيها نحو باب الغرفة عندما انفتح ، لترى أدهم يدخل بخطوات هادئة ، ويحمل بين يديه ملك النائمة على كتفه بوداعه.

همس أدهم مبتسمًا وهو يتجه نحو السرير ، ويضع عليه ملك بهدوء حتى لا تستيقظ الطفلة : ملوكه هتنام معانا انهاردة


كارمن بدهشة : بجد .. بس كدا هتزعجك ومش هتعرف تاخد راحتك في النوم


استلقى أدهم بجانبهم على السرير ، وكان يغطّي ملك ويضم اليه كارمن من جانب كتفها : ماتخافيش علي قلبي زي العسل ..


ضحك أدهم ، ليقول بصوت منخفض : دا انا اخدتها من مامتك بالعافية .. بس وجودها وسطنا مهم لسببين


همست كارمن تتساءل بفضول : ايه هما؟


أجاب أدهم بصدق ، وهو ينظر في عينيها : اول حاجة عشان مش عايزك تحسي انك لوحدك انهاردة بعد اللي حصل و عشان انا كمان عايز احسكم جنبي و أدفي بيكم في حضني ..


ثم أضاف ، وهو يغمز لها بمكر : التاني بقي محتاجين نقوم فايقين الصبح بدري و انا مابقتش ضامن سيطرتي علي نفسي .. قدام الجمال دا كله يعني ملك هتبقي درع دفاعي ليا الليلة دي


ضحكت كارمن بخفة عندما فهمت ما يقصده ، وهمست برقة وهي تضع يدها بجرأة على صدره : يعني بعد السيطرة الفولاذية دي كلها علي نفسك طول المدة اللي فاتت .. حبكت الليلة دي تحتاج درع دفاعي لنفسك


همس أدهم ببحة رجولية مثيرة بجوار أذنيها : الاول كان ممكن لانك كنتي بعيدة دلوقتي انتي بين يدي الموضوع مختلف خالص


ازدردت كارمن ريقها بإرتباك من همسه الخطير لها قائلة بصمود ضعيف : طيب روح غير هدومك عشان ننام ورانا سفر الصبح و يوم طويل...


★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••


في منزل مالك البارون


دخلت يسر إلى الشرفة الواسعة حيث كان زوجها جالسًا منذ بضع دقائق ، وهي لا تعرف ماذا يفعل في مثل هذا الطقس بالخارج؟


يسر بإستغراب : حبيبي انت قاعد هنا ليه الجو بدأ يبرد دلوقتي؟


حرك مالك رأسه يجيبها بعقل شارد : حاضر حبيبي هدخل دلوقتي


جلست بجانبه قائلة بتسائل : انت كنت بتكلم مع مين من شوية!!


مالك بتفكير : دا ادهم ..


تسألت يسر وهي تلوح بيدها أمام وجهه : ايه سرحت في ايه؟


رمش مالك بعينيه وقال بهدوء : بفكر في اللي طلبه مني


يسر بفضول : طلب ايه!!


اجاب مالك بحيرة : عايزني ابعت حد دلوقتي للصعيد يجيب معلومات عن اهل كارمن هناك


ضاقت عينيها بدهشة : اهل ابوها .. وبمناسبة ايه بيدور عليهم؟


مالك بتفسير : مش بيدور عليهم .. هما اللي راحو لحد عندهم .. عمها وولاده كانو عند ادهم في البيت و قابلو كارمن ..


يسر بإستفهام : و هما عايزين ايه منها!


مالك : عايزنها تسافر معهم تشوف جدها هي و امها .. علي حسب كلام ادهم و هو عايز قبل مايوصلو هناك يعرف كل حاجة عنهم وايه اللي في نيتهم خير و لا شر


يسر بإضطراب : ربنا يستر و يعديها علي خير انا بدأت اقلق


مالك بإبتسامة : خير ان شاء الله و كدا احسن الاحتياط واجب .. انا خلاص اتصلت برجالتنا و زمانهم اتحركو علي هناك


يسر بإبتسامة جميلة : تمام حبيبي ممكن بقي تقوم و ندخل جوا انا تلجت مكاني


★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••


صباح يوم جديد مليء بالأحداث


في قصر البارون


في جناح ادهم و كارمن


استيقظت بعد أن غفوت لفترة وجيزة من التفكير فيما سيحدث اليوم !!


فتحت كارمن عيناها ورأت أدهم نائمًا ، وملك في منتصف السرير بينهما وهو يعانقها بحماية ، فابتسمت في شكلهم الجميل.


