رواية أسير عينيها
الفصل المائه ثمانية وعشرون 128 والمائه وتسعه وعشرون 129 الجزء الرابع
بقلم دينا جمال
- خالد
صاحت بها لينا محتدة، ليلقي عليها خالد نظرة قلقة عاود النظر لانجليكا يبعدها عنه ابتسم يتمتم في حسرة مضحكة:
- ابعدي يا بنتي دا أنا قد ابوكي
ابتعدت انجيلكا خطوة واحدة للخلف تنظر لخالد تعقد ما بين حاجبيها لا تفهم لما هو قلق في حين اندفعت لينا بسرعة مذهلة ناحية زوجها وقفت أمامها عينيها تقدح شررا وغيظا عاد خالد خطوة واحدة للخلف يرفع كفيه وكأنه يستسلم، اشار لانجليكا سريعا يتمتم سريعا:.
- هي والله اللي حضتني، دي قد بنتي يا حبيبتي
وقفت أمامه ترميه بنظرات غيظ تكاد تحرقه حتى هو لم يكد يصدق أن نظرات لينا الغاضبة يمكن أن تقلقه لتلك الدرجة كادت أن تشهر سبابتها أمام جهه ولكن الجمع الواقف خارجا يحدق فيهم جعلها تقترب منه، وكأنها تنفض الغبار عن سترة حلته ابتسمت تهمس له بصوت خفيض حانق هو فقط من سمعه:
- قد بنتك قد اختك ما تفرقش معايا صبرك عليا لما نروح يا خالد يا سويسي.
رفعت حاجبيه مندهشا ينظر لها في ذهول القصيرة تهدده، حمحم بخشونة يبتسم في خبث، انتظري إلى أن ينتهي الزفاف يا قصيرة، امسك بيدها يقترب منهم، نظرت انجليكا لهما بأسف تهمس بصوت خفيض:
- أنا آسفة لو آملت هاجة وهشة، عمو هالد بيهبك كتير صدقيني، أنا بس مش شوفته من كتير.
نظرت لينا لها مشفقة تبدو كطفلة صغيرة وهي تتحدث بتلك العربية المهشمة التي تخرج من بين شفتيها، ابتعدت عن خالد تقترب من انجليكا ربتت علي رأسها برفق تحادثها:
- عاملة زي الاطفال يا انجليكا عفوية اوي، وعفويتك بتتفهم غلط...
في تلك اللحظات اقترب ماكس منها ينظر لها قلقا يحادثها بالروسية إن كانت هناك مشكلة لتحرك رأسها بالنفي، اشارت لزيدان تعرفه عليه، ليبتسم ماكس في حبور مد يده يصافح زيدان يشكره بالانجليزية:.
- thank you، I am really grateful for what you did for her in my absence، Ang is like a baby، she told me everything you did and I
really thank yo
( أشكرك أنا حقا ممتن لما فعلته لها في غيابي، انج كالأطفال، هي اخبرتني بكل ما فعلته وأنا حقا اشكرك ).
ابتسم زيدان في هدوء يصافح ذلك الماكس الواقف أمامه هو من البداية يعرف أن انجذاب له لأن عينيه تشبه عيني ماكس لكنه لم يتوقع أن الشبه في الأعين سيكون حقا بتلك الدرجة المرعبة، تنهد يردف في هدوء:
- no need to thank me، I just did my duty، take care of her، she really loves you.
ابتسم ماكس يعده أنه لن يتخلي عنها مجددا، انتقل بنظره ناحية لينا التي تقف جوار زيدان بفستان زفافها ابتسم لها اقترب منها يود معانقتها ظنا منه أنه هكذا سيصافحها!، ما كاد يقترب خطوة واحدة منها رأي ذلك الرجل يقف أمامه عينيه تحترق من الغضب، نظر له مدهوشا قبل أن ينطق بحرف واحد وجد زيدان يزمجر فيه:
- what were you about to do.
توسعت عيني ماكس يرمش عدة مرات قبل أن يرفع كتفيه لاعلي يتمتم متعجبا من غضب ذلك الواقف:
- why you look angry، I am just hugging the bride
توسعت عيني لينا في دهشة ذلك الأحمق كان يريد أن يحتضنها، زيدان كان ليقتله إن فعل ويولد الطفل يتيما، جذب زيدان لينا يخفيها بالكامل خلف ظهره يصيح محتدا:
- you can t do that، she s a red line، l don t let you go near.
قطب ماكس جبينه مندهشا من حالة الهجوم المبالغ فيها الذي تحدث أمامه ليسأله مدهوشا:
- why
تنهد زيدان بقوة قبل أن تنثني شفتيه بابتسامة صغيرة يتمتم بقوة:
- because she is my wife, my lover , my soul and my blood، l will not allow you to come near.
توسعت عيني لينا تنظر لزيدان في هيام تكاد تقسم أن دقات قلبها تكاد تصرخ من سعادتها، في حين لاحت ابتسامة صغيرة علي شفتي خالد، ذاك الشبل نشأ علي يدي هذا الأسد، حاوط خالد ذراعي لينا زوجته الواقفة جواره يحثهم علي الرحيل:
- يلا يا جماعة اتاخرنا والمعازيم زمانهم بيسألوا اختفوا فين...
ابتسم ماكس يصافح زيدان من جديد يفصح له عن مدي إعجابه بغيرته علي زوجته، تحرك الجميع، لمح زيدان بطرف عينيه ذلك الذي يتقدم ناحيتهم يدخل من باب القاعة من الخارج طلب من لينا أن تسبقه في حين وقف هو وحيدا ضحك عاليا ما أن اقترب الفتي منه سردد ضاحكا:
- صديق الغردقة القديم كنت هولع فيك لو ما جتش
تعالت ضحكات باسل ليقترب منه يعانقه بقوة يربت علي ظهره يتمتم مبتهجا:.
- ألف مبروك يا صاحبي وأنا اقدر بردوا ما اجييش...
ابتعد زيدان عن صديقه بعد لحظات ينظر له مبتسما تحركا ليدخلا معا حين حمحم باسل يردف سريعا قبل أن يدخلا إلى قاعة الزفاف من جديد:
- زيدان في حاجة عايز اقولك عليها قبل ما ندخل القاعة
وقف زيدان ينظر لباسل قطب ما بين حاجبيه لما يبدو متوترا قلقا لتلك الدرجة حمحم باسل يتفادي النظر لعيني زيدان يتمتم بصوت خفيض متوتر:.
- بصراحة يا زيدان عشان ما ابقاش مخبي عنك حاجة، أنا واحد من تلاميذ خالد باشا خالك، هو اللي حجزلك شقتك جنبي لما جيت الغردقة، وكلمني ووصاني اني ما اسيبكش ابدا عشان حالتك النفسية كانت سيئة وقتها...
ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتي زيدان، خاله دائما هنا حوله يخبره أنه قلق عليه حتى وإن لم يكن متواجدا يسعي بكل الطرق لحمايته، التخفيف عنه في أحلك الأوقات، مد يده يربت علي كتف باسل يحادثه مبتسما:.
- كنت حاسس والله يا باسل اصل الرزالة دي مش طبيعية
ضحك باسل بخفة، يحرك رأسه بالإيجاب، كمش زيدان ما بين حاجبيه يتمتم فجاءة:
- يعني انجليكا تبع خالي؟!
حرك باسل رأسه بالنفي سريعا، الفتاة ليس لها دخل إطلاقا، ليردف متلهفا:
- لالا ابدا، معرفتك بانجليكا وكل اللي حصل بينكوا بعد كدة لا خالد باشا ولا أنا لينا علاقة بيه.
تنهد زيدان في ارتياح، كان حقا سيبدو احمقا أن كان خاله يتلاعب به بتلك الفتاة طوال تلك الفترة، عاد بصحبة باسل إلى داخل الغرفة توجه ناحية لينا يجلس جوارها، ليضحك بخفة حين رأي انجليكا تتحرك ناحية باسل تحتضنه تلك الفتاة حقا غريبة بشكل لا يُنسي، توجه بعينيه ناحية لينا ليراها تنظر إلى الفراغ، استطاع أن يري غطاء شفاف من الدموع يغشي حدقتيها، لينتفض قلبه قلقا امسك كف يدها يسألها مذعورا:.
- مالك يا لينا، انتي كويسة، ردي عليا يا حبيبتي، تحبي نروح طيب.
التفتت له رغم غطاء الدموع التي جعل الرؤية أمامها مشوشة بالكامل الا أن ملامح القلق التي ارتسمت علي وجهه رأتها بوضوح تااام، كيف كانت عمياء لتلك الدرجة كيف هربت من عشقه وكيف لا زال يعشقها لتلك الدرجة لم ينقص عشقه مقدار ذرة، لم تشعر بنفسها الا وهي تلقي بنفسها بين أحضانه وهو كالعادة تلاقها بين ذراعيه يشدد علي عناقها لا يهم من حوله وكيف ينظرون له لا أحد يعشق بقلبه هو، كانت تود بشدة أن تبكي بحرقة بين ذراعيه، لكن الموقف كان ليصبح كارثيا، فقط ظلت بين أحضانه تسمعه صوته يسألها قلقا يلح عليها أن تطمئن قلبه الخائف عليها، ظلت هي تتمسك بيه تخفي وجهها بالكامل داخل صدره تستشعر دقات قلبه العنيفة، لم تجفل سوي علي صوت حمحمة والدها القوية انتفضت تبتعد عن أحضان زيدان، رماها خالد بنظرة غير راضية تماما عما فعلت ليهمس يعاتبها:.
