قصة تزوجته رغما عنه البارت التاسع والثلاثون 37 والاربعون 40 بقلم حورية


قصة تزوجته رغما عنه

البارت التاسع والثلاثون 37 والاربعون 40
بقلم حورية



البارت التاسع والثلاثون 
مرّ الوقت ثقيل جدا ...فتحيه تتفحص العروس بعنايه تدقق النظر فى كل تفاصيلها ...والدتها تزفر ....
حسن وهى فى عالم اخر ...قطعت فتحيه ذلك السكوت الممل وقالت لها بابتسامه مصطنعه :-وانتى يا عليا تقدرى على شغل البيت شايفاكى سفروته خالص
ضحكت برقه وردت:-اهو يا طنط بساعد ماما على قد ما بقدر وفيه واحده بتيجى تنضف اخر الاسبوع وعارفنها من زمان 
قاطعتها معترضه :-لاء يا بنتى ..ده اللى جاى على قد اللى رايح متنسيش ان حسن فاتح بيتين ولا ايه يا حسن 
تنحنح قليلا وردّ:-كل فى وقته يا ماما 
ردّت فتحيه وهى تنظر لها :-وبعدين لو هنفترض جبتى واحده تساعدك ما انتى بردوا هتيجى وتساعدينى 
تدخلت والدتها وردّ بعنف:-انا بنتى تساعدك زى والدتها يا مدام بس مش هتكون زى البنت اللى بنجيبها تنضف 
ضحكت فتحيه بسخريه وقالت:-لاء يا حبيبتى ده انا بقويهالك وتابعت كاذبه:- وبعدين ده انا مبنضفش غير كل شهر مره بقلب الشقه ..مش قضيه يعنى 
تدخلت والدة علياء بغضب:-ولا كل شهر حتى 
هنا تدخلت عليا فى محاوله لأن تلطف الجو المضطرب قائله :-ده انا اخدمك بعنيا يا ماما
ابتسمت فتحيه ملئ فمها ونظرت لاسماء بتحدى ...
بينما نظر حسن بامتنان لعلياء ... 
نطقت فتحيه لعلياء:-تعالى يا مرات ابنى اعدى جمبى واحنا لينا بركه الا انتى ...
انتهت الزياره بعد ساعتين من الجدل... اتفقوا فيها تقريبا على معظم الاشياء...وسهّل الامر ان علياء تملك شقه اعطاها لها والدها ستسكن بها.... فخرجت فتحيه بأقل التكاليف
ولكن فى اخر الامر طلبت والدتها يومان للتفكير فهو زواج ...
مرّ يومان ..فكّر كثيرا فى الاتصال بها شعورا ما يخيفه ...يشعر بمدى الجرح الذى سببه لها ....
يندم انه اخبرها ..كان عليه ان يفعلها بدون علمها ...ولكن يرد ضميره ان المواجهه كانت ستصبح اكثر قسوه ...
شعر بحاجته لملابسه الموجوده عندها وقرر الذهاب ليأخذها وساقه الحنين اليها ايضا ...
صعد السلم ببطئ ..خائف..مضطرب..ويندم كل لحظه على تصرفه الاحمق عندما قرر بان يخبرها بزواجه من اخرى ...
أما هى كانت تجلس على مقعد منزوى فى حجرة اطفالها...دموعها تهبط فى صمت كئيب...
شعرها الاسود القصير اصبح باليا جدا خصلات ناعمه تطايرت على وجهها الشاحب ..وهالات سوداء قد احاطت بعينيها الحزينه ...
البيت صامت تماما من حولها ..اراد الاولاد الذهاب لتلك الجاره التى امامهم ..فتركتهم ...
كانت تتذكر كل شئ..كيف تنازلت هكذا ؟!...هى حمقاء ..حمقاء جدا ...
بدت ضعيفه وهزيله بحق.... 

قطع تفكيرها الكئيب صوت طرقات الباب...نظرت فوجدته ...تذكرت كيف كانت تلك الطرقات مصدر سعادتها ...
وصمتت ..لم تجيبه ولم بتتحرك خطوه ...وقفت ساكنه ..دموعها بدئت تهطل بغزاره ...وضعت يدها على فمها ...
