قصة تزوجته رغما عنه
البارت الخامس والعشرون 25 جزء ثاني و السادس والعشرون 26
بقلم حورية
البــارت الخامس والعشرون جزء ثاني
البعض منا لا يقدر ما بيده من نعم ...حتى تزول منه وتختفى..وحينها يندم فى وقت لا ينفع النـــدم...ليت ســاره تعلم هذا...
وتتيقن من انها تعرض نفســها لخســارة زوج تتمناه كثير من النــساء ...
دخـــل عليهم ..قال بنبره عاديه:-سلام عليكم
ارتبكت ساره..وردت:-وعليكم الســلام نظر الى نبيله وجدها تحمــل ليلى ...تفاجئ بمنظر ابنته ..
اسكتته الصدمه برهه من الزمن. حتــى هرول يمسك بها ...نظر الى ساره بانفعال وصريخ:-مين اللى عمل كده فى البنت يا هانم
نبيله ببرود:-انا يا استاذ احمد ..
ساره بارتباك:-حبيبى اصل نبيله قالتلى ان ..ما كادت تكمل كلامها ..
قاطعها ونهرها بشده :-نبيله قالتلى ونبيله عدتلى ..انتى مفكيش مخ يا هانم ولا دماغ
ساره بعصبيه:-انت بتكلمينى كده ..البنت فعلا شعرها كان خفيف
نبيله ببرود وهى تنهض من مكانها :-انا نازله بقى يا جماعه..ديه مسائل عائليه
اوقفها احمد بصوته الجهورى الصارخ وهى امام الباب:-انتى يا ست انتى ..مراتى وبنتى مالكيش دعوه بيهم تانى ..انا خلاص قرفت
ساره وهى تصرخ به:-انا اللى سمحتلها انها تعمل كده ..
احمد بعصبيه وقد احتقن الدم فى وجهه:-عشان غبيه ...شايفه البنت وشها اتشوه ازاى بحجبها اللى اتشال منه حته
نبيله بمنتهى الهدوء:-يا استاذ احمد انا نازله عشان ورايا حجات تحت كتير ..ومتزعلش اوى كده يعنى ..هيطلع تانى وتابعت بابتسامه:-وهتدعيلى
احمد بغضب وعصبيه:-يا شيخه ادعيلك ايه..ده انا هدعى عليكى
نبيله بغضب لساره:-عجبك اللى جوزك بيعمله ده يا ساره ..انا مش داخلالك بيت تانى ساره وقد هرولت ورائها عندما وجدتها تفتح البــاب:-يا نبيله تعالى متزعليش لم ترد عليها وتركتها وذهبت ...
أما ساره دخلت الى احمد الذى اخذ يهدئ روع ابنته التى كانت تصرخ من سماع تلك الاصوات ...
وقالت له بغضب:-انت ازاى تحرجينى قدامها بالشكل ده كان يتمتم بما تيسر له من القران ..حتى يهدء ...
رأته يفعل ذلـــك .. انتظرته بعينين غاضبتين ..انتهى اخيرا انفجرت فيه قائله :-انت ازاى تحرجينى بالشكل ده قدامها..شايف زعلت ازاى ...يعنى كان كل هم الست انها تفيدنا..انا مش فاهمه انت ليه حططها فى دماغك بالشكل ده ..سيطر عليها الشيطان اكثر فقالت له :-امال فين احترام الغير والمثل اللى انت بتعد تكلم بيها ...بلا خيبه
صرخ بها وهو يتجه الى غرفة النوم:-لاء انتى خلاص كده فوتى على الاخر ..انا بجد مبقتش مستحمل العيشه بالطريقه ديه..مره ادخل الاقيها بتبوس البنت من بوقها وانبه عليكى مره واتنين وتلاته ..يا ساره انتى معاكى بنت ..لازم تحافظى عليها ..لكن مين يسمع بتسمعى الكلام من هنا واشار الى اذنه ..وتابع:-وتخرجيه من الناحيه التانيه .
.ثم توجه اليها واقترب منها كثيرا حتى اصبحت عينه امام عينها وامسك ذراعيها وقال لها بحزم :-انتى لو متعدلتيش هيبقى ليا تصرف تانى خالص ..انتى متعرفيهوش يا ساره ساره وقد ارتعدت لما تراه منه ...قالت وهى تحاول الا تفقد قوتها :-انتى بتهددنى
احمد بلا مبالاه وهو يتجه الى الحمام:-احسبيها زى ما تحسبيها مش فارق معايا ...
*************************************
فى اليـــوم التالى...
كانت امــيره تجلس فى الغرفه مع على ...تلاعبه وتغنى له تاره بعض اغانى الاطفال..وتاره اخرى تقرأ له بعض السور القصيره ...
