
رواية أسير عينيها
الفصل السادس 6 والسابع 7 الجزء الثاني
بقلم دينا جمال
شخصت عينيها بفزع حتى كادت تخرج من مكانها القت كوب القهوة من يدها ليتهشم ارضا الي مئات القطع دقات قلبها تكاد تصم أذنيها تمنت في تلك اللحظة لو تنشق الأرض وتبتلعها
كادت أن تحرك قدميها حينما سمعته يهتف بتوعد: ما تتحركيش من مكانك.
هزت رأسها ايجابا بذعر تجسد في حدقتيها لتجده يقف أمامها بمنتهي الهدوء مد ذراعيه يحملها بخفة يسير بخطوات منتظمة هادئة ناحية باب الغرفة، وبرفق شديد وضعها علي الفراش، نظرت له بذعر تبلع لعابها بصعوبة بينما يقف يرمقها بنظرات حادة باردة كالصقيع
تحدث بهدوء: أنا قولت ايه قبل ما انزل
ردت بصوت مرتعش خائف: ما اتحركش من علي السرير
دس يديه في جيبي بنطاله: وانتي عملتي ايه
همست بخوف: أنا آسفة.
نظرت له بدهشة حينما وجدته يضحك، ضحك بقوة كأنها فقط تمزح معه ابتسمت رغما عنها ظنا منها أنه لم يغضب مما فعلت لتصرح بفزع حينما وجدته ينقض عليها في أقل من ثانية يقبض على ذراعيها بعنف يستند بأحد ركبتيه علي الفراش حتى يحكم قبضته عليها
نظرت لملاحه بذعر ملامحه غاضبة مفزعة نظراته مشتعلة حارقة.
نفرت عروق رقبته تصرخ مع صراخه الغاضب: انتي ايييييه يا شيخة حرررررررام عليكي اسمعيني بقي يا بت انتي عشان الكلام دا مش هعيده تاني، أنا مش هضحي بحياة ابني ولا بنتي عشان الست هانم مهملة ولا فاكرة نفسها لسه عيلة صغيرة، الحاجة الوحيدة اللي منعاني اني اكسر دماغك علي اللي انتي عملتيه انك حامل في ابني ولا بنتي اللي تعتبر اغلي حاجة عندي قسما بربي يا لينا لو اللي في بطنك حصله حاجة هحول حياتك لجحيم مفهووووم.
حركت رأسها ايجابا بلا توقف تنساب دموعها خوفا، ترك ذراعيها متجها ناحية نافذة تلك الغرفة اخرج احدي سجائره يحرقها بغضب، يشعر بأن دمائه تشتعل من شدة غضبه منها ومن نفسه مسح وجهه بعنف ليلقي بالسيجارة أرضا يسحقها تحت حذائه متجها الي المرحاض وضع رأسه تحت المياة الباردة علها تخمد تلك النيران ولو قليلا.
خرج من المرحاض ليجدها جالسة علي الفراش تنظر امامها استطاع رؤية الخوف الظاهر في عينيها تبكي بصمت، خرج من الغرفة متجها الي المطبخ
خالد بحدة: أنا سايبة أمانه في رقبتك يا دادة
رحمة: والله يا ابني صعبت عليا قعدت تتحايل عليا وخصوصا لما قالتلي انتوا بتعملوني علي اني مشلولة مشيتها والله ما يكمل خمس دقايق وبعدين قعدتها علي الكنبة وكنت عملالها قهوة بلبن وخفيفة جدا، اصل حرام يا ابني نفضل حبسينها كدة.
تركها وخرج من المطبخ ومن المنزل بأكمله ليته ما نسي ملف تلك الصفقة وعاد ليأخذه حتى لا يراها، كان سيمر الموضوع دون أن يغضب دون أن يفزعها
جلس في الحديقة يحرق سجائره بشراهة الي أن حل المساء
صعد الي اعلي ليجدها جالسة علي الفراش بعدما بدلت ملابسها ولفت حجابها فاليوم موعد زيارتهم الاسبوعية مع تلك الطبيبة حملها بجمود متجها الي أسفل كان أول الحضور دخلت غرفة الكشف.
الطبيبة مبتسمة: ازيك يا لوليتا، يلا نطمن على البيبي
نظرت له بخوف تهمس باضطراب: ممكن تخرج.
حرك رأسه إيجابا باقتضاب خرج من الغرفة دقائق مرت وجد الطبيبة تخرج هي الاخري تنظر له بضيق: خالد باشا زي ما الراحة مهمة عشان صحتها حالتها النفسية مهمة جدا جدا عشان صحتها وصحة الجنين ما كنش ينفع تعمل كدة، حط نفسك مكانها، الناس بتعاملك علي انك عاجز او مشلول، 24 ساعة علي السرير، ما بتتحركش خالص حتى لما بتعوز تروح الحمام انت بتشيلها، قدر موقفها يا باشا
خالد: انا خايف عليها.
الطبيبة: خايف عليها تقوم ترعبها كل مرة كانت بتصمم انك تقضل موجود معاها وانا بكشف عليها، المرة دي كانت مرعوبة وهي بتقولك اخرج علي العموم شهور الحمل الاولي خلاص قربت تخلص وهي صحتها بدأت تتحسن كتير عن الاول بس مش نحسن صحتها وندمرها نفسيا
هز رأسه إيجابا باقتضاب: تمام
الطبيبة: حاليا خليها تتحرك في محيط الأوضة وبعد اسبوعين هنكبر المحيط شوية
خالد: تمام.
كانت جالسة علي الفراش تشاهد التلفاز بشرود حينما دخل الي الغرفة تجاهلته اول مرة لتجده يجلس بجانبها يهمس بصوت مضطرب: أنا خايف
اتسعت عينيها بذهول لا تصدق أن تلك الجملة خرجت منه هو نطقت بلا وعي: أنت بتخاف زينا!
اضطربت حدقتيه يغمغم بارتباك: النهاردة عرفت يعني ايه خوف، لما شوفت خوفك مني لما حسيت أنك ممكن تضيعي مني، خوفت للي في بطنك يحصله حاجة مش عايز اعيش وجع موت ابني او بنتي تاني، لسه موت سما بيكوي في قلبي أنا عارف إن أسفي مالوش لازمة بس...
