قصة عشقت امرأة خطرة
البارت العشرون 20
بقلم ياسمينا احمد
"ما يفعله شخص فى لحظه غباء لايمكن محوه على مر الزمان "
"رياض"
لو عاش عمره كله لم يكن يحلم بأن يحقق هذه اللحظه قبض بقوة على المقود كى يتحقق من أنه مستيقظ تمام اليقظه ،بشري تركض بإتجاهه وتهرب إليه ،اخيرا كان هو جهتها وإختيارها حتى وإن كانت شبيهتها انتصاركهذا يستحق الاحتفال ،ركضت صبا باتجاه سيارة رياض التى انتظارتها بالقرب من القصر استطاعت أخيرا أن تقتنص فرصة انشغال الجميع والهرب نجح رياض فى اللعب بعقلها الصغير ليدفعها للهرب وتجميل أبشع ما قد يحدث
تركت ساقيها للرياح حتى تسبق الحارس الذى إلتقطتها وهى تركض للخارج وركض خلفها لكنه لم يلحق بها ودخلت سيارته تلهث وهى تقول :
-اطلع بسرعه
بالفعل انطلق رياض بأقصى سرعه عازما الهرب بفريسته
طوال الطريق كان يأخذه الفكر الى زمن قديم عندما كان يعشق بشري كانت جميلة وساحره تسحر العيون وتسرق القلوب أحبها وأحبته لكن عادته السيئه التى حذرتها منه لم يقلع عنها حتى قررت تركه والقبول بالزواج من" حسين
الواصل" إبن عمه، احرقته وهو يراها معه وتعيش برغد إنتقمت منه شر إنتقام عندما أرته كم هى بارعه بنسيانه و كأنه لم يكن وعرفت كيف تندمه جيدا على انتظارها إياه لسنوات وحاسبته حساب عسير على خيانته المتتابعه لها
لم ينسي ذلك الحوار الذي دار بينهم فى آخر لقاء عندما أبدت استعدادها التام لتركه بعدما جرح كرمتها
وطعنها فى قلبها مباشرا ،لازال يسمع صوتها الغاضب يصيح فى أذنه :
-تانى يا رياض تانى خونتنى تانى
رغم قوة شخصيتة إلا أنه أمامها كان أضعف من أى شئ فتقطعت اجابته وهو يرد مدافعا:
- هشرحلك ،،،
أوقفته بقوة مانعة إياه من التبرير :
- ولا أشرحلك ولا تشرحلى ،لو بتحس سيبنى انا إستكفيت منك ومن قرفك
اقتراب منها محاولا الإمساك بيدها :
- ارجوكى ما تسبنيش أوعدك اخر مرة أنا وانتى اتخلقنا لبعض.
كانت تدرك جيدا أنها لم تخلق لهذا القذاره فزمجرت وهى تقول بحده:
- لاء انا ما اتخلقتش لكل القرف دا، اللى بنا انتهى واياك أشوفك فى طريقى مرة تانية
همت بالمغادرة فشعر بقوة تهديدها وقدرتها على التنفيذ وقف بوجهها مقاوما قرارها بهتاف يأس:
-لاء يا بشري لاء أنا ما اقدرش أعيش من غيرك
رمقته بحده لتمنعه من مواصلة إعتراضه هى لن تتراجع ولو ركع أسفل قدمها لقد نَهته لكن طباعه السيئه لم تتغير :
-انت انانى يا رياض عايزنى وعايز تعيش *** وسبق وقولت الاتنين لاء اياك تحاول تقرب منى تانى من انهارده أنت موت بالنسبالي.
أه طويلة خرجت مع انفاسه لقد نفذت ما قالته أحرقته مع قلبها ولم ترد على رسالة واحده مما أرسل بدت وكأنها لم تكن تعرفه تماما حتى سمع فى ليلة لم يخرج لها قمر أنها ستتزوج من قريبا له اسمه حسين اشتعل غضبه وما عاد يتحمل أن تكون مع غيره كانت الطرف الأقدر فى النسيان أما هو فما نساها أبدا وحتى اللحظه لازال عقلة وقلبه وأفكاره ملكا لإمراة واحده ملكا لـ "بشري "
أخرجته "صبا"من ذكراه على سؤال هام :
_ هنعمل ايه دلوقت؟!
اوقف سيارته والتف بنصف جسده لينظر اليها بإبتسامه
سعيده وتأمل فستانها الفضي الذي يشبه فستان الزفاف وزيتها الصارخه وكذالك شعرها المفرود على كلتا الجانبين
كانت كالعروس تشبه بدرجه كبيره بشري حبيبته السابقة والتى من بعدها إعتزل النساء ،أخيرا رد عليها بتلذذ:
-هنحتفل بمناسبة هروب العصفور من القفص
التف ليعود مكانه وانطلق نحو مكان بعيد بعيدا عن كل النسور التى قد تبحث عنهم .
فى القصر
اشتعلت النيران فور معرفة الخبر المشؤم من الحارس
وحدثت بلبله كبيره بين الجميع
وضع فايز يده على قلبه وجلس مكانه وكأن حجر ثقيل سقط على قلبه ألم كبيرة إعتصره بشده سقوطه جعل بثينه تولول بصوت عال :
-ابويا إلحقنى يا عماد بشويه مايه منك لله يا فاجره هتموتى أبويا زى ما أمك قتلت أمى
انطلق "عماد "لياتى بماء ،بينما تجمد حسين من فرط الصدمه سأل نفسه مستنكرا بصوت مسموع:
-معقول دى بنتى معقول يهون عليها تعمل فينا كدا
كاد "زيد" أن يخلع شعر رأسه من ما حدث اليوم الاول لها على ذمته وفعلت هذا ماذا عن القادم؟قالتها ونفذت ستعلن الحرب وتحرق القصر بمن فيه يشهد لها بأنها كانت قادرة على التنفيذ لكن ليس بهذا الشكل الذى قد يجلب عارا لعائله بأكملها.
صاحت "ونيسه" وهى تضع يدها على صدرها :
-انا كان قلبى حاسس قولتلكم ماحدش صدقنى قولتلكم البنت دى هتقيد الدار نار ااااه يا نارى نعمل إي نروح فين ونيجى منين احنا ضربنا نار واشهرنا الجواز بعد كدا نعمل ايه نقول العروسه طفشت نقول ايه ؟
وقالت مها "بتأثر لم تكن تعرف أن صبا لديها من التهور ما يكفى للقدوم على هذا الفعل المشين:
- معقول صبا عملت كدا يمكن اتخطفت ؟!
