الفصل التاسع عشر 19 و العشرون 20
بقلم سمسم
سمع هذه الكلمات صارت اوردته تحترق من الغيظ والغضب والخوف فمن فعل ذلك؟ فهو لن يرحم من استباح اخذ زوجته وابنة اخيه او يتحدث عن زوجته بهذه الطريقة المقززة التى بمجرد ان سمعها يريد ان يزهق روح ذلك الرجل لتفوه بتلك الكلمات
ثائر:" انت مين يا كلب وعايز ايه منى"
بدر ببرود:" عيب كده يا "ثائر" بلاش طولة لسان انا عرفت دلوقتى مراتك لسانها طويل لمين بس على العموم دا موضوع يطول شرحه انا بس حبيت اطمنك عليهم وهرجع اكلمك تانى سلام يا ثائر العمرى"
اغلق الهاتف قبل ان يتمكن من التفوه بكلمة اخرى ظل يدور حول نفسه يكاد يصاب بالجنون فزوجته وابنة اخيه الآن فى مأزق كبير ولابد من إنقاذهم
رمزى:" ثائر فى ايه قولى انطق يا ثائر اعصابى مش مستحملة"
ثائر:" وتين ومريم اتخطفوا يا رمزى اتخطفوا"
رمزى:" اتخطفوا ازاى ومين ده اللى عمل كده"
ثائر:" شكل كده مفيش غير "سيلا" هى اللى هتعرفنى اللى حصل ولو طلع اللى فى دماغى صح والله هيكون موتهم على ايدى"
نطق تلك الكلمات وجد نفسه يستقل سيارته بجانبه "رمزى" يقودها بسرعة جنونية يريد ان يصل الى منزل تلك المرأة التى اذا اتضح انها متواطئة فى خطف زوجته وابنة اخيه فهو لن يتركها هذه المرة الا جثة هامدة وصلوا الى المنزل لا يعرف كيف؟ قام برن الجرس فتحت الخادمة قام بابعادها عن طريقه وجد "سيلا" تجلس فى الصالة ارتعبت من مظهر "ثائر" قبض على شعرها بين يده يحرك رأسها بكل ما يحمله من غيظ وخوف على احباءه
سيلا بألم:" فى ايه يا "ثائر" حرام عليك انا عملت ايه تانى سيب شعرى انتى وجعتنى"
رمزى:" فين وتين ومريم يا "سيلا" هم فين انطقى احسن النهاردة هيبقى اخر يوم فى عمرك "
سيلا بعدم فهم:" وان ايش عرفنى معرفش والله ما أعرف انا مشفتهمش من اخر مرة كنت عندك فى البيت"
ثائر:" "مريم" ووتين اتخطفوا وشكل مفيش غير الندل اللى انتى متفقة معاه هتنطقى ولا تقرى على نفسك الفاتحة"
سيلا:" والله ما أعرف ان "بدر"خطفهم ولا اعرف مكانهم"
ثائر:"يبقى لازم تعرفيلى دلوقتى حالا اخلصى"
سيلا:" طب اعرف ازاى اعمل إيه"
ثائر:" كلميه حاولى تجريه فى الكلام شوفيه هو خاطفهم فين يلااااااا"
قال كلماته بشبه صراخ فى وجهها وجدت نفسها تمسك هاتفها تكلم "بدر" بحجة سؤاله عن نواياه من ناحية "ثائر" حاولت تصنع الهدوء حتى لايشك بأمرها
سيلا:" ايوة يابدر اخبارك ايه مبتسألش يعنى بقالك شوية"
بدر:" اهلا "سيلا" خير فى ايه"
سيلا:" بلاش اطمن عليك طالما انت مبتسألش واعرف وصلت لايه فى موضوع ثائر وهتعمل معاه ايه علشان تكمل انتقامك منه"
بدر:" دلوقتى بقى تحت ايدى اللى هجيب بيهم "ثائر" لحد عندى بس ليا عندك مفاجئة مش "وتين" طلعت مرات ثائر"
سيلا باستغراب:" وتين مرات ثائر ازاى"
نظرت اليه وهى تتفوه بهذه الكلمات فوجه خاليا من التعبير يريد ان تنجز ما عليها حتى يستطيع انقاذ احباءه فليس هذا هو وقت تفسيره تصرفاته لتلك المرأة
سيلا:" طب وانت عرفت ازاى ان وتين مراته"
بدر:" موجودين عندى وتحت ايدى هى وبنت اخوه"
سيلا:" آه وانت مأمن عليهم فين انت عارف ان لو حد عرف هتروح فى داهية و"ثائر" مش هيسكت"
بدر:" متخافيش هم فى المخزن المهجور اللى كنت بعمل فيه كل عمليات التسليم"
سيلا:" اه عرفاه المخزن ده بس خالى بالك بقى سلام"
بدر:" سلام يا "سيلا"
انهت المكالمة نظرت ل"ثائر" الذى بمجرد ما انهت مكالمتها قبض على ذراعها بقبضة قوية كفيلة بتهشيم عظام ذراعها يريد ان يعرف المكان الذى يوجد به حاليا زوجته وابنة اخيه
ثائر:"هم فين انطقى يا سيلا عرفتى هم فين"
سيلا:" هى ايه حكاية ان وتين مراتك دى يا ثائر"
ثائر:" انتى لسه هتسألى ردى عليا هم فين وانتى بتسألى ليه أصلا"
سيلا:" يعنى انت كنت كل ده متجوزها ومخبى ومحدش يعرف "
ثائر:" انتى هتفتحيلى محضر ايوة هى مراتى من ساعة ما دخلت البيت وانتى اظن ملكيش عين تتكلمى انتى يعنى كنتى متفقة عليا علشان تدمرينى يعنى تحطى لسانك جوا بوقك وتخرسى وتعالى معايا ورينى الجبان ده واخد مراتى وبنت اخويا فين قومى يلا"
أمسكها من ذراعها يجرها خلفه وعيناه تكاد ان تقفز خوفا وهلعا على تلك الفتاتين اللتان لا يملك سواهن فى حياته كان حال" رمزى" لا يفرق عن حاله فهو أيضاً يكاد يصاب بالجنون بسبب خطف زوجته هو الآخر فهى ان حدث لها مكروه فهو لن يتحمل ذلك فمريم عشقه الذى يملأ قلبه منذ سنوات وكانوا ايضا على وشك اقامة حفل زفافهم
رمزى :" ثائر احنا هنروح كده ازاى واكيد بدر ده عنده حراسة وبلاوى ومجرم ومبيتفاهمش"
سيلا:" بدر عنده فعلا حراسة ومبيمشيش من غيرهم"
ثائر:" انا مش قولتلك اخرسى انتى مسمعلكيش صوت بتتكلمى ليه"
سيلا ببرود:" انا بس بعرفك وانت عارف الكترة تغلب الشجاعة يا ثائر"
رمزى:" فى دى هى عندها حق يا ثائر لازم نعرف نفكر مش عايزين نخسر حد منهم"
ادخل "ثائر" "سيلا" الى سيارته واغلق باب السيارة حتى لا تسمع كلامهم
ثائر:" رمزى انت لازم تبلغ البوليس "
رمزى:" احنا كده ممكن نعرض حياتهم للخطر لو هو عرف ان احنا بلغنا البوليس ممكن يعمل فيهم حاجة يا ثائر"
ثائر:" انا هاخد "سيلا" واروح المكان الاول هفتحلك الجى بى أس تكون انت جبت البوليس وتحصلنى ماشى يا رمزى مفيش وقت انت لازم تنفذ اللى قولتلك عليه يلا انا فتحت الجى بى اس وانت كمان افتحه على موبايلك وحصلنى"
رمزى بخوف:" خلى بالك من نفسك يا" ثائر" وحاول تضيع وقت على قد ما تقدر على ما احصلك انا والبوليس ماشى"
ثائر:" ان شاء الله بس بسرعة يا" رمزى" الوقت مش فى صالحنا"
رمزى:" حاضر "
ذهب "رمزى" لتنفيذ ما قاله له "ثائر" بينما ركب" ثائر" سيارته بجواره" سيلا "التى كانت على وشك الموت رعبا من نظرات "ثائر" لها فهى تعلم ان اليوم لن يمر مرور الكرام وان هذا اليوم لن ينتهى الا بخسارة العديد من الأرواح
ثائر:" المخزن ده بعيد ولا قريب يا سيلا"
سيلا:" لسه شوية على ما نوصل"
ثائر:" والمخزن ده بدر بيستخدمه فى ايه"
سيلا:" كان بيستخدمه فى وقت بيسلم فى بضاعة"
ثائر:" عبارة عن ايه البضاعة دى"
سيلا:" مخدرات بودرة وحشيش وكل انواع المخدرات"
ثائر بغضب:" اه يا ولاد الكلب بتاجروا فى الممنوعات والمخدرات كمان انتوا حسابكم اسود سواء معايا او مع البوليس"
سيلا:" انا مليش دعوه هو اللى بيتاجر فى الحاجات ده انا مالى هو انا كنت بتاجر فيهم"
ثائر:" بس انتى عارفة ومتسترة عليه"
سيلا:" انت عايزنى اقف قصاد بدر علشان يخلص عليا بكل دم بارد ومن غير ما يرفله جفن"
ثائر:" دا انا اللى شكلى هخلص عليكم انتوا الاتنين يا شوية كلاب بقى تعملوا معايا انا كده مراتى وبنت اخويا يقعوا فى ايد واحد زبالة زى ده دا لو لمسهم هخلص عليه بايدى"
سيلا:" انا عرفت دلوقتى انت ليه كنت مهتم ب"وتين" وبتخاف على زعلها ولما كنت اسألك تقول قريبتك"
ثائر بغضب:" اكتمى خالص مش عايز اسمعلك صوت ولا اقولك انا هكتم صوتك ده خالص"
سيلا بخوف:" انت هتعمل ايه فيا"
ثائر:" متخافيش مش هقتلك دلوقتى بس هقفل بوقك"
قام بسحب ربطة عنقه وقام بربطها على فم "سيلا" حتى لايسمع صوتها
***
" فى منزل سمير"..فى غرفتها ترتدى" أميرة" ملابسها للذهاب للاطمئنان على والدها وجدت باب غرفتها يفتح ويدلف منه زوجها" سمير" يريد سؤالها أين تذهب فى هذا الوقت؟
سمير:" انتى راحة فين يا اميرة دلوقتى "
أميرة:" هروح اشوف بابا بقاله كام يوم مشفتوش فخايفة يكون تعبان ولا حاجة وهو عايش لوحده انت عارف ومفيش حد يسأل عليه ولا يراعيه"
سمير:" طب استنى هلبس واجى معاكى نشوفه سوا"
أميرة:" خلاص ماشى البس يلا"
ارتدى سمير ملابسه خرج من الغرفة هو وزوجته وجد أمه واخته يجلسون امام التلفاز كالعادة نظرت عايدة اليهم تلوى شفتيها وترفع احدى حاجبيها
عايدة:" على فين العزم ان شاء الله رايحين فين كده على المسا"
سمير:" رايح اشوف حمايا انا وأميرة ونطمن عليه"
عايدة:" وماله حماك كفا الله الشر ما كان هنا من كام يوم وكان كويس ولا هو تعب فجأة يعنى"
هيام:" ولا انتوا خارجين تتفسحوا ومش عايزين تقولوا فبتقولوا رايحين عند حماك حجة علشان منعرفش"
أميرة :" تقصدى ايه بكلامك ده يا هيام"
هيام:" ولا حاجة يا اختى مقصدش حاجة ربنا يهنيكم يارب ويسعدكم كمان وكمان"
سمير:" عن اذنكم علشان منتأخرش"
اخذ " سمير "زوجته وخرج من المنزل قبل ان يتمادوا فى ذلك الحديث السخيف اكثر من ذلك فهو يعرفهم جيدا التفتت له زوجته فهى لم يمر على زواجهم الكثير وأصبحت تعانى من معاملة والدته واخته الجافة لها
اميرة:" وبعدين يا سمير فى امك واختك هم واقفين ليا ليه على الواحدة كده انا زهقت من اسلوبهم وطريقتهم معايا هم مفكرنى ايه "