دخــل ايمن عليهم ... قالت له مبتسمه:-ازيك يا حبيبى
ايمن بابتسامه ايضا..ولكن بدا عليه الارهاق الشــديد:-الحمد لله ..كان يوم متعب جدا
اميره بتأثر:-معلش يا حبيبى ..هوا اول يوم فى الجرد عندكوا ديما بيبقى كده
ايمن :-انا عندى خبر حلو
اميره بفضول :-خيــر..
ايمن:-هخدك انتى وعلى ونروح ______ النهارده بليل ان شاء الله
اميره بتعجب:-ديه بعيده اوى
ايمن وهو يضحك:-بعيده ايه يا اميره ..ديه عالحدود ...بالعربيه يعنى زى اسكندريه فى مصر كده من عندنا فى القاهره
اميره وهى تضحك:-لا بجد...ثم تابعت بفرحه:-انا كنت زهقانه جدا
ايمن بزهو:-عشان تعرفى بس انتى مش مجوزه اى حد وخلاصــ... *******************************************
استيقظـــت نهال تلك الليله مبكرا ...كان متلهفه على نتيجة التحاليل ..اخبرها كريم انه سيذهب هو وهى الى الدكتور مساءا بالتحاليل لكى يخبرهم بالنتـــيجه ...تمنت لو ان الساعات اصبحت ثوانى حتى تطمئن ...لم تكن تتخيل يوما ما ان تشتاق الى الامومه الى ذلك الحد ..ولكنها الفـــطره...
وكـــريم ايضا كان يجلس فى الصيــدليه ..يكلم الزبائن بأعين تائهه ...وفـــكر مشغول للغــايـــه...
***********************************************
استيقظت مها فى ذلك اليوم على بكاء كــارما ..ومن ثم معز فكنــزى ..حملت البنتين وامســكت بيد معز الذى كان يتعلم المشى حديــثا .. اجلستهم على الارض ..وافترشت لهم لعبهم ...وذهبت هى الى الحمام تغتسل وتصلى ..لتبدأ مهام يــوم جديد...
اول ما فعلته اتصلت بأميره ومايسه..اطمئنت عليهم ..ثم اتصلت بســاره..
مها بمرح :-سلام عليكم يا حماة ابنى
ساره بهدوء:-وعليكم السلام ..ازيك يا مها
مها بتساؤل:-فيه ايه تانى ..اتخانقتوا تانى ؟.
ساره بحزن:-مش فارقه ..خلاص انا زهقت اصلا ..كل يوم خناقه شكل ..امبارح اتخانق معايا خناقه قد كده وكل ده عشان نبيله حلقت لليلى شعرها
مها بتعجب :-نعم !!!
ساره بانفعال:-مالك انتى كمان ..ما كل الستات الكبيره بتعمل كده للعيال الصغيره ..والب
ت شعرها خفيف اوى ..مش يمكن يتقل
مها بانفعال:-كله كلام فاضى حماتى كانت عايزه تعمل كده فى كارما وكنزى ورفضت تماما وخليت حسن يقولها لاء ..اولا ممكن يطلع الشعر خشن ولو مطلعش بردوا مش هيطلع تقيل ..والله اعلم طبعا بس انتى حتى المفروض كنتى تستأذنى منه ..هيا مش بنتك لوحدك
ساره بانفعال:-وانا يعنى كنت حرقتها بالنار انا عايزه مصلحتها
مها وقد استعادت هدوءها :-طب روقى خلاص ..انتوا كنتوا وصلتوا لايه امبارح
ساره:-مفيش..انا غلط معاه بالكلام ..راح سابنى ونام فى اوضه تانيه ولما صحيت كان راح الشغل
مها :-طب مش هتصالحيه ؟
ساره بحيره:-مش عارفه ..انا اتصلت وصالحت نبيله اللى هزقها ديه
مها بانفعال:-انتى بتستهبلى بتصالحيها قبل جوزك ..الست ديه مش هترتاح الا لما تخرب عليكى وترجعى تقولى ياريت اللى جرى ما كان ..
ساره بحزن:-طب اعمل ايه ؟
مها ببساطه :-اتصلى صالحيه...وابعدى الست ديه عن حياتكوا بأى طريقه بقى ************************************
ارتدت تنوره طويله سوادء..وبـــلوزه مزرقشه باللون البنفسجى والاسود..وطرحه طويله ..كانت رقيقه ..وهى تمسك باوراقها وتسير فى تـــلك الشركه ..تائهه لا تعلم الى اين تذهب بالظبط...اصطدمت بشخص ما فوقع ما بيدها ارضا ...
الشاب بانفعال:-مش تفتحى
علياء معتذره:-انا اسفه ..معلش مخدتش بالى
لاحظ ارتباكها فابتسم وقال لها :-انتى ..انتى
قاطعته وهى تقول:-المفروض انى جايه اشتغل ..بس لما بعتولى قالولى روحى لمحاسب اسمه فارس احمد محمد ..وعماله ادور عليه
قال لها متسائلا:-انتى علياء عبد الرحمن ؟!