رد عليها بلال والذى لم يقل دهشه وتأثر بالاحداث:
-الحارس شفها طالعه بتجرى من القصر
تدخل رشدى ليضم اخته عليه قائلا:
-تعالى يا مها ارتاحى إنتى تعبتى أوى مع للبنت دى اصول يعملولك تمثال دى عايزه معامله خاصه
هدر يحيى متعصب :
-لازم تتقتل الفاجرة دى على عملتها
تقدم عماد ليعطى لأخته الماء حتى تستسقى والدها ورمى كلمات غاضبه بوجه زيد :
-انت ازاى واقف بالبرود دا بعد ما عروستك هربت منك ليلة كتب الكتاب انت بارد يالا اا
اجاب زيد ليسكت كل الأفواه بعصبيه وحزم وتجاهل تماما كلماته المسمومه التى من غرضها التقليل منه :
- صبا هترجع مش عايز كلام كتير مش هيطلع الصبح غير وهى فى اوضتها فوق
تحرك من بينهم فتبعه حسين وعماد مشيرا نحو ابنيه:
-خليكم مع جدكم يا ولاد
انطلق زيد نحو غرفة الكاميرات ليرجعها عاد بالزمن للخلف وبدأ يتابع الأحداث على الشريط السريع وراها تخرج وحدها بكامل إراتها وتركض بإتجاه الخارج بفستان عقد قرانها وإختفت عندها بدل الى كاميرا أخرى بالخارج ليرى سياره تقف بإنتظارها ورأئها تدخل من تلقاء نفسها بالسيارة
استمع الى سخرية عماد وهو يشير الى الكاميرا:
-اتفضل يا سيدي أهى حرمك المصون ما استحملتكش يوم على ذمتها ورايحه تهرب
"عماد " كان يضغط بشكل قوي على استمرار رفض الجميع له وأنه ليس الوحيد الذي رفضه بل هناك الكثير وأولهم زوجته المصونه ،عينه كانت جامده وقلبه ينزف بشده لقد كسرته صبا وجعلت الكل يشمت به البركان الثائر بداخله كان دخانه يخنقه.
تسأل حسين بأعين متسعه بعدما قرب الشاشة على وجه السائق :
-رياض معقول
الاسم جعل زيد يخرج من حالته واختفت كل مشاعره وبقى القلق على "صبا " هو ما يشغله صر على أسنانه وهتف غاضبا :
- غبيه
اندفع من بينهم وتبعوه الكل يعرف رياض ويعرف جيدا ماضيه، رحيل صبا معه يعنى كارثه كبرى وفضيحه مخجله
استقل كلا منهم سيارته وانطلقوا معا ،قاد زيد بأقصي سرعه له لعله ينقذ ما يمكن إنقاذه.
وصل "رياض" بعد مسافة طويلة قطعها الى شقة عاليه بأحد العمارات السكنية التي فى طرف المدينة فتح الباب ودعاها لتدخل :
- واقفه كدا ليه إدخلى
تحركت للدخل وكأنها فاقت من كابوساً مرعب إستنكرت بشده فعلتها ولم ترضي كل الرضا عن دخولها منزل رجلا غريب مهما كان قريبا من أسرة أبيها ،لاحظت أنه اغلق الباب من خلفهم بالمفتاح ووضعه بجيبه وربت عليه ليطمئن من وجوده وإنفتح باب آخر من الداخل خرج منه إمرأة ثمينه طويلة القامه ذات بشرة سمراء ،توسعت ابتسامتها عندما رأت رياض وإبتسم هو الآخر لها وزعت "صبا"نظراتها بينها وبينه وأعينهم لازالت تحكى لبعضها البعض شئ غير واضح ومفهوم بالنسبة لها
-اخيراً
قالتها المرأة بدهشه وفرح فى آن واحد وهى تنظر بإتجاه "صبا " تعجبت مما قالت لكن عجبها إذدا عندما هتف "رياض" :
عايزين نلحق نحتفل ،إلتفت له صبا وسألته متعجبه وقلقه:
-نحتفل بايه؟!
إبتسم ابتسامته المخيفه وهو يجيبها :
- بمناسبة حضورك
على فجأه أمسك براسغها ليجذبها نحوه وبيده الثانية حاوط خصرها وبدأ يلتف بها كأنه يرقص :
-سنين وأنا مستنى اللحظه دى مستنى اليوم اللى ترجعلى فيه يا" بشرى "
ضمت حاجبيها دون فهم أو إستيعاب فسألته بخوف :
-انا مش فاهمه قصدك ايه
إستمر بما يفعل متجاهلا محاولتها فى تخليص نفسها منه وهتف مرددا بسعاده غامره :
- أمك يا صبا كانت حب حياتى عشقي اللى بيجرى فى دمى
تمعن فى تفاصيل وجهها وكأنه يرى من خلالها شئ غير موجود بالملامح قائلا بصوت مخيف:
- إنتى شبهها أوى بس هى كانت أجمل ،كانت بتحبنى وأنا كنت بحبها
وعندما مال اليها ليرمى بثقل رأسه على كتفها إنتفضت فزعا ودفعته عنها فى التو أدركت فداحه فعلتها وأنها إنساقت بغباء شديد خلف مريض وياليت هو كذالك فقط
لم يبدى ردة فعل تجاه دفعتها ولا حتى أمام محاولاتها بالخروج من الباب الموصد ولا من صوتها الصارخ :
- انا عايزه امشي من هنا
إكتفى بالتحديق اليها ببرود وهى تزعق وتهدد:
- أنت لو ما خرجتنيش من هنا أنا هصوت وهلم عليك الناس خرجنى
لم يتأثر بتهديدها وبإبتسامته لئيمه أخبرها بسعاده:
- أيان كان اللى هتعمليه مش هسيبك انتى خلاص بقيتى ملكى
كيف لم تقرأ هذا اللؤم من البدايه ومن ذا الذي سينقذها من هذه الورطه بعدما تخلت بكامل إرادتها عن عائلتها وأسرتها بالكامل مهما كان ما لاقته منهم من عذاب لن يكون بقدر ما تخشاه من نظراته المُطله من عيناه التى لا تبشر بالخير،أشر بعنقه للامرأه التى كانت خلفها فقبضت عليها على الفور حينها توقعت الأسوء لقد سلمت نفسها للخطر بمنتهى الغباء لجأت لتخويفه لعله يردع عن ما ينوى فعله صارخه بوجهه:
-جدى مش يسكت،جدى لو مسيت شعره منى هيقتلك
اقترب منها ،ولأول مرة تسأم من إبتسامته وتبغضها وتتمنى أن تتحول لحزن وبكاء دائم لما يفعله بها وصل لها ووضع يده على وجنتها برفق قائلا ببرود متناهى :
- سبق وقولتلك إن اللى بيفتح القفص ويطير بيبقى حر
مش مطرود وأنا يا صبا حــر ماحدش ليه عندى حاجه زيك انتى بالظبط انتى خرجتى بإرادتك وبمزاجك
إذا انتى حره مش دا اللى كنتى عايزاه ؟رجعتى تانى تحامى فى جدك ليه؟ولما هو بيحبك أوى كدا هربتى منه ليه؟!
