قصة مزيج العشق البارت الخامس والعشرون 25 بقلم نورهان محسن


قصة مزيج العشق

البارت الخامس والعشرون 25

بقلم نورهان محسن


البارت الخامس و العشرون

عندما يغضب احدكم فـ ليسكت !!!

فـ أنت كـ مثل الذي يمسك جمرة مشتعلة

و معتقداً ان الطرف الاخر هو الذي سوف يحترق بها

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صباح يوم جديد علي أبطالنا

منهم من سعيد بحياته ويرضى بها ،

ومنهم من لا يستطيع النوم خوفا مما ينتظره في المستقبل ، ومنهم من يخطط للإنتقام وينصب الفخاخ لاصطياد الآخر ،

ومنهم من تطارده ذكرياته المؤلمة التي تعذبه ولا احد يعلم عنها أي شيء ،

ومن بينهم من يزداد العشق في قلبه ولا يستطيع التعبير عنها ،

ومن منهم من يعاند قلبه ولا يريد الاعتراف بمشاعر الحب التي تنمو بداخله ،

ومن بينهم من بدأت حياته تتألق وتشرق بوجود الشخص الذي يستحق حبه الحقيقي ،

ومنهم من تمنى أمنية طفولية ، ثم يكبر و تزداد المحبة في قلبه ، ولا يمكن للظروف أن تهز هذا العشق من قلبه و روحه.

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

عند يسر و مالك

استيقظت يسر من نومها وفتحت عينيها على منظر جميل للغاية ، حيث رأت زوجها الحبيب يحتضن طفلهما بين ذراعيه ، و يغطون في نوماً عميقاً.

كانت سعيدة جدًا لأنها قضت أجمل ثلاثة أيام مع مالكها في الإسكندرية.

فمنذ أن قررت كارمن الذهاب إلى الشركة ، ولم يسمح أدهم لمالك بالذهاب إلى هناك لتكون وحدها معه ، ولا تطلب مساعدة مالك ، فإنتهز مالك هذه الفرصة و طلب من أدهم إجازة ليقضيها مع يسر ، وتركوا ياسين مع امها ، وبالأمس فقط عادوا إلى القاهرة.

ابتسمت يسر بإشراق ، وهي تتذكر تلك اللحظات الممتعة التي قضتها على البحر بجانبه ، و استمتعها الشديد بكل المناظر الطبيعية رائعة التي ساعدتها على الاسترخاء و تجديد نشاطها ، ثم تنهدت و هي تفكر في نفسها بأن الأيام الجميلة التي نكون فيها مع أحبائنا تمر بسرعة حقاً.

مدت يديها وابتسمت بمشاغبة ، وهي تداعب أنف مالك بطرف اصبعها ليستيقظ ، وبقيت على هذا الحال لبضع لحظات حتى فتح عينيه ينظر إليها بنعاس وعبوس.

يسر برقة : صباح الورد يا حبيبي

تلاشى العبوس من على وجه مالك ، لتظهر ابتسامة جميلة قائلا بحب : صباح المهلبية و القشطة بالعسل

ضحكت بخفة وتساءلت : انت صاحي جعان و لا ايه

غمز مالك لها وقال بشقاوة : ايوه و عايز اكلك انتي .. تعالي

يسر بصوت منخفض وهي تضع يديها على شفتيه ، لتسكته : هووش .. ياسين نايم جنبك يا مجنون .. يلا قوم بشويش و سيبو نايم عشان الحق احضر الفطار قبل ما يصحي

أمسك بيديها اللتين وضعتهما على فمه وقبلها بحب ، قائلاً بهمس : حاضر يا قلبي

قام بإزاحة ياسين ، ووضع رأسه على الوسادة بحذر ، ثم مد جسده إلى الأمام للتخلص من تقلصات النوم ، ونهض معها من السرير لكي يستعد للذهاب إلى العمل.

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

بالصعيد في منزل الحج عبدالرحمن

في غرفة روان و زين

استيقظت وتثاؤبت بتكاسل.

سرعان ما ترك النعاس عينيها الجميلتين عندما تذكرت ما سيحدث اليوم ، كانت متحمسة للغاية اليوم ، ستخرج مع زين لأول مرة منذ زواجهما ، لقضاء اليوم كله في التنزه وأيضًا من أجل أن يشتري لها ملابس جديدة ، لأنها ستبدأ بالذهاب إلى الجامعة بعد أيام قليلة ، وأصر على أن يرافقها وهي سعيدة للغاية لأنها ستكون معه ولا شيء آخر يهم.