قاطعته حين وضعت كف يدها الصغير علي فمه تبتسم بحب: أنا السبب يا خالد أنا عارفة أنك خايف عليا بس والله أنا كنت زهقانة من قعدة السرير دا أنا ما شوفتش البيت من ساعة ما جيناه، لتبتسم بدلال: بس أنا بردوا عندي شرط عشان اسامحك
هز رأسه ايجابا بلهفة: اؤمري
همست بارتباك: عايزة اتمشي في الجنينة شوية
التقط هاتفه يطلب رقم تلك الطبيبة
خالد: مساء الخير يا دكتورة
سلوي: مساء النور يا افندم.
خالد: معلش ازعجتك بليل بس، انا كنت عايز لينا تنزل تتمشي شوية في الجنينة ينفع
سلوي: بلاش بليل، خليها الصبح علي الاقل تستفيد من اشاعة الشمس وربع ساعة بالكتير
خالد: تمام، شكرا يا دكتورة
اغلق خالد الخط ينظر لها بحزن يهز رأسه نفيا
لينا بحزن: يعني انا هفضل محبوسة علي السرير دا علي طول
ربط علي شعرها برفق: معلش يا حبيبتي
اعمل ايه ما باليد حيلة اهم حاجه صحتك
لينا: خلاص يا خالد انا تعبانة وعايزة انام.
خالد مبتسما: طب ايه رايك احكيلك حدوتة
لينا بفرحة: بجد هتحكيلي حدوتة ايه
وضع رأسها علي صدره يمسد علي منابت شعرها برفق
خالد بهدوء: هحكيلك حدوتة الشاطر خالد والاميرة لينا كان يا مكان كان في بنوته زي القمر اسمها لينا
ابتسمت لينا من كلامه ظلت تنظر اليه وهي يحكي لها قصه حبهما في شكل حكاية اطفال
الي ان غلبها النوم.
فابتسم هو وانهي الحكاية بقوله، واتجوزوا وعاشوا في تبات ونبات ثم وضع يده على بطنها برفق: وقريب هيبقي عندهم الصبيان والبنات
في صباح اليوم التالي
ايقظ خالد لينا برفق
خالد: لولو، لوليتا حبيبي اصحي
لينا بصوت ناعس: بس بقي يا خالد، عايزة انام
خالد: لاء، كفاية نوم كدة يلا قومي
لينا بضيق: حاضر
خالد: يلا قومي غيري هدومك عشان تفطري انا حطتلك هدومك في الحمام غيري بسرعة عشان نفطر
هزت رأسها ايجابا بطاعة: حاضر.
ذهبت الى المرحاض اغتسلت وبدلت ملابسها، الي فستان ابيض بنقط سوداء قصير يصل الي الركبة بحمالتين عريضتين
خرجت الي الغرفة الي تجاه مرآه الزينة لتمشط شعرها، تقدم خالد منها واخذ المشط من يدها وبدأ يسرح لها شعرها برفق
لينا: من امتي الحنية دي كلها
خالد: زي القطط بتاكلي وتنكري انا طول عمري حنين عليكي
لوت شفتيها بتهكم: بأمارة الي عملتوا امبارح.
خالد بجد: لينا انتي غلطتي صح ولا لاء وانتي عارفة ان انا ما بعرفش اتحكم في أعصابي
خلاص بقي انسي الي حصل امبارح
جدل لها شعرها برفق
خالد مبتسما: اكيد جوعتي يلا بقي عشان نفطر
هتفت بسخط: انت بتديني فرصة اجوع، دا انت بتزغطني 24 ساعة، لما بقيت شبه الفيل ابو تلت زلاليم
انفجر في الضحك حتى ادمعت عينيه
خالد ضاحكا: هههههههههههه، يخربيت تشبيهاتك مسخرة، يلا، يلا عشان نفطر
ذهبت باتجاه الفراش
خالد: رايحة فين.
لينا بضيق: رايحة اقعد كالعاده يعني عشان نفطر
امسك يدها: تعالي معايا
عقدت حاجبيها باستغراب فابتسم ورفع يدها وقبلها ثم جذب يدها برفق وخرج بها من الغرفة، نزل بها إلي الحديقة واجلسها علي احد الكراسي امامها طاولة مستديرة عليها طعام الافطار
نظرت حولها بسعادة وكأنها فقط طفلة صغيرة تري ذلك المكان لأول مرة لا تصدق أنها اخيرا خرجت من سجن غرفتها
ابتسم بهدوء عندما لاحظ ابتسامتها الواسعة: مش يلا بقي عشان تفطري.
نظرت ناحيته تهز رأسها ايجابا بحماس ابتسامة واسعة تزين شفتيها
تناولت الافطار شربت الحليب واخذت دوائها دون أن تجادله تلك المرة
داعبت نسمات الهواء المنعش وجهها برفق لتغمض عينيها هتفت بتمني طلب تعرف أنه مستحيل: نفسي اجري
غامت عينيه بحزن لا ينكر أنه اصبح يسجنها منذ بدء فترة حملها بسبب تحذيرات تلك الطبيبة ليهتف بابتسامة صغيرة مرحة: طب ما ينفعش نمشي انا راجل عضمة كبيرة مش حمل الجري.
ضحكت بمرح لتهز رأسها إيجابا سريعا، قام معها محطيا كفتيها بأحد ذراعيه ممسكا كف يدها بيده الاخري يتحرك معها ببطئ تعليمات الطبيبة واضحة فقط عشر دقائق لا تزيد ولو ثانية، تحرك معها بهدوء كانت تنظر حولها بانبهار كأنها لم تري تلك الحديقة من قبل
اما هو فكانت عينيه تتابع عقرب ساعته بحذر
لتسمعه يهتف فجأة: كفاية كدة يا لينا
هزت رأسها نفيا سريعا: لاء يا خالد عشان خاطري شوية كمان
قطب جبينه هاتفا بحزم: لاء.
امسكت كف يده تهتف برجاء: عشان خاطري
هتف بضيق: لاء
تقوست شفتيها بحزن تهتف باكية بنوبات اعتاد عليها مند بداية حملها: كدة يا خالد يعني أنا ماليش خاطر عندك
لتشرع في بكاء مرير، جعلته يهتف علي مضض: مااااشي بس خمس دقايق بس
قفزت بسعادة تصيح بفرح: حبيبي يا خالد
اتسعت عينيه بفزع ليمسك بها سريعا هادرا بعنف: انتي اتجننتي يا لينا اوعي تعملي كدة تاني.