سمير:" اعملهم ايه يعنى يا "أميرة" دى امى برضه واختى وانا بكلمهم بس مفيش فايدة مش عارف هم عايزين ايه"
أميرة:" أمك واختك على عينى وراسى بس مش بالطريقة دى طول النهار اعملى سوى هاتى ودى وانا مكبرة دماغى علشان معملش مشاكل بس الظاهر طمعوا فيا بزيادة وانا مش هفضل فى حرقة الدم دى كتير يا سمير شوفلك حل انا المفروض عروسة ولسه فى بداية حياتى يعنى اشوفلى يوم حلوين ودول من ساعة ما اتجوزنا وهم مش ساكتين "
سمير:" حل ايه يعنى عيزانى اعمل ايه يا "أميرة" اعمل معاهم ايه"
أميرة:" كلمهم يا "سمير" فهمهم ان اللى بيعملوه ده مينفعش وان انا بنت ناس برضه وبنى ادمة وليا طاقة دا حتى اختك مبتغسلش الطبق اللى هى بتاكل فيه ولا حتى بتعلق هدومها تلبس وترمى مستنية اللى يشيل وراها دى بنت ازاى بعاميلها دى مش عارفة ولا اوضتها مبتسبهاش نضيفة شوية وعايشة حياتها تاكل وتنام وتلعب على الموبايل وتتفرج على التليفزيون فاكرة ان انا الخدامة اللى انت جبتهالها هتخدمها من غير كلام"
سمير:" خلاص يا أميرة حاضر هكلمهم انا عارف انك اضايقتى من اسلوبى"
أميرة:" اما اشوف يا سمير هتعمل ايه لأن انا مش هفضل ساكتة كتير هيبقى فى اسلوب تانى فى المعاملة بعد كده"
انتهى حديثهم عند هذا الحد اذ وصلوا الى منزل والد "أميرة" قامت برن جرس الباب فتح والدها بابتسامة
سالم:" ايه النور ده اتفضلوا"
أميرة:" عامل ايه يا حبيبى النهاردة بقالى كام يقوم مش بشوفك فى ايه"
سالم:" مفيش كان بس عندى دور برد والحمد لله احسن شوية دلوقتى"
سمير:" الف سلامة عليك يا عم سالم بعد الشر عليك"
سالم:" تسلم يا ابنى انتوا اخباركم ايه وعاملين ايه"
سمير:" الحمد لله احنا كويسين نحمد ربنا"
سالم:" تشربوا ايه "
أميرة:" استريح انت يا حبيبى هقوم انا اعملكم حاجة تشربوها"
ذهبت "أميرة" الى المطبخ اراد" سالم" الاطمئنان على حياة ابنته كيف تسير بعد زواجها
سالم:" أميرة عاملة معاك ايه يا سمير"
سمير:" الحمد لله ياعمى ونعم التربية عرفت تربى"
سالم:" تسلم يا ابنى دى "أميرة" اللى طلعت بيها من الدنيا دى بعد امها ما ماتت وسبيتهالى"
سمير:" ربنا يباركلنا فى عمرك يا عمى ومتقلقش "أميرة" فى عنيا الاتنين"
سالم:" تسلم عينك يا ابنى"
كانت تستمع الى كلامهم فهى تعلم ان زوجها سيحافظ عليها ولكن ما يقلقها هو تصرفات والدة زوجها واخته ولكن هى ستعرف كيف تتصرف معهم اذا تجاوزوا حدودهم معها أكثر من ذلك فهى لن تجعل من نفسها أداة وألة لتنفيذ أوامرهم
***
مازال "ثائر" فى طريقه الى المكان المحتجز به زوجته وابنة أخيه ينظر من حين لاخر لتلك الجالسة بجواره فلو كان الأمر بيده كان قد قام بكسر عنقها فسخب الرباط من على فمها
ثاىر بغضب:" هو لسه الزفت المخزن ده بعيد احنا بقالنا شوية ماشيين بالعربية ولا انتى بتضحكى عليا وبتضيعى فى الوقت يا سيلا لو كده مش هتعرفى اللى هيجرالك منى"
سيلا:" مخزن بيتسلم فيه مخدرات عايزة وسط الناس اكيد بيبقى فى مكان بعيد وبعيد عن عين البوليس"
ثائر:" انتى عارفة لو بس حصل حاجة لمراتى وبنت اخويا انا هخليكى انتى وهو تتمنوا الموت ومش هتطوله هموتكوا بأبشع الطرق اللى انتوا مش ممكن تتخيلوها"
سيلا:" ياه للدرجة دى بتحبها يا "ثائر" وانا اللى كنت فاكرة نفسى شاطرة طلعت اشطر منى متجوزها وضحكت عليا وبتقولى قريبتك"
ثائر:" على اساس انك تقية اوى مش كنتى عايزة تستغفلينى وتضيعينى مش كده يا "سيلا" واكتمى بقى لحد ما نوصل للمكان ده احسن ما اضربك رصاصة بمسدسى وارتاح منك ومن شكلك"
سمعت ذلك غاصت فى مقعدها خوفا من تهديده فهو فى حالة هيجان شديدة وربما ينفذ تهديده لها
"فى المخزن"... تشعر بكل عضلة فى جسدها تؤلمها فقد ضربها هذا الهمجى بطريقة اوجعتها بشكل مؤلم فهى قد كانت قاربت على النسيان كيف تشعر بالالم فى جسدها منذ ان تزوجت" ثائر" وايضا لم يرحم "مريم" فقد صفعها هى الاخرى عدة صفعات جعلت وجنتها تحمر بشدة بسبب اثار يده على وجهها شعرت الفتاتين بالعطش الشديد
مريم بالم ودموع:" انا عطشانة اوى عايزة اشرب عايزة اشرب"
وتين:" وانا كمان عطشانة اوى بس مظنش الحيوان ده هيرضى يخلينا نشرب شكله ناوى يعذبنا منه لله مبقتش قادرة من كتر ضربه فينا"
مريم:" منه لله احنا عملنا فى ايه يضربنا بالشكل ده ويبهدلنا انا اول مرة اشوفه عمرى ما شوفته قبل كده "
وتين:" تفتكرى" ثائر "و"رمزى" عرفوا باللى جرالنا ولا ايه"
سمعوا صوته ثانية يدخل اليهم بيده ذلك السوط يجره خلفه مصدرا صريرا على الأرضية رأت وتين ومريم ذلك ابتلعوا ريقهم بقوة فعلى مايبدو انه سيقوم بضربهم الآن بذلك السوط الذى يحمله بيده وبتلك الابتسامة الملتوية على ثغره
وتين بخوف:" انت هتعمل ايه بالكرباج ده انت هتعمل فينا ايه تانى"
بدر:" قصدك الكرباج ده لاء متخافيش دا احنا هنتسلى شوية يا حلوة اصل الصراحة صوت صريخكم عاجبنى اوى وبالذات انتى يا ام عينين حلوة انتى ولسان طويل"
مريم:" لما عمو يعرف مش هيرحمك هيموتك فى ايده"
بدر:" اه بالمناسبة انا اتصلت عليه وطمنته عليكم وقولتله انكم فى الحفظ والصون عندى وان انا هشيلكم على كفوف الراحة"
وتين:" احنا عايزين نشرب عايزين شوية ماية خلى فى قلبك رحمة شوية انت ايه كافر"
بدر:" دا انا اللى هشرب من دمكم دلوقتى واظن ان انتى ليكى طعم تانى يا مرات ثائر"
رفع يده بالسوط وهوى به على جسد "وتين" الذى صرخت حتى شعرت ان احبالها الصوتية على وشك الانقطاع بسبب شدة صراخها
وتين بصراخ:" ااااااااااااه يا مجرم يا اللى معندكش رحمة منك لله اااااااااه ثاااااااااااااائر"
بدر:" انتى بتنادى على مين يا حلوة هو فين ثائر"
مريم:" سيبها يا جبان ابعد عنها متضربهاش سيبها كفاية كده"
بدر:" ما انتى دورك جاى انتى كمان يا بنت رؤوف العمرى"
ما نالته "وتين" من الضرب نالته ايضا "مريم" استمر على ذلك الحال حتى شعرت الفتاتين بالخدر من شدة الألم فكل من هن لا تستطيع حتى فتح جفونها بعد كل هذا العنف والضرب الذى مارسه ذلك الرجل اللعين عليهم رأه جسدهم يتهاوى من شدة الضعف والضرب تركهم ليذهب ثم يعود اليهم بوسيلة اخرى لتعذيبهم
***
"فى منزل أسامة".حاول الخروج من دوامة تفكيره فيجب ان يتوقف عن التفكير بها فهى لن تكون له فهى اصبحت ملك لرجل آخر رجل لم يصدق ما سمعه منه وظل متمسكا بها فى حين انه عندما رأى مجرد عدة صور ظن بها اسوء الظنون فهو لم يصدق كلام والدته عندما حذرته من ان يظلم فتاة او يظن بها خطأ فى حين انه لم يتأكد من ذلك خرج من غرفته وجد والدته جالسة بمفردها فى الصالة
أسامة:" امال بابا فين يا ماما"
نادية:" دخل يريح شوية فى الاوضة انت عارف ابوك محتاج الراحة"
أسامة:" ربنا يشفيه ويشفي كل مريض"
قال ذلك جلس بجوارها تمدد على الاريكة واضعا رأسه على قدم والدته ظلت تمسد على شعره فهى تعلم ما به
نادية:" خلاص يا حبيبى انساها بقى مش هتفضل عمرك كله كده"
أسامة:" انا طلعت غبى يا ماما حكمت من غير ما اتاكد طلعت واحد بياخد بالمظاهر وبس"
نادية:" اعتبره درس والحياة ياما بتدى دروس يا أسامة"
أسامة:" بس كان درس صعب بالنسبة ليا ياماما"
ناظية:" ياااه يا "اسامة" دا انت لسه هتشوف فى حياتك كتير دى محطات ومراحل ولازم نمر بيها يا ابنى انت بس ارمى ورا ضهرك وبص لمستقبلك وحاول تتعلم من اللى فات علشان تعرف تعيش حياتك صح وربنا برضه هيرزقك بنصيبك اللى مكتوبلك وصدقنى "وتين" مش نصيبك"
أسامة:" عرفت ياماما انها مش نصيبى وأنها بقت نصيبه هو"
نادية:" هو مين ده"
أسامة:" جوزها يا ماما انتى مشفتيش هى بتبصله ازاى او لهفتها عليه لما شافته"
نادية :" وانت عرفت منين ولا شوفتها فين يا أسامة"
أسامة:" كنت رايح مرة البحر بالصدفة شوفتها هناك حاولت اعتذرلها مقبلتش كلامى جه جوزها جريت عليه ساعتها عرفت انها خلاص ضاعت من ايدى وكمان اتخانقت انا وجوزها"
نادية:" يعنى الضربة دى منه مش كده يبقى خلاص انت كمان شوف حياتك ومستقبك يا حبيبى وربنا يرزقك ببنت الحلال اللى تسعدك وانا قولتلك بلاش تجيب لنفسك المشاكل لان مفيش راجل يعرف ان فى واحد كان عينه من مراته ويسكت واديك شوفت اهو واتخانقتوا"
أسامة:" خلاص مش عايز اتجوز يا ماما خلاص انا مش هتجوز"
نادية:" بلاش عبط دا كلام بس بس لما تيجى صاحبة للنصيب تفكيرك هيتغير وهتنسى الكلام اللى انت قولته دلوقتى"
فكر هل سيحدث ذلك حقا هل للقدر رأى فى انه سيقابل من تكون شريكة حياته بعد خسارته "وتين" بسبب غباءه وتفكيره الغريب