- ما ينفعش كدة يا لينا، هيقولوا العروسة بتتحرش بالعريس...
ابتسمت لينا خجلة تخفض انظارها ارضا، امسك زيدان كف يدها يشدد علي عناقه بين أصابعه يحادث والدها مبتسما في هدوء:
- ما حصلش حاجة يا خالي، لينا بس داخت، ما حصلش مصيبة يعني لما سندت رأسها في حضني دي مراتي...
ابتسم خالد زيدان اليوم حقا يبهره بتصرفاته هو دائما يبهره ولكنه الجرعة اليوم زائدة، جذب يد لوجين الواقفة جواره تنظر لولدها تغرق عينيها الدموع قام زيدان من مكانه يتمني فقط لو يتخلص من تلك الغصة التي تخنقه حين يراها، تنهد بعمق هي والدته أولا واخرا حتى لو لم يرضي قلبه لا يهم، اقترب منها يقبل جبينها ويديها سمع شهقتها المتتابعة لتهمس له فرحة:.
- مبروك يا حبيبي ألف مبروك يا ابني ربنا يسعدك يا ابني، مسامحني بجد يا زيدان.
ابتسم أجبر شفتيه علي الابتسام رغما عنها يحرك رأسه بالإيجاب في هدوء تام، في اللحظة التالية اختفت ابتسامته فجاءة حين رأي كيف تنظر لينا زوجة خاله له، للحظات شعر بالخيانة وكأنه يخون والدته التي ربته، نغز مؤلم صدع بقلبه، قاطع تواصله البصري مع لينا صوت منظم الحفل يدعو العروسين لأول رقصة لهما سويا، في لحظات بدأت موسيقي هادئة تغزو القاعة من كل مكان، أمسك خالد بيد لوجين يعود بها إلى الطاولة، التفتت زيدان للينا امسك بكف يدها يجذبها معه إلى ساحة الرقص، ليفعل حسام المثل، ولكن الفارق بين العروسين كان كالسماء والأرض، سارة بالكاد لامست أطراف اصابعها سترة حلة زيدان جسدها ينتفض تنظر أرضا وجنتيها ستنفجران الآن من الخجل، أما لينا فتلف ذراعيها حوا عنق زيدان تستند برأسها علي صدره كلتا ذراعيه يحاوطنها، اقترب زيدان برأسه من لينا يهمس لها جوار اذنها بصوت خفيض قلق:.
- مالك يا لينا، في حاجة حصلت ضايقتك
حركت رأسها بالنفي عدة مرات تنهدت بحرقة تريح رأسها علي صدره تهمس له بخفوت متوتر:
- أنا بس افتكرت حاجة وحشة
رفع يده يمسح علي شعرها برفق يشعر بها تغرق رأسها في صدره وكأنها تود أن تختفي داخله ابتسم في هدوء يحادثها برفق:
- انسي يا لينا، مش عايزك تفتكري اي حاجة وحشة تاني ابدا سواء كنت جنبك أو لاء
أدمعت عينيها تحرك رأسها بالإيجاب لا تعرف حقا كيف تشكره...
جوارهم مباشرة حسام الذي يحاول أن يلقي نظرة واحدة علي وجه زوجته الخجول من بداية الزفاف وهي تتحاشي النظر إليه، والآن شقيقته ترمي حرفيا بين ذراعي زيدان وهو بالكاد يمسك أطراف أصابعها، تنهد حانقا ورغم ذلك ابتسم في اتساع، زوجته اخيرا زوجته، الكلمة فقط تجعل دقات قلبه تتصارع، ملاك نقي بحجاب أبيض أمامه له هو فقط، لا سعادة يمكن أن تفوق سعادته الآن وهي بين ذراعيه تقريبا، أصبحت له اخيرا بعد طول صراع فكرة أنها ستعيش معه تحت سقف واحد سيتشاركان معا نفس الغرفة تطيح الباقي من ثباته الواهي يود أن يصرخ معبرا عن فرحته ولكن والده في الغالب سيعبر عن غضبه هو الآخر وينتهي به الليلة جريحا في العناية المركزة، حمحم بخفة يهمس باسمها يحاول جذب انتباهها له:.
- سارة، سارة بصيلي طيب، يا بنتي مش كدة أنا زي جوزك
سمع صوت ضحكة خافتة للغاية تخرج من شفتيها، ليبتسم عابثا علي حين غرة احكم إمساك اطراف أصابعها ليجذبها لصدره شهقت مذعورة رفعت وجهها تنظر له بأعين جاحظة مما فعل في حين ابتسم هو بهيام ينظر لقسمات وجهها الجميلة التي تخبئه عنه، جميلته الساحرة، انثتي جانب فمه بابتسامة خبيثة يهمس لها بمكر:.
- بقالي ساعة ونص بقولك بصيلي، بتداري عينيك ليه لما بتيجي في عينيا، هااا، ردي بسرعة، قبل ما بابا يجي يعلقني.
ضحكت سارة خجلة تحاول دفعه بعيدا قليلا، التفتت برأسها سريعا تنظر ناحية والدها لتراه ينظر لحسام في غيظ علي وشك أن يهرول إليهم ويخلع قلبه من مكانه، في اللحظة التالية تأوه حسام متألما حين لكزه خالد بمرفقه في ظهره بعنف، التفت حسام خلفه ليجد والده يمسك بيد زوجته كأي زوجين علي ساحة الرقص، ابتسم خالد في هدوء يهمس له خلف تلك الابتسامة الهادئة:.
- قسما بالله يا ابن الكلب أنت والحيوانة اختك لو ما لميتوا نفسكوا ما هيفرق معايا الفرح وهتلاقي الحزام نازل علي وشك إنت وهي.
حمحم حسام مرتبكا يحرك رأسه بالإيجاب سريعا، كرامته باتت قاب قوسين أو أدنى من أن تصبح ممسحة للارضيات أن أغضب والده من جديد، عاد يرقص مع سارة علي طريقة التلامس عن بعد، قام كل زوج في اللحظة التالية يصطحب زوجته يشاركون في الرقص أدهم ومعه مايا، عثمان ومعه سارين، حمزة ومعه بدور، محمد ومعه رانيا، جاسر ومعه سهيلة، وماكس ومعه انجيلكا وفارس وياسمين.
، علي طاولة باسل وغيث وشهاب وبعض الشباب العُذاب تنهد باسل بحرقة ينظر لساحة الرقص يهمس في نفسه:
- مش كانت مني جت معايا بدل ما أنا قاعد كدة
نظر للمقعد الفارغ جواره ليتمتم ساخرا:
- ما اتبقاش غيري أنا والمروحة.
ضحك الشباب عاليا، في حين كان غيث يراقب في هدوء بالكاد ابتسامة صغيرة تعرف طريقها لشفتيه، ينظر للعروسين يرسم عقله صورة مشابهة له هو وصبا!، تنهد بحرقة يغرز أصابعه في خصلات شعره سينتظر حتى يحين الوقت المناسب
علي الطاولة القريبة منهم يجلس عمر جوار تالا ينظر لعثمان وحسام حانقا ارتشف كوب العصير دفعة واحدة يعاود النظر لهم بحدة كن جديد وكأنهم ألد اعدائه نظر لتالا يهمس لها مغتاظا:.
- سرقوا البنات مني أنا كان عقلي فين وأنا بوافق علي الجوازات دي، أنا عايز بناتي.
ضحكت تالا عاليا لتشرع بألم بشع ضمت شفتيها بقوة تحاول الا تصرخ تتنفس بعنف لحظات وهدأ الألم لتحمد الله في نفسها أنه انتهي اخيرا، لن تلد في حفل زفاف ابنتها ابدا لن يحدث، نظرت تالا للوجين وزينب التان يجلسان متجاورتين بتابعن ما يحدث في صمت عيني لوجين تزرف الدموع بلا توقف تراقب طفلها وهو يتزوج، في حين تبتسم زينب سعيدة وكأنها امتلكت الدنيا عينيها مثبتة علي حسام...
علي ساحة الرقص، كل عروس تتمايل مع زوجها، بالقرب منهم كان هناك حمزة ومعه مايا تتمايل معه في خجل تبتسم في توتر، ترفع عينيها بين حين وآخر تختلس النظرات إلى زوجها، تشعر بدقاتها تتقافز وكعادتها دائما ما تجري مقارنات عقيمة في رأسها، إن كانت لا تزال زوجة أسامة علي الأرجح كان ستظل جالسة تتابع زوجها وهو ينظر لكل سيدة في الزفاف بأعين لامعة نظرات مقززة، في حين يتجاهلها هي تماما، وإن طلبت منه الرقص سيسخر منها بأحدي كلماته اللاذعة، أما الآن حمزة هو من جذبها من يدها مصرا أن تراقصه، لم يخجل ولم يدعها تخجل، حمزة كان ولا يزال حالة خاصة لا يهتم بالمجتمع والعادات يمشي حسب تياره هو حتى وإن خالف الجميع، تنهدت بقوة تهمس له ممتنة:.
- شكرا يا حمزة، شكرا على كل اللي عملته عشاني أنا والولاد، بجد شكرا أوي
بسط يده أسفل ذقنها يرفع وجهها إليه التقت عينيها بغابات عينيه، اه من عينيه لحن غريب موسيقي بطعم الزيتون الأخضر في طوره الأول أخضر قاني تشرق الشمس من خلف أوراقه، تثاقلت أنفاسها حين ابتسم يهمس لها:.