هزت رأسها ايجابا بألم صرخ فجأة في احشائها من تلك الحركة العنيفة الحمقاء
نظر لها بحذر تحول إلي فزع عندما لاحظ بقعة الدماء التي بدأت تنتشر بعنف علي فستانها الأبيض
لينا صارخة بألم: الحقني يا خالد بطني بتقطع ااااااااه
حملها سريعا غرفتها يبحث عن الهاتف بجنون اتصل بالطبيية يصرخ فيها لتأتي مسرعة، بالفعل دقائق وكانت امامه، بدأت بفحصها.
الطبيبة: الحمد لله جت سليمة واضح انها اتحركت حركة عنيفة شوية الحمد لله وقفت النزيف بس طبعا تامة تفضل نايمة علي ظهرها لمدة أسبوعين علي الاقل
تنهد بارتياح: شكرا يا دكتورة
رحلت الطبيبة ليدخل الي غرفتها جلس على احد الكراسي واضعا وجهه بين كفيه
سألته بشخوب: مالك يا خالد.
رفع وجهه لها ينظر لها بارهاق: انا تعبت، مش عارف القيها من مين، منك و من حملك ولا من الشغل وكمية الجزاءات الي باخدها بسبب غيابي طول الوقت، لينا انا تعبت بجد
تعبت بحاول اعمل اي حاجة عشان صحتك وصحة الي في بطنك وانتي مش متعاونة يا لينا عنيدة ودماغك ناشفة وما بتسمعيش كلامي هيحصل ايه لو سمعتي كلامي وانتي عارفة ان انا ببقي خايف عليكي ليه يا لينا ليه لو مش عايزة البيبي يا لينا قوليلي بدل ما تعملي كل دا.
انا اقدر اعيش من غير اطفال بس ما اقدرش اعيش من غيرك، نفسي مرة اروح شغلي وانا مطمن عليكي، اخر مرة روحت شغلي رجعت لقيتك قاعدة تحت مع اني حذرتك ما تنزليش من سريرك اعملي الي انتي عيزاه يا لينا انا تعبت وزهقت
قام متجها الي المطبخ يحضر لها بعض الطعام حتى تأخذ الدواء
وضعه أمامها ببرود: الاكل عايزة تاكلي كلي مش عايزة ارميه في الزبالة
هم بالخروج من الغرفة عندما استوقفه همسها: خالد.
اجاب ببرود دون أن يلتفت لها: نعم
فركت يديها بتوتر: انا اسفة اوعدك هسمع كلامك كله بعد كدة بس ما تزعلش مني، لتهتف بابتسامة شاحبة وبعدين يا لودي لو ما اتدلعتش عليك انت هتدلع علي مين
التفت لها واضعا يديه في جيبي بنطاله يحاول إخفاء ابتسامته بقناعه البارد: ولو ما سمعتيش الكلام
اسبلت عينيها ببراءة: هسمعه والله
تنهد بتعب مبتسما بيأس: اما نشوف
ليلا ايقظته تهتف بضيق: خالد يا خالد اصحي يا خالد.
فتح عينيه بنعاس يهتف بخمول: نعم يا حبيبتي
قالت بارتباك: أنا عايزة مانجا ريحة المانجا مالية الأوضة أنا عايزة مانجا دلوقتي
خالد بخمول: الصبح
لينا بضيق: لاء دلوقتي نفسي رايحالها دلوقتي
عض علي شفتيه بغيظ: حااااضر.
قام بتعب من علي الفراش بدل ملابسه نزل وركب سيارته باحثا عن محل مفتوح يبيع لبيع الفواكة في هذه الساعة المتأخرة من الليل وبعد ساعات استطاع شراء صندوق من المانجا عاد اليها، فبدأت تأكل تلك الفاكهة بنهم حتى انها لوثت فهما ويديها وملابسها
خالد بذهول: براحة يا لوليتا
رحمة: سيبها يا ابني هو الوحم كدا.
ظل جالسا بجانبها الي أن انتهت من طعامها بعد أن احدثت فوضي عارمة في الغرفة ليجدها قد نامت، احضر منشفة صغيرة مبتلة وبدأ يمسح وجهها ويديها وينظف ملابسها ورحمة تحاول ضب تلك الفوضي
في اليوم التالي ليلا استيقظ علي صراخها ليلا
لينا صارخة: اصحي يا خاين يا بتاع البنات
هب جالسا ينظر لها بصدمة: في ايه يا لينا انتي كويسة
لينا صارخة: أنا بكرهك يا خاين يا حيوان
ردد بذهول: خاين.
صاحت بغيظ: ايوة خاين، أنا شوفتك يعيني وأنت مقعدها جنبك وعمال تهزر معاها
صاح بصدمة: شوفتيني فين وهي مين دي
لينا صارخة؛ الست جودي بتاعتك، شوفتك في الحلم كنا راكبين أنا وانتي وهي عربية كبيرة، وقعدتها جنبك وقعدت تهزر معاها وسبتني أنا واقفة، ثم بدأت في بكاء لا نهاية له
لطم خده بيأس نظر الي السماء هاتفا: لله الأمر من قبل ومن بعد الصبر من عندك يا رب
في ذلك اليوم الذي يعتبر من أسعد أيام حياته.
لينا: خالد هو احنا هنروح للدكتورة أمتي
هتف بضيق: في ايه يا لينا دي تاسع مرة تسأليني نفس السؤال واجاوبك نفس الاجابة الساعة 5
لاحظ انها تراقب الساعة وتنظر لها برجاء كأنها ترجوها ان يمر الوقت سريعا
رفع حاجبه بشك: في ايه يا لينا اول مرة تبقي ملهوفة اوي كدة علي ميعاد الكشف
لينا بعند: مش هقولك مش حضرتك كننت مشغول المرة اللي فاتت وما جتش معايا.
خالد ضاحكا: دا علي أساس ايه بالظبط، يا بنتي دي العيادة في العمارة اللي في وشنا، ليكمل بجد وبعدين انتي عارفة انا ما برحش الشغل غير يوم واحد في الأسبوع عشان اخلص فيه شغل الاسبوع كله، وعلي حظك بقي طلع اليوم دا هو يوم الكشف
ابتسمت بخجل: انا اسفة يا حبيبي انا عارفة اني تعباك معايا خالص
خالد مبتسما: انا مستعد اتعب طول عمري عشان اشوف الابتسامة الحلوة دي
( وانتوا عاملين ايه ).
