رواية أسيرة ظنونه الفصل الرابع والعشرون 24 والخامس والعشرون 25 بقلم إيمي نور


 رواية أسيرة ظنونه

الفصل الرابع والعشرون 24 والخامس والعشرون 25

بقلم إيمي نور

دخلت الى جناحهم تسير بخطوات ضعيفة متثاقلة تنظر باتجاه الفراش لتجده خاليا لتعلم من صوت المياه الجارية فى الحمام باستيقاظه لتجلس بضعف فوق احدى المقاعد فى انتظار خروجه تشعر بضربات قلبها عاصفة تدوى بصوت عالى فوضعت يدها فوقه تحاول تهدئة تلك الضربات تخفض راسها باستسلام لتنسدل خصلات شعرها حول وجهها كستار تحجبها عن كل ما حولها فى انتظار ما سيحدث

فجلست مكانها لبضع دقائق شاردة الذهن لا تعى شيئ حولها حتى سمعت صوت الباب يفتح فرفعت راسها سريعا تحاول رسم القوة والعزيمة فى عينيها استعدادا لما هو ات فهى فى اشد الاحتياج لهم فى مواجهتم القادمة هذه

راته يخرج من الحمام يلف منشفة سوداء فوق خصره بينما بيده واحدة اخرى يضعها فوق راسه يقوم بتجفيه شعره بها غير واعى لوجودها يتحرك باتجاه الفراش يجلس فوقه فظلت تتابعه بعينيها تمررها فوقه باشتياق فهى و رغم كل ما عرفته مازالت تشتاقه تود لو ترتمى بين ذراعيه علها تنسى كل ما يوجعها ويألمها بينهم

شعرت بالم عاصف فى قلبى وهى تعى ان سبب وجعها الان هو ما صنعه لها وانه لم يعد من الممكن لها ان تختبئ فى احضانه بعد الان

خرجت منها تنهيدة عميقة بصوت عالى وصل الى مسامعه ليرفع راسه فورا باتجاها يراها جالسة بجمود لينهض فورا يقترب منها سريعا ترتسم ابتسامه فرحة فوق شفتيه ويده تمدت تجذبها اليه بشوق فيضمها بقوة الى صدره هامسا بخشونة

=كنتى فين بدرى كده صحيت ملقتكيش فى حضنى

ظلت فجر تقف بجمود ذراعها متهدلة بجانبها لا تبادله عناقه بينما هو يقتل شوقه ولهفته اليها بقبلات رقيقة متفرقة فوق وجهها يهمس من بين كل قبلة واخرى بمدى شوقه وحنينه لها لتشعر هى بكل قبلة يضعها فوقها كوشم من نار يحرقها بعنف يدميها فلم تشعر سوى ويدها ترتفع لتدفعه بعنف صارخة بألم

= ابعد عنى انا مش طايقة لمستك ولا انك حتى تقرب منى

ابتعد عاصم عنها ببطء ينظر اليها بجمود لكنه لم يتحدث بشيئ تشتعل عينيه بنيران عاصفة وهو يراها تقوم بمسح وجهها بعنف كانها تشمئز من لمساته لها قائلة بعنف

= انت ازاى كده ؟ ازاى قادر تكون مع واحدة وترجع تمثل اللهفة والحب لواحدة تانية

ضاقت عينى عاصم بشدة قائلا ببرود

= تقصدى ايه بالظبط

صرخت فجر بهستريا

اقصد انى

عرفت كل حاجة يا عاصم بيه عرفت عن علاقتك بصوفيا واتفقاكم سوا واللى هيتم طبعا بعد المغفلة ماتجيب ليك الابن اللى هيخليك تاخد كل حاجة ومن غير ولا مجهود ولا تعب. الخادمة بنت الخادمة اللى عملت فيها معروف واتجوزتها وهو بالمرة تستفيد منها بحاجة فى مقابل ده

وقف عاصم ينظر اليها لعدة لحظات ترى فى عينيه الكثير والكثير من المشاعرالمتلاحقة لكنها لم تستطيع قراءة اى شيئ منهم وهى فى حالتها هذه تراه وهو يتراجع للجلوس فوق الاريكة خلفه يخفض راسه مستندا بمرفقيه فوق قدمه لاينطق بشيئ لوقت طويل

ظلت فجر تتابعه بعينيها تشعر برجاء ضعيف ان يقوم بنفى عنه كل ما قالته تتمنى ان يتحدث باى شيئ ينقذ به ما يمكن انقاذه لكنها فوجئت بصمت طويل منه جالسا بجمود لا يتحرك من مكانه كما لو اصبح تمثالا من حجر نحت على وضعه هذا

لكنها لم تستطيع تحمل هذا الصمت طويلا لتهتف به بقوة وعنف

= ايه مفيش حاجة تقولها مش عاوز تتكلم مش عاوز تقولى كلامى ده صح ولا غلط

ارتفعت راسه بعنف عينيه تشتعل بعضب مكبوت قائلا بصوت ساخر

= وده هيفرق معاكى ؟! انا شايف انك شاطرة وعرفتى كل حاجة من نفسك يبقى اى كلام تانى هتقال ملوش اى لازمة بين

لينهض واقفا ببطء يتقدم منها قائلا بجمود

= السؤال اللى مفروض اساله انا ايه اللى مفروض منى اعمله دلوقت

ابتلعت فجر لعابها بصعوبة تشعر بخيبة املها تصعد الى حلقها بغصة جعلت من الصعب عليها الحديث فهى تصورته و يحاول ان ينفى ماعلمته او حتى يطلب منها المغفرة والبدء من جديد اى شيئ الا ان يقابل كلامها بكل هذا البرود وعدم الاهتمام

اخفضت راسها تهمس بصوت اجش من اثر محاولاتها عدم البكاء امامه

= انا ... مش هقدر اكمل بعد كل اللى عرفته فانا عاوزة....