عاد لتلاعب بعقلها لكنها اكتشفت مؤخرا أنه مخادع كبير
كما أدركت أنه سيلقنها درسا لن تنساه مدى الحياة ،لم تحاول البحث عن إجابات لتعطيه له على هذه الأسئلة
بل حاولت التملص من قبضة السيده على جسدها والإبتعاد عن يده التى على وجنتيها ،مط شفاه وهتف
موضحا رغبته كى تهدأ:
-إهدى ،،انتى كنتى عايزه حريه وأنا هديهالك وهعرفك إزى تعيشي لوحدك وتبعدى تماما عن سلطتهم بس الأول
لازم احتفل بعودة بنت حبيبتي مش من حقى برضوا أكون الأول فى حياتك الجديدة.
تملكها الفزع وهمت بالصراخ بصوت عال لكن ما نالت سوي لطمه قويه أخرستها من يده التى هوت على وجهها
سبته دون إعتبار لشئ لقد كان يستحق هذا بل وأكثر لكن ما فعلته لم يخفى إبتسامته ،إستدار عنها وأخرج من الطاولة القريبه زجاجة وكأس وجلس بهدوء ليفتح الزجاجه وبدأ يتناول بتلذذ ما سكبه لنفسه هتف أمرا :
-جهزيها بسرعه
ما كان من المرأه إلا أن انصاعت وجذبتها معها للخلف
صاحت بها :
-بتعملى إي سبينى انتى كمان
هذه المرة كانت صبا مستعده تمام الاستعداد للانهاء حياتها دون تردد ،مهما حدث لن يكسرها هذا العجوز المتصابي لقد رفضته والدتها وهى لن تكون أقل منها
لكن العقبه الكبيرة كانت تلك المرأة التى بضعف حجمها حاولت وحاولت لكن كان مستحيل التغلب عليها جذبتها للداخل معها وبدأت بتبديل ملابسها ،كان الوغد يخطط لكل شئ الغرفة مجهزه لاستقبالها نظرت حولها بريبه وتفقدت المكان لتجد ملابس مثيرة أعلى الفراش المزين وبعض الحلوى بالجانب وصور كثيره لوالدتها أشياء يصعب إستيعابها لقد كانت ضحيه لرجل مريض بعشق قديم ولى على زمنه عقود ،سمعت المرأه تقول وهى تحاول نزع ما ترتدى بقوة:
- انهارده يعتبر يوم فرحه بعد ما إترهبن بعد جواز بشري
يا وجعها الكبير ألم تكتفى منها الحياة لقد بات تتعلم دروس أكثر من أن تنفس براحه ،متى ينتهى عذابها هذا
متى تقذفها الامواج العاتيه على شط وتستظل أسفل شجرة ،قاومت برغم عدم قدرتها على المقاومه حاولت
حتى عدم التجاوب معها لكن المرأه كانت لا تهتم فهى أقوى منها بكثير ،الخوف كان كلمه قليله عما تشعر به
أصبح ما هربت منه من ساعات تتمنى العوده اليه
آمنت بكلام جدها وأن الخروج من أسفل عبائه وإعلان العصيان ثمنه غالي وليست الحرية كما تلاعب بها رياض ليحصل عليها .
انتهت المرأة دون أن تعرف كيف فعلتها رغم كل مقاومتها
دفعتها بقوة للفراش وحاولت تقيدها لكن صبا هذه المرة تمكنت منها وغرست أسنانها بيدها وأبت تركها.
صاحت المرأه بإستغاثه :
_ااااااه سيبى أيدى يا مسروعه
تحدثت صبا من بين أسنانها بصوت غير واضح:
- سبينى وانا اسيبك
انصاعت السيده لأومرها وتركت يدها المتعلقه بجسدها
عندما شعرت أن لا فائدة من استمرار التمسك بها وأن يدها سوف تقطع من قوة فكها المطبق على جانب يدها أفلتها وظهر "رياض"بوجه الجامد وقف بوجهها فتراجعت خوفا امسك فكها ليعيدها مكانهاكانت كالطير الضعيف بين يده التى اعتصرت فكها دموعها انهمرت
رغما عنها وقلبها يرتجف مما ينتظرها وهى بهذا الضعف والشكل الذى لا يسمح لها بأى مقاومه أو فرار ،هتف دون انفعال رغم أن يده الخشنه على فكها كانت تحكى غضب سحيق:
- قولتلك هتبقى حره تمن الحريه مش غالى تمن بسيط
قصاد إنك هتبقى ملك نفسك وما حدش من عيلة الواصل
ليه كلمه عليكى
ندمت أشد الندم وراحت تحاول شرح ندمها هذا ليعدها من مكان ما أخذها :
-مش عايزه انا عايزه أرجع تانى لجدو ولبابا ولزيد أناغلطت
مسح على رأسها بلطف وكأنه يراضيها وقال بحنو:
- ترجعى لمين انتى مش عارفه مصلحتك هما عايزين يجوزكى بالعافيه ،انا مش بغصبك على حاجه انا مجرد بس بأخدك عليا لاننا هنعيش باقى العمر سواء مطرودين منهن حرين طايرين من القفص ،سنين وأنا بستنا عصفور يهاجر منهم ومن حظى كنتى إنتى بنت بشري بنت حبيبتى ما تخافيش يا صبا كل شئ فى اوله متعب بعد كدا هتبسطى بالحريه
كانت جملة أخيره قبل أن يدفعها للفراش ويختفى معها
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
أسقطها الوغد ونجح بالعب بعقلها الصغير وعرف كيف يستغل ضعفها ومشكلاتها مع عائلتها كالشيطان إرتدى ثوب النصح كالشيطان وأخرجها من جنتها ،لازالت تقاوم وتتمنى أن تجد مهرب منه ومن مما اكتشفته على يده ليته كان كابوس ومر وما ضر لكنه كان جاثوما حقيقيا يجثو فوق روحها ياليت يظهر من يحميها منه من تختبأ بأحضانه ويخفف هذا العبء الذى سقطها على روحها شعور الندم وحده لم ينفع ولا يدفع ،صوت الطرقات العاليه هو من جعله يتنحى عنها ولأول مرة يظهر على وجهه ملامح جديده كالغضب نهض وإستدار ليخرج تماما من الغرفه