بينما استمر هوا فى الطرق ..وهو يصرخ:-مها افتحى انا عارف انك جوه ....بلاش شغل العيال ده ...
انتظرت جارتها لكى تفتح الباب واطمئنت عندما سمعت صوت فتح الباب...
ولكنها لم تكن تلك المرأه كان رجلا معتدل الجسم والقامه..ذو شعر اسود ناعم ..عيناه متسعتين حادتين ...اغلب الظن انه يبلغ من العمر خمسة وثلاثون عاما ...
أمسك بالحقيبه واتجه لحسن وقال له بصوت رجولى مهذب:-اتفضل حضرتك ..الشنطه ديه بتاعتك ...
نظر حسن الى الحقيبه بدهشه ثم قال له باشمئزاز:-وانت تطلع مين ان شاء الله 
ردّ الرجل بأدب:- انا جاركوا الجديد هنا ..زوجة حضرتك 
قاطعه حسن فى عصبيه:-وانت مالك ومال مراتى ...سارت الشكوك الى رأسه واتجه ناحية تلك الشقه عندما رأى كنزى تلهو وتأكل بعض الحلوى بمتعه و اضحه ...
نادى عليها بصوت غليظ :-كنزى ...
اضطربت مها بشده واسرعت الى اسدالها الذى ارتدته بسرعه وعدّلت من طرحته سريعا لتفتح الباب ..فخرجت بعض الخصلات السوداء التائهه على عينيها اللامعتين ...
فتحت الباب ونادته بغضب:-حسن كفايا كده ...
التفت لها وردّ بعصبيه :- مين ده يا هانم 
نظرت للرجل وقالت له متسائله بصوت مبحوح :-حضرتك ابن طنط كريمه ؟
هزّ الرجل رأسه بالايجاب وردّ عليها :-هيا نزلت تودى حاجه لجارتها تحت وسابتلى الشنطه 
اقترب حسن فى عصبيه منه وقال له :-متشكرين على خدماتك ..ثم التفت الى مها وقال لها بلهجه امره ادخلى ادامى 
صرخت به وقد بدئت دموعها البريئه فى الهطول:-انا قولتلك خد شنطتك وامشى من هنا وطلقنى بقى يا اخى 
امسك ذراعها بعنف وعلا صوته وهو يقول:-مش مطلقك والله العظيم ما هطلقك يا مها ...
تأوهت اثر قبضته فحاولت ان تفلت يدها ...بينما صرخ به الرجل :-يا اخى اتقى الله ..اولادك واقفين ...
ترك يدها ..وفرك وجهه الاحمر الغاضب ...وصرخ باولاده:-ادخلوا جوه يلا ...ثم دفعها الى داخل المنزل ورائهم ...ودخل وأغلق الباب...
وقف ذلك الرجل يردد بصوت عالى :-الناس ازاى بقت كده بجد
صعدت والدته فى ذلك الوقت لتقول له متسائله بقلق:-ايه الصريخ ده ..فيه ايه يا لؤى 
لؤى وقد اخذ بيدها للداخل :-تعالى يا ماما جوه الاول ...
أما عندها ..دخلت مسرعه الى الغرفه ومعها صغارها واغلقت عليهم الباب ..وخرجت اليه ..وقالت له وهى تصرخ به :-انت عايز ايه ؟...عايز تضيعنى ليه ...انت ازاى انانى كده ..عايز كل حاجه ..كل حاجه ..عشان عمرك ما اتعلمت تتنازل عن حاجه 
هطلت دموعها ولكنّها مسحتها وتابعت وهى تنظر الى وجهه الناظر ارضا قائله بهدوء بارد كئيب غلفه الحزن:-بس عارف انت صح ...انا اتنازلت 
واتجوزتك وانت مبتحبنيش ...واكتفيت بس بانى بحبك ....كل حاجه كنت بفكر فيها ازاى ابسطك ..بس كنت غلطانه ..
جلست وامسكت وجهه بكفها الرقيق الناعم ونظرت فى ام عينيه الخجلانه وتابعت وقد انهمرت دموعها لتسقط على يده الاخره المستقره على فخذه فشعر بسخونتها واختلطت بدموعه التى كانت تهطل هى الاخرى فى هدوء ...
