رواية أسير عينيها الفصل السادس والعشرون 26 والسابع والعشرون 27 الجزء الثاني بقلم دينا جمال


 رواية أسير عينيها

الفصل السادس والعشرون 26 والسابع والعشرون 27 الجزء الثاني

بقلم دينا جمال

اووووه لوي لو تعلمين كم اشتقت لكي صغيرتي، حرك أصابعها على وجهها يتحسس وجنتها ببطئ صعودا وهبوطا تنهد ينفس أنفاسه الحارة في وجهها يهمس بخبث: لوي صغيرتي اشتقت لكي، ابتسامتكِ عينيكِ ضحاتكِ شهد شفتيكِ، ذلك الأحمق لا يعلم إني سرقت قبلتكِ الأولي، التفت خلفه إلى ذلك الجهاز يبتسم بخبث حينما لاحظ زيادة معدل دقات قلبها بسرعة كبيرة.


نظر لها يضحك، تلك الضحكات الشيطانية التي طالما ارعبتها همس بخبث: اوووه صغيرتي يبدو انكِ خائفة، سأخبركِ سرا صغيرا، أنا السبب في كل ما يحدث لكِ، أنا من خططت لكل ذلك، تعلمين لماذا لا تكذبِ صغيرتي، بالتأكيد تذكرين، همس بجانب اذنها بهسيس مستعر، لقد عشقتك تعلمين كم أحببتك أنا فقط اردت امتلاكك حتى لا تبتعدي عني ولكني رفضتي، تذكرين صغيرتي لقد اطلقتي على النار، ضحك ساخرا وهو يقبض على فكها في قضبة، من يصدق أن ذلك الوجه البرئ يمكنه إطلاق النار ببراعة، ضغط باصابعه يهتف بحدة، انتي السبب، ركضتي تبكين لأبي، ليهتف بلهجة عامية صحيحة يقلدها بسخرية: الحقني يا عمي اياد كان عايز يغتصبني، جز على أسنانه بعنف: فاكرة، روحتي اعتذرتلك أنا آسف يا لوي ما كنتش في وعيي.


بالطبع تتذكرين ما قولتي، حسنا حسنا سأسمعه لكِ، اخرج هاتفه يشغل ذلك التسجيل

لينا صارخة: أنت حيوان وأنا عمري ما هسامحك أنا مش ندامنة على اللي عملته فيك، لولا اني خايفة على مستقبلي كنت قتلتك، أنا بكرهك يا اياد، انا عمري اصلا ما حبيتك، انا بحب خالد وهفضل لآخر نفس فيا احبه، انت ولا حاجة في حياتي.


اغلق التسجيل ينظر لها يضحك بشر: أتعلمين ما فعل والدي بعد ذلك لقد حرمني من منصبي وجردني من كل صلحياتي، اخذ مني الشركات وتوكيل الإدارة والسيارة وسحب نقودي اخذ كل شيء لأجل الصغيرة المدللة عشت لسنوات مجرد عامل حقير اتقاضي بعض الدولارات وكله بسببك انتي، لذلك أقسمت على تدميرك، تركها يجلس على الكرسي يعقد جبينه وكأنه يفكر يهتف بتهكم: لذلك فكرت جيدا كيف ادمرك، لو أخذت املاكك سيعوضك عنها ذلك الأحمق زوجك، فبحثت عنه وجمعت كل المعلومات عنه، ضحك ساخرا، أعترف أنه يعشقك، لذلك فكرت في تدمير عشقكما الكبير، وبعد بحث طويل عثرت عليها مايا عاهرتي المميزة جمعت كل شئ عنها اوقعتها في شباكي، أصبحت كالخاتم في أصبعي، دفعت الكثير لوالدتها لتوافق على سفرها بعدما أخبرتها بما ستفعله هي فقط سكون المسمار الاول الذي سيدق في نعش حبكما، اقترب منها يتسطح جوارها يهمس بخبث: تعلمين صغيرتي كان بإمكاني قتل ذلك الرجل فقط رصاصة واحدة، واتخلص منه ولكني اريده هو أن يقتل عشقك له، وأنا سأساعده، دفن وجهه بجانبها على الوسادة يشتم رائحتها باستمتاع يهمس بحرارة: اااه لو تعلمين كم اشتقت لكي، لو تعليمن كم أنا سعيد بتلك الحالة التي اصبحتي عليها، ولكنها لا تشبع انتقامي اريدك مدمرة بائسة حزينة حطام سأعمل على تجميع بطريقتي، سآتي لكي قريبا صغيرتي، انتظريني اياد عاد صغيرتي.


دخلت احدي الممرضات تهتف بلهفة: سيد أياد عليك الرحيل الآن

قام بخفة من جوارها متجها ناحية تلك الممرضة وضع يده في جيبه يخرج بعض الاموال ومعهم كارته الشخصي

غمز لها بخبث: سأنتظرك مساءا

ابتسمت باغواء تهز رأسها ايجابا ليخرج من الغرفة بخطي بطيئة منتظمة جانب فمه منثني بابتسامة واثقة خبيثة، اصطدم بكتفه ذلك الرجل الذي يمشي مسرعا ليعتذر سريعا

خالد: عذرا

هتف اياد بخبث: لا عليك.


لم ينتبه له خالد ولم ينظر حتى إليه بل اتجه مسرعا إلى غرفتها لاحظ أن بعض الأطباء والممرضات يركضون في نفس الاتجاه الذي يمشي فيه لينقبض قلبه بخوف ركض سريعا معهم إلى ان وصل إلى غرفتها منعه الأطباء من الدخول وقف امام ذلك الحائط الزجاجي سريعا ليخر قلبه صريعا حينما سمع تلك الصافرة المشئومة الصادرة من جهاز ضربات القلب الذي أصبحت نبضاته خط مستقيم، يخبره وبكل قسوة أن معشوقته قد فارقت الحياة، شلت الصدمة حركته اراد التحرك الصراخ التكلم حتى ولكن دون فائدة أصبح جسده كتلة صلبة من الجليد.


فقط يري الاطباء وهم يسرعون هنا وهناك يحاولون تنشيط قلبها مرة أخرى، صدقا كان قلبه هو الذي توقف عن العمل، انحبست أنفاسه داخل صدره هو ما صدر منه هو دموع غريزة كالشلالات تنهمر بغزارة على وجهه، عادت من جديد بدأ جهاز ضربات القلب يصدر نبضا ضعيفا شيئا فشئ إلى أن انتظمت دقات قلبها، لتتسع ابتسامته يضحك ويبكي، عادت من جديد لينبض قلبه من جديد.