ابتسمت بخجل: خلاص هقولك النهاردة الدكتورة هتقولي نوع الجنين ايه
اتسعت عينيه بفرحة: بجد حرام عليكي يا لوليتا ازاي تخبي عليا خبر زي دا
لينا مبتسمة: قولي بقي يا سيدي عايز ولد ولا بنت
خالد مبتسما: انا قولتلك قبل كدة علي فكرة
لينا: يعني مش هتزعل لو ما طلعش ولد
خالد سريعا: أزعل دا انا هبقي أسعد إنسان في الدنيا ان ربني رزقني ببنوتة حلوة شبهك، ملاك صغيرة.
ومرت الساعات ببطء الي ان جاء أمر الافراج وذهبا الي عيادة تلك الطبيبة
كان يقف بجانب لينا وهي نائمة على الفراش الطبي يمسك احدي يديها تلتهم عينيه جهاز السونار يحاول معرفة نوع الجنين
الطبيبة مبتسمة: واضح انها شقية وبتتحرك كتير زي مامتها
اتسعت عينيه بفرحة: بنت بجد، الحمد لله يا رب الحمد لله
احتضن لينا بسعادة مقبلا يديها وراسها
خالد بسعادة: انا بحبك اوي يا لينا بحبك اوي
Back.
فاق من شروده الطويل عندما وصلت السيارة الي الفيلا
نزل منها يبحث عن طفلتيه وجدهما يرتديان فستانين متشابهين باللون الأزرق
فستان لينا طويل وواسع وعليه حجاب ابيض، أما فستان الصغيرة بحمالتين عريضتين ومنفوش من الاسفل وترتدي صندل ابيض صغير
ابتسم بسعادة: ايه الجمال دا، اجمل حوريتين في الدنيا بتوعي انا لوحدي
لوليتا: ب. ا. ب. ا
خالد: قلب بابا والله انتي وماما
لينا: ايوة كدة
خالد ضاحكا: طب يلا نشوف هنجيب ايه.
ركبوا جميعا السيارة كانت لوليتا الصغيرة تتكلم بطريقة طفولية مضحكة وهي تنظر لخالد
لوليتا: لللللل، ببووووف تتتتبب فففففوووو
هز رأسه إيجابا باهتمام: صح، صح عندك حق
لوليتا: تتتتتت فوووووافففف لللللا
قطب جبينه بدهشة: بجد تصدقي وانا الي كنت فاهم غلط
لينا: هو ايه دا انت فاهم هي بتقول ايه
ابتسم بمرح: لاء بس واضح انه هو موضوع مهم
لينا ضاحكة: موضوع مهم هههههههههههه
وصلت السيارة الي احدي المولات.
خالد: وصلنا يا اميراتي انزلوا
حملت لينا لوليتا ونزلا من السيارة فأخذها منها خالد
خالد: عشان ما تتعبش دراعك
حمل الصغيرة علي احد ذراعيه وامسك يدها بيده الاخري ودخلا الي المول
لينا: هنشتري ايه الأول
خالد: اممم، هنشتري فساتين ليكوا الاول
لينا مبتسمة: ماشي
ذهبا الي احدي المحلات الكبيرة
خالد: ها يا ستي اختاري كل الي يعجبك، ثم نظر الي لوليتا وانتي مش هتختاري
لوليتا: فوووووووف
خالد: انا قولت كدة بردوا.
لينا: قالتلك ايه
خالد: قالتلي اختار انت يا بابي عشان انت ذوقك يجنن
لينا: يا سلام، ماشي، ماشي هصدقك
خالد: طب يلا روحي شوفي هتختاري ايه
لينا: لاء
خالد: ليه بقي
لينا: اختار انت يا بابي عشان ذوقك يجنن
خالد ضاحكا: مشكلة، انتي مشكلة، تعالي يلا
بدأ يختار لها العديد من الفساتين، اعجبت بهم كثيرا
لينا: استني بقي هروح اقيسهم
خالد: تقيسي فين يا هبلة انتي
لينا: ايه يا خالد، هقيس الهدوم افرض طلع مقاسها مش مظبوط.
خالد: لا انا واثق ان المقاسات مظبوطة، وحتي لو مش مظبوطة مش هتقيسي في المحل
لينا: ليه يا خالد
خالد: من غير ليه انا قولت لاء يعني لاء شوفي هتاخدي ايه تاني
ابتعدت عنه قليلا تشاهد الملابس وتختار ما تريد
احم، دكتورة لينا
التفت خلفها فوجدت رجل في الثلاثينات من عمره، بجانبه طفلة صغيرة تبدو في الخامسة
لينا: ايوة يا افندم
مد الرجل يده وصافحها
طارق: انا المهندس طارق سليم
لينا: اهلا و سهلا يا باشمهندس خير.
طارق: اكيد حضرتك مش فكراني، انا بس عايز اشكر حضرتك عشان انقذتي حياة بنتي، من اكتر من 3سنين انقذتي حياتها لما لحقيتها وعملتلها عملية الزيادة قبل ما تنفجر في بطنها
لينا مبتسمة برسمية: دا شغلي حضرتك، انا ما عملتش غير واجبي
طارق مبتسما: يا ريت كل الناس تخلص في شغلها زي حضرتك.
مد يده ليصافحها مرة اخري فمدت لينا يدها ولكن ما فجاءة إن ذلك الرجل رفع كف يدها يقبله قطبت جبينها بضيق كادت ان ترد وتوبخه عندما جائها صوته الغاضب من خلفها
مش تعرفينا يا دكتورة.تبع
رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل السابع
مش تعرفينا يا دكتورة
اتسعت عينيها بفزع كادت أن تبكي من الصدمة سحبت يدها سريعا من يد ذلك الرجل، التفت خلفها تبتسم بارتباك تهتف بتلعثم تشعر بأن لسانها لا يريد التحرك: دا، ددددا، دا بببباشمهندس، طاارق سليم
رفع حاجبيه بدهشة مصطنعة يهتف بتهكم: اقدر اعرف باشمهندس طارق كان بيبوس ايد مراتي ليه
تدخل طارق يدافع عن نفسه: ابدا يا افندم انا بس كنت بشكرها علي مساعدتها لبنتي.