"يمكن كانت اكتر غلطه عملتها فى حياتى كلها هيا ديه ...كانت اميره تعد تقولى انتى ازاى كده ؟! ...كنت بقولها بحبه .."
اعتدلت وتابعت :-تفتكر بعد كل ده خساره فيا تنفذلى طلب واحد ..واحد بس ...
نهض مسرعا وأمسك بيدها المرتعشه وقال لها متوسلا :-اطلبى اى حاجه هعملها الا الطلاق ..الا الطلاق يا مها
افلتت يدها وردّ بحزن:-للأسف مش هعرف اطلب غير كده ..حتى ديه معنديش فيها اختيارات 
اعتدل وامسك بحقيبته ونظر لها بكاّبه :-انا همشى ...وعشان خاطرى فكرى تانى ...صدقينى الطلب ده صعب عليا اوى 
لم ترد عليه واخذ هو الحقيبه واغلق الباب ورائه ونظر الى الشقه المقابله ثم رحل .....
************************************************** **********************
وفى هذين اليومين تحسنت العلاقه كثيرا بين ملوك وكريم ...
وكزته بلطف قائله :-كريم قوم بقى يلا عشان هتتأخر 
فرك عيناه وقال وقد ملأ صوته النعاس :-مش قادر 
قالت له بتوسل :-يا كريم يلا بقى بجد ...بقالك خمس ايام مشوفتش نهال ... 
نهض ببطئ واقترب منها وطبع قبله طويله على وجنتها الحمراء وقال لها بابتسامه عذبه :-صباح الخير 
ردّت بابتسامه حلوه:-يا عم يلا انت لسه هتسبلى ..
وكزها ونهض سريعا متجها الى الحمّّام
************************************************** ***********
كانت تنهره بعنف:-مين اللى علمك القرف اللى بتقوله ده 
رد علىّ ببجاحه :-وانا بقول ايه يعنى 
قالت بعصبيه:-انت يا ولد ازاى بتكلمنى كده ؟
لم يرد عليها والتفت الى التلفاز مره اخرى ...
نادته ثانية :-انت يا ولد انا بكلمك 
لم يرد ايضا ...
صرخت به:-انا هوريك اول لما ابوك يجى ....
واتجهت الى التلفاز فانتزعت فشته فانطفأ...
لم يتأثر ودخل الى غرفته واغلق الباب ورائه ...وتركها تستشيط غضبا ...
************************************************** ***************
كانت تمسك بالهاتف ...لحظات حتى اجيبت ...
قالت ساره بأدب:-لو سمحتى عيادة الدكتوره سهى ؟!
المرأه:-اتفضلى انا السكرتيره بتاعتها 
ساره :-انا عايزه اخد معاد عندها انا و واحده صحبتى ....
**************************************************
أما مها مازالت منزويه فى غرفتها ....وكارما وكنزى يغنيان نشيد ..لا تتفهم منه مها غير كلمات بسيطه ...
أما معز يمسك بالهاتف وكأنه يتحدث لصديقه كرجل كبير ...
افاقت مره اخرى من عالمها على صوت طرقات الباب وكانت نهال ...
ارتمت فى احضانها وبدأت بالبكاء ...البكاء وحسب 
*****************************************

البارت الجديد الاربعون

ارادت ان تفصح عن كل ما بداخلها ...وفعلتها لأول مره وكشفت كل ما تخبئه لنهال التى هرولت لها فور معرفتها برغبتها فى الانفصال عن حسن ....
كل شئ فى عينيها كان معبأ بالسواد ...ساءت حالتها كثيرا ..كثيرا جدا ...
كانت تنتحب وهى تسرد لنهال :-كل حاجه راحت فجأه ...كل حاجه ...سبنى وساب ولاده عمرى ما هسامحه حتى لو رجع عن اللى فى دماغه ثم ضحكت بسخريه ونظرت الى كارما النائمه :-يرجع ايه بس ده راح النهارده هوا وامه عشان يتفقوا ..بكت اكثر وتابعت:-خايفه اوى يا نهال خايفه من اللى جى ..مش هعرف اتحمله 
امتلأت عينا نهال بالدموع قائله باشمئزاز:-اصل ساعات الواحد لما ربنا بيديله كل حاجه بيتبطر عليها ..عايزه ايه زوجه زى القمر واولاد وماديات كويسه ومستوى اجتماعى كويس عايز ايه تانى ...بس انا لازم اكلمه وافوقه من اللى هوا فيه ده يا مها 
امسكت مها يدها وقالت لها بتوسل :-بالله عليكى يا نهال اوعى تعملى كده ...متخلنيش اندم انى حكيتلك ...