***
بعد اطمئنانها على والدها عادت هى وزوجها الى المنزل وجدت والدة زوجها واخته مازالوا على تلك الجلسة التى تركتهم بها وهى الجلوس امام التلفاز يتابعون كم هائل من المسلسلات ولا يفعلون شئ مفيد فى حياتهم
سمير:" سلام عليكم"
عايدة:" وعليكم السلام حمد الله على السلامة"
هيام:" ابوكى عامل ايه كويس يا أميرة اطمنتى عليه"
أميرة من غير نفس:" الحمد لله نحمد ربنا عن اذنكم"
عايدة:" راحة على فين كده"
أميرة باستغراب:" داخلة اوضتى ارتاح هروح فين يعنى"
هيام:" امال مين اللى هيجهز لنا العشا"
أميرة:" ما تقومى تجهزيه انتى ناقصة ايد ولا رجل ولا على رجلك نقش الحنة يعنى يا هيام"
هيام:" شايف مراتك بتقول ايه يا سمير وبترد عليا ازاى"
سمير ببرود:" قالت ايه قالت حاجة غلط يعنى ما تقومى انتى تعملى الاكل يا هيام انتى صغيرة"
عايدة:" لا والله وبقيت كمان تدافع عنها وتحاميلها يا سمير عرفت تاكل عقلك"
سمير:" مراتى مغلطتش وهى طول النهار بتنضف البيت وبتطبخ ومش مقصرة فى حاجة مفيهاش حاجة لو" هيام" هزت طولها شوية وتقوم تحضر العشا مش هتخس يعنى "
عايدة:" هى لحقت قلبتك علينا هى دى اخرة تربيتى فيك يا سمير"
أميرة:" قلبته ازاى يعنى ماهو كل حاجة على عينك يا تاجر وشايف اللى بتعملوه فيا"
هيام:" واحنا عملنا فيكى ايه بقى يا ست أميرة"
أميرة:" لا ابدا ولا حاجة طول النهار عمالة زى اللى بتلف فى ساقية انضف واروق واعمل اكل واغسل وانتى قاعدة باشا ولا على بالك واقول لنفسى وماله يابت طالما ربنا مديكى صحة اعملى بس الظاهر انتوا اتماديتوا اوى وانا خلاص مش هخسر صحتى واحرق فى دمى علشان خاطركم وخلاص كل واحد يخدم نفسه انا مش هخدم حد عن اذنكم"
القت كلامها دخلت غرفتها تحاول السيطرة على اعصابها التى كانت على وشك الانفجار ولكن شعرت ببعض الراحة عندما تفوهت بما داخلها
عايدة:" شايف مراتك وقلة ادبها يا سمير"
سمير:" هى يا امى بنى ادمة وليها طاقة وريحوا دماغكم "أميرة" مش "وتين" ."وتين" اللى احنا كنا بنعاملها زى الخدامة وكنا بنقسى عليها ومبنرحمهاش وجايز ربنا بعتلنا "اميرة" علشان تعرفنا ان كل انسان مهما بلغت قوة تحمله بييجى عليه وقت وينفجر وعن اذنكم انا داخل انام ورايا شغل الصبح تصبحوا على خير"
نظرت" هيام" الى امها التى كانت تجلس تشعر بالغضب الشديد من كلام ابنها وزوجته فهى لا تحب ان يتجرأ ابنها عليها فى الكلام
هيام:" انتى هتسكتى على اللى قالته البت دى يا ماما"
عايدة:" البت دى شكلها عايزة الواحد يفكرلها علشان هى الظاهر انها مش سهلة بس انا وهى والزمن طويل"
كانوا لا يكفوا عن التفكير بتلك الطريقة البشعة فهى تريد زوجة ابنها مثل الخادمة تستمع الى كلامها وليس لها ان تعترض على اى شئ
***
ذهب "رمزى" لاخبار الشرطة بما حدث من حادثة خطف زوجته وزوجة" ثائر" قابل احد الضباط وكان يدعى" أيمن" يعرفه رمزى بصفة شخصية
رمزى:"ايمن الحقنى بسرعة فى مصيبة"
ايمن بقلق:" خير يا "رمزى" اهدى وقولى فى ايه "
رمزى:" مفيش وقت يا" ايمن" مراتى ومرات "ثائر" اتخطفوا فى واحد اسمه "بدر الغرباوى" خطفهم و"ثائر" سبقنى على هناك فاحنا لازم نلحقه بسرعة"
أيمن:" انت عارف فين المكان ده"
رمزى:" ثائر فاتح الجى بى اس علشان نعرف المكان بسرعة بقى يا "ايمن" بالله عليك ليكون جرالهم حاجة"
قام "ايمن" باعطاء اوامره بتجهيز قوة من رجال الشرطة ركب "رمزى" بجواره يحدق فى هاتفه يتبع هاتف" ثائر" لمعرفة المكان الذى سيقصدونه .وصل "ثائر" الى المخزن قام بسحب مسدسه الخاص نزل من السيارة يجر تلك المرأة من يدها لمح اثنان من الحراس يخرجون من المخزن فقام باخفاء نفسه حتى لا يروه عندما ابتعد الحراس عن الباب دلف الى المخزن فالمكان مظلم يلتفت بعيناه يميناً وشمالاً سمع وقع اقدام قادمه سحب "سيلا" الذى قام بربط الكرافت الخاص به على فمها حتى لا يصدر منها اى صوت ويعلم احد انه هنا كان يوجد بعض من اللآلات القديمة استطاع "ثائر" ان يقف خلف احدى تلك الآلات ليرى ما يحدث وجد "بدر" يدلف الى المخزن يتبعه الحارسين ظلت نظرات "ثائر" تتبعه حتى وصل إلى مكان الانارة اضاء الضوء وقع نظر "ثائر" على زوجته وابنة اخيه رأى مظهرهم وتلك الدماء المتساقطة من وجوههم وهم يجلسون فى حالة شبه اغماء اتسعت عيناه هولاً وفزعاً فاعز مخلوقات الله على قلبه يراهم بذلك المنظر فهو الآن يجول بخاطره مليون الأفكار من افكار الانتقام التى ينوى فعلها بذلك الرجل بسبب ما فعله ب"وتين" و"مريم"
بدر:" اصحى يا حلوة انتى وهى بقى لحقتوا فرفرتوا من علقة امال هنكمل كده ازاى اصحواااااا"
قام بجذب "مريم" من حجابها ينظر اليها بنظرات يغلفها حقد اسود
بدر:" كان نفسى عمك يبقى موجود دلوقتى ويشوفك كده يا بنت رؤوف العمرى"
مريم بضعف شديد:" حرام عليك سيبنا بقى مبقناش قادرين نستحمل "
بدر:" اسيبكم ازاى يعنى دا احنا لسه الشغل فى الاول ولسه الشغل هيحلو لما رجالتى دى يعملوا معاكم الصح وارجعكم ليه مدمرين بس انتى يا مرات "ثائر" هتبقى من نصيبى انا عايز اعرف "ثائر"عجبه فيكى ايه غير عنيكى الحلوة دى"
وتين بغضب:" اخرس يا حيوان يا زبالة ربنا هينتقم منك خاف ربنا من اللى انت بتعمله ده وبتفكر فيه"
بدر:" انتى مش ناوية تسكتى يا حلوة يا ام لسان طويل انتى ولا عايزة اخرسك انا بطريقتى"
سمعوا ذلك علموا ما ينوى فعله فهو سيجعل رجاله يعتدوا عليهم بكل قذارة ووحشية ظلت "وتين" و"مريم" يدعوا الله بان يبعث لهم بالخلاص قبل ان تمتد ايدى هؤلاء القذرة عليهم سمع "ثائر" ذلك وجد نفسه يسحب "سيلا" مصوبا مسدسه الى راسها يخرج لكى يواجهه فهو لم يتحمل ان يستمع الى كلامه الدنئ أكثر من ذلك وخاصة وهو يتكلم مع زوجته بهذه الطريقة
ثائر:" انا جتلك يا بدر ومش جايلك بايدى فاضية جبتلك حبيبة القلب معايا والنهاردة اخر يوم فى عمرك يا بدر"
نظر "بدر" خلفه وجد "ثائر" خلفه ممسك ب"سيلا" واضعا مسدسه فى راسها فى بداية الأمر اصابه التعجب من كيفيه دخوله الى هنا مع وجود الحراس
بدر:" اهلا اهلا دا الحبايب كلهم اتجمعوا النهاردة دا النهاردة هيبقى ولا عيد الأضحى من كتر الجثث"
ثائر:" والنهاردة اخر يوم فى عمرك واللى انت عملته فيهم هطلعه على عينك ومش هرحمك وكويس ان معاك حرس علشان يشيلوا جثتك "
عندما سمعت الفتاتين صوته ورأته زوجته ابتسمت بالرغم من الوهن الذى أصابها من كثرة الألم فالله قد استجاب لدعائهم وارسله اليهم فى هذا الوقت لكى ينقذهن من بين براثن ذلك الرجل السادى
وتين بدموع:" ثائر الحقنا يا ثائر شوفت حصلنا ايه"
ثائر:" اهدى يا عمرى ما تخافيش محدش هيقدر يقربلكم اهدى يا وتين متعيطيش يا قلبى انا هنا ومحدش هيلمسكم وانا موجود"
مريم ببكاء:" شوفت ياعمو عمل فينا ايه الحيوان ده.ده ضربنا بالكرباج جامد لما الضرب علم علينا"
ثائر:" اهدى يا حبيبتى انتى كمان واللى عمله فيكم مش هعدهاله بالساهل هخدلكم حقكم منه تالت ومتلت"
"انت يا كلب تعمل فى مراتى وبنت اخويا انا كده "
بدر باستهزاء:" تصدق مؤثر اوى المشهد ده تصدق هتخلوا الدمعة تفر من عينى حسيت بوجع فى قلبك عليهم وعلى شكلهم وهم كده"
ثائر:" اللى عايز اعرفه انت بتعمل ليه كده ليك عندى ايه يا بدر وعايز منى ايه "
بدر:" كان ليا عند اخوك "رؤوف" اللى احب اعرفك ان انا اللى قتلته برضه"
ثائر:" بتقول ايه انت اللى قتلته ليه يا جبان قتلته ليه"
بدر:" كان ليا تار عنده وخدته ولسه هاخده لما اخلص عليكم كلكم"
ثائر:" تار ايه هو رؤوف عملك ايه "
بدر:" اخوك قتل ابويا واخواتى الاتنين"
ثائر:" وقتلهم ليه عملوا ايه علشان رؤوف يقتلهم"
بدر:" كان فى عملية تسليم فى المخزن ده واخوك جه وهجم بقواته وقتلهم كلهم"
ثائر:" يعنى هو معملش حاجة غلط مجرمين وكان لازم ياخدوا جزائهم كنت عايزه يسيبهم يسلموا مخدرات "
بدر بحقد:" بس حرق قلبى عليهم لما شفت جثثهم قدامى كلهم غارقنين فى دمهم فحلفت انه لازم يشرب من نفس الكاس حطتله القنبلة وخططت علشان ادمرك انت وبنت اخوك ودلوقتى هخلص عليكم وتبقى كده نارى بردت"
ثائر:" انت مش هتقدر تعمل حاجة علشان لو عملت حاجة هقتلك حبيبة القلب دى الأول وبعدين هخلص عليك"
بدر ببرود:" قصدك "سيلا" يعنى لاء متتعبش نفسك انا هقتلها بدالك "
اطلق عدة رصاصات على جسد "سيلا" سقطت على الأرض غارقة فى دماءها مفارقة للحياة لم يصدق" ثائر" ما فعل فهو على مايبدو انه يضحى بأى شئ من أجل مصلحته الخاصة
بدر:" ودلوقتى دورك انت يا ابن العمرى"
عندما حاول اصلاق الرصاص ابتعد" ثائر" سريعاً أطلق "ثائر" على الحارسان خلفه فسقطوا صرعى ظلوا يتبادلوا إطلاق الرصاص حتى نفذت الذخيرة من مسدس "ثائر"
بدر بضحكة عالية:" خلاص رصاص مسدسك خلص فاخرج بقى مفيش فايدة ولا تحب اخلصلك عليهم الأول" فكر" ثائر" سريعا لمح بجواره صندوق صغير قام برفعه مصيبا به يد "بدر" التى تحمل المسدس خرج سريعا من مخبأه اقترب منه ظل يضربه بشدة و"بدر" ايضا اشتبك معه فى عراك وظل كل منهم يضرب الآخر حتى استطاع ثائر ان يرديه أرضاً بعد ان لم يعد لديه قدرة على المقاومة
ثائر بغيظ:" بقى انت تمدك ايدك على مراتى وبنت اخويا انا هعرفك ازاى تعمل كده"
ظل ثائر يضربه بكل ما يحمله فى قلبه من غضب وغيظ حتى صار وجه بدر غارق بالدماء وسكن جسده قام بتحريك جسده فلم يستجيب سار بلهفة الى زوجته قام بفك وثاقها
ثائر بحنان:" حبيبتى انتى كويسة ردى عليا يا وتين"
وتين بضعف:" الحمد لله انك لحقتنا يا ثائر"
ذهب الى "مريم" ليحل وثاقها هى الأخرى نظرت اليه بامتنان وعيون دامعة
ثائر:" حبيبتى انتى كويسة يا مريم"
مريم بدموع:" الحمد لله دا ضربنا جامد اوى ياعمو وبهدلنا"
ثائر بحنان:" معلش يا حبيبتى معلش يا مريم"
اثناء محاولته تهدئة'' مريم "لمحت "وتين" "بدر" يتحرك مقتربا من مسدسه التقطه بيده تحامل على جسده وقف وصوب مسدسه تجاه" ثائر" يريد ان يطلق عليه الرصاص
وتين بخوف وبصوت عالى :" ثاااااائر خلى بالك"
أطلق تلك الرصاصة الغادرة التى استقرت فى جسد تلك الفتاة التى حالت بين وصول الرصاصة الى جسد زوجها فسقطت بين ذراعى زوجها الذى لا يصدق ما حدث للتو عندما حاول" بدر" إطلاق رصاصة أخرى كان رجال الشرطة يطوقون المكان فاقتحموا المخزن فقام "ايمن" بإطلاق الرصاص على "بدر" الذى سقط قتيلاً تنتهى حياته بابشع الطرق مسدلة الستار على حياته التى لم يفعل بها شئ جيد وليس هذا فقط فالله سوف يعاقبه على ما فعله فى حياته من تلك الافعال المشينة فهو فعل كل شئ خاطئ
لايصدق "ثائر" ماحدث للتو فهى بين ذراعيه تأخذ انفاسها بصعوبة ترتسم ابتسامة واهنة على شفتيها وبعض الدموع تجرى على وجنتيها
وتين بوهن:" حبيبى انت كويس انت كويس يا ثائر"
ثائر بذهول:" ليه كده يا "وتين" ليه عملتى كده ليه تضحى بنفسك يا "وتين" ليه يا قلبى تعملى كده"
وتين:" علشان انا معنديش اغلى منك اضحى بحياتى علشانه يا ثائر"
رفعت يدها تريد لمس وجهه فربما تكون هذه اخر مرة تراه فيها
وتين بدموع وبصوت هامس:" حبيبى انا بحبك أوى خلى بالك من نفسك ومن مريم"
ثائر : "متقوليش كده يا "وتين" انتى هتبقى كويسة يا حبيبتى متخافيش ان شاء الله كل حاجة هتبقى كويسة وكله هيعدى على خير يا قلبى متخافيش يا حبيبتى"
كان يشعر بها تأن بين أحضانه وكأنه أصابه الشلل نزلت دموعه لايصدق ما حدث عندما حاولت اغلاق جفونها صرخ بها عاليا
ثائر بصراخ ودموع:" لاااااااااء يا "وتين" متغمضيش عينيكى خليكى معايا علشان خاطرى يا "وتين" لاااااااااااء انتى مش هتروحى منى هو انا مكتوب عليا اشوف اللى بحبهم يروحوا قدام عينيا فتحى عينيكى يا "وتين" اصحى يا قلبى بوصيلى يا حبيبتى"
ظل يهز جسدها بقوة وهو فى حالة اشبه بالجنون كانت "مريم" تبكى هى الاخرى وهى ترى" وتين" وهى غارقة بدماءها تلك الفتاة التى كانت السبب فى انها عادت الى الحياة مرة أخرى
مريم ببكاء شديد:" اصحى يا "وتين" لاء يا "وتين" بلاش تروحى مننا انتى كمان مين هيبقى معايا فى فرحى مين هيبقى معايا فى حفلة التخرج اصحى بالله عليكى يا وتين"
اقترب "رمزى" و"أيمن" منهم كان "ثائر" محتضن جسدها بين ذراعيه ودماءها لطخت ملابسه وكأنه أصابه الصمم لايسمع من حوله ف"رمزى" يرجوه ان يتركها ولكنه يرفض ان ياخذها احد من بين أحضانه
رمزى برجاء:" سيبها بقى يا "ثائر" سيبها علشان نلحق نسعفها ونلحقها"
ثائر بتوهان:" محدش هياخدها منى يا" رمزى" مش كده "وتين" هتفضل معايا "وتين" مش هتسيبنى"
رمزى بحدة:" فوق يا "ثائر" فوق انت كده اللى ممكن تموتها وتضيعها منك فوووق"
تحسس "أيمن" نبضها وجد نبضها ضعيف للغاية فهى يجب ان تذهب الى المستشفى فى الحال
أيمن:" نبضها ضعيف جدا لازم نلحقها يا "رمزى" كده غلط عليها"
رمزى:" ثائر فوق لو مفوقتش "وتين" هتضيع منك بجد لازم نلحق نوديها المستشفى"
فاق من حالته قليلاً وجد نفسه يحملها بين ذراعيه ذاهباً بسرعه الى سيارته وضعها فى المقعد الخلفى قاد سيارته بسرعة جنونية فهو يريد الوصول الى المستشفى بأى طريقة لينقذ زوجته التى اصبحت الآن على شفير الموت
ثائر:" استحملى يا حبيبتى هنوصل وهتعيشى هتعيشى علشانى انا يا "وتين" مش كده يا "وتين" انتى مش هتسبينى "
كاد ان يصدم بسيارته العديد من المارة بسبب تلك السرعة الزائدة التى يقود بها سيارته فالوقت ليس فى صالحة فأى تأخير ربما يودى بحياة معشوقته وصل الى المستشفى استغرب العاملين من هيئة "ثائر" فهو رجل يحمل بين يده فتاة غارقة فى دماءها وملابسه أيضا فى حالة مزرية هتف "ثائر" بصوت جهورى
ثائر بصراخ:" عايز دكتور حد يلحقني مراتى بتموت عايز دكتور بسرعة"
وصل اليه الدكتور وبعض الممرضات تم وضعها على سرير المستشفى قام الدكتور بقياس النبض
الدكتور:" النبض ضغيف جدا جهزوا اوضة العمليات بسرعة مفيش وقت"
ذهبوا سريعا لتجهيز "وتين "لغرفة العمليات نظر "ثائر" الى الدكتور برجاء
ثائر:" ارجوك يا دكتور تنقذها بأى شكل دى مراتى ولو جرالها حاجة انا مش هتحمل ده"
الدكتور:" ان شاء الله خير ادعلها انت بس"
ذهب الدكتور سريعا إلى غرفة العمليات وقف "ثائر" امام غرفة العمليات يستند على الجدار يدعو الله ان ينجى زوجته وظلت دموعه تتساقط منه وصل" رمزى" و"مريم" و"أيمن" أيضاً الى المستشفى
مريم بلهفة:" عمو وتين فين"
ثائر: " فى اوضة العمليات جوا مع الدكتور"
رمزى:" ان شاء الله خير يا حبيبى وهتقوم بالسلامة"
ثائر:" يارب يا رمزى يارب لأن هى لو جرالها حاجة انا مش هعيش من بعدها "
مريم بدموع:" بعد الشر عليكم ان شاء الله خير و"وتين" هتقوم بالسلامة"
أيمن:" هروح اجبلكم حاجة تاكلوها وحاجة تشربوها يا رمزى"
رمزى:" تسلم يا "أيمن" مش عايزين نتعبك معانا"
أيمن:" متقولش كده عن اذنكم مش هتأخر"
ذهب "أيمن" سقط "ثائر" على الكرسى منهك القوى فهو كلما تذكر زوجته بحالتها التى كانت بها وانها قامت بالتضحية بنفسها من اجل حمايته يريد الدخول اليها وان يراها قام من على الكرسى ظل يذرع ممر المستشفى ذهاباً وإياباً كأسد جريح لايقوى على تحمل جرحه
رمزى:" تعالى يا"مريم" اشوف حد من الدكاترة يشوف الجرح اللى فى وشك ويعملك اسعافات"
نريم:" لما اطمن على" وتين" الاول يا"رمزى" مش دلوقتى"
ثائر:" روحى معاه يا حبيبتى انا اسف نسيت انك انتى كمان مجروحة"
مريم:" ولا يهمك يا عمو دى حاجة بسيطة المهم "وتين" دلوقتى"
ثائر:" طب علشان خاطرى قومى مع "رمزى" يلا"
مريم:" حاضر ياعمو هقوم علشان اريحك بس"
ذهبت "مريم "مع "رمزى" قابل احد الاطباء لمعالجة الجروح التى أصابت وجه "مريم" وبالفعل قام الدكتور بعمل الاسعافات اللازمة لها وبعد ان انتهوا عادوا الى" ثائر" مرة أخرى
رمزى:" لسه مفيش اخبار لدلوقتى يا ثائر"
ثائر:" لسه يا" رمزى" محدش خرج ولا قالى حصل ايه"
عاد "أيمن" يحمل بيده طعام ومياه وعصائر ايضا من أجلهم ناولهم ل"رمزى"
أيمن:" خد يا "رمزى" الأكل والعصاير دى انا لازم امشى دلوقتى ارجع القسم علشان التحقيق"
رمزى:" خلاص يا" أيمن" وان شاء الله الامور تهدى تاخد افادة "مريم" و"وتين" لما تقوم بالسلامة"
أيمن:" ان شاء الله عن اذنكم ولو كنت عايز حاجة ابقى رن عليا"
رمزى:" ان شاء الله وتسلم يا" أيمن" مع السلامة"
ذهب "أيمن" اقترب "رمزى" من "ثائر" يناوله بعض الطعام ولكنه رفض بشدة ان ياكل اى شئ فهو لا يريد سوى الاطمئنان على زوجته التى ترقد بين الحياة والموت
رمزى:" يا ابنى بلاش نشفان دماغ كلك لقمة طيب"
ثائربتعب:" مش قادر يا "رمزى" بالله عليك متغصبش عليا كل انت ومريم"
مريم:" مينفعش كده يا عمو لازم تاكل أى حاجة"
ثائر:" كلوا انتوا يا حبيبتى انا مليش نفس"
رمزى:" انت كده ممكن متقدرش تكمل وقوف على رجليك يا ثائر"
ثائر:" انا كويس المهم مراتى دلوقتى ولما اطمن عليها هبقى أكل"
لم يفلحوا فى جعله ان يتناول اى شئ من الطعام ظل يدعو الله بان ينجى زوجته من الموت فليس بعد ان عرف طريق السعادة يعود الى درب الشقاء مرة أخرى وضع رأسه بين يده وهو يشعر كأن روحه تغادره ببطئ فظل يدعو الله ولكن اثناء دعاءه لمح خروج ممرضة بسرعة من غرفة العمليات ولكن يبدو على وجهها الذعر ابتلع ريقه يخشى ان يكون حدث مكروه لزوجته
الممرضة:" انت حضرتك جوز المريضة اللى جوا مش كده"
ثائر:" ايوة انا فى ايه "وتين" جرالها حاجة مراتى حصلها ايه انطقى بسرعة فى ايه "
الممرضة بأسف:" للاسف مراتك ......