- شكرا علي ايه يا بدور، شكرا ليكي انتي رغم عدم المنطق في علاقتنا دي، الا أنك لسه مكملة فيها، انتي عارفة كان دايما عندي هاجس أني هموت لوحدي وما حدش هيحس بيا، مش هلاقي حوليا لما أدهم ومايا يتجوزوا، وجودك جنبي انتي والولاد دي أحسن حاجة ممكن تحصلي، شكرا ليكي يا بدور مش ليا ابداا.
أدمعت عينيها لأول مرة هي من تبادر وضعت رأسها علي صدره تغمض عينيها في راحة تغمر كيانها، كيف يمكن لرجل أن يكن بمثل تلك الروعة والهدوء التعقل، علي الرغم من أنه تؤام خالد والدها الروحي الا أن خالد دائما مندفع عصبي تخشي غضبه، أما حمزة لا، حمزة حتى غضبه هادئ يتصرف بتعقل في أحلك الظروف، لا تصدق ما يشعر به قلبها تعني أنها تعلم أن زيجتهم مبنية علي الاحتياج اولا واخرا، احتياجه لشخص ما يؤنسه، واحتياجها لأب لأطفالها وسند لها بعد ما فعله زوجها السابق، ولكنها قلبه المتعب من الصدمات القديمة بدأ يتعافي ويحبه! أيضا.
بالقرب منهم حيث الثعلب الهادئ يراقص زوجته الجميلة رانيا، نظر محمد لعيني زوجته مبتسما يحادثها مشتاقا:
- بقالنا كتير ما خرجناش، أنا دايما مشغول في شغلي وانتي في رسالة الدكتوراة وشغل البيت ورعايتك لوالدي حقيقي مش عارف اشكرك ازاي علي كل اللي بتعمليه يا رانيا
حركت رأسها بالنفي بسطت كفها علي خده تنظر لعينيه تهمس مبتسمة:.
- ما تشكرنيش يا محمد، أنت أحلي زوج في الدنيا، أحن راجل في الوجود، جدع وصاحب صاحبه، شايل ناس كتير علي كتافك، أنا يا دوب بحاول أساعد علي قدي
قبل باطن يدها التي تبسطها علي وجهه يهمس التمعت عينيه يهمس لها بصوت خفيض حالم عاشق:
- تعرفي أن أنا بحبك أوي، يا زوجة الصبا والشباب والعجز
ضحكت رانيا بخفة تعانق محمد بقوة تهمس له برنات خفيضة تمطر عشقا:
- وأنا بحبك أوي يا ثعلبي الهادئ العجوز.
ضحك محمد عاليا يشدد علي احتضان رانيا يتمايل معها علي أنغام الموسيقي، بالقرب منهم عند أدهم ومايا، تنهد أدهم يآسا ينظر لزوجته العابسة، تلوي شفتيها بشكل مضحك حقا، لا يصدق حقا أنها غاضبة منه لانها تريده أن يقيم لها زفاف آخر مثل لينا ابنه عمها، ابتسم أدهم يغمغم في مكر برئ:
- حاضر مايا هعملك فرح تاني زي لينا...
توسعت ابتسامتها تنظر له فرحة، سرعان نا اختفت الابتسامة وجحظت مقلتيها حين اكمل قائلا بأسف:.
- بس للأسف لازم اطلقك، وبعدين ارجع اردك عشان نتجوز من اول وجديد واعملك فرح تاني زي لينا
شخصت مقلتيها أكثر، تنظر له مدهوشة، كيف نسيت أن لينا وزيدان انفصلا وبعد عذاب طويل عادا من جديد لذلك يقيم لها زيدان حفل زفاف ثاني، لا لا لا لن تبتعد عن أدهم لن تتحمل نصف المعاناة التي تحملتها لينا ابدا لن تقدر علي ذلك من الأساس، حركت رأسها نفيا سريعا ابتسمت تتمتم ببلاهة:.
- مين قالك أن أنا عايزة فرح تاني، هو في احلي من فرحنا بردوا، ما قولتليش ايه رأيك في فستاني
ضحك أدهم عاليا بملئ شدقيه انخفض برأسه يلصق جبينه بجبين زوجته المجنونة التي لم يعشق أحد بقدرها، يهمس لها عابثا:.
- قمر، انتي كلك علي بعضك سكر محلي محطوط عليه كريمة، ياااه بتفكريني باللذي مضي كنتي بتلبسي كل فستان والتاني وتدخلي الأوضة عندي تفضلي تلفي زي الفراشة، ايه رأيك يا أدهم في الفستان، حلو يا أدهم الفستان، دا من باريس، دا من مش عارف ايه، كنت ببقي هتجنن بسببك انتي وفساتينك يا حتشبسوت.
ضحكت مايا عاليا تداعب خصلات شعره بأصابعها إلى الآن لم يخبرها ما هي حكاية حتشبسوت تلك، استشفت أن كلمة حتشبسوت ترتبط عند أدهم بأشياء أخري لا علاقة لها بحكاية حتشبسوت الحقيقية، نظرت له بامتعاض تغمغم حانقة:
- علي فكرة إنت لحد دلوقتي ما قولتليش حكاية حتشبسوت دي...
ارتسمت ابتسامة ماكرة لئيمة علي شفتيه دني برأسه جوار اذنها يهمس لها عابثا:
- عيوني يا ام حتشبسوت، نروح التابوت وأنا هحكيلك حكاية حتشبسوت...
ضحكت من جديد تتمايل معه علي أنغام الموسيقي، بالقرب منهم كثيرا حيث، عشق الجاسر لقلقاسته، سهيلة وجاسر يتحركون في تناغم خاص بهم، توجهت عيني سهيلة تنظر ناحية ابنها المستقر علي قدمي والدها تنهدت بارتياح طفلها بخير، عادت تنظر لجاسر لتراه يبتسم لها تلك الابتسامة التي حرفيا تسلب لبها تبعثر شتات نفسها بنعومة لم تقاومها أبدا، ارتسمت إبتسامة ناعمة سعيدة علي شفتيها تتذكر ما فعله قبل بضعة أشهر
Flash back.
يوم عادي كباقي الأيام استيقظت صباحا علي بكاء طفلها الصغير لتحمله بين ذراعيها تنظر له سعيدة وكأنها تحمل سعادة الدنيا كلها بين يديها، اطمعته وبدلت ثيابه بأخري نظيفة، اخذته تنزل لأسفل جلست مع والدها اليوم بطوله، جاسر مختفي بشكل مخيف مقلق، أين هو، حاولت الاتصالت به مرارا وتكرارا بلا فائدة، إلى أن هبطت الشمس وحل الليل سمعت صوت سيارته يقف في الحديقة، اعطت الصغير لوالدها لتهرول للخارج ارتمت بين أحضانه ما أن رأته تصيح بلوعة:.
- كنت فين يا جاسر طول النهار بحاول اتصل بيك من بدري، حرام عليك يا أخي، رعبتني عليك
ابتسم لها في عبث تلك الابتسامة تعرفها جاسر يخطط لشئ، لذلك ابتعدت عنه قليلا تنظر له بترقب رفعت حاجبها تشهر سبابتها تردف سريعا:
- المفاجأة اللي قولتلي بتحضرها من كام يوم صح.
توسعت ابتسامته يحرك رأسه بالإيجاب زوجته الذكية كما يحب ذكائه توجه معها للداخل ودع والدها، في حين بدلت هي ثيابها وثياب الصغير جلست جواره في السيارة يتوجهان حيث المجهول، لا تعرف أين تذهب ولا تهتم هي تثق به ثقة عمياء، لن يؤذيها، وجهت انظارها طوال الطريق إلى صغيرتها النائم علي قدميها إلى أن وقفت السيارة في تلك اللحظة فقط رفعت وجهها، لتري أن سيارة وقفت في باحة مطعم كبير، رفعت رأسها سريعا تنظر للافتة المطعم، مطعم الحورية هنا في القاهرة كيف، هل باع مطعمه الآخر، وقبل أن تسأل حتى اجاب جاسر عن أسئلة توقع أنها ستسألها:.
- ما بعتش مطعم إسكندرية، بس اشتريت المطعم دا شريك فيه أنا وبابا هنا في القاهرة عشان ابقي جنب شغل العيلة، مطعم إسكندرية بيديره استاذ تهامي راجل محترم أعرفه من سنين، شايفة العمارة اللي قدام المطعم دي
اشار لها لعمارة سكنية علي الناحية الاخري من المطعم، نظرت لما يشير لتحرك رأسها بالإيجاب ليبتسم هو يتمتم:
- شقتنا هنا، مش عايزة تطلعي تشوفيها.
توسعت حدقتيها في دهشة منزلهما، منذ بداية زواجها وهي لم يكن لها بيت لهما سوي الشقة الصغيرة في الإسكندرية بعد ذلك عند والده ثم عند والدها، لا تصدق تكاد تطير من الفرحة ادمعت عينيها تحرك رأسها سريعا بالإيجاب، نزلت من السيارة تلحق به إلى اعلي توجها معا إلى المصعد دقات قلبها تتصارع شوقا لرؤية منزلهما، وقف المصعد في الطابق الخامس، انفتح بابه ليمسك جاسر بيدها برفق تحركا معا إلى باب المنزل دس به المفتاح فتحه يتقدم للداخل بضع خطوات يضئ إنارة المنزل، ارتجفت ساقي سهيلة حين أبصرت صالة منزلها الواسعة بألوانها المتناغمة، تقدمت للداخل اعطت الصغير لأبيه تتحرك تتفحص الغرف الشقة لم تكن كبيرة كمنزل والدها ولكنها لم تكن صغيرة ابدا، صالة واسعة غرفة لاستقبال الضيوف، مطبخ كبير له بالطبع، وغرفة نوم لهما وغرفتين للأطفال وغرفتين للضيوف وحمامين، المكان كامل حتى ثيابها موضوعة في دولاب ملابسهم، ضمت كفيها لصدرها تنظر لمنزلهم تبكي من السعادة، في حين كان هو يراقب سعادتها بابتسامة كبيرة واسعة، كم يعشق رؤيتها سعيدة، التفتت له تزقزق فرحة:.
