قصة عشقت امرأة خطرة
البارت الخامس عشر 15
بقلم ياسمينا احمد
وصلت "مها" إلى بيت الجد "فايز" مع حفيده "وليد" وأخيها "رشدى " رحب بهم للغايه
لكن توتر الجو العام كان يتضح للاعمى وخاصتا مقابلة "ونيسه" البارده والغير مرحبه بالمره
إستأذنت "مها" من الجد "فايز" إبقاء أخيها معها الفترة التى تنوى البقاء فيها بالقصر ووافق
حيث أن القصر أغلبه بل كله شباب وخصص له غرفه فى زاويه القصر ايضا حتى تستطيع
"صبا" أخذ حريتها .
بعد مدة لا باس بها ,,
أخيرا ظهرت "صبا" ورأتها "مها" وهى تنزل عن الدرج وقد لاحظت تغيرها فى المده التى مكثتها هنا
طالعت هيئتها النحيله وثيابها الطويله والواسعه بإبتسامه شامته إلتقطتها "صبا" فورا ،وما إن إقتربت
منها حتى إختطفتها "مها" بين أحضانها بود زائف :
ـ حبيبتى ...والله وحشتينى
أردفت هامسه بالقرب من أذنها :
ـ شكلك ماشيه على عجين ما تلغبطيهوش هنا
أغضبتها زوجه أبيها بحضورها الذى تعرف أنه ليس لصالحها ابدا إنها جائت لتهدم المعبد على رأسها
إبتلعت إهانتها وإبتعدت عنها ليصافحها "وليد " بسماجه :
ـ ازيك يا صبا
أجابته "صبا" بإمتعاض :
ـ كويسه
وبسرعه تفاجأت بحضور "رشدى" الذى اقبل يصافحها بحراره قائلا :
ـ ازيك يا صبا
شعرت بالضيق لحضوره وظهر الاشمئزاز على تعبيرتها مردده بجفاء وإقتضاب :
ـ كويسه
اشارت "ونيسه " إلى احد الجوانب وهى تقول بتعب وحزن سيطر على وجهها :
ـ اتفضلى ارتاحى فى اوضين جنب بعض ليكى ولاخوكى لحد ما نجهز الاوضه اللى فى الجنينه
الحديث مع "ونيسه " ليس الاول لكن "ونيسه" كانت جافه تماما مع الكل بسبب حالتها النفسيه
السيئه فى هذه الفتره هناك حجر ثقيل على قلبها يصعب عليها إزاحته،التفت اليها "مها "
وهى تود إستكشاف المزيد من الاشخاص وبالاخص العريس "زيد الواصل " لذا قالت :
ـ انا مش تعبانه بصراحه انا كان نفسي اقابلكم من زمان واتعرف عليكم بشكل اكبر من يوم
الفرح ما شفتش حد فيكم ولا حد زارنا
أجابت "ونيسه" بضيق فهى ليست لها طاقه للحديث فقد اتت متأخره وفى وقت غير مناسب لذا هتفت
بضيق :
ـ يلا معلش احنا عوايدنا كدا والستات عندنا ما بتطلعش من باب البيت إلا للضروره
التقتط بسرعه "مها " الكلمات من فمها وهدرت متصنتعه الدهشه :
ـ معقول يعنى "صبا" بعد ما تجوز مش هتجينا
وكأن هناك عقرب لدغ "ونيسه" دحجتها بنظره ناريه ستقتلعها من مكانها وتحذرها من فتح هذا
الموضوع الذى تريد إنكاره بشده دقائق معدوده من نظراتها العصبيه وضحت بشكل كافى ل"مها"
أنها ترفض الزيجه بشكل قاطع اخير ردت" ونيسه " بغضب:
ـ عايزنها خدوها من دلوقت
الاجابه أثبت صحة ما يدور فى عقلها ،لكنها احرجت بشده "صبا" امام رشدى و"مها "التى لم تغفل
عن رسم إبتسامه شامته على ثغرها لتغيظها هذا ما جعل "صبا" تضيق عينها وتنفعل قائله :
ـ ياسلام على الكرم ومين قالك إن دا برأيك ؟
سحبت الفتيل لتنفجر "ونيسه" التى بالكاد تتحمل وجودها وصاحت بها :
ـ اقطعى لسانك يا بت إنتى الرأى هنا رأيي والامر أمرى وإعوك تسندى على جدك
جدك مالوش دعوه بتصرفات الحريم
عرفت "مها" أين تقفز امسكت بذراع "صبا" لتجذبها بالقرب منها وتقول بمكر :
ـ عيب تردى على حماتك كدا معقول مش عارفه تتعلمى الادب لحد دلوقت
حقك عليا يا ونيسه اصلها لسه ناقصها كتير عشان تتعلم
إنزعجت "صبا" بشدة من تبرير زوجه ابيها وهمت لتعترض لكن الصوت الرقيق الذى نادها
بطلاقه الذى كان لمريم التى لم تستطيع "صبا" تجاهلها :
ـ صبا
إلتفت إليها ورأتها تركض تجاها ممكسه بدميتها فتحت "صبا" ذرعيها لها وتضمها إلى احضانها
سألتها "مريم " بعفويه وطفوله :
ـ مريم حلوه
اغتصبت على شفاه إبتسامه لم تصل لقلبها وهى توافقها قائله :
ـ مريم احلى واحده
سريعا سألت "مها " ونيسه :
ـالله ومين بقى الحلوه ؟
اجابتها بإقتضاب وهى تشيح بوجها فما عادت تحتمل الوقوف معهم :
ـ بنت زيد
شهقت بذهول وهى تردد مصدومه :
ـ الـــــعــــريـــس
" فى غرفة مها"
لقد عرفت كل شئ فور وصولها ولم تبقى "ونيسه" فى جعبتها شئ حتى تجعل الرفض النهائي يأتى
