قصة الأميرة والمغترب البارت الحادي عشر 11 بقلم آلاء اسماعيل

         

قصة الأميرة والمغترب

البارت الحادي عشر 11

بقلم آلاء اسماعيل

- إلحقني يا خالد  😓... انا  كنت بأسوق في أمان الله و فجأة عملت مصيبة !!! 

خالد بمزاح : يا ساتر يا رب ! مصيبة مرة وحدة !!! ها  يا ابو قلب حنين !! تكونش قتلت  قطة ؟؟ 

- لا يا ناصح...خبطت وحدة بالعربية 😣

خالد بقلق: يا نهارك اسود !! بتقول عملت ايه ؟؟ خبطت وحدة و انت عارف نظام التعويضات  و التأمين هنا ز'فت و قطران قد ايه ؟! خصوصا لو اهلها عرفوا انت مين !! هاا و عملت ايه! ارجوك  قل لي انك سبتها و هربت !

ياسين بضيق : سبتها ايه هو انت تعرف عني كدة يا خالد !! انا أكيد مش جبان ولا نذ"ل عشان اخبط وحدة و اسيبها تموت و اجري 😤

خالد بقلق :  اومال عملت ايه يا عم  الشهم انت؟؟

ياسين : اخذتها  المستشفى و مستني أما تصحى لإنها دخلت في غيبوبة و كمان معاها كسور

- كماااان ؟؟ طب و اهلها جوم ؟؟

ياسين : انا ما عرفتش اوصل لحد من اهلها البنت مش معاها شريحة و التلفون بتاعها مقفول ...اومال انا اتصلت بيك ليه؟

خالد : اممم  فهمت ...طب ايه المطلوب مني دلوقت ؟؟!

ياسين : البنت مصرية مقيمة هنا عند قرايبها انا هأديك عنوان بس عايزك تسأل لي من غير ما تثير اي شكوك لاني حاسس ان حكايتها غريبة و فيها إن

خالد بشك : غريبة ازاي ؟؟

ياسين : البنت مقيمة في  بلدة بمونتريال ....و كانت حاجزة هنا في فندق رخيص بأوتاوا لمدة اربع ايام و خلصوا امبارح 


تذكر ياسين  ماذا قال الطبيب ثم تذكر  كيف انها كانت تمشي بلا هدف و تنظر الى اللاشيء ! فأكمل بثقة :خالد  البنت دي حاجة من اثنين ... إما تايهة او هربانة !

خالد : طيب يا صاحبي انا هأعمل اتصالاتي و ارد عليك ابعثلي عنوان الفندق و عنوان اقامتها .

ياسين : تمام .

اقفل الخط و  سأل إحدى الممرضات التي خرجت للتو من الغرفة الخاصة بها متوجهة نحو غرفة التمريض لإحضار معدات التجبيس


- هل أستطيع رؤية المريضة من فضلك ؟؟

الممرضة: ليس الآن ...سننتهي من وضع التجبيس أولا ليدها و ساقها ثم يمكنك الإطمئنان عليها 

ياسين بإحترام : شكرا لكِ


 توجه نحو حسابات المستشفى دفع كل المصاريف ثم عاد        الى الجناح الذي تقع فيه غرفتها

كانت نفس الممرضة خارجة للمرة الثانية فقالت بإبتسامة

- ها انت ...لقد انتهينا للتو يمكنك رؤيتها لكن ليس لوقت طويل فهي في غيبوبة اصلا 

اومأ ياسين برأسه ايجابا ثم فتح الباب و دخل و كم كانت صدمته كبيرة مما رأى !! 


كأنما يرى ملاكا نائما.. شعرها الاسود الحريري الطويل يغطي كافة جسدها بعشوائية و ينساب عبر بشرتها ناصعة البياض  ليزيدها بياضا ..رغما عنه شرد في ملامحها و انوثتها القا'تلة  و شعر  لوهلة و كأنه داخل القصة الخيالية للأميرة النائمة  أو أمام لوحة فنية رائعة الجمال ...  

افاق من توهانه على صوت الممرضة : يا سيد من فضلك اقفل الباب  خلفك و لا تقف هكذا !