ليمد يده يصافحه بابتسامة واسعة: طارق سليم
مد خالد يده يسحق أصابع ذلك الرجل في قبضة يده هاتفا من بين أسنانه بابتسامة صفراء: خالد السويسي
ابتسم طارق بألم يحاول تخليص يده من يده خالد: احم، تشرفت بمعرفة حضرتك يا افندم
احتدت عيني خالد بغضب يهتف بحدة: أنا لاء ولو شوفتك مرة تانية ولو صدفة هندمك علي اليوم الي اتولدت فيه مفهوم يا شاطر
هز طارق رأسه إيجابا بسرعة يبلع لعابه بخوف: مفهوم يا افندم عن اذنك.
رحل طارق او بمعني أصح فر هاربا ليتلفت هو الي تلك التي ترتجف ذعرا ليجدها تهمس بخوف: والله يا خالد هو اللي باس ايدي والله
ابتسم بهدوء مرعب يهتف بنبرة متوعدة: مش قدام الناس قدامي علي البيت يلااااا.
مشت امامه قدميها ترتجف كالهلام تصطك اسنانها ببعضها بالكاد تستطيع التقاط أنفاسها وصلت للسيارة لتجده يفتح الباب الخاص بها، ركبت بتردد ليضع الصغيرة على قدميها ومن ثم التف حول السيارة ليجلس مكانه استقل السيارة يقود بهدوء شديييييد.
لينا في نفسها: استرها يا رب دا خالد هيولع فيا، غبية يا لينا غبية أنا وهو متفقين لا هو يسلم علي ست غريبة ولا أنا اسلم علي راجل غريب، هزت صغيرتها برفق تحاول ايقاظها تهتف في نفسها برجاء، اصحي يا لوليتا وحياة ماما يا حبيبتي ما تنامي دا أنا كنت ناوية اتحامي فيكي لما نروح، قومي يا لوليتا بابا هيعمل من ماما بطاطس محمرة
ليأتيها صوته البارد يهتف بتوعد: سيبي البنت نايمة ما تصحيهاش.
هتفت بصوت مرتجف: لاء دي هي صاحية مش انتي صاحية يا حبيبتي
ولكن للأسف كانت الصغيرة تغط في نوم عميق
بعد مدة قصيرة وصلت السيارة الي المنزل لتنزل لينا سريعا من السيارة وهي تحمل الصغيرة متجهه الي اعلي لتتجمد مكانها حينما سمعت صوته الغاضب يهتف: استني عندك
بلعت لعابها الجاف تضم الصغيرة النائمة لصدرها تهمس بصوت خفيض؛ لوليتا نايمة هطلع احطها في سريرها.
اغضمت عينيها بخوف تضغط عليهما حينما سمعت صوته يصدح مناديا: ررررحمة
جاءت الخادمة مسرعة: ايوة يا ابني
هتف بنبرة جامدة وهو يركز انظاره علي لينا يرمقها بتوعد: خدي البنت نيميها في سريرها وخليكي جنبها.
هزت الخادمة رأسها ايجابا لتتجه ناحية لينا التقطت الصغيرة من بين يديها تحملها برفق متجهه الي اعلي، لتشعر تلك المسكينة بقبضة فولاذية تجذبها خلفها بعنف متجها الي غرفة مكتبه دخل المكتب فترك يدها بعنف مغلق الباب خلفه بالمفتاح
انكمشت في نفسها تطالعه بذعر تهمس بخوف: والله العظيم يا خالد هو اللي باس ايدي أنا ماليش دعوة.
اقترب منها بهدوء خطوات ثابتة جامدة كل خطوة يخطوها للأمام تخطو مثلها للخلف تبحث حولها بذعر علها تجد مخرج ينقذها منه لتشهق بذعر حين ارتطم ظهرها بالحائط خلفها
لتجده يقف أمامها مباشرة لا يفصله عنها سوي بضع انشات
ليتجده يرد بهدوء: وانتي مدتي ايدك من الأول ليه اصلا ولا هو كمان الي شد ايدك
سلمتي عليه ليه يا لينا احنا مش في بينا اتفاق
همست بذعر تجسد في مقلتيها: ههو كااان بيشكرني.
فتح ذراعيه علي اتساعهما بحركة درامية يهتف ساخرا: فانز الدكتورة لينا الشريف
لتسود عينيه بغضب قبض علي كف يدها يصيح بصوت افزع كل من في الفيلا: ايدك دي ملكي فااااااهمة مش من حق حد يلمسها غيري مش من حقك تقفي تتكلمي مع راجل غيري، انتي ملكي كل حتة فيكي عليها صك ملكية خالد السويسي مش من حقك تسلمي على راجل غيري مش من حقك حتى تبصي لراجل غيري فاااااهمة.
كانت تحرك رأسها ايجابا بلا توقف تنساب دموعها رغما عنها تشعر بأن كف يدها سيخلع في يده خرجت منها شهقة باكية رغما عنها ليفيق من دوامة الغضب التي اغرقته نظر لكف يدها الازرق من شدة ضعطه عليه، انتفض بعيدا عنها يصرخ بغضب اتجه ناحية المكتب ركله بقدمه ليسقط ارضا بكل ما عليه بينما صرخت بفزع تضع يديها علي اذنيها لتسمعه يصرخ بغضب: أنا بكرهك يا لينا وبكره قلبي اللي بيعشقك دايما بتغلطي وانتي عارفة اني ما بعرفش اتحكم في نفسي وفي الآخر ببقي أنا الوحش الشرير وانتي الطيبة البريئة.
اتجه لها كانت جالسة في ذلك الركن تضم ركبتيها لصدرها جلس علي ركبتيه أمامها يهتق بألم: انتي ليه بتعملي فيا كدة ليه بتخليني اعمل فيكي كدة ليه يا لينا
التقط كف يدها يمسح عليه برفق بينما تنظر له بذعر تنساب دموعها بصمت لتهمس بارتجاف من بين شهقاتها: أنا مش ملكك عشان عليا صك ملكيتك زي ما بتقول أنا ملكك عشان أنا بحبك وعمري ما بصيت لراجل غيرك حتى وأنت مش موجود وعمري ما حبيت ولا هحب حد غيرك.
