
رواية أسير عينيها
الفصل الثامن عشر 18 والتاسع عشر 19 الجزء الثاني
بقلم دينا جمال
قامت من فراشها متجهه اليه وقفت امامه مباشرة تنظر له بذهول ليتهرب بعينيه، لحظات لتتسع عينيه بذهول حينما سمعها تضحك بقوة وكأنها قد جنت
اتسعت عينيه بدهشة هتف بتعجب: انتي بتضحكي
صفقت بيديها بحماس تهتف من بين ضحكاتها: هايل يا فنان الشوت اللي بعده
قطب جبينه بدهشة: انتي بتقولي.
حمحت لتقلد والدها: ابوس ايدك يا ابني انت الوحيد إلى تقدر تقنعها تيجي معايا، سيب لوليتا الصغيرة تيجي معانا عشان لينا توافق انها تيجي معايا
قرص اذنها بغيظ: انتي كنتي بتتصنتي علينا
ابتعدت عنه تفرك اذنها بألم: يا عم ودني، لاء طبعا أنا سمعتكوا بالصدفة موبايلك كان بيرن وكنت خارجة اديهولك فسمعتكوا، اشهرت سبابتها في وجهه تهتف بحزم: وأعرف بقي كويس يا خالد، انا مستحيل اسيبك حتى لو انت إلى قولتلي كدة فاهم.
خالد: لينا اسمع...
قاطعته هاتفه بحدة: بس خلاص الكلام انتهي، انا هفضل جنبك لحد اخر نفس في عمري فاهم ولا لاء
اتسعت عينيه بدهشة: انت ازاي تتكلمي معايا كدة
ابتسمت باصفرار: يا عم روح، دي طنط سعاد بعترت برستجيك خالص
جز على أسنانه بغيظ: ماشي يا اسلام وحياة امك لوريك
قاطعهم صوت دقات على باب الغرفة دخل جاسم ينظر لخالد بضيق يهتف بتأفف: هااا
تحدثت هي بحزم: بابا أنا سمعت كل حاجة، وبردوا هفضل مع خالد.
هتف بحدة: حتى لو هتموتي
لينا: طول ما انا جنب خالد هفضل عايشة
نظر لها بحدة: براحتك يا لينا، أنا ماشي
لينا: استني يا بابا اتغدي معانا
جاسم بضيق: متشكر
خالد سريعا: استني بس يا عمي
لم يعرهم جاسم انتباها، تركهم وخرج من المنزل غاضبا صافعا الباب خلفه
قوست شفتيها بضيق: بابا زعل
جلس بجانبها يربط على شعرها برفق يتنهد بتعب: كان المفروض تروحي معاه
نظرت في عينيه تهتف بدلال: بذمتك إنت تقدر تقعد في مكان لوليتا مش فيه.
هز رأسه نفيا يبتسم بحنان رغم ما به من هموم
ليجدها تهمس بأسي: أنا السبب مش كدة
التف برأسه ناحيتها يهتف باستفهام: سبب في ايه؟
ابتسمت بألم: لو كنت اتجوزت مايا ما كنش حصلك كل دا، ما كنتش سمعت الكلام المهين دا من بابا.
هز رأسه نفيا يهتف بجد: أنا ما اتجوزتش مايا عشان ما ينفعش اتجوزها، ما ينفعش اكسر قلبك، كدة هبقي بكسر روحي، قولتلك قبل كدة انتي مش مراتي انتي حتة مني، اي وجع فيكي أنا أول واحد بيحس فيه، انا عارف اني بقسي عليكي كتير بس دا بيبقي غصب عني، صاحبك على عيبه بقي، ما بعرفش اتحكم في أعصابي.
وضعت رأسها على كتفه ليدني برأسه مقبلا قمه رأسها همست بصوت مضطرب: هو أنت رافض أننا نروح نقعد عند والدك، يعني انا شايفه انه عادي لو رحنا عنده
نظر لها بحدة، رفعت نظرها تبتسم بتوتر تهتف سريعا: صدقني انا مش قصدي حاجة انا بس بسأل
هتف ببرود: أنا مش هروح اعيش عن والدي، أنا آه بحبك ومستعد انفذلك اي طلب انتي عايزاه بس الا دا، أنا مش مستعد استغني عن كرامتي حتى لو عشان خاطرك
رددت بدهشة: كرامتك!
هتف بحدة: اومال تسميه ايه اني اروح اقعد في بيت والدي وانا عاطل عن العمل، انا لو سمعت كلامك ورحنا قعدنا عند والدي مش هيبقا ليا عين ابص فى عين حد، يرضيكي اعيش وعنيا مكسورة في الارض
هتفت سريعا: لاء طبعا يا حبيبي، انا اسفة، بس ماما زينب...
قاطعها بجمود: خلاص يا لينا كفاية كلام في الموضوع دا لحد هنا، انا تعبان وعايز انام
مدد جسده على الفراش يغمض عينيه
لتضع راسها على ذراعه همست بصوت خفيض: أنا آسفة.
لم تجد منه ردة فعل سوي الصمت
لتهمس بإلحاح: لودي عشان خاطري مش هعرف انام وأنت زعلان مني
قال بهدوء وهو يغمض عينيه: ، نامي يا لينا مش زعلان
قوست شفتيها بحزن: لا زعلان عشان ما خدتنيش في حضنك ولا قولتي تصبحي على خير يا حبيبتي، انا اسفة، مش هقول حاجه تضايقك تاني ابدا
فتح عينيه، ابتسم لها بحنان يضهما لصدره
: خلاص يا ستي، مش زعلان، انا اقدر بردوا أزعل من لوليتا
حمد لله مر هذا اليوم أخيرا، في صباح اليوم التالي.
فتحت عينيها لتجد نفسها بين ذراعيه، يستند بذقنه على رأسها، حاولت التملص والقيام لتجده يتحدث بصوت ناعس اجش: صباح الفل يا عروستي
لينا بغيظ: بطل تقولي يا عروستي
خالد مبتسما: خلاص يا ستي صباح الفل يا لعبتي
لكزته في صدره بغيظ: رخم، قولتلك انا مش لعبتك وبطل تقولي الاسم السخيف دا، انا مش لعبتك مش لعبتك
التوي جانب فمه بابتسامة ساخرة يهتف بثقة.