استدارت بوجهها إلى زين الذي كان نائمًا بجانبها كالعادة ، واضعًا يده على بطنها وهو غارق في نومه ، فجأة التمعت عينيها وقد خطر ببالها فكرة.

نهضت بهدوء من بجواره بعد أن رفعت يده عنها بحذر ، وسارت على أطراف إصابعها حتى لا تحدث ضوضاء ، وخرجت مسرعة في بيجامتها الحريرية ، لأنها تعلم أنه في مثل هذا الوقت لا أحد يستيقظ من المنزل ، وذهبت للمطبخ لتحضير فطور زين بسرعة وحيوية.


★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

في قصر البارون

تحديداً في جناح نادين

لم تستطع النوم بسبب التوتر العصبى الذى يلازمها بإستمرار ، فمنذ يوم أمس لم تتوقف عن التفكير ، تأكدت بإحساسها الأنثوى الفطري من حب أدهم لكارمن بعد أن أخبرها جاسوسها في الشركة عن ارتعاب أدهم ، وركضه أمام الجميع إليها ، واحتضنها في الشارع دون أن يهتم بمنظره أمام موظفيه.

ستموت من غيظها و رعبها ، فماذا لو أقنعته كارمن بتطليقها لتكون هي زوجته فقط ، دون أدنى شك سيوافق ، ووقتها ستفقد حياة الرفاهية التي تعيشها الآن.

لم تعد قادرة على تحمل أفكارها المرعبة هذه أكثر من ذلك ، ورفعت هاتفها واتصلت بميرنا لإيجاد حل

بعد لحظات وصل صوت ميرنا النائمة إليها

ميرنا : الو .. ايوه

نادين : صباح الخير

ميرنا بتذمر : صباح النور .. في ايه حد يتصل بدري كدا

نادين بإرهاق : انا مش قادرة انام اصلا

اعتدلت ميرنا و هي تفرك عينيها من النعاس قائلة : حصلت حاجة و لا ايه

نادين بسرعة : لا .. بس هتحصل حاجات كتير و هخسر كل حاجة قريب اوي

ميرنا : اكلمي وحدة وحدة عشان افهم

نادين بتنهيدة : ادهم بيه شكله بيحبها كان هيجنن امبارح لما عرف ان في عربية كانت هتخبطها و حضنها قدام الناس كلها

ميرنا بحسد : مممم لدرجة دي !!

نادين : ايوه و دلوقتي لو هي طلبت منه انه يطلقني مش هيتردد لحظة واحدة

ميرنا بحيرة : و ايه العمل ؟

نادين بقلق : انا مش عارفه افكر يا ميرنا شوفيلي حل سريع خطتنا دي بطيئة اوي و انا عايزة اخلص منها بسرعة

ميرنا بتفكير شيطاني : كدا مفيش غير حل واحد بس احنا محتاجين حد تالت يكون معانا بس يكون ثقة عشان مايستغلناش

نادين بتسرع : طب قوليلي ايه الحل ؟

ميرنا بمكر : مش دلوقتي اصبري لحد ما اظبط الموضوع في دماغي الاول و انتي دوري على حد ثقة و ابقي كلميني

نادين : طيب هشوف كدا .. سلام

ميرنا : سلام

أغلقت ميرنا معها ، و علي شفتيها إبتسامة خبيثة تفكر في أنها اقتربت كثيرا من انتقامها الذي تسعى إليه من نادين.

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

عند روان

بعد بضع دقائق ، كانت قد انتهت من إعداد الفطور اللذيذ لزوجها ، و تحركت للصعود إلى غرفتهما بخفة.

دخلت الغرفة بهدوء ، لتجد أنه لا يزال نائمًا على وضعه كما تركته.

وضعت صنية الفطور التي كانت تحملها على الطاولة وبدأت في إيقاظه برفق ، لكنه تململ في مكانه ولم يستيقظ.

حاولت روان معه بكل الطرق الرومانسية التي تشاهدها على التلفاز مرارًا وتكرارًا ، ولم يستيقظ لتتنهد بغضب وملل ، ثم ظهرت ابتسامة شيطانية على فمها لا تبشر بالخير ، وقررت أن تتعامل معها بأسلوبها الفريد من نوعه.

اقتربت منه بهدوء شديد وفجأة صرخت بصوت عالٍ بجوار أذنه : اصحي ياااا زييييين

فتح عينيه بسرعة منتفضا من مكانه في ذعر ، معتقدًا أن كارثة كونية قد حدثت.

ضربت روان الأرض بقدميها ، ويداها تضغطان على بطنها ، لتطلق ضحكة مدوية هزت ارجاء الغرفة ، و صوت ضحكاتها كانت تتزايد وترتفع عالياً ، وهي تتذكر منظره المضحك.