البارت العشرون
وضع رأسه بين يده وهو يشعر كأن روحه تغادره ببطئ فظل يدعو الله ولكن اثناء دعاءه لمح خروج ممرضة بسرعة من غرفة العمليات ولكن يبدو على وجهها الذعر ابتلع ريقه يخشى ان يكون حدث مكروه لزوجته
الممرضة:" انت حضرتك جوز المريضة اللى جوا مش كده"
ثائر:" ايوة انا فى ايه "وتين" جرالها حاجة مراتى حصلها ايه انطقى بسرعة فى ايه "
الممرضة بأسف:" للاسف مراتك حالتها خطيرة ونزفت كتير ومحتاجة نقل دم"
ثائر:" وانتوا مستنين ايه ما تعملوا اللازم واى حاجة هى محتجاها اعملوها"
الممرضة:" فصيلة دمها مش موجود منها غير كيس دم واحد بس هنا فى المستشفى وهى محتاجة كيس دم كمان بسرعة"
رمزى:" فصيلة دمها ايه هروح بنك الدم اجبلها بسرعة وهاجى على طول"
الممرضة:" فصيلة دمها +A"
سمع ذلك شعر بأمل فهى تحمل نفس زمرة الدم الخاصة به فهو بإمكانه ان يتبرع لها بدماءه فهو على استعداد ان يقدم لها حياته وليس دماءه فقط
ثائر بلهفة:''دى فصيلة دمى انا كمان انا مستعد اتبرعلها بالدم دلوقتى"
الممرضة بتفاؤل:"كويس اوى اتفضل معايا يا استاذ"
ذهب مع الممرضة سريعا دلف الى غرفة تمدد على سرير بها قامت بايصال الشىء الذى ستسحب به الدماء منه ظل يدعو الله ان يمر الموضوع بسلام وان تتعافى زوجته سريعاً فهو لا يصدق فدماءه ستجرى فى عروق معشوقته أيضاً .جلس "رمزى'' و "مريم" بالغرفة التى يرقد بها "ثائر" بعد انتهاءه من التبرع بالدم لزوجته عندما حاول الجلوس وجد نفسه يسقط على الفراش فهو لم يتناول اى طعام وايضا تم سحب الدماءه منه مما زاد فى احساسه بالوهن لاحظ" رمزى" ذلك اقترب منه سريعا يحمل بيده علبة من احد علب العصائر التى بحوزتهم
رمزى:"خد يا "ثائر" اشرب العصير ده انت فاضلك شوية ويغمى عليك وكده مش هينفع"
مريم:"ايوة يا عمو اشرب العصير والاكل ده كمان لازم تاكل"
ثائر:"مليش نفس صدقونى مش قادر اكل او اشرب حاجة"
رمزى:"ما بلاش العند اللى فيك ده بقى هتبقى مبسوط لو جرالك حاجة دلوقتى مراتك محتجالك كل يا" ثائر" علشان تقدر تقف على رجلك وتواصل"
مريم:"ايوة يا عمو علشان خاطرى كل الاكل ده"
امام الحاحهم اخذ منهم الطعام والعصير بدأ تناول الطعام ببطئ فهو يشعر بغصة فى حلقه تجعله غير قادر على بلع الطعام ولكن يجب ان يصمد فى هذا الوقت العصيب بعد ان رأى انه فى حالة جيدة نسبيا خرج من الغرفة ظل ينتظر امام غرفة العمليات يريد ان يخرج اى احد يطمئنه على زوجته التى اذا صار لها شئ فهو لن يقوى على العيش بدونها ستكون ايامه حزينة ومظلمة بعد بضع ساعات خرج الدكتور من غرفة العمليات ولكن من تعبيرات وجهه خشى "ثائر "ان يسأله حتى لا يسمع منه ما سوف يجعل قلبه وحياته حطاما شعر بأن لسانه معقود غير قادر على الكلام
رمزى:"خير يا دكتور طمنا هى عاملة ايه دلوقتى "وتين" اخبارها ايه"
الدكتور بأسف:"احنا خرجنا الرصاصة بس للاسف المريضة دخلت فى غيبوبة"
ثائر بغصة قوية:"يعنى ايه الكلام ده هى ممكن تفوق امتى يا دكتور"
الدكتور:'فى ناس ممكن تفوق بعد يوم بعد شهر بعد سنين فدى حاجة الله اعلم بيها فاحنا هننقلها العناية المركزة والباقى على ربنا وربنا قادر يشفيها''
رمزى بحزن:"شكرا يا دكتور"
الدكتور:'' عن اذنكم"
ذهب الدكتور نظر "رمزى" الى "ثائر" الذى اصبح الآن جامداً لا يتحدث او ينطق لم يفعل اى شئ مجرد حالة من الذهول والجمود سيطرت عليه مجرد عبرات تتساقط من عينان أصابها الحزن والجمود والصدمة .سمعت "مريم" ذلك بكت بقوة على فتاة كان الله ارسلها لها لتكون لها اختاً وصديقة وهى الآن فى عالم آخر.لا يعرف "رمزى" ما يفعل فزوجته منهارة من البكاء وصديق عمره لديه حالة ذهول شديد
رمزى:"ثائر ثائر"
ثائر:"......
رمزى:"ثائر رد عليا فوق يا "ثائر" فوق يا ابنى ورد عليا"
ثائر بتوهان:"وتين ضاعت منى يا" رمزى" "وتين" دخلت فى غيبوبة الله اعلم هتقوم منها امتى"
رمزى:"لاء ان شاء الله ما ضاعتش وهتفوق يا "ثائر" صدقنى "وتين" هتصحى وهتفوق وهترجعلك بالسلامة"
مريم ببكاء:"بجد يا "رمزى" هتفوق "وتين" هترجع لنا تانى"
رمزى بحيرة:"ان شاء الله يا حبيبتى بس اهدوا بالله عليكم مينفعش اللى بتعملوه ده دلوقتى"
***
تجلس أمام التلفاز واضعة قدم على الأخرى تشاهد احد المسلسلات باستمتاع غير عابئة بما ستسمعه من تلك المرأة التى لا تكف عن التذمر من كل شئ فهى لن تعطيها الفرصة لمضايقتها فهى ستتسلح بالبرود حتى تستطيع العيش معها فهى امرأة لا تطاق ابدا سواء هى او ابنتها
عايدة:'وكمان قاعدة تتفرجى على التليفزيون وحاطة رجل على رجل ولا هامك حاجة"
أميرة ببرود:'فى حاجة يا حماتى عايزة حاجة منى خير"
عايدة:"انتى صاحية من النوم على التليفزيون منضفتيش الشقة وحضرتى الفطار ليه ها مستنية مين يعمل الحاجات دى يا ست أميرة"
أميرة:" أنا عملت الفطار و"سمير" فطر ومشى على الشغل والشقة ونضيفة وكل حاجة تمام فى ايه تانى بقى يا حماتى"
عايدة:"قومى انزلى هاتى طلبات البيت علشان تعملى الغدا"
أميرة:"ما تنزلى الحيلة بنتك تجبهم هى صغيرة يعنى ولا ايه مش هتعرف تشترى شوية طلبات"
خرجت "هيام" من غرفتها سمعت كلام أميرة عنها نظرت اليها نظرات صارخة واردفت بتلك الجملة التى زادت من شرارة الغضب لدى أميرة
هيام:"ليه خدامة ابوكى انا ولا ايه علشان انزل اجبلك الطلبات"
أميرة:"كاتك بو فى قلبك يا هيام واحدة قليلة الادب والذوق ومعندكيش دم ولا اتربيتى"
عايدة:"يا نهارك مش فايت بتشتمى بنتى يابت انتى. انتى يومك مش معدى النهاردة"
أميرة:"تبقى تتبنى فى حيطة الشحطة بتاعتك دى اللى مورهاش حاجة غير المضايقة فى خلق الله ومبتعملش حاجة مفيدة فى حياتها ابدا"
هيام:"لا انتى عايزة تنضربى بقى وتتأدبى على غلطك ده وقلة ادبك"
عندما اقتربت "هيام "من "أميرة" تريد ضربها وجدت "أميرة" تقوم بلوى ذراعها خلف ظهرها تضغط عليه مما جعلتها تصرخ من شدة الوجع
هيام بصراخ:'ااااه دراعى سيبى دراعى يابت انتى دراعى هيتكسر"
حاولت "عايدة" تخليص ذراع ابنتها من يد "أميرة "ولكنها لم تفلح فهى فتاة قوية بالرغم من بنيتها الجسدية الضعيفة
عايدة:"سيبى بنتى كاتك كسر رقبتك يا شيخة"
أميرة:"كسر رقبتها هى ويكون فى معلومكم بقى بعد كده اللى هيقولى كلمة مش هتعجبنى او يحاول يرخم عليا منكم مفيش غير المعاملة دى من هنا وجاى انتوا فاهمين"
عايدة:"لما ييجى جوزك حاضر انا هخليه يربيكى يا بنت سالم"
أميرةببرود:"وليا الشرف ان انا بنت "سالم" انا هدخل انام شوية عايزة حاجة يا حماتى لو دراع السينيورة بتاعتك ورم حطيله تلج من الفريزر"
ذهبت الى غرفتها جلست" هيام" ممسكة بذراعها وتبكى من شدة وجع ذراعها
هيام:"شوفتى يا ماما عملت فيا ايه دى كانت هتكسرلى دراعى كسر رقبتها"
عايدة:"دى طلعت بت عضمها ناشف انا مكنتش قادرة احوشها عنك دا كان فاضل شوية وتضربنى انا كمان"
هيام:'وانتى هتسكتلها يا ماما على اللى عملته ده دى لازم تتعلم الادب علشان تعملنا احترام بعد كده"
عايدة:"لما يجيلها جوزها هو يشوف حل فيها القادرة دى"
ظلت تفكر فى ما ستقوله لابنها عند عودته من عمله فهى تريده ان يعاقب زوجته بشدة
***
تم نقل" وتين" الى غرفة العناية المركزة كان يقف بالخارج ينظر اليها عبر زجاج الغرفة بجسد يغزوه حالة سكون لا يتحرك به شئ سوى تلك الدموع التى تساقطت من عينيه حزنا على رؤيتها بهذا المنظر فهو لا يقوى على شئ الآن سوى ذرف الدموع والدعاء نظر خلفه وجد "مريم" "ورمزى" يجلسون فهم ايضا فى حالة حزن وارهاق شديد فاليوم الجديد بدأ وهم مازالوا على تلك الجلسة
ثائر بهدوء:"رمزى خد" مريم" روحها البيت وروح ارتاح انت كمان"
رمزى:"ازاى يا حبيبى اسيبك فى وقت زى ده لاء طبعا مش هروح"
ثائر:"انا كويس يا "رمزى" ثم قعادكم هنا مش هيفيد بحاجة و"مريم" لازم ترتاح هى كمان تعبانة واحنا قاعدين من امبارح نفس القاعدة وهى متستحملش ده كله"
مريم برفض:"لاء ياعمو انا هفضل هنا معاك مش هروح"
ثائر:"حبيبتى روحى حتى تغيرى هدومك وترتاحى شوية وابقى خلى "رمزى" يجيبك تانى بس ارتاحى شوية علشان مبقاش قلقان عليكى انتى كمان يلا خدها يا "رمزى" وامشى يلا"
مريم:"عمو انت كمان هدومك غرقانة دم ولازم تغير هدومك مش هينفع تفضل كده تعال روح معانا وابقى ارجع تانى"
ثائر:" لاء مش هروح ومعلش يا "رمزى" وصل" مريم" وهاتلى هدوم وارجعلى تانى وبعد كده ابقى روح"
رمزى:"حاضر يا حبيبى عايز حاجة تانية غير الهدوم"
ثائر:" لاء هاتلى هدوم بس هاتلى هدوم كاجوال يا"رمزى" ماشى"
رمزى:" حاضر يلا بينا يا مريم"
