قصة الأميرة والمغترب
البارت الرابع والخمسون 54
بقلم آلاء اسماعيل
-ما لاحظتيش كل ما يتفتح الباب بتحس بلهفة ازاي !
-صح لاحظت كدة
-تبقى مستنية طبيب القلب يا دكتورة ☺️
الدكتورة بإعجاب: بسم الله ماشاء الله يا خالتي ام أحمد ...ده انتي اللي دكتورة بقى مش أنا !
-استغفر الله يا بنتي ..
الدكتورة: طب أنا هأمشي دلوقت و هأكلم ياسين بيه بعدين
في تلك اللحظة وصل ياسين
-سلام عليكم ...
-و عليكم السلام ..اجابتاه في نفس الوقت
-كنت ماشية و هأكلمك ..بس الحمد لله وصلت في الوقت المناسب😊
-ايه الاخبار يا دكتورة ؟...مفيش جديد ؟؟
حاولت الطبيبة جس النبض فنظرت الى ام أحمد ثم نظرت إليه و قالت بعملية
-هي سامعاني بس مش عايزة تتجاوب معايا ...انا من رأيي تتكلم معاها انت ...
ياسين بإرتباك: ايشمعنى ؟
اومأت برأسها بثقة : متأكدة انها هتسمعلك اكثر بحكم انها تعرفك اكثر مني....
ياسين بقلق : طب افرضي حالتها ساءت لو كلمتها أنا ؟
الطبيبة بمكر : وتسوء ليه هو انت اللي كنت اذيتها !! 🤔بالعكس المفروض تشكرك انك لحقتها
ياسين بإرتباك : لا مش كدة بس يمكن تكون حتاجة رعاية نفسية خاصة 😥
ارادت الطبيبة التأكد من نظرية الخالة أم أحمد فنظرت إليها ثم سألت ياسين
-ياسين بيه انت متأكد انك حكيتلي كل حاجة ؟؟
ياسين : تقصدي ايه بكل حاجة ؟🙄
-يعني مفيش معلومة مثلا نسيت تقولي عليها تساعدني في فهم الحالة اكثر !
تنهد ياسين بعمق ثم قال : بصراحة ...ايوة فيه ...مكنتش شايف انها مهمة عشان كدة ما حكيتلكيش عليها
الدكتورة : في الطب النفسي مفيش حاجة اسمها مش مهمة ..ممكن اللي تشوفها انت كدة تكون هي مفتاح العلاج
كانت أم أحمد تهم بالمغادرة : طب اسيبكم براحتكم يا ابني
فقاطعها ياسين : لا يا أم أحمد خليكي...انا لو مكنتش معتبرك من العيلة مكنتش أستأمنتك على بيتي
ثم نظر الى الطبيبة و قال بإحراج : بصراحة انا لما حكيتلك عن العصا"بة الي خطفتها قلتلك اني إتصرفت عشان أقدر اطلعها تاني...بس ما قلتلكيش إتصرفت ازاي 🙄
نظرت إليه الطبيبة بإهتمام فأكمل : انا اتجوزتها من غير علمها
نظرتا الى بعضهما بدهشة بينما اكمل هو بضيق
-كنت خايف من رد فعلها و مستني الوقت المناسب عشان اقولها بس حصل اللي حصل و عرفت بالصدفة يوم حادثة الإغت"صاب
نظرت الطبيبة إلى أم أحمد بتعجب ممتزج بالإعجاب فبادلتها هذه الاخيرة إبتسامة متواضعة
قالت الطبيبة بتأكيد : يبقى زي ما قلتلك الحل عندك انت حاول تتكلم معاها بهدوء و تفهمها دوافعك و متأكدة انها هتسمعلك و هتفهمك
لم يجب ياسين بشيء لكن أم أحمد إستشعرت قلقه من تلك المواجهة وأرادت طمئنته فأردفت :
انت بس إختار الكلمات المناسبة يا ابني و خليك فاكر حاجة وحدة بس : الكلام من القلب للقلب رسول...ساعتها كل حاجة هتبقى كويسة ... 😊
ابتسمت الطبيبة بإعجاب و هي تحمل حقيبتها و تتأهب للذهاب قائلة : عندك دكتورة تانية في البيت مش هتحتاجني بعد كدة يا ياسين بيه ...