عليــاء بابتسامه:-حضرتك استاذ فارس فارس :-اه انا ..معلش اول تعارفنا خناق كده مد يده يسلم عليـــها ...
نظرت ارضا وقالت بهدوء:-معلش مش بسلم ...
فارس بحرج:-ولا يهمك ..طب تعالى نروح المكتب وانا هفهمك شغلك هيبقى ايه هنا بالظبط ... ذهبـــوا سويــا ..وابتدت تخطو اولى خطواتها...
********************************************
خـــرجت اليوم مبكرا من عملهــا فى المستشفى ..لم تكن تريد ان تلتقى به ..قررت ان تتصل بوالدة ارملها ..ربمـــا تنجح تلك المحــاوله...
اتصلت بها ...
سهى:السلام عليكم
اجابها صوت رجولى كان وليــد:-عليكم السلام ورحمة الله وبركاته...ازيك يا سهى
سهى باقتضاب:-الحمد لله ..طنط موجوده
وليد :-اه موجوده ..نفسها تشوف العيال اللى متشفهمش خالص
سهى ببرود:-على فكره كانوا لسه عندكوا اول امبارح ومكنتش حضرتك موجود
..عموما انا هتصل بيهم دلوقتى يروحوا يشوفوا طنط ويسلموا عليها
وليد بفضول:ولسه مصممه عالجواز؟
سهى ببرود:-ميخصكش فى حاجه على فكره ثم تابعت :-ولو سمحت اقفل دلوقتى عشان الحق اتصل بالولاد يجوا لطنط ..
وليد:-مش كنتى عايزاها
سهى :-لما تبقى لوحدها ابقى اكلمها ...
اغلقــــت واتصـــلت بأولادها و اخبرتهم بأن جدتهم تريد ان تراهم ... أما هى فذهبت الى مكان طالما ارتاحت به وشعرت فيه بالسكينه والهدوء ..الا وهو ذلك المسجد الذى كانت تحــفظ به القران منذ نعومة اظافـــرها.... ************************************************** *
اخبرهـــا بمهامها الوظيفيه ومواعيد الحضور والانصراف والمرتبات ...الخ..
كان لها مكتب من احد عشر مكتب موجودين فى غرفه تكتظ بالنساء فى مثل عمــرها... تعرفت على بعض منهم ..حتـــى اقترب موعد اذان العصر واقترب موعد انصرافها ... خـــرجت وقفـــت تنتظر مكروباصا تستقله الى منزلهـــا...
كان هو خارج من الشـــركه الى سيــــارته ..نظر ..وجدهـــا هــى ...
مره اخرى يجمع القـــدر بينهم ..التفتت هى ايضا له..
قال لها بصوت مبحوح من الصــدمه:-علياء ..
علياء بتعجب:-انت تانى ! ..انت كنت فى الشركه ديه ! واشارت خلفها الى ذلك المبنى الضخم...
حسن :-انا بشتغل هنا..
عليــاء بتعجب:-انا لسه مستلمه النهارده اول يوم
صمـــت من هول صدمته ..وهى ايضــا كانت بنفس الحــاله... جاء المكروباص الذى كانت تنتظره ..قالت بهدوء:-عن اذنك ...
مره اخرى انقلب كيــانك يا حســـن ....وانشغل فؤادك يا عليــاء... ********************************************
حــل المساء اخيــرا..الذى كانت تنتظره نهال بفارغ الصبـر.. دخــلت هى وكــريم الى عيــادة الدكتــور..
أمسك الدكتــور ورق التحاليل ..تفحصه بدقه ..وسط عيون كريم ونهال القلقه
... انتهى الكشـــف ..خرجت تبكى بشده ..وهو يضمها ودموعه تتساقط ايضا فى هدوء وحزن...
علموا ان احتمالية انجاب نهال تكاد تكون منعـــدمه .. استقلوا السياره ..لم يتحرك بها وقال لها وهو يواسيها:-نهال مفيش حاجه بعيده عن ربنا يا حبيبتى
قالت بصوت متقطع وهى تبكى :-انا كان نفسى اكون ام اوى ..ثم نظرت اليه واكملت:-ا انا ..ب..حب..ك وك..ان نفس..ى يبقى عنــدى اولاد منك
تألم لها وامسك يدها بحنو وقبلها وتابع:-انا بحبك انتى بس ..مش عايز ولاد انتى كفايه علــيا...
رن هاتفه المحمول ..نظر وجدها والدته ..هى ايضا متلهفه على نتيجة التحاليل ... لم يجيبها ..