إعتدلت سريعا والبكاء ينهمر على وجنتها تحاول لملمت اعصابها المشتته لتقاوم من جديد ،سمعت صوت "زيد"
يصدح بالأرجاء أخيرا جاء لينقذها من موتها المحقق ،
وصدمها الواقع بأن رأت والدها على باب الغرفه عينه يملائها الفزع والحزن وضع يده على قلبه ولم تَحمله قدمه من هول ما رأى إبنته بهذه الملابس على فراش رجل فاسق مشهور بالمجون ومطرود من وسط عائلته متبرأ منه
كأنه وباء ،طعنته صبا فى قلبه عندما هربت معه وإنسلخت معه فى رزيله أعتقدها هو لم تتحمل قدمه وأسند ظهره للحائط محاولا أن لا يسقط لكن رغما عنه زحف للاسفل
هاتفا بحسره:
- دى أخرتها ،،تعملى كدا
فهبت واقفه تصرخ نافيه ما يعتقده:
-لاء لاء لاء انا ما عملتش حاجه
هرولت للخارج متجاوزها لن يصدقها ولو أقسمت بأى يمين معظم لن يصدقها وإن صدقها العالم كله إنطلقت كالمجنونه تبحث عن مأوى ستراً يستر جسدها المتعرى
ويضم جرحها فإنطلقت نحو "زيد" ومن غيره فجأته كالرصاصه التى اخترقت صدره إصتدمت به وإستقرت
فى البداية ظل متماسكا لا يريد رفع يده تجاهها كور قبضته وغبضة قلبه تزداد هى من فرت منه وأحرجته أمام عائلته ورفضته علنا بعدما خطت بيدها عقد القرآن فرت لتعلن رفضها أمام المدينة بأكملها وضعته فى حيره بين قلبه الذي يشعر بالشفقه تجاهها وهى بهذه الحاله وبهذا الضعف وعقله الذى يريد نهرها على فعلتها المُشينه جسدها المتشبث به يسترجى النفاذ بداخله وبكائها المتواصل وشهقاتها المتوايه التى تقطع نياط القلب
جعلته يرأف بها ويضع يده على كتفها ربت بهدوء لتهدأ
هذا ما أرادته يد تطمئنها وتعطيها أمل ولو زائف أن كل شئ سيكون بخير شخص يتجاهل أخطائها ويتفهم ما تمر به نعم أخطأت ولا تنكر ذلك لكن خطأها كاد يقتلها أليس سلامتها بشئ كافي ليدافع شخص عنها تنفست براحه داخل حضنه وشعرت بثقل يرتخى على كتفها كان معطف زيد حاول ستر جسدها العارى نحها عنه قليل ليزمجر بغضب
مشيرا بطرف بنانه ل "رياض":
-اللى عملته دا مش هيعدى على خير انت عارف اللى بيقرب من حد من عيلة الواصل بعد ما يطرد منها بيحصلوا ايه ؟
جلس "رياض" على أقرب كرسي وقال ببرود مكملا كأسه الذى تركه :
- كون محدد هى اللى جاتنى برجليها
نظر بإتجاه "صبا" فإحتمت خلف "زيد" بخوف حتى من نظراته لقد فهمت الآن تحذير زيد من التعامل معه وغضبه عندما علم بحديثها معه لقد كان محقا الرجل نظراته مخيفه كيف كانت عمياء لهذه الدرجه ، أردف موجها سؤالا لها :
-إسألها مش إنتى اللى جتينى لوحدك
إبتلع زيد ريقه لقد أخجلته وأخجلت الجميع أولاه ظهره فتولى "عماد"الحديث نيابة عنه:
-انت عايز تحط رأسنا فى الطين يا رياض حتى لو جاتلك انت اتجنيت تحط ايدك على واحده من عيلتنا مش لدرجادى احنا لسه على وش الدنيا
عين زيد كانت فى عين صبا عندما تحدث "عماد " رأت الألم والشك بعينه نفضت رأسها بخوف أن يصدق كغيره
لكن سواد عيناه كالظلام لا يبدى شئ من الممكن أن يفضح نواياه
أجاب "رياض"دون اكتراث:
- انت عارف أنها بنت بشري إنتوا أخدتوا بشري لكن هى سابت حته منها عشان تجينى بتعوضنى عن عمرى اللى راح وهى بقلبى
خرج "حسين"على هذه الكلمات وأسرع بامساك تلابيبه ليوقفه من مكانه صارخا فيه بعنف :
-انت تخرس خالص والله لأندمك على اللى انت عملته واحاسبك من أول وجديد
ظهر الشر فى عين رياض وهو يرد دون إكتراث بتهديده:
- انا مش هاممنى بيك أو بغيرك أنا مأمن نفسي كويس ولو حد فكر يأذينى هأذيى الكل واللى ماعندوش حاجه يخسرها خاف منه .
تحرك زيد نحو الباب وهو يقول لعمه "عماد":
-هات عمى حسين ويلا
رد "حسين "دون أن يفلت عنق "رياض "بدهشه:
-وال*****هنسيبوا ؟
اجاب زيد وهو يتجاوز الباب مع صبا:
- جدى هيعرف يجيبوا الأول نطمن عليه ونطمنه
دفع "رياض" يد حسين " عنه ومنحه نظره إنتصار فتجاهلها "حسين"سيأتى يوم له تبعه الاثنان للاسفل
وصل زيد لسيارته وهم لدخول "صبا " سيارته لكن سبقه نداء والدها مناديا :
- هاتها فى عربيتى
أشاح "زيد"بوجهه بغضب فأسرعت "صبا" بالهتاف بخوف :
-لا انا عايزه زيد
صر حسين على اسنانه وهم بالامسك بها لكن منعه "عماد" وأمسك به قائلا:
- مش وقته فى البيت يا حسين
إستقل كلا منهم سيارته وبقيت صبا بجوار زيد الأمان المؤقت الذي اختارته يده المشدوده على المقود تدل على غضب ساحق يخفيه ارتدى نظارته السوداء ليخفى عيناه التى تدمع من فرط ألمه لم ينبث فمه بكلمه طوال الطريق لقد وضعته فى إختبار صعب من أول ليله لهم معا وضاعفت آلامه لتحمله فوق طاقته وتهد قواه التى يدعيها
كسرت رجولته وقللت بقيمته أمام الجميع.