رفع كف يدها يقبله بحنان لتبتسم بحزن هو لا يصالحها هو فقط يمحي بصمة ذلك الرجل ليضع بصمته هو
قاطع تلك اللحظات المشحونة دقات علي باب الغرفة تركها وذهب ناحية الباب فتحه ليجد احدي الخادمات تهتف: ياسمين هانم وفارس بيه مستنينك في اوضة الصالون يا باشا
خالد: طب روحي شوفيهم يشربوا ايه
هزت الخادمة رأسها ايجابا باقتضاب: حاضر يا باشا
وجدها خلفه تهتف بنبرة خافتة: أنا هطلع اطمن علي لوليتا وهنزل تاني.
أومأ إيجابا ينظر لها بندم راقب صعودها لأعلي ليتجه بعدها الي غرفة الصالون فتح ذراعيه يستقبل اخته بابتسامة دافئة: وحشتيني يا سيما عاملة ايه يا حبيبتي، ربط علي بطنها برفق والعسل دا صحيح هو ولد ولا بنت
ابتسمت بخجل تهتف بابتسامة واسعة: ولد
اجلسها بجانبه يحيط كتفيها بذراعه هتف بابتسامة واسعة: الف مبروك يا حبيبتي، ها هتسموه ايه
ابتسم فارس يهتف بشغف وهو ينظر لياسمينته: هنسميه غيث.
قبل جبين اخته متمتا بسعادة: مبروك يا ام غيث
وقفت بجانب باب تلك الحجرة تنظر لحنانه الزائد وهو يعامل اخته بحرمان هل بدأت تشعر بالغيرة من شقيقته ربما يغدقها به ويحرمها هي منه، فاقت من شرودها علي صوت فارس يهتف بود: تعالي يا لوليتا واقفة عندك ليه.
اشار لها خالد بأن تجلس بجانبه جلست بجانبه فمال يقبل جبينها يهمس بابتسامة ماكرة: عارف أنك لسه زعلانة لاء وكمان فاكرة اني حنين علي يا ياسمين وانتي لاء بس استني لما العيال الرخمة دي تمشي وأنا هصالحك، غمز لها بوقاحة لتتسع عينيها بخجل توهجت وجنتيها بالدماء
فارس بمكر: احم احم نحن هنا
كان لقاء عائلي لطيف ساده جو من المزاح والضحك رحل فارس وياسمين بعد عدة ساعات.
مطت ذراعيها في الهواء تهتف بنعاس: أنا نعسانة خالص وعايزة أنام
فتح فمه ليرد عندما قاطعه رنين الهاتف
خالد: ايوة يا علي
علي بلهفة: الحقني يا خالد
خالد: في ايه يا ابني
علي بلهفة: لبنى، لبني مقبوض عليها في قضية مخدرات
نظر للينا التي تنظر له باستفهام ليبتسم ابتسامة صغيرة مزيفة: طب ابعتلي العنوان وأنا جايلك علي طول
اغلق الخط ليجدها تنظر له بحيرة تهتف بقلق: في ايه يا خالد.
ابتسم ليطمئنها: ما فيش يا حبيبتي مشكلة بسيطة كدة في الشغل ساعة زمن بالكتير وراجع
بدل ملابسه سريعا ذاهبا الي قسم الشرطة
دخل الي القسم فوجد علي يقف أمام احدي الغرف اتجه نايحته ليهتف علي بلهفة ما أن رآه: خالد كويس انك جيت
خالد: في ايه فهمني ايه اللي حصل.
هز رأسه نفيا بقلق: ما اعرفش ما اعرفش أنا كل اللي فهمته منها ان واحدة صحبتها ادتها شنطة تشيلها معادها كأمانة عشان هي مسافرة لبنى خدتها بحسن نية وهي راجعة البيت في السكة كان في كمين الظابط لما فتش الشنطة لقي فيها مخدرات
خالد: طب صحبتها دي اسمها ايه ولا ساكنة فين
هتف بانفعال: ما اعرفش يا خالد ما اعرفش هي قالتلي الكلمتين دول والعسكري خدها علي مكتب الظابط.
ذهب خالد ناحية العسكري: ادخل قول للظابط خالد باشا السويسي
هز العسكري رأسه إيجابا ودخل الي غرفة التحقيق
ثم خرج اليه مرة اخري
العسكري: اتفضل يا باشا
دخل خالد الي الغرفة فوجد أحد أصدقائه
قام أيمن وصافح خالد
أيمن مبتسما: خالد باشا نورت مكتبك يا باشا
خالد مبتسما: ازيك يا أيمن عامل ايه
أيمن: بخير يا باشا، اخبارك ايه
خالد: تمام الحمد لله، ثم نظر ناحية لبني
خالد: سيبنا يا أيمن مع بعض
أيمن: مكانك يا باشا.
خرج أيمن من الغرفة، ليلتفت الي لبنى هاتفا بجد: احكيلي بقي الي حصل
نظرت له بضيق تلوي شفتيها بتهكم
فزفر بضيق: لبنى أنا عارف انك ما بطقنيش بس أنا هنا عشان أخويا، لو سيبتك هتاخدي خمسة وعشرين سنة تهمة اتجار بالمخدرات.
تنهدت لبنى بضيق وبدأت تتكلم: كنت بلم حاجتي عشان أمشي فجت واحدة زميلتي في الجرنان اسمها مني اديتني شنطة سودا وقالتلي أن في فيها فلوس وأنها مسافرة وعايزة تشيلهم أمانة عندي خدت منها الشنطة ورحت ركبت العربية وأنا معدية علي كمين الشنطة لفتت نظر الظابط وقالي افتحيها ما رضتش في الاول وقولتله دي أمانة وما ينفعش افتحها، فخدها مني وفتحها ولقي فيها كيس بودرة.
هز رأسه إيجابا باهتمام يسألها بهدوء: حد شاف البنت دي وي بتديكي الشنطة
هزت رأسها نفيا ليكمل: طب تعرفي هي ساكنة فين
قطبت جبينها بحيرة تفكر: افتكرت آه عارفة
خالد: طب ما تقلقيش قبل بكرة هتكوني في بيتك
خرج من الغرفة فوجد أيمن ينتظره في الخارج بصحبة علي
خالد: عايزك يا أيمن
هز ايمن رأسه إيجابا وذهب معه الي غرفة التحقيق مرة اخري
بعد مدة قصيرة خرجت لبنى بصحبة خالد من الغرفة.