سرعان ما فهم تصرفها واتكأ على مرفقيه ، ليقوم وهو يزمجر عليها بغضب : يا بنت المجانين في ناس طبيعية تصحي حد بالشكل دا

تحدثت روان وهي تحاول كتم ضحكها ، وتبسط كفيها بقللة حيلة : ما انا غلبت وانا بصحيك بكل الطرق الحلوة ومش عايز تقوم .. شكلك مابتجيش غير بالعنف يا زيني

عادت إلى ضحكاتها مرة أخرى ببراءته ، بينما زين احب سماع اسمه بياء المالكية الذي نطقتها بدلال ، ممَ جعل ابتسامته تشق طريقها إلى شفتيه قائلا بحب : صباح الخير يا رورو

روان بإبتسامة رقيقة : صباحك شهد علي عسل ابيض

نظر زين إلى ساعة معصمه ، ثم نظر إليها متسائلا في حيرة وذهول : ايه مصحيكي بدري اوي كدا؟

خفضت روان رأسها وقالت بخجل : اصلي بصراحة متحمسة اوي لخروجتنا سوا انهاردة و ماقدرتش افضل نايمة كتير

ابتسم زين حيث أعجبه شكلها اللطيف ، فهي طفلة شقية ولذيذة تجعله يفقد عقله بحركاتها العفوية ، لا يدري من أين يأتي بكل هذا الصبر عليها ، فهذه الفتاة المجنونة تجعل مزاجه متعكرًا ومتوازنًا دون أدنى جهد منها.

أمسك بمعصمها وجذبها بالقرب منه ، وقبّل خدها وعينيها ، ثم فكها بنعومة وببطء ، فأغمضت عينيها بخجل ، وشعرت بالحرارة تتدفق إلى جسدها بالكامل بسبب قبلاته اللذيذة ، ثم سمعت همسه العميق بجوار أذنها : احلي حاجة انك اول وش بتصبح به لما بقوم من النوم

كانت دقات قلبها تنبض بجنون في صدرها ، ثم رفعت وجهها إليه وهي تقترب منه ، قبلته بلطف و رقة على ذقنه المنمقة بأناقة ، ثم ابتعدت عنه مبتسمة بخجل ، ومدت يدها لتمسك صينية الفطور ، ووضعتها أمامه.

قال زين بإبتسامة و شهية كبيرة : الله الله ايه الفطار اللي يفتح النفس دا

غمغمت روان بحب : بالف صحة و هنا علي قلبك

رمش زين وهو يحدق فيها بقوة ، وتساءل باستياء : انتي نزلتي بالبيجاما دي لتحت

هزت رأسها بشكل عفوي ، وهي تضع قطعة من جبنة الرومي في الخبز المحمص ، وتصنع له سندويتش صغير .

هدر زين بغضب : تاني مرة ماتخرجيش من باب الاوضة بلبس النوم ويكون علي شعرك طرحة

ابتلعت روان ريقها بتوتر من نبرته الغاضبة ، ثم اجابت بضيق وغصة بدأت تتشكل في حلقها من ثورة غضبه في وجهها : حاضر بس والله ماخدتش بالي ولا قصدت .. انا بس ماكنتش عايزة اعمل دوشة عشان ماتصحاش قبل ما احضرلك الفطار

أمسك زين بيدها وقبّلها برفق قائلاً بحب ، يلوم نفسه على أسلوبه القاسي معها رغماً عنه : حقك عليا حبيبتي خلاص ماتزعليش وتسلم احلي ايد عملت احلي فطار

اردف مازحًا : بس لسه مانسيتش الفزع اللي حصلي من شوية و هعاقبك

روان بتذمر طفولي : الله جوزي حبيبي و بهزر معه .. ايه المشكلة يعني؟

نظر زين اليها من زاوية عينه ، و هو يرتشف بعض من العصير ثم غمغم : انتي بتثبتيني صح

قبلته علي خده ، ثم أردفت بطفولية ، و هي ترجع شعرها للخلف علي ظهرها : صح يا مز

هز رأسه بإستسلام من جنونها الذي اعتاد عليه في الفترة الأخيرة ، و بدأو تناول الفطور سويا في جو لا يخلو من شقاوة روان و ضحك زين.

لقد أصبحت حياتهما معًا أكثر سلاسة الآن ، على الرغم من أنه لم يقترب منها كزوجة بسبب المسؤوليات العديدة التي تقع على عاتقه خلال تلك الفترة ، لكنه سعيد بهذا الوضع المؤقت ، ويشعر وكأنهما يعيشان فترة خطوبة متأخرة.