ردّت بحزم وامسكت مرفقيها:-يبقى توعيدينى انك هترجعى زى الاول ..حسن ميتستاهلش انك تزعلى عليه يا مها ..رفعت وجهها الناظر ارضا وتابعت:-لو كنتى حاربتى انك تغيريه حاربى انك تقاومى اللى حصل ده ...
قررت نهال ان تبيت معها واتصلت لتخبر كريم بذلك فوافق على الفور ....
واخبرها انه عائد فى الغد....
************************************************** ***************** 
مرّ اسبوعين...انتقلت فيهم مها للمعيشه مع والدها و والدتها ...علموا اخيرا بما حدث ...دخلت فى دوامه من الاكتئاب...
نقص وزنها بشده ...لا تعلم شئ عن اطفالها..تتركهم لوالدتها للاعتناء بهم ...شعرها الاسود الكثيف تبدّل حاله ...اصبحت واحده اخرى 
أما هو كان قد انتهى لتوه من شهر العسل ...ونظرته للحياه كانت مختلفه تماما عن نظرتها هى ...
ارتدت علياء ثوب قرمزى قصير كشف مفاتنها. ..واقتربت من اذنه وهمست :-حبيبى قوم بقى ..ممتك جت بره 
نهض متثاقلا وأمسك كفها الصغير وطبع به قبله حانيه قائلا:-صباح الخير يا حبيبتى 
نظرت له بحب وقالت :-نمت كويس 
ردّ عليها :-اه يا روحى ..طب اطلعى اعدى مع ماما لحد ما اجى 
علياء وهى تنظر لملابسها:-لاء هلبس الاول واطلع اصل ماما هيا اللى طلعتها عشان بتقولى صممت وبتاع واعده معاها بره ..
وبدون مقدمات اقتحمت فتحيه باب الغرفه وخلفها والدة علياء تردد:-يا مدام ميصحش كده استنى ..
التفتت فتحيه لها وقالت بضحكه مستفزه :-وماله ديه زى بنتى ..ثم نظرت لها وهى متدثره بغطائها فاتجهت ناحيتهم حتى اقتربت من حسن فطبعت قبله على وجنته قائله:-قوم بقى يلا الحق شغلك ...ثم نظرت لعلياء قائله:-وانتى يا عليا يلا عشان نلحق 
ردت عليا بتعجب قائله :-نلحق ايه؟!
ضحكت ونظرت لها بسخريه:-التنضيف يا حبيبتى
مازالت تتعجب وتنظر لحسن الذى اخذ طريقه الى الحمام ..فنادته تطلب النجده :-حسن 
التفت لها قائلا بلا مبالاه اعتاد عليها :-قومى يا عليا يلا عشان تلحقوا صحيح ماهى ماما بتفطرك هناك
نظرت له بغضب تجاهله ..بينما التفتت لوالدته قائله:-طب معلش يا طنط هغير واطلعلك
ارتدت ملابسها فى عجاله وسط الحاح متكرر من فتحيه ..
وخرجت لها ...
ساعه وكانوا قد وصلوا الى منزل فتحيه ...
دخلت علياء ...وهى تظن ان العمل لن يكون شاقا كثيرا عن عملها مع والدتها ..واذا كان شاقا فستتحمله من اجل حسن ومن اجل والدتها التى كانت تراهن على فشل هذه الزيجه ....
قالت فتحيه بلهجه امره :-يلا يا علياء ادخلى اقلعى والبسى الهدوم اللى جايباها معاكى ...
تلعثمت قليلا:-انا مش جايبه هدوم 
زفرت فتحيه فى ضيق :-هنتاخر كده ..ادخلى هتلاقى جلابيه متعلقه ورا الباب البسيها 
تسمرت لحظات فنظرت لها فتحيه ومازالت تزفر ...
فتحركت على الفور الى الداخل وجدت العباءه باليه جدا ..مليئه بالشقوق ...ارتدتها على مضض وقد طمأنتها صيغة الجمع التى تتحدث بها فتحيه ..اذا لن تترك المهمه كلها عليها ....