ذهبت" مريم" معه جلست فى السيارة بكت بشدة على حال عمها وزوجته قام "رمزى" بسحبها فى أحضانه لكى يطمئنها قليلاً فهو يعلم ان ربما حالتها النفسية ستسوء بسبب ما حدث معهم
رمزى:"اهدى يا حبيبتى اهدى يا مريم بلاش عياط علشان خاطرى يا حبيبتى"
مريم:"مش قادرة يا "رمزى" زى ما اكون فى كابوس ومش عارفة اصحى منه هو انا هفضل كده على طول"
رمزى:" ان شاء الله يا حبيبتى كل حاجة هتعدى على خير"
مريم:" يارب يا رمزى لأن مش هفضل حياتى كلها عايشة فى حزن"
رمزى بحنان:" بعد الشر عليكى يامريم"
ضغط بذراعيه حولها صدر منها انين تعجب" رمزى" من ذلك وشعر بالقلق
رمزى بقلق:"مالك يا "مريم" بتتوجعى ليه كده فى ايه اللى بيوجعك"
مريم:"الحيوان اللى كان خاطفنا ضربنا بالكرباج جامد اوى لحد ما اغمى علينا"
رمزى بغيظ:"ربنا يجحمه فى جهنم شكله ضربكم جامد منه لله"
مريم بدموع:"اوى يا رمزى والضرب علم علينا ومش مستحملة اى حاجة تلمسنى"
رمزى:"معلش يا حبيبتى بعد الشر عليكى "
بعد ان رأى انها هدأت قليلا قام بادارة السيارة متجها الى منزل "ثائر" لتوصيل "مريم" ولجلب الاغراض الللازمة ل"ثائر"
وصلوا الى المنزل رأت "حسنية"مريم "جرت عليها تحتضنها بقوة ولهفة وهى تسألها عن سبب غيابهم كل هذا الوقت
حسنية:"مريم انتى كويسة فين "وتين" انتوا كنتوا فين من امبارح"
مريم بحزن:"وتين فى المستشفى يا دادة فى غيبوبة"
حسنية:"ليه ايه اللى حصل يا بنتى طمنينى"
رمزى:"انا هطلع اوضة "ثائر" اجبله هدوم علشان الحق اروحله عن اذنكم"
صعد "رمزى" الى غرفة "ثائر" روت "مريم" ل"حسنية" كل شئ حدث معهم
حسنية بشفقة:"يا حبايبى كل ده حصلكم"
مريم:"ليلة امبارح كانت اغرب ليلة فى حياتنا كلنا يا دادة"
هبط "رمزى" من غرفة" ثائر"يحمل بعض من اغراضه للذهاب له بها الى المستشفى
رمزى:"انا هروح ل"ثائر" وانتى يا" مريم" حاولى ترتاحى شوية خلى بالك منها"
حسنية:"من عنيا الاتنين يا استاذ رمزى"
رمزى:'تسلم عينك عن اذنكم"
مريم:"متنساش تيجى علشان تودينى المستشفى تانى ماشى"
رمزى:"حاضر عن اذنكم دلوقتى"
خرج "رمزى" من المنزل ذهبت" مريم "الى غرفتها ساعدتها "حسنية" فى اخذ حمامها ثم ذهبت سريعا الى سريرها تريد نيل قسط من الراحة قبل العودة إلى المستشفى مرة أخرى
***
"فى المستشفى"..وصل "رمزى" الى "ثائر" اعطاه اغراضه كان يريد ان يظل معه ولا يتركه ولكن" ثائر" اصر عليه بالذهاب الى منزله فليلة البارحة كانت من اصعب الليالى التى مرت عليهم منذ مقتل اخيه
رمزى:"ثائر خلينى هنا معاك علشان لو عايز حاجة"
ثائر:"لاء روح انت علشان ترتاح شوية انت كمان"
رمزى:'طب وانت هتعمل ايه دلوقتى"
ثائر...الاوضة اللى فيها وتين فيها سرير تانى فهفضل هنا معاها مش هقدر اسيبها مش هقدر انها تغيب عن عينى"
رمزى:"طب لو عوزت اى حاجة رن علينا فثوانى اكون عندك ماشى يا حبيبى"
ثائر:"ماشى يارمزى"
رمزى:"سلام يا ثائر"
ثائر:"مع السلامة"
اراد "ثائر" تغيير ملابسه ولكنه يريد ايضا اخذ حمام وجد احد الممرضين الرجال فااستوقفه لسؤاله عن مكان يستطيع ان يغير به ملابسه
ثائر:"لو سمحت"
الممرض:"افندم اؤمر حضرتك"
ثائر:"مفيش حمام هنا يكون فى دش او اى حاجة عايز اخد شاور ممكن
الممرض:"اه فى اتفضل معايا على اوضه الممرضين"
ثائر بامتنان:"شكرا"
قام باخراج بعض النقود من جيبه لاعطاءه للممرض ولكنه رفض بشدة ان يأخذ منه المال
الممرض:"لاء يا افندم ايه اللى بتعمله ده اتفضل معايا"
ثائر:"دى حاجة بسيطة"
الممرض بابتسامة:"اتفضل حضرتك معايا والا هعتبر دى إهانة"
ذهب "ثائر "معه الى غرفة خاصة بالممرضين الرجال دلف الى الحمام قام بخلع ملابسه اخذ حمام سريع ارتدى ملابسه النظيفة ثم خرج من الحمام وجد الممرض بانتظاره وبيده كوب من القهوة
الممرض:"انا جبتلك قهوة ولاحضرتك مبتحبش تشربها"
ثائر:"لاء طبعا بحبهاومتشكر جدا على جدعنتك معايا"
الممرض:"متقولش كده ولو حضرتك عايز حاجة تانية اطلب"
ثائرمتشكر جدا عن اذنك"
الممرض:"اتفضل"
اخذ "ثائر" كوب القهوة وذهب الى غرفة زوجته شعر بانتعاش قليل بالرغم من الحزن الذى يفتت قلبه من رؤيتها بهذا الشكل سحب كرسى وجلس بجوارها اخذ يدها بين يديه يقبل يدها بكل ما يحمله فى قلبه من عشق لها وجد دموعه تتساقط على يدها
ثائر بدموع:"وتينى انتى سمعانى لو سمعانى انا عايز اقولك انا مقدرش اعيش من غيرك انتى لو مصحتيش يا "وتين" انا هموت يا" وتين" هموت كل يوم الف مرة وانا شايفك كده فأميرتى الحلوة مش لازم تفضل نايمة كتير لان اميرك جمبك انتى مش محتاجة تستنيه هو ربنا وجده فى الدنيا دى علشان يكون نصيبك انتى وتكونى انتى نصيبه"
ظل يقبل يدها بقوة ويشعر باهتزاز فى جسده بسبب الشهقات الصادرة منه بسبب بكاءه حاول تمالك نفسه الا انه لم يستطيع فمن يراه لا يصدق ان هذا هو "ثائر العمرى" الذى كانت لاتهتز شعرة واحدة فى راسه بسبب اى شئ كان ولكن الآن يبكى بقوة هدأت عاصفة بكاءه قليلا وضع يدها بجانبها ذهب إلى السرير الاخر فهو طلب من مدير المستشفى بالسماح له بالمكوث مع زوجته فى غرفة واحدة نظرا لمعرفته القوية بصاحب المستشفى فصاحب المستشفى كان الصديق المقرب لأخيه الراحل "رؤوف" وضع رأسه على الوسادة اغمض عينيه من شدة تعبه وارهاقه غفى فى النوم سريعاً
***
عندما عاد" سمير" من عمله وجد أمه واخته فى انتظاره يريدون ان يجد حل مع زوجته فوالدته تتوعد لها ولن تترك ابنها الا وهو يعاقبها بشدة على ما فعلت فهى ستسبب فى ضربها مثلما كانت تفعل مع "وتين"
سمير:"السلام عليكم"
عايدة بمسكنة:"وعليكم السلام يا سمير يا ابنى كويس انك جيت"
سمير:"مالكم كده فى ايه"
هيام:"مراتك يا سمير ضربتنى وكانت هتكسر دراعى وكمان كانت هتضرب ماما"
سمير:"ايه تضرب ماما ازاى يعنى" أميرة" أميرة" انتى فين"
خرجت من غرفتها تنظر اليهم ببرود فهى علمت من نبرة صوت زوجها الغاضبة أنهم الآن فى انتظار ضرب "سمير" لها
أميرة بدلع:"ايوة يا حبيبى ايه ده انت جيت حمد الله على السلامة يا حبيبى"
سمعت نبرة صوتها التى تحوى دلعا واغراء شعر بالضعف يسرى فى مفاصله فهو قد نسى ماذا كان يريد منها الآن
أميرة:"احضرلك الاكل يا حبيبى تلاقيك جعان يا روحى"
سمير:" اه جعان اوى ياريت بسرعة بقى تحضريلى الأكل"
اميرة:'' بس كده من عنيا الاتنين يا قلبى"
سمير:"تسلم عيون الجميل"
عايدة بغضب:"سميييير"
سمير:"ها ايوة يا امى فى ايه"
هيام:"فى ايه! انت بتسأل فى ايه لحقت قوام من كلمتين نستك اسمك"
أميرة:"وهو حرام يعنى جوزى يحبنى يا حماتى ولا ايه هو حمايا الله يرحمه مكنش بيحبك"
سمير:"صحيح يا اميرة انتى ضربتى "هيام" وكنتى هتضربى امى"
أميرة بشهقة:"هااا اضرب امك ازاى يعنى دى برضه حماتى مقدرش امد ايدى عليا"
هيام:"بس ضربتينى انا يا أميرة"
أميرة:"انتى اللى كنتى عايزة تمدى ايدك عليا الأول وانا كنت بدافع عن نفسى والله يا حبيبى انا معملتش حاجة هم اللى مش عارفة عايزين منى ايه لو كده انت تشفلنا شقة برا نقعد فيها شيل ده من ده يرتاح ده عن ده"
عايدة:"تقعدوا فين يا اختى انتى عايزة تاخدى منى الواد اللى حلتى"
أميرة:"لو مش عايزنا نمشى خلاص كل واحد يلتزم حدوده وأنا مش هخدم غير نفسى وجوزى وبس انا كنت بخدمكم بما يرضى الله بس انتوا سوقتوا فيها زيادة اوى كنت بقول معلش علشان خاطر ربنا بس خلاص ربنا ميرضاش بالظلم ده بنتك عندك اهى ابقى خليها تخدمك هى انا خلاص بطلت"
دخلت الى غرفتها بعد ان قالت ما لديها كانت تفكر كيف كانت تتحمل "وتين" منهم كل هذه الافعال التى تصل بالعاقل الى حافة الجنون فيالصبرها عليهم كل تلك السنوات التى عاشتها معهم فهى تعيش معهم منذ بضع شهور قليلة وشعرت بالسأم منهم ومن تصرفاتهم الغريبة
عايدة:"عاجبك كلام مراتك يا سمير"
سمير:"هى مغلطتش فى اللى قالته وانا عارف يا امى معاملتك انتى و"هيام" بس قولتهالكم قبل كده "أميرة" مش "وتين" وهى مش هتستحمل كتير فبلاش تخربى عليا حياتى يا اما كده اشوف شقة ايجار واخد مراتى وامشى علشان ترتاحوا وارتاح انا كمان"
دلف الى غرفته وجد زوجته تجلس على السرير تنظر اليه عاقدة حاجبيها من امتعاضها وضيقها من سلوك والدته واخته معها
أميرة:"وبعدين يا "سمير" هنفضل فى العيشة اللى تقرف دى كتير انا مش ناقصة حرقة دم دا انا عروسة لسه مكملتش كام شهر وزهقت من عيشتى بسببهم هم فاكرين علشان مليش ام فاكرنى ملطشة لاء لا عاش ولا كان اللى يعمل فيا كده واسكتله ان شالله كان مين"
سمير:''خلاص يا "أميرة" عرفت اسكتى بقى وقومى حضريلى الاكل علشان جعان"
أميرة:"حاضر بس هجبلك العشا هنا مش هناكل على السفرة برا"