ظلت تحاول نطق تلك الكلمة مرات ومرات لتتصاعد الغصة لتخنقها مع كل محاولة منها لكنها لم تقدر على نطقها ابداط

ليكمل هو بتساؤل خشن

= الطلاق ؟هو ده اللى انتى عوزاه ؟

هز راسه بالموافقة يكمل بجمود وجدية

وانا موافق بس زاى ما انتى طلبتى بنفسك فى اول جوازنا مفيش طلاق الا بعد سنةلنفس الاسباب اللى قلناها قبل كده و بعدها تقدرى تعملى اللى يعجبك ومش هتلاقى منى اى اعتراض وقتها

ليكمل مقتربا منها يضعط على حروف كلماته بقوة قائلا بسخرية

= وابقى بكده رديت ليكى تمن الايام اللى استحملتى فيها وجودى معاكى

ثم تحرك فى اتجاه خزانته يخرج منها ملابسه بهدوء وبطء شديد تاركت لها تقف مكانها دون حراك تشعر تشعر بالبرودة تزحف الى اوصالها وهى تعلم بخروجها من تلك المواجهة خاسرة بكل الاحوال

💔💔💔💔💔

مرت بهم الايام بعد مواجهتهم هذه اصبح هو خلالها شديد البرودة فى تعامله مع الكل حتى لاحظ الجميع معاملته تلك محاولين تبين حقيقةما حدث منها لكنها ادعت عدم معرفتها بما به تفضل الصمت عن اى حديث قد يجلب للجميع الاوجاع فهو يخرج فى الصباح الباكر ولا يأتى الى القصر الا فى ساعات الصباح الاولى يجدها وقد تظاهرت بالنوم تراقبه بعينين نصف مغمضة من تحت الاغطيةوهو يتحرك بهدوء فى ارجاء الغرفة يبدل ثيابه تم يتجه الى الاريكة يستلقى فوقها دون كلمةاو نظرة يلقيها باتجاها فمن بعد ليلة مواجهتم اصبح هو من ينام فوقها بعد ان القى لها باغطية التى وضعتها لنفسها ارضا ثم نام هو فوقها تاركا لها الفراش باكمله يستلقى بهدوء لاتكاد تمر عدة دقائق حتى تسمع بعدها اصوات تنفسه الهادئة دليلا على استغراقه فى النوم لتغمض هى الاخرى عينيها بارهاق تذهب فى نوم متعب مضطرب

تدور ايامهم سويا فى دوائر من نفس الاحداث

وبعد عودة الجميع الى القصر مرة اخرى حتى سيف بعد اعتذاره وابدائه لندمه على ما فعله للجد وتدخل عاصم المباشر فى تلك المصالحة اصبح من الصعب عليها التظاهر بان الامور طببيعية فيما بينهم بعد ان لاحظ الجميع جفائه الشديد فى التعامل وغيابه المستمر عن المنزل ليدور الهمس بين الجميع ما بين قلق وشامت لنا يحدث بينهم

حتى اتت ليلة بعد تناولهم للعشاء وغيابه عنه كما العادة ليطلب جدها حضورها اليه فى غرفته فصعدت اليه بخطوات متثاقلة تقف امام الباب لعدة لحظات تتنفس بقوة تحاول تهدئة ضربات قلبها قبل ان تطرق الباب برقة

تدخل الى الغرفة لتراها مظلمة الا من ضوء شاحب يأتى من المصباح المجاور للفراش تجده مسلتقى فوق الفراش يشير اليها بالتقدم يرتب لها فوق الفراش بجواره فتقدمت منه ببطء تجلس وهى تخفض راسها ليسألها جدها بحنان

= مالك يا فجر حالك مش عجبنى ابدا بقالك كام يوم لا انتى ولا عاصم فى حاجة حصلت بينكم

رفعت فجر راسها تهزها بالنفى لا تجروء على محادثته عن معرفتها بحقيقة اتفاقه مع عاصم فيكفيها شعورها بالخزى لحظة اعترافها لعاصم بحقيقة معرفتها بهذا الاتفاق لا تريد تكرار تلك التجربة مرة اخرى

اعتدل عبد الحميد فوق الفراش يمد يده للامساك بكفيها الباردة بينهم قائلا بنبرة مترددة

= انا عارف انك لسه مش قادرة تنسى كل اللى عملته فيكى وانتى ومامتك وتفتحيلى قلبك بس صدقينى يا حبيبتى انا نويت اعوضك عن كل اللى حصل منى انا خايف اقابل وجه كريم وانا شايل ذنبك وذنب كل اللى عملته فيكم

اتسعت عين فجر بخوف تهز راسها برفض لكلماته قائلة بلهفة

=ماتقلش كده يا جدو ربنا يخليك ليناوصدقنى انا مش زعلانة منك ابدا

ابتسم عبد الحميد بحنان قائلا

=محدش بعيد عن الموت وانا مش خايف منه انا كل اللى خايف منه اسيبك وسط كل الكره والحقد ده كله واللى كنت انا السبب فيه بجبروتى وظلمى ليكى بس اللى مطمنى ان عاصم معاكى ومش هيسيبك ابدا مهما حصل

شعرت فجر بطعنة عنيفة فى قلبها من كلماته هذه لاتستطيع اخباره ان حتى هذا الامر اصبح من المستحيل استمراره هو الاخر

ليكمل عبد الحميد حديثه بامل ورجاء

=عاوزك تسامحينى يافجر عاوز تحاولى تنسى كل حاجة وحشة حصلت ليكى بسببى فى يوم وافتكرى دايما انى رغم كل اللى عملته معاكى انى ابقى جدك اللى ندم ندم عمره على كل حاجة قاسية عملها فى حقك

اندفعت فجر تر تمى فوق صدره تحتضنه بقوة وهى تبكى قائلة

= انا عمرى ما زعلت منك ابدا صدقنى انا طول عمرى بعتبرك اب ليا حتى لما كنت بتقسى عليا بس ارجوك بلاش كلامك ده لانه بيخوفنى

ابعدها عنه عبد الحميد يمسح دموعها قائلا بحنان

= متخافيش ياحبيبتى من النهاردة مش عاوزك تخافى ابدا من اللى جاى انا....

قاطع حديثهم دقات سريعة فوق الباب لتدخل نادين فورا دون انتظار لاذن تنظر الى وضع جلوسهم بريبة وهى تقول بعصبية

= انا كنت جاية اطمن عليك ياجدو قبل ماتنام بس مكنتش اعرف ان فى حد معاك

لتنهى كلماتها الاخيرة وهى تنظر الى فجر باستعلاء ليقول عبد الحميد بجمود

= غريبة اووى يا نادين يعنى مفيش سهرة الليلة ولا حد تعبان محتاج تروحوا تقعدوا معاه

اهتزت نادين من سخرية جدها خاصة امام تلك الفتاة لتدخل الى الغرفة قائلة بمرح تحاول تمرير تلك الكلمات

= يااا جدو لسه زعلان مانت عارف ان آنا كانت لوحدها ومكنش ينفع نسيبها وبعدين دى كلها اسبوع ورجعنا على طول

ابتسم عبد الحميد بسخرية مريرة

=فعلا اسبوع مفكرتيش فيه تتكلمى حتى تسألى فيه عليا لا ومن اول يوم رجعتى فيه لحد النهاردة كل يوم فسح وخروجات ولسه فاكرة تيجى تقعدى معايا