خرجت فجذبتها فتحيه الى المطبخ ...
صعقت علياء من النظر امامها ..اطباق واوانى اسبوعا كاملا متبعثره فى كل مكان ..ارضيه قذره...رائحة اكل متعفن تفوح من الثلاجه المفتوح بابها ..
نظرت لها فتحيه بلا مبالاه متجاهله دهشتها :-بصى يا ستى الصابون عندك وكله ..نص ساعه وبتلاقيه نضف بقى فله متقلقيش ..ثم تركتها ...
من اين ستبدأ ؟!...مهارتها ضعيفه فى تلك الاعمال ...يجب ان تصمدى من اجله ...
بدأت بغسل الاوانى ثم الارضيات فالطعام المتعفن ووووو...
مر حوالى ثلاث ساعات وهى فى عمل مستمر ..وقد انجزته لتوها وهى تشعر بالفخر ..
استيقظت فتحيه من نومها وفردت ذراعيها وهى تصرخ بها :-كل ده فى المطبخ ده مها مرات حسن بتخليهولى بيبرق فى ساعه ...وريبنى عملتى ايه ...
اخذت تنهال عليها بالتأنيب واللوم والعتاب ...
كانت قدرتها عالتحمل اضعف بكثير من مها ...ولكن فتحيه لم تستوعب ذلك اطلاقا ...
صرخت بها علياء:-انا مش مستعده انى اخدمك انتى ومش عاجبك انا ماشيه ..
فهمّت بخلع عبائتها ...واتجهت للغرفه لتأخذ ملابسها ...
علا صوت فتحيه وهى تقول:-انتى بتتنكى عليا..الله يمسيكى بالخير يا مها كنتى زى الفل ...روحى عند امك يا مسلوعه يا صفرا
ارتدت ملابسها بسرعه واستقلت سياره اجره واتجهت الى المنزل مره اخرى ....
************************************************** ******************
كان منهمكا فى عمله عندما رنّ هاتفه وكانت ملوك ...
رد بصوت عذب:-ايوه يا حبيبى 
ردّت بابتسامه حلوه:-عامل ايه 
ترك القلم الذى كان يدون به شيئا ما وردّ:-الحمد لله ...
ملوك بهدوء:-ممكن ننزل النهارده سوا 
كريم بغضب مصطنع:-لاء طبعا ازاى تتجرأى وتطلبى حاجه زى كده 
ضحكت برقه وتابعت :-مبهزرش والله ..اصلى زهقانه اوى 
كريم بهدوء:-ماشى كده كده نهال هتبات النهارده عند مها اصلا وانا كنت هكلمك ...
اتفقا على انه سوف يمر عليها فى الساعه السادسه مساءا ليتناولا العشاء معا ...
اما نهال كانت تتحدث فى الهاتف مع والدة مها :-هيا عامله ايه يا طنط 
ردّت بحزن:-والله حالتها بقت صعبه اوى يا بنتى ..حسبى الله ونعم الوكيل ..بس انا مش هسكت هكلمه النهارده يجى ويشوفلنا حل انا مش هخليها متعلقه كده 
ردّت نهال بأسى :-معلش يا طنط ده ابتلاء والله ...انا كده كده هجيلها النهارده 
ردّت مرحبه :-اهلا وسهلا بيكى يا حبيبتى 
أغلقت معها وهى مملوءه بالحزن والاسى عليها ...حمدت الله على زوجها ....برغم كل ما بها لم يتخلى عنها ...
خطر على بالها ان تحادثه ...
ردّ بنفس الابتسامه:-ايه يا حبيبى 
ضحكت وردّت بطفوله:-عايزه شكولاته 
ضحك وردّ :-من عنيا يا حبيبى 
تحولت لحاله من الجديه قائله :-هتيجى متاخر النهارده 
ردّ متسائلا:-انتى مش هتباتى عند مها 
تذكرت ما بها وردّت بحزن:- اه لازم اخليها تروح بيتها ..ثم تابعت مقترحه:-ما تكلم حسن 
تحدث بجديه هو الاخر قائلا:-مفيش فايده ..هوا عايش حياته وهيا معقده نفسها ..