علي بلهفة: لبنى انتي كويسة، لينظر لخالد بلهفة، خلاص هتخرج مش كدة
خالد: آه بس هتروح مشوار صغير الأول
نظر خالد للبني نظرة ذات مغزي فهمت معناها فهزت رأسها ايجابا
علي بقلق: هي هتروح فين
خالد: ما تقلقش يا علي أنا اكيد مش هأذي مرات اخويا، يلا يا لبني
تركتهم لبنى وخرجت من القسم معها تلك الحقيبة السوداء استقلت سيارة أجري الي مكان معين بعد وقت ليس بالقليل وصلت لبنى الي وجهتها.
صعدت علي درجات سلم تلك العمارة الي أن وصلت الي تلك الشقة فدقت علي الباب.
دقائق الي أن فتح الباب لتطالعها الواقفة امامها بصدمة جعلت لبنى تبتسم بسخرية حينما تذكرت كلام خالد: انتي هتخرجي ومعاكي الشنطة اللي فيها المخدرات وهتروحيلها وجودك ومعاكي الشنطة هيربكها وخصوصا انها مبلغة عن المخدرات اللي في الشنطة يعني متأكدة انك محبوسة لما تلاقي قدامها فجاءة هترتبك فهتغلط ساعتها أنا اللي هصلح الغلط، فاقت علي جملة تلك الفتاة
مني بصدمة: لبنى انتي خرجتي ازاي!
ضحكت ساخرة: يعني انتي قاصدة تديني الشنطة وتحطي فيها مخدرات
مني غاضبة: مخدرات ايه يا اختي انتي جاية تلبسيني مصيبة
القت لبنى الحقيبة في وجهها تهتغ بحدة: شنطتك دي ولا لاء
تخصرت تهتف ساخرة: لاء واعلي ما في خيلك اركبيه
لبني غاضبة: أنا عملتلك ايه عشان تلبسيني المصيبة دي.
مني بغيظ: عشان من ساعة ما ساعتك جيتي الجرنان وكلهم بيشكروا فيكي عمالة تاخدي مكفاءة ورا التانية بقيتي بتاخدي اربع اضعاف مرتبي في سنة واحدة عمالة تتنططي من هنا لهنا قال ايه بتغطي الأخبار، حتى الترقية الي كنت مستنياها خدتيها مني
لبني غاضبة: تقومي تحطيلي مخدرات عايزة تلبسيني مصيبة
مني غاضبة: أيوة انا الي حطتلك المخدرات في الشنطة عشان اخلص منك بأي طريقة بس انتي ايه يا شيخة انتي خرجتي ازاي اصلا.
أصل ليه ضهر ما يضربش علي بطنه
هتف بتلك الجملة وهو يقف جوار لبنى يضع يديه في جيبي بنطاله هتف بابتسامة واسعة:
انا مش عارف اشكرك ازاي علي الاعتراف دا
اشار بيده ناحية السلم فصعد أيمن ومعه بعض العساكر والقوا القبض علي مني
صرخت بغضب: هقتلك يا لبنى مش هسيبك لو آخر يوم في عمري هموتك
سحب العساكر مني الي البوكس بينما اخد خالد علي ولبني الي سيارته
خالد: أظن الي حصل دا يعلمك ما تأمنيش لحد زيادة عن اللزوم.
علي مبتسما بامتنان: شكرا يا خالد مش عارف اشكرك ازاي
خالد: عيب عليك ياض دا احنا اخوات
لبني مبتسمة باصفرار: ميرسي يا خالد
خالد: العفو علي ايه بس ابقي خدي بالك بعد كدة
لبني بضيق: خلاص أنا مش صغيرة
التوي جانب فمه بابتسامة ساخرة: ما هي المصيبة انك مش صغيرة
اوصل خالد علي ولبني الي منزلهم ثم انطلق عائدا الي منزله.
جلست فريدة جوار تلك الصغيرة تهتف بحنان: يا لوليتا كلي يا حبيبتي بقالك كام يوم ما بتكليش حاجة خالص
هزت رأسها نفيا بعند تعقد ساعديها: لاء مش هاكل غير لما خالد يجي لما خالد يعرف أن لوليتا ما كلتش هيجي علي طول
سمعت صوت والدها يهتف بقسوة: ما فيش خالد تاني انتي فاهمة يا بت انتي
صرخت باكية: لاء في خالد، خالد مش بيسيب لوليتا أنت شرير انت اللي خدتني بعيد عن خالد.
جذبها من ذراعها بعنف يصيح بغضب: اسمعي بقي يا بت انتي أن كنت ما اعرفتش اربيكي المدة اللي فاتت عشان كنت مشغول عنك فأنا فضلتك وحسك عينك اسمعك بتقولي خالد تاني فاااااهمة
صرخت بعند طفولي: لاء مش فاهمة أنا عايزة أنا مش عايزاك أنت، انا بكرهك إنت وحش وشرير
هتف بنبرة تحمل قدر كبير من التوعد: أنا هوريكي الشرير هيعمل ايه.
سحبها من ذراعها بعنف متجها الي غرفتها خلفه فريدة تصرخ فيه أن يترك الفتاة القاها في الغرفة جذب سلك الكهرباء الخاص بالغرفة لينقطع، هاتفا بتوعد: مش أنا وحش وبتكرهيني أنا هخليكي تكرهيني بجد، اغلق الباب عليها واوصده بالمفتاح من الخارج
ركضت ناحية الباب تدق عليه بعنف تبكي بخوف: افتح الباب، افتح الباب أنا ما بحبش الضلمة، يا ماما، افتحي للوليتا الباب.
بينما في الخارج كانت فريدة تصرخ في جاسم ليصفعها بغضب ومن ثم ترك المنزل وخرج
جلست تلك الصغيرة جوار الباب ضامة ركبتيها لصدرها ترتجف من عنف شهقاتها تهتف بصوت ضعيف: الدنيا ضلمة، افتح الباب، خالد أنت فين، ضلمة، ضلمة، لوليتا بتخاف من الضلمة
لوليتا، لوليتا فوقي يا حبيبتي دا كابوس، لينا اصحي يا لينا
بدأ جسدها يرتجف بعنف تبكي بغزارة وهي نائمة تردد كلمة واحدة: ضلمة، ضلمة.