نادين وهى تنظر الى فجر بتوتر تنقل ثقلها من قدم الى اخرى

= مانا جيت اهو علشان اصالحك بس الظاهر كده مش هينفع كلامنا دلوقت

لتهب فجر واقفة قائلة بهدوء توجه حديثها الى عبد الحميد

= انا هروح دلوقت يا جدو وهبقى اجيلك الصبح

رتب عبد الحميد فوق يدها بحنان قائلا

= طيب يا حبيبتى بس متتأخريش عليا

نهضت فجر تخرج من الغرفة تتابعها عين نادين بحقد واستعلاء حتى خرجت تغلق الباب خلفهابهدوء تنزل الى البهو مرة اخرى لتجد حالة من الهرج بداخل عرفة الاستقبال بينما عاصم يجلس بضعف فوق احد المقاعد وجه شديد الشحوب بجواره سيف وصفية القلقة بشدة لتسرع اليه تسال بلهفة

= مالك يا عاصم ايه اللى حصلك؟

اخذت يديها تجوب جسده بقلق ولهفة تحاول معرفة ما به لكنه امسك بيدها الوضوعة فوق

صدره يضعطها بعنف يبعدها عنه قائلا بجمود

=مفيش حاجة شوية برد وهيروحوا لحالهم انا مش فاهم ليه كل الهيصة دى

ابتعدت فجر عنه تعتدل فى وقفتها بينما

صفية تتحدث قائلة

= برد ايه يا بنى دانت تقريبا كان مغمى عليك وسيف داخل بيك هنا وجسمك كله مولع ناار

حاول عاصم النهوض لكنه تراجع مرة اخرى جالسا بعد شعوره بالدوار لكنه عاود المحاولة مرة اخرى لكن هذة المرة اسرع سيف باسناده قبل سقوطه مرة اخرى لتهتف صفية برعب

= لازم ناخده للمستشفى حالا انا مش مرتاحة استحالة يكون ده برد

هز سيف راسه قائلا بجدية

= حاولت معاه كتير واحنا جاين رافض تماما موضوع المستشفى انا هطلع بيه لجناحه وحد يطلب الدكتور يجى يشوفه هنا

هزت صفية راسها تسرع فى اتجاه الهاتف بينما التفت سيف الى فجر الواقفة تنظر الى عاصم بخوف وقلق لا تجروء على الاقتراب يسالها برسمية

= لو ممكن يا مدام فجر تيجى معانا علشان تغيرى ليه هدومه قبل الدكتور ما يوصل

اسرعت فجر تهز راسها بالايجاب تسرع

فى الامساك بعاصم من الجانب الاخر وقد وجدتها فرصة لن يستطيع فيها ابعادها مرة اخرى وهو لم يكن اساسا بحالة تسمح له بالرفض

اخذا يصعدا درجات الدرج ببطء وتعثر بعد ان كادت ان تسقط عدة مرات من ثقل وزن عاصم فوقها لكنها رفضت بشدة عرض سيف ان يقوم هو بمفرده بتلك المهمة فاستمرت رحلة صعودهم بصعوبة واجهاد حتى وصلا اخيرا الى الجناح ليستلقى عاصم بجسده فوق الفراش شبه مغشيا عليه فهمس سيف بصوت اجش وانفاس متعالية

=انا هنزل استنى الدكتور تحت تكونى انتى غيرتى ليه هدومه

ثم اسرع بالمغادرة فورا لتلتفت فجر فور مغادرته الى عاصم تراه فى عالم اخر وجهه شديد الشحوب والاحمرار يتنفس باجهاد فاسرعت باتجاه الخزينة تخرج منها ملابس خفيفة له ثم تقدمت منه لكنها توقفت حائرة لا تدرى من اين تبدء فقررت البدء فورا بقميصه تحل ازراره ببط ورهبة مهابة من استيقاظه فيقوم بنهرها لكنه لم يفعل بل ظل على وضعه دون حراك حتى استطاعت بصعوبة من تغير كل ملابسه تجلس بجواره تلمس باناملها فوق شعره الاسود المشعث فوق جبهته المشتعلة بالحرارة تتمنى لو استطاعت سحب كل الامه لداخلها هى ولاتراه بتلك الحالة فهى لم تتعود رؤيته ابدا بهذ الضعف ومهما كانت غاضبة منه تشعر بخداعه لها كسكين فى احشاءها الا انها مازالت تحبه بل تعشقه و لاتستطيع ابدا رؤيته يتألم مهما كان

سمعت همسه باسمها فتنبهت حواسها كلها تظنه قد استيقظ طلبا لشيئ لكنها راته مازال على وضعه شبه عائب عن العالم فانحنت تقبل جبهته بحنان تهمس بكلمات مطمئنة له لا تعلم هل تصل اليه ام لا لكنها شعرت بحاجتها للتهوين عليه

مرت عدة دقائق وهى جالسة على وضعها هذا حتى سمعت طرق خفيف فوق الباب لتأذن للطارق بالدخول لتدلف صفيةمعها رجل فى اوساط الاربعين من الواضح انه الطبيب والذى وقف بعدها ليسألها عدة اسئلة لم تعرف كيفية الاجابة عنها لتشعر بالحرج فتسرع صفية لاجابته بلهفة

=اصل هو لسة راجع من السفر من كام يوم فامحدش فينا عارف حاجة

هز الطبيب راسه بتفهم ثم شرع فى القاء الكشف عليه لعدة دقائق كان عاصم خلالها قد فاق وتنبه لما حوله ليسأله الطبيب اسئلته واخذ هو يجيب عنها بصوت ضعيف غير واضح النبرات وكلما اتسمر فى حديثه شعرت هى كما لو كانت سيغشى عليها بما علمت به ينفجرفى عقلها كالعاب نارية شديدة الدوى لتفيق كما لو كانت فى غيبوبة سوداء

فور انتهاءه من الحديث قال الطبيب بعد حين

= من الواضح اهملك لعلاجك فى الفترة اللى فاتت من حالة التسمم اللى حصلتلك وانك مكملتش كورس العلاج خلى مناعة جسمك ضعيفة جدا علشان كده حصلت الانتكاسة تانى مع اول بوادر لبرد بسيط فى معدتك

عموما احنا هنبتدى كورس علاج من اول وجديد ويفضل لو يكون فى المستشف...

اخذ عاصم بهز راسه برفض لحديث الطبيب ليكمل الاخير بعملية

=خلاص مفيش مشكلة ممكن نبتدى فيه هنا بس المهم عندى نمشى على مواعيد الادوية مظبوط وان شاء الله الامور كلها هتبقى تمام

ثم اخذ يكتب عدة اشياء ليعطيها الى صفية وموجها حديثه الى فجر

=مش هكرر تانى اهم حاجة يا مدام الانتظام فى مواعيد الادوية والاكل خفيف جداوانا هعدى عليه تانى علشان نشوف درجة تقبله لكورس العلاج والا هضطر احجزه فى المستشفى

هزت فجر تهز راسها بالايجاب وهى تؤكد على اهتمامها مراعتها له

خرج الطبيب يصحبه سيف المنتظر فى الخارج بينما اخذت صفية فور مغادرته فى البكاء تهمس

=ياحبيبى يا بنى كل ده حصله وهو بعيد عنا ومش عاوز يقلقنا ويعرفنا بلى حصل ليه

لتسرع فجر فى احتضانها برقة تشعر هى الاخرى برغبة شديدة فى البكاء بعد كل ما حدث وعلمت به فى الدقائق الاخيرة لا تستطيع تصديق ان عاصم كان قد تعرض للمرض الشديد وهو فى رحلته تلك وليس كما صورت لها تلك الحية عن خيانته لها معها تشعر كما لو كان دلو من المياة الباردة تساقط فوقها وهى تقف تستمع الى تفاصيل مرضه منه تربط الاحداث فى عقلها مرورابفترة غيابه الطويلة وعدم اتصاله بهم ثم صوت صوفيا الناعس والذى من المؤكد الان انها كانت تحمل هاتفه معها وقت مرضه مستغلة تلك الفرصة لصالحها احسن استغلال تساعدها هى بتصديقها لكل كلمة قالتها لها لتدرك الان كم هى بلهاء متسرعة لا تملك ادنى ثقة فيه او فى نفسها

جلست بجواره بعد خروج صفية لاهتمام بطعامه تنظر اليه وقد عاد الى نومه الثقيل بانفاس متسارعةووجهه شديد الشحوب لتسمح لاول مرة لدموعها بالتساقط تخرج معها كل ما تشعر به من حمق وغباء لتزداد حدة بكاءها وهى تتذكر ليلة مواجهتها له وكيف لم تعطى له ادنى فرصة للحديث والتبرير بل اخذت بقذف اتهاماتها عليه تدفعها غيرتها الشديدة واحساسها بالنقص والتى استغلته تلك الحية احسن استغلال ليبرز فى عقلها سؤال اخر خشيت الاجابة عليه هو كم من اشياء اخرى كاذبة قالتها صوفيا لتصدقها هى كما البلهاء

🖤🖤🖤🖤🖤🖤

 تبع


الفصل الخامس والعشرون

ممكن اعرف حالك مقلوب ليه من يوم مارجعت؟

وجه صلاح تلك الكلمات الى سيف المستلقى براحة على الاريكة الموجودة فى غرفة الاخير بعد ان فتح الباب عنوة دون انتظار لاذنه وهو يتقدم الى الداخل بخطوات غاضبة ناظرا اليه بحدة ليجيبه سيف بلامبالاة دون ان يتحرك من مكانه

= اهلا يا صلاح بيه لسه فاكر ان ليك ابن تسال عليه

تقدم صلاح اليه يجلس فى المقعد المقابل له يساله بمعرفة

= اااه هو ده بقى اللى قالب حالك وطب وكنت اعملك ايه هو حد كان يعرفلك مكان مانت مشيت وانا امك افتكرنا انك فى فيلا الساحل

اعتدل سيف فى جلسته يهتف بخيبة امل

= ورحتوا هناك وملقتوش انى موجود تفضلوا اكتر من اسبوع محدش يسال فيا ولا حتى بالتليفون ولا خلاص يا صلاح بيه بقيت ورقة محروقة عندك مينفعش يتلعب بيه

هز صلاح راسه بعدم اهتمام قائلا

= انا قلت اكيد قاعد عند حد من اصحابك وعموما خلصنا واديك رجعت تانى للشركة وللقصر

سيف بمرارة

= وياترى ده حصل بفضل مين ؟

ليكمل عندما استمر صمت صلاح

= اقولك انا بفضل مين بفضل عاصم اللى فضلت طول عمرى تفهمنى انه بيكرهنا ومش عاوزنا نشاركه فى حاجة عاصم اللى فضل يدور عليا وقعد معايا وتكلمنا راجل لراجل لاول مرة فى حياتى اتعامل كبنى ادم مش ورقة بتلعب بيها

عاصم يابابا اللى صمم ان جدى يسامحنى ورجعنى للشركة تانى عااصم مش ابوى ولا حتى امى اللى ولا حتى همهم انا فين

نهض صلاح فوق قدميه بغضب قائلا

=يعنى ايه يا ابن شهيرة خلاص هترمى ورقك كله لعاصم وهتلعب ضد ابوك

ارتفعت ضحكة سيف الساخرة تهز ارجاء المكان قائلا بعدها

= شوفت اديك خلتها ورق ولعب من تانى مش قلتلك احنا فى حياتك مجرد ورق بتلعب بيه لصالحك الورقة اللى تتحرق تترمى وميبقاش ليها عازة

اخذ صلاح ينظر اليه بغيظ وغضب ثم نهض يتوجه ناحية الباب مغادرا بخطوات عنيفة ليتوقف فجاءة يلتفت الى سيف مرة اخرى قائلا بنرة تحذرية

= اعمل اللى انت عاوزه يا سيف بس عقلك يقولك تلعب ضدى ساعتها هنسى اننا اب وابنه وانت عارف لما اخلى حد عدو ليا بيكون مصيره

ثم غادر مرة اخرى يغلق الباب خلفه بعنف ارتجت له ارجاء القصر جميعها

بينما سيف وقف يهمس بسخرية والم

= مش بعيد عليك اى حاجة يا....بابا

🖤🖤🖤🖤🖤🖤

ظلت فجر تتابع بعينيها زوجة عمها والتى اخذت رأسها بالتثاقل لتسقط بين الحين والاخر فوق راسها من شدة نعاسها لتنهض فجر بهدوء ترتب فوق يدها برقة لتفز صفية بفزع تتلفت حولهاتسال بلهفة

= عاصم فيه حاجة ؟جرله حاجة اروح اجيب الدكتور

فجر برقة وهمس حنون

= عاصم بخير يا طنط متقلقيش بس قومى ارتاحى فى اوضتك وانا هنا سهرانة معاه

اسرعت صفية تهز راسها بأرهاق تهمس

= لا يا حبيبتى انا قاعد معاكى وبعدين ازاى نام وانا شيفاه بالحال ده

اصرت فجر قائلة بحزم

= متقلقيش انا معاه وبعدين انتى تعبانة من فترة سهرك مع جدو روحى نامى انتى وانا هسهر والصبح تبقى تاخدى مكانى