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

في شقة عائلة مراد القديمة

عندما يشعر بالضيق الشديد يأتي إليها

رن الهاتف في جميع أنحاء الغرفة ، لا يريد التوقف

حاول تجاهله والعودة للنوم ، لكنه ظل يرن ، لذلك زفر يائسًا وهو يمد يده إلى الطاولة التي بجوار الفراش ، وأجاب دون رؤية من المتصل بصوت أجش من الشرب طوال الليل وقلة النوم : الو

 

ياسمين بتوتر : ايوه يا مراد بيه صباح الخير

مراد بمزاج متعكر : صباح الزفت يا ياسمين عايزة ايه على الصبح

ياسمين بتبرير : انا برن عليك من امبارح و انت مش بترد

مراد بسخط : مش عايز ارد .. انتي هتفتحيلي تحقيق اخلصي في حاجه

شتمته ياسمين في سرها من اسلوبه الوقح معها ثم أجابت بقلق : ادهم رفدني من الشركة امبارح

مراد ببرود : ماشي

رمشت ياسمين بدهشة : باين عليك انك مش مستغرب يعني

اجاب مراد بتهكم : طبيعي يرفدك بعد ما كذبتي عليه هو انتي مش واخدة بالك ان كل حركة متصورة بالكاميرات

ياسمين : انا نسيت خالص موضوع الكاميرات دا .. يعني كنت عارف ان دا هيحصل !!

مراد بثقة : طبعا عموما خلاص مهمتك خلصت لحد كدا و ماتتصليش تاني غير لما انا اتصل بيكي لو محتاجك في حاجة

ثم أنهى المكالمة معها دون انتظار سماع ردها

★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••

في قصر البارون

في غرفة كارمن التي كانت غرفة ادهم سابقا

استيقظت كارمن بنشاط ، وهي متحمسة لما ستفعله به بعد فترة وجيزة ، وتتذكر استفزاز أدهم لأنوثتها بعدم اكتراثه بها ، ومغازلته في هذه السكرتيرة الحقيرة امامها.

تعترف بأن هذا خطأ هي السبب به ، فمتي حاولت أن تجعله يشعر بأنها مهتمة به أو متي حاولت الاقتراب منه ، فإنها تهرب منه دائمًا ، ولكن من الآن فصاعدًا ستظهر له أنها إذا أرادت أن تبدو فاتنه ، فلا شيء يمنعها.

ظلت تحاول إقناع نفسها بأنها ستفعل هذا فقط لرد كرامتها لا اكثر ، لكن في حقيقة الامر هي تغار عليه و بقوة ، لكنها لن تعترف بذلك.

نهضت وأخذت حمامًا منعشًا ، ثم ذهبت إلى غرفة الملابس.

تفكر أنها يجب أن تعتني جيدًا بمظهرها من الآن فصاعدًا ، ولا ضرر إذا تجرأت قليلاً على لبس شيئاً جذاباً ، وهي ذاهبة إلى الشركة.

 

احتارت فيما ترتديه حتى وقعت عينيها علي فستان أحمر اللون ، فالأحمر هو عشقها ، و كان الثوب يتوسطه حزام أسود عريض ، ويغطي ذراعيها واسفل عنقها لحد بداية فتحة الصدر قماش باللون الاحمر الشفاف ، ويصل إلى ركبتيها تقريبا.

خرجت من غرفة الملابس ووضعت الفستان على السرير ، ثم توجهت لتجفيف شعرها ، ثم وضعت بعض المكياج الخفيف مع أحمر الشفاه وملمع الذي أظهر جمال شفتيها ، و ذهبت لتلبس الفستان ومعه الحذاء العالي ، ووقفت تنظر إلى نفسها برضا تام في المرايا.

في هذه اللحظة فتح ادهم الباب ليدخل فجأة دون أن يطرقه ، وقد فعل ذلك عمداً

شهقت كارمن بخفة ، وهي تضع كفها على صدرها ، واستدارت إليه قائلة بخضة : بسم الله الرحمن الرحيم

رفع حاجبيه وقال بإستنكار : شوفتي عفريت

همست بصوت منخفض ، لكنه وصل لمسمعه : لا دراكولا

ادهم بمكر : بتقولي حاجة!!