صاحت بغضب:-يعنى ايه معقده نفسها يعنى يسيب ولاده ومراته عشان واحده تانيه والله انا لو مكانها عمرى ما هتنازل عن الطلاق... هوا صحيح قريبى بس هيا اللى معاها الحق 
ارتبك حتى احمّر وجهه فحاول تغير الموضوع قائلا :-ربنا يهدى الحال ثم استطرد:-انا هاجى على تسعه ان شاء الله 
طبعت قبله على سماعة الهاتف وردّت:- بالسلامه يا حبيبى 
مرّ الوقت سريعا ...الساعه السادسه كان ينتظر ملوك بالاسفل ...
ارتدت عباءه من الكتان لها لون رمادى ونقابا من اللون الروز ...
ما ان رأته حتى ابتسمت تلقائيا ..اقترب منها واحتضنها ...ثم تحسس بطنها وقال وكأنه يخاطبها :-ازيك يا ولا 
ضحكت برقه واستقلوا السياره باتجاه الحسين ليأكلوا فى احد المطاعم به ...
أما نهال كانت فى غرفة مها ...
صرخت بها وقد اقتربت منها واامسكت بها حتى اتت بها مقابل المرأه ..ثم قالت :-شايفه بقيتى عامله ازاى ؟ كل حاجه فيكى كبرت 100 سنه ..عشان واحد ميستاهلكيش...فوقى بقى يا مها ...استطردت بتوسل:-بالله عليكى اللى بتعمليه مفيش منه فايده ..هوا عايش حياته ..اتجوز وشويه وهيخلف وهينساكى ..
نظرت لها مباشرة فى عينيها وتابعت بحسم :-انتى لازم تثبتيله انك هتقدرى تنجحى من غيره ...لازم يا مها ..ندميه على كل يوم هيعيشوا من غيركوا ..انتى ازاى ضعيفه كده ...
كانت دموعها تسيل فى صمت كئيب حزين ..خرجت عن صمتها وقالت بصوت مبحوح :-مش هقدر ..انا حاسه ان كل حاجه راحت ..انا كنت عايشه عشانه وبس ..
صرخت نهال:-وده اللى نمرده عليكى ..انك اديتيله كل حاجه ..كل حاجه يا مها ...
ارتمت فى احضانها وبدأت فى البكاء ...
دفعتها نهال بحنان وقالت لها :-انتى هتتنقلى لبيتك وهتنزلى تدورى على شغل انتى صيدلانيه والشغل مش هيبقى صعب انك تلاقيه ان شاء الله ..هزت اكتافها التى تتشبث بها وتابعت:- ها يا مها هتوعيدينى 
ردت بتردد:-اوعدك 
ابتسمت نهال وقالت لها بلهجه امره :-يلا يا هانم قومى البسى عشان هنزل انا وانتى نتعشى بره بقى 
كادت ان تعترض فقاطعتها :-والله لاطفش انا كمان واسيب البيت لكريم لو مجتيش 
ابتسمت رغما عنها ...واستمرت فى اقناعها ....بعد حوالى ساعه ونصف من ذهابها لها كانوا فى الطريق الى المطعم...
وبمحض الصدفه كانت متجهه لنفس المطعم الذى كان به كريم و زوجته ...
ولكنّهم كانوا قد بدئوا فى تناول طعامهم ...
المكان هادئ بالرغم من وجوده فى شارع الحسين المزدحم ...كانت ملوك تشعر بالفرحه بجلوسها معه ...
وهو ايضا يرتاح لها بشده ولا يشعر بالوقت معها ...
انتهوا من طعامهم ...مازالت الساعه الثامنه ..عرض عليها ان يتجولوا فى شوارعه الممتلئه بالناس واستجابت فى سرور...
تأبطت يده وقالت له بسعاده:-ربنا يخليكى ليا يا كريم 
نظر لها بحب وقال لها :-ويخليكى يا حبيبى ...
ارتمى نظره بعيدا ليرى نهال ومها معا ...يالها من كارثه ..الان سيفتضح كل شئ ...
نطق بوهن وقد ترك يد ملوك :-نهال..
ارتبكت وقالت بهمس :-هيا هنا ؟! ...
كانت قد اقتربت ورأته ..ثم نظرت لملوك الواقفه بجانبه ...من هى ؟!..وما الذى يفعله هنا ؟!...