: كلامك مش هيغير حاجه، انتي لعبتي ملكي بتاعتي، تنفذي كلامي بالحرف، مهما عملت ما تقدريش تبعدي عني، موتي هو الحاجة الوحيدة إلى هتخلصك مني
نظرت له بخوف من نبرة التملك الواضحة في صوته همست بتلجلج: خالد أنت بتخوفني، وبعدين انت بنفسك قولتي امبارح امشي
ضحك عاليا كانت ضحكته تهكمية مخيفة، نظر لها بثقة: انا واثق انك كنتي هترفضي قولتلك انتي ما تقدريش تبعدي عني، حبي فيكي زي الإدمان ما تقدريش ما تخديش جرعتك منه.
قطبت جبينها بضيق: المفروض ان دا كلام حلو بيتقال على الصبح، اوعي بقي انا زعلانة منك ما تتكلمش معايا تاني
خالد ضاحكا: خلاص خلاص ما تزعليش هقولك كلام حلو
لينا بضيق: مش عايزة منك حاجة اوعي بقي سبني أقوم
خالد مبتسما بحنان: خلاص بقي يا أحلي لوليتا في عمري كله
لينا: أيوة ايوة كل بعقلي حلاوة على رأي طنط سعاد
خالد بضيق: ليه السيرة دي على الصبح انا قايم رايح الورشة
لينا: مش هتفطر
خالد بضيق: ماليش نفس.
قام من الفراش متجها لخارج الغرفة لتبتسم بخبث، امسكت ذراعها وصاحت بألم
لينا بألم: اااه
التفت اليها سريعا وقد سيطر الخوف على قسمات وجهه: مالك يا حبيبتي ايه إلى واجعك
لينا ببكاء مصطنع: دراعي، دراعي بيوجعني أوي
خالد بقلق: طب فين العلاج بتاعك
لينا باكية: مش عارفة، مش عايزة علاج انا مش بحبه
قام يبحث في انحاء الغرفة كالمجنون عن حقيبة الدواء الصغيرة
يهتف بلهفة: لوليتا مش عايز دلع، هو راح فين العلاج.
اخيرا وجد الحقيبة فتنهد براحة: الحمد لله الدوا أهو
احضر زجاجة المياه وذهب وجلس أمامها
خالد: خدي يا حبيبتي
اشاحت بوجهها بعيدا بضيق طفولي: مش عايزة
خالد: وبعدين بقي في لعب العيال دا، خدي الدوا
لينا بعناد: لاء يعني ل...
ابتلعت باقي جملتها عندما دس قرص الدواء في فمها، ثم اعطاها الماء فشربت قليلا
لينا بضيق: على فكرة انت بقيت بتتعامل معايا بقسوة جامد.
خالد مبتسما بحنان: لوليتا حبيبي ورايا شغل وانتي عنيدة اوي، خالد عمره ما يقسي على لوليتا، دا انتي بنتي قبل ما تكوني مراتي وحبيبتي وروحي وعمري كله أنا من غيرك ميت
سحقا لابتسامته الحنونة الساحرة إلى اغنام تلك الكلمات العذبة التي تغرق روحها كطوفان من السعادة ليخلصها من غضبها وحزنها، هل كانت غاضبة منه بالفعل، هي حقا لا تتذكر ذلك.
قبل جبينها، ابتعد عنها متجها إلى تلك الحقائب فتلك الغرفة لم يكن بها دولاب للملابس
هتف بحيرة وهو يبحث بين الملابس: هو القميص الاسود بتاعي فين
لينا: هتلاقيه عندك في الشنطة الكبيرة اللي على اليمين
امسك تلك الحقيبة يفتحها يبحث بين محتوياتها ليعثر اخيرا على ذلك القميص المنشود، التقطه ليقطب جبينه باستفهام حينما رأي ما تحته، مد يده يأخذ ما وجد ليلتفت إليها قاطبا جبينه باستفهام: فلوس ايه دي يا لينا!
فرت الدماء من عروقها خوفا، نظرت للنقود التي في يده بفزع: مممما اعرفش
ذهب وجلس امامها، ينظر لها بحدة كأنها متهم عنده، وضع النقود امامها، يهتف بهدوء مرعب: فلوس ايه دي يا لينا، ومين اللي ادهالك
جف حلقها من الخوف فبللت شفتيها بلسانها تحاول التماسك: ممما اعرفش.
ظل صامتا بضع دقائق ينظر لها نظرات حادة قاسية باردة مخترقة جعلت ناقوس الخطر يقرع في قلبها، طال صمته وقست نظراته أصبحت كالسهام التي تخترق روحها بلا رحمة
وفجاءة وجدته يمد يده ناحيه وجهها، يقبض على فكها بعنف يهتف من بين اسنانه بتوعد: المرة اللي فاتت كسرت دراعك المرة دي هكسر رقبتك لو ما نطقيش وقولتي جبتي الفلوس دي ازاي ومن مين
انسابت دموعها من زرقتهيها خوفا حتى بللت يده
خالد غاضبا: بطلي عياط واتكلمي.
ردت بارتجاف من بين شهقاتها وبكاءها: من مامتك
ابعد قبضة يده ينظر لها بدهشة قاطبا حاجبيه باستفهام: امي، ليه وامتي
لينا باكية: لما كانت هنا، والله قولتلها انك هتزعق بس هي فضلت تتحايل عليا عشان اخدهم، والله ما صرفتش منهم حاجة
بدأت بالنحيب حاولت رفع يديها لتخفي وجهها بين كفيها لتصرخ بألم بسبب يدها اليسري المصابة.
اخفاها سريعا في صدره، حاولت الابتعاد عنه ليحكم ذراعيه حولها ظلت تبكي تجهش في البكاء وهو صامت تماما ينظر امامه بشرود
تحدث بعد صمت طويل بنبرة جامدة: كان المفروض تقوليلي
هتفت بنبرة باكية خائفة: أنا اصلا ما صرفتش منهم، وما كنتش عايزة اخدهم منها بس هي فضلت تتحايل عليا، فأنا اتكسفت اكسفها
خالد: كان المفروض تقوليلي بعد ما يمشوا على طول، انا مش غلطان انتي اللي غلطانة
همست بأسي: دايما أنا اللي غلطانة.
سطح جسدها على الفراش يربط على شعرها برفق، نظرت له بحزن، عينيها حمراء ممتلئة بالدموع كانت تنظر بألم عتاب حزن خوف
ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيه ينظر لها بندم دون كلام، يمسد على شعرها لتغمض عينيها رغما عنها ارتسمت ابتسامة حزينة على شفتيها حينما كانت تغوص في بئر النوم.
دني برأسه مقبلا جبينها تنهد بحزن يهمس بندم: مهما عملت بردوا بأذيكي، أعمل ايه بس ما تستهليش كدة ابدا ما تستهليش شيطان زيي، أعمل ايه بس صدقيني مش عارف اعمل ايه
قام ليخرج حينما وجد كف يدها الصغير ممسكا بيده سمعها تهمس بصوت خفيض: أرجع خالد بتاع زمان.