حاولت اخفاء ما يبدو منها بالجاكت الخاص به أول شعور انتابها بالدفا كان فى هذا الجاكت وأول مرة تجلس بجوار شخص وتطمئن أنه لن يأذيها برغم حالتها وبرغم أنه الشخص الذي رفضته بشده هى الآن تحتمى به من بطش أبيها ، تابعت الطريق وعينها تبكى بإستمرار وقلبها ينتفض لقد فاقت من كابوس مرعب لكابوس آخر أشد رعب
كيف ستواجه عمتها وزوجة عمها ووالداها من جديد كيف سيستقبلها جدها ومن سيقتلها أولا، لم تفعل شئ برغبتها لم تكن بغيا كانت طائشه مجنونه ضاق بها سعة عائلتها ففرت فى لحظه ضعف قفزت للمجهول بتهور وإكتشفت بنفسها ما الذي من الممكن أن يفعله الإندفاع وأدركت تمام الإدراك أن
"ما يفعله شخص فى لحظه غباء لايمكن محوه على مر الزمان "
وصلت اخيرا بعدما قضت الطريق تجلد فى ذاتها نظرت للأسوار القصر الذي إبتعدت عنها أمس لتجد نفسها اتتها من جديد تنوى أن لا تغادرها مهما حدث خلفها ستتأقلم
وتدثر للابد ولا تخرج لعالم قاسي متلون جاحد كما رأته
بأم عينها ،ترجل من سيارته وتبعته صبا بخنوع وقف على قمه السيارة لينظر إلى عمه الذي تعمد أن يسبقهما حتى يجد وقتا كافيا لاقصائها عن المجلس الذي سيقام عليها لكن لا فائدة لقد استخدما سرعتهم القصوى للحاق به ،شمل "صبا"بنظرة ممتعضه ثم أشاح وجهه سريعا ممتنعا عن رؤيتها ،لقد جلدها دون حرف شعرت بالخزى
رغما عنها لحقته فهى مدينه له حتى الآن بالأمان الذي
منحها إياه فى أشد الأوقات صعوبه
بالداخل كان يهرول باتجاه السلم ليخفيها عن الأنظار فلا يريد أن يراها أحد بهذا الشكل المُخجل لحسن الحظ أن المكان خال يبدوا أنهم صعدوا للأعلى مع جده لكن مؤكدا سيخرجوا فى أى لحظه بعدما استمعوا إلى صوت سياراتهم المتلاحقه فى ساحة القصر
-إستنى
هذه الزمجرة الحاده كانت من حسين الذى لحق بهم ومنعهم من مواصلة التقدم الكلمه نفسها جمدت صبا مكانها فإلتف زيد متأهبا لما قد يحدث من اشتباك
بسرعه شديده اتخذ موقعه ليجعلها خلفه وتصدي هو الى عمه الذي يقفز الشرر من عيناه صر على أسنانه وهو يحاول الإمساك بها من خلف زيد لكن زيد كان حائط قوي
يمنعه عنها فصاح به :
-ابعد من سكتى سيبنى عليها سيبنى أبرد ناري
حاول "زيد"منعه من الوصول لها وهو يمنحه اجابة مؤلمه:
- النار نارى أنا يا عمي سيبنى أنا اتعامل
لم يأخد بحديثه وأصر أن يطفي ناره المتأججه من فعلتها الشنعاء صائحا بغضب:
- العار ليا انا دى رايحه برجليها لعدوى الراجل اللى العيلة كلها إتبرت منه
وصل عماد والذي شاهد الموقف بدقه وإصتف طبعا بصف أخيه قائلا:
- ما تسيبه يا زيد يأخد لنا حقنا ويبرد نارنا.
نظر اليه "زيد"وقد اذداد ضيقا لم يكن هناك ما يدفعه للسكوت له بل هتف يزجره بحنق:
-صبا بقت مراتى ما حدش ليه يمده ايدوا عليها
تمسكت صبا اكثر بظهر زيد وكأنه طوق نجاه وإطمئنت بحضوره لقد منحها الحمايه كما وعدها بالقدر الكافى فى الوقت المناسب.
سمعت عمها عماد يستفزه قائلا:
- خلاص مد إيدك انت ورينا شاطرتك غلطت فى العيلة بحالها ومن حقنا كلنا نشوف عقابها
قلبه إرتجف من الكلمه وكأنه تعرض الى صاعق كهربائي بقوة عاليه تصنم من رغبة عمه المُلحه فى نهرها أمامهم لن يقوى على رفع يده عليها لم يكن يوما بربرياً برغم حجم ضيقه منها لم يفكر بضربها أو إهانتها أمام أحد لا سيما وهى الآن على ذمته وشريكته بالحياة ،خشيت صبا أن ينفذ هذا فهمست بضعف متوسلة :
-بلاش يا زيد بالله عليك بلاش انت
انا موافقه هو يضربنى بلاش أنت أنت بالذات لاء
أجفل عند سماع رجائها وإستغل عماد الفرصه ليخطوا باتجاههم ويخطفها من خلف ظهره بغته وعلى فجأة وجدت نفسها تقذف فى وجه أبيها وتسمع عمها يقول دون رحمه:
- ربى بنتك يا حسين
فتح زيد عينه على هذة الكلمه وأسرع ليختطفها منه لكن سبق السيف العزل وسحبها والدها للاعلى ووقف عماد بوجهه ليمنعه بقوة من الدفاع عنها ورأى بعيناه حتفها ووالدها يسوقها بقبضته الحديديه للأعلى والجميع يقف ليشاهد بصمت غير مصدقين ما يحدث .
سُلبت منه "صبا" رغما عنه، رغم ما فعلته لم يكن ينوي إيذائها أو ترك أحد يمس شعره واحده منها وعدها بالحمايه وهذا طبقه على نفسه لكن فعلتها جعلت الكل ضدهما وفكرة حمايتها أصبحت مستحيلة .