خرج الطبيب من الغرفة ينظر لحالته بأسي وقف بجانبه يربط على كتفه: لا تقلق هي الآن بخير

همس بصوت متحشرج باكي: كيف حدث هذا

الطبيب: لا أعلم ليس من الطبيعي أن يحدث هذا، لقد تسارعت دقات قلبها بدرجة عنيفة مما تسبب توقف نبضاته، ولكن لا أعلم ماذا حدث لها حتى تتسارع دقات قلبها بتلك الحالة ولكنها الآن بخير، التفت له يهتف برجاء وهو يبكي: ارجوك اريد أن ادخل إليها

هز الطبيب رأسه نفيا بأسي: آسف لا يمكنك.


تركه الطبيب ورحل ليتهوي هو جالسا على احد المقاعد يخفي وجهه بين كفيه يجهش في بكاء مرير، حينما وجد احدهم يربط على كتفه

صوت حازم يحدثه: اجمد يا صاحبي

انتحب باكيا: لينا بتموت يا محمد، خلاص هتسبني أنا ما اقدرش اعيش من غيرها

عانقه صديقه ليبكي كالطفل الصغير بين ذراعي والده يبكي ويردد: لينا بتموت يا محمد

بعد نصف ساعة من البكاء بدأ يهدئ قليلا مسح وجهه بكفيه ينظر لصديقه يهتف باستفهام: أنت.


جيت ازاي وعرفت منين ان انا هنا

محمد: جيت اكيد بالطيارة، وعرفت انك هنا من على، أنت ليه قولتله ما يقولش لحد على مكانك، جاسم قالب الدنيا على لينا

هتف بشرود: مش شغلي مش لازم حد يعرف احنا فين، مفهوم يا محمد

هز الاخير رأسه إيجابا بتفهم: مفهوم يا صاحبي.


خالد: صحيح، انا ما اعرفش لوليتا فين ولا عاملة ايه، دور على بنتي يا صاحبي وخليها عندك لحد ما ارجع

محمد: حاضر ما تقلقش عليها

يوم واثنان وثلاثة وهي غائبة حالتها لا تتحسن أصر الأطباء ابقائها تحت تأثير المخدر لتدهور حالتها الصحية بشكل كبير.


في أسيوط في بيت راشد، ذهب محمد ليأخذ الصغيرة

محمد: السلام عليكم

هب جاسم سريعا متجها اليه: بنتي فين يا محمد، صاحبك وداها فين

محمد: ما تقلقش يا استاذ جاسم لينا مع خالد

جاسم بلهفة: طب هي فين قولي يا ابني ابوس ايدك

محمد: ما اقدرش اقول لحضرتك، انا جاي هنا لمهمة محددة، انا عايزة لوليتا بنت اخويا

كانت فريدة تقف تستمع لهم وهي تحمل الصغيرة وما ان نطق محمد الجملة الاخيرة حتى احتضنت الصغيرة بشدة تبكي بجزع.


هتف جاسم بحدة: انسي انك تاخدها، عايز تخدها عشان تخفيها زي ما اخوك اختفي ببنتي وما اعرفش عنها حاجة

محمد: أرجوك يا عمي هات البنت

فريدة باكية: حرام عليك، دي الحاجة الوحيدة إلى بقيالي من ريحة بنتي، إلى ما اعرفش هي عايشة ولا لاء

جاء رشيد في تلك اللحظة يهتف بجد: بص يا محمد باشا، لينا مش هتخرج من هنا وفهم صاحبك دا كويس، مش احنا إلى نرمي لحمنا

محمد: صدقوني البنت هتبقي في امان معايا.


رشيد: وهتبقي في أمان اكتر معانا

في تلك اللحظة نزلت شروق زوجة رشيد من اعلي غاضبة اخذت الصغيرة من بين ذراعي فريدة تحتضنها بخوف، نظرت ناحية محمد بغضب تهتف بحدة: اوعاك تفكر تاخد بتي مني، اخذت الصغيرة وصعدت لأعلي سريعا

خرج محمد من المنزل واتصل بخالد واخبره ما حصل

خالد: خلاص خليها معاهم، فريدة وشروق هياخدوا بالهم منها كويس.


في المستشفى اغلق خالد الخط من محمد ليتجه إلى غرفة الطبيب المسؤل عن حالة لينا دق الباب ودخل

هتف الطبيب بابتسامة هادئة: تفضل سيد خالد، استرح

هتف بانفعال: لم آتي لاسترح، ارجوك اريد رؤيتها فقط خمس دقائق، سأعطيك مقابلهم مليون دولار

ابتسم الطبيب بهدوء: حسنا فقط خمس دقائق ولا اريد منك نقودا، هيا تعالا معي

اتسعت ابتسامته يشكره بحرارة: اشكرك، اشكرك بشدة

ذهب خلف الطبيب إلى ان وصلا إلى غرفة لينا.


الطبيب: خمس دقائق فقط.


هز رأسه إيجابا سريعا فتح باب الغرفة وذهب ناحيتها بخطي سريعة متلهفة إلى ان وصل إليها جلس ارضا على ركبتيه بجانب فراشها امسك كف يدها يقبله بشوق يهتف بلوعة: لوليتا، وحشتيني اوي يا حبيبتي، لوليتا ارجعيلي بقي، عشان اجبلك بلحسة، قاومي يا حبيبتي، ارجعيلي عشان خاطر لوليتا الصغيرة، لوليتا مستنية ماما ترجعلها، ما تسبنيش يا لوليتا ما تسبنيش يا حبيبتي، انا الموت عندي اهون من اني اخسرك، وحياة خالد عندك اجمدي.


دخل الطبيب في ذلك الوقت يهتف بجد: لقد انتهي الوقت

هز رأسه إيجابا كاد أن يتحرك حينما شعر باصابعه تقبض على كف يده بضغف، شخصت أعين الطبيب بذهول حينما فتحت عينيها بدرجة بسيطة تهمس بوهن: ما تسبنيش

عاد مكانه يقبل جبينها ويديها يهتف بلوعه: مش هسيبك يا حبيبتي ما تخافيش

هتف الطبيب بذهول: مستحيل، مستحيل، كيف، مستحيل

قطب خالد جبينه باستفهام يسأله: ماذا تقصد.


هتف الطبيب بتعجب: كيف فتحت عينيها كيف تحدثت هي تحت تأثير مخدر قوي جدااا، مستحيل، ماذا قالت لم افهم لغتها

ابتسم بحزن: لا تتركني.