للحظة تذكرت هذا المشهد في نفس الموقف مع عمر اغمضت عيناها و هي تدعي من أجله بالرحمة في سرها ، لولاه ما كانت لتتزوج من أدهم وربما كانت ستبقى ملك محرومة من الأبوة أيضًا ، و حتى لو تزوجت بعد عمر ، فمن يعلم هل كان سيحب ملك بقدر ما يحبها أدهم ، انه لا يحبها فقط هو الذي يعتني بها ويعوضها عن فقدان والدها ويحافظ على ميراثها.


تلألأت الدموع في عينيها بالعاطفة ، أليس هذا سببًا يكفيها لتقع في حبه ، وتسعى وراء إسعاده بكل طاقتها أيضًا؟


من الآن فصاعدا لن تحرم ابنتها من حنانه بل لن تحرم نفسها من نعيم حبه المتدفق ، ستترك مصيرها معه هو من يقودها ، هذه نعمة من الله تدعي أنها تكون قادرة على الحفاظ عليها.


ابتسمت أكثر وهي تخفض عينيها إلى خاتم زواجها الذي يزين إصبعها ، ثم تنهدت وهي تنظر إلى الساعة واقتربت من أدهم ، وتقبّل خده وتهزه برفق قائلةً بصوت خافت : ادهم يلا اصحي


فتح عينيه بنعاس ، وابتسم بلطف عندما رآها أمامه مغمغمًا بنعاس : صباح الخير


كارمن بإبتسامة : صباح النور .. اسفه اني صحيتك بس انت عارف ورانا سفر


ادهم بحب : احلي حاجة اني افتح عيني و اشوفك قدامي .. عارفه ان شكلك حلو و انتي لسه صاحية من النوم


احمر خديها بسبب كلماته المغازلة التي جعلت قلبها ينبض بلا هوادة ، ثم ابتسمت بمكر وهي ترفع حاجبيها ، مذكّرة إياه بما قاله لها من قبل قائلة بدلال : والنبي صحيح يعني مش منكوشة و شبه العفاريت


ابتسم أدهم و هو يضيق عينيه قليلاً ، وهو يربت برفق على خدها : قلبك اسود اوي مابتنسيش ابدا


كارمن بشقاوة : تؤ مش هنسهالك ابدا .. يلا بقي اتفضل قوم يدوب نلحق نفطر و ننزل علي طول


ادهم بتساؤل : هي الساعه كام دلوقتي؟


أجابت كارمن برقة : سته و نص


تثاءب أدهم وقال بنعاس : محدش بيبقي صاحي من الخدم في الوقت دا .. ممكن نفطر بأي حاجة و احنا في الطريق


كارمن بإعتراض : لا لازم نفطر هنا الاول .. شوف انا هودي ملك لماما زمانها صحيت تصلي الفجر و جهزت نفسها .. هي هتلبس ملك وانا هحضرلنا فطار سريع علي ما تلبس انت


نظر إليها نصف عين قائلا بريبة ، وهو يقرص طرف أنفها : هتعرفي تعملي فطار؟


رفعت كارمن أنفها عالياً وقالت بثقة ، وتكبر مصطنع وهي ترفع سبابتها محذرةً : انا هعتبر نفسي ماسمعتش الجملة دي لمصلحتك


أومأ أدهم برأسه متفقًا وهو يضحك على أسلوبها الفكاهي ، ثم قبلها بحب على خدها ، لتبتسم له بحبور ، وتنهض من السرير وتحمل ملك بحذر وهدوء ، لتخرج من الغرفة.


★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••


بعد بضع ساعات مرت في الطريق إلى قنا


أدارت كارمن رقبتها للوراء للمرة التي لا تعلم عددها ، ونظرت إلى السيارة التي كانت فيها والدتها وطفلتها للاطمئنان عليهما.


أمسك أدهم بيدها ، وقال بهدوء وتعجب : ممكن اعرف ايدك متلجة كدا ليه؟


كارمن بقلق : من التوتر


ادهم بإستفهام : و ليه تتوتري!!


تحدثت كارمن محاولة إطلاق سراح ما يعصف في قلبها حتى ترتاح : غصب عني يا ادهم رايحة مكان لاول مرة في حياتي وهقابل ناس قرايبي معرفش الا حاجات بسيطة عنهم لولا وجودك جنبي انا كانت حالتي هتبقي اسوء من كدا


ضغط أدهم على يدها برفق قائلاً بحنان : الصبح بعد ما صحينا وصلني تقرير عن كل فرد له علاقة بعيلة الشناوي .. جدك راجل طيب و محبوب في البلد .. مافيش منه اي خوف و انا مستحيل كنت هوافق تخرجي من البيت لا انتي ولا مامتك ولا ملك .. واخليكم تروحوا مشوار زي دا قبل ما ابقي متأكد بنفسي ان كل الامور تمام.