ظهر التردد فوق وجهه صفية لتنهض بعد حين قائلة بألم وارهاق

= عندك حق علشان نقدر نواصل بدل ما نتعب احنا الاتنين

هزت فجر راسها بالموافقة تدرك بانها استحالة ان تترك مكانها من جواره ابدا لكنها وجدتها حجة تستطيع بها اقناعها بها بعد ان رات شدة الارهاق التى اصبحت عليها

نهضت صفية تتجه الى عاصم المستلقى بعالم اخر تنحنى فوقه طبع قبلة حنون فوق جبهته ثم تلتفت الى فجر قائلة بألم

= وجعنى اووى انى اشوفه كده ومش قادرة اسيبه

اقتربت منها فجر تحتضنها بحنان قائلة

= اطمنى ان شاء الله هيبقى كويس وبعدين الدكتور طمنا

صفية بهمس متحشرج

= يااارب يا فجر يابنتى

ثم ابتعد عن فجر هامسة

= انا هروح ارتاح فى اوضتى بس مش هنام ولو احتاجنى اى حاجة ابعتيلى

هزت فجر راسها بالموافقة وهى تراقبها تخرج من الغرفة بخطوات متثاقلة كمن زاد عمرها مائة عام لتتنهد بحرقة تلسع عينيها الدموع والتى ظلت تحبسها طول الوقت خوفا من انهيارها امام زوجة عمها فتنهار هى الاخرى

اقتربت بخطوات مرتعشة من الفراش تتابعه بعينيها وهى تراه على نفس حالته ان لم يكن اسوء تشعر بخوفها وقلقها عليه كالسكاكين تنهشها دون رحمة اوشفقة بها

جلست بجواره تتلمس وجهه بحنان تهمس بداخلها بالف اعتذار له ولا تقدر شفتيها على نطقبواحد منهم فقط تعلم ان ذنبها عظيم وانها السبب فى كل ماحدث له واهماله لنفسه ولصحته

انحنت تقبله فوق شفتيه تتلمسها برقة هامسة باسمه فوقهم لتفاجىء به هو الاخر يهمس بصوت متألم باسمها لترفع راسها تنظر اليه ظنا منها انه قد استيقظ لكنها وجدته مازال على وضعه لكنه اخذ يتحدث كما لو كان فى بداخل حلم يهمس بكلمات متقطعة

= فجر ...انا تعبان اووى....فجر ....متبعديش عنى ....ابعدى عنى....انا ....لااا تعالى ...فجر

ظل طول هذيانه يتقلب فى الفراش بعنف يبعد عنه الاغطية بغضب تجده وقد اخذ جسده يتصبب عرقا فلم تجد حلا امامها سوى بالاستلقاء فى الفراش بجواره تضمه الى جسدها تحاول السيطرة على انتفاضة جسده العنيفة وهى تهمس بكلمات مطمئنة وتخبره بوجودها الى جواره ليظل على حالته هذه لعدة دقائق حتى همد جسده فجاءة هو يحتضنها اليه بقوة واضعا راسه فوق صدرها يغرق بعدها فى النوم فاخذت تملس خصلات شعره المبعثرة تبعدها عن جبهته بحنان ورقة ليظلا على هذا الوضع لفترة طويلة تراه خلالها وقد عاد تنفسه لهدوءه فتظلت تتابعه بعينيها حتى اثقلها الناعس لتغمض عينيهابارهاق تحس بالدفء يتسلل اليها فتغرق فى نوم عميق

استيقظت فجر منه على لمسات فوق وجهها رقيقة ويد تبعد خصلات شعرها عنه بحنان لتتنهد براحة وهى تمرمغ وجهها فى ذلك الدفء تفتح عينيها ببطء لتجد نفسها هى من يستلقى فوق صدر عاصم تضع ذراعيها حوله بحماية ترفع وجهها سريعا اليه تجد مستيقظ هو الاخر فارتسمت السعادة فوق وجهها وهى تراه بحال افضل عن الامس تهتف بأبتسامة فرحة

= صباح الخير . الحمد لله شكلك احسن عن امبارح كتير

لم يرد عليها تحيتها بل ارتفع فوق وجهه قناع البرودة والجمود قائلا بخشونة

= ايه اللى نيمك جنبى كده اتفضلى قومى من هنا

اسرعت فجر بالنهوض من مكانها تعتدل فى الفراش قائلة وهى ترجع خصلاتها خلف اذنيها بحرج

= اصل انت امبارح كنت تعبان وانا....

قاطع عاصم كلماتها هاتفا بسخرية

= فا قولتى تريحينى ؟

ليكمل بقسوة وهو يعتدل هو الاخر فوق الفراش يضع اكبر مسافة بينهم

شكرا يا ستى بس ياريت ماتكررش تانى انا مستغنى عن خدماتك

شعرت فجر بألم من قسوة كلماته تلك تنهض سريعا من الفراش تحاول مدارات المها قائلة بهدوء

= انا هنزل اجهزلك حاجة خفيفة علشان تاخد الدوا......

قاطع عاصم حديثها وهو يتحرك للخروج من الفراش ببطء

=مش عاوز حاجة

ليسالها بغلظة بعدها هى الساعة كام دلوقت

فجر وهى تنظر الى الساعة الموضوعة بجوار الفراش بصوت منخفض

= الساعة داخلة على ستة الصبح

تأوه عاصم بألم فور ان استقام واقفا يمسك بمعدته لتسرع فجر اليه بلهفة تحاول تبين ماحدث له فحاول هو الابتعاد عنها رفضا لمساعدتها لتصتدم قدمه بالفراش خلفه ينهار فوقه يتأوه مرة اخرى لتقفز فجر فوق الفراش تحاول رفع جسده اليها فلم يقاومها هذه المرة بل اخذ يرفع جسده معها لتضع راسه فوق حجرها تساله برقه وهى تملس فوق خصلاته

= قولى عاوز تعمل ايه وانا اعملهولك انت لسه جسمك ضعيف

اغمض عاصم عينيه مستسلما للمساتها الحنون قائلا باجهاد

= عاوز اجهز علشان لازم انزل الشركة النهاردة فى ورق لازم يتمضى

كادت ان تصرخ فجر تعنفه على حديثه هذا لكنها تراجعت فى اللحظة الاخيرة تفضل الحديث اليه بهدوء تعلم انه ليس من الافضل لهم الان تلك الطريقة فى التعامل لاتريد ان تفقد لحظة هدوئه هذا معها لتقول بمداهنة كما لو كانت تحدث طفل صغير

= خلااص سيبنى اساعدك علشان تقدر تخلص بسرعة انما لو كنت لوحدك انت شايف مش هتقدر ازاى

صمت عاصم عدة لحظات كما لو كان كبريائه يأبى عليه بالموافقة لكنه استسلم لصوت العقل بداخله يهز راسه بالموافقة لها

لتنهض على ركبتيها ترفعه معها حتى استقام جالسا هو الاخر فتنهض سريعا امامه تجذب اليها برفق حتى استطاع ان يستقيم واقفا تضع يدها حوله ليسيرا باتجاه الحمام بخطوات بطيئة حتى وصلا اليه ليقف عاصم فجاءة قائلا بصوت حاول جعله حازما رغم ضعفه

= خلاص انا هكمل بعد كده خليكى انتى

هزت فجر راسها بالموافقة تتركه ببطء لا تحاول مجادلته تراه يستند فوق اطار الباب يتقدم بضعف حتى اغلق الباب خلفه لتظل تنتظره خارجه بقلق لعدة لحظات كادت ان تفتح فيها الباب اكثر من مرة من شدة قلقها ثم تتراجع فى اللحظة الاخيرةخشية من غضبه وتعنيفه لها

مرت دقائق طويلة حتى استمعت اخيرا الى صوت الباب وعاصم يخرج منه بصعوبة وضعف وجهه شديد الشحوب كما لو كان هذا المجهود البسيط استنزف كل الطاقة التى اكتسبها فهبت اليه تسرع فى اسناده تتجه به الى الفراش مرة اخرى ليحتج بهمهمة ضعيفة تجاهلتها هى كما لو كانت لم تسمعها حتى وصلت به الى السرير لتجعله يستلقى فوقه براحة ليقول باحتجاج

=عاوز اجهز علشان الشركة

اسرعت فجر قائلة وهى تعدل من وضع جسده بهدوء

=طيب انا عندى اقتراح ايه رايك نكلم سيف او عمى صلاح وهما يشوفوا الورق ده ولو الموضوع محتاج وجودك يقدر سيف يجيبلك الورق لحد هنا

ارتفعت عينيه ينظر اليها ترتسم الصرامة داخلهم رغم مرضه لتكمل هى بصوت حاولت جعله طبيعيا

= ده مجرد اقتراح بس طبعا انت اللى تقرر ايه الانسب

ثم وقفت بجواره صامتة تعدل الفراش من حوله لجعله يظن انه صاحب القرار الاول والاخير لتتنهد براحة خفية وهى تسمعه قائلا

= انا شايف ان سيف يقوم بلازم ولو احتجنى يقدر يجيلى هنا

ابتسمت بفرحة اسرعت تداريها لترفع له وجه شديد الجدية

= طيب وعما سيف يصحى تكون انت اخدت العلاج وارتحت شوية علشان تقدر تتكلم معاه

هز راسه بالموافقة بضعف لتسرع هى فى النزول لاسفل لتحضير افطار خفيف ليبتسم هو برقة فور مغادرتها الغرفة يدرك محاولاتها جيدا لكنه اراد ان يجاريها فيها يتابع بتسلية كل ما تفعله

❤❤❤❤❤

مر اليوم بيهم ما بين شد وجذب كانت فيه الغلبة لها تعلن انتصارها بعد كل جولة بينهم حتى ولو ظن هو انه صاحب القرار فى النهاية ليمر اليوم مابين حضور الطبيب لاطمئنان على استجابة عاصم للعلاج والذى ابدى استحسانا شديد لتقبله له وبين حضور الجميع لاطمئنان عليه حتى الجد الذى اتى متحاملا فوق عكازه يمضى وقتا طويلا معه تركتهم فيه لتنزل الى اسفل تتناول طعام العشاء مع الجميع فى الاسفل لتهب نادين فور دخولها الغرفة تعلن عن انتهاءها من تناول طعامها وتسرع فى المغادرة فورا ليظل الحديث من بعد خروجها هادىء لا يشوبه اى شائبة على غير العادة

انطلقت بعد انتهاءها تسرع بلهفة للمغادرة لتستوقفها زوجة عمها صفية قائلة لها بحنان

= روحى يا حبيبتى انتى ارتاحى شوية وانا هطلع لعاصم انتى سهرانة طول الليل معاه

اسرعت فجر ترفض قائلة

= لا انا مش حاسة بتعب ابدا .انا هطلع اشوفه لو محتاج حاجة ولو احتاجت لحاجة هقول لحضرتك

اسرعت امها قائلة بحنان وهى تبتسم لصفية

= سبيها يا صفية هو استحالة هتسيبه لثانية دى بنتى وانا عرفاها

تبادلت ثريا وشهيرة نظرات الغيظ لتسرع ثريا قائلة بخبث

=طبعا تربية امها عارفة امتى وازاى تظهر حنيتها وحبها

ضحكت شهيرة بسخرية بصوت عالى لتهم فجر بالرد عليهم لكن اوقفتها نظرة عين من والدتها تنهيها عن هذه لكن ارتفع صوت صفية قائلة بغضب هادىء

= فعلا ربتها كويس على الطيبة والحب مش مش ملت قلبها قسوة حتى على اقرب الناس ليها وفعلا هى بتبقى تربية الام

احتقن وجه ثريا بالغضب تدرك معنى حديث صفية لها والمقصود منه تلتفت سريعا الى شهيرة تلتمس منها العون لتهز الاخيرة كتفها بعدم اكتراث دليلا على عدم تدخلها

التفتت صفية الى فجر قائلا بحنان

= اطلعى انتى يا حبيبتى وحاولى ترتاحى شوية

هزت فجر راسها تسرع فى المغادرة تاركة للغرفة سريعا تصعد الدرج فى اتجاه جناحهم تقف امام بابه عدة لحظات تحاول التهدئة ورسم ابتسامة فوق شفتيها تستعد لدخول

لكن ما ان فتحت الباب حتى تسمرت مكانها وهى ترى الغرفة فارغة الا من عاصم و...نادين

💔💔💔💔💔

انت بتعمل ايه عندك لحد دلوقت

تقدم صلاح الى داخل حجرة المكتب الموجودة بالقصر يرى سيف منهمك فى الكتابة فوق عدة اوراق بسرعة واهتمام ولم يرد عليه ليقترب صلاح يضرب بعنف فوق المكتب قائلا