التفت لها يهمس بجمود: يا ريت اقدر، جذبت يده فعاد يجلس بجانبها دني برأسه مقبلا جبينها يهمس بحنان: ما تخبيش عليا حاجة تاني انتي أنا ما ببقاش قصدي آذيكي لسه قايلك صاحبك على عيبه
ابتسمت بخجل: بس إنت مش صاحبي انت حبيبي وروحي واغلي حاجة في دنيتي
بلع لعابه بصعوبة يتنهد بحرارة: احم، طب أنا قايم رايح الورشة احسن في شيطان بيزن جنبي، وما تزعليش بقي مش كل شوية هقعد اصالح.
جلست على الفراش تتخصر بضيق: يا سلام يعني مزعلني وكمان مش عايز تصالحني
بحث حوله ليحد دفتر رسوماتها قطع منه ورق بيضاء يصنع لها مركب صغير وهي تجلس تراقبه باهتمام إلى أن انتهي فامسك إصبع الروج الخاص بها كتب على سطح المركب من الجانب شئ ما ثم أعطاه لها ليقبل جبينها ويخرج من الغرفة
أمسكت المركب الصغير لتجده كتب عليها ( اتفلقي وبجانبها وجه ضاحك )
ابتسمت رغما عنها تهتف بغيظ: يا رخم
في الورشة.
كان منهمك في العمل في احدي السيارات عندما وقفت امام ورشته سيارة سبورت حمراء
نزلت منها مايا ترتدي جيب سوداء قصيرة وقميص احمر دون أكمام
وترفع شعرها ذيل حصان وترتدي نظارة شمس سوادء، تضع ميكاج صارخ، اوقفت سيارتها امام ورشته نزلت منها تهتف بدلال: هاي خالد
التفت لها بحدة حينما سمع صوتها يقطب جبينه بغضب: انتي ايه إلى جابك هنا
هتفت بدلال: وحشتني
حمحم إسلام بحرج: احم، استأذن انا يا باشا هجيب سجاير.
هز خالد رأسه إيجابا فخرج اسلام من الورشة
اشارت مايا إلى تلك الورشة تهتف بتقزز: مش كفاية عند بقي عاجبك العيشة المقرفة دي ما وحشكش شغلك، مكتبك، بيتك عاجبك القرف دا
ضحك ساخرا: والله انتي القرف الوحيد إلى انا شايفه
هتفت بتملك وهي تنظر له بجراءة: أنت ليا يا خالد، مش انا إلى اعوز حاجة ومش اخدها
ضحك بتهكم: في المشمش يا حلوة.
وقفت سيارة مرسيدس سوداء نزل منها محمد قطب حاجبيه بغضب هو الآخر عندما رأي تلك الصفراء ذهب ناحيتها بغضب وامسك مرفقها بعنف: انتي بتعملي ايه هنا
خالد ساخرا: جاية تعرض نفسها عليا
غلت الدماء في عروق محمد بعد تلك الجملة فصفع مايا على وجهها بغضب
وضعت يدها على خدها تنظر لهم بحقد: انت بتضربني، والله لقول لبابا يا محمد انا هخليه يوريك
ثم نظرت ناحية خالد، وانت هتبقي ليا يعني ليا.
نفضت يده وذهبت ناحيه سيارتها وركبتها وانطلقت بسرعة
محمد غاضبا: ورحمة امي لأربيها
خالد ساخرا: على اساس ان رفعت هيخليك تقربلها
تنهد محمد بضيق، فهو لا يعرف الحل لتلك المدللة الفاسدة وما يزيد حنقه ان والده يساندها في افعالها
خالد: هون على نفسك يا صاحبي.
محمد: تعبت منها ومن عمايلها امبارح جايبها من ديسكو من حضن راجل بترقص معاه ورفعت كل إلى طالع عليه بنتي إلى فضلت محروم منها مالكش دعوة بيها اومال لو كانت بنته فعلا كان عمل فينا ايه خلينا في المهم ايه الحاجة المهمة إلى كنت عايزني فيها
خالد: طب اقعد الاول أستريح، تشرب ايه
محمد: شاي
خالد بصوت عالي: يا عطا، واد يا عطا
عطا: ايوة جاااااي، خير يا أسطى
خالد: اتنين شاي سكر برة
عطا: عنيا يا أسطى.
ثم صاح بصوت عالي، انتين شاي سكر برة للباشمهندس
محمد: ها يا سيدي كنت عايزني في ايه
اخرج خالد النقود من جيبه
خالد: ادي الفلوس دي لعمتك
محمد: فلوس ايه دي
خالد: عمتك ادتهم للينا من ورايا، كمساعدة ليا
محمد: طب ما تاخدهم يا ابني، هي عمتي دي مش والدتك
خالد: لو خدتهم مش هعرف ارفع عيني في عينيها بعد كدة، هحس ان عيني اتكسرت يا محمد، انا بس عايزك توصلهم، انا كنت هروح انا بس ما اقدرش اسيب لينا
محمد: ليه مالها خير.
تهرب خالد بنظرات عينيه من صديقه وعبث بشعره بأحراج ليهتف محمد سريعا: خد هنا ياض طالما عملت كدة يبقي نيلت الدنيا هببت ايه
همس بحرج: ما قدرتش اتحكم في غضبي
محمد غاضبا: كالعادة يعني، هببت ايه
قص خالد ما حدث كاملا لمحمد
محمد بضيق: والله لينا دي طيبة وغلبانة، ربنا يكون في عونها مستحملة طور
خالد غاضبا: ما تتلم ياض.
محمد بحدة: انت بردوا إلى اتلم، كسرت دراع البت عشان نزلت الشارع، هي نزلت شارع الهرم، بس والله انا فرحان فيك على إلى عملته فيك الست دي
خالد بضيق: دي بعترت برستيچي خالص، كل شوية منه لله إلى كان السبب، قالتها للشارع كله واحنا ماشيين لاء وتبصلي وترجع تعيد الكلمة
محمد ضاحكا: أحسن
خالد غاضبا: غور ياض من وشي
محمد ضاحكا: خلاص يا عم ماشي، انا هستأذن بقي عشان ورايا شغل
خالد: ماشي يا صاحبي مع السلامة.
محمد: سلام، خلي بالك من نفسك، وبراحة على مراتك شوية اهدي مش كدة
هز رأسه إيجابا، فسلم عليه محمد وغادر
صعد إسلام إلى شقته ليطمئن على والدته وبدور، ولكن عندما اقترب من الطابق الذي به منزله، سمع أحدهم يتكلم بصوت منخفض
مشي بهدوء وحذر ناحية الصوت، فوجد رشدي يقف امام شقة خالد
رشدي بصوت منخفض: اتقي شري يا بت الناس وافتحي الباب
لينا: مش هفتح وامشي بقي بدل ما اقول لخالد.
رشدي ضاحكا: لو كنتي عايزة تقوليله كنتي قوليتله من زمان
لينا غاضبة: أنت اغبي بني آدم في الدنيا خالد لو عرف هيقتلك
رشدي ضاحكا: خايفة عليا يا قمر
لينا غاضبة: انا خايفة على خالد، انت تتحرق، الهي تولع، امشي بقي
رشدي: ماشي يا جميل انا ماشي بس راجعلك تاني
انسحب إسلام سريعا قبل ان يراه رشدي وخرج من العمارة وعاد إلى الورشة.
إسلام: آه يا ابن الكلب، دا خالد باشا لو عرف هيقتلك، وحياة امي لوريك اما اشوف اخرتها معاك يا رشدي الكلب
عاد إسلام إلى العمل ولم يخبر خالد بشيء
مر أسبوع تحسن فيه ذراع لينا
وظل اسلام يراقب رشدي فيه، لاحظ انه يصعد إلى اعلي بعد نزول رحمة وسعاد إلى السوق فكان يصعد خلفه ويتحجج لخالد بأنه ذاهب للاطمئنان على اخته الصغيرة.
فيجد رشدي وافق امام باب شقة خالد غاضبا، يحاول فتح الباب ويهدد لينا ويطلب منها فتح الباب ولينا تترجاه ان يذهب دائما
سارت الايام على هذا المنوال إلى ان جاء ذلك اليوم المشؤوم، انتهي خالد من عمله في الورشة باكرا، فذهب واشتري للينا هدية ثم ذهب إلى شقته مسرعا
خالد مبتسما: لوليتا حبيبتي انتي فين
خرجت لينا من غرفتها مبتسمة: انا اهو يا حبيبي
خالد مبتسما: وحشتيني جدا جدا
لينا مبتسمة: وانت كمان.
نظرت ناحية الحقيبة التي في يده
لينا مبتسمة: عشاني
هز رأسه إيجابا: تعالي اوريهالك جوة
ثم صاح بصوت عالي، رحمة خلي بالك من لوليتا
رحمة: حاضر يا ابني
اخذ يدها ودخل إلى غرفتها واغلق الباب بالمفتاح
خالد مبتسما: وحشتيني
لينا: ما انا معاك اهو، قولي بقي ايه إلى في الكيس دا
فتح خالد الحقيبة واخرج فستان اسود بحمالتين عرضتين مفتوح حتى ربع ظهره.
التقطته لينا بسعادة: الله دا جميل اوي، لتهمس بعتاب: بس ليه جبته دا شكله غالي
هتف بجد: بلاش الكلام دا وبعدين أنا بقالي كتير ما جبتلكيش هدية
ابتسمت بسعادة: والله ما قصدي، بس هو جميل اوي بس مفتوح اوي هلبسه ازاي
هتف بحماس: بإذن الله يومين كدة وهبقي اشتيرلك عليه جاكت عليه، بس دلوقتي قيسيه عشان اشوفه هيبقي مظبوط عليكي ولا لاء
همست بخجل: طب اخرج برة
ضحك بخبث: خمس دقايق وهتلاقيني فوق دماغك.
لينا بخجل: يوووه بقي بطل قلة ادب واخرج
خالد ضاحكا: خلاص خارج اهو
خرج خالد من الغرفة واغلق الباب خلفه
لتمسك هاتفها تفتح ملفات الموسيقي تشغل احدي الاغاني الصاخبة
في الخارج كان جالسا على احد الكراسي حينما
وجد جرس منزله يرن فتح الباب فوجد رشدي يقف امام الباب
خالد باستفهام: معلم رشدي خير يا معلم
رشدي: ايه يا هندسة مش هتقولي اتفضل
خالد: لاء ازاي اتفضل، اتفضل
دخل رشدي واغلق الباب
خالد مبتسما: خير يا معلم.
رشدي مبتسما: ابدا يا هندسة انا كنت جاي اخد الإيجار
لا يعلم كيف نسي تماما أن يعطي لرشدي الإيجار وهو في الورشة مع انه قد اخذه في الصباح قبل ان ينزل
وضع خالد يده في جيبه واخرج النقود
خالد: اتفضل يا معلم والله كنت واخدهم معايا بس نسيت اديهولك تحت
رشدي: ؛ ولا يهمك يا هندسة
في الداخل.
لفت حول نفسها في المرآه تتهادي على صوت الموسيقي العالية التي تصدح من هاتفها خرجت بحماس من الغرفة تلتف حول نفسها تهتف بسعادة: ايييه رأيك يا خالد
اتسعت عينيها بذعر حينما وجدت ذلك الرجل يجلس أمامها يلتهم الظاهر من جسدها بوحشية لتسمعه يزمجر بغضب: خشي جوة
لتفر هاربة إلى غرفتها
ليقبض على تلابيب جلباب رشدي يزمجر بغضب: عينك يا رشدي، دي حرمة بيتي.
ليهتف رشدي سريعا: حد الله يا باشمهندس مش أنا اللي ابص لحرمة بيت، أنا راجل متجوز بدل الوحدة تلاتة يعني عندي اللي يكفيني وزيادة، ابعد يد خالد عنه متجها إلى باب الشقة يهتف بخبث: ربي مراتك يا باشمهندس
ليخرج صافعا الباب خلفه، دخل غرفته غاضبا مرة اخري يبدو ان تلك الغرفة ملعونة فهي تري فقط دموع تلك المسكينة وصراختها
لينا باكية: والله يا خالد ما...
قاطعها صارخا بغضب: مش عايز اسمع ولا كلمة طلعالي بمنظرك دا يا هانم، بتعملي عرض لجسم سيداتك
بكت بفزع: والله العظيم يا خالد...
ابتسم بشر: هشششش، انا وعدتك اني مش هضربك تاني، بس انتي غلطتي ولازم تتعاقبي عشان ما ترجعيش تعملي كدة تاني
نزع قميصه بعنف يلقيه بعيدا يقترب منها ببطء وهي تتراجع للخلف برعب وهي تهز رأسها نفيا بخوف تبكي بذعر.تبع
رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل التاسع عشر
اختبئت تحت الغطاء ضامة ركبتيها لصدرها تنساب دموعها بصمت، رأت جانبه المظلم بأكمله بعدما فعل ما فعل بمنتهي القسوة والوحشية، لم يبالي بروابط العشق القديمة التي تجعهما بل مزقها بلا رحمة
شاردة تنظر للفراغ بخواء تشعر بأن روحها قد انتزعت من جسدها مجرد حطام لا نفع منه
أغمضت عينيها لتنساب دموعها العالقة بزرقتيها تشهق في بكاء مرير، ذاقت مرارة الاغتصاب حتى وان كان تحت غطاء شرعي.
قامت من على الفراش بخطوات بطيئة مرتجفة، خطوة اثنتين ثلاثة لتسقط ارضا تجهش في بكاء حارق، أغمضت عينيها ليمر أمامها ذلك المشهد، دخلت تلك الصغيرة على اطراف أصابعها متجهه ناحية ذلك النائم تحمل طبق صغير به قطعة ثلج باردة اخذتها من كوب العصير لتجلس على الفراش بجانبه تبتسم بخبث طفولي لتلقط تلك القطعة الباردة تضعها على رقبته من الخلف ليهب من على الفراش يصيح من بروده الثلج، لتنفجر هي ضاحكة، نظر لها بتوعد لينقض عليها.
لتصرخ سريعا: لا يا خالد ههههههههه، هههههههههههه كفاية، كفاية
كانت صرخاتها سعيدة فهو لم يتوقف عن دغدغتها ليحملها على كتفيه متجها للخارج
انتحبت بصوت عالي، لم يبقي لها من عشقه سوي بعض الذكريات السعيدة التي يدمرها واحدة تلو الأخرى، اتجهت ناحية حقيبة ملابسها، يكفي سترحل دون عودة
في الخارج، يجلس على الأريكة واضعا وجهه بين كفيه صوت صراخها يصم أذنيه: لا يا خالد عشان خاطري ما تكرهنيش فيك.
ابعد كفيه عن وجهه يشد على شعره بعنف انسابت دموعه ندما، ليسمع في تلك اللحظة صوت تلك الأغنية يصدح من سيارة تمر أسفل منزله وكأن الكلمات تقصده
تفيد بإيه يا ندم يا ندم يا ندم، وتعمل إيه يا عتاب
تفيد بإيه يا ندم يا ندم يا ندم، وتعمل إيه يا عتاب
طالت ليالى، ليالى، ليالى الألم
طالت ليالى، ليالى، ليالى الألم
واتفرقو الأحباب، واتفرقو..
وكفايه بقى تعذيب وشقى، وكفاية بقى تعذيب وشقى، ودموع في فراق ودموع في لقى.
ضم شفتيه يكبح صرخاته المتألمة ليزداد دموع عينيه، انتبه حينما وجدها تخرج من الغرفة تحمل صغيرتها التي استيقظت على احد ذراعيها، وحقيبة سفر صغير على ذراعها الآخر
وقفت في صالة المنزل تنظر له بألم بشرتها شاحبة عينيها حمراء منتفخة باكية، شفتيها ترتجفان لمحاولاتها المستميتة لكبح شهقاتها
نظرت له بعتاب لتتجه ناحية باب الشقة لتجده يعترض طريقها يهتف بخزي: ما ينفعش تمشي دلوقتي احنا بعد نص الليل.
نظرت له ببرود لتتجاوزه متجهه ناحية باب الباب فتحته لتجده يغلقه سريعا فتح فكه ليتكلم ليجدها تهتف ببرود: هكلم بابا يجي ياخدني
همس بألم: طب استني على ما يجي
هتفت ببرود: هروح عند طنط سعاد، مدت يدها لتفتح الباب لتسمعه يهمس بصوت خفيض باكي كأنه طفل صغير يستجدي والدته الا تتركه وترحل: ما تسبنيش أنا ما اقدرش اعيش من غيرك.
مدت الصغيرة يدها ناحية والدها تشب بجسدها ناحيته تريده أن يحملها تهتف بصوتها الطفولي: با، با، با، با
انهارت ارضا على ركبتيها تحتضن صغيرتها تجهش في بكاء أليم هتفت من بين دموعها: ليه يا خالد، ليه قربك وجع وبعدك وجع، ليه بتعمل فيا كدة، هونت عليك يا خالد للدرجة دي أنا رخيصة اوي عندك.
جلس بجانبها يستند بظهره على الباب المغلق يهمس بألم: غبي ومتخلف وهمجي وحيوان وخسارة فيه ملاك زيك، لو عايزة تمشي أنا مش همنعك بس خليكي للصبح خليكي جنبي لآخر مرة، أنا عارف أنك مش طيقاني بعد اللي حصل وعارف أن اسفي وندمي مالهمش لزمة، بس اعمل ايه أنا مريض بعشقك، أنا بكره جاسم عشان ابوكي وعشان رغم اللي هو بيعمله بردوا بتحبيه، بكره اي إنسان بتحبيه، أنا عايز حبك كله ليا انا بس، أنا طماع واناني، ومجنون بس مجنون بيكي.
استندت برأسها على ذراعه تحاوط صغيرتها بذراعيها تهمس بألم: حبك ذنب مش عارفة أتوب منه، عشقك داء مالوش دوا غيرك
عايزة امشي بس لا قلبي ولا روحي موافقين، أنا ما اقدرش اعيش من غيرك، وتعبت من العيشة معاك، اعمل ايه
رفع ذراعه التي تستند عليه لتصبح مستنده على صدره يلف ذراعه يحاوطها به يهمس بيأس: أنا آسف، حقك عليا، صدقيني مش هعمل كدة تاني.
ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيها تهتف بتهكم: تعرف أن أنا مهزقة، عشان أنت كل كرة بتقولي كدة وأنا كل مرة بسامحك
رفعت وجهها تنظر له بعتاب: حتى المرة دي هسامحك، مدت يدها تمسح دموعه تهمس بابتسامة شاحبة: عشان أنا ما اقدرش اشوف دموعك، بس خليك عارف كويس أنا مسلمالك نفسي بمزاجي عشان بحبك وواثقة فيك رغم كل اللي بتعمله فيا، بس صدقني لو الحب دا راح هخرج من حياتك وعمري ما هرجع تاني.
عقد حاجبيه بتعجب من نبرتها، واثقة جادة حادة، لم يسمعها منها من قبل
همس بحزن: . مسمحاني
ابتسمت ساخرة: مش بقولك مهزقة، ظلت مستندة على صدره نامت صغيرتها، لتغمض عينيها تريح عقلها مما يحدث لها
نظر لملاحها الهادئة وهي نائمة ليبتسم بغموض.
في صباح اليوم التالي
خرج من المرحاض بعدما اغتسل وبدل ملابسه دخل إلى الغرفة فوجدها ترتب الفراش ابتسم بمكر ذهب ليشاكسها كعادته، اقترب منها بهدوء إلى أن أصبح خلفها احتضن خصرها بذراعه ليجدها تشهق بخوف تتحرك بفزع: لالالا يا خالد عشان خاطري لاء
انتفض بعيدا عينيه شاخصة بذهول ليهتف: اهدي يا حبيبتي، أنا كنت بهزر معاكي.
نظرت له بشك لتجده يخفض نظره بحزن من نفسه مسحت دموعها سريعا متجهه ناحيته ناحيته وعلي شفتيها ابتسامة جاهدت في رسمها شبت على اطراف أصابعها تحتضن وجهه بين كفيها: انا اسفة، انا بس اتخضيت
ابتسم بحزن يعلم انها تكذب لتخفف عنه، هو من اذاها وهي من تخفف عنه
ابتسمت بمرح: رجلي وجعتني من الشب متجوزة نخلة يا ربي
قبل يدها بحنان هاتفا بندم: أسف
ابتسمت بمرح: لاء انا زعلانة منك عشان ما جبتليش لوليتا بالمنجا.
اعتصرها بين ذراعيه حتى أن قدميها لم تعد تلامس الارض، اجفل على صوت رنين هاتفه لينزلها برفق مقبلا جبينها دون كلام ليتركها ويرحل، نزل إلى الورشة وفتحها
بدأ في العمل هو وإسلام حاول الهاء عقله قدر المستطاع بالاندماج في العمل
بعد مدة جاء اليه محمد وجلس معه داخل الورشة
محمد بجد: عندي ليك اخبار مش كويسة
ابتسم ساخرا: ما بقاش فيه اخبار كويسة اصلا قول اللي عندك.
محمد بجد: امبارح رفعت خد مايا وسافروا شرم عشان يفسح الهانم، أنا دخلت الفيلا قلبتها يا خالد، ما سبتش حتة ما دورتش على الورقة اللي أنت مضيت عليها، اختفت ير خالد مالهاش اثر، وقبل ما اجي عرفت ادخل مكتب رفعت قلبته بردوا مش لاقي حاجة
ابتسم ساخرا: ومش هتلاقيها أنا قولتلك ابوك خيط في حد بيحركه الشخص دا بقي هو اللي معاه الورقة، بس أنا اللي شغالني فعلا هو ضاغط على ابوك بايه، فلوس ولا مهددة بحاجة.
عقد محمد حاجبيه يفكر: يمكن مهددة بأنه يكشف موضوع مايا
هز رأسه نفيا: مش عارف، هيستفاد ايه يعني لما يكشف دا.
محمد بجد: أنت عارف طبعا أن رفعت اتجوز على امي، هز خالد رأسه إيجابا باهتمام ليكمل محمد بضيق: الست اللي اتجوزها دي كان بيحبها من زمان بس جدي رفض جوازه منها عشان كانت أكبر منه ب5 سنين واجبره يتجوز امي، وبعد ما جدي مات رفعت على طول راح اتجوز الست دي بس المشكلة انها كان عندها مشكلة وما كنتش بتخلف، فرفعت عشان كان بيحبها أوي عرض عليها يتبنوا طفل او طفلة، واتبنوا مايا ومن حب ابويا الشديد للست دي حبه الطفلة اكتر من ولاده تخيل كان بيحبها اكتر منا.
المصيبة بقي أن الست دي اصلا ما كنتش بتحبه ما اعرفش ازاي الملعونة دي خلته يتنازل عن تلت تربع املاكه باسم مايا وخدت البنت وهربت برا البلد وبقت بتصرف من فلوس رفعت بصفتها الوصية على البنت واستخدمت الفلوس دي وضربت في البورصة وفي مشاريع كتير وكسبت كتير اوي وعشان هي ما عندهاش امل تخلف سايبة كل الفلوس باسم مايا وهي بتصرف منهم، واللي يضحك بقي رغم كل اللي الست دي عملته فيه أنه لسه بيحبها وبيحب الست مايا اكتر من بنته لوجين اللي من دمه.
شردت عيني خالد في نقطة واحدة فقط، معظم املاك رفعت باسم مايا، ليهتف بجد: يعني المنفعة مشتركة
قطب محمد جبينه يهتف بفضول: يعني ايه.
هتف بجد: يعني انت قولتلي في مرة أن أم مايا كانت رافضة أنها تنزل مش معقول فجاءة كدة توافق، اكيد في حد دفع لها فلوس كتير واضح من شخصتيها انها كلبة فلوس ولعب نفس اللعبة على رفعت يعني ممكن يكون مضاه على شيك بمبلغ كبير في مقابل أن مايا ترجع فرفعت يعرف يرجع فلوسه من ناحية ويسدد الشيك ولا ايا كان اللي كتبه من ناحية، مقابل طبعا أن مايا تتجوزني.
محمد: بس كدة في حلقة ضيعة، اكمل خالد بجد: قصدك الشخص دا عرف منين ان مايا هتتعلق بيا، مش بقولك في حد بيلف الحبل حوليا
تنهد محمد بضيق: هتجنن واعرف هو مين
هز رأسه إيجابا بشرود، ليفيق على صوت محمد يهتف بجد: بس مالك شكلك النهاردة مش مظبط
تنهد بحزن: ما فيش يا محمد
ابتسم بثقة: عيب عليك يا صاحبي دا انا عارفك أكتر من نفسك
هتف بحدة: خلاص يا محمد قولتلك ما فيش حاجة.
نظر محمد له بصمت للحظات ليزفر خالد بضيق يهتف بحنق: هقولك
قص عليه ما حدث ليهتف بندم: غصب عني الدم غلي في عروقي لما شوفتها بالمنظر والحيوان إلى اسمه رشدي كان هياكلها بعينيه
ظهر الغضب جليا في عينيي محمد ليهب من مكانه يمسكه من تلابيب ملابسه يصرخ بحدة: انت ازاي تعمل فيها كدة، إنت ايه يا اخي حيوان ما بتحسش هتموتها يا حيوان.
اغمض عينيه بألم: أعمل ايه يا محمد ما استحملش اشوف الحيوان اللي اسمه رشدي بيبصلها حسيت أن في نار بتحرق فيا
محمد بحدة: ليه يا اخي وهي ذنبها ايه
خالد: محمد بالله عليك انا مش ناقص تقطيم كفاية إلى انا فيه، لتقولي اعمل ايه لتخرس احسن
دفعه بحده ليهتف بهدوء: خرجها، فسحها، نسيها عملتك السودا دي، والاهم من دا كله حاول تتحكم في غضبك شوية، مرة كنت هتكسر دراعها وتاني مرة اغتصبتها.
هز رأسه إيجابا باقتضاب ليرحل محمد بعد قليل عائدا إلى بيته، واغلق خالد الورشة وصعد إلى منزله يهتف بابتسامة: لينا، لوليتا حبيبتي انتي فين
خرجت من المطبخ حينما سمعت صوته: انا اهو يا حبيبي
خالد: طب يلا روحي البسي
عقدت حاجبيها باستفهام: هنروح فين
خالد: هنخرج بقالنا كتير ما خرجناش مع بعض
هتفت بحيرة: بس لوليتا...
قاطعتها رحمة: اما انك هبلة صحيح الراجل بيقولك هنخرج يلا اجري البسي ومالكيش دعوة بلوليتا أنا يا ستي هاخد بالي منها على ما تيجوا
ابتسمت تصفق بحماس لتسرع إلى غرفتها تبدل ملابسها سريعا
شبك يده في يدها خرج من المنزل و من العمارة كلها وهو ممسكا بيدها
راتهم دلال وسميحة وهما ينظران من نافذة شقتهم
لوت سميحة شفتيها بسخط: شايفة يا اختي اهي دي الرجالة ولا بلاش، واخدها اهي وهيخرجها مش احنا حسرة قلبي علينا.
دلال بحسرة: مسم، يا اما كان نفسي في راجل كدة طول بعرض يملي العين زيه كدة مش المخفي على عينيه إلى وقع في قربيزي
عند خالد ولينا
لينا مبتسمة: حبيبي احنا هنروح فين
ابتسم برفق: بصي يا ستي هنروح نصلي في الجامع دا أنا هصلي تحت وانتي هتصلي في جامع الستات فوق، وفي درس ديني مدته نص ساعة تقريبا لو عايزة تسمعيه
هزت رأسها ايجابا بحماس: طبعا عايزة
هز رأسه إيجابا بابتسامة صغيرة: تمام لما ارن عليكي انزليلي.
صعدت لأعلي لتخلع حذائها أدت صلاة العشاء لتجد سيدة بشوش مبتسمة تجلس في احد الاركان يلتف حولها مجموعة من السيدات اتجهت ناحيتهم تسأل أحد السيدات بخجل: هو دا درس الدين مش كدة
هزت السيدة رأسها ايجابا بابتسامة صغيرة لتكمل لينا بخفوت: ينفع اقعد معاكوا
هتفت تلك السيدة بطيبة: اكيد يا حبيبتي اقعدي.
جلست بجانبهم لتجد احدي السيدات تسأله المعلمة: حضرتك أنا جوزي راجل مقتدر وكسيب الحمد لله بيشتغل نجار بس من فترة حصلتله إصابة في دراعه وظروفنا بقت مش متيسرة اوي يعني الحمد لله على كل حال بس دلوقتي امي بتزن عليا عشان اسيبه وبصراحة أنا بقيت بتخانق مع جوزي كتير بسبب كلام امي.
هزت تلك السيدة رأسها نفيا بحزن؛ ليه كدة بس يا بنتي يعني لو كان جوزك ربنا فتحها عليه وانتقل من المكان دا لمكان احسن بعيد مش كنتي هتروحي معاه.
هزت الزوجة رأسها ايجابا سريعا لتكمل تلك السيدة: طب ليه لما حصل العكس عايزة تسيبيه، انتي لما اتجوزتيه، اتجوزتيه على الحلوة والمرة مع بعض، ما ينفعش تبقي في الحلوة معاه وأول ما يحصل له ضيقة زي دي تسيببه وفهمي الست والدتك أنك لما تجبري خاطر جوزك وتهوني عليه محنته ربنا هيجزيكي على دا خير، أنا كنت عايزة اتكلم معاكوا النهاردة في نقطتين مهمين اول واحدة غض البصر، طبعا انتوا اول ما تسمعوا غض البصر هتقولوا على طول دا للرجالة يعني احنا بنطالب بالمساواة في كل حاجة وجايين عند غض البصر وبقي للرجالة دا احنا ستات غريبة، تبقي ماشية انتي وصحبتك رايحين تجيبوا سندوتشين بطاطس سوري تبقوا هتلكوا الواد بعينيكوا ويبقي نهار ابيض لو قالك دخيل قلبك خلاص انتي بتحجزي قاعة الفرح، اللي انتي بتعمليه دا هيتردلك يعني يوم ما تتجوزي هتتجوزي واحد.
بص لكل ما هو انثي حتى لو فرخة بلدي وهيفضل طول الوقت يقارنك بيهم شعر دي وعيون دي ورموش دي وحاجات تانية كدة، افتكري انك كل ما تقولي لاء أنا ربنا امرني لما قال ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ) انك كل ما تغضي من بصرك وتنفذي تعاليم ربك، ربنا هيبعتلك واحد علاقته بالستات اشكال جزمهم اللي شافها لما بص في الارض عشان ما يبصش عليها، الخلاصة لما تعملي خير هتحصدي خير، الموضوع التاني بقي التعدد، أنا نفسي اعرف ليه احنا كستات رافضين فكرة التعدد اذا كان ربنا عز وجل شرعه في كتابه العزيز وبعدين يا جماعة العنوسة زادت اوي لازم نتقبل الفكرة ونتعايش معاها.
نظرت لها لينا لتبتسم بخبث، انتظرتها إلى ان انتهت من الدرس لتذهب إليها تهمس بخجل: السلام عليكم
ردت السيدة بابتسامة: وعليكم السلام يا حبيبتي اقعدي
جلست لينا تفرك يديها بتوتر تهمس بخجل: أنا سمعت حضرتك وانتي بتتكلمي عن التعدد اد ايه احترمتك لما لقيتك متقبلة للفكرة عشان كدة أنا جيت لحضرتك بصراحة كدة انا متجوزة جوزك من 3 شهور وهو كان محرج بقولك بس شكلك عاقلة ومتفهمة.
نظرت لها السيدة بذهول تفتح فهما بصدمة ليغشي عليها على حين غرة
لينا بفزع: يالهوي، اجتمعت السيدات حولها يضعن الماء على وجهها إلى ان استفاقت تنظر للينا بذهول، لتهتف لينا سريعا: والله العظيم انا لا أعرف جوزك ولا عمري شوفته بس يا ريت بعد كدة ما تقوليش كلام ما فيش ست هتتحمله حتى انتي عن اذنك عشان جوزي بيتصل بيا
خرجت من المسجد لترتدي حذائها تبتسم بفخر لتجده ينتظرها بالاسفل، ابتسمت باتساع: اتأخرت عليك.