- دا بيتنا أنا وأنت يا جاسر، حلو اوي بجد، أحلي مما كنت أتخيل...
اقترب منها يحمل الصغير، علي أحد ذراعيه ليلف ذراعه الآخر حول كتفيها قبل قمة رأسها يتمتم مبتسما:
- من النهاردة دا بيتنا أنا وانتي وأحمد، يكون في علمك أنا قدمت شهادة مرضية في الجامعة وعمي خالد ساعدني، بس هتعيدي سنة خامسة من الاول، مش مهم، المهم أنك مش هتسيبي دراستك يا سهيلة ماشي.
ابتسمت له تحرك رأسها بالإيجاب لازال هناك ترم ثاني واجازة طويلة قبل أن تعود لدراستها من جديد...
امسك بكف يدها يجذبها معه إلى شرفة المنزل دخلت إليها ليشير إلى المطعم أمامها موقع المنزل استراتيجي حقا يمسح لها برؤية واجهة المطعم كاملا ابتسمت سعيدة لسعادته، اخيرا استطاع جاسر أن يحقق حلمه ويرضي والده في آن واحد
Back
اجفلت من شرودها السعيد علي صوته يهمس جوار اذنها عابثا:
- قلقاستي الحلوة سرحانة في اي.
ابتسمت ترفع وجهها إليه لتلتحم مقلتيها بمقلتيه تنهدت تهمس له:
- في الطباخ الغلبان اللي بيحب القلقاس من زمان.
ضحك جاسر عاليا جملته المميزة كم يحبها وهي تطنقها، كم يحب في كل حالتها من الأساس، لا يصدق حتى أنه احبها هكذا فجاءة حين تزوجها كانت مشاعره ناحيتها لا تتعدي المسؤولية فهي صديقة شقيقته التي تربت معهم أولا واخرا، وكان أحمق لم يكن يعرف أن ذلك الخوف وشعوره المتواصل بالمسئولية ليس سوي نبتة صغيرة لشجرة عشقهما التي طرحت اولي ثمارها، احمد الصغير.
هناك واخيرا النهاية حيث البداية عند خالد ومعه لينا، تعجبت لينا حقا من صمت خالد منذ متي وخالد يراقصها بذلك الصمت دائما ما كان يشاكسها بكلماته يغازلها بأشعاره لكنه الآن صامتا بشكل غريب فقط يبتسم لها، تراه يختلس النظر إلى ساعة يده بين لحظة وأخري، نظرت له متعجبة كانت علي وشك أن تسأله عما به حين اظلمت القاعة فجاءة وبدأت الهمهات من الجميع عن سر ما يحدث، شعرت به يبتعد عنها ليصدح بصوته يهدئ الجميع:.
- اهدوا يا جماعة أكيد في عطل...
قبل أن يقدم أحدهم علي أن يضئ مصباح هاتفه انُيرت شاشة كبيرة تتوسط الحائط المقابل لهم بدأت تعرض مقاطع فيديو لها وهي طفلة صغيرة، هي هناك تحاول المشي تتجه ناحية ذلك الفتي الذي يفتح ذراعيه لها يحثها علي التقدم، وهي تضحك ووالدتها تقف هناك تنظر لها بأعين دامعة، وصوت والده الذي يمسك الكاميرا يحادثه، ومطقع آخر لها وهي تحاول ركوب الدراجة وهو يقف بعيدا يصورها تلوح هي له، والارجوحة في منزلهم وهو يدفعها ووالدتهم تصورها، تضحك لا شئ يغلب في تلك المقاطع بقدر ضحكاتها البريئة، أدمعت عينيها تخرج ضحكة خافتة من بين شفتيها، تقف بزيها المدرسي وذلك ( الكولون ) التي كانت تكرهه تكشر وجهها لأنهم ايقظوها باكرا، مقاطع عدة لم ترها قبلا، من أين حصل عليها، ومن ثم مقاطع من زفافهم الأول والثاني، صور لها وهي تحمل الصغير وهو بجانبهم وصور لهم جميعا في وجود زيدان، الكثير والكثير من المقاطع، دقات قلبها لم تتعد تتحمل دموعها تنهمر بلا توقف، لحظات وانطفئت الشاشة ليظهر هو يمسك في يده مكبر صوت حمحم بصوت قوي يردف متسألا:.
- هو البتاع دا شغال، شكله شغال، اااه اقول ايه بس، والله الكلام خلص، وعشقي ليها ما خلصش، زي النهاردة مش هقولكوا من كام سنة طبعا مالكوش دعوة أساسا، اتولدت أجمل واحن واحلي بنوتة في الدنيا، زي النهاردة وأنا عيل عنده خمس سنين كنت شايل علي ايدي لفة صغيرة فيها حاجة أنا مش فاهمها كل اللي عارفة أن عينيها كانت حلوة اووي
ضحك البعض علي ما قال خالد ليحمحم بقوة ينهرهم غاضبا:.
- بس يا حيوان منك ليه، عيال ناقصة رباية صحيح...
في حين اقترب هو منها إلى أن وقف أمامها مباشرة يري دموعها المراقة بعنف تغرق خديها بعنف، تنظر له مذهولة لم تتذكر يوم ميلادها وهو لم ينساه أبدا، رمي المكبر من يده بعيدا لا يهم، لا أحد يهم هنا غيرها، احتضن وجهها بين كفيه يهتف بانفعال صادق:.
- أنا بحبك، بحبك لدرجة ما بقتش قادر اوصفها، بحبك بشكل مؤلم، كل ذرة في روحي بتحبك، عشانك مستعد اعمل اي حاجة في الدنيا، عشان انتي بالنسبة لي كل الدنيا، عمر ما حد قدر ينافسك ابدا، حتى عيالي، انا روحي ودي مش مجرد كلمة انتي فعلا روحي يا لينا...
انهي كلامه ليعتصرها بين ذراعيه بعنف وتشبثت هي بأحضانه تخبره بحرقة كم تعشقه هي الاخري، في حين تعالت الصيحات وعلا صوت التصفيق من كل مكان...
اخيرا انتهي الزفاف وبدأ الجمع بالرحيل، في الخارج احتضنت لينا والديها تودعهم ما تعرفه أنهم سيقضون الليلة في أحدي الفنادق قبل السفر غدا، اقتربت لينا تحتضن والدها ليتقدم زيدان من والدته لينا، عانقها رغم أنه يعرف أن خاله سيقتله، عانقها بقوة يهمس لها بصوت خفيض صادق:
- عمر ما في حد في الدنيا هياخد مكانك في قلبي يا ماما حتى لو كان مين صدقيني انتي اغلي عندي من حياتي.
أدمعت عيني لينا فرحا تشدد علي عناق صغيرها قبل أن تشهق بعنف تشعر بيد خالد تجذبها بعيدا عنه ينظر لزيدان غاضبا ابتسم يتمتم في هدوء مخيف:
- تاخد مراتك وتمشي قبل ما ادفنك مكانك يلا يا حبيب خالك غور في داهية.
ضحك زيدان يمسك بيد لينا يودعهم متوجها مع زوجته إلى سيارتهم، ودعت سارين شقيقتها قبل أن تتوجه لسيارة زوجها، احتضن عمر ابنته لأول مرة يشعر بأنه علي وشك البكاء ولما علي وشك أدمعت عينيه حقا يعانق ابنته يقبل رأسها يهمس لها بصوت مبحوح:
- خلي بالك من نفسك يا سرسورة، ماشي يا حبيبة بابا.
حركت سارة رأسها بالإيجاب سريعا تمسح دموعها المتساقطة اقتربت لتعانق والدتها لتطلق تالا صرخة عالية لم تستطع احتمال الألم من ذلك اندفع الجميع إليها ليتلاقها عمر بين ذراعيه قبل أن تسقط أرضا صاح حسام منفعلا:
- أنا كنت عارف إن الليلة دي مش هتعدي سالكة، جااسر وصل دكتورة لينا وسارة البيت، شيل مراتك يا عمي وورايا بسرعة
أدمعت عيني سارة تحاول اللحاق بوالدتها ليصيح حسام فيها غاضبا:.
- هتيجي فين بالفستان علي البيت يا سارة يلا يا جاسر خدهم.
حرك جاسر رأسه بالإيجاب سريعا حقا يشفق علي ذلك الحسام، إن تبرئ حسام من العائلة سيعطيه كامل العذر الرجل حرفيا يلاقي الأمرين معهم، خلع حسام رابطة عنقه يستقل سيارة الزفاف جواره أبيه وبالخلف تالا التي تبكي من الألم تنظر لابنتها نادمة حزينة لكنها حقا لم تستطع التحمل أكثر، شق حسام بهم الطريق متوجها إلى مشفي الحياة، في حين اصطحب جاسر سارة ولينا مع سهيلة ووالدها في سيارته، عائدا بهم إلى البيت، ارتمت سارة بين أحضان لينا تبكي قلقا علي والدتها والأخيرة تحاول جاهدة طمئنتها:.