= انت يا بنى مش بكلمك بتهبب ايه عندك

رفع سيف راسه ببطء تاركا القلم من بين يديه قائلا بهدوء

= بجهز اوراق المناقصة الجديدة علشان اطلع لعاصم بيهم

التمعت عين صلاح بجشع قائلا بلهفة

= حلو اوووى قبل ما تتطلع بيهم ليه اعملى نسخة منهم علشان نشوف شغلنا احنا كمان

نطق سيف بكلمة واحدة بكل حزم

= لا

صلاح بدهشة وصدمة =

لا بتقولى انا لا ياسيف

نهض سيف من خلف المكتب يقف فى مواجهة والده

= ايوه بقولك لا لان دى امانة واللى كان بيحصل زمان مش هكرره تانى

ارتفعت ضحكة صلاح الساخرة تشق ارجاء الغرفة قائلا بعد ان توقف جاهدا عنها

= والله عال وكانت فين الامانة لما كنت بتلهف منى على كل مناقصة بنسربها ربع العمولة هاااا ولا ده مش فاكره

اعتدل سيف فى وقفته قائلا بجدية وصرامة

= مانا قلتلك يا صلاح بيه من هنا ورايح امور كتير اتغيرت واولهم انا سيف ابنك اللى كان طول عمره عايش فى ضلك لحد ما بقاش عنده شخصية ولا عارف يبقى حاجة فى حياته غير انه ابن صلاح العمرى

التمعت عين صلاح بالشر وهو يستند بكفيه فوق المكتب مقتربا من سيف

= بقى كده يا سيف بيه طيب ماشى بس ما متنساش انت اللى اخترت ومترجعش تعيط لابوك لما الامانة تضيع يا بو امانة

نطق بكلمته الاخيرة بسخرية ثم يتحرك مغادرا الغرفة بخطوات سريعة غاضبة تاركا سيف يفكر فى حديثه يعرف ان والده لن يوقفه شيئ ان وضعه فى عقله من المؤكد انه اصبح هذا الشيئ

🖤🖤🖤🖤🖤🖤🖤

كادت ان تتراجع الى خارج الغرفة مرة اخرى هربا مما تراه لكنها تراجعت ترسم ضحكة سعيدة لا تصل ابدا الى عينيها تتقدم الى داخل الغرفة وهى ترى نادين تجلس بجوار عاصم تمسك بيدها كوب للعصير تحاول ان تجعله يرتشف منه بدلع ودلال اما هو على وجهه يرتسم الجمود لكن ما ان رأها حتى انفرجت ملامحه يهمس الى نادين فى اذنيها لتنفجر تلك الاخيرة بالضحك تهز كتفها بدلال قائلة

= لا يا سيدى كفاية عليك كده مراتك اهى وانا هنزل بقى

نظر عاصم باتجاه فجر الواقفة تتابع ما يحدث دون ان يظهر على وجهها اى تعبير قائلا ببرود

= لا بس انا عاوز اشرب العصير من ايدك انتى وبعدين فجر وراها حاجات تانية اهم

تقدمت فجر سريعا منهم تهتف وهى تجذب نادين من ذراعيها بقسوة تنهضها من مكانها بابتسامة مصطنعة قائلة

= لاا خالص انا مفيش حاجة ورايا روحى انتى يا نادين يا حبيبتى شوفى وراكى ايه

لتجلس هى مكانها سريعا تمسك بكوب العصير المتروك فوق الطاولة الصغيرة

تقربه منه لترجع بانتباها مرة اخرى الى نادين الواقفة يكاد الشرر ان يتطاير من عينيها تكمل قائلة بادب مصطنع

= روحى انتى يا نادين يا حبيبتى متعطليش نفسك اكيد ورراكى الاهم

ظلت نادين تنتظر اى ردة فعل من عاصم على وقاحة زوجته لكن وجدته وقد ارتسمت ضحكة فوق شفتيه حاول اخفاؤها بصعوبة لتدب الارض بقدميها قبل تغادر الغرفة بخطوات غاضبة تلاحقها شياطينها تغلق خلفها الباب بعنف

ظلت فجر تنظر فى اثرها عدة ثوانى قبل ان تلتفت اليه تقرب الكاس من فمه لكنه تجاهلها لتقربه اكثر بعنف منه وهى تهتف

= اشرب العصير ولا من ايدى انا مابينفعش وبيبقى وحش

التفت عاصم ينظر اليها بصرامة وجدية لتسرع هى قائلة بطفولية

= لا مانا مش هخاف من نظرة دى واسكت وبعدين براحتك مش عاوز تشرب انت حر

لتضع الكاس فوق المنضدة مرة اخرى بغضب تريق نص محتوياته فوقها تنهض بغضب وهى تتمتم بكلمات عاضبة غير مفهومة تتبعها حركات تمثيلية تحاكى حركات نادين فعلم منها انها تعيد تمثيل المشهد مرة اخرى ولكن بطريقتها هى فظل يتابعها بعينيه وهى تتحرك فى ارجاء الجناح تحدث نفسها بطفولية كاد ان ينفجر بالضحك ليضيع معه كل ما شعر به من غضب وغيظ منها خلال الايام الماضية

لتألى له النجاة فى صورة دقات هادئة فوق الباب لتتوقف هى مكانها بصمت لثوانى ثم تهتف بغضب وهى تتقدم لفتح الباب

= عارف لو رجعت تانى هنا والله ها.....

قطعت كلماتها وهى ترى سيف يقف امامها يشعر بالتوجس من الغضب المرتسم فوق وجهها قائلا بتلعثم

= انا.. كنت جاى ...يعنى اطمن على عاصم ويشوف الشغل

اسرعت فجر ترسم ابتسامة مرحة سعيدة تهتف مرحبة بيه بطريقة مبالغ فيها تفسح له المجال ليتقدم الى الداخل فورا الى عاصم الجالس بتجهم فوق فراشه يتابع فجر بعينين يكاد ان يخرج منها النيران

جلس سيف فى المقعد المجاور الى الفراش بعد القاء التحية والاطمئنان على عاصم اخرج الملف يبدء الحديث ليقاطعه عاصم يوجه الحديث الى فجر والتى اقتربت من مكانهم تقف بجوار مقعد سيف تتابع عينيها باهتمام ما يحدث قائلا بجمود

= فجر انزلى اقعدى مع ماما ومامتك تحت لحد ما نخلص شغل

هزت فجر كتفها بالرفض وهى مازالت تصوب نظراتها عليهم

= لا انا هقعد معاكم يمكن تحتاجوا حاجة

انفجر عاصم غاضبا قائلا بشدة

= لا مش هنحتاج لحاجة واتفضلى انزلى بقى

زفرت فجر بجنق ثم تحركت ببطء فى اتجاه الباب تقدم قدم وتأخر الاخرى قائلا ببراءة مصطنعة