ثم نظرت إليها قائلة : لو احتجت اي حاجة في شغلي هابقى اجيلك يا خالتي ..☺️
-استغفر الله العظيم يا بنتي ..فوق كل ذي علم عليم صدق الله العظيم .. انا بس عارفة الحاجات اللي ربنا علمهالي .. بس انتي متعلمة و معاكي شهادات
الدكتورة : بس انتي معاكي حاجة أكبر يا خالتي : الحكمة...و من اوتي الحكمة فقد أوتي خيرا عظيما
نظرت الى ياسين و قالت : ثق فيها و اعمل اللي تقولك عليه 😊
انصرفت الطبيبة بينما دخلت ام أحمد المطبخ و هي تقول : انا هأدخل احضرلكم لقمة للغداء على ما تكلمها
ثم همست في سرها ...ربنا يعينك على ما بلاك يا ابني
بقي ياسين ينظر بإتجاه غرفتها و هو يرى أنهما محقتلن فالهروب لم يكن أبدا حلا من ضمن حلوله
لذا فقد إستجمع شجاعته و أخيرا و قرر الذهاب إليها ..
فتح الباب و دخل بهدوء
دخل صالح الى المنزل و كانت زوجته ترتشف الشاي ببرود
صالح -صباح الخير
فاتن ببرود -صباح النور
نظر في ارجاء المنزل ثم قال بتساؤل: اومال سحر فين؟
-في اوضتها من امبارح مش راضية تطلع منها 🙄
-طب أكلت و خذت علاجها ؟؟
فاتن:و انا ايش عرفني !!
صالح بصدمة:يعني انتي ما دخلتيش عندها من امبارح ؟؟😳
فاتن بتجهم: و مالك بتبرقلي كدة !! مش انت قلتلي اوعي تكلميها ا!! انا مالي !! 🙄
صالح بدهشة ممتزجة بغضب : معقولة قافلة على نفسها من امبارح من غير اكل !! و انتي قاعدة بتشربي الشاي بكل هدوء ولا همك حتى !! افرضي جاتلها نوبة ربو و هي لوحدها!!! انت مسمية نفسك ام انتي!! 😡
وقفت فاتن بغضب: ما انت لو سمعتها و هي بتقولي يا ريت كانت فاطمة امي مش انتي مكنتش تزعقتلي كدة! 😤
صالح بغضب: هو كان من فراغ يعني !! ماهي عمايلك الز'فت معاها اللي وصلتها لكدة!! انا رايح اشوف البت ربنا يستر بقى ..
فاتن بتهكم : روح يا اخوي طبطب عليها و قولها حقك عليا أنا قال يعني أنا شي"طان و انت ملاك بجناحات..
نظرت الى كوب الشاي و وضعته و هي تقول بتذمر
-وادي الشاي اللي انت باصصلي فيه .... مش شارباه 😠
دخل الى غرفتها و كانت منكمشة على نفسها بوضع الجنين و تحتضن دبدوبها كعادنها حين تشعر بالضيق
-حبيبة بابا مش عايزة تطلع من الأوضة ليه ؟؟
-مليش نفس لحاجة يا بابا ..تعبااانة من الدنيا كلها 😓
-تقومي تعاقبي نفسك بالشكل ده ! انتي ما اتعشتيش ولا طلعتي من اوضتك .
سحر : لا رد
-على فكرة انتي يتقسي على نفسك اوي ... كل ده عشان خالد طلب ايدك ؟؟ ده المفروض تفرحي ...بنتي الصغيرة بقت عروسة و بيطلبوا ايدها ! 😊 مش مصدق
سحر يضيق: بابا انت مش عارف ايه اللي حصل
صالح : لا عارف و خالد حكالي كل حاجة...
-يبقى انت عارف اني كنت هموت بين ايديه ...
انا كنت معاه طول اليوم بس ماجبليش سيرة الجواز دي .. يبقى قرر يتقدملي ليه ؟؟ انا هقولك
لما ماما اتصلت كان شكلها معصبة جدا و عفاريت الدنيا كلها بتتنطط بين عينيها ...فهو فكر كدة و قال لا البنت هتروح في شربة مية بسببي ...خليني اخذ فيها ثواب و انقذها من امها ...قل لي بعد كدة هأبص في عينيه ازاي لو وافقت ؟ .. و انا كل ما ابص فيهم مش هشوف غير شفقة !!