- ياااا مافيش أحسن من كدا الواحد مش كل يوم بيعيش يوم زى دا بس دا يوم كتب كتابك لازم يبقى يوم مميز للكبير مش كدا يا كبير
هكذا تحدث "عماد"بسخريه لازعه متعمدا إحراجه وإغضابه وإستنكار ما منحه جده إليه وما ينوي
تأهيله إليه ،هنا اكتفى "زيد " فهو لم يعد يتحمل الضغط أكثر على مواطن جرحه وإستباحت كرامته فخرج عن طوره وهو يدحجه بغضب واقفا بوجهه عن قرب دافعا اياه بجبهته للخلف ليجبره على القهقره،وهتف بنبرة تحتقن بالغضب والإستياء مما يحاول السكوت عنه:
- انا عمرى ما اختارت حاجه لنفسي
من أول موت أبويا لحد كتب الكتاب بتاع إنهارده حياتى كلها كانت فى إديكم حتى لما كان ليا حق ما أخدوش لو دخلت جوايا هتلاقينى مش عايز أبقى كبير ولا عايز أعيش وسطيكم أنا عايز أخد أمى وبنتى ونعيش وحدينا بعيد عن الظلم والخناق والغيره.
لم يؤثر ب"عماد"سماع قصة حياته فإستهزء به قائلا :
-تعيش بعيد ازاى ومين يبقى كبيرنا .
اضاف وقد إشتدت نبرته واصبحت أكثر سواد:
-انا مش كبير مافيش هنا كبير غير جدى فايز وربنا يديله طوله العمر عايزك تفضل تدعيها كل يوم لأن يوم ما هبقى مكانه مش هكون فى حنية أبوك أنا مش هرحم حد .
"باقى الحلقة العشرون"
تدخلت "ونيسه" بقلق عندما رأت الحديث يتأخد منحنى آخر تعرف "عماد" إن نوى إستفزازه لن يسكت سوى بكارثة خاصتا بغياب "فايز" أمسكت بكتفى "زيد" تمنعه من الإطاله فى الحديث هاتفه برجاء:
- زيد الله يسترك يا إبنى كفايا جدك فوق تعبان
شعر "عماد"بخطر وشيك إن تولى "زيد "هذا المنصب المرفع وأن حديثه ليس مجرد حديث عادى فى وقت غضب ،أنه سيتحول وسيقتنص كل ما سكت عنه فى الماضي لربما سينتقم منهم جميعا بما فيه أخوته ،نظراته التى تحولت إلى حاده وإجراميه جعلته يحذره .
صوت "ونيسه" الراجى تردد فى أذنه وهى تكرر :
-جدك تعبان مش وقته كل دا إطلع شوفه
تحرك جسده لكن عينه كانت آخر من غادرت عين "عماد" الشر الذي يطل منها لم يسبق أن رأه منه ،هذا الولد بمرور الوقت يتوحش .
بغرفة صبا ؛؛
فور دخولها الغرفه إتخذت جانبا وإلتصقت بالحائط عندما
اكتشفت نية والدها فى إيذائها ، أغلق الباب عليهما
فهمست متوسلة بصوت يرجف:
-ما عملتش حاجه ماعملتش حاجه
صوتها الهامس تضاد مع صوت والدها المزمجر:
-ما عملتيش دا احنا جايبينك من عنده باللبس دا
بتعملى كدا لي ؟ليه عايزه تحطى راسي فى الطين ؟
أسئلته الغاضبه إنتهت بإقترابه رفعت يدها أمام رأسها لتحتمى من بطشه لكن لا فائدة لكمها بقوة أردتها بالحائط القريب ،صرخت من الالم الذي سببه لها وعادت تكرر ببكاء:
- صدقنى مرة واحده صدقنى
أمسك برأسها ورطمه بالحائط عدة مرات وهو يصرخ بها :
-اصدقك واكدب عنيا ،شيفك وانتى بتركبى معاه وشيفك فى أوضته، بتهربي ! ومع مين مع واحد بتاع دعاره؟
فضحتينا
انهال عليها بضربات متواليه و كلماته تدفعه للغضب أكثر وسكت الكلام ليفرغ ما به من غضب كانت كالدميه يحركها كيف يشاء لم تسطيع وقف لكماته ولا الدفاع عن نفسها بقي صوت صرخاتها يستغيث تنظر رصاصة رحمه تخلصها من هذا العذاب
مر "زيد"بجوار غرفتها فإستمع الى صوت أنينها بوضوح واستشعر كل ضربه وكأنها تسقط على قلبه كالسياط إمتعض وجهه أراد الاسراع فى الوصول الى جده حتى يساعده فى تخليصها وإنهاء كل هذا ،غرفة جده كانت قريبه من غرفتها التى تعذب بها وصوتها الواضح يصل إلى مسامعه لكنه كان يحدق بالأعلى دون أبداء أى ردة فعل دخل "زيد"عليه واندفع نحوه ،رؤيته بهذا الثبات أنسته كل شئ :
-جدي
جلس اسفل قدمه المرتخيه عن كرسيه يسأله بقلق بالغ:
- مالك يا حاج حاسس بايه
هتف بصوت ضعيف يبدوا متهشما :
- قلبى يا زيد قلبى وجعنى ،بنت الإيه دى عرفت فين بيوجع وضربت بقوة
لم يجد" زيد" ما يدافع به عنها سوى كلمه واحده قالها بحرج:
-طايشه
التف "فايز"باتجاه ببطء وعينه تمتلئ بالدموع ثم هتف بألم :
- تهرب مع رياض الخسيس اللى البلد كلها عارفه سمعته اللى اتبرينا منه ومن عمايله ،حفيدة عيلة الواصل البنت الوحيدة تبقى كدا ااااه
أه طويلة اطلقها تشاركها معه" زيد" بقلب يعتصر لقد جرحتهم "صبا" بقوة فى موضع حساس وأصبغت وجوهم
بين الناس ،صوت صراخها لازال يعلو ورغم فعلتها لم يقوى "زيد" على التحمل فأمسك بيد جده يتوسله :
-جدى عشان خاطري وفر الكلام دا لبعدين خلينا نخلصها
من ايد ابوها الأول ابوها هيقتلها
اتسعت عين" جده" بشر وقال بنبرة غضب ساحقه:
-ما هى لازم تتقتل
لم يصدق" زيد "ما سمعه قلبه وجفه فجأه برهبه إعتدل جده وكأن ما كان فيه من تعب زال وتحول الى قوة عاصفه ستعصف بكل من يقف بوجهه عندما صاح بإنفعال:
- انت مفكر اي ؟هطبطب عليها انت مش مدرك هى عملت ايه ؟
دى هربت يوم كتب كتابها ومع مين مع واحد فاجر وجايبنها من هناك وش الفجر وكمان أجوزها اللى هيبقى الكبير من بعدى في كبير مراته عندها وصمة عار زى دى انت جرالك ايه ؟!