ضحك الطبيب بهدوء: يبدو أنك كنت العلاج من البداية، انظر، اشار له ناحية جهاز دقات القلب، يهتف بتعجب: نحاول منذ ايام تنظيم دقات قلبها اما بطيئة جدا او سريعة جدا ولكنك منذ أن بدأت بالحديث معها ودقات قلبها تسير بشكل منتظم، كنت مخطئا حينما ابعدتك عنها، يبدو أن انك كنت الدواء من البداية.


التفت لها يبتسم بحنان، وقد كان أسبوع كامل لم يتحرك من جانبها يتحدث فقط، والطبيب مصاب بالذهول فجسدها يستقبل الدواء بسرعة كبيرة كأنها تتعافي فقط من كلماته، في ذلك اليوم عاد اليها بعدما ذهب للفندق ليبدل ملابسه فتح الباب فلم يجدها على الفراش شخصت عينيه بذعر، كاد أن يخرج حينما ربت احدهم على كتفه فوجده الطبيب

خالد بلهفة: أين زوجتي.


ابتسم الطبيب بهدوء: لقد تم نقلها من العناية المركزة إلى احدي الغرف العادية، ثد تحسنت صحتها بشكل كبير في هذا الاسبوع ويمكنها ان تخرج من المستشفى متي شئت

احتضن خالد الطبيب، يصرخ بسعادة: لينا بخير، زوجتي عادت لي اخيرا، أشكرك اشكرك أشكرك

الطبيب ضاحكا: يا رجل لقد اصابك العشق بالجنون، ليبارك الرب لكما ذلك الحب الكبير

زوجتك في الغرفة، في الدور الثاني.


تقدم محمد ناحيتهم سريعا فأسرع خالد ناحيته يصرخ بسعادة: لينا خفت يا محمد، لينا خفت

ضحك محمد بمرح: خلاص يا ابني فضحتنا، حمد لله على سلامتها يا صاحبي

ابتسم بسعادة: الله يسلمك أنا بجد مش عارف اشكرك ازاي على وقفتك جنبي

هتف محمد بحزن: ما تقولش كدة يا رتني في ايدي حاجة كنت عملتها وبعدين إنت ليك دين قديم في رقبتي

هتف بملل: يا ابني انسي بقي، المهم احجزلي أول طيارة راجعة مصر أن شاء الله تكون خاصة.


حرك محمد رأسه إيجابا سريعا ليتركه ويرحل

الطبيب: هل تريد مني ان أزيل مفعول الادوية حتى تستفيق

خالد مبتسما: لا، أريدها ان تستفيق في منزلنا على فراشها.


لا يصدق انه جالس الآن في منزله بعد كل تلك المدة وهي نائمة امامه امسك بيدها يقبلها بشوق: فوقي بقي يا حبيبتي وحشتيني اوي أوي

ويبدو ان شوقها له لم يقل عن شوقه لها بدأت تتململ في نومتها، تفتح عينيها بصعوبة وهي تهمس باسمه: خالد، خالد

هتف سريعا بلهفة: انا اهو يا حبيبتي انا جنبك

فتحت عينيها بضعف تنظر له بابتسامة شاحبة: وحشتني حاسة اني بقالي كتير ما شوفتكش.


ابتسم بعزوبة: يعني انا المفروض اعمل ايه بعد الكلام الحلو دا بقي

تأوهت بألم تشعر بأن هناك سكاكين تخترق معدتها: ااااه هو ايه إلى حصل

خالد: كالعادة يا ستي جسمك ضعيف جدا واغمي عليكي، ليكمل بمرح انتي عارفة انا هحشيكي اكل بس اصبري عليا

ضحكت بوهن، لتعقد جبينها باستفهام كيف لم تنتبه لذلك المكان الذي تمكث فيه، هتفت بذهول: احنا في الفيلا طب ازاي وليه.


اطرق رأسه بخزي ظل صامتا صدقا لا يجد ما يقوله لها، حاولت القيام لتتأوه بألم، انتفض سريعا يريح جسدها على الفراش مرة اخري يهتف بلهفة: خليكي مرتاحة انتي لسه تعبانة

قبضت على يده تنظر لعينيه، نظر لزرقتيها بحزن، رأي رجائها الصامت ترجوه أن ينفي ما تفكر فيه هتفت بألم: احنا رجعنا ازاي يا خالد اغمض عينيه لتنساب دمعة هاربة من عينيه يهمس باسف: غصب عني، كنتي هتضيعي مني غصب عني والله.


شهقت بفزع عينيها متسعتين بصدمة صدرها يعلو ويهبط من ذلك الخنجر الذي اقتحم قلبها يمزقه بلا رحمة: اتجوزتها

هتف بانفعال وهو يبكي: غصب عني كنتي هتضيعي مني كنت محتاج فلوسي عشانك، انتي بقالك شهر في غيبوبة ولولا اني رجعت فلوسي وعرفت انقلك مستشفي في لندن كان زمانك ضعتي مني.


شخصت عينيها بفزع: احنا كنا في لندن، إذن ما شعرت به ليس وهما لمسته رائحة عطره صوته أنفاسه الملتهبة، صحيح لا تذكر ما قاله لكنها شعرت به وكيف تنساه

هزت رأسها نفيا تسأله بفزع: ولوليتا فين

خالد: ما تقلقيش شروق كانت واخدة بالها منها كويس، وبعدين جاسم خدها ورجع القاهرة واكيد مامتك واخدة بالها منها

بكت بألم: هاتلي بنتي يا خالد، انا عايزة بنتي.


وضع رأسها يريط على شعرها برفق: حاضر يا حبيبتي بس عشان خاطري كفاية عياط انتي لسه تعبانة والدكتور قال الانفعال والزعل غلط عليكي جدا

همست بانكسار: هي هنا

خالد: هي مين

لينا: مراتك

خالد: اه قدامي اهي

لينا: انا مش قصدي...

وضع أصبعه على شفتيها، يبتسم بحنان: هشششش انتي بس إلى مراتي، هي مجردة ورقة، رجعت بيها فلوسي ماشي يا حبيبتي على العموم يا ستي هي مش هنا

لينا: اومال فين.


خالد: متلقحة عند أبوها، داهية تاخدها هي وأبوها، انا هروح اجيب لوليتا مش هتأخر

ابتسمت بحزن: بسرعة يا خالد احسن دي وحشتني اوي

خالد مبتسما: حاضر يا حبيبتي مسافة السكة.


رحل لتختفي ابتسامتها قطبت جبينها بقلق، ينهس الخوف قلبها، تزوج، ستشاركها اخري فيه تري هل سيحبها، لا لا هو يحبني انا فقط، هل سيجعلها تنام على صدره، لا هذا مهدي انا اقسم بربي اقتلها ان حاولت ان تسرقه مني فهو حبيبي انا فقط، حبي انا فقط هو الذي يسري داخل عروقه، كما يتغلغل حبه في كياني تنهدت بقلق قامت ببطئ تشعر بألم حاد في معدتها لا تعرف سببه ذهبت ناحية دولاب ملابسها واخذت بعض الملابس ثم ذهبت ناحية المرحاض اغتسلت وبدلت ملابسها وخرجت تستند على الحائط وقطع الاثاث من الالم فوجدت رحمة في الغرفة فذهبت الاخيرة اليها مسرعة تهتف بلهفة: ايه يا حبيبتي إلى قومك بس.


هسمت بألم: كنت باخد دش يا دادة، مش عارفة بطني وجعاني ليه كدة

ابتسمت رحمة بتوتر: اكيد من قلة الاكل بقالك مدة طويلة ما كلتيش ولا لقمة يلا تعالي كلي بدل ما خالد باشا يجي يزغطك

ضحكت بوهن: لا خلاص خلاص هاكل

ساعدتها رحمة على الجلوس على الفراش

لينا: كلي معايا يا دادة مش بحب آكل لوحدي

رحمة مبتسمة: حاضر يا حبيبتي

مر بعض الوقت قبل ان يسمعوا ضجة في الخارج من ناحية الحديقة

لينا: في ايه، ايه إلى بيحصل يا دادة.


رحمة: مش عارفة والله يا بنتي

لينا: معلش يا دادة ناوليني اللاسلكي إلى خالد بيكلم منه الحرس

احضرته رحمة للينا واعطته لها

لينا: احم، حد سامعني

رد احد الحراس: ايوة هانم

لينا: ايه إلى بيحصل عندكم ايه الدوشة دي

الحارس: في واحدة مصممة تدخل

لينا: مين دي

الحارس: واحدة بتقول انها مرات الباشا

لينا غاضبة: ودي ايه إلى جابها هنا، قولها الباشا مش موجود

الحارس: قولتها يا هانم، بردوا مصممة تدخل

لينا بغيظ: طب دخلها.


الحارس: حاضر يا هانم، افتح يا ابني البوابة

لينا: ساعديني يا دادة انزل تحت.


وصل خالد إلى فيلا جاسم فالمسافة بينهما ليست بعيدة دخل إلى الفيلا ليجد فريدة تجلس في الحديقة تحمل الصغيرة على قدميها تطعمها برفق، ضحكت الصغيرة بسعادة ما أن رأت والدها تشب بيديها ناحيته ليسرع يلتقطها يقبل يديها وجهها بحنان: وحشتيني يا حبيبة بابا

فريدة بلهفة: لينا فين يا خالد

ابتسم برفق: ما تقلقيش يا حماتي لينا كويسة

فريدة: طب أنا عايزة.


خالد: معلش استني كام يوم لحد ما صحتها تتحسن هي ما تعرفش أنها كانت حامل وسقطت معلش سيبيها كام يوم تتحسن وأنا بنفسي هاجي أخدك ليها

هزت رأسها ايجابا بابتسامة قلقة: طب يا ابني خلي بالك منها وابقي خليها تكلمني

هز رأسه إيجابا بابتسامة صغيرة: حاضر، وجه كلامه لابنته، يلا يا ست لوليتا احسن وحشتي ماما خالص، سلام يا حماتي

فريدة: مع السلامة يا ابني، سلام يا لوليتا.


اخذها متجها إلى السيارة وضعها على قدميه يلف حزام الأمان حولهما لتصرخ الصغيرة بحماس: فووووف

ضحك بسعادة: حاضر يا ستي هنسوق فوووف، شغل محرك السيارة منطلقا إلى منزله.


ساعدت رحمة لينا إلى ان نزلت إلى أسفل

فوجدت تلك العقربة تجلس على احد الكراسي تضع قدم فوق اخري بجانبها حقيبة سفر كبيرة

لينا بحدة: ايه إلى جابك هنا

ابتسمت مايا باصفرار: دا بيت جوزي، يعني حقي اقعد فيه زيك بالظبط يا خالد يا خالودي انت فين يا بيبي

قطبت جبينها تصرخ بغضب: امشي اطلعي برة، بدل ما اجيب الحرس يجرجروكي برة البيت، برة.


ضحكت مايا بسخرية: في المشمش دا بيتي زي ما هو بيتك، وقريب هيبقي بيتي انا لوحدي وانتي هتبقي برة

ايه إلى بيحصل هنا

دخل خالد وهو يحمل صغيرته رمق مايا بنظرات نارية عندما رآها، ثم تركها وذهب ناحية لينا يهتف بحنان: ايه يا حبيبتي إلى نزلك من على السرير، انتي لسه تعبانة

لينا باكية: خالد مشيها برة

خالد مبتسما: حاضر يا حبيبتي، اطلعي انتي بس ارتاحي، اتفضلي يا ستي جبتلك لوليتا.


اخذت منه الصغيرة تحتضنها بشوق: وحشتيني أوي اوي يا حبيبتي

خالد: امسكيها كويس

حملت لينا الصغيرة بعناية لتجد نفسها مرفوعة بين ذراعي خالد هي والصغيرة

لاعب حاحبيه بمشاكسة: يلا يا حلوين عشان تناموا

حملهما متجها بهما إلى الغرفة يضعهما على الفراش برفق، قبل جبينها: هخلص منها وراجعلك

خرج من الغرفة لتختفي ابتسامته وتحل محلها شرارات الجحيم تستعر في عينيه.


نزل إلى اسفل وما ان راي مايا حتى ذهب وقبض على خصلات شعرها بعنف يصرخ بحدة: انتي ايه اللي جابك هنا يا روح امك

مايا بألم: اااه شعري يا خالد، سيب شعري

دفعها بعيدا يزمجر بغضب: امشي اطلعي برة

رن هاتفه برقم رفعت زفر بغضب وامسك الهاتف وفتح الخط

رفعت: مايا وصلت

خالد غاضبا: يعني انت إلى باعتها

رفعت: طبعا انت مش وصلت بالسلامة من لندن، ودي مراتك يعني مكانها جنبك

خالد غاضبا: وانا مش عايزها.


رفعت: بينا اتفاق يا خالد، والا اتصال صغير لحبيبه القلب وتعرف ايه إلى حصل في الشهر إلى فات والعملية إلى اتعملت وهي مش دريانة

خالد غاضبا: قسما بربي يا رفعت لهدفعك التمن غالي

رفعت: تؤتؤتؤ اهدي كدة يا ابو الخلد وعامل مايا كويس، لو مش عايز حبيبة القلب تضيع منك

اغلق الخط بغضب التفت إلى تلك الفتاة يرمقها بغضب واشمئزاز ليجدها تتجه نايحته لفت ذراعيها حول عنقه بدلال: خالد أنا بحبك.


كاد ان يخلع يديها حينما سمع تلك الشهقة الفزعة تأتي من خلفه مباشرة.تبع

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل السابع والعشرون


نظر خلفه سريعا ليجدها تقف اعلي درجات السلم تضع يدها على فمها تنساب دموعها بقهر وهي تري تلك الحية متعلقة برقبته، نزع يديها بعنف يركض لأعلي سريعا يهتف باسمها بلهفة: لينا، استني يا لينا انتي فاهمة غلط.


صعد إلى اعلي ليجدها قد اختفت، هرول ناحية غرفتهم وجدها تقف امام الشرفة تنظر للحديقة بشرود تنساب دموعها بصمت، تحرك بخطي واسعة ليقف خلفها مباشرة يهمس بحزن: صدقيني انتي فاهمة غلط، لوليتا عشان خاطري كفاية عياط الدكتور قال الزعل غلط عليكي

همست بصوت مبحوح تمسح دموعها بعنف: قولتلي هتمشيها.


كور قبضة يده يشد عليها همس بقهر: يا ريت أقدر، امسك كتفيها يلفها ناحية مد يده يمسح دموعها برفق، كوب وجهها بين كفيه يهتف بحزم: قسما بالله لهدفعهم التمن غالي

همست بألم: أنا مش هقدر أعيش معاها في بيت واحد

هتف بحزم: دا بيتك انتي، هي مجرد ضيف تقيل، هحفر بيه قبر رفعت، بس انتي اصبري ما تخليهاش تغيظك، رفع كف يدها يبسطه فوق صدره يهمس بعشق: دا بيدق بس عشانك، أنا عايزك بس تثقي فيا.


ابتسمت بسعادة كيف لها أن تقاوم تأثير كلماته الحانية، ليهتف بمرح: اسكتي مش ست لوليتا هانم بقت أخت جاسر ابن رشيد في الرضاعة، شروق كانت بترضعها طول المدة اللي فاتت

ابتسمت بخجل: يعني كدة لوليتا هيبقي ليها اخين

عقد جبينه باستفهام يردد: اخين، هزت رأسها ايجابا تهمس بخجل: ايوة مش الدكتورة قالت ما ينفعش احمل قبل 3 سنين عدي منهم سنة وكام شهر.


اختفت ابتسامته بلع لعابه الجاف بصعوبة ليبتسم بتوتر: آه، أنا رأيي أن كفاية لوليتا، انتي بتتعبي في الحمل وبتتبهدلي وبتبهدليني معاكي

زمت شفتيها بضيق ليتنهد بقلق هتف بحزم لينهي ذلك النقاش: لما المدة تخلص نبقي نتكلم في الموضوع دا، دلوقتي تعالي يلا عشان ترتاحي

هتفت ذراعيها حول عنقه تهتف سريعا: استني بس، مسحت عنقه بعنف بكم قميصها تبتسم باصفرار: اصل كان في تراب

ضحك بخبث: تراب بردوا، هنبتدي بقي.


ضيقت عينيها بغيظ: هنبتدي ايه بالظبط

لاعب حاجبيه بمشاكسة: شغل غيرة الضراير

جذب ياقة قميصه بعنف تهتف من بين أسنانها بتملك: انتي بتاعي أنا لوحدي، عارف يا خالد لو شفتك حاضن العقربة اللي اسمها مايا دي، هقتلك وادفن كل حتة في بلد بعيدة عن التانية

اتسعت عينيه بذعر مصطنع: سلاما قولا من رب رحيم، انا اقدر يا حبيبتي، أنا مش مش مستغني عن عمري، حد يلحقني، والله لاروح اعملك محضر عدم تعرض.


ضحكت عاليا على مزاحه لتنقبض معدتها بألم ضمت شفتيها تعقد جبينها بألم ليهتف بجد: تعالي اقعدي على السرير

اسندها للفراش، إلى أن تسطحت عليه تهمس بألم: بطني بتوجعني أوي

فتح درج المكتب بجانبه يخرج علبة دواء منزوعة الهوية، اخرج منها قرص يعطيها له

خالد: خدي دي وهتسكن الوجع.


هزت رأسها ايجابا دون تردد تأخذ ذلك القرص اخذت بعض الماء لتتسطح على الفراش تبتسم بشخوب شعرت بتثاقل جفنيها شيئا فشئ إلي ان اغمضت عينيها رغما عنها تغوص في نوم عميق دون إرادتها

دني بجسده يقبل جبينها، فرت دمعة هاربة من عينيه يهمس بألم؛ أنا آسف.


وضع الغطاء عليها، ليخرج من الغرفة وجد مايا تتجول بين ممرات البيت بحرية، ذهب يقبض على يدها بعنف يجرها خلفه إلى احدي الغرف يهتف بحدة: دي اوضتك رجلك ما تخطيش برة الباب دا، انتي فاهمة

هزت رأسها ايجابا بطاعة تسبل عينيها بدلال، مدت يدها تضعها على صدره تبتسم باغواء: حاضر يا حبيبي.


دفعها بعنف يهتف باشمئزاز وهو يمسح قميصه: وسختي القميص كاتك الارف، طفقها بنظرات احتقار كارهة ليتركها ويعود لغرفته يتحدث في الهاتف

لتهتف بتوعد: ماشي يا خالد انا هوريك مايا هتعمل ايه دخلت لغرفتها تبتسم بتوعد.


في صباح اليوم التالي

في شقة خالد الذي يسكن فيها إسلام حاليا، كانت تعد الإفطار ترتسم ابتسامة هادئة على شفتيها تشعر بسعادة تغمر كيانها من مجرد رؤية ابتسامته فقط، عوض الله لها عن ما كل ما لاقت في حياتها سمعت صوته يهتف بسعادة من الخارج: شمس يا شموسة

خرجت من المطبخ سريعا تهتف بابتسامة دافئة: خير يا إسلام.


وقف أمامها يهتف بسعادة: كل خير يا وش السعد، الشركة رجعت لسه السكرتيرة بتاعت الشركة مكلماني قالتلي أن الشغل رجع تاني وأن الفترة إلى فاتت الشركة هتعوضهنا حوافز

صفقت بسعادة: بجد، إنت أنت طيب يا إسلام وتستاهل كل خير

إسلام مبتسما: أنا هقوم بسرعة عشان اروح الشركة، مش عايزة حاجة

ردت بتلقائية: لا يا حبيبي عايزة سلامتك

تجمد مكانه من هول ما سمع اتسعت عينيه بذهول التف اليها ببطئ يهتف بصدمة: انتي قولتي ايه.


رمشت بعينيها عدة مرات بخجل تهمس بصوت خفيض خجول: ممما قولتش حاجة

امسك يديها يهتف برجاء: لاء قولتي بالله عليكي لتقوليها تاني

احمرت وجنتيها تهمس بخجل: حبيبي

اتسعت عينيه بفرحة دقات قلبه تصرخ من السعادة، جذب جسدها بلهفة يطوقها بذراعيه يشدد على عناقها تنهد مبتسما بسعادة يهتف بحرارة: ااااه يا شمس لو تعرفي أنا بحبك قد ايه

تلعثمت بخجل، بالكاد خرج صوتها: أاانا كمان ب، بحبك.


ابعدها عنه يمسك كتفيها يهز رأسه إيجابا بابتسامة واسعة: بجد يا شمس، بجد بتحببني.


هزت رأسها إيجابا بابتسامة صغيرة اغمضت عينيها تأخذ عميقا لتكمل جرئتها إلي النهاية: آه يا إسلام، بحبك، بحب طيبتك وحنيتك أنت مش عارف أنت عملت فيا ايه طول المدة إلى فاتت كفاية انك لسه صابر عليا ومش عاوز تغصبني على حاجة، كفاية ابتسامتك إلى دايما بتدهالي حتى وأنت تعبان ومضايق، كفاية حنيتك دايما محسسني اني بنتك مش مراتك أنا بحبك يا إسلام

ادمعت عينيه من شدة سعادته ضم رأسها لصدره بقوة.


اسلام بسعادة: اااااه، يا شمس أنا مش مصدق انك اخيرا حسيتي بحبي ليكي

ظلت بين ذراعيه يضمها بقوة على شفتيه ابتسامة سعيدة ليهتف بمرح: يعني ينفع تقوليلي الكلام الحلو، وأنا رايح الشغل، والله اقعد جنبك وأن شاء الله حتى اترفد

ضحكت بخجل: لالالا ازاي يلا عشان تروح شغلك بقي

غمز لها بخبث: حاضر يا شمسي، بس لينا كلام تاني لما أرجع

اتسعت عينيها بخجل ليضحك هو على خجلها، راقبته وهو يرحل يلوح لها بيده وداعا...


تنهدت بسعادة، اخيرا بدأت الحياة تبتسم لها: اللهم لك الحمد.


في فيلا خالد السويسي

وقف أمام مرآه الزينة يصفف شعره، يرتدي سترته حلته السوداء، يضع عطره المفضل، ساعته الفضية الكبيرة، كان يحاول عقد رابطة عنقه حينما سمعها تهتف بإعجاب: متجوزة مز يا ناس

نظر لها من خلال المرأة يغمز بخبث: لا خدي بالك أنا ظابط وممكن اعملك محضر تحرش

ضحكت بمرح لتهتف بدلال: واهون عليكي يا لودي تحبس لوليتا حبيبتك.


تقوس جانب فمه بابتسامة واثقة: طب ما حابسك فعلا جوا قلبي وقافل عليكي بقضبان عشقي وموقف روحي سجان عليكي

ابتسمت بتوتر كلامه به مزيج مخيف من العشق والتملك

اقترب ناحيتها يجلس على ركبتيه يهتف بضيق: اربطي الزفتة دي مش عارف اربطها

مدت يديها تعقد رابطة عنقه بخفة: هتروح الإدارة الاول ولا الشركة

هتف بجد: لاء الإدارة وبعد كدة هطبع على الشركة.


انتهت من عقد رابطة عنقه لتمسد عليها بخفة قبلت وجنته تتحدث بابتسامة صغيرة: ما تتأحرش

تنهد بحرارة: أنا احتمال ما اروحش اصلا

عبست بدلال: يلا يا لودي على شغلك وبطل قلة أدب

هتف بجد: قبل ما امشي، ما تخرجيش من اوضتك انتي لسه تعبانة وتاكلي كويس وتاخدي علاجك في مواعيده، وما لكيش كلام مع البتاعة اللي اسمها مايا لو عملتلك اي حاجة قوليلي وانا هطينلك عيشتها

هزت رأسها ايجابا بابتسامة صغيرة: حاضر يا حبيبي.


ابتسم بعبث: مش بقولك شكلي مش هروح

لكزته في صدره بضيق: يلا ياض على شغلك

امتعضت ملامحه باشمئزاز: ياض يلا يا بيئة، تربية زبالة، ليبتسم بفخر: تربيتي

ضحكت بمرح ليقبل جبينها ويرحل إلى عمله.


في غرفتها تدور حول نفسها بضيق تفكر بشر، حينما رن هاتفها برقمه

مايا: حبيبي وحشتني

ضحك بخبث: صباحية مباركة يا عروسة

مطت شفتيها بضيق: ابقي قول كدة للست لينا، البيه مش طايقني من ساعة ما جيت بيتعامل معايا على اني كلبة

اياد بحدة: بقولك ايه يا حلوة أنا مش صارف ملايين عليكي عشان تقولي لي قاعد جنب لينا وانتي لزمتك ايه، اتحركي يا مايا انتي مش هتغلبي، لازم تشديه ليكي باي طريقة

زفرت بضيق: خلاص ماشي هحاول.


هتف بحدة: ما فيش حاجة اسمها هحاول، هتنفذي على طول، بينا مصالح مشتركة اخد لينا وانتي تاخدي البيه وعليه 5 مليون دولار والا والله هبعت فيديوهاتك اللي متصوره فيها معايا لابوكي الحقيقي وانتي عارفة الصعايدة هيقتلك ويغسل عاره

هتفت بذعر: لا خلاص خلاص هعمل اللي انت عاوزه حاضر

ابتسم بخبث: كدة تعجبيني، سلام يا حلوة

اغلقت الخط تزفر بضيق اتجهت إلى دولاب ملابسها تبتسم بخبث.