وفى لحظه اقتربت منه معها مها وقالت له بحده:-انت هنا ليه ؟
حسمت ملوك موقفها بسرعه وقالت وهى تمد يدها اتجاه نهال:-ازى حضرتك يا مدام 
ردت نهال ببرود:-الحمد لله 
ردّت ملوك بابتسامه لاحظتها نهال من خلف نقابها وقالت وهى تنظر لكريم:-عرفت تنقى يا دكتور كريم والله ...ثم التفتت لها قائله:-انا اصلى كنت جايه من زوجى هنا بس دخل المحل ده واشارت الى محل ملابس خلفها ممتلئ بالناس وتابعت:-ودخل يشوف حاجه فقابلت الدكتور 
تنهدت نهال فى راحه نسبيه وابتسمت قائله:-فرحانه انى قابلتك 
نظر كريم لملوك بامتنان ...نظرت لهم وقالت :-عن اذنكوا ..زوجى مستنينى بقى 
وتركتهم بقلب خائف ..مذعوره لا تعرف احد فى هذه المنطقه ..أستغفرت ربها كثيرا على تلك الكذبه ولكن لم يكن لديها حل اخر ....
وقف هو ضائع يلاحظها وهى تختفى...
حتى وكزته نهال فى مرح قائله:-متجوزه يا كريم ..مش هتنفع 
ضحكت مها برقه ..فاستوعب وجودها وقال لها :-ازيك يا مها 
نطقت بوهن:-الحمـــد لله ...
************************************************** **
أما هو فتح الباب وبداخله شحنه من الغضب ملأته فتحيه به ...استقبلته علياء وهى تحترق من الغضب ايضا ...
بدأت الحديث قائله:-انا سيبتك طول اليوم بس انا خلاص على اخرى 
اول ما نظر اليه ملابسها كانت كأى امرأه مصريه ..قد فرغت من تجهيز الطعام لتوها ...تفوح منها رائحة البصل ..
ترتدى عباءه ملطخه بالصلصه وقشر البطاطس ...ثم الى شعرها البنى الذى برغم نعومته وطوله الى انها كانت قد شدته الى الخلف بقوه ..
قارن للحظه بينها وبين مها ...وكيف كانت تستقبله بقبله حانيه ..وابتسامه دافئه ينسى بها كل شئ...
لم يرد عليها واتجه الى الغرفه فسارت ورائه وهى تردد بصياح:-انا بكلمك رد عليا 
التفت لها وزفر بشده ثم امسك بمرفقها وضغط عليه بقوه ..تأوهت على اثرها وقال لها :-انا مش فايق ..عايز اكل 
ردّت بعناد قائله :-مفيش اكل ..الا لما نحل الموضوع 
ترك يدها وسار فى لا مبالاه باتجاه الحمام...
امسكت ذراعه بقوه وغضب وصاحت :-رد عليا هنا 
اطلق صرخه عاليه ثم امسك بيدها وابعدها فى عنف سقطت على اثره ارضا ...فصاحت به:-انت بتمد اايدك عليا يا حسن والله لاوريك 
ثم امسكت بكوب من البلاستيك موضوع بجانبها فأطاحت به باتجاهه ...ثم بخفه جرت ناحية الغرفه الاخرى هربا منه ..
تملكت العصبيه منه فجرى ورائها وقال لها بحزم:-عليا انا مش ناقص قرف ..أمى وهتساعديها غصب عنك ...ما مها كانت بتعمل كل حاجه ..فاكره نفسك مين يعنى 
ردت بعصبيه:-متقولش اسمها على لسانك قدامى 
قاطعها :-انتى مش شايفه شكلك عامل ازاى ؟ ..حتى يستقبل حد بالشكل ده ..ده ام محمد انضف منك 
صاحت به :-روحلها يا حبيبى لو انا مش عجباك ..بالسلامه ...
هددّها وهو يتجه ناحية حقيبته ويأخذها ..
تذكرت والدتها ..حياتها ...لن اتنازل عن حقى فيك ...