أنحرجت عندما تذكرت استسلامها امامه الذي كان واضحا له بالأمس ، ولم تكن تعرف ماذا تقول ، لكنها شجعت و هي تفكر أن أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم ، فنظرت إليه باستياء قائلة بهجوم : علي فكرة الباب اتعمل عشان الناس تخبط عليه ولا هي بقت قاعدة عندك تدخل تخضني بالطريقة دي

ادهم ببرود : اتعودي علي كدا .. عشان مش هخبط بعد كدا و ادخل في الوقت اللي يعجبني

أردف في استغراب ، وهو يشير بإصبعه عليها ، وعيناه تتسعان بذهول ، وكأنه قد لاحظ للتو ما كانت ترتديه : ايه اللي انتي لابسه دا ؟

نظرت إلى نفسها في المرآة وقالت بفخر ، لأن بسبب بروده معها كاد يهز ثقتها بنفسها : فستان .. ايه حلو ؟

بينما أدهم ينظر اليها مفتونًا حرفياً بكتلة الأنوثة التي تقف أمامه بقوامها الفاتن الذي أظهره الفستان بوضوح.

فتح أدهم فمه بشكل لا إرادي تاركًا مسافة صغيرة بين شفته العليا وشفته السفلى ، وظل ينظر إليها بإعجاب شديد ، ثم تتنهد محاولاً السيطرة على نفسه قائلاً بصوت اجش : احم اه حلو بس مافيش وقت تجربي فساتينك قدام المرايا دلوقتي .. اتفضلي جهزي نفسك بسرعة ورانا شغل كتير في الشركة

نظرت اليه وقالت بإستنكار ، وهي تشير إلى الفستان : سلامة عينك .. ما انا لابسة و جاهزة اهو

عبست ملامحه حينما أدرك ما ستفعله هذه المجنونة ، ارتفع جانب شفتيه في غضب عارم متسائلاً بوجوم : يعني ايه .. عايزة تروحي الشركة بالفستان دا ؟

اجابت كارمن بعدم اهتمام ، وكأن هذا أمر طبيعي بالنسبة لها ، ولم تنتبه الي حدة صوته : بالظبط كدا

أصاب أدهم بالجنون من اللامبالاة في صوتها ، وشعر بضيق شديد لأنها لا تلبس معه هذه الملابس وهو زوجها ، والآن تريد أن تجعل جميع موظفي الشركة يرونها بجمالها الطاغي هذا ، وشعر بروحه تلتهمها نار الغيرة لمجرد تخيله أن يراها رجلًا غيره بتلك الثياب.

ادهم بنفاذ صبر : انا مش ناقص شغل هرمونات الجنان دا علي الصبح و اتفضلي حالا غيري الزفت دا

نظرت كارمن إليه بدهشة ، ولاحظت الجدية في عينيه لتقول بإنشداه : زفت .. اغيره ليه .. مالو الفستان يعني !!

ابتسم ادهم قائلاً بسخرية : ابدا مالوش كتافك و صدرك باينين من القماش الشفاف دا بس يا مدام..

اردف و هو يقترب منها بغضب : وتعالي هنا ايه الروج اللي في بوقك دا كمان .. كارمن بلاش تطلعي جناني و روحي اغسلي وشك و البسي لبس عدل

قالت كارمن غاضبة من تسلطته وفرض أوامره عليها : هي الموضة بتاعته كدا و مايخصكش انا حرة البس اللي يعجبني

استشاط غضبًا من تحديها له ، صرخ وهو يقف أمامها مباشرة ، وعيناه الزرقاوان تتحولان إلى عاصفة رمادية مظلمة تهدد بنزع الاخضر و اليابس ، وكل ما تقابله امامها : لا يخصني يا مدام مش معني اني سمحلك تبقي براحتك في حاجات .. تقومي تنسي انك علي ذمتي وان طريقة لبسك لازم تليق بزوجة محترمة

شعرت كارمن أنه أهانها كثيرًا ، وبسبب انفعالها الشديد وغضبها صرخت بشيء ما ، ولكن بمجرد أن لفظته ، ندمت عليه كثيرًا : انا محترمة غصب عنك و نادين كمان مراتك و بتلبس لبس مفتوح اكتر من كدا مابتفرضش سيطرتك دي عليها ليه ولا هتعمل راجل عليا انا..

ابتلعت بقية جملتها بعد أن صفعها بيده القوية على خدها الرقيق

نظرت إليه بصدمة وعيناها ممتلئة بالدموع ، وتهدد بالنزول لا تصدق أنه قد صفعها للتو.

في حين ان صدمته هو أقوى من صدمتها ، للحظة توقف عقله عن التفكير ، لا يعرف ماذا يفعل ؟


البارت السادس والعشرون والسابع والعشرون والثامن والعشرون من هنا 

   لقراءة جميع حلقات القصه من هنا

تعليقات