صف سيارته أمام الإدارة نزل منها يمشي بخطي منتظمة متجها لمكتبه، فتحه ودخل ليبتسم ساخرا، اخيرا انتهت الرحلة، وبدأ الانتقام، دخل محمد يهتف بابتسامة واسعة: حبيبي واخويا وعم عيالي حمد لله على السلامة يا كبير

جلس على كرسي مكتبه: الله يسلمك، قولي بقي أخبار الشغل ايه

هتف بثقة: كله زي الفل، ليحمحم بحرج: بس في حوالي 20، 30 قضية كدة عايزين مساعدتك حاجات يعني.


كرر بسخرية: حاجات بسيطة خالص، طب يلا يا اخويا على الشغل

قضي ساعات طويل في عمله، ينظر بين الحين والآخر لهاتفه، ليجده اخيرا يرن بذلك الرقم التقطه يهتف بلهفة: عملت ايه، انتظر قليلا يستمع للطرف الآخر ليهتف بخبث: حلو اوي هكون عندك بكرة، ما تقلقش فلوسك محفوظة، سلام

اغلق الخط ليتصل بايمن هتف بجد: ايمن أنا متنازل عن المحضر ضد رشدي

ايمن: تمام يا باشا.


اغلق الخط يتنهد بتعب اخفي وجهه بين كفيه يفكر، ماذا فعل لتتحول حياته بهذا الشكل أهو فقط اختبار، ام ذنب، ام ماذا!

قام من مكانه متجها خارج الإدارة، ليجد هاتفه يرن

على: أنت فين يا عم خالد في شغل بالكوم عايز امضتك

خالد: هات اي ورق وتعلالي على الفيلا إنت وعمر، أنا تعبت ومش قادر

على: تمام هنخلص ونجيلك.


خطي رشدي اول خطواته خارج القسم يتوعد لشمس بداخله مشي قليلا ليجد سيارة سوداء خرج منها رجلين جذبوه للسيارة بعنف يكممون فمه لتنطلق به السيارة إلى حيث المجهول

في تلك الغرفة القديمة المجهورة طرقات حذاء منتظمة يسمع صداها، صوت باب الغرفة يفتح، لتعود الخطوات من جديد، كان فقط يسمع ما يحدث ليشعر فجاءة بأن احدهم ينزع تلك العصابة التي تغطي عينيه.


فتح عينيه ينظر حوله بخوف لتسلط عينيه على ذلك الجالس امامه يبتسم بخبث: ازيك يا معلم رشدي وحشتني يا راجل

هتف رشدي بحدة: انت اتجننت ياض أنت

ضحك ساخرا: تؤتؤتؤ، ياض انت ماشي ياعم مقبولة منك

حك ذقنة بأطراف أصابعه ببطي يهتف بخبث: تفتكر اعمل فيك ايه، واحد كان عايز يعتدي على مراتي وبيطلع يهددها في غيابي، اعمل فيه ايه، أقتله تؤ الموت راحة، ما تفكر معايا يا معلم

بلع رشدي لعابه بخوف: سماح يا بيه، انا آسف.


ضحك بشر عاليا: آسف تؤتؤتؤ، هقولك سر أنا واحد مجنون، اي حد بيفكر يقرب من مراتي بنسفه، تخيل هعمل فيك ايه، ليبتسم بخبث: أنا بقي مش هعمل فيك حاجة، انا هسيبك مرمي زي الكلب وأنت وحظك بقي تعيش، تموت الاعمار بيد الله، يلا سلام يا معلم

تركه وخرج إلى رجاله يهتف بحدة: روقوه وبعدين ارموه قدام اي مستشفي.


ظلت في غرفتها لا تفعل شيئا تناولت الطعام واخذت دوائها وجلست تلاعب صغيرتها إلى سمعت صوت صوت سيارته

قامت تتحامل على ألمها ارتدت احد فساتينها الرقيقة وصففت شعرها خرجت من الغرفة لتجد مايا تخرج من الغرفة المقابلة لها، اتسعت عيني لينا بخجل فكانت تلك الصفراء ترتدي قميص نوم أسود، فاضح العاية وتضع أحمر شفاه صارخ

لينا في نفسها: ايه قلة الادب إلى هي لبساها دي، دا انا اتكسف البسه قدام نفسي حتي.


نزلت مايا لاسفل سريعا وخلفها لينا

كان في طريقه للداخل حينما وقعت عينيه عليهما مايا تقف في نهاية السلم ولينا تقف اعلي منها ببضع درجات، اتسعت ابتسامته متجها اليهم، لتبتسم مايا باتساع ظننا أن مظهرها المغري اثر فيه لتضيق عينيها بغيظ حينما تجاوزها بهدوء وكأنها غير موجودة بالأساس وصعد إلى صغيرته يصفر بإعجاب: ايه القمر دا

نظرت له مايا بغيظ وبداخلها غضب كفيل لاحراقهما معا.


جاءت احدي الخادمات: الغدا جاهز يا باشا

خالد: يلا يا حبيبتي

جذب يدها متجهين إلى حجرة الطعام جلس على رأس الطاولة كعادته وجلست على الكرسي المجاور له، جاءت مايا وجلست مقابله للينا

هتفت بدلال: حمد لله على سلامتك يا خالودي

هتف ببرود: خالد بس مش مسموحلك تدلعيني

مايا بغيظ: اشمعني يعني ما هي دايما بتقولك يا لودي

خالد: هي مسحمولها تعمل كل إلى هي عايزاه.


مايا بغيظ: اشمعني يعني انا مراتك انا كمان على فكرة والمفروض تعدل بينا.


خالد: اعدل بينكوا لو متجوزك برضايا لو متجوز حبا فيكي، بس انتي عارفة انا متجوزك ازاي وليه، وانا بصراحة ما بعتبركيش مراتي انتي مجردة رجعت بيها فلوسي، فما تديش نفسك حجم اكبر منك، انا عمري ما هبصلك حتى لو عملتي ايه وزي ما قولتلك انا، لا طالب منك حقوق ولا انا عليا واجبات، ما بني على باطل فهو باطل، اااه وابقي البسي حاجة عدلة شوية بدل الارف دا، ثم اشار ناحية لينا اتعلمي منها شايفه هي لبسها شيك ازاي.


نظرت له بحزن فبالاخير هو جرح انوثتهت وكرامتها لتفر راكضة إلى غرفتها، وبالطبع ذات القلب الطيب شعرت بالحزن عليها حتى لو كانت غريمتها: ليه كدة يا خالد، جرحت كرامتها

خالد: تستاهل كل حرف قولته

لينا بحزن: بس حرام دي كانت بتعيط

خالد: حبيبتي انتي إلى طيبة زيادة عن اللزوم دي دموع التماسيح، انا عارف اشكالها كويس

انتهوا من الطعام وجلسوا في غرفة الصالون وخالد يلاعب ابنته الصغيرة وهي تضحك بشدة.