حمحم بإحراج و قال و هو يشيح بنظره بصعوبة عن أميرة

احم ...من فضلك يا آنسة  ...حين أحضرتها كانت تضع غطاءا للرأس أين هو ؟؟

الممرضة بتذكر : اااه .. اجل كانت تضع غطاءا لكن الطبيب ازاله من اجل إجراء أشعة مقطعية للتحقق من اي كدمات في الرأس أو نزيف داخلي ..و نسينا اعادته


ياسين بإحراج و هو ينظر الى الجهة الاخرى و يتجنب رؤيتها : من فضلك اعيديه لها فهي مسلمة و لا يجوز لي رؤية شعرها ..احم ..و حاولي أن تستريها فهناك أجزاء ظاهرة من جسدها 

الممرضة بتفهم : حسنا ...انتظر قليلا .


خرج ياسين مسرعا من الغرفة و قلبه يخفق بشدة يكاد يخرج من بين ضلوعه و العرق يتصبب من جبينه رغم البرد

تنهد بعمق و هو يتمتم : استغفر الله العظيم و اتوب اليه ..البنت جوة بتموت بسببك يا ياسين ..ايه اللي انت بتفكر فيه ده😤 !! اووووف استغفر الله استغفر الله 😓

جلس قليلا  في الخارج إلى أن هدأت نفسه ثم توجه الى غرفتها ثانية

كانت الممرضة قد عدلت هيئتها و غطت شعرها و جسدها بالكامل 

بقي ينظر إليها بمزيج متناقض من الاحاسيس ثم تنهد بحزن و قال : انا اسف اني وصلتك للحالة دي 

الظاهر كدة إن الدنيا اصلا جاية عليكي و جيت انا و كملت الباقي


خرج من الغرفة و بقي ينتظر هناك ماهي إلا لحظات حتى وجد أتصالا من ليليان 

- اووف ...كانت ناقصاكي انتي كمان !!

لم يكن له رغبة في الرد فضغط زر الرفض 

لكن مع الحاحها الشديد إضطر للرد


ياسين ببرود : الووو ايوة يا ليليان 

ليليان : ليليان حاف كدة !!! معقولة ما وحشتكش خالص !!

ياسين بتذمر : ليليان خلصيني انا هلكان من الصبح و عايز أنام 

ليليان : وحشتني موووت يا روحي ...هترجع امتى بقى !!

ياسين : حسب الظروف ..لسة مش محدد 

ليليان : انا اللي عرفته انك خلصت شغلك مش فاهمة قاعد لسة بتعمل ايه ؟!

ياسين بغضب : و انتي بقى بتراقبيني حضرتك ولا حاطالي شريحة تعقب؟؟؟؟ 

ليليان بخوف : لا طبعا ...مين قال كدة ! 😓

- اومال عرفتي ازاي خلصت ولا لا  ؟؟

ليليان : لا هي كل الحكاية اني لما لقيت موبايلك مش بيرد اتصلت بفرع الشركة قلت يمكن تكون هناك قالولي خلصت من يومين 

ياسين بزهق : معلش يا ليليان انا  كنت مرتبط بحاجات تانية شغلي مش بس في الشركة ...المهم انا مضطر اقفل مستني اتصال من خالد 

ليليان بتصنع الزعل : ياسين مش معقول كدة انا خطيبتك و هأبقى مراتك قريب!! و مع كدة  لو ما اتصلش بيك عمرك ما بتتصل ...و حتى لما  اتصلت عمري ما  بأسمع منك كلمة حلوة و مع كدة  بقول معلش و لما نتجوز هتتغير معاي ... ..تقوم تقولي دلوقت اتصال خالد أهم من اتصالي !! بذمتك انت فاكر امتى آخر مرة دلعتني فيها و قلتلي ليلي بدل ليليان ؟؟

ياسين بضيق: و بعدين معاكي يا ليليان...و النبي مش فايق دلوقت خلينا نتكلم في الموضوع ده بعدين 