سمير باستغراب:"ليه مش عيزانا ناكل على السفرة"
أميرة:"مش ناقصة حرقة دم واعصاب اكتر من اللى انا فيها والا كده اروح اقعد عند بابا"
سمير:"تروحى فين لاء طبعا انتى مش هتخرجى من هنا خلاص هاتى الاكل ناكل هنا"
خرجت من الغرفة قاصدة المطبخ قامت بافراغ الطعام لها ولزوجها حملت الصينية متجه الى غرفتها
عايدة:"راحة فين بالصنية دى يا شملولة"
أميرة:"هاكل انا وجوزى فى اوضتنا"
هيام:"ليه ان شاء الله تاكلوا لوحدكم ما ناكل كلنا على السفرة''
أميرة ببرود:"عندك الاكل فى المطبخ روحى فرغى الاكل وكلوا بس بسرعة احسن يبرد عن اذنكم مش عايزة اتأخر على جوزى"
قالت جملتها الأخيرة بكل ما تحملة نبرة صوتها من دلع تبتسم ابتسامة جعلت الغيظ يتملك من قلب والدة زوجها واخته تركتهم وذهبت الى غرفتها نظرت" هيام" الى أمها
هيام بغيظ:"شوفتى بتتكلم بدلع ومياصة ازاى البت دى"
عايدة:"وبعدين هنعمل ايه لتنفذ تهديدها وتاخد اخوكى وتمشى من البيت واحنا ملناش غيره"
فكرت هل يمكن حقا ان تنفذ "اميرة" تهديدها وتاخد زوجها وتترك المنزل وهو سندهم الوحيد بعد وفاة والده
***
بعد مرور يومان...فتح جفونه ببطئ وجدها تنظر اليه بابتسامة مشرقة وعيون لامعة لم يصدق نفسه انه يراها امامه تبتسم له اعتدل سريعاً في جلسته
ثائر بعشق:"وتينى انتى صحيتى يا قلبى انتى كويسة انتى فوقتى يا قلبى"
وتين بابتسامة:"ايه ده كل ده نوم يا حبيبى انت نايم بقالك كتير يا ثائر"
ثائر بلهفة:"حبيبتى انتى كويسة فى حاجة بتوجعك حاسة بحاجة وجعاكى ياوتين"
وتين:"حاجة ايه يا حبيبى اللى بتوجعنى انا كويسة قدامك اهو مالك يا "ثائر" فى إيه"
ثائر:"الرصاصة يا "وتين" مكان الرصاصة مش بيوجعك"
وتين:"رصاصة ايه انت كنت بتحلم ولا ايه يا حبيبى"
ثائر:"يعنى انتى كويسة مفكيش حاجة يا قلبى"
وتين:"ايوة يا حبيبى انا كويسة اوى اهو قدامك انت مش شايف ان انا كويسة يا ثائر"
ثائر بعشق:" عشق ثائر انتى يا "وتين"وحشتينى اوى اوى يا وتينى"
وتين:"وحشتك اوى خالص ولا حبة صغيرة بس"
ثائر:اوى اوى اوى يا قلبى انا كنت حاسس ان انا هموت يا وتين"
لفت ذراعيها حول عنقه تنظر اليه بعيون براقة وابتسامة عاشقة
وتين:"بعد الشر عليك يا حبيبى انا لازم امشى بقى ماما مستنيانى ومش لازم أتأخر اكتر من كده عليها"
ثائر باستغراب:"ماما مين اللى مستنياكى يا وتين"
وتين:"مامتى يا حبيبى انا هروح معاها دلوقتى وهنمشى سوا انا بس جيت علشان اقولك واشوفك قبل ما امشى"
قالت ذلك وجدها تبتعد عنه تبتسم له تلوح له بيدها كمسافر الى طريق ليس له منه رجوع وجده نفسه يرجوها ان لا تذهب وتظل معه شعر بالخوف يحرق اوردته ونبضاته تتسارع كأنها فى سباق
ثائر بخوف:"تمشى تروحى فين لاء يا "وتين" متروحيش معاها خليكى معايا هنا متسبنيش خليكى معايا "وتين" وتييييييين"
انتفض من نومه بسبب صراخه باسمها نظر حوله وجد نفسه فى غرفة المستشفى وهى مازالت نائمة فى تلك الغيبوبة وجد نفسه يقترب بلهفة منها يتحسس بيده وجهها يريد ان يتأكد ان ما حدث منذ قليل لم يكن سوى حلما انتهى بكابوس بشع
ثائر بتنهيدة:"الحمد لله الحمد لله انه طلع حلم"
انحنى عليها يقبل جبينها ثم وجد نفسه يقترب من شفتيها يقبلها برقة شديدة يريد ان يتذوق مذاق شفتيها الذى يسكره ويجعله كالمغيب شعر ان قبلته تحولت من الرقة إلى النهم فهو قد اشتاق اليها كثيرا كأنها غائبة عنه منذ سنوات وليس من مجرد يوم واحد ابتعد عنها وهو يلتقط انفاسه بصعوبة فهذه اول مرة يقبلها ولا يرى تلك النظرة الشغوفة التى كان يراها فى عينيها عندما كان يعانقها فكم اشتاق ايضا الى رماديتها الجميلة فهو اشتاق لكل شئ بها اغمض عينيه بعد شعوره بأن دموعه على وشك السقوط فهو الآن يريد ان يصرخ بكل ما لديه من قوه فقلبه لم يعد يحتمل كل هذا الألم والعذاب كأن قلبه كتب عليه الحرمان من السعادة خرج من الغرفة يشعر بحاجته الى استنشاق الهواء خرج من الغرفة متجهاً الى الحديقة الخاصة بالمستشفى كان يسير شاردا لم ينتبه لتلك الفتاة القادمة التى اصطتدمت به
نورين:" ايه ده مش تحاسب"
ثائر:" آسف يا آنسة على اللى حصل"
نورين:" ابقى امشى بص قدامك بعد كده وانت ماشى تخبط فى خلق الله كده زى الاعمى"
ثائر:" على العموم شكرا على ذوقك وحاضر هفتح وانا ماشى عن اذنك"
يجب ان يذهب الآن فهو لو انتظر دقيقة اخرى ربما لانفجر فيها يخرج ما به من غيظ وخوف على تلك الفتاة تركها واقفة مكانها تتبع خطواته بعينيها حتى اختفى وذهبت الى غرفة والدها فهى ابنة صاحب المستشفى طرقت باب الغرفة ثم دلفت بابتسامة على وجهها
نورين:" بابى انا جيت"
فريد:" اهلا يا حبيبة بابى ايه المفاجأة الحلوة دى"
نورين:" كان عندى مشوار قريب فقولت اعدى عليك نروح سوا خلصت ولا لسه"
فريد:" شوية بس وهنمشى على طول"
نورين:" طب انا هستناك فى الجنينة برا"
فريد:" ماشى مش هتأخر عليكى يا حبيبتى"
خرجت من غرفة مكتب والدها متجه الى حديقة المستشفى ولكنها اصطدمت ب"ثائر" مرة أخرى
نورين:" انت ايه حكايتك بالظبط انت ماشى تايه ليه كده انت هو مفيش غيرك اخبط فيه النهاردة"
ثائر:" حظك بقى جايز انتى اللى ماشية تايهة ما هو لو انتى واخدة بالك انتى ماشية فين مش هتخبطى فيا طالما انتى مفتحة اوى كده وانا أعمى"
نورين:" الظاهر عليك كده قليل الذوق اوى"
نظر اليها "ثائر" رافعاً احدى حاجبيه ينظر لها بعيون عاصفة فهو فى حالة لا تسمح له بالكلام مع احد او ان يثير احد أعصابه. لا تعرف لماذا شعرت بالخوف من نظرة عينيه كأنها تشبه موج البحر الهائج تركها وعاد الى غرفة زوجته. فعادت هى الأخرى لغرفة مكتب والدها
فريد:" انتى مش كنتى هتستنيتى فى الجنينة"
نورين:" غيرت رأيى خلصت يا بابى ولا لسه"
فريد:" خلاص فى بس مريضة هبص عليها قبل ما نمشى علشان تبقى مرات واحد معرفة"
نورين:" ماشى وانا هاجى معاك تشوفها ونمشى على طول"
فريد:" ماشى يلا بينا"
ذهبوا الى غرفة "وتين" طرق فريد الباب ثم دلفوا الى الغرفة ابتسم ل"ثائر" ولكن عندما رفع" ثائر" نظره وجد تلك الفتاة فاستغرب وجودها هنا
فريد:" اخبارك ايه يا ثائر"
ثائر:" تمام يا دكتور عايزة ايه حضرتك تانى لسه فى كلام نسيتى تقوليه"
فريد باستغراب:" هو انتوا تعرفوا بعض"
ثائر:"لاء معرفهاش بس حظى ان انا اقابلها النهاردة واخبط فيها مرتين وتقولى يا اعمى''
نورين:'' سورى مقصدش ان انا اقولك كده"
فريد:" على العموم حصل خير دى تبقى بنتى نورين وده ثائر العمرى اخوه رؤوف اللى يرحمه كان من اعز اصحابى"
ثائر:" أهلا يا آنسة"
نورين:" اهلا بيك وسورى على اللى حصل"
ثائر:" حصل خير"
فريد:" انا كنت جاى اطمن على "وتين" وعليك قبل ما امشى"
ثائر:" شكرا على اهتمامك يا دكتور فريد"
فريد:" متقولش كده ربنا يشفيها ان شاء الله"
واقفة لا تهتم بشئ سوى حركة شفتيه وهو يتكلم وعيناه التى تجمعت بها زرقة السماء والبحر سويا ونبرة صوته الهادئة برغم ما تحمله من عدة انفعالات لم تفيق من تأملها له الا على صوت والدها
فريد:" يلا يا نورين علشان نمشى"
نورين:" يلا يا بابى سلام يا استاذ ثائر"
ثائر بجمود:"مع السلامة يا آنسة"
ذهبت مع والدها ولا تعرف ما أصابها كأنها تريد العودة مرة أخرى الى المستشفى
فريد:" مالك يا نورين فى ايه"
نورين:" مفيش يا بابى بس هى مرات ثائر دى جرالها ايه"
فريد:" كانت مضروبة طلقة بس دخلت فى غيبوبة"
نورين:" طب وهى ممكن تفوق منها امتى هى حالتها خطيرة"
فريد:" مش عارف ممكن تفوق امتى دى حاجة فى علم الغيب بس فعلا حالتها الصحية سيئة"
نورين:" ربنا يشفيها بس هو جوزها قاعد معاها على طول"
فريد:" ايوة مش بيسيب المستشفى خالص حتى طلب منى ان اخليه يفضل معاها فى الاوضة بتاعتها"
نورين:" باين عليه بيحبها اوى"
فريد:" الظاهر كده مقولتليش عملتى ايه فى المعرض حجزتيه"
نورين:" اه لقيت قاعة حلوة اعمل فيها معرض اللوحات السنة دى بس انت هتيجى مش زى كل سنة تقول هاجى ومتجيش"
فريد:" ان شاء الله يا حبيبتى هحاول افضى نفسى يوم الافتتاح"
نورين:" انت متحاولش انت تفضى نفسك فعلا يا بابى وتيجى"
فريد:" ان شاء الله ربنا يسهل"
*"*"*
"فى منزل ثائر العمرى" ارتدت "مريم" ملابسها اخذت بعض الاغراض الخاصة بعمها فكل يوم تذهب إلى المستشفى للاطمئنان على" وتين" التى مر عليها الان اسبوعين وهى على حالتها ولم تفيق من غيبوبتها ذهبت الى المطبخ لترى اذا كانت انتهى "حسنية" من اعداد الطعام التى ستاخذه معها ايضا لعمها فهو لا يفارق زوجته مقيم معها بشكل مستمر لا يتركها لحظة واحدة
مريم:"خلصتى يا دادة الاكل ولا لسه شوية"