ابتسمت كارمن بإتساع ، وقالت بامتنان : ربنا مايحرمناش منك و معلش بقي انا عارفه ان عندك شغل كتير و دلوقتي عطلته عشانا


ادهم بنبرة دافئة : ماتقوليش كدا انتو دلوقتي مسؤلين مني و تهموني اوي


كانت كارمن محرجة من لطفه الزائد معها ، لكنها شعرت بالارتياح من حديثه ، وحاولت تغير مسار الحديث : انت ممكن تنام شوية اكيد ماقدرتش تنام كويس امبارح


ادهم بلؤم : ايه خايفة عليا!


كارمن : طبعا لازم اخاف عليك انت جوزي وواجبي اخاف عليك


نظر إليها أدهم بتمعن : يعني مش عشان بتحبيني؟


همست كارمن بوجه محمر خجلاً : الاتنين واحد


ادهم بتنهيدة : لا يا كارمن الواجب شئ مفروض عليك ممكن بتأديه بضمير لكن مش شرط تحبيه


أسدلت عينيها في حرج من صحة كلامه ، لكنها تخجل من أن تكشف له ما تكنه نحوه في قلبها ، هي ليس بتلك الشجاعة ، خاصة في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها.


أما بالنسبة له فقد غضب من صمتها وعدم تبريرها لما قالته ، واكتفى بالصمت ولم يجادل في الحديث أكثر ، ولكن من داخله شعر بالضيق لأنه أراد سماع كلمة "أحبك" منها مرة أخرى ، لكنه بدأ يراوده هاجس أنها استعجلت عندما قالت ذلك في المرة الأولى ، وربما ندمت على قولها.


همس بداخله : لحد امتي هفضل حاسس بأن في حاجز بيني و بينك يا كارمن


★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••


ظهرا


داخل سيارة بدر


حيث يجلس ماجد خلف عجلة القيادة ، وبدر بجانبه ، وزين يجلس خلفه ، وهم على وشك الوصول.


تحدث زين بصوت عالٍ نسبيًا بسبب تيارات الهواء القادمة من النافذة المفتوحة بجانبه : ماجد ماتنساش تنزلني عند المستشفي


بدر بدهشة : معقول يا بني هتروح الشغل دلوقتي بعد المشوار المتعب دا


زين بتفسير : لا يا عمي مش هدخل المستشفي عربيتي سايبها هناك هاخدها و اروح اجيب روان من الكلية


ماجد بمزح : يا عيني علي الشوق مش قادر تصبر لحد لما ترجع لوحدها


زين يلكزه في كتفه قائلا بقسوة متصنعه : ركز في الطريق و خليك في حالك


★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••


بعد فترة وجيزة امام كلية روان


ترجل زين من سيارته ، ثم سار منتصبا في مشيته بطول قامته ، وعضلاته البارزة ورأسه المرفوع بكبرياء يليق به.


يفتقدها كثيرًا ويتلهف على رؤيتها ، لأن اليومين اللذين أمضاهما بعيدا عنها ، جعلوه يشعر بشوق جارف يقتاد في قلبه لها.


أشتاق لضحكتها وعنادها وطفولتها واهتمامها به.


دخل زين الكلية وأخرج هاتفه من جيب بنطاله للاتصال بها ، لكنه وجده نافذ الشحن منه ، ضرب جبهته بغضب لأنه نسي شحن الهاتف.


بينما كان يتجول بحثًا عن حل للوصول إليها ، سمع صوتًا أنثويًا ناعمًا يهتف باسمه.


رفع رأسه في اتجاه الصوت ليرى امرأة جميلة جاءت نحوه وابتسمت عندما وقفت أمامه وتحدثت بفرح : ازيك يا دكتور زين


زين بتعجب : الله يسلمك .. حضرتك تعرفيني!!


★★★


عند روان


في نفس الوقت خرجت روان من محاضرتها مع صديقتها وذهبا إلى الحمام ، و كان شارد عقلها قليلاً ، تفكر أنها تود العودة إلى المنزل بفارغ الصبر ، فقد أرسل لها زين رسالة في الصباح بمجيئه اليوم ، لكنها حاولت الاتصال به كثيرا بعدها ، لكن هاتفه مغلق ولم ترغب في إزعاج والدها والاتصال به ، لتسأل عن زوجها.


صاحت رنا أثناء تعديل كحلها في المرايا : انتي يا زفته بكلمك ماتردي!!


انتبهت روان من شرودها قائلة بانزعاج : ايه يا بت براحة بتزعقي كدا ليه؟


رنا بثرثرة : ما انا بكلمك و انتي في دنيا بعيدة اعملك ايه عشان ترودي


روان بنفاذ صبر : اخلصي عايزة ايه يا رغاية؟


رنا بتعجل : ابدا يا اختي خطيبي سمسم كلمني و هو مستني برا هخرج له انتي شكلك مطولة في الحمام


روان بضحكة ساخرة : خلاص اطلعيلو يا عصفورة الحب ماتشغليش بالك بيا


رنا : تمام باي يا مزة


خرجت روان بعد قليل في طريقها إلى بوابة الكلية ، لكنها فوجئت برؤية زين هناك ، وكانت سعيدة للغاية وكادت أن تتجه نحوه ، لكنها إنصدمت بسيدة جميلة تردد باسمه وتتقدم نحوه ، ثم بدأوا في الحديث ، كأنهم يعرفوا بعضهم البعض منذ فترة طويلة.


لا تعرف تحديدا ما تشعر به ، هل هو غليان في رأسها شديد الحرارة ، أو حريق في صدرها ، أو ربما كلاهما معًا ؟


بالكاد خطت خطوة إلى الأمام للوصول إليهم ، لكنها سمعت صوتًا يناديها.


★★★


عند زين


زين : حضرتك تعرفيني!!


قالت بتفسير : ايوه طبعا حضرتك مش فاكرني انا رحاب محي اخت عائشة محي .. كانت زميلة ليك في الدفعه و كنت بشوفك كتير لما بروحلها الكلية


قال زين مبتسمًا بخفة ، وهو يضع يديه في جيب بنطاله : ايوه افتكرت صحيح انتي طالبة هنا في الجامعة


رحاب بضحكة بسيطة : لا انا حاليا معيدة هنا .. انت ليك حد هنا معانا في الكلية


زين بنفس الإبتسامة : ايوه مراتي هنا في تانية تجارة


رحاب بنبرة رقيقة : تمام يا دكتور مبسوطة اني شوفتك عن اذنك لازم امشي


بالتزامن مع رحيل رحاب ، لاحظ أن روان تقف على بعد مسافة منه ، فابتسم لها بشوق ، لكن ابتسامته اختفت واستبدلت بعبوس شديد عندما رأى شابًا طويل القامة يقترب منها ، ويتحدث معها.


★★★


عند روان


.... : لو سمحتي


نطقت روان عيناها مثبتتان على زين و من تقف معه : نعم


....بأدب : انا اسف جدا علي اني وقفت حضرتك .. انا ياسر مجدي كنت معاكي في المحاضرة و كنت محتاج منك خدمة


نظرت إليه روان وهي متوجسة ، فماذا يريد منها قائلة بحذر : أأمر اقدر اساعدك في ايه!!


ياسر بحرج : بصراحة في شرح فاتتني من غير ما اكتبه فلو تسمحي تديني دفتر المحاضرات بتاعك اكتب للي فاتني و ارجعه ليكي مع زميلتك رنا هي بنت خالتي بس للاسف مالحقتهاش شكلها مشيت


تنهدت بابتسامة هادئة : و لا يهمك اتفضل وانا هبقي اخده منها المحاضرة اللي جاية


قال ياسر بامتنان وهو يأخذ منها دفتر الملاحظات : متشكر و ممنون ليكي جدا علي ذوقك


....: كل الشكر دا عشان دفتر محاضرات


كانت على وشك الرد عليه ، ولكن قاطعها ذلك الصوت الحاد الذي تميزه عن ظهر قلب ، وشعرت بخفقان قلبها يزداد عندما استدارت لتجده يقف خلفهم بوجه صارم.


★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••


في منزل الحج عبدالرحمن


ولج الجميع إلى الداخل ، وكان كل قلب ينبض بطريقة مختلفة عن الآخر.


مزيج من المشاعر المتضاربة بين الخوف والقلق والحزن والفرح.