ربط علي وجنتيها برفق يصيح بقلق: فوقي يا حبيبتي دا كابوس ما فيش ضلمة ولا حاجة طب فتحي عينيكي
امسك جهاز اللاسكي الخاص به يصيح في الحرس: شغلوا انوار الجنينة كلها بسرعة.
القي الجهاز يربط علي شعرها برفق يهتف بقلق: فوقي يا حبيبتي فوقي يا ماما دا كابوس، طب اسمعي صوتي ركزي مع صوتي يا حبيبتي فوقي يا ماما، اخيرا بدأت تفتح عينيها أسرع يخبئها في صدره يتنهد بارتياح: حرام عليكي قلبي كان هيقف اوعي تعملي فيا كدة تاني
ابتعدت عنه تنظر له باستفهام: هو ايه اللي حصل
هز رأسه نفيا بابتسامة صغيرة: ما فيش يا حبيبتي دا كان كابوس يلا قومي
قطبت حاجبيها بتعجب: هنروح فين.
شد يديها بإلحاح: قومي بس
ليتصاعد بكاء الصغيرة في تلك اللحظة
خالد: وادي ست لوليتا كمان صحيت
ذهب ناحية فراش الصغيرةحملها واخذ يد لينا متجها الي اسفل، نظرت لينا الي كل تلك العلب التي تملئ غرفة الصالون: ايه كل دا
خالد: البلالين والزينة بتاعت عيد ميلاد ست لوليتا انا كنت متفق مع ناس تيجي تعلقهم
قاطعته سريعا: لا يا خالد تعالا نعملهم أنا وأنت عشان خاطري
انحني امامها بحركة مسرحية.
خالد مبتسما: اوامرك مطاعة مولاتي الاميرة
وضع خالد الصغيرة علي طاولة الطعام الكبيرة
وجلست لينا امامها على الطاولة وامامهم الكثير والكثير من البالونات الملونة
امسكت لينا احدي البالونات وبدأت بنفخها، فأخذها خالد منها وافرغ هوائها امام وجهه
لينا متذمرة: ليه يا خالد
خالد مبتسما بحب: بعشق ريحة نفسك
( انا بعشق ريحة البويا )
احمرت وجنتيها بخجل: بس بقي يا خالد
اقترب خالد منها حتى كاد ان...
لوليتا الصغيرة: ب. ا ب. ا
فابتعدت لينا عنه سريعا بخجل
خالد بغيظ: مش عارف ليه افتكرت ابوكي دلوقتي
لينا ضاحكة: هههههههههههه، احسن لوليتا حبيب مامي
خالد متذمرا: كدة، خلاص بقي انا زعلان منكوا
لينا: الحقي يا لوليتا بابي زعلان
لوليتا الصغيرة: با. با
ابتسم بمكر: لاء بردوا زعلان
لينا بدلال: لودي
رفع حاجبه بمكر: لاء بردوا
زمت شفتيها بضيق: طب عايزنا نصالحك ازاي
ابتسم بمكر: شوفي انتي بقي.
رفعت لينا الصغيرة تجاهه فقبلته الصغيرة علي وجنته
خالد مبتسما: حبيبتي يا لوليتا خلاص مش زعلان منك، بس لسه زعلان منك انتي
ثم اخذ الصغيرة وابتعد عنها
خالد: ومش هلعب معاكي تاني هلعب انا ولوليتا حبيبتي
اخذ خالد الصغيرة وبدأ ينفخ لها البالونات ويربطها علي اشكال الحيوانات والصغيرة تضحك وتصفق بيديها
قطبت بنتاحاجبيها بغيظ: اشمعني انا كمان عايزة العب معاكوا
خالد: لاء
لينا بدلال: كدة يا لودي
خالد: عايزة تلعبي معانا.
هزت رأسها إيجابا
خالد بمكر: صالحيني
اقتربت منه وشبت علي اطراف أصابعها وقبلته علي وجنته
لينا: اهو صالحتك
خالد: ايه رأيك يا لوليتا نصالحها
لوليتا الصغيرة: فووووووبوووو
خالد: خلاص ماشي عفونا عنك
لينا: هيه، هيه، هلعب معاكوا
شغلت لينا موسيقي صاخبة وبدأت ترقص عليها هي ولوليتا الصغيرة وخالد يضحك عليهم
بدأوا يعلقون الزينة والبلالين، الي ان انتهوا
لينا منبهرة: تحفة، ذوقك حلو اوي وطريقة تعليقهم جميلة اوي.
خالد بغرور ذكوري: انتي عندك شك يا حبيبتي
لينا بغيظ: مغرور اوي
جلست لينا علي الاريكة وهي تحمل الصغيرة
وبعد دقائق ذهبت كلتاهما في النوم، نظر اليهما خالد وابتسم
خالد مبتسما: ربنا يخليكوا ليا
حمل لوليتا برفق من بين ذراعي لينا وصعد الي اعلي ووضعها في فراشها الصغير
ثم نزل مرة اخري وحمل لينا فلفت ذراعها حول عنقه
لينا: انا صاحية
ليبتسم بخبث: بنت حلال اصل في كام قضية متأجلة الواحد عايز يطلع يراجعهم علي روقان.
( مالناش دعوة يا مهوي).
في شقة علي ولبني
جلست لبنى جوار علي، علي الأريكة تشاهد التلفاز يلاعب خصلات شعرها برفق
علي: الحمد لله، دا كان هيحصلي حاجة لما عرفت انك اتقبض عليكي منها لله اللي اسمها مني دي
لبني: اهي خدت جزائها، أسندت رأسها علي صدره تهتف بارهاق: أنا تعبانة اوي
علي مبتسما: ممكن تكوني حامل يا حبيبتي
بلعت لعابها بصدمة تهتف بتوتر: لالالا مش حامل.
علي بجد: بقولك ايه يا لبنى، تعالي نروح نكشف، عشان في مشكلة عند حد فينا نلحق نعالجها
انتفضت تهتف بضيق: افرض طلعت ما بخلفش
ابتسم برفق: مش هيقلل حبك ولو درجة واحدة أنا بس بقول نطمن، بكرة نروح نكشف ايه رأيك
هزت رأسها ايجابا بابتسامة متوترة، تفكر في رد فعله لو عرف انها هي من تأخذ تلك الاقراص حتى لا تنجب!...
لقراءة جميع حلقات الروايه الجزء الثاني من هنا