جرت ناحيته وقالت بتوسل:-خلاص يا حسن متكبرش الموضوع 
قال بغضب مصطنع :-لاء ما اانا مش ناقص كل يوم خناق 
طبعت قبله على وجنته تملأها رائحة البصل فتقزز منها وقال لها ببرود:-خلاص ..روحى حطى الاكل واعملى حسابك هتنزلى تعتذرى لماما بعد العشا 
نظرت له بغضب شعّ من عينيها ...انا من وضعت نفسى فى موقف كهذا ...ياليت ..بدأت تندم ..ولكن لا وقت الان ...
لاحظ صمتها فقال لها بحزم:-انا اروح ل ..
قاطعته بسرعه قائله :-خلاص انا موافقه ..هروح احضر الاكل 
ثم تركته وعلى شفتيه ابتسامه جانبيه مرددا :-ستات عايزه ضرب الجزم 
بعد ربع ساعه كانوا على طاولة الطعام ...
كان لأول مره يذوق طعامها ...فكل الطعام اسابق كان من اعداد والدتها ...
امسك الملعقه ورشف من الشربه الموجوده امامه ...
تقززت ملامح وجهه ..فقالت له بقلق:-فيه حاجه يا حبيبى 
لثانى مره كانت المقارنه هى سيدة الموقف...
تذكر تلك المائده التى كانت تعدها مها ...فقال لها باشمئزاز :-فين الملح 
ناولته اياه وقالت له بابتسامه :-معلش يا حبيبى انا لسه بتعلم اصلى 
رد ببرود:-ويجى على دماغى انا 
سارعت :-طب فيه فراخ من امبارح اللى ماما كانت عملاها اجبهالك 
قال لها ببرود:-مباكلش اكل بايت 
اكملت طعامها بأسى واضح .....
رنّ هاتفه ..اجابه قائلا:-سلام عليكم 
اجابته والدة مها فى عنف قائله :-انا سيبتك على اساس انك هيبقى عندك دم وتتصل لكن يا بن اخويا طلعت معندكش ريحته ...هتيجى عشان نخلص امتى 
رد بارتباك:-نخلص ايه ... مش هينفع 
قاطعته فى عنف:-انا مينفعنيش الكلام ده بنتى هتطلق وحقوقها هتجلها وان كنت فاكر ان ملهاش اهل تبقى غلطان ..اخلص وقول معاد بدل ما انا اللى اقول 
رد بخجل وهو ينظر لعلياء .. تركها حائره تفكر فالذى يحدث لها .....
ودخل الى الشرفه يكمل حديثه قائلا بتوسل:-عشان خاطرى يا طنط سبينى اعد معاها
ردّت بغضب:-هوا بالعافيه ؟ ..خلاص الموضوع خلص ..بعد بكره الساعه تمانيه هستناك و والله لو مجتش لهتشوف ياحسن 
قاطعها قائلا بارتباك:-هاجى يا عمتو هاجى 
************************************************** **************************
أما اميره اتجهت الى الانترنت تقرأ فى تربية الطفل ..لتعيد ما عطب فى فطرة ابنها علىّ النائم......
وكانت تسجل كل ما يفيدها فى كشكول صغير ...
خرجت بمعلومات هامه الى حد ما ....كان ايمن قد اتفق ان يأخذدهم فى نزهه قصيره ...
فتجهت الى علىّ ..استيقظ خاملا كعادته ...لبس وخرج اليها ..ما ان رأت ما يلبسه ..حتى ضحكت كثيرا كان يرتدى نظارة الغوص فى الماء كنظاره شمسيه ..
حاولت ان تعدله عن تصرفه بهدوء ولكن دون جدوى ...كادت ان تصرخ به قبل ان تحدثها نفسها بما قرأته...
اتركى طفلك على حريته ..لا تطفلى عليه ..ابتعدى عن العنف
فنظرت له بابتسامه حلوه قائله:-براحتك يا حبيبى 
************************************************** ****************************
انتفخ بطن ساره قليلا ...كانت تداعب "ليلى" ..عندما دخل احمد فانحنى اليها ليقبل رأسها فى حنان بالغ ....
شعرت به فابتسمت وقالت له :-استنى هحضر الغدا يا حبيبى 
هزّ رأسه وقال لها :هتروحى للدكتوره سهى ديه بليل
ردّت:-لاء اتصلوا عليا اجلو الحجز للأسبوع الجاى عشان هيا مسافره...




تعليقات