نظرت نهال بحزن دفين وقالت له بيأس:-ديه ممتك صح؟!
هز رأسه فى أسى وقال:-اه...
******************************************
أما اميره فكانت تستعد للذهاب الى تلك المدينه الموجوده فى البلد المقيمه بها هى وايمن..تركوا ايمن عند جارتها يلهو مع ابنائها ...
وقرروا ان يقضوا تلك الليله بمفردهما ..ويعودوا فى الصباح الى منزلهم مره اخرى ...
استقلوا سيارتهم ..مرت ساعه ونصف تقريبا ..بقى ساعه واحده للوصول الى تلك البــلد..
كان الطريق تحيط به الصحراء الخاليه من الجانــبين...
قال ايمن بتعب:-اميره عايز انام اوى
اميره وهى تبتسم وتنظر فى الجهه الاخرى:-وقت هزارك يا اخويا ..وعمال تقولى قريبه قريبه
ايمن وهو يتثائب:-انا مبهزرش ثم فرك عيناه وقال:-بصى انا هركن على اى جمب انام نصايه بس ونكمل
اميره بتعجب وهى تنظر اليه:-نعم!!
ايمن :-مش قادر هما نص ساعه بس..ريحى انتى كمان معايا
اميره بعصبيه:-يا ايمن الطريق كله صحرا ..لاء متنامش حد يطلع علينا بقى
ايمن وقد بدأ يركــن سيارته جانبا ..حتى غاصت عجلات الســياره فى الرمال الموجوده فى جانب الطــريــق....
****************************************
عاد حسن الى المنزل ...استقبلته مها بقبله رقيقه على وجنته ..ضمها هو ايــضا ...
كان الصغار نائمين ...والشــقه مرتبه تماما والاضاءه خافته ...
قالت له باسمه:-ازيك يا حبيبى
حسن بابتسامه :-الحمـــد لله ..العيال نايمين
مها وهى تغمز له :-اه نايمين ..
ارتبك لانها فهمت كــلامه بشكل خاطئ تماما..قال لها بمرح :-لاء انتى فهمتينى غلط خالص ..ده انا ميت مالتعب وعاوز انام ....
*************************************
البــارت السادس والعشرون
**********************
لا شئ اصعب على المرأه من علمها بضعف احتمال كونها اما...لنا ان نتخيل كم الضعف الذى شعــرت به نهال بعد خروجها من عيادة الدكتـــور..ظلوا صامتين طوال الطريق وما ان دخــلوا الى البيت حتى ذهبت الى الحمام وتوضأت وخرجت ارتمت على سجادة الصلاه سجدت فاحتضنت الارض وقصت لله كل شئ...
امسكت بمصحف قد غطاه التراب..وفتحته ..سورة الشـــورى..بدأت بالتلاوه ..
"لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ أو يزوجهم ذكراناً وإناثاًويجعل من يشاء عقيماً"...
ما ان وصلت لتلك الايــه ..حتى بدأت فى بكاء شــديد ..
سمع نحيبها ..كريم الذى كان يجلس فى غرفه مجاوره ..شارد بفكره عن الواقع ..ودموعه تسيل فى صمـــت...
شعر بالقلق الشديد ..جرى نحوها ..ضمها بقوه وقال لها بصدق:-يا عبيطه انا ماليش غيرك ده قضاء ربنا الحمد لله ...لازم نرضى يا نهال ..يعنى ممكن كان يبقى عندنا عيال يقرفونا فى حياتنا ويكونوا سبب همنا وحزننا ..لسه الامل موجود
نهال وهى تبكى:-وممتك ؟هتعمل ايه
كريم وهو يحاول التظاهر بالمرح تابع وهو يضحك:-وانتى مالك ..امى انا ولا امك انتى
ثم قومى اعمليلىاكل انا جعان..ثم استطرد وهو يحاول رسم الابتسامه على شفتيه:-فاكره يوم فرحنا كلتى اكل قد ايه يا نهال ..
لم تستطع ان تمنع نفسها من الابتســامه وانقضت الليله بما فيها من حزن والم ...
**********************************************
أما حسن دخـــل بيته فى السادسه مساءا ..كانت الاضاءه خافته ..والصغار نائمين
استقبلته مها على الباب ..احتضنته وطبعت قبله على وجنته...
ابتسم وقال لها:-ازيك عامله ايه يا ام العيال ثم تابع متسائلا:-هما العيال نايمين؟
مها وهى تغمز له:-نايمين اه ..
حسن بارتباك لانها فهمت كلامه بشكل خاطئ تماما..تابع وهو يحاول ان يبدو مرحا على قدر الامكان :-لاء انتى فهمتينى غلط خالص ..انا ميت مالتعب وعاوز انام
مها وقد احمرت وجنتها من الاحراج ..نظرت باتجاه المطبخ وقالت:-طب انا هحضر الاكل اهو بسرعه..