من قبل والدها "حسين" لعل "زوجته" نوضح له الامر وتنهيه قبل أن يبدأ برغم معرفتها التامه بأن حماها
إن أقر قرار فلا راجع له ،جلست بوجه "صبا" وهى تنهرها بحده قائله :
ـ إنتى غبيه يا بت إنتى،عايزه تتجوزى واحد أرمل ومعاه عيله وفوق كدا هيتجوز واحده كمان
إنتى إتهبلتى
تحملت "صبا" سبابها اللاذع الذى إعتادته لكنها بدأت ترفضه مؤخرا هى تريد مخرج من كل هذا
متأمله فى زوجه ابيها بكل حقدها تخرجها منه،هتفت بضيق :
ـ وإنتى عايزانى أعمل إيه ؟ جدى حكم عليا اتجوز عامر إبن بنته واقسم بالله زيد اللى مش عاجبك دا
جنبه رحمه فقولت أحط العقده فى المنشار بس طبلت على دماغى
زمت "مها" شفاها وهى تنهرها من جديد :
ـ هتفضلى طول عمرك حماره ورشدى كان مالوا يعنى ؟
اطالت "صبا" النظر إليها بإنزعاج لتخبرها دون نطق سبب رفضها الذى يعرفاه معا،تعلثمت وهى تبرر قائله :
ـ إنتى فهمتى اللى عملوا رشدى معاكى غلط هو بيحبك يا صبا وإنتى مش مقدره
نهضت من مكانها وهى تقول بحزم:
ـ ما تتكلميش فى الموضوع دا لو سمحتى
تبعتها "مها" وهى تنظرإليها بقلق تحاول توضيح الامر بمكر :
ـ ياااا عليكى يا صبا انتى وقتها كنتى صغيره أووى ولسه لحد دلوقتى مش فاهمه
أنه بيحبك وهيموت عليكى يا حبيبتى الرجاله مش بتعرف تعبر عن حبها غير كدا
وهى حته البوسه دى وقفتلك فى الزور
إلتفت إليها "صبا" وقد إذدات ضيق من حديث نهته منذوا زمن وعاشت مجبره على الصمت
بسيب سيطرة زوجة ابيها وإرهابها من القول لأبيها تسترت تماما على فعلته وعاملتها كأنها لم تكن
لقد أخذت وقت طويل حتى تخرج من حالة الهلع التى إنتابتها فترة طويله ،اخيرا استطاعت الرد
عليها بزنق لا يوازى ما بداخلها :
ـ انا عمرى ما حبيت رشدى اخوكى ولو كان اخر راجل مش هتجوزه
رفعت احد حاجبيها وهى تستمع إلى حديثها دون إهتمام ورمقتها بنظره ثاقبه ثم سألتها عندما
فرغت :
ـ وعلى كدا بقى بتحبى زيـــد ؟
لا تعرف لما الكلمه أرعبتها هى لم تحبه لكن هى تشعر بأنه ركن آمن خاصتا فى هذا الفوضى التى
تجتاح حياتها رفعت كتفيها ونفضت رأسها لتؤكد :
ـ لاء زيد كان طلب تعجيزى
مازالت تفحصها بنظرات ثاقبه لا تصدق ما تقول بل تشعر ان زيد هذا منافس قوى لأخيها،تشوقت
بالفعل لرؤيته وقبل ان ترد عليها قاطعها فى ذلك طرقات الباب فما نطقت سوى بكلمه :
ـ إدخل
لتفتح الباب "نجلاء " مخبرة إياها بـ:
ـ فايز بيه عايزكم
القت كلمتها ورحلت لتنظر "صبا" إلى "مها" وقد خارت قواها وهدرت تستعطفها قائله :
ـ بالله عليكى لو تعرفى تخرجينى من هنا خرجينى
قلبت عينها بملل وقد إذدات قدرتها عندما لاحظت ضعفها واحتياجها لها فهتفت بمراوغه :
ـ مش هتطلعى من هنا يا صبا غير بالجواز من رشدى غير كدا خليكى بقى مع الارمل العجوز
زيد ومع حماتك اللى عتطلع الجديد والقديم على جتتك
"بالخارج "
جلست مع "فايز" وباقى العائله بدأت بالتعرف على الجميع وبدي الترحيب باهتا لكن كان واضح
سعادة "فايز" بحضورهم وإنضمامهم للعائله ،ضم "وليد" إلى جانبه وطالعه بسعاده لطالما تمنى
أن ينضم كل افراد اسرته فى بيتا واحد وإلى جواره وبعد حضور وليد اخر احفاده زاد شعوره
بالارتياح،تجاذبت "مها" اطراف الحديث مع كلا من "بلال" ويحيى" بغرض إكتشافهم وتأثير
حضور "صبا" فى المنزل استمرت الاسئله حتى وصلت إلى هذا السؤال الذى وجهته بدقه ل بلال :
ـ إنت على كدا مبسوط إن صبا هتجوز زيد ؟
التفت "صبا" إلى سؤالها الذى قد يكشف الكثير، "بلال" لم يجد حرجا فى إخبارها لكن نظرات
"جده" التى تسلطت عليه نظر باتجاه صبا التى ظهر عليها التوتر وإكتفى بالرد ببرود :
ـ لايقين على بعض
لكن جموح "يحيى " كان اقوى ليستأنف بسخريه :
ـ اومال الستر واجب
إننفض "فايز" لينهاه غاضبا :
ـ يحيى
إهتز جسد "يحيى" فزعا من منادته واصدر همهمات غير مفهومه ليبحث عن شئ يغطى
ما قاله لكنه لم يجد إكتفى جده بأن زجره بنظرات حادة وبقى "رشدى " يرمق "مها " بنظرات
مستفسره لقد بدأ يشعر ان هناك امر خفى ويحث أخته على إكتشافها،إبتسمت ابتسامه صفراء
ونظرت بإتجاه "فايز" وهتفت بلطف :
ـ سيبه على راحته انا مربيه صبا وعارفه طبعها هى شقيه جدا ومش بتسمع الكلام
مش أى حد ممكن يتقبلها ويتعامل معاها
صرت "صبا" على اسنانها غضبا من تقليلها من شأنها لكنها دائمة الشكوى منها دون سبب والإدعاء
عليها بالكذب
رد عليها "فايز" مجيبا باقتضاب :
ـ بكرا ما يبقاش احسن منها
إبتسمت نصف ابتسامه وسألت مغايره للموضوع بالكامل :
ـ اومال "زيد" فين ؟ عايزه اشوفه
لم يجبها احد "فايز" لا يحب الثرثره وقد نالت ما يكفى من الاجابات والجميع ادعى الانشغال
"ونيسه" كانت تتناوب عليهم وتقدم لهم المشروبات وبعض الحلوى السريعه فاجابة نيابه
عنهم قائله :
ـ فى الشغل
امسكت من يدها الصنيه وهتفت بتودد شديد :
ـ معقوله تاعبه نفسك إنتى بقالك مده واقفه
التفت ل"صبا" وهى تستأنف بمكر:
_ قومى يا صبا ساعديها إنتى اكيد عارفه اكتر منى
تعرف كره "صبا" لأعمال المنزل لذا تضغط عليها اكثر أجابت عنها "ونيسه" قائله بجفاء:
ـ انا ما بحبش ادخل بيتى حد غريب ولا أكل ولادى غير من ايدى
لازالت تعتبرها غريبه هناك اياما ثقال ستقضيها "صبا" تحت سقف هذا المنزل حتى يكن لها مكانه
لم يخفى على "مها" هذا النفور والنكران من الجميع وتاكدا تماما ان هذه الزيجه فاشله لكن عناد "صبا"
عائق كبير خاصتا عند موفقة وترحيب الجد بهذا الزواج حتى ولو كان ضد رغبه الجميع ،بقى "زيد"
الرجل المختفى الغامض الذى تستمع عنه من وقت حضوره لكنها لم تراه الفضول يتزايد لرؤيته واستكشافه
كالبقيه.
بعد مده قصيره دخل المنتظر "زيد" ركض "مريم" تجاه ومنادتاته بـ :
ـ بابا
هو ما جعل "مها" تلتف بإنتباه وبسرعه شملته بنظره متمعنه وكان يسر جدا إكتشاف انه مختلف عن الجميع
لديه حضور طاغى وهيبه توضح انه ليس بشخص عادى أو هين،حمل إبنته بين ذراعيه وتقدم الى وسط
المكان ليلقى سلاما هادئا باقتضاب :
ـ سلام عليكم
لم يحصل على ترحيب من اخويه وهذا كان ظاهرا على تصنعهم بالانشغال بالهواتف ،كذالك جده الذى
لازال غاضبا منه لاحد يمعن التركيز معه سوى "مهاورشدى " لاستكشافه فأجابت "ونيسه"
وهى تتحرك باتجاه :
ـ وعليكم السلام ، احضرلك عشاء
سؤال معتاد تعرف اجابته مسبقا إبنها البكرى ليس له مكان هنا لا يعتبر نفسه منتمى لهذا القصر فطعامه
دوما من الخارج وغدائه لوحده كانت متاكده من أنه سيرفض لكن الامل فى تغيره لم ينقطع،اجاب :
ـ اتعشيت فى الشغل
هم ليغادر مع ابنته دون الالتفات لباقى الحضور الذى يعرفهم لكن "جده " قاطعه فى ذالك هادرا :
ـ إقعد سلم على الضيوف
حاد النظر عنه وسأل "مها" دون إندهاش :
ـ مرات عمى حسين مش كدا
اجابت وهى تفحصه برويه :
_ اه أنت بقى زيد إبن المرحوم نادر
كان سؤال صادم بالنسبه ل"صبا" لم تكن تعرف ان "زيد" يتيم هو الاخر كانت تظن انه إبن "عماد"
انتبهت إلى الحديث ووجدت نفسها تسأل بدهشه :
ـ لا ثانيه واحده هو زيد مش ابن عمو عماد
السؤال لفت نظر الجميع بالاحرى جهلها الامر كان مدهشا اكثر من دهشتها هى ،ضغطت
على نقطه أليمه بالنسبه ل"زيد و"ونيسه " إكتفى هو بالصمت وهدرت "ونيسه " ساخطه :
ـ لا هو إنتى ما تعرفيش إن كان ليكى عم تانى
تسلطت عليها العيون واصبحت فى خجل خاصتا امام "زيد" الذى اشاح بوجه رافضا النظر تجاهم
تدخل "فايز" لينقذها من الحرج قائلا :
ـ وهى هتعرف منين كانت صغيره وقتها
التف اليها ليقول بلطف :
ـ ايوا يا صبا زيد ابن عمك المرحوم نادر الله يرحمه
سكت قليلا وكأنه يسترجع الذكريات وإستأنف بابتسامه متألمه :
ـ كان أطيب واحد فى الدنيا دى كلها كل حاجه فيه كانت بتقول إنه الدنيا دى ما تستاهلوش
كان إبن موت ساب زيد والبركه فيه
ردت "مها" وكانت أول من يرد:
ـ الله يرحمه وبعدين يا صبا برضوا عمو عماد زى ابوبه
كانت تلقى بجمر لا كلمات على قلب "زيد " حاول الثبات وهو يرد طائعا :
ـ طبعا
ثم قال بجديه حتى لا يعارضه احد :
ـ عن اذنكم فرصه سعيده نتقابل الصبح
غادر دون انتظار سماح من احد وفورا تغيرت ملامح وجه للتهجم وزاد من ضم "مريم" إلى احضانه
تركه جده فهو أعلم شخص بالحقيقه ما عاناه من عنه لن ينساه ولن يهضمه مدى حياته.