- ماما هتبقي كويسة يا سارة ما تخافيش هيبقي عندك أخ ولا اختت صغننة زي أحمد كدة...
ربتت سهيلة الجالسة جوارها علي رأسها تحاول تهدئتها هي الأخري وصل جاسر أمام منزل عز الدين، نظر الأخير له راجيا يحادثه:
- بقولك ايه يا جاسر ما تكسفش طلبي وتخلي سهيلة تبات معايا النهاردة وحشتني هي والواد أحمد اووي
لم يكن جاسر أبدا يرفض طلب حماه العجوز الرجل مريض بالقلب، ابتسم لها يحرك رأسه بالإيجاب يتمتم في هدوء:.
- اكيد يا عمي ما فييش مشكلة
التفتت برأسه لسهيلة يحادثها مبتسما:
- أنا هرجع المطعم لأن في حسابات مهمة لازم تتقفل قبل السنة الجديدة وهجيلكوا الصبك
اومأت سهيلة بالايجاب ودعت سارة ولينا لتنزل بصحبة والدها، أكمل جاسر طريقه إلى منزل خالد، اوصلهم لداخل حديقة المنزل، نظر لعمته يحادثها قلقا:
- تحبوا أفضل معاكوا لحد ما يجيوا..
ابتسمت لينا له تحرك رأسها بالنفي ربتت علي كتفه تحادثه:.
- لا يا حبيبي ما تقلقش روح شوف شغلك..
نزلت لينا تصطحب سارة معها للداخل لوحت لجاسر قبل أن يغادر، دخلتا معا إلى المنزل ارتمت لينا علي الأريكة تجذب سارة تجلسها جوارها تضمها بين ذراعيها تحادثها برفق:
- ماما هتبقي كويسة يا حبيبتي ما تخافيش، بطلي عياط بقي في عروسة تعيط يوم فرحها بردوا...
في المستشفي تخلص حسام من حلة زفافه الفاخرة يرتدي ذلك الزي الازرق المخصص لهم، تحرك يهرول لغرفة العمليات حين اخبرته الطبيبة المساعدة له أن المشيمة انفصلت حالة تالا حجرة كيف استطاعت تحمل ذلك الألم كل تلك المدة، اوقفه عمر قبل أن يدخل إلى غرفة العمليات رأي في عيني عمه الكثير من الكلمات التي يعجز لسانه عن تجميعها من خوفه، ليربت علي كتفه يطمأنه:.
- ما تقلقش يا عمي، مراتك في ايد امينة لاء هي في ايد حسام بصراحة
مزحة سخيفة اراد بها التخفيف عن عمه، اكمل طريقه إلى غرفة العمليات وقعت عينيه علي والده يقف ينظر له بفخر، تلك النظرات جعلت صدره ينتفخ وكأنه محارب شجاع في معركة ما، غاب حسام خلف باب غرفة العمليات في حين تحرك عمر يزرع الممر ذهابا وايابا يستمع إلى صوت صرخات تالا تشق قلبه بلا رحمة، اقترب خالد منه يحاول التخفيف عنه:.
- اهدي يا عمر هتبقي كويسة، صدقيني كلها شوية ومحروس هيوصل
أنهمرت دموع عمر يحتضن أخيه كطفل صغير يختبئ بين أحضان والده، ليربت خالد علي ظهره يحاول تهدئته وصرخات تالا لا تتوقف.
أخذ جاسر الطريق عائدا إلى مطعمه نظر لساعة يده الواحدة والنصف ليلا عليه أن يصل في أسرع وقت لم تعد له القدرة علي القيادة لميل آخر يشعر بالتعب ودوار خفيف اوقف السيارة في منطقة فارغة نزل منها يقف جوارها لم يتناول الطعام اليوم لما قد نسي ذلك، حتى فئ الزفاف، الوضع كان كارثي البوفية كما يقولون عنه كان مزدحم بشكل لا يوصف، جلس علي أحد الحجارة الكبيرة جوار شاطئ النيل، يشعر برأسه يلتف، أحمق يا جاسر، حاول القيام حين رأي رجلين يتحركان ناحيته خطاهم المترنحة تخبره بأنه حقا في ورطة خاصة في حالته تلك، اقترب الرجلين منه ليفتح أحدهم مادية أمام وجهه يحادثه ساخرا:.
- قلب ياض نفسك وهات كل اللي معاك يا حيلتها
احتدت عيني جاسر حين ذكر اسم والدته كان علي وشك لكمة حين سمع صوت يعرفه تقريبا الرؤية أمامه كانت بدأت تختفي شيئا فشئ ولكن الصوت حقا مألوف، كل ما رآه رجل يقف هناك يحمل مادية نصلها يلمع يزمجر في شراسة مخيفة:
- أنا بقول تخلعوا قبل ما اضحي بيكوا بدل الخرفان وانتوا عارفين العيد كبير قرب...
هيئة الفتي المخيفة ونصل ماديته الحاد أمام سكرهم الواضح جعلهم يتراجعون هاربين، حاول جاسر القيام ينظر لذلك الرجل يريد شكره ما أن تحرك خطوة واحدة زاد الدوار وتشوشت رؤيته كاد أن يسقط أرضا حين شعر باحدهم يمسك به قبل أن يقع آخر ما سمعه صوت مألوف يعرفه يهمس له:
- مش هسيبك تقع تاني يا صاحبي!
ساعة كاملة من القلق تحرق أوصال ذلك الواقف خارجا، قلق تبدد فجاءة مع صوت صرخات الطفل، توسعت عيني عمر في دهشة في حين اندفع خالد يعانقه بقوة يردف ضاحكا:
- ألف ألف مبروك يا ابو محروس
تحرك عمر يهرول إلى باب غرفة العمليات في لحظة خروج حسام يحمل رضيعين كل واحد علي ذراع نظر لعمر يغمغم بامتعاض:
- علي فكرة مش طبيعي ابدا أن كل خلفتك تؤام، أنا كدة هعلي عليك ازاي، اجيب هاترك.
ضحك خالد عاليا ينزر لوالده في سخرية، توقفت دقات عمر عن الخفقان في اللحظة التي وقعت عينيه فيها علي طفليه، انهمرت دموعه بعنف يلتقط احدهم من بين ذراعي حسام يعانق برفق يشتم رائحته البريئة، يكبر جوار إذنه، نظر عمر لخالد يطلب منه أن يفعل المثل، اخذ خالد الطفل الآخر يشعر بدقات قلبه تتسارع افتقد ذلك الشعور حقا، شعور أن تحمل نطفة صغيرة من دمك بين يديك شعور جميل لا يوصف قبل رأس الصغير يهمس بالاذان جوار إذنه، قاطع تلك اللحظات صوت حسام وهو يغمغم:.
- طيب بما اني الدكتور اللي ولدهم واللي ليلة فرحه اتضربت، فأنا من حقي أن واحد منهم يتسمي حسام، والتاني حسامين عادي يعني
ضحك خالد وعمر، لينظر الأخير لحسام يسأله قلقا:
- تالا كويسة طمني عليها
حرك حسام رأسه بالإيجاب يطمأن عمه إن زوجته علي خير ما يرام فقط نائمة، في غرفة أخري، عاد ينظر للطفلين يتمتم بامتعاض:
- ها هتسموه حسام صح
ضحك خالد يحرك رأسه ياسا في حين نظر عمر للصغير الذي يحمله خالد يتمتم مبتسما:.
- اللي أبوك شايله هسميه محمود علي اسم ابويا الله يرحمه، أما بقي دا فللاسف مضطر هسميه حسام
توسعت ابتسامة حسام يحتضن عمر يغمغم منتصرا:
- يا حبيبي يا عمي روح اللهي تبقي ظابط
مرت ساعة اطمأنا فيها علي الطفلين وتركا عمر مع زوجته، ليخرج حسام بصحبة خالد إلى البيت ادار حسام محرك سيارته ينطلق بها ب بسرعة البرق، في حين ينظر له خالد ساخرا يتمتم متهكما:
- لا كدة ماشي براحة شد شوية واقلبنا.
تنهد حسام حانقا لما لا ينتهي ذلك الطريق، اخيرا بعد طول صراع وصلت السيارة إلى منزل والده نزل منها سريعا وخلفه والده، حين دخل إلى صالة المنزل بدأ يبحث بعينيه عنها في كل مكان نظرة لزوجة أبيه يتمتم متوجسا:
- اومال سارة فين
تجاهلت لينا ما قال تسأله قلقة:
- طمني تالا عملت ايه
اقترب منها خطوة اخري يعيد سؤاله من جديد:
-سارة فين يا دكتورة
زفرت لينا حانقة لما لا يجبب ذلك الفتي عن سؤالها، تنهدت تردف سريعا:.
- سارة نامت من بدري، المهم تالا طمني عليها
توسعت عيني حسام في دهشة يكاد يصدم رأسه في الحائط في حين انفجر خالد في الضحك ينظر لحسام شامتا يردف من بين ضحكاته:
- أحسن عشان تبقي تزعقلها تاني، تعيش وتاخد غيرها يا دكتور.تبع
رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل مئة وتسعة وعشرون
ما بين ضحكات خالد الشامتة ونظرات لينا المتعجبة من قسمات وجه حسام المتنشجة غضبا وحسرة، رفع حسام رأسه لأعلي يصيح مقهورا:
- أنا مبتلي، أنا ايييه، مبتلي، كان يوم ما طلعتوش شمس لما قررت ابقي دكتور نسا
شد على أسنانه يطحنها بعنف يلقي سترة حلته فوق كتفه صعد لأعلي يغمغم بكلمات عديدة مبعثرة تعبر عن غضبه وقهره، في حين نظرت لينا لخالد تسأله عن سبب غضب ذلك الفتي:
- هو ماله حسام متعصب ليه كدة.