ذهبت سريعا من امامه ...أما هو فرك شعره الاسود الناعم براحته وتمتم:-ايه اللى انا هببته ده ..
وعلى طاولة الطعام ..كان صامتا وكأنه فى عالم اخر..
مها بمرح:-شوفت كنزى النهارده قالت حسن ..كانت مسخره وهى بتقولها
حسن بصدق:-وحشونى ولاد الايه ..ألبيت من غيرهم فاضى كده
مها وهى توكزه:-تصدق انك رخم ..بعد كده هصحيهم فى الوقت ده وتبقى تتحايل عليا انيمهم ..
حسن وهو يضحك:-ايوه يا عم الواثق
مها :-عارف انا نفسى اروح بحر اوى واعد قدامه كده ابص بس وجمبى عصير مانجا وشوية عصافير كده بتطير والدنيا تبقى هاديه ومفيش شمس
حسن بتلقائيه وهو يشير الى كوب الماء الموضوع امام مها :-علياء ناولينى كوباية الميه
مها بغضب وتعجب :-نعم!!
حسن بتلقائيه:-فيه ايه يا بنتى ..هاتى الميه
مها بغضب:-انت قولت علياء
حسن بتعجب:-انا قولت كده
مها بحده:-ايوه قولت كده ..انت لسه بتفكر فيها ..نهضت من مقعدها وتابعت متسائله بحده:-انت شوفتها تانى؟!
حسن بارتباك وقد نهض ونظر فى الناحيه الاخرى:-هشوفها فين يعنى ..مجرد لغبطه يا مها
مها بسخريه :-بالبساطه ديه ؟!
حسن وقد اتجه اليها وبدأ يضع يده على كتفها ليضمها..ابعدتها بقوه وتحركت باتجاه غرفتهم...
سار ورائها ...تابعت بانفعال:-انت شكلك مش مظبوط من اول ما دخلت اصلا ..لإيه حاجه غلط
حسن بارتباك :-يا مها متبقاش دماغك صغيره بقى ..كل ده عشان اسمها
مها :-لاء يا استاذ عشان معنى كده انك لسه بتفكر فيها اصلا تابعت بحزن:-بص ..انت لو ندمان اوى كده انك اجوزتنى ...صدقينى عادى بس
قاطعها بحده:-مها بطلى هبل بقى ..والله مش هتتكرر تانى وتابع بأسف:-انا اسف
مها بحزن:-مفيش حاجه ..روح كمل اكلك ..انا هنام انا
اتجهت ناحية الفراش...اتجه نحوها وامسكها بلطف ..واقترب منها اكثر ..ابعدتهبلطف وقالت له :-معلش يا حسن ..انا عارفه انك تعبان وانا كمان تعبانه ومحتاجه انام
ابتعد عنها وقال لها :-طب مش زعلانه
مها :-لاء
حسن بمرح:-حتى لو زعلانه اتفلقى عادى جدا يعنى ..
ضحكـــت ولا اخفيكم سرا ..لم تتذوق طعم النوم تلك الليله و لا لثانيه واحده حتــى...
**********************************************
عـــلياء وصــلت بيتها ومعالم الدهشه بكل اشكالها ترتسم على وجهها...لماذا يجمعنى القدر بك ؟!..
سألتها نادديه بفضول:-مالك يا بت عامله كده
علياء وكأنها فى عالم اخر:-شفته
ناديه:-مين ده
علياء :-حسن
ناديه بحده:-يوه احنا مش هنخلص من البنى ادم ده بقى ..انتى لازم تسيبى الشغل
علياء بحده:-اسيبه ازاى يعنى يا ماما ..طب والاقساط اللى علينا ديه كلها ..معاش بابا يدوب بيكفى الايجار ..انا ما صدقت لاقيت شغل محترم وفى مجالى
ناديه:-يا بنتى ده باب للشيطان وده راجل مجوز
علياء بانفعال:-وانا مش ههرب من الشيطان انا هواجهوا ...
هل ستحققى الانتصارعليـــه يا عليــاء ؟!....
************************************************** ****
أما ساره كانت تتحدث مع نبيله فى الهاتف...
ساره بحزن:-يا نبيله معبرنيش خالص ..سمعت كلامك وقولت اسيبه لحد ما يجى يصالحنى زى كل مره بس مجاش
نبيله وهى تضحك:-يا عبيطه ما انتى ما تعديش زى عبده البواب وعايزاه يصالحك
ساره بحيره:-طب اعمل ايه يعنى
نبيله :-انزلى اشتريلك كده حاجه شفتشى ..تزغلل عينه لحد ما يجى يصالحك
ساره بحيره:-طب وليلى هسيبها ازاى
نبيله:-هاتيها تعد معايا و روحى وتعالى ده لسه ناقصله ساعه عقبال ما يجى من الشغل ..مش هيعرف انك سايباها لى
ساره:-طب خلى بالك منها يا نبيله بالله عليكى ..
نبيله:-ديه فى عينيا ..
عشر دقائق مرت كانت ساره قد انتهت من ارتداء ملابسها وتركت ليلى بالفعل مع نبيله ونزلت متوجهه لاقرب مول فى حيهم ...
لســوء حظها ..سمح لاحمد بالخروج مبكرا فى ذلك اليوم من عمله ..توجه الى شقته ..طرق الباب ..لم تفتح له ..ادار المفتاح ..لم يجد لها اثرا ولا ليلى ..
قام بالاتصال بها ..ولكن من عجلتها سهوت وتركته ...
رجح انها عند نبيله ..نزل والشرر يتطاير من عينيه يطرق الباب ..
وفى شقة نبيله كانت هى فى الحمام ..وليلى يحملها ابن اخيها ..صبى عمره احد عشر سنه ..ولكن يبدو اكبر قليلا..كان مجردها من الجزء السفلى من ملابسها ..
طرق الباب ..اذنت له نبيله بفتحه ..اتجه ناحية الباب ..ليفتح ..
رأى احمد ابنته بتلك الهيئه ..حتى صرخ به قائلا :-انت بتعمل فى البت ايه ..
الصبى ببجاحه:-يا عم كنت بغيرلها ...فيه ايه
التقطها احمد واقتحم المنزل وهو يصــرخ :-ساااااااااااااااااااااره
خرجت نبيله وقالت له ببرود:-ساره مش هنا ..نزلت وسابت البنت معايا ...
فى تلك الاثناء دخلت ساره ..نظر لها والشرر يتطاير من عيناه ..ثم امسكها من ذراعيها بقوه بيد واليد الاخرى تحمل ليلى ...
سحبها بقوه الى منزلها وما ان دخلوا ..حتى قالت له بارتباك:-والله يا احمد كنت ..
قاطعها بحده:-اخرسى خالص
واتجه الى غرفتهم فتح الخزانه واخذ حقيبه كبيره الى حد ما ...
قالت له بقلق :-انت رايح فين ؟
احمد بحزم:-مش انا اللى رايح ..انتى اللى رايحه
ساره بتعجب:-انت بتطردنى يا احمد
تجاهلها واخذ ينتقى ملابسا لها ويضعها فى تلك الحقيبه ..نظر لها بعدما انتهى وقال بحزم :-فيه حاجه تانيه عايزاها من هنا
ساره بحزن وقد اقتربت منه قليلا:-عايزاك انت ..
ابعدها بقوه وامسك يدها وسحبها الى الخارج واستقل هو وهى احدى سيارات الاجره ..ومازال متشبثا بابنته ...
وصلو الى منزل والدتها ...فتح لها الباب وانزلها ...
همت تلتقط منه ليلى ...نظر لها بقوه:-امشى دلوقتى ..البنت معايا انا ..
ساره بانفعالأ:-انت هتاخد منى بنتى
احمد ببرود:-اه هاخدها يا ساره ..اغلق الباب ونظر الى سائق السياره واذن له بالتحرك ..
صعدت هى بخيبة امل تجرها ورائها الى والدتها ..التى فتحت لها واندهشت من الشنطه التى تحملها بيديها ..وقال بقلق:-انتوا اتخانقتوا تانى !!
ارتمت ساره فى احضانها وبدأت بالبكاء ..سردت لها ماحدث ..
************************************************** **
الســـواد القاتم هو ســيد الموقف الان ...لاشئ ينير الطريق غير مصابيح السيارات..عندما غاصت عجلات الســياره فى الرمال ...
صرخت اميره بأيمن وقالت :-انت السبب ..ابقى ورينى هطلعها ازاى بقى من الرمله
ايمن بانفعال:-اميره اسكتى خلينى اهدى واعرف اوقف اى عربيه
هم بالنزول من السياره ..
تمتمت بتشاؤم:-ابقى ورينى مين اللى هيقفلك ..
اخذ يشاور بيـــده..لا توجد سياره واحد تريد الوقوف له ..
دخـــل مره اخرى الى السياره قائلا بيأس:-مفيش حد راضى يقف
اميره بخوف:-وهنعمل ايه
ايمن بهدوء :-متقلقيش ثم تابع بمرح :-ادينا هنام وقت اطول
اميره بانفعال:-انت بارد
هنــا نظرت امامها على بعد وجدت رجـــلان من العرب يرتدون الزى السعودى تقريبــا ...اسرع ايمن يقول لها بمرح:-شفتى يا بومه ...ادى ناس جيلنا اهيه
اميره وقد تشبثت بذراعه :-ايمن الحقنا..دول هيعملوا ايه دول ..