إكتفى هو الاخر من هذه الجلسه وهب واقفا ليقول :
ـ وإنتوا كمان تصبحوا على خير
نهض الجميع طاعه له وإنفضت الجلسه من ورائه بقيت "مها " مع رشدى تتابع المغادرين
بصمت هب "رشدى" من مكانه عندما خلت القاعه وصاح بأخته غاضبا :
ـ بقى هو دا اللى هى عايزاه ما ترضاش بيا انا وتوافق على دا
زفرت أنفاسها بملل من غضب اخيها المفرط وعدم صبره فيما يريد الحصول عليه :
ـ يووه يا رشدى عليك إصبر يا بابا اللى انا شايفه إن الدنيا كلها هنا مش عايزه صبا
حتى "زيد"
نهضت لتقف بجواره وهى تقول :
ـ و جهنم الحمراء أهون لصبا من العيشه هنا
لم يهدأ من كلماتها بل إذداد غضب وهو يتسائل :
ـ اومال فى ايه؟
اجابته وهى تحسه على التريس :
ـ اللعب كلوا عندك اتقرب منها وإثبت حسن نيه عشان تميل دماغها
بدأ يقتنع ويستعد ،مسح كفيه ببعض وهتف بحماس:
ـ ماشى انا مستعد
بترت حماسه محذره :
ـ ما تتغاشمش زى المره اللى فاتت وخلى بالك هى مش ناسيه اللى حصل
وضع يده أسفل ذقنه وتحير ماذا يفعل كى يؤثر عليها ،ما الذى يقنع إمرأة بالتزوج ممن تحرش بها
كان جاهلا تماما أن "صبا" قد تلقى نفسها بالجحيم ولا تقبل به هو بالنسبه لها شئ منتهى و إن كان
قدرها "رشدى" ستقبل بالجحيم.
"فى الصباح "
إستيقظت "صبا" وتجهزت للنزول لكن قبل هذا كانت تريد مقابلة "زيد" تود أن تطلب منه المساعده
لكن ماوجدته فى غرفته وجدت "مريم" فقط تعجبت من تركه للغرفه دون إنتظار نجلاء لتسليمها
"مريم" حتى.
سالتها "مريم" بصوتها الرقيق :
ـ مريم حلوه صح
ابتسمت لها "صبا" وأخبرتها فرحا بها وبسلاسة حديثها موخرا :
ـ مريم احلى واحده
تفرح "مريم" بردة فعلها وكأنها تطمئن على مكانتها وتستمد منها فرحتها إحتضنتها
"صبا" ورفعتها بين ذراعيها لتحملها على كتفها وتركض بها للاسفل بعدما فقد الامل
فى مقابله زيد .
نزلت على الدرج وقد سبقتها زوجة والدها فى النهوض رأتها وهى تحمل "مريم" على كتفها
وتخطوا بها نحو الاسفل فرمتها بنظره ساخره وإبتسامه مماثله وعندما وصلت إليها هتفت بسخريه
لازعه :
ـ إنتى عامله زى الخدامه اللى على ايدها عيل كدا ليه يا صبا ؟
إنزعجت "صبا" من حديثها وأنزلت "مريم"عنها حتى تستطيع الرد عليها بما يناسبها بعيد عن أذن "مريم "
ردت مزمجره :
ـ خدامه,,,, هو اصلك بينقح عليكى
لم تتهاون معها واقحمتها بماضيها فيكفى ما عاشته معه من إهانه وعنف بعدما كانت يوما ما مربيتها
باغتها "مها" بلطمه قويه على وجنتها جعلت جانب فمها ينزف ،أكثر ما يؤلم "صبا" العنف ان يرفع
أحد يده عليها لقد تربت تربيه قاسيه جعلتها ترتجف إن لوح احد امامها رغم ان جسدها إعتاد لكن روحها
لم تعتاد اجفلت عينها وهى تحاول التماسك لكن رغما عنها أدمعت عينها مسحت وجهها سريعا وقلبها يرتجف
فجأه إنسحب الهواء من حولها وإنطلقت نحو البوابه الخارجيه لـ تلقطت أنفاسها لكن مع سرعتها فى التقدم
والدموع التى أعتمت الرؤيه لم تجعلها تلاحظ وقوف "زيد" الذى يبتعد عنهم بخطوات ليست بكثيره التى سمحت
له أن يرى الموقف كاملا، إصتدمت به دون مقدمات وكأنه تلقفها من هاويه سحيقه كادت أن تسقط بها
كانت بحاجه قصوى أن تركن إلى أى كتف حتى لا تميل وتنهار لكن رائحته النفاذه والتى باتت تعرفها جيدا
هذا ما جعلها تنتفض وتهرل سريعا من المكان .
نظر"زيد" ل"مها" نظره ثاقبه شعرت من خلالها أنه يريد إقتلاعها لكنها أبدت عدم الاهتمام وهى تبرر قائله :
ـ على فكره صبا ما بتجيش غير بالضرب صبا عنادية ومستفزه وأنت لو ما كنتش أقوى منها مش هترتاح عمرك
خلا وجهه من التعبير وهو يرد عليها دون تفاعل :
ـ ما تقلقيش عليا انا بعرف أتعامل
يعرف انه سيأتى يوم ويعاقبها على هذه الصفعه أشد عقاب لكن الآن صعب .
عضت باطن وجنتها من الداخل كل ما يتحدث يرعبها ليس بالرجل السهل إقناعه أو حتى التأثير عليه
توجهت نحوه وألقت نظره خاطفه على "مريم" التى تمسك بيده وسألته :
ـ معقول هتجوزها عشان تربيلك البنت
حاول تجاوزها وهو يهدر دون إعارة سؤالها أى إهتمام :
ـ عن إذنك
توجه للداخل لكنها وقفت بطريقه وهى تتعمد إيقافه لتخبره بجديه :
ـ لو كنت عايز صبا بصحيح لازم اكون أنا موافقه الاول
استمع لها دون نظر ليميل اليها مصرا على تجاهلها وهو يهتف بحسم :
ـ إنتى اللى لو عايزه صبا لازم تاخدى موافقتى الاول
اصراره ومغادرتها دون إهتمام لحديثها أرهبها "زيد" رجل خطير فعلا عندما يتعلق الامر بشئ
أصبح يخصه .
"وقف فى شرفته بالاعلى "
ليفرغ صدره من الغضب الثبات امام من تريد أن تنفجر به امر صعب للغايه لاحظ جلوس"صبا"
فى الحديقه على الاريكه التى فى الزاويه تبكى وتحاول الوقوف لكنها كلما نهضت جلست
من جديد لم ينكر شعوره بالاسف حيالها أحيت ببكائها العاجز أشياء كثيرا كان يظن انها إنتهت
وأصبح شخص جديد لكن الماضى لا نهايه له والذكريات تلاحقه أينما وجه وجهه
لاحظ إقتراب زوجه ابيها منها من جديد لكنه فورا إلتف ليمنعها هذه المره من مواصلة العنف معها
مهما حدث لن يسمح بالظلم .
"بالاسفل "
جلست "مها " إلى جوارها وهى تحاول إصلاح ما حدث حيث انه لا فائده من دفع "زيد" عنها
ـ تانى بتستفزينى يا صبا وتطلعى اسوء ما فيا
احتضنت وجنتها بيدها لتجبرها على الالتفات قائله بحنان مصتنع :
ـ دا أنتى بنتى الاولى يا عبيطه انا عايزه أساعدك لما طلبتى منى المساعده فضلت طول الليل افكر
ازاى اخرجك من الورطه دى وفى الاخر الاقيكى نازله وشايله البت على ايدك
تفحصت عبائتها السواء الواسعه واردفت بإذدراء:
ـ ولابسه لبس لا من سنك ولا استايلك فين لبسك اللى مشيتى بيه
اجابتها "صبا" بضيق وهى تدفع يدها عن وجنتها :
ـ زيد مش راضى البسه
شهقت مستنكره :
ـ نعم ودا يرضى وما يرضاش ليه ؟ يا حبيبتى طالما عايزاه أو مش عايزاه
لازم تثبتى شخصيتك مش كل اللى يتقال عليه يتقال حاضر لاحسن الطاعه العميه دى
هتويكى فى داهيه
لم تجيبها "صبا" وشردت ببصرها بعيد لتستأنف "مها" حديثها ووسواتها :
ـ لازم تثبتيله انه مش من مستواكى ولو كان عايز يتجوزك يقبلك زى ما انتى
مش يغيرك على مزاجه
خدى حريتك عشان يتاكد انه ما ينفعكيش والرفض يجى من ناحيته واعرف اخدك معايا
الحلم لمع فى عينها وكأنها طوق النجاه فما إهتمت بيدها التى إمتدت تخلع عنها حجابها وتدفعها
لتحرر حتى تجبر "زيد" على تركها قائله :
ـ شيلى الطرحه وعيشي براحتك إعملى عكس اللى يقولهولك عشان يزهق ويرفض ويبعد
ـ صبا وحشتينى
قالها "رشدى " الذى إنضم إليهم فإ نتبهت له ولم تجيبه كان أثقل مخلوق على قلبها ،لاحظ تجاهلها
وسأل معاتبا :
ـ كدا برضوا يا صبا دا انا زعلان عليكى اوى من وقت ما جيتى هنا وإنتى إنتفيطى بقى دى صبا
اللى كانت وردة مفتحه
وصل إليهم "زيد" الذى اقتحم مجلسهم دون مقدمات وأشعلته نظرات "رشدى" المزعجه وتقربه منها
عض طرف شفاه وهو يستكشف نواياه بسهوله ،رؤيتها بينهم تشبه الغزاله التى وقعت فريسه بين الضباع
فى بادى الامر كان قادم للدفاع عنها لكن عندما رأى وشاح رأسها ملقى بإهمال وشعرها مكشوف تبدل
غضبه وأصبح موجها لها هى .
رمقه "رشدى " وهتف هازئا :
ـ اهلا يا شبح
التف اليه وقد التقط نبرته الهازئه بسهوله ثم قرر تجاهله ليوجه انتباه ل"صبا" متسائلا بغضب:
ـ قولت كام مره ما تنزليش من غير طرحتك
دفعتها "مها" لمعارضه عندما ردت عليه :
ـ وانت لسه ليك حكم عليها يا سى زيد ؟
تجاهلها هى الاخرى واشار ل"صبا" بيده ان تقترب لكنها بالفعل كانت خائفه منه
فزعق بها :
ـ تـــعـــالـــى
وقف "رشدى " بوجه ليقول :
ـ مالك يا شبح إنت مالك داخل حامى كدا ليه ؟
دفعه عنه زاعقا بضيق :
ـ إمشى يا بابا عشان ما امدش إيدى عليك
كاد يسقط من دفعه لكن تماسك ،شعر بالاهانه وامام "صبا" تحديدا يريد أن يرد كرامته
امسك بتلابيب "زيد" ولكمه بصدغه لكمه قويه جعلته يرتد للخلف، شهقت كُلا من "صبا"
و"مها" وهم "زيد" لرد لكمته والتى لم يتأخر بها كثيرا وبقوه كبيره لكم "رشدى" فى وجهه
عند إذن تدخلت "مها" للدفاع عن اخيها عندما لاحظت تهاويه امام قوة "زيد" وجم غضبه
المتحفز لإنهائه دون إعادة نظرلكن لم تقوى على إقصائه فصاحت :
ـ ابعد عنه إنت إتجنت ،حوشيه عنه يا صبا
تدخلت "صبا" وبدأت بالمحاوله لابعاده لكنه كان أقوى من أن تسحبه بعيدا أو حتى تمسك يده التى
تلكم "رشدى" بلا رحمه ولا تهاون صرخت "صبا" به بقلق :
ـ هتموته ...كفايه هيموت فى ايدك
وفى ظل هذا التوتر والدماء التى بدأت تسيل من وجه "رشدى " حتى أخفت ملامحه وبدأ فعليا بفقد الوعى كليا
وهو بين يد أخته ،قررت "صبا" الدخول بينهما ومحاوله تكبيل "زيد" الذى لا يسمع لأحد وبعفويه شديده
إحتضنته وارتمت بثقلها على صدره وثبت قدمها بالارض لتدفعه رغما عنه للخلف بعيدا عن خصمه الذى
أوشك على لفظ أنفاسه، ما فعلته "صبا" جعل "زيد" يفيق من صدمته على صدمه اكبر نظر إلى ما تفعله وتشنج جسده
وجاهد لتخليص نفسه من بين يدها لكنها كانت تخشى العوده إلى ما يفعل ،صر على اسنانه وهو يسحق كلماته قائلا
بتعصب:
ـ إبعدى عنى
فى هذه اللحظه سقط "رشدى" على قدم اخته التى صرخت عاليا وهى تحاول إفاقته :
ـ رشدى فوق إنت سمعنى
نظرت "صبا" بإتجاه "مها" ورأت حالة رشدى المزريه والتى يتضح خطورتها واستدارت
لتنظر لزيد الذى يحاول تخليص نفسه من بين يدها لكنها سقطت فى عيناه الهاويه حالكة السواد
كان غاضبا بشده وهو ينظر فى عينها كاد أن يحرقها بعيناه فاقت على صوته الحاد وهو يأمرها :
ـ نزلى إيدك من عليا وابعدى عنى
إستجابت بسرعه عندما لاحظ الامر وهمت لتستدير نحو "مها ورشدى " لكنه امسك ساعدها
ليمنعها من الذهاب عنفها قائلا وهو يشير بعصبيه نحو وجهها :
ـ إطلعى اوضتك وما تخرجيش منها تانى
تعجبت من إسلوبه ومهاجمته الحاده وأيضا حبسها بالغرفه أمر غير عادل لذا ردت عليه بإندفاع :
ـ وإنت مين انت عشان تحبسنى وليه اصلا ؟
اتسعت عيناه وهويستمع إلى ردودها الخشنه وأسألتها البارده أمسك بساعدها بقوة وصاح بها مجيبا:
ـ تصدقى فعلا انك ما تربتيش وانا اللى هربيكى
حاولت سحب ساعدها من بين قبضته لكن قبضته كانت فولاذيه يصعب إزحاتها
عندما فشلت طالبته مزمجره :
ـ سيب إيدى بقولك سيب إيدى
لم يستمع لها واستدار وهو يمسك بها ويجرها خلفه لم يهتم ابدا بقياس سرعته بسرعتها وتحرك
للداخل وهى تركض خلفه وتلكمه بشده فى ظهره يده حتى يتركها لكن دون جدوى ظلت تلعنه
وهى توشك على البكاء:
ـ يا بارد يا جلف يا رب تموت سيب إيدى يا حيوان إنت
لم يستجيب لها برغم إستفزازها له يريد تنفيذ غرضه ومنعها من الخروج حتى وإن إقتضى الامر أن
يغلق عليها بالقفل والمفتاح واثناء سيره للدخل سقطت ارضا فصرخت عاليا تستغيث :
ـ اااه حد يخليى البلوه دا يسيب ايدى يا ناس يالى هنا
إلتف لينهاها عن هذا الصراخ الذى سيضخم الامر ويتسبب بمشكله كبيره لها أولاا :
ـ حطى لسانك فى بقك و إخرسى بقى
زعقت به دون إكتراث بصوت عال :
ـ اخرس ليه ؟ إنت واخدنى على فين وبتعمل كدا ليه ؟
أجاب وهو يلتف حوله :
ـ هتعملى لنفسك مشكله كبيره بتصرفاتك دى ؟
لم تخاف تظن انها بريئه وهو المخطى فيما يفعل فهتفت بتعصب:
ـ لى بقى انا عملت ايه ضربت رشدى ولا عايزه احبسك فى اوضتك زى ما إنت عايز
تحبسنى
تذكرت إرادته وإذدات تعصب فأردفت :
ـ يعنى إيه تحبسنى وتحبسنى ليه ؟ انت مين اصلا عشان تحكم فيا ؟
مال بجذعه لها ليزعق بغضب نارى :
ـ احبسك عشان قلعتى طرحتك وأخده راحتك وفى واحد غريب فى البيت
إنما انا مين فــأنا هبقى جـــــــــــوزك.
الكلمه الاخيره صعقتها وعمت الفوضى بداخلها نظرت إليه وهى ترى جنونه وتعصبه منكره تماما
أنها فى يوم من الايام ستصبح زوجه لرجل عصبى مجنون غاضب وكئيب بإستمرار متعصب لرأيه
لا يهتم بما تشعر بقدر فرض سيطرته عليها
أدمعت عينها وراحت ترجوه بنبره إنكسار :
ـ والنبى يا "زيد" بلاش انا مش عايزاك سيب ايدى
تفرض الشفقه فرضا على قلبه وتجعله يزداد تعنداً رغم أن الامر خرج عن يده ويدها وأصبح مجبر على
التنفيذ حتى ضد رغبتها دفعته للغضب بتوسلها المحزن فصاح بها :
ـ إنتى ما بتفهميش الامر مش بإيدى ولا بإيدك إنتى اللى حطينا فى الورطه دى وخلتينا موضع شبهه لو
رفضت إنتى وانا حياتنا هتدمر، قولتلك قبل كدا أنا مش شايفك وعمرى ما كنت هتجوزإنتى أو غيرك.
نهضت من مكانها وكأنه أعطها وقود لتستعيد نشاطها بإستفزازه الواضح وتعمده التقليل منها بمحاوله
إظهار عدم رغبته بها فلكمته فى كتفه بغلظه وهى تهتف متعصبه :
ـ طيب سيب إيدى بقى ،وإنت مين يرضى بيك دا انت أرمل ومعاك طفله واكبر منى وكمان مش عاجبك
وبتقولى مش شايفك صحيح إنك جلف وما عندكش ذوق يارب تموت يا ابن ونيسه .
تركها توكز صدره بقبضتها الواهيه التى لا تُحدث أى تغير ثم ألقى كلمته وهو يستدير من بين اسنانه :
ـ إمشى معايا على اوضتك والله ماهتخرجى منها تانى لحد ما تعقلى .
"جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد""
"فى مكتب الجد فايز "
كان يجلس بمقابلة "عماد" يستمع الى توبيخه الذي لا يتغير ولا يجد له صدي أمام انفعاله ونهيه الذي ينادى به من سنوات تحدث بحده :
- عماد انت سايب شغلك فى المصنع بتاع الخشب ومش واخد بالك انك بتسحب فلوس لحملة الدعايا بتاعة مجلس الشعب يا سيادة النائب
تحدث"عماد "بامتعاض:
-وانا أعمل إيه بس الحملة عايزة فلوس ووقت وبعدين انا وزيد ما بنتفقش سواء وهو ماسك الرسم والتنفيذ والعمال
إستاء من حجه الواهيه فايز وزعق به:
- بلاش كلام فارغ عندك المصنع والمزرعه شوف اللى انت عايزه واذا كان على زيد كدا كدا هيطلع منها عشان يفتح الفرع التانى وهيسيبلك البلد باللى فيها انما انت شوفلك شغلانه تدخلك فلوس للحملة الدعائية بتاعتك احنا مش هنصرف عليك مليم تانى يا ترجع لشغلك يا تشوف هتجيب منين فلوس الانتخابات
قضب حاجبيه متذمرا من شدة والده فهتف معترضا :
- انت بتعجزنى يا حاج ماهو يا دا يا دا
رجع بظهره للخلف وتحدث بجدية:
- دا اللى موجود القوانين مش هتغير عشانك او عشان غيرك
سأله وقد انفلت غضبه وضيقه:
-اومال اشمعنا صبا اتكسر عشانها القوانين
استاء من حديثه وسأله بعصبيه :
- تقصد ايه؟
اجابه وقد انتفخ صدرة من تفرقة أبيه فى المعامله:
- ملكتها وكتبتلها أرض البوابه وإحنا ممنوعين يتكتبلنا أى ملك لا كبير ولا صغير
انتضفت فى جلسته ليرهبه رغما عنه وصاح به بحده شديده:
- انت بتحاسبنى إيه داخلك فى اللى بعملة ايه فهمك فى اللى بعمله انت شكلك مش هتجبها لبر خلى بالك من تصرفاتك انا لسه لحد دلوقتي بعاملك على انك عيل صغير لكن اقسم بالله لو ما كنت تعقل لأكون رميك برا فاضي الجيب وعديم الضهر وأتبرى منك
جذبها خلفه من جديد لكنها هذه المره لم تكف عن الصراخ والتزمجر ميتغيثه بالجميع :
ـ يا جــــــــــــــدو ,,,,,يا طــــنــــط ونــــيــــســــه ,,,يا أونـــــــكـــــل عـــــمـــأد
صاح بها وهو يجرها خلفه :
ـ إمشى وإنتى ساكته
نجحت محاولتها فى إخراج الجميع من أماكنهم على صوت إستغاثتها وإندفع "جده "تجاه بغضب
ليجد الجميع يقف بوجه عندما وصل إلى البوابه الداخليه للقصر أجفل من ما قد يحدث من هذه
المواجهه مع جده باتت الشحناء بينهم فى الفتره الاخيره تزداد ،تسابقت "ونيسه" لتهدئة الجو فهى
على علم تام بغضب "فايز" المؤذى صاح به منفعلا :
ـ فى إيـــــه ؟ إيه الــــدوشـــه اللى إنتوا عاملنها دى ؟
زعقت "صبا" راجيه جدها :
ـ خليه يسيب إيدى يا جدو إيدى وجعتنى
أمره "جده" وهو ينظر بغلظه على يده الممسكه بساعده :
ـ سيب إيدها يا زيد
إلتف "زيد" ليرمقها بنظرات شامته لدرايته الكامله أن جدها لو علم أنها خلعت حجاب رأسها
ووقفت مع غريب فى ساحه قصره سينهرها وستندم أنه لم يتصرف وحده ،ترك يدها
وهو يهمس قائلا :
ـ قابلى بقى
ما إن أفلتها حتى إتجهت خلف جدها لتحتمى بظهره تعجب جدها من خوفها وسأل بضيق :
ـ ما تقولوا فى إيه ؟
أجاب "زيد" وهو ينظر بإتجاهها ببرود :
ـ مافيش حاجه انا كنت عايز اطلعها عشان مش مغطيه شعرها هى عارفه إن دا ممنوع
إستدار لها جدها ليتأكد من ما قاله وبالفعل لم يجد على رأسها حجابا ولا يبدوا له أثر، تحسست
رأسها ورأت فى عين جدها الغضب المميت فأسرعت بالدفاع قائله بخوف :
ـ لاء يا جدو انا كنت نازله بشعرى متغطى بس طرحتى وقعت فى الخناقه