ضحك خالد عاليا حتى بانت نواجزه لف ذراعه حول كتفي زوجته يحرك رأسه يتمتم ضاحكا:
- لا يا قلبي ما تاخديش في بالك تعالي مطلع يلا اوضتنا.
حركت رأسها بالإيجاب تحركت بصحبته إلى حيث عرفتهم، بينما في غرفة حسام دخل حسام إلى الغرفة ليجد الغرفة تعم في الظلام وضوء خافت فقط يأتي من شرفة الغرفة الشبه مفتوحة، أضاء إنارة الغرفة لتقع عينيه على عروسه التي تنام باريحيه على التخت بأكمله بفستان زفافها، فقط تخلصت من حجاب رأسها ليسترسل شعرها الأسود المصفف، تنهد يشد على أسنانه غيظا، اقترب من الفراش يبحث عن جزء صغير فارغ يجلس حتى فيه فستانها يحتل ثلثي الفراش، جلس اخيرا في مساحة صغيرة للغاية، مد يده يربت على وجنتها بخفة يحاول إيقاظها:.
- سارة، سارة اصحي يا سارة، اصحي مش عايزة تطمني على ماما طيب، سارة انتي كدة مش نايمة انتي كدة في غيبوبة...
اولته ظهرها تهمهم بصوت ناعس:
- بس بقي يا سارين بطلي رخامة..
أغمض عينيه متحسرا، سارين تظنه سارين شقيقتها، زفر أنفاسه حانقا، حين فتح عينيه من جديد، مسح على شعرها برفق قبل أن يتحرك من مكانه صوب المرحاض بدل حلة عرسه الكارثي ب (بيجامة) زرقاء من القطن، توجه إلى الفراش يزيح القليل قماش الفستان يبحث عن مكان فارغ للنوم، استلقي على ظهره ينظر لسقف الحجرة يتنهد حانقا بين حين وآخر، شعر بها تتقلب في نومها ليصبح وجهها مقابلا له، نام على جانبه الأيمن ينظر لها يبتسم في عشق جارف، مد يده يداعب خصلات شعرها تنهد يهمس لها بعشق:.
- زي القمر، احلي من القمر كمان، ينفع المقلب دا يا سرسورة، بس مش مهم فداكي، أنا اصلا مش مصدق أن أنا وانتي اتجوزنا أخيرا، عديت ال30 وأول مرة أعرف يعني ايه حب لما شوفتك، اه والله أنا كنت فاكر أن قلبي باظ من الركنة، بس طلع شغال..
صمت للحظات ينظر لها يبتسم قبل أن تلمع عينيه بفكرة ماكرة، جذب هاتفه سريعا يبحث بين الأرقام إلى أن وصل لرقم عمه الحبيب، يحاول الإتصال به مرة تليها أخري وأخري وأخري إلى أن اجاب الأخير بصوت ناعس قلق:
- في ايه يا حسام بتتصل دلوقتي ليه، سارة كويسة
ارتسمت ابتسامة واسعة متشفية خبيثة على شفتي حسام قبل أن يردف ساخرا:
- آه يا عمي ما تقلقش أنا بس كنت متصل بيك اقولك حاجة مهمة اووي.
- حاجة ايه يا حسام خير يا ابني قلقتني
غمغم بها عمر بصوت متلهف خائف مذعور، لتشق ابتسامة كبيرة شفتي حسام ضحك يغمغم شامتا:
- أنا حاضن بنتك دلوقتي يا عمي سلام.
قالها وأغلق الخط سريعا قبل أن يلقي عليه عمر وابل من السباب لن ينتهي قريبا، ضحك عاليا متمنينا أن تستيقظ سارة على صوت ضحكاته ولكن دون فائدة كان وكأنه ينفخ في بوق أجوف سارة نائمة كالقتلي جواره، ارتمي بجسده على الفراش مجدد، جذبها بجفة ليضمها لاحضانه وهو نائم يغمغم مذهولا:
- دي مش نايمة دي مقتولة!
على صعيد آخر قريب من غرفته في غرفة أبيه تحديدا تجلس لينا فوق الفراش أمامها شاشة التلفاز تعرض مقطع الفيديو ذاك مرارا وتكرارا تنظر لكل تفصيلة فيه تنهمر دموعها، غص قلبها لحظات حقدا على والدها، لو لم يكن ابعدها منذ البداية لما حدث كل ما حدث، كانت ستتغير حياتها تماما، ولكنه القدر لا يمكن تغييره او الندم عليه الآن، في تلك اللحظات دخل خالد من الغرفة يضحك عاليا ويبدو وكأنه سمع أكثر نكتة مضحكة في العالم وقبل أن تسأله عما يضحك بادر هو يغمغم من بين ضحكاته:.
- حسام المتخلف بيكلم عمر ويقوله أنا حاضن بنتك، عمر بيكلمني وهو على أخري، عيل سافل طالع لأبوه
ضحكت لينا بخفة رفعت يديها تمسح ما سقط من دموعها أمسك خالد جهاز التحكم يغلق شاشة التلفاز، ليتوجه إلى دولاب ملابسه يخرج صندوق كبير توجه يجلس جوارها يربع ساقيه تنهد ينظر لها مبتسما يتمتم:.
- أنا جبتلك كل الهدايا اللي ممكن تبقي كريتيف، مش لاقي حاجة جديدة شوفت عيال السوشيال ميديا بيجبوا صناديق زي دي قولت يمكن يعجبك
خرجت ضحكة خفيفة من بين شفتيها، رفعت يمناها تبسطها على خده زفرت أنفاسها بهدوء ترسم ابتسامة عاشقة على شفتيها لمعت عينيها تتمتم بولة:
- أنت هديتي يا خالد كفاية اللي عملته عشاني النهاردة، بجد مش قادرة اوصفلك فرحتي بالفيديوهات والصور دي عاملة ازاي، ربنا يخليك ليا.
ابتسم كلماتها تعود بهما بالزمن لسنوات وسنوات، عشق بدأ من الصفر ويستمر حتى الممات، قبل باطن كفها الموضوع على وجهه يهمس لها بشغف:
- ويخليكي ليا يا حبيبتي، افتحي يلا هديتك
حركت رأسها بالإيجاب تفتح الصندوق الكبير تغوص بيديها بين الكور الصغيرة الملونة تبحث عن هديتها داخلهم، تخرج هدية تليها أخري
ألوح الشكولاتة السويسرية التي تحب، زجاجات عطر يلتصق على سطح كل زجاجة منهم ورقة صغيرة كتب عليها بيده.
( ما يتحطش برة البيت ) ضحكت تكمل بحثها داخل مثلث برمودا، لتلتقط رفيعة تلك العلب تعرفها علب الحلي، بالتأكيد داخلها قلادة فتحتها لتبصر داخلها ورقة صغيرة مكتوب فيها ( لا أنا علبة فاضية عادي ) ضحكت عاليا تنظر له تهز رأسها من أفعاله الغريبة، أمسكت يدها قلادة من الذهب يتوصها علامة النبض واسمه محفور داخل تلك النبضات يتجانس معاها يلتف حولها ورقة كتب عليها ( ايوة أنا اللي كنت جوا العلبة ).
ابتسمت تدمع عينيها، امسكت القلادة تضعها في علبتها، أخرجت العديد من الهدايا إلى أن شعرت بأنها تمسك شئ ثقيل في نهاية العلبة موضوع جذبته بكلتا يديها لتتوسع عينيها في دهشة حين رأت طبق من الحلوي الشرقية مغلف وضعته على قدميها تفتح خيوطه التي تغلفه لترفع حاجبيها حين رأت قطع الحلوي تتراص جوار بعضها البعض قبل أن تردف بحرق اقترب من اذنها يهمس ضاحكا:
- جبتلك بسبوسة يا احلي بسبوسة...
نظرت له للحظات قبل أن تنفجر في الضحك، قطعت قطعة حلوة صغيرة تضعها في فمه لينفجر هو الآخر في الضحك وعلبة الحلوي تراقبهم مدهوشة لا تعرف على ما يضحكان.
في صعيد آخر في أحدي الفنادق الفاخرة صاحبة النجوم الكثيرة في غرفة العروسين تتمايل لينا بين أحضان زيدان على أنغام الموسيقي الهادئة، ترمي نفسها بين ذراعيه تحاول طرد ذكريات الماضي التي هاجمتها فجاءة بعيدا، بعيدا للغاية، لن يحدث شيئا آخر، انتهي الشر، انتهي وللابد، اجفلت على صوت زيدان يسألها قلقا:
- مالك يا لوليا من ساعة ما كنا في الفرح وأنا حاسس أنك خايفة او قلقانة، في حد زعلك طيب...
حركت رأسها بالنفي دون أن ترفع رأسها عن صدرها ظل صامتا ينتظر منها إجابة، ليسمع تنهيدة قلقة متوترة خائفة للغاية خرجت من قلبها قبل شفتيها، شدت على عناقه تهمس بصوت خفيض مختنق:.
- افتكرت يا زيدان، واضح أن عمري ما هنسي أبدا، وأنت واقف قدامي ورافض أن ماكس يقرب مني، بتقوله أن أنا مراتك وحبيبتك وروحك مش هتسمح لحد ابدا يقرب مني، مر قدامي سنين عمري اللي عيشتها في كره وخوف منك بسببه، كان المفروض اكرهه واخاف منه هو، لعب بيا عيشني في ذعر من الناس كلها، قلبي بيتكوي لما بفتكر السجن الازاز اللي عيشت فيه سنين عمري بسببه...
توقف زيدان ليبعدها عنه قليلا فقط قليلا بسط يده أسفل ذقنها يرفع وجهها إليه يري دموعها المراقة بلا توقف، مسح دموعها يبتسم ابتسامة قاتمة سوداء غمزها بطرف عينيه يغمغم في وعيد قاسي:
- تيجي نعمل حاجة مختلفة ليلة فرحنا غيري هدومك، وتعالي معايا.
حين نظرت لعينيه فهمت ما يفكر فيه لم تكن لتفرض وقلبها يصرخ يكوي بنيران قهر لم تنطفئ ابدا، تحركت سريعا تبدل ثيابها، في حين نزع هو سترة حلته ورابطة عنقه التقط مفاتيح سيارته، أمسك بيدها ما أن انتهت ليجذبها معه إلى خارج الفندق، تحت نظرات الدهشة الموصبة ناحيتهم من قبل موظفين الاستقبال لماذا قد تخرج عروس بصحبة زوجها راكضة في ذلك الوقت، استقلت لينا السيارة جوار زيدان يشق طريق الليل إلى مخزن الصحراء، دقات قلبها تتصارع كلما اقتربوا أكثر وأكثر في جوف الليل وقفت سيارة زيدان امام المخزن الكبير، نزل أولا يفتح لها باب السيارة، امسك بكف يدها المرتعش يشد عليه برفق يصطحبها إلى الداخل أضاء الأنوار المغلقة لتقع عينيها على ذلك الشيطان الجالس فوق فراش قديم مهترئ ابتسامته الخبيثة التي احتلت ثغره ما أن رآها ارجفت قلبها عادت بعدها لذكريات قديمة وقف نائل بالكاد يخطو على قدميه فتح ذراعيه ضحك يغمغم ساخرا:.
- ايه دا لوليا حبيبة القلب هنا وحشتيني لا حقيقي وحشتيني
تسارعت أنفاسها تلك المرة غضبا، تشعر بالنيران تحرق خلاياها أجمع، يقف هنا على بعد خطوات منها يفصلهم باب من الحديد مد زيدان لها مفتاح الباب لتلتقطه منه فتحت القفل جذبت المزلاج الكبير وزيدان جواره يلصقها به خوفا عليها، ما إن دخلت إلى الغرفة تحرك نائل ناحيتهم يفتح ذراعيه على اتساعهما يغمغم ساخرا:
- حبيبة قلبي تعالي في حضن جوزك حبيبك.
كاد زيدان أن يهشم عظام وجهه حين أمسكت لينا بذراعه تنظر له تتوسله الا يفعل، هي من ستفعل، ضحك نائل عاليا حين امسكت لينا بذراع زيدان ليغمغم متشفيا:
- شوفت، شوفت لسه بتحبني أنا...
ارتسمت ابتسامة سوداء مخيفة على شفتي لينا تحرك رأسها بالإيجاب تقدمت ناحية نائل إلى أن صارت بالقرب منه تنظر له كارهه وكأنها تري شيطان من الجحيم في حين أنه كان يبتسم ذلك الفتي مختل مريض نفسي، رفعت يدها لتنزل على وجهه بعنف صفعة قوية تلتها اخري واخري واخري تصرخ فيه بشراسة:
- أنا هموتك، هقتلك، هاخد حقي منك...
لم يستطع نائل المقاومة خاصة وأن جسده بالكاد يحمله سقط أرضا تخرج الدماء من فمه وأنفه، يسعل الدماء بعنف، داست لينا بكعب حذائها على اصابع يسراه ليصرخ من الألم، بدأت تركله بقدميها تصرخ بحرقة:
- حس بكل لحظة عذاب أنا عيشتها بسببك، موت أنت شيطان، شيطان لازم يموت
بعنف تركله في بطنه صدره رقبته وجهه بحذائها الضخم اختارته خصيصا والأخير يصيح من الألم، سالت دمائه بعنف من وجهه زاغت عينيه يهمس لها بصوت ضعيف:.
- ارحميني
هنا تأجتت نيرانها المشتعلة احمرت عينيها نفرت عروقها تصرخ فيه بقهر:
- وأنت ما رحمتنيش لييه وأنت عيشتني عمري كله في عذاب وأنت بتقتل ابني وأنا بتدمر حياتي...
وضعت حذائها فوق صدره تضغط عليه بعنف ابتسمت تغمغم في قوة:
- أنا مش هقتلك الموت رحمة ليك، صدقني هتشوف عذاب سنين عمري اللي عذبتهالي.
ركلته للمرة الأخيرة ليصيح من الألم يغمض عينيه فاقدا للوعي، وقفت هي تلهث بعنف تتنفس بصعوبة دقاتها تتصارع تشعر وكأنها كانت تحترق جوار النار وسقطت في نهر بارد نيران غضبها هدأت انطفأت مؤقتا، نظرت له باشمئزاز قبل أن تبصق عليه، التفتت ناحية زيدان تبتسم في ارتياح، ليبتسم هو مد يده لها لتقترب منه سريعا تضع رأسها على صدره لف ذراعيه حولها يسألها:
- أحسن؟
حركت رأسها بالإيجاب سريعا تتنهد بارتياح ليبعدها عنه قبل جبينها ابتسم يهمس جوار اذنها:
- طب يلا نرجع الفندق، ما كملناش رقصتنا
ابتسمت بخفة تحرك رأسها بالإيجاب تتحرك بصحبته إلى الخارج دون أن تلقي نظرة واحدة على ذلك الملقي أرضا، فلا أحد ينظر للقمامة بعد أن يُلقيها.
كان يجلس على ضفاف النيل، باتت تلك عادته منذ أشهر ما أن ينهي عمله، يذهب للنيل يجلس هناك ينظر لسطحه يتنهد بين حين وآخر يتذكر ماضيه بالكامل منذ أن كان طفلا لم يعرف معني الحنان إلى أن بات رجل لا يملك لا قلب لا ضمير لا شئ فقط حقد وكره على الجميع المجتمع الناس حتى الاصدقاء، او بمعني ادق الصديق لم يكن له يوما سوي صديق واحد تآمر بشتي الطرق ليدمره وهو لم يلاقي منه شرا أبدا، كلما تذكر ما فعله به، وكاد يفعله بشقيقته يشعر بنيران بشعة تحرق صدره في تلك الليلة تحديدا اطال الجلوس مر الوقت دون أن يشعر لم تكن من عادته أن يتأخر ولا يعلم لما تأخر لذلك الحد، مرت صورة جاسر أمام عينيه لتدمع مقلتيه رفع وجهه ينظر للسماء يتنهد بحرقة يهمس راجيا:.
- يااارب.
رفع يديه يمسح دموعه قام من مكانه، يتحرك يود المغادرة حين رأي ضوء سيارة تقف بعيدا، نزل منها جاسر!، توسعت عينيه في دهشة ماذا يفعل جاسر هنا ولما يبدو مريضا يترنح في مشيته وقف يراقب صديق العمر لم يشعر بدموعه التي أغرقت خديه ينظر له بحسرة، في تلك اللحظة رأي رجلين من ملامحهم علم أنهم سكاري، كان عليه أن يتدخل الحمقي هربوا كالكلاب الضالة اقترب جاسر منه يريد شكره رآه كيف ترنح كان على وشك أن يسقط، في حين اندفع مراد يسنده سريعا، شد جسده يعيده إلى سيارته بجلسه على المقعد المجاور للسائق، جلس جواره ادار المفتاح الذي تركه جاسر عالقا في السيارة، يبحث عن أقرب مستشفي إلى أن أن وصل إلى إحداها، نزل سريعا يصيح في الممرضين خائفا:.
- بسرعة بالله عليكوا اغمي عليه فجاءة
تحرك الممرضين ومعهم مراد يضعون جاسر على سرير متنقل إلى أحدي غرف الطوارئ، وقف مراد خارجا قلبه يتفتت من الخوف كان أحمق غبي حاقد أعماه حقده وطعن صديقه، عض أنامله ندما مر الوقت بطيئا مخيفا إلى أن خرج طبيب شاب من الغرفة هرع مراد إليه يسأله مذعورا:
- طمني يا دكتور جاسر ماله
ابتسم الطبيب في هدوء يردف:
- ما تقلقش دا هبوط مش أكتر، أنا علقتله محلول شوية وهيفوق.
شكر الطبيب مرارا وتكرارا قبل أو يتوجه إلى غرفة جاسر رآه وهو مسطح على الفراش ملامح وجهه مجهدة يغمض عينيه نائما، محلول موصل بعرق يده، جذب مقعد يجلس جواره امسك بكف يده ينظر له للحظات قبل أن ينفجر باكيا يتمتم بحرقة نادما:.
- سامحني يا جاسر سامحني يا صاحبي، أنا آسف، كنت شيطان اذيتك كتير اووي وحاولت ااذي اختك الصغيرة وهي مالهاش ذنب، ما كانش في قلبي غير الحقد والكره والطمع، بس والله أنا اتغيرت عارف اتغيرت ازاي كنت في الحبس مرمي، بخطط ازاي لما اخرج انتقم منك، على اللي عملته، كان مكاني جنب الباب بتاع الحجز كنت ساند على رأسي بحاول أنام سمعت صوت عسكري من برة عمال يقول طول ما هو واقف او قاعد أنا مش عارف ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) وكان عمال يكررها كتير لدرجة اني بدأت اكررها وراه من غير ما احس، لساني بيقولها وأنا مش دريان، لحد ما بدأت أحس بيها، ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) ايوة أنا فعلا ظالم حاقد مؤذي، اذيت ناس كتير واتجبرت على ناس أكتر، عارف لما تحس أنها رسالة بفرصة تانية، لسان فضل يقولها لوحده ومن غير أحس دموعي بدأت تنزل، بيمر قدام عينيا كل اللي عملته في حياتي، كنت واثق أن واحد زيي مالوش توبة، رغم كدة فضلت ارددها كتير، لحد ما سمعت آذان الفجر كانت أول مرة في حياتي ادعي يا جاسر، أول مرة ادعي، بعدها بكام يوم جيت إنت وادهم وخرجتوني، نن بعدها توبت والله العظيم توبت وبدعي ربنا ليل مع نهار يقبل توبتي، ونفسي تسامحني يا صاحبي.
رفع مراد وجهه ينظر لجاسر النائم ما أن انهي حديثه دموعه النادمة تغرق وجهه توسعت حدقتيه حين رأي جاسر ينظر له، نظرات فارغة لا حياة فيها، نظرات صماء، نزع جاسر يده من يد مراد بوهن شديد، اشاح بوجهه في الإتجاه الآخر يحادثه بصوت خفيض متعب:.
- امشي اطلع برة، أنا حذرتك لو شوفتك تاني هموتك، امشي من هنا، ما تطلبش حاجة مستحيل هتاخدها، أنا عمري ما هسامحك، لما يتغدر بك من حد بيكرهه، بتبقي متوقع دا، إنما لما يبقي صاحب عمرك هو اللي يطعن بتموت ألف مرة من الوجع والقهر، امشي يا مراد، امشي من هنا، أنا اللي آسف بس مش هقدر اسامح ولا انسي.
اخفض مراد رأسه أرضا تنهمر دموعه بعنف، ماذا كان يتوقع أن يأخذه جاسر بين أحضانه يخبره بأنه سامحه بعد أخطائه البشعة، تنهد بحرقة يحرك رأسه بالإيجاب رفع رأسه للمرة الأخيرة يهمس بصوت مختنق من البكاء:
- ممكن اسألك سؤال، هو ممكن يجي يوم وتسامحني
أدمعت عيني جاسر لا يعرف حتى لما وشعر حقا بالغضب من نفسه حين شعر بالدموع تتجمع في مقلتيه مشفقا على حال ذلك الذي كان يوما صديقه، حبس أنفاسه يتمتم بصوت جاف بارد:.
- يمكن مين عارف
ارتسمت ابتسامة أمل كبيرة على شفتي مراد يحرك رأسه بالإيجاب رفع يديه يمسح دموعه بعنف يهمس ممتنا:
- شكرا يا جاسر، أنا هستني اليوم دا حتى لو كان آخر يوم في عمري عن إذنك، خلي بالك من نفسك.
قام من مكانه يتحرك لخارج الغرفة التفت برأسه ينظر ناحية جاسر الذي يشيح بوجهه ينفر من رؤيته، أغمض عينيه ندما كم يتمني ان يذهب إليه يعانقه يطلب منه السماح ولكنه سينتظر فبعض الأخطاء لا تغتفر بسهولة ابدا، حرك المقبض ليخرج من الغرفة يأخذ طريقه مشيا عائدا لبيته، مرت عدة دقائق على جاسر قبل أن يشعر بأنه أفضل حالا، انتصف جالسا يضغط على الزر المجاور له يستدعي الممرضة، التي جاءت سريعا سألها عما حدث لتخبره بالتفاصيل كاملة مدي خوف وهلع صديقه عليه حين جلبه، حتى أنه دفع حساب المشفي قبل ان يرحل، تركته وخرجت ليبقي جاسر ينظر للمقعد الفارغ الذي كان يجلس مراد على سطحه تنهد بحرقة يتمتم مع نفسه:.
- ما كنتش بس صاحبي يا مراد، كنت اخويا ودراعي اليمين وعكازي، مش سهل انسي اللي عملته يا صاحب عمري...
في صباح اليون التالي يوم الجمعة يوم العطلة، في غرفة حسام حيث ينام العروسين في هدوء، انزعجت سارة من أشعة الشمس التي صدمت وجهها فجاءة لتفتح لتعقد جبينها فتحت مقلتيها بقدر بسيط سرعان ما توسعت عينيها فزعا حين رأت حسام أمامها مباشرة صرخت مذعورة لينتفض الأخير من مكانه يصيح مفزوعا هو الآخر:
- ايه في ايه مين مات، مين اتقتل، حصل ايه
لم يكد يعي صدمته الأولي وجدها تصرخ فيه مذعورة تدفعه بعيدا عنها:.
- أنت قليل الأدب ومش متربي، بابا هيقتلك، أنت ازاااي نايم جنبي، ياباااابااا، الحقووووني
امسك ذراعيها التي لا تتوقف عن ضربه يصيح فيها محتدا:
- بسسس ايه سارينة وفتحت، يخربيت الجواز على اللي عايز يتجوز، أنتي مجنونة يا سارة، احنا اتنيلنا اتجوزنا امبارح، بصي على الفستان اللي انتي لابساه كدة.
اخفضت رأسها سريعا تنظر لفستان زفافها الأبيض لتتوسع عينيها في دهشة، صحيح كيف نسيت أنهما قد تزوجا بالأمس، اخفضت رأسها في حرج احمرت وجنتيها خجلا، ليصدح في تلك اللحظات صوت دقات عالية على باب غرفتهم وصوت خالد يحادث حسام محتدا:
- حسام، أنت يا حيوان اوعي تكون بتضربها...
ترك ذراعيها ينظر لها حانقا، جذبت بصوتها الرنان والده وطبعا ظن أن ولده الاحمق يضرب عروسه، تنهد يزفر أنفاسه تحرك يفتح الباب ليبصر والده بصحبة زوجته التي بادرت تصيح فيه محتدة:
- في اي يا حسام إنت بتضربها عشان نامت امبارح لا أنت مش طبيعي
توسعت عيني في دهشة انظروا من بات الوغد الدنئ الآن اشار لنفسه مذهولا يحرك رأسه نفيا بعنف ليصيح فيهم محتدا:.
- ايييه في ايييه حد قالكوا اننا دراكولا، سارة هانم نسيت اننا متجوزين أول ما شافتني نايم جنبها رقعت بالصوت، ولا كأنها شافت حرامي جاي يسرق أعضائها
أصفر وجه لينا حرجا من ظنها السئ بالفتي ولكنها فقط ارتعبت من صرخات سارة، تقدمت سارة من الباب تمسك طيات فستان زفافها بين يديها وقفت خلف حسام ابتسمت متوترة تتمتم في حرج:
- أنا آسفة أنا اللي عملت المشكلة دي، بس الوضع جديد عليا وكنت صاحية مش مركزة.
ابتسمت لينا في اتساع ما أن رأتها لتقترب منها تعانقها بقوة تغمغم في حبور:
- صباح الفل يا عروسة، ولا يهمك يا حبيبتي، يلا اجهزوا انتوا وحسام، عشان ساعة وهنسافر زيدان ولينا جايين في السكة
نظر حسام بطرف عينيه إلى خالد رأي ابتسامة الأخيرة المتشفية، اقترب خالد من حسام وقف جواره مباشرة يهمس له بصوت خفيض ساخر متشفي:
- دا أنا همسكها عليك زلة العمر كله، عارف هخليك تعملي عجين الفلاحة.
نظر حسام لسارة حاقدا الحمقاء والده سيجعله عبدا بلا أجر بسببها، انسحبت لينا تجذب خالد من الغرفة نظر الأخير لحسام يبتسم له متشفيا، ليصيح الأخير متحسرا:
- أنا مبتلي ومني لله عشان بقيت دكتور نسا، ياريتني كنت دخلت صنايع.
مرت ساعة نصف تقريبا قبل أن تتحرك الثلاث سيارات في طريقهم للقرية السياحية الشهيرة، مرت بضع ساعات إلى أن وصلت السيارات، استقبلهم صديق خالد يعطي لكل واحد منهم مفتاح غرفته تحرك الشابين أمامه قبل أن يتوجه كل منهما لجناحه سمعوا صوت خالد يردف:
- أنت رايح فين يا باشا منك ليه، هنروح نتغدي الأول أنا حاجز ترابيزة في مطعم هايل
حرك زيدان رأسه بالنفي تثأب يتمتم ناعسا:
- لا يا خالي خليها بعدين أنا تعبان وعايز أنام.
فعل حسام المثل تماما يغمغم سريعا:
- ايوة أنا كمان عايز أنام
نظر خالد لحسام يرفع حاجبه الأيسر ابتسم يغمغم متوعدا:
- بتقول حاجة يا حسام
شد حسام على اسنانه كور قبضته يطحنها تنهد يتمتم بحسرة:
- جعان، أنا جعان، يلا نروح نتغدي وحسبي الله ونعم الوكيل...
لقراءة جميع حلقات الرواية الجزء الرابع من هنا