صالح : غلطانة يا بنتي. ...الراجل قصده خير و الا مكانش دخل البيت من ابوابه...و بعدين انت مقتنعة بالكلام العبي'ط اللي انتي بتقوليه ده!! معقولة فيه واحد يطلب ايد بنت من باب الجدعنة عشان بس صعبت عليه و عايز ياخذ فيها ثواب ؟؟ ده جواز يا هبلة مش صدقة ...يعني العمر كله... فكري بالعقل كدة ..مين يرضى يطلب ايد وحدة لو مكانش فعلا عاوزها ؟
سحر بيأس: ارجوك ما تحاولش يا بابا ...انا مش موافقة
ده آخر قرار عندي 😮💨
صالح بحزن : امتى هتبطلي تفكري بالطريقة السلبية دي و تقتنعي ان الراجل شاريكي مش شفقان عليكي ؟؟
اطرقت سحر بضيق و هي تهمس لنفسها: لما يقولهالي بنفسه .. عايزاه يحبني لشخصي و يطلبني من باب الحب مش الجدعنة
كانت تنظر في بقعة من السرير بشرود حين اقترب منها ببطء...لم تتغير تعابير وجهها ولا وضعيتها..
قرب منها كرسيا و جلس
صامت لصمتها و كأنه يتذكر شيئا او أنه ببساطة يستجمع شجاعته و يلتقط الكلمات من شتات نفسه المبعثرة
لما كنت صغير ..أمي الله يرحمها كانت بتحب تجيبلي العاب كثير عربيات كورة زلاجات حيوانات لعبة زي دبدوب و غيرها ...زي اي عيل في سني يعني
والدي الله يرحمه بقى على عكسها ...كان بيجيب لي بس هدايا حية : حيوانات أليفة...او نباتات و بيسيب لي مسؤوليتها الكاملة مع اني كنت عيل !
كانت تسمع بإهتمام و لو لم يبد من تعابير وجهها
أول حيوان حصلت عليه كان صوص ..كان عندي خمس سنين ...معرفتش اهتم بيه ولا اخلي بالي منه ازاي فمات بعد أسبوع .. قعدت اعيط عليه يوم بحاله و رفضت اتغدى و اتعشى كمان
بعدها بشهرين حصلت على سلحفة.. بس هربت ..مش عارف ازاي و إمتى
بعدها بسنتين أشترالي قطة .. كان نوعها مميز و نادر و لونها ملفت اوي بعث جابهالي مخصوص من مصر ..
سميتها سوزي و اتعلقت بيها اوي و كل اللي كان يشوفها كان يحسدني عليها
بعدها بشوية جابلي سمكة ذهبية سميتها "ذهب" من كثر ما كانت بتلمع
كنت طول الوقت قاعد قدامها قال ايه خايفها لتغرق !!
عقل عيال بقى ...
ماما عشان اطلع و اسيبها شوية اشترتلي طيارة لعبة فرحت بيها جدا و بقيت كل وقتي برة بأطير فيها و غفلت عن السمكة فأكلتها سوزي وانا ألعب بالجنينة ...
رغم اني كنت بحب سوزي اوي بس زعلت منها جدا لإنها أكلت ذهب و مبقتش ألعب معاها وخاصمتها يومين
في اليوم الثالث وقعت الطيارة برة... رحت جيبتها و نسيت باب الجنينة مفتوح و خرجت سوزي من غير ما انتبه عليها
اول ما شفت ان الباب مفتوح رحت اقفله ..وشفت عربية جاية بسرعة خبطتها و ما"تت
بكيت يومها كثير اوي ..بكيت لإنها مات"ت قدام عيني و مع كدة ما قدرتش اعمل حاجة عشان انقذها ..ما"تت و انا ما لحقتش اصالحها و اقولها اني سامحتها
وفي عز بكايا افتكرت السمكة و افتكرت السلحفة و الصوص و بقيت اعيط اكثر و أقول ليه يا ربي بيحصل معايا كدة ؟ ليه كل ما اتعود على حيوان و احبه يا إما يضيع او يمو"ت ؟؟
بعدين فضلت أقول لنفسي هو بابا ليه بيعمل معايا كدة !