توقف جدها عند اخر كلمه ليهتف مستنكرا :
ـ خناقة إيه ؟
نظرت نحو "زيد" وإستعدت لتنتقم منه شر إنتقام مادام رمها امام غضب جده فستحوله عليه
لينقلب السحر على الساحر :
ـ خناقه كبيره اوى يا جدو زيد ضرب "رشدى " اخو طنط "مها" وكان هيموته
شهقت "ونيسه " التى كانت تقف بالقرب منهم إلى جوار زوجها "عماد" وتدخلت بهجاء:
ـ كلام إيه اللى بتقوليه دا يا خرابه البيوت إنتى إبنى هيضرب رشدى بمناسبه إيه ؟
ضيقت عينها وهى ترد عليها بغل :
ـ إسأليه إحنا كنا واقفين سواء قام دخل علينا واتخانق معاه
تعجب "زيد" مما ترميه به وتشويها للحقيقه بهذه السلاسه لكن عندما إلتفت اليه ورمت له نظره شامته عرف
أنها متعمده أذيته حقدا وإنتقاما ،صرعلى اسنانه وهو يتممتم :
ـ يا بنت,,,,,, بشرى
لكن جده قطع غضبه متسائلا بعصبيه :
ـ الكلام دا حصل يا زيد
اجابه نافيا متوقع منه أن يصدقه كالعاده فهو دائم الصدق معه :
ـ ما حصلش هى كانت واقفه معاه من غير حجاب لما نديت عليها إدخل ولم اصريت
أنها تيجى راح ضربنى
أشار إلى جانب فمه الذى يسل منه بعض الدماء،فإتجهت صوبه "ونيسه" لتفحصه وهى تقول
بغضب:
ـ ضربه فى إيدو
ثبت "فايز" نظراته عليه بينما عماد زعق بحنق فى زوجته :
ـ تصدقي بالله إبنك دا بتاع مشاكل وكلكم بتغطوا عليه يضرب ضيف فى بيتا وكمان يتساب كدا عادى
إستمعت "صبا" إلى إتهام "عماد" له وشعرت انها قست بشده على "زيد" ورأت بعينيها نبذه من قبل
عمه الذى من المفترض فى منزلة والده كيف يعامله وينبذه فشعرت بفداحة خطأها.
تركه جده له لاول مره دون تدخل حتى عندما رد "زيد" عليه بحده :
ـ أنا ما بكذبش
إستدار "فايز" لصبا" كى يحسم الامر:
ـ إنتى بتقولى الحقيقه يا صبا ولا بتكـد بى
عاد القلق إليها فرفعت يدها مسلمه وهى تقول :
ـ والله انا ما اعرفش حتى طرحتى راحت فين إحنا شلناه من فوق رشدى بالعافيه
لمحت "مها" تقترب وهى تسند "رشدى " على كتفها والتى إستمعت لها وشهدت بقولها :
ـ ايوا يا بابا شوف حفيدك الهمجى دا عمل فى اخويا إيه ؟
إلتف الجميع نحو صوتها وفور رؤيه "رشدى" بهذه الحاله بات مستحيل تصديق "زيد" بأى صوره
توجه "عماد" نحوه وهو يهدر :
ـ يا ليله مش فايته إيه اللى عملته دا يا زيد إزاى تأذى الراجل بالشكل دا فى بيتنا
كان واضح جدا انه يستفز غضب "فايز" ليشدد عقوبة "زيد" وبالفعل نجح زعق غاضبا :
ـ إجرى عماد هات دكتور للجدع
ثم إلتف ليفرغ غضبه على "زيد" زاعقا بحده :
ـ كأنك بقيت عيل اليومين دول كل مصيبه أنقح من التانيه هى دى تصرفات كبير دى
هم ليدافع عن نفسه امام كل هذه الاتهامات وهتف :
ـ يا جدو صدقنى هو اللى مد ايدوا عليا الاول و,,,,
ـ إسكت خالص إمشى على مكتبى
هكذا قاطعه "فايز" غير راضيا بأى تبرير
زفر "زيد" بضيق من الثقه التى إنتهت بينهم وأصبحت عدم،تحرك من امامه لتقف "ونيسه"
بوجه بعدما توجه "عماد ومها ورشدى " للداخل لترجوه :
ـ سايق عليك حبيبك محمد وحق بيت الله اللى زرته كفايا على الولد كدا ابوس إيدك إنت عارف إن
زيد ما بيكذبش
إلتفت إلى "صبا" وإستنئافت بحقد دفين :
ـ هى بنت المنكوبه دى اللى كدابه ما بيجيش من وراها غير الشر زيها زى أمها
لوحت لها" صبا " وهى تحذرها بحده :
ـ ما تجبيش سيره أمى
كانت "ونيسه" مستعده لسحقها دون رحمه لما تشعر به من نار تزيدها إشتعالا بأذيه اولادها واحد
تلو الآخر فصاحت بها الاخرى مهدده :
ـ دا انا هقطم رقبتك والله لو إبنى إضر بسببك لاكون خنقاكى بإديا الاتنين دول
وضع "فايز" عصاه بينه وبينها وزعق بنبرته القويه :
ـ ونيسه إمشى من قدامى الساعه دى
إكتفى بنظره مطوله نحو "صبا" جعلت أوصالها تهتز تفحصها جيدا ثم تركها وغادر إلى الداخل
أطلقت أنفاسها الحبيسه وتجاهلت نظرات "ونيسه" الشرسه والتى لم تقف معها طويلا وتبعت
"فايز" فى الدخول ،مالت "صبا" بجذعها للامام وإسندت كفيها لركبتيها بتعب أكثر ما يشغلها
الآن انها وضعت "زيد" فى ورطه كبيره وهذه الورطه تحتاجها فدو والفدوه هذا هى....