ايمن وهو يضحك وقد نزل من السياره... و وقف بجانبها ينتظر الرجلان ..سلم عليــهم ..
قال احدهم :-السلام عليكم ..نراك تبغى مساعده
ايمن بامتنان:-يبقى كتر خيركم لو نحاول نفك الغرسه بتاعتها ديه
نزلت اميره بالطبع ...محاولتهم باءت بالفشــل ..
قال الرجل الاخر :-تبغى نجركم ؟معنا حبال
هنا ردت اميره بسرعه :-لاء شكرا
نظر لها ايمن بغضب:-متشكرين يا رجاله الف شــكر
دخل السياره وقال لها بانفعال:-انتى بتكلمى قبلى يا هانم طرطور انا قاعد؟
اميره وقد بدأت بالبكاء:-انت عارف انى بخاف من الضلمه وبعدين يعملوا فينا حاجه
ايمن بغضب:-ليه جمبك سوسن ياختى ..اتنيلى بقى قوليلى هنجيب حد تانى يعرض العرض ده منين
مــــرت ساعه كامله حتى جاء رجلا اخيرا ...سحبهم الى تلك البلده ..وذهبوا الى احد الفنادق واستغرقوا فى النــــوم
************************************************** ****
يوم جــــــــــديد ...
دخل هو الى الشركه ..كان يبحث عنها بقلبه ..ولا يعرف انها فى الغرفه التى تجاور غرفته ...
كانت تمسك باوراق فى يدها حين قالت لها اسماء ..:-انتى رايحه فين
علياء :-رايحه اودى الورق ده لاستاذ فارس
ذهبت باتجاه مكتبه ..استاذنت ودخلت ..وجدت شخصا يجلس عنده ..كان موظفا شابا ايضا ..
نظر لها فارس وقال لها :-استنينى خمس دقايق بالظبط
علياء مستجيبه:-ماشى
ذهبت الى كرســى فى زارويه وجلست عليه ..اخذت تتأرجح بالكرسى ...وفجأه ارتطم الكرسى بقوه بالارض .ارتطمت هى معه .. و وقعت فاظه من الخشب فـــوق رأسها ايضــا...
فزع فارس الذى كان قد انهى المقابله مع ذلك الموظف ..واتجه نحوها سريعا ..وجدها فقدت الوعى اثر تلك الصدمه ...
ارتبك كثيرا ...تردد فى ان يحملها ..نادى الى انسه فريده ..شابه تعمل فى السكرتريه..
جاءت حمـــلتها هى وبعض صديقتها حتى اجلسوها على كرسى مكتبه وهم يلتقطون انفاسهم من التــعب...
فارس وهو يصرخ:-حد معاه برفيوم يا جماعه بسرعه
فريده بارتباك:-ثوانى اروح اجيبه من الشنطه
بضع لحظات ..جاءت به ..اخذت تمرره على انفها...
عادت الى وعيها..قالت ببلاهه:-انا فين؟نظرت اليه ..تذكرت ما حدث ..
حاولت ان تنهض ..نهضت بصعوبه ..وتابعت قائلة لهم:-انا اسفه يا جماعه معرفش ايه اللى حصل
كانت فريده ومن معها يضحكون سرا..
لاحظت ذلك فنظرت لفارس قائله بتعجب:-هما بيضحكوا ليه
فارس وهو ينظر فى جهة اخرى بحرج :-اعدلى هدومك يا انسه معلش
صرخت قائله وقد وضعت يدها على وجنتها :-يالهوى ...نظرت الى الجيب الذى كانت ترتديه وجدته شُق من النصف بخـــط طويــل الى حد ما اظهر ساقيها والشــورت القصير الاسود الذى كانت ترتديه ...
جـــرت بسرعه وهى تمسك بتنورتها الى الحمام ...
قال لفريده ومن معها :-انتوا مستنين ايه ..اتفضلوا على مكاتبكم يلا
ما ان خــرجوا حتى اغلق الباب ...ولم يستطيع ان يكتم ضحكاته اكــثر من ذلــك ..وهو يتخيل هيئتها ...
أما هى جرت الى الحمام ..اخذت تبكى جاءت ورائها اسماء بعدما علمت بالامر ..
احتضنتها وقالت لها بمرح:-يا بنتى خلاص محصلش حاجه لكل ده يعنى
علياء وهى تبكى :-ازاى منظرى كان زباله قدام استاذ فارس اصلا وفريده واللى معاها عمالين يضحكوا ثم استطردت:-اعمل ايه فى الجيبه دلوقتى هلبس ايه
اسماء:-انا جبتلك الجيبه بتاعتى اللى بجيبها عشان اصلى بيها عشان البنطلون البسيها وخلاص
علياء وهى تمسح دموعها:-طيب هاتيها ..