اقفل و هو ينفخ بضيق 


عند دانيال 

رن هاتفه فاسرع الى الإجابة : هااا ما الاخبار ؟؟

- وجدنا فتاتك أخيرا يا دانيال ...قد كانت تنزل في فندق  سانشاين في اوتاوا لكنها غادرته هذا الصباح 

- الى أين ؟؟

- لا أحد يعلم 

- حسنا ...سآتي الى أوتاوا  في الصباح الباكر اذن 

اقفل الخط و هو يقول لنفسه : هذا يعني أن المال قد نفذ منكِ و ليس لك مكان تذهبين اليه اليس كذلك يا أميرتي؟؟ جيد ..سأجدك عاجلا أم آجلا ...هي مسألة وقت فقط.


في منزل فاتن 

فاتن بصدمة : دليل ايه اللي انتي بتتكلمي عنه ده يا مجنونة انتي !!! 

سحر : قبل ما اقولك ايه هو عايزة اسأل حضرتك بس ارجوكي  تهدي و تركزي معاي و تخفي من العصبية عشان تعرفي تفتكري كويس اللي حصل ..

فاتن بإندفاع : و كمان بتحطيلي شروط !! بنت انتي لو تعرفي حاجة اتكلمي على طول انا على اعصابي !!

صالح : أهدي يا فاتن خلينا نفهم هي عايزة توصل لايه

سحر : اولا عايزة أسالك انتي عارفة هي النهاردة مختفية فين !؟؟ 

فاتن بتذمر : بتقول عندهم حفلة عيد ميلاد شيري و هتبات عندها هي و جاكلين 

تمتمت سحر بهمس : و النبي انتي على نياتك اوي يا ماما 

ثم أكملت : طب انا  كنت عايزاكي بس تفتكري يوم ما طلعتي انتي و هي يوم الحادثة عالهايبر زي ما قلتي ...نزلتو مع بعض ؟؟  يعني كانت معاكي طول الوقت ؟؟ 

فاتن : ايوة نزلنا سوا ...

سحر : متأكدة ؟؟ 

فاتن بمحاولة للتذكر : اااه ...لا لا .. افتكرت ...هي نسيت اوراق العربية و الرخصة في اوضتها و رجعت تجيبهم و انا نزلت اشغل العربية على ما ترجع  .

نظرت سحر الى والدها و قد بدات تفهم اللعبة : طب و بعدين لما نزلت و وصلتك فضلت معاكي ؟؟ ولا سابتك و مشيت؟؟

فاتن : انتي عايزة توصلي لايه ؟؟؟

سحر : ارجوكي يا ماما دي حاجة مهمة اوي خذيني على قد عقلي و جاوبيني ارجوكي انا أوعدك هقولك كل حاجة .

فاتن بتذمر : لا سابتني و راحت تقدم بلاغ عن ضياع بطاقتها خلصت فقرة التحقيق و الإستجواب ولا لسة 😏

سحر : لا فاضل  آخر سؤال يا ماما ... انتي فاكرة الشنطة اللي كانت شايلاها يوميها!! 

فاتن بتعجب: ايه السؤال الغريب ده ؟؟ هو انا فاكرة اكلت ايه امبارح لما افتكر شنطة حنان اللي كانت شايلاها  من أسبوع؟

سحر : ارجوكي حاولي تفتكري 

فاتن : مش فاكرة كانت لابسة ايه بس احنا اخذنا سيلفي بتلفونها جوة الهايبر عشان تحط استوري  و لما شفت الصورة عجبتني و قلتلها تبعثهالي 

فتشت هاتفها و اخرجت الصورة 

سحر : بس كدة ...يعني هي دي الشنطة 

فاتن : ايوة ...ها...تقدري تفهمينا انتي بتلفي و بتدوري من الصبح على ايه ؟؟!