لما كبرت عرفت ليه
كإنه كان متعمد يخليني أعيش الشعور المر ده مرة و التانية
كإنه كان عايزني أتعود عالفقدان غصب عني
كإنه كان عارف أنه هيمشي هو و أمي في يوم واحد و يسيبوني لوحدي 😓
بس اللي ما كانش عارفه هو ان الفقدان احساس مر
محدش يقدر يتعود عليه مهما كانت صلابته و قدرته على التحمل و مهما كان عدد المرات اللي جربه فيها
كانوا مسافرين مصر في طيارته الخاصة
وقعت الطيارة هنا في بحيرة بكندا بعد نص ساعة من الإقلاع و غرقوا هوما الثلاثة و التشريح أظهر إن سبب الوفاة إن الطيار اصيب بسكتة قلبية
كانت تستمتع بإهتمام دون ان تنطق بحرف و فجأة هربت من مقلتيها دمعة احرقت خدها رغما عنها ..
وقف ياسين و توجه نحو النافذة
نظر منها إلى الخارج مطولا ثم أكمل
على فكرة انا وقتها عاتبت والدي كثيييير على كل الحيوانات اللي جابهالي و فقدتها
قلتله انت السبب من الاول .. كنت بتجيبلي حيوانات و تسيبني اتعود عليها ليه مادام عارف إنها هتمو"ت أو هتمشي و تسيبني و تسببلي كل الألم ده !؟
قلتله ليه خلتني أحب سوزي و اتعلق بيها و انت عارف انها ممكن تمو"ت في حادثة؟
عارفة كان جوابه إيه؟
قالي بس انا مش جايبهالك عشان تسيبها تضيع منك أو تمو"ت في حادثة ..مادمت بتحبها...فإنت المفروض كنت تهتم بيها و تحميها و تعمل المستحيل عشان ما تخسرهاش...و بدل ما تلوم حد تاني...المفروض تلوم و نفسك الاول و تعاتبها على إهمالك !
قلتله بتبرير كنت هاقدر اعمل ايه يعني ؟؟
قالي : تكون مسؤول ..و تتحمل مسؤوليتك كاملة
و زي ما بتتحمل مسؤولية رعايتها فالمفروض كنت تتحمل مسؤولية فقدها عشان مرة تانية تكون حذر اكثر و ما تكررش الغلط..كنت مثلا و انت داخل تفتكر ان عندك قطة عزبزة على قلبك ممكن تطلع و تتعرض للأذى ...فتقفل الباب ..
او كنت اول ما دخلت انتبهت انها مش موجودة يمكن ساعتها كنت لحقتها قبل العربية ... او كنت تصرخ بأعلى صوتك يمكن صاحب العربية ينتبه و يفرمل ..مش قعدت تبص عليها و هي بتم'وت بعدين جاي تعيط بعد فوات الأوان !
بكيت بحرقة و قلتله : معنى كدة اني انا السبب في مو"تها ؟
قالي بمواساة : لا ماقلتش كدة ...ده كان قضاء و قدر
قلتله مادام قضاء و قدر يبقى ربنا كان كاتبلها تمو"ت في اليوم ده ...اومال ايه لزمتها كل اللي قلتهم دول : يعني حتى لو كنت صرخت عليه مكنش وقف و كانت مات"ت !
قالي سوزي صحيح كان نصيبها تمو"ت.. بس ده مش معناه نكون مهملين و نلزق كل حاجة في القضاء و القدر ..
احنا لازم نسبب الاسباب ... يعني لما تخاف انك تفقد حاجة عزبزة عليك فأنت لازم تتصرف بأي طريقة ....بس المهم تتصرف بسرعة بديهة ما تقعدش تفكر كثير
و الا هتقعد تتحسر بعدها انك ما لحقتش تعمل حاجة ..
سألته ببراءة: طب و لو فقدتها في كل الاحوال ؟؟
قالي لو حصل و فقدتها فإنت ساعتها هتبقى عملت اللي عليك و محدش هيلومك و ساعتها هتستعوض ربنا فيها و هو أكيد هيعوضك بأحسن منها
اطرق ياسين برأسه قليلا ثم اكمل
مكنتش فاهم أغلب كلامه وقتها ...بس لما كبرت فهمت منه حاجات كثير ...