ارتدتها ..وذهبت مسرعه الى مكتبها وهى تحاول ان تبدو طبيعيه كما نصحتها اسماء...
زميله اخرى تدعى حنان قالت لها بلهجه امره :-روحى يا عاليه لفارس بيه هاتى منه ورق الميزانيه اللى باقى عشان نقفل بقى ...
علياء بتوتر:-لاء اى حد يروح
حنان كانت اعلى منها درجتين ..غمزت لها اسماء .
علياء برجاء:-معلش يا ريسه ممكن حد غيرى يروح
حنا ن:-ليه يعنى ..هوا بيعض
هنا طرق الباب ..اذنت حنان بالدخول ..كان فارس ..الذى اتى بالاوراق المطلوبه ...
حنان وقد نهضت:-فارس بيه انا كنت لسه هبعت عاليه عشان تاخدهم
احمرت وجنتى علياء اكثر ..شعر فارس بذلك ..ولكنه كان يتلذذ بذلك الخجل الذى انعدم من الفتيات الان ...
فنظر لحنان وقال بفضول وهو يبتسم:-ومجتش ليه ؟
حنان بحيره:-معرفش والله مكنتش راضيه ليه ...
علياء بتوتر وارتباكوهى تنظر ارضا تابعت بصوت متقطع :-كنت ..كنت ...لسه
قاطعها قائلا بمرح:-خلاص خلاص ..سماح المره ديه ..
وتركهـــم وغادر الى مكتبه ...
*************************************************
وفى الغرفه الاخرى كان حسن فى عالم اخر ...لا يعرف ماذا حدث له بعدما رآها ..
جاء له هانى فقال له متسائلا:-انت يا عم ..بقالك ساعه فى الورقتين دول ..فارس بيستعجلك خلص
حسن بهيام:-شوفتها تانى
هانى متعحبا:-علياء !
حسن بهدوء:-بتشتغل هنا ..وعمال ماسك نفسى مش عايز اتحرك عشان مقبلهاش
هانى ومازال متعجبا:-اه ..هوا ده اللى مخليك مسهم كده
حسن بحزن:-امبارح مها اتخانقت معايا ..
قص عليه ما حدث ...
هانى باسف:-يا حسن فوق بقى ..انت عندك تلت عيال
حسن بحيره:-طب اصالحها ازاى ..
هانى بمرح:-هاتلها ورد يا ابراهيم ..كل الستات بتموت فى الورد
ابتسم حسن وهمّ ينظر فى الورق الذى بين يديه بــتركيز ..حتى ينهيه سريعا...
**************************************************
كانت تقوم بمهام المنزل حيــــنما رن الهاتف..
مها:-الســـلام عليكم
مايسه بحزن:-ازيك يا مها
مها متسائله:-مال صوتك يا ماما
مايسه :-ابوكى ضغطه وطى جامد وراقد فى السرير كل شويه يعلى ويوطى
مها بلهفه:-طب استنى انا جايلالك
مايسه:-والولاد مش هتعرفى تنزلى بيهم لوحدك
مها بقلق :-ان شاء الله اعرف ..اقفلى بس اجهزهم واجيلك
حملت كنزى وكارما..واخذت بواب العماره وجعلته يحمل معز ..حتى وصــلت الى بيت والدها ..واطمأنت عليه ..
كانــت قد سهوت ان تتصل بحســن ..اتـــصلت به تخبره بأنها عند والدها ...
لم يــرد عليها ...
كان فى تلك الاثناء عند احدى محــلات الورد ينتقى لها باقه ورود من اللون البنفسجى ..لانها طالما عشقت هذا اللــون...
استقل سيارته ولم ينظر فى هاتفه واتــجه الى منزلهم ...
طرق الباب ..توتر عندما لم يجد اى اصواتا لاولاده ..ادار المفتاح ودخــل ولم يجدها ...
اول ما خطر على باله انها قد ذهــبت الى والدها بسبب ما اقترفه بالامـــس...
*******************************************
أما ساره ايقظتــها أمها وهى تخبــرها بان تعيد وضع ملابسها فى تلك الحقيبه لان والدها سوف يأخذها الى احمـــد ...وبالطبع تذمرت ساره كثــيرا وابت ان تذهب اليه...
*****************************
استيقظت نهال وهى تتمنى بداخلها بشده ان يكون ما عاشته بالامس حلما بل كابوسا وانتــهى ..ولكنه الواقع الذى يجب ان تتعايشى معه يا نهال...لم تجد كريم بجانبها ..اتصلت به فعلمت انه عند والدتــه...
**************************************
اميره اعتذرت ليمن عما بدر منها ...واخذوا جوله ممتعه فى تلك البلد ..وبدءوا بالتحرك ناحــية بلــدهم ......