= طيب اسال سيف الاول يمكن يحب يشرب هو من العصير اللى مش عجبك وابقى اعملك انت غيره

اسرع سيف بالرفض غافلا عن الجو المتوتر بينهم والحديث المزدوج المعنى ونظرات عاصم التى لو كانت تقتل لقتلتها فى الحال وهو يضغط على حروف كلماته التى تخرج من فمه كحمم من شدة غضبه

= انزلى يا فجر انزلى يا حبيبتى واحنا اول ما نخلص هبعتلك على طول علشان عاوزك فى حاجة مهمة

ضغط فوق حروف كلمته الاخيرة بقسوة لتدرك انها قد اوصلته للحافة لتترك الغرفة سريعا خوفا من ان يقوم بقتلها فعلا دون ذرة ندم

💖💖💖💖💖

بعد مرور ساعة وبعد ان حاولت تأخير صعودها اليه قدر الامكان دخلت جناحهم بهدوء تتلفت حولها بتوجس لترى انواره مغلقة ويعم السكون ارجاءه فلتفتت الى الباب تغلقه تتنفس براحة وهى ترى انه قد خلد الى النوم ولن تضطر الى سماع تعنيفه لها على ماحدث اثناء زيارة نادين وسيف

لكن فجاءة شعرت ليد تجذبها تلفها تسندها الباب لينغلق بعنف بعد ان حصرت بينه وبين جسدا قوى يضغطها فوقه فاخذت تحاول التحرر من بين تلك الذراعين التى التفت حولها بهستريا وغضب ليزداد الضغط فوقها وهى تسمع انفاس لاهثه بجوار ها اذنيها تهمس بغضب

= بقى عاوزة تعرفى رائى سيف فى العصير بتاعك حاضر انا هعرفك رائه

لتهبط شفتيه فوق عنقها يقبله بقسوة وعنف تتنقل فوق سريعا كما لو كان يربد ان يدمغها بوشمه كملكية خاصة بها لكل من يراها

يبنما توقفت فجر عن المقاومة تغلق عينيها باستسلام يستكين جسدها براحة بين ذراعيه بعد ان علمت هوية مهاجمها ترتفع ذراعها دون ارادة منها تضمه اليها

تغيرت طبيعة قبلاته لها بعد حين لتصير ارق واعذب وهو يتنقل بشفاه محمومة فوق بشرتها برقة وشغف كاد ان تذوب معه حتى توقفت انفاسه فوق شفتيها تشعر بها برغم اغماضها لعينيها تسمعه يهمس بخشونة

= انتى بتاعتى انا كلك على بعضك ليا

طول مانتى مراتى اياك اسمعك تتكلمى معاه او مع غيره كده تانى فاهمة

هزت راسها توافق برقة تنفرج شفتيها بتنهيدة فى انتظار قبلته لها تشتاق اليه بشدة

ليطول انتظارها لها فتفتح عينيها ببطء تتطلع اليه تراه يجوب وجهها بعينين مشتعلتين بشغف نار قد تحرق الاخضر واليابس فابتسمت له برقة تبادله نظراته لعدة ثوانى زفر هو بعدها بقوة يخفض راسه بجوار عنقها يحاول بعث الهدوء فى نفسه

ثم تحرك مبتعدا عنها بعنف فى اتجاه الفراش دون ان يوجه اليها كلمة اخرى

وقفت فجر تستند الى الباب عدة دقائق تتنفس بخشونة تعلم انه مازال يضع ماحدث منها فى حقه منذ عدة ايام حاجزا بينه وبينها وهى لن تستطيع تخطى ذلك الحاجز بسهولة بعد ان كل ما اتهمته به لذلك يجب عليها التروى والتفكير جيدا فى كيفية الاعتذار له

افاقت من افكارها على صوته يهتف بها بغضب

= هتفضلى واقفة عندك كتير ومش هنام

هزت راسها بالايجاب وهى تتحرك من مكانها لتجده وقد استلقى فوق الفراش يضجع على جنبه استعدادا للنوم

اسرعت الى الحمام لتخرج منه بعد دقائق ترتدى احدى قمصانها البيتية القصيرة ترى الهدوء يعم المكان فعملت باستغراقه فى النوم تقدمت ببطء وهدوء من الفراش تحاول سحب اغطية لها من فوقه ولكن ما ان امسكت بها حتى هبت فزعة وهى تسمع صوته الناعس يسالها دون ان يتحرك من مكانه

=واخده ده ورايحة بيه على فين بالظبط

تمسكت بالغطاء بقوة ظنا منها انه سيقوم بطردها نهائيا من الغرفة

لتحاول اظهار الشجاعة فى صوتها تقول بتلعثم طفولى

= هروح .... علشان ....هنام على الكنبة

عاصم وهو مازال على وضعه مغمض العين

= سيبى اللى فايدك ده مفيش نوم على الكنبة تانى

صرخت فجر بحنق وصوتها على حافة البكاء

= اومال هنام فين طيب

نهض عاصم مرة واحدة من يتكأ على ذراعه يمد اليها يده ليجذبها بشدة اليه لتسقط فوق الفراش نائمة عليه بوجهها يهتف

= هتنامى هنا من هنا ورايح واياكى تتحركى من مكانك تروحى فى حتة تانية

ليتركها مكانهاثم يعتدل مرة اخرى يرجع الى مكانه يعطى ظهره لها دون كلمة اخرى

اعتدلت فجر فى مرقدها تحاول الاعتراض تفتح فمها ولكن قبل نطقها بكلمة واحدة هتف بها مرة اخرى كما لو كان يراها

= نامى يا فجر خلى يومك يعدى كفاية اوووى لحد كده

استلقت فوق الفراش تحدث نفسها بغضب انه لن تقبل منه بتلك معاملة وان لن تستمع ابدا اليه وستذهب من هذا الفراش اللعين فور استغراقه فى النوم و....و....

اغمضت عينيها بأرهاق وهى مازالت تحدث وتعدد لنفسها بكل ما ستفعله به ولكن ماهى ثوانى حتى سقطت فى النوم سريعا عميق ولم تفعل شيئا واحدا بما حدثت به نفسها لاتدرى شيئ عن الذى التفت اليها بجسده واخذ يراقبها طوال الليل دون ان يغمض له جفن

❤❤💕💕❤❤💕💕❤❤💕💕 


الفصل السادس والعشرون والسابع والعشرون من هنا 

 لقراءة جميع حلقات القصه من هنا


تعليقات