إذدراء ريقه وظل ثابت فى مكانه ،نعم موجوع من فعلتها لكن قلبه يرفض انهاء حياتها بهذه البساطة نعم يوجد شك
ولوم كبير لكن شئ داخله يخبره أنها كانت مجبره
وقف على قدمه وامسك بيد جده القابضه على العصا وتشبث بها بقوة ثم هدر متوسلا :
-عشان خاطرى شوف حل غير دا ،انت تقدر تحل المشكلة دى مهما كان دى حفيدتك و...ومراتى .
كان صعب عليه قول هذه الكلمه لكنه كان مجبر على ذكرها حتى يحرك ولو بالقدر البسيط من مشاعره
نظرات جده كانت مستنكره هذا التوسل وظهر الانزعاج على وجهه ليسأله بحنق واشمئزاز:
-معقول انت هتقبل بيها كدا هتقبل واحده خاطيه
وكأن حلقه جف فجأة من حديثه ،كبيره على نفسه تقبل الكلمه وكبيره على روحه تحمل هذا السخط من جده
عاد" جده" لعصبيته عندما أصر" زيد" على الصمت الذي يعطى مؤشر بالقبول وصاح به وهو يدفعه:
-انت اتجننت جرالك إيه فى مخك انت مش عارف رياض
دا مين ولا انت اللى بقيت ماعندكش دم
أمسك بتلابيبه ليعنفه قائلا:
-وإن انا سكت عارف كل اللى برا هيعموا إيه هيفلتوا من ايدى واحد وراء التانى والحرب هتبدأ ضدى
وضع "زيد" يده فوق يده وترجله وأعينه تلمع بالبكاء يعرف عواقب كل شئ لكن موتها لا يعرف عواقبه كان يقبل بأي شئ إلا قتلها:
-عشان خاطرى يا جدى أول مرة أقولها أول مرة اطلب منك طلب أول مره اقولك عشان خاطري ،سيبها وانا هغيرها هخليها واحده تانيه هنسي الكل اللى عملته
ظل يحدق بعينه دون إجابه حتى فتح باب غرفته عليهم وهم بنفس الوضع ،افلته جده عندما سمع صوت "عماد" يهتف بقلق:
-بابا انت كويس ؟
تركه وظل واقفا الى جواره دون أن ينبث فمه بكلمه واحده لا رد على "عماد "ولا ردا على "زيد" ،اقترب "عماد" منه ليطمئن على حالته وصوت صراخ صبا يعلو من خلفهم
كرر سؤاله لوالده:
-انت كويس يا حاج نجيب دكت...
-انا كويس
قاطعه "فايز" دون أن يلتف نحوه ،عاد "عماد" لتحدث بعدما بدأ باقى العائله بالتسلل الى الغرفه للاطمئنان عليه:
-هنعمل ايه فى المصيبه دى يا حاج؟
لم يجيبه ووقف شامخا يرمق الكل بنظرات فاحصه وكأنه يعطيهم فرصه ليخرجوا ما بداخلهم ويلقوه أمامه
لم تبخل" ونيسه" فى اخباره قائلا باعتراض:
- هنعمل إي بعد اللى عملته مش هتبقى مرات ابنى كل واحد يروح لحاله يأخدها أبوها ويرجعها مكان ما جات
ويادار ما دخلك شر
قالت "بثينه " باعتراض:
-نعم وتنفد بعملتها دى حطت رأسنا كلنا فى الطين
وأيدها "بلال" بعصبيه:
- لازم نسيح دمها دى فضحتنا
اضاف "يحيى" باشمئزاز:
- ياريت جات على الهروب دى راجعه بفضيحتها يارتها ما رجعت
واضافت "مها "بأسف:
- حسين هيموت بحسرته منها على اخر الزمن يوصل بيها الفجور لكدا لازم يقتلها ويغسل عاروا بدمها
أجاب " عماد "قائلا بتأثر:
- الله يكون فى عون أبوها على المنظر اللى شافه استغفر الله العظيم البنت انتقمت مننا كلنا مش منه بس
لم يحنوا عليها احد من الموجودين الكل عَين نفسه إله
لو تركهم عليها لـ قتلولها وتؤضؤا بدمها مدعين الشرف منزهين عن الأخطاء ابتسم "فايز "ساخراً لقد
كان" زيد" أرئفهم بها ساد صمت طويل كان قادرا على إسكات حتى انفاسهم وليس فقط أصواتهم ،انتظروا بترقب حتى قطع هذا بصوته العميق:
-يحيي روح اندهه عمك حسين
إستجاب" يحيي" لأمر جده وذهب حيث أمره كانت مهمه شاقه إخراج الوحش الغاضب من الغرفه التى يخرج منها أصوات بالغة الألم ،وقف الجميع فى انتظار والدها والذي لم يتأخر كثيرا فى تلبية طلب والده دخل اليهم وقبضة يده تمتلئ بالدماء العرق المتصبب منه يوحى بأنه كان فى معركه شاقه نظر "زيد" بأسي إلى يده الملطخه بدمائها وأجفل متألما
"حسين "اخفض بصره يخشي أن يجرحه أحد وأصبح كالذليل بينهم من تصرف ابنته
ربتت على كتفه زوجته مها وأخيها رشدي من الطرف الآخر ، نظر الجد "فايز" اليه وهتف بصوت قاطع:
-مبدائيا كدا القاعدة دى مش عايز فيها حد غريب
نظر الى" رشدى" تحديدا والذي انسلخ من بينهم بهدوء وحرج فقد فهم من يقصد.
عاد الصمت من جديد والكل منتظر حكم الجد الرادع ليشفى صدورهم ،زيد وحده من إنتظر رأفته وشفقته
وإحتساب قدره لديه والأخذ بالاعتبار أنه شريكه بالحكم وليس هو وحده ،كان يقف بجانب جده والجميع أمامهم
اخيرا نطق الجد من جديد بصوت منخفض ليس بالشديد
كالمعتاد فى كلمه الحق التى تجرى على لسانه دون إعتبار لأحد :
- صبا غلطت ودا كلنا متفقين عليه
طاطأ" زيد" رأسه بخوف من ان٦ تجرى المقادير عكس رغبته ،حتى أردف متسائلا:
- لكن حجم الغلط قد ايه؟ دا اللى لازم نعرفه
رد "عماد" مستنكرا :
- إحنا جايبنها بمنظر ما يعلم بيه الا ربنا أبوها نفسه جايبها من أوضته
رفع "فايز"يده ليوقفه بحزم:
- عندك يا عماد إثبات الحالة بيحتاج أربع شهود وخيط يعدى بينهم
كلماته أثارت الشك فى نفوسهم وجعلتهم ينظرون لبعضهم بقلق لم يوقف هذه الهمهات المترميه إلا صوت" بثينه" الغاضب:
-انت لسه هتعيد الزمن يا بابا هتعدى وتغفر غلطات لا تغتفر لصبا زى ما كنت بتغفر لأمها هربت والكل شاهد على هروبها ورجعت لامؤخذه يعنى من غير هدومها ، وانت لسه بتقول شهود أحب أقولك انك كدا هتبقى غلطان فى حقنا كلنا
دق عصاه بالارض متزامنا مع صوته الحاد الذى زعق فيها بقوة :
-مش انتى اللى هتعلمينى الصح من الغلط ،قولت انها غلطت
تدخلت" ونيسه" باندفاع:
-حلو غلطت.. انابقى مش عايزها مرات ابنى، مش زينة شباب البلد فى الآخر يتجوز واحده كانت هربانه مع رياض
عشيق أمها
انزعج "فايز"بشده من حديثهم وإلتف ليوجهه كلامه لـ الكل مزمجرا :
-اسكتوا كلكم ،،،خلاص كلكم بقيتوا محكمين ،عقوبه الزنا
الرجم حتى الموت اقتلها انا من غير بينه وأشيل ذنبها وتشيلوه أنتم معايا
سأل"فايز "حسين"الذي كان يقف بصمت الدموع تملأ عيناه والخزى يتغلل ملامحه:
-انت واثق إن بنتك عملت كدا
السؤال ألقى ثقل على قلبه وركبتيه فسقط جالسا على كرسي قريب وسانده زوجته "مها" حتى لايقع ،لملم شتات نفسه واجاب:
- مش عارف مش عارف
أشار نحوه وهتف موضحا للجميع:
-اهو اللى بتقولوا شافها مش عارف أنتم يالى ما شوفتوش عرفتوا ازاى ؟!
اشاحت "بثينه"بوجهها عندما نظر باتجاهها وقالت بإمتعاض:
- برضوا الشكل واضح
هتفت" ونيسه" هى الأخري :
-انا ماليش دعوه عملت ما عملتش المهم بعد الفضيحه دى الجوازه دى ما تتمش
سألها "فايز"بهدوء خطر:
- وبعدين معاكى !! هو انتى اللى بتجوزى وتطلقى دلوقت يا ونيسه ؟!
احنا كتابنا الكتاب وضربنا نار فى بيت الواصل ولا عايزه الفضيحه تكبر أكتر من كدا حتى لو البنت سليمه
هتفت "مها " ولأول مره تتدخل بينهم:
-طيب نجيب دكتور ونقطع الشك باليقين
خفق قلب" زيد" لقد زاد تألمه مما يفعلوه بها وكأنهم يمزقون جسدها أربا ويوزعونه بينهم ،لكن وجد "جده"يعود لإنفعاله ويصيح بشراسه:
-عايزه الفضيحه تكبر ولا ايه ؟! واللى ما علمش نعرفواه
شعرت "مها"بأنه يريد إفلاتها أو ينوى على شئ آخر بما أن كل الحلول التى يعرضها الجميع لا تعجبه،فسألته مضيقه عيناها:
-أومال نتأكد إزاى بقى ؟!
سكت قليلا وأبعد نظره عنها وعاد إلى صمته واقفا بينهم بشموخ ويسند يده إلى عصاه الذهبيه تحمحم قائلا بغته:
-زيــد
فورا رفع عينه ونظر بإتجاهه بصدمه ما إن نطق بأحرف إسمه ،والجميع معه لم يحتاجوا توضيح فإختيار زيد بعد جملة "مها" واضح بما يكفى للكل .
إسترسل بهدوء وهو يلتفت تجاه:
-الوحيد اللى ما اتكلمش والوحيد اللى يحقلوا يتكلم ويحكم عليها مش إحنا لأنها فى ذمته وأى غلط تغلطه هو يشيله ماحدش يينسي أنه الكبير من بعدى
اخيرا وقف بوجه ونظر اليه وكأنه يُحمله عبئا ثقيلا يكاد من ثقله يميل ،خلع "فايز" عنه وشاحه الأبيض الذي فوق عبائته ووضعه بعنقه وأؤمي له كإشاره للتنفيذ ،اتسعت عين "زيد"وقلبه يرتجف من هول ما سقط عليه توسله ليبقيها حيه لكن أن يضع أمر حياتها وموتها بيده هو كان أصعب ،تركه وحده يحكم عليها بالاعدام أو الحياه تركه ليكتشفه أمام نفسه فى أول اختبار ،ظل يحدق إليه بأعين متسعه وحول عنقه وشاح أبيض كالكفن أما أن يقطع الشك باليقين أما أن يرضي بسوء ظنهم تجاهها ويتقبلها مخطئه ،ثقلت أنفاسه وهو يستدير عنه الطعنه كانت نافذه من جده ومن صبا ،أضاف "جده "قائلا:
- سبق وقولته إن كلكم بتصدقوا زيد وعارفين أنه مش بيكدب الحكم دلوقتي فى رقبته يا يبرأها يا يدنها ولو أدانها يبقى كل واحد يرميها بحجر .
صاحت "ونيسه" قد شعرت أن" زيد "سيقضى عليه إن لم تتدان سيثبت برائتها ويثبت قدمها وتظل زوجته رغم فعلتها:
-لاء يا زيد ما ترضاش اوعاك ورحمه ابوك البنت دى وصمه عار عليك حتى لو سليمه كل اللى هيسمع القصه مش هيصدق إنها رجعت زى ماراحت كفايا إسم أنها هربت
مع رياض .
لم يرد عليها ونظر بعيدا فلتركه يهيي نفسه لمقابلتها من جديد فلتركه يفكر كيف سيتقبلها مخطئه خشية من فقدانها للابد المشاعر التى يكنها لم تخلق مرة واحده بل على مر ايام ومواقف، الكل يراها سيئه بينما يري هو أخطائها كأخطاء" مريم" أبنته يشفق عليها عندما يساء الظن بها وهى أطهر وأنقي من الظنون .
خرج من غرفة" جده" بخطى ثقيله والكل يحط بصره عليه ،جلس "فايز" وحاول أن لا يبدى أى تأثر لم ينفذ لزيد غايته لكنه تركه فريسه بين صدقه وقلبه جلس الجميع فى صمت إلا من نحيب "حسين" لا شئ أقصي من الانتظار يا الحياة يا الموت وهذه ليست حياة أى إمرأة إنها حياة إمرأة خَطرة....