هز رأسه نفيا بابتسامة صغيرة ليمسك يدها متجها لذلك المكان، سألته باهتمام: احنا رايحين فين
ابتسم هاتفا ببساطة: حاليا ولظروفنا المادية المتدهورة هنتمشي على الكورنيش وناكل درة وحلبسة
عقدت حاجبيها باستفهام: ايه حلبسة دي
خالد ضاحكا: حمص الشام يعني، اختفت ضحكته وهو يكمل، لوليتا أنا آسف
هتفت بمرح: انا عايزة بلحسة
خالد ضاحكا: اسمها حلبسة، تعالي وأنا اجبلك
ذهبا معا إلى كورنيش النيل ووقفا امام عربة لبيع حمص الشام.
خالد للبائع: اتنين من غير شطة
البائع: حاضر يا بيه
اخذها وجلسا على ركسيين من البلاستك يهتف بابتسامة صغيرة: فاكرة اول مرة شوفنا بعض لما رجعتي
زمت شفتيها بضيق: اااه وكنت رخم اوي على فكرة
هتف بضيق مماثل: أنا بردوا، الهانم كانت لابسه فستان مالوش ملامح
عقدت جبينها بغيظ: تروح قايل عليا اني كنت شبه بلالين المولد
ضحك عاليا لتزم شفتيها بغيظ
جاء البائع وأحضر المطلوب
لينا: أنت ليه طلبت الاتنين من غير شطة.
خالد: انتي ناسية ان انا عندي قرحة ما بقدرش اكل حاجة بشطة، وانتي مش هتستحملي الشطة بتاعتهم تماما
جلسا يتحدثان ويضحكان وهما يتذكران تفاصيل من حياتهم الماضية
خالد: تصدقي انا عمري ما سألتك حياتك كانت عاملة ازاي في امريكا
ابتسمت بارتباك: عادية كان معظمها شغل ودراسة، يوسف كان بيساعدني كتير
عقد جبينه باستفهام: يوسف مين.
ابتسمت بحنين: هو انا ما حكتلكش عنه دا يا سيدي صديقي الصدوق كان بيساعدني في كل حاجة هو إلى ساعدني اني أتدرب في مستشفى هناك وكان بيساعدني في المذاكرة وكان بيموتني من الضحك، اصله دمه خفيف جدا
ظلت تتحدث عن صديقها غافلة عن هذا الذي يحترق بجانبها من الغضب والغيرة، شعر بالدماء تغلي في عروقه، اغمض عينيه واخذ نفسا عميقا ليسيطر به على نوبه الغضب تلك
لينا بقلق: مالك يا خالد انت كويس.
هتف من بين اسنانه بغيظ: كويس، واستاذ يوسف بقي عنده كام سنة
لينا مبتسمة: خمن
خالد: 30 مثلا
لينا: تؤ تؤ، يوسف عنده 58 سنة يا خالد
جحظت عينيه في دهشة: 58 سنة، دا ازاي يعني
لينا مبتسمة: عادي هو اصلا صاحب بابا وعايش برة بقالوا كتير وعنده بنت قدي فكان بيعتبرني زي بنته
تنهد بارتياح: طب ما قولتيش ليه كدة من الاول دا انا كان فاضلي تكة واقوم ارميكي في النيل
لينا بحزن: خالد انت ليه مش بتثق فيا.
خالد سريعا: مين قال ان انا مش بثقك فيكي
لينا: افعالك وكلامك يا خالد
خالد: حبيبتي انتي فاهمة غلط، انا بخاف عليكي اوي، دا مش معناه ان انا مش بثق فيكي، لينا انتي روحي انا من غيرك ميت قولتهالك وهقولهالك تاني وتالت وعاشر انتي مش بس مراتي انتي حتة مني، انا بثق فيكي اكتر ما بثق في نفسي
رفع يدها وقبلها بحنان، فابتسمت بعذوبة
سمعوا صوت قادم من جانبهم، سامع بيقولها ايه اتعلم
فضحك كلامها.
خالد: خليكي مكانك هجبلك درة واجي
هزت رأسها إيجابا فقام خالد متجها إلى عربة الدرة المشوي
ظلت تراقبه بعينيها إلى جلس بجانبها مرة اخري
خالد مبتسما: اتأخرت عليكي
لينا: لاء يا حبيبي
اعطاها حبة الدرة: حاسبي سخنة
لينا: اااه، صوابعي اتلسعت
وضع الدرة جانبا وامسك راحة يدها برفق
خالد بقلق: وجعاكي اوي
ابتسمت وهزت راسها نفيا، فقبل راحة يدها
وامسك بالدرة، مدت يدها لتأخذها
خالد: لاء سيبيها انا هاكلك.
لينا بخجل: ما ينفعش يا خالد احنا في الشارع، الناس يقولوا ايه
خالد: طظ فيهم كلهم انتي مراتي انا ما بعملش حاجة غلط
بدأ يطعمها وهي تأكل بخجل تشعر أن الجميع ينظر إليها
حتي سمعوا ذلك الصوت مرة اخري
شايف شايف بياكلها بايده خايف لصوابعها تتلسع، طلقني يا عماد
فجاءة وجدوا رجل يقف امامهم
خالد: نعم
الرجل: بقولك ايه يا بتاع انت عايز تبقي حبيب اقعد في بيتك
خالد: والله انا اعمل إلى انا عايزة في المكان إلى يعجبني.
الرجل غاضبا: دا انت قليل الادب بقي
امسك الرجل خالد من تلابيب قميصه فابتسم بسخرية، وابعد يد الرجل
خالد ساخرا: روح يا شاطر العب بعيد عشان ما تتأذيش
اغتاظ الرجل من رده ففجاءة بلكمة قوية جعلت بعض قطرات الدماء تخرج من فمه شهقت لينا بفزع وكادت أن تقوم وتذهب اليه
خالد؛ مكانك ما تتحركيش
وقف خالد امام الرجل مبتسما بسخرية ليفاجئه بلكمه اسقطته ارضا الدماء تسيل من فمه.
قام الرجل غاضبا وبدأت المعركة وكان الانتصار الاكبر فيها لصالحه
إلى ان جاء بوكس الشرطة واخذ العساكر
خالد ولينا وذلك الرجل وزجته متجهين إلى قسم الشرطة....
الفصل العشرون والواحد والعشرون من هنا
لقراءة جميع حلقات الروايه الجزء الثاني من هنا