فهمت أميرة ماذا كان يقصد لكنها لم تجرؤ على الكلام
فقال بتوضيح اكثر : العصابة كانت عندهم قوانين غريبة و مع انهم عندهم مساويء كثير بس بيقدسوا الروابط الزوجية و مستحيل ياخذو وحدة متجوزة ...ده كان الحل الوحيد عشان أقدر أطلعك من وسطيهم ..و الأهم من كدة .... مكنش عندي وقت افكر في حلول تانية
كان لازم اعمل زي ما بابا الله يرحمه قالي : أتصرف بسرعة
شعرت بالضيق من تلك الفكرة و كانت تفكر في نفسها
كان مجبرا على الزواج منها .. وضعته في مأزق و اضطر الى الزواج بها ... كيف ستكون ردة فعل خطيبته حين تعلم !
عاجبك كدة ؟؟ بقيتي عبء عليه يا أميرة ... كان هيتجوز قريب جيتي انتي و لخبطتيله حياته كلها .. أكيد هتحصل مشكلة بينه و بين خطيبته لرب السماء بسبب الجوازة دي .
كانت تتمنى لو كان الوضع مختلفا. . و الظروف غيرالظروف لكانت اسعد امراة على وجه الأرض في هذه اللحظة
شعر بضيقها فلم يدر كيف يبرر الموقف ..ظن انها غاضبة منه لأنه تزوجها بدون رضاها ..و أنه استغل الموقف ليضعها امام الامر الواقع
يود لو يعترف بحبه لها و ينهي هذا الصراع الداخلي للأبد
لكن ماذا لو رفضته؟؟ هل هناك احتمال بأن تصد حبه؟؟ كان هذا ليدمره تماما
للأسف ذلك عيب ياسين الوحيد منذ الصغر : لا يتحمل الرفض و كرامته فوق كل شيء ...
لم يكن يجرؤ على الإعتراف بمشاعره قبل أن يتأكد من مشاعرها تجاهه أولا ...من المستحيل ان يصارحها بحبه قبل أن يتأكد
فقال بإرتباك
-اميرة انا كنت هقولك و الله ...بس كنت مستني الوقت المناسب مش اكثر
صمت قليلا و هو بترقب ردة فعلها التي لم تكن تنبؤ بخير
ثم اكمل
-بصي .. انا فهمت القنصل المصري شخصيا بخطورة الوضع و قلتله ان سلامة بنت مصرية مرتبطة بالحل ده و انك تحت مسؤوليتي و لازم أحميكي بأي طريقة و شرحتله الوضع بالتفاصيل
و الحمد لله كان متفهم لأبعد الحدود ..و بما إن الوضع ده غير قانوني فأنا وعدته على مسؤوليتي إنك لو مكنتيش موافقة عالجواز ده ..اننا هنروح للقنصلية سوا
ابتلع ريقه بصعوبة و أكمل : عشان نتطلق اول ما الموضوع يخلص و تطلعي من هناك بخير .....
لم ترد أميرة بشيء لكن تعابير وجهها كانت تقول كل شيء
كلمة الطلاق زلزلت كيانها
- شفتي ؟؟ طلع متجوزك مجبور.. واضحة ...واحد زي ياسين هيتجوزك على ايه ؟؟😓😖
نظر إليها بإمعان ثم قال بيأس : يعني مش هتقولي حاجة !؟
كانت تنظر الى نفس البقعة فتنهد بحزن
فهم بالخروج من الغرفة حين اوقفه صوتها فجأة
- و انا موافقة
تهلل وجهه بسعادة و التفت ليعترف لها بطوفان العشق الجارف ذاك الذي يموج بصدره منذ دخولها الى حياته
و أنه أسعد رجل في هذا الكون لأنها اصبحت له برضاها
لكن ...
سرعان ما صدم بتلك العبارة القا"تلة التي تلت تلك الموافقة
-انا موافقة ..ومن بكرة هنروح القنصلية عشان نتطلق و بعدها ترجعني عند خالتي .. أعتقد في الحالة دي مفيش عدة
اول ما افك الجبس اقدر ارجع مصر ...و كثر ألف خيرك على كل اللي عملته معايا لحد دلوقت .🙄
قالتها بجمود جعل الدم يتجمد في عروقه ..
كان يتصبب عرقا رغم برودة الجو .. لم يحدث ان اهان احد كرامته بهذا الشكل ...فهل يعقل ان يحدث هذا له من أحب الناس !
-تمام يبقى جهزي نفسك...هنسافر مونتريال بكرة الصبح
قالها بجمود مماثل و هو يتصنع القوة و الثبات ثم غادر تلك الغرفة و هو يشعر بانه سيفقد الوعي في أي لحظة
و ما إن خرج حتى انهارت هي ببكاء مرير...