خالد: مين إلى هياكل لوليتا، هممممم

ثم يبدأ بدغدغه الصغيرة برفق

جاءت لينا تحمل طبق طعام صغير مرسوم عليه رسومات كرتونية فيه طعام للأطفال( سيريلاك )

خالد: هاتيه انا هأكلها

لينا: لاء انا إلى هأكلها

خالد: خلاص نسأل لوليتا

ثم نظر إلى ابنته

خالد: ها يا لوليتا عايزة مين إلى يأكلك، بابا حبيبك إلى بيجبلك شوكولاتة وبسكوت وبامبرز كتير لما هيفلس، وبيلعب معاكي، ولا ماما دي.


نظرت لهما الصغيرة بدهشة لم تفهم حرف واحد مما قال لكنها رأت طبق الطعام في يد والدتها لتهتف بصوتها الطفولي: ماما

ضيق عينيه بغيظ: واطي يا عماد، نفس التربية الزبالة

ضحكت لينا بشدة على كلامه لتعطيه الطبق

لينا ضاحكة: خلاص خد انت أكلها

عقد ذراعيه امام صدره بغيظ طفولي: لاء انا زعلان منها، خانك الشكولاتة يا لوليتا ماشي ماشي، مش لاعب معاكي تاني

لينا ضاحكة: الحقي يا لوليتا بابي زعل.


حملت الصغيرة ووضعتها على قدم خالد واعطته الطبق، فبدأ خالد يطعم الصغيرة

وضع المعلقة في الطبق وقربها من فم الصغيرة وقبل ان تأكلها ابعدها عنها، فنظرت له الصغيرة بغيظ، فعاد يقربها منها مرة اخري وقبل ان تأكلها ابعدها عنها مرة اخري لتصيح الصغيرة بغيظ: بااااا با

لينا: بس يا خالد بطل تضايقها

خالد: لاء مش هبطل

نظرت الصغيرة إلى يد خالد المحتضنة اياها واقتربت منها ثم عضته بقوة بسنتيها الصغيرتين بقوة.


خالد متألما: ااااه يا بنت العضاضة، كل دا عشان الاكل بتاعك

لينا ضاحكة: احسن، قولتلك بطل تضايقها

شطورة يا لوليتا

خالد: كدة يا لوليتا تعضي بابي

لوليتا الصغيرة: تتتتتتتتتتتتتللللاتاااللااتاالتتت، مممممممممو بوففففففف فااااففففف

خالد: طب وليه الشتيمة يعني

لينا ضاحكة: أحسن عشان تبطل تضايقها.


أكملت لينا إطعام الصغيرة وظل خالد يلاعبها وضعها على الاضية اللامعة فبدأت تحبو فبدأ يمشي بجانبها على يديه وقدميه مثلها والصغيرة تنظر له وتضحك

رن جرس الباب فذهبت احدي الخادمات تفتح فدخل على وعمر لتضع لينا حجابها سريعا

عمر ضاحكا: ايه يا خالد إلى انت عامله دا

خالد: أنت مالك، انت ايه إلى جابك ياض انت وهو

على: مش قولت هنكمل الشغل عندك في البيت.


ذهبت الصغيرة ناحية عمر فدني عمر بجسده والتقطها من على الارض وحملها بين ذراعيه

عمر: حبيبة عمو عمر وحشتيني

اخرج لها شكولاتة من جيبه واعطاها لها

عمر: احلي شوكولاتة لاحلي لوليتا

لياخذها على منه يقبلها: حبيبه قلبي، ليعطيها هو الآخر قطعة شوكولاتة

انتزعها منهم بضيق: هات ياض أنت وهو البت بتضحكوا على البت بشوكولاتة يا شوية كلاب، لينا، خدي لوليتا يلا عشان ورانا شغل.


حاولت لينا ان تأخذ لوليتا من يد خالد فبدأت الصغيرة تبكي بشدة

عمر: خلاص خلاص سبيها

لينا: لوليتا حبيب مامي تعالي عشان بابي وراه شغل

على: هي شكلها عايزة تيجي تحضر معانا الإجتماع

خالد: خلاص يا لينا اطلعي انتي اوضتك

لينا: طب ولوليتا

خالد: هتحضر معانا الإجتماع

ذهب ثلاثتهم إلى مكتب خالد وجلسوا على الطاولة الكبيرة وضع خالد الصغيرة فوق الطاولة

أخرج عمر وعلي الاوراق وبدأوا بالعمل.


دقت لينا الباب ودخلت ومعها المشروبات والحلوي

خالد: حبيبتي ما خلتيش حد من الخادمين يجبهم ليه انتي لسه تعبانة

لينا: ما تقلقش انا كويسة، انا قولت أجي انا يمكن أعرف اخد ست لوليتا وما تعطلكوش

على: خلاص سبيها، اهي قاعدة ساكتة اهي

لينا: ماشي لو ضايقتكوا قولولي

خالد: حاضر يا ستي

خرجت واغلقت الباب خلفها ذهبت لحجرة المعيشة تشاهد التلفاز

عندما نزلت مايا من اعلي

مايا بتعالي: انتي ياااا.


نظرت لها لينا بهدوء تهتف بلامبلاة: نعم

مايا: خالد فين

لينا: في مكتبه

تقدمت مايا من المكتب عندما قاطعها صوت لينا: ما ينفعش تدخلي كدة معاه ناس جوة انتي مش شايفه لبسك

مايا بغرور: قصدك ان انا احلي منك الف مرة عشان كدة انتي متغاظة مني

لينا: انتي حرة انا حذرتك انتي لسه ما تعرفيش غضب خالد السويسي عامل ازاي

لم تعرها مايا انتباها، دقت الباب

خالد: ادخل

دخلت مايا تتحرك بغنج.


رفع الجميع بصرهم للباب ليروا الطارق ليخفض على وعمر انظارهم سريعا

اما هو فقد اظلمت عينيه بغضب، صاح بصوت عالي كالرعد: انتي ازاي تدخلي المكتب وباللبس دا

هتفت بخوف: انا ما كنتش اعرف ان معاك حد، لينا قالتلي انك لوحدك في المكتب

زمجر بحدة: ليناااااا....


الفصل الثامن والعشرون والتاسع والعشرون من هنا 


لقراءة جميع حلقات الروايه الجزء الثاني من هنا

تعليقات