سحر بتردد : حاضر ...انا هاقولكم 


في المستشفى 

كان ياسين يتكيء و قد غفى قليلا على ذلك المقعد  

 نظر الى الساعة فوجدها قد تعدت الساعة العاشرة ليلا ..نزل الى الأسفل ليشتري  ما يسد جوعه فرن هاتفه في تلك اللحظة

خالد : انا في المستشفى انت فين ؟؟

ياسين : انا تحت في الكافيتيريا 

خالد : طب اقفل انا جاي عندك 


ماهي إلا لحظات حتى وصل خالد

ياسين بإهتمام:  ايوة يا خالد لقيت ايه ؟؟

- كان عندك حق يا صاحبي ...البنت دي حكايتها حكاية 

ياسين بلهفة: ازاي ؟؟ 

خالد : خلينا نقعد الاول و اشرب و آكل  حاجة  ده انا على حيلي من ساعة ما اتصلت بيا 

ياسين : ماشي اتفضل 


جلسا و طلب ياسين عصيرين و بعض السندويشات 

خالد :  يا سيدي انا اتصلت على صاحبنا جورج في مركز أمن اوتاوا عشان يتحرى عنها من غير ما يثير اي شبهة تخيل بيقولي ايه ؟؟!


ياسين بضيق : خالد بطل العادة السخيفة دي و اتكلم على طول !!!

خالد بمزاح : طيب طيب و مالك مقموص كدة !! 

ياسين بتوتر : يعني انت شايفني في وضع يسمحلي اهزر ؟؟😓

خالد : خلاص يا سيدي حقك عليا .. الحكاية و مافيها انها  زي ما قلت... البنت هربانة

ياسين بدهشة: ازاي ؟ و من مين؟؟

خالد : أولا هي مقيمة عند خالتها بس  من خمس إيام خالتها دي  جات المركز قدمت بلاغ ضدها و اتهمتها بسرقة 30 ألف دولار منهم ، و من وقتها و هي هربانة و البوليس الكندي بيدور عليها ..


همس ياسين بتعجب : متهمة بسرقة 30 ألف دولار؟؟ غريبة !!

خالد : ايه الغريب في كدة ؟؟ 

ياسين : البنت اللي جوة  مش ممكن تكون حرامية لانها مكانش معاها دولار  حتى و دخلت في غيبوبة سكر بسبب  انها ما اكلتش من ايام !! 

خالد بدهشة : معقولة  !! 

ياسين : ايوة يا خالد متأكد انها مفلسة كل المؤشرات بتقول كدة و الا كانت رجعت الاوتيل 

خالد :ااه بخصوص الاوتيل .. قبل ما انسى فيه حاجة كمان 

ياسين : هاااا!!

خالد : انا لما بعثتلي عنوان الفندق لقيت نفسي قريب منه رحت بنفسي اسأل هناك ...لقيت صاحب الفندق بيسألني بسخرية : عملت ايه البنت دي  عشان الكل بيدور عليها النهاردة ؟

استغربت من جملته فسألته مين دور عليها كمان ؟؟ لقيته قالي قبل شوية بس جيه واحد و سأل ان كان عندنا نزيلة اسمها أميرة رجب إبراهيم 

ياسين : سألته ان كان بوليس ؟؟

خالد : طبعا سألته و دي حاجة تفوتني ؟؟ 

ياسبن : هااا قالك ايه ؟؟ 

خالد : قالي ان شكله مش مريح و الظاهر عليه واحد من عناصر عصابات الما'فيا الكندية.

ياسين بخوف: عصابة ما"فيا !!!  خالد البنت دي في خطر.. موضوع السرقة ده  أكيد متلفق و اللي لفقلها تهمة السرقة هو اللي ادالها جرعة المخدر و هو اللي بيدور عليها قبل ما البوليس يلاقيها ..

خالد : مخدر ايه ده ؟؟

ياسين بتفكير : الدكتور بيقول كانت الأسبوع اللي فات هنا بسبب جرعة مخدرات عالية 

خالد : يا خبر ؟؟ 

ياسين بجدية :  و مادام وصلوا  لها الفندق يبقى مش بعيد يسألوا في المستشفى كمان !!

خالد : طب و الحل ؟؟!

فكر ياسين بسرعة ثم أجاب بدون تردد : انا هأسافر النهاردة ...لازم اخذها و ارجع تورنتو حالااااا !!! ...


          البارت الثاني عشر من هنا 


تعليقات