 


 

ظهرت حياة من خلف الخادمة و هي تهلهل بفرح : يا الف مرحب بالغاليين حمدلله علي السلامة

التفت إليها ماجد وقال لها بتعب : عمتي و النبي انا سايق بقالي ساعات وعايز اكل جعان وانا هموت من العطش

وبخته حياة بيأس : يا ولد اهمد شوية و عايز تشرب المطبخ عندك روح و سيبني اسلم علي الناس

أضافت بابتسامة وهي تنظر إلى وجه كارمن ومريم واقتربت منهما وقبلتهما بمودة : منورين و الله .. انا حياة ابقي عمتك يا كارمن

كارمن بإبتسامة : اهلا بيكي يا عمتي

حياة بود : منورة والله يا ست مريم الدنيا نورت بمجيتكم

مريم بإبتسامة : ان شاء الله تعيشي يارب و اسمي مريم علي طول من غير ست

حياة : ماشي يا غالية

ثم أضافت وهي تنظر إلى أدهم : اكيد انت يا ولدي جوز بنت اخوي مش كدا

ابتسم ادهم بإحترام : ايوه انا .. اتشرفت بيكي يا حجة حياة

حياة ببشاشة : ربنا يعزك يا ابن الاصول .. مايصحش نفضل نتكلم واحنا واقفين كدا اتفضلو الجماعه جوا

أمسكت كارمن بيد أدهم ، الذي كان يحمل ملك على كتفه ، وهم يدخلون الي المندرة ، ابتلعت لعابها و هي تري رجلاً عجوزًا جالسًا على كرسي ضخم في وسط الغرفة ، تظهر عليه الهيبة على الرغم من تقدمه في السن.

ابتسامة إرتسمت علي شفتي الحاج عبد الرحمن عندما رآهما يدخلان ، وتعرف على كارمن التي وقفت بجانب زوجها و تبدو مرتبكة.

حياة بإبتسامة : الجماعه وصلو يا ابوي .. اتفضلو البيت بيتكم

وقف الحج عبدالرحمن مستقيما علي عكازه و تحدث بصوت اجش : يا اهلا و سهلا نورتو المكان

ذهب إليه أدهم يسير بثقته المعتادة ، وبجانبه كارمن التي اكتسبت الثقة منه أيضًا.

تحدث ادهم بهدوء ، وهو يصافحه : بنورك يا حج عبدالرحمن انا ادهم البارون جوز حفيدتك

الحج عبدالرحمن بوقار : يا مرحب بيك يا ولدي يارب السكة ماكنتش طويلة عليكم

ثم أردف بحبور محدقًا فى كارمن : تعالي يا كارمن انا جدك

كانت كارمن تنظر إليه بشيء من القلق ، لكنه تلاشي عندما شعرت بالحنان في صوته

تركت يد أدهم تلقائيًا وذهبت إليه ، ليعانقها لطف و محبة كبيرين ، وشعر وكأن ابنه الغالي قد عاد إليه من جديد.

سقطت دمعة واحدة من عينيه بتأثير قوي : الحمدلله ان ربنا مد في عمري وشوفتك قبل ما اموت يا بنت ولدي الغالي

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

عند زين و روان في الجامعة

.... : كل الشكر دا عشان دفتر محاضرات

كانت على وشك الرد عليه ، ولكن قاطعها ذلك الصوت الحاد الذي تميزه عن ظهر قلب ، وشعرت بخفقان قلبها يزداد عندما استدارت لتجده يقف خلفها بوجه صارم.

ابتلعت لعابها ثم قالت بابتسامة متوترة ، بعدما لاحظت وجه زين المتجمد الذي كان يقف بجانبها ولف يده على ظهرها لتكون قريبة منه ، لتقدمهما لبعضهما البعض : احم دا دكتور زين جوزي .. و ياسر زميلي وقريب صحبتي استلف مني دفتر المحاضرات

زين ببرود : وهو مافيش غيرك ياخد منه الدفتر

حدقت روان في وجهه بصدمة من رده الوقح ، الأمر الذي أحرج بالتأكيد هذا الشاب المسكين الذي يقف كطالب يوبخه معلمه لفشله في الامتحان.

قال ياسر بحرج ، وشعر أنه إذا مر المزيد من الوقت أثناء وقوفه مكانه ، فإن هذا الأسمر الشرس قد يدق عنقه ، حيث أن مظهره لا يوحي بالخير : زي ما انت شايف حضرتك الكل مشي .. عموما متأسف و شكرا مرة تانية يا مدام روان و بعتذر لك يا استاذ زين لو عطلتكم بالاذن

هتفت روان في زين بإستنكار بعد رحيل ياسر : ممكن اعرف ليه اتعاملت بالطريقة دي معه؟

نظر إليها زين بغضب و تحدث ساخرا بصوت خفيض ، حتى لا يجذب الأنظار من حولهم ، وكان قلبه يغلي من ذلك الأحمق الذي جعلها تبتسم له بغير حق : المفروض اصقفلكم وانا شايفك واقفة بتضحكي معه .. يلا امشي قدامي علي العربية مش عايز اتهور عليكي وسط الناس...

 

البارت الرابع والثلاثون والخامس والثلاثون من هنا 

   لقراءة جميع حلقات القصه من هنا

تعليقات