حسنية:"لاء يا حبيبتى الاكل خلاص جاهز اهو بس استنى اجى معاكى اشوف وتين"
مريم:"خلاص اجهزى على رمزى ما يوصل"
حسنية:"ثوانى واكون جاهزة"
ذهبت "حسنية" الى غرفتها لترتدى ملابسها وتذهب معهم الى المستشفى فهى ايضا حزينة على حال تلك الفتاة
وصل "رمزى" الى المنزل كعادته لايصال "مريم" الى المستشفى فهو الان من يدير العمل نيابة عن "ثائر" ولكنه تحول من انسان كان لايكف عن المزاح الى شخص اكثر جدية وحزن ايضا بسبب حزن رفيق دربه
رمزى:'خلاص يا "مريم" نمشى ولا ايه"
مريم :''ثوانى بس دادة جاية معانا تشوف وتين"
رمزى:"هى خلصت ولا لسه علشان نمشى"
مريم:"مش عارفة يا دادة يا دادة"
حسنية:"ايوة خلاص انا خلصت اهو"
رمزى:"تمام يلا بينا"
اخذهم "رمزى" فى سيارته منطلقا فى وجهته الى المستشفى وصلوا الى هناك وجدوا "ثائر" كعادته جالسا بجوارها خرج اليهم من الغرفة
مريم:"عمو الاكل والهدوم اهى"
ثائر:"ماشى يا حبيبتى تسلمى"
حسنية:"الف سلامة عليها وربنا يشفيها ويعافيها"
ثائر:"تسلمى ادعيلها"
حسنية:"بدعيلها من غيرما تقول ربنا يعلم وتين غالية عليها قد ايه هى كمان"
رمزى:"ثائر فى شوية اوراق عايزة امضتك علشان الشغل"
ناوله رمزى ملف به عدة اوراق تحتاج الى توقيعه قام بالتوقيع عليها وناولهم لرمزى مرة اخرى
رمزى:"لسه مفيش اخبار يا "ثائر" الدكتور مقلش حاجة
ثائر باحباط:"مفيش جديد هى زى ما هى"
رمزى:"ان شاء الله هتقوم وتبقى كويسة"
ثائر:"ان شاء الله انتى عاملة ايه يا حبيبتى معلش سامحينى ان انا مشغول عنك اليومين دول"
مريم:"متقولش كده يا عمو انت كل يوم تطمن عليا وكمان "رمزى" ودادة معايا متشغلش بالك بيا اهم حاجة دلوقتى "وتين' تقوم بالسلامة"
ثائر:"ان شاء الله"
رمزى:"ثم انت ناسى ان "مريم" مراتى وفى عنيا يا "ثائر" عيب عليك"
ثائر:"عارف يا حبيبى انك واخد بالك منها بس انت عارف "مريم" ايه بالنسبة ليا"
مريم:"ربنا ما يحرمنيش منكم ابدا وتفضلوا على طول جمبى وحواليا"
رمزى:"فى اى حاجة انت محتاجها يا حبيبى قولى لو عايز حاجة"
ثائر:"شكرا يا" رمزى" انا مش محتاج حاجة غير ان مراتى تفوق وترجع ليا تانى"
رمزى بتفاؤل:"ان شاء الله وده هيحصل متقلقش وعلى فكرة قضية "رؤوف" اخوك اتقفلت وكمان التحقيق خلص فى قضية خطف "وتين ومريم" لان "بدر" اللى كان خاطفهم مات"
مريم:"منه لله هو السبب فى العذاب اللى احنا فيه ده كله وهو اللى قتل بابا وماما"
رمزى:"اهو اخد جزاءه ولسه حسابه عند ربنا على اللى عمله كله"
ثائر:"خلاص مش عايز افتكر اسمه مش طايق اسمع اسمه علشان بفتكر كل حاجة وانه هو اللى ضيع منى اخويا وكمان كان هيضيع مراتى"
بعد ان قضوا وقتهم مع ثائر هبوا واقفين حتى يعودوا إلى المنزل
مريم:'عمو عايز حاجة اجبهالك معايا بكرة"
ثائر:"لاء يا حبيبتى تسلمى خالى بالك انتى بس من نفسك"
مريم:"ان شاء الله يلا بينا يا دادة"
حسنية:"يلا يا بنتى والف سلامة عليها مرة تانية"
ثائر:"الله يسلمك"
رمزى:"انا هوصلهم البيت وارجعلك"
ثائر:"ملوش لزوم يا رمزى تتعب نفسك"
رمزى بمزاح:"لاء عايز ارغى معاك شوية مش لاقى حد ارخم عليه"
ابتسم "ثائر" ابتسامة خفيفة فهو يعلم ان رمزى يفعل ذلك حتى يخفف عنه حزنه
قام "رمزى' بايصال "مريم" "وحسنية" إلى المنزل ثم عاد ثانية الى "ثائر" اخذه وذهب للجلوس فى الحديقة الخاصة بالمستشفى فهو يعلم حال صديقه جيداً فذلك الهدوء الذى يكتنفه ربما يختزن بداخله براكين على وشك الانفجار
رمزى:"ها مش هتتكلم يا ثائر"
ثائر بتنهيدة:"عايزنى اقولك ايه يا "رمزى" معنديش حاجة أقولها"
رمزى:"اتكلم يا "ثائر" متفضلش تخزن جواك وييجى وقت وتنفجر فيه"
ثائر:"حلمت حلم غريب اوى يا رمزى ومن ساعتها وانا خايف على وتين"
رمزى:" خير اللهم اجعله خير حلمت بايه"
ثائر:"ان "وتين" بتقولى ان مامتها مستنياها وهتمشى معاها وفعلا سابتنى ومشيت"
رمزى:"دا تلاقى الشيطان بس اللى صورلك الحلم ده علشان يخليك تحزن أكتر استعيذ بالله من الشيطان الرجيم"
ثائر:"اعوذ بالله من الشيطان الرجيم واستغفر الله العظيم رب العرش العظيم و اتوب اليه"
رمزى:"متفضلش حاطط أوهام فى راسك ان مراتك بعد الشر هبجرالها حاجة خلى عندك ثقة في الله"
ثائر:'ونعم بالله خايف يا "رمزى" ارجع اعيش فى كوابيس تانى خايف الانسانة الوحيدة اللى حبيتها تختفى من حياتى ساعتها انا مش هستحمل الصدمة دى انا ممكن يجرالى حاجة"
رمزى:"بعد الشر عليك يا غجرى"
ابتسم "ثائر" على كلام "رمزى" ف"رمزى" يفعل ما فى وسعه حتى يساعده على الخروج من تلك الحالة التي اصبح عليها
ثائر:'بقالك كتير مقولتليش الكلمة دى"
رمزى:"وحشتك كلمة يا غجرى طب يا غجرى يا غجرى يا غجرى"
ثائر:"بس كفاية ايه بلاعة واتفتحت فى وشى"
رمزى:"بلاعة! انا بلاعة دى اخرتها يا "ثائر" طب دلعنى وقولى يا بلوعتى"
ثائر بتعب:"واد انت قوم روح انا مش ناقصك انت كمان ولا فايقلك"
رمزى:"ماشى يا سيدى همشى عايز حاجة"
ثائر:"سلامتك مع السلامة"
رمزى:"الله يسلمك"
ذهب "رمزى" ظل "ثائر" مكانه بعض الوقت لم ينتبه لتلك الجالسة فى مكان ليس ببعيد تخط بيدها على تلك الورقة التى بيدها تنظر اليه ثم تعود الى الورقة التى بيدها فهى خطت ملامح وجهه على تلك الورقة فهى منذ ان رأته اول مرة ظلت تتردد على المستشفى لعلها تراه ولا تعرف ما هذا التفكير الأحمق التى باتت تفكر به ؟عاد "ثائر" الى الغرفة عاد الى الجلوس بجوارها مد يده يرتب خصلات شعرها ممرا يده على وجنتها بحب واشتياق سمع طرق على باب الغرفة
ثائر:'ايوة اتفضل"
كانت الممرضة المسئولة عن رعاية "وتين" جاءت لتنظيف جسدها حتى لا يسبب لها الرقود فى قروح الفراش
الممرضة:"عن اذنك يا استاذ ثائر علشان عايزة اغيرلها الهدوم اللى عليها"
ثائر:" اه اتفضلى"
الممرضة:" حضرتك فى حد سابلك الظرف ده"
ثائر باستغراب:" ظرف ايه ده وبتاع ايه"
الممرضة:" مش عارفة العامل وصلهولى وقالى اديه لحضرتك"
ثائر:" ماشى شكراً"
خرج" ثائر" من الغرفة قامت الممرضة بسحب الستار على الزجاج وقامت بمسح جسدها وتغيير زى المشفى باخر نظيف بعد الانتهاء قامت بتعليق بعض المحاليل المغذية التى تعيش عليها وتين حاليا فتح الظرف وجد به رسمة له عقد حاجبيه فمن قام برسمه ولماذا ؟ وجد بعض الكلمات تحت الرسمة اخذ فى قراءتها بدهشة كبيرة
ثائر:" إلى عينان لا يليق بهم الحزن وشفتان لا يليق بهم إلا الابتسام"
" ايه ده كمان ومين اللى عمل كده"
بعد انتهاء الممرضة مما تفعله نادت على "ثائر" الذى كان واقفا يفكر من ارسل له بهذه الرسمة؟
الممرضة:"خلاص يا استاذ "ثائر" اتفضل"
دلف الى الغرفة خرجت الممرضة رمى الظرف من يده على المنضدة الصغيرة الموجودة بالغرفة وجلس بجوار زوجته ولكن هذه المرة جلس على السرير يريد ان يشعر بها قريبة منه وجد نفسه ينام بجانبها يدفن وجهه فى عنقها ويده على خصرها ظلت يشتم رائحتها يقبل عنقها
ثائر بهمس:''مش هتصحى بقى يا "وتينى" بقالى اسبوعين محروم من ان انا اشوف عينيكى الحلوة دي او اسم اسمى من بين شفايفك انتى عارفة يا "وتين" انا لما كنت بشوفك جنبي كنت بحس ان مالك السعادة اللى فى الدنيا دى كلها مجرد ما كنتى بتبصيلى كنت بضعف قدامك من نظرة عنيكى بقيتى انتى نقطة ضعفي بقيتى بالنسبة ليا فتنة العالم كله كانت ابسط حركة منك او موقف كان بيخلينى عايزك تبقى ملكى قريبة منى مجرد التفكير فى انك ممكن تبعدى عنى كنت بتجنن مكنتش بحب حد غريب يبصلك او يتكلم معاكى واول مرة قربت منك فيها وبقيتى مراتى بجد الدنيا مكنتش سيعانى من كتر الفرحة انك بقيتى ليا مراتى وحبيبتى ودنيتى كلها بس الظاهر اميرتى النائمة عجبها النوم ومش عايزة تقوم وتشوف اللى حصل لحبيبها من غيرها اصحى بقى يا "وتين" وحشتينى يا قلبى مش كفاية عذاب فيا لحد كده يا "وتينى" بقى وتصحى "ثائر" بيموت بالبطئ يا "وتين" مبقتش قادر استحمل وجع قلب اكتر من كده"
تساقطت دموعه على عنقها وظل هكذا يحدثها بما فى قلبه حتى غلبه النوم بجوارها ولم يشعر بنفسه
*"*"*
استيقظت نورين من نومها ارتدت ملابسها سريعاً لكى تذهب إلى المستشفى لكى تراه فحالها انقلب رأس على عقب منذ ان رأته اول مرة فى المستشفى وهى قد ارسلت اليه صورته التى قامت برسمها فهى ستذهب الى هناك لتتكلم معه بأى حجة فهى تريد ان تراه فقط
استيقظ من نومه قام من مكانه ذهب الى الحمام توضأ وخرج بدأ صلاته بخشوع بعد الانتهاء جلس مكانه يدعو الله ان يرد اليه زوجته فسمع صوت يهتف به
:"حرما"
ثائر:"جمعا ان شاء الله"
ثم نظر الى من يحدثه باستغراب شديد
الفصل الواحد والعشرون والثاني والعشرون من هنا