رواية أسير عينيها
الفصل الرابع 4 والخامس 5 والسادس 6
بقلم دينا جمال
وعلي عكس ما توقع أن خالد سيصب غضبه عليه الا أن ابتسامة شيطانية ارتسمت على شفتي خالد ازدرد محمد ريقه بتوتر وهو ينظر: مش مطمنلك.
خالد ببراءة مصطنعة وهو يشير الي نفسه: عيب عليك دا أنت حبيبي بص بقي يا حمادة بما إنك جاي تساعدني الجزء الشرقي ظبط الحراسة بتاعته والجزء الغربي بعتنا نجيب بتاع الصيانة عشان الكاميرات مش شغالة خد بالك من الي داخل والي خارج وما تدخلش حد من غير ما يوريك ال ID بتاعه وابقي اشرف علي العمال الي جوة
فغر محمد فاهه بصدمة حتي وصل الي الارض: لما أنا هعمل كل دا أنت هتعمل ايه.
خالد ببراءة: هروح اشتري بدلة جديدة للحفلة ربنا معاك يا صاحبي اشوفك بليل
محمد بحسرة: أنا الي جبته لنفسي البس يا معلم
عندما حل المساء في فيلا جاسم الشريف
تألقت هي بفستان ازرق غامق بربع كم يصل الي ما بعد ركبتيها بقليل تركت شعرها حرا طليقا ووضعت مكياج هادئ يلائم الفستان
نزلت لأسفل فوجدت والدها يرتدي بدلة سوداء بقميص أبيض وربطة عنق سوداء
جاسم مبتسما: ايه القمر دا
لينا: بجد شكلي حلو.
نظر جاسم لفريدة بمشاكسة: طبعا يا حبيبتي طالعة لأمك
قلبت لينا شفتيها بعبوس: برضوا يا ماما مش هتيجي معانا
فريدة بحنان: انتي عارفة يا حبيبتي إني ما بحبش الدوشة والزحمة روحي انتي وبابا معاكي ولبني هتخلص شغل وتحصلكوا
جاسم: يلا يا لوليتا عشان ما نتأخرش، سلام يا فيري خلي بالك من نفسك
فريدة: خلي بالك أنت من لوليتا ثم أكملت بصوت منخفض وربنا يستر.
وقف أمام مرآته يرتدي سترته السوداء فوق قميصه الاسود يكره بشدة ربطات العنق فترك ازرار قميصه الاولي مفتوحة
عندما وجد هاتفه يرن فخط علي شاشته اسمها لينفتح الهاتف علي صورة فتاة صغيرة ضغط علي زر قبول المكالمة وفتح مكبر الصوت يتابع المكالمة وهو يكمل ارتداء ملابسه
علي بمرح: السلام عليكم اخيرا رديت دا التليفون بيزغرط من الفرحة
خالد بضحكة صغيرة وهو يصفف شعره: أنت واخوك دمكوا عسل عايز ايه يا زفت.
علي بضيق: يا ابني الشغل نصه تقريبا واقف بسببك
خالد ببرود: أنت عايز ايه يعني
علي بضيق: يا ريت بعد اذن حضرتك جنابك تتفضل في الشركة عشان تمضي ورق الصفقات المتعطلة
خالد بضيق: طيب طيب بكرة ولا بعده هكون عندك اقفل بقي ما تصعدنيش
علي بحذر: خالد أنا عارف أنك بتكره الشركة دي بسببها بس الشركة مالهاش علاقة بيها ما تهدش الي بنيته بتعب وشقي سنين
خالد بحدة: اقفل يا علي
وبدون كلمة اخري اغلق الخط في وجهه.
وبينما هو يرتدي ساعة يده السوداء سمع صوت دقات علي الباب
خالد: ادخل
دخلت تلك السيدة على شفتيها ابتسامة حنونة: مساء الخير يا خالد
خالد مبتسما: مساء الفل يا ست الكل
تفحصته زينب بمكر: عيني عليك باردة متشيك كدة ورايح فين
خالد ضاحكا: ايه يا أمي انتي محسساني اني كنت معفن قبل كدة
زينب سريعا بفخر: فشر دا انت سيد الناس بس مستغربة بتضحك ومتشيك وما اتخانقتش النهاردة خير اللهم اجعله خيرا.
رفع خالد حاجبيه بذهول: لا كدة عاجب ولا كدة عاجب في الاول أنت كشري وبتخانق دبان وشك ودلوقتي هادي وما بتتخانقش
زينب بمكر: أنا بس عايزة اعرف سر التغير
التفت الي مرآته مرة أخري يضع عطره المفضل
ثم تقدم ناحيتها بخفة ودني برأسه يقبل جبينها
ويهمس لها: مرات ابنك رجعت
غادر هكذا بكل هدوء تاركا والدته خلفه جاحظة العينين بصدمة
زينب بذهول: مرات ابني مين ورجعت منين يالهوي الواد اتجوز من ورانا ولا ايه واااد يا خالد.
خرجت سريعا من غرفته تحاول اللحاق به ولكنه قد غادر بالفعل
جاء صوت محمود من خلفها: في ايه يا زينب
زينب بصدمة: خالد يا محمود الواد اتجوز عرفي من ورانا
محمود ضاحكا: ايه يا زينب الكلام الي انتي بتقوليه دا ابنك مش عيل يا زينب عشان يعمل كدة
ضيقت زينب عينيها واقتربت من محمود تهمس له بصوت منخفض: اصل انت ما سمعتوش قال ايه فوق
كبح محمود ضحكاته بصعوبة واردف بنفس الطريقة: قال ايه.
زينب بثقة وكأنها اكتشفت حل للغز مبهم: كان واقف عمال يسبسب في شعره والضحكة من الودن دي للودن دي أنا مش معترضه ربنا يسعده دايما بس ايه بقي كان بيتكلم مع حد في التليفون وأول ما دخلت قفل
لاء وقالي ايه كمان مرات ابنك رجعت
قطب محمود حاجبيه باستنكار: مرات ابنك مين
زينب بغل: هتلاقيها عيلة من بتوع اليومين دول ضحكت عليه آه لو تقع تحت ايدي هجيبها من شعرها.
محمود بشك: لاء ما افتكرش ابنك مش اهبل عشان يضحك عليه الموضوع في سر
اتسعت عيني زينب بترقب لتهتف بلهفة ؛ سر ايه
تصنع محمود اللامبالاة: الله وانا اعرف منين يا زينب وعلي رأي المثل يا خبر النهاردة بفلوس بكرة يبقي ببلاش.
امام المستشفي
وقفت سيارة تاكسي خرج منها عزة وسمية ووليد
عزة بحماس: يا حلاوة يا ولا احنا هنشتغل في المستشفي دي
بسط وليد كف يده امام وجهها: لا إله الا الله، الله أكبر في ايه يا عزة حرام عليكي المستشفي هتولع قبل ما نلحق نشتغل فيها يا بنت الناس عايز الحق اجمع قرشين عشان نفرش الشقة ونتجوز بقي
عزة سريعا: لالا خلاص انا هسكت دا أنا احتمال اجيب بخور وابخرها بس اتجوز بقي.
لكزتها سمية بكوعها في كتفها لتهتف بخفوت من بين اسنانها: عيب يا عزة الراجل يقول عليكي مدلوقة هتموتي وتتجوزي
عزة بصوت عالي، : صح صح عندك حق لازم ابينله البرستيج بردوا
وليد ضاحكا: طب يلا يا برستيج
وصل خالد بسيارته الي باب المستشفى الخلفي ترجل منها الي غرفة الحراسة الصغيرة وجد محمد يقف مع عامل الصيانة
خالد: كله تمام
العامل: تمام يا باشا الكاميرات اتوصلت وشغالة
خالد: طب اتكل أنت.
رحل العامل سريعا فذهب خالد يجلس علي كرسي امام تلك الشاشات الصغيرة التي تعرض كل جزء من الحديقة
لاحظ محمد نظراته المتفحصة لكل جزء
محمد: لسه ما وصلتش
هز رأسه إيجابا كان يشعر بأن النيران تندلع في صدره فقط بحر عينيها هو ما سيخمد نيران شوقه
سيارة فضية اللون وقفت أمام المدخل جعلت انظاره تتوجه ناحية بوابة المدخل سريعا نزل جاسم من السيارة ثم مد يده ليساعدها علي النزول.
راقبت عينيه كف يدها وهو يستقر في يد جاسم برفق
صدره يعلو ويهبط بجنون يكاد قلبه يصرخ شوقا راقب ترجلها برفق من السيارة تلك الابتسامة البريئة التي لم ولن ينساها ابدا خصلات شعرها المتمردة فوق صفحة وجهها الصافية عادت من جديد ليحي هو من جديد
علي الرغم من أن سعادته في تلك اللحظة كانت لا توصف الا أن غضبه ايضا كان علي وشك أن يدمر تلك الحفلة فوق رأسها.
احتقنت عينيه بغضب أعمي قام من مكانه متجها الي خارج غرفة الحراسة فاعترضه محمد سريعا
محمد: أنت رايح فين يا مجنون
خالد غاضبا: اوعي يا محمد
محمد بدهشة: في ايه يا خالد دا أنت المفروض تبقي فرحان أنك شوفتها
خالد غاضبا: فرحان ايه وزفت ايه اوعي أنا هجيبها من شعرها الي فرحانة بيه دا
دفعه محمد عن الباب يصيح فيه بضيق: يا ابني في ايه.
خالد غاضبا: أنت مش شايف هي مهببة ايه بس العيب مش عليها العيب علي جاسم بيه الي سابها تخرج من البيت بالمنظر دا
محمد سريعا : معلش اهدي يا ابني اهدي هتبوظ الدنيا عديها المرة دي كلها كام يوم وابقي لبسها ملحفة لو عايز اهدي بقي
خالد بتوعد: ماشي يا لينا تبقي علي ذمتي بس اما عدت تربيتك من أول وجديد
في الحفلة مرت لينا وهي ممسكة بيد جاسم أمام عزة والبقية
عزة بإعجاب: وليد مين المزة دي.
وليد ضاحكا: الله يخربيت دماغك دي يا ستي دكتورة لينا الشريف صاحبة المستشفى
ضيقت عزة عينيها ترمق وليد بتحذير: عارف يا وليد لو عاكستها هعمل فيك ايه
مال وليد علي اذنها يهمس بهيام: أنت الي في القلب يا جميلة
تلك الجريئة طويلة اللسان تصبح كالقطة الصغيرة المبتلة امام تلك الكلمات التي تداعب اوتار قلبها الخجول
فبدأت تتلعثم من شدة خجلها: اااااننت اااننننا هقول لبابا.
وليد مبتسما: خلاص خلاص ما تقلبيش طماطم كدة تعالوا يلا نتعرف عليها
علي الجانب الآخر كانت تقف هي يعرفها عامر علي طاقم العمل في المستشفي
وليد: احم السلام عليكم
عامر مبتسما: تعالا يا دكتور وليد، دكتورة لينا دا دكتور وليد ودكتورة عزة ودكتورة سمية
صافحت كل منهم بود: اهلا بيكوا
علي الجانب الآخر كان يقف ذلك الشاب يراقبها بهدوء.
بعد قليل ذهب جاسم اليها: لوليتا أنا لازم امشي دلوقتي يا حبيبتي عندي ميعاد مهم السواق هيروحك
هزت رأسها إيجابا فتركها جاسم وغادر.
محمد باستفهام: الحق دا جاسم مشي
خالد: اوعي بقي
محمد بشك: انت رايح فين يا مجنون انت
خالد غاضبا: مش كنت قلقان من جاسم أهو جاسم مشي اوعي بقي
ازاحه تلك المرة بعنف وخرج الي حديقة المستشفي ينظر اليها من بعيد قبل أن يناديه احد الحراس
لينا بإعجاب: بس أنا شايفة أن الحفلة متأمنة جامد
عامر باستفهام: بالظبط مع أن احنا ما اتفقناش مع شركة حراسة تيجي تأمن مش عارف مين ظبط كل دا
لينا: عن إذنك
عامر: اتفضلي.
تركت ذلك الجمع الغفير واتجهت ناحية احد الحراس
لينا: لو سمحت
الحارس: افندم يا هانم
لينا: مين الي اتفق معاكوا انكوا تأمنوا الحفلة
الحارس: لا والله يا هانم ما اعرفش عندك الباشا واقف هناك أهو ممكن حضرتك تسأليه
نظرت الي ما يشير الحارس فوجدت رجل طويل القامة يوليهم ظهره يتكلم مع احد الحراس
لينا مبتسمة: شكرا
تركت الحارس متوجهه اليه الي أن اصبحت خلفه تقريبا
لينا في نفسها بذهول: يا نهار أبيض هو مالوا طويل ليه كدة.
هزت رأسها نفيا بعنف: احم احم، حضرة الظابط
سمعت صوته يهتف وهو يتحدث مع الحارس: ثواني
كان يتحدث بشأن بعض الكاميرات المعطلة وهي تقف خلفه تعقد ذراعيها امام صدرها بضيق عندما طال انتظارها
لينا بضيق: أنت يا أستاذ
التفت اليها يهتف بغضب افزعها: هو أنا مش قولت...
صمت علقت الكلمات داخل فمه وهو يراها واقفة أمامه مباشرة يقسم بأنها علي وشك سماع دقات قلبها التي تطرق بعنف يكاد صدره يتشقق منها عينيه البنية التهمت ببطئ واشتياق ولهفة ملامح وجهها الصغير
حمحمت بارتباك عندما شعرت بنظراته المتفحصة: احم احم حضرة الظابط
اغمض عينيه يضغط عليهما بقوة يحاول التقاط أنفاسه التي خطفتها تلك الصغيرة
لينا بارتباك: حضرتك كويس
هتف من بين اسنانه بصعوبة: كويس خير.
لينا مبتسمة: أنا كنت جاية أشكر حضرتك علي تأمين الحفلة ومعلش عندي سؤال هو مين الي طلب من حضرتك تأمن الحفلة
ارحلي ارحلي ارحلي أنا بالكاد امسك زمام نفسي قبل أن اقتلك بسبب ذلك الفستان الفاضح
خالد بضيق: مش شغلك مين الي قالي ومالوش لزوم شكرك دا شغلي الي بقبض عليه مرتبي يعني لازم اعمله حتي لو مش طايقه.
عقدت حاجبيها بغضب: أنت قليل الذوق أنا الي غلطانة اني جيت اشكرك اصلا، رفعت رأسها تنظر له بغرور: ابقي شوف شغلك كويس الحراسة مش عجباني
فرت سريعا من امامه عندما لاحظت كتلات الجمر التي احتلت عينيه
لينا في نفسها: ماما هو بيعمل كدة ليه معقول لونه هيخضر ويبقي ضخم زي Hulk
سخرت من نفسها ومن أفكارها السخيفة تلك
بدأ دوار طفيف يهاجمها بسبب قلة تغذيتها الفترة الأخيرة ولكنها تحاملت علي نفسها الي حين انتهاء الحفل.
واخيرررررررا بدأ المدعوون بالرحيل
جاء السائق اليها يهتف بارتباك: دكتورة لينا
نظرت لينا له بابتسامة ودوده: خير يا عم صابر
صابر بقلق: معلش يا دكتورة أنا لازم امشي دلوقتي مراتي اتصلت بيا وقالتلي في خناقة جامدة أوي بين اختي وجوزها
لينا مبتسمة: ما فيش مشكلة يا عم صابر ولو عايز تاخد العربية معاك ما فيش مشكلة
صابر سريعا: لالا يا بنتي ربنا يخليكي أنا هاخد اي حاجة من علي أول الشارع خلي بالك من نفسك يا بنتي.
لينا مبتسمة: حاضر يا عم صابر مع السلامة
اتجه صابر الي باب الخروج وهو يلتفت حوله بارتباك يبحث عنه إلي أن وجده يقف هناك ينظر له فهز صابر رأسه إيجابا سريعا ليرد عليه الاخير بابتسامة واثقة كعادته
بينما علي الجانب الآخر بعدما رحل الجميع بدأت تسير بخطي بطيئة الي سيارتها ذلك الدوار يعصف برأسها وصلت أخيرا الي سيارتها
ما لبثت أن سقطت أرضا فاقدة للوعي علي ذراعيه.
هو من اتفق مع السائق حتي يرحل لتسنح له الفرصة بقضاء بعض الوقت معها وهو يوصلها عندما وجدها تذهب الى سيارتها ذهب خلفها ليعرض عليها إيصالها ولكن المفاجأة حينما وجدها تتهاوي ارضا أسرع يلتقطها بين ذراعيه قبل أن تصتدم رأسها في الارض
خالد بقلق وهو يربط علي وجنتها برفق: لوليتا، لوليتا فوقي يا حبيبتي لوليتا لوليتا.
اخذ مفتاح السيارة من يدها فتح باب السيارة وهو يحملها على ذراعيه ووضعها برفق علي الكرسي ليهرول سريعا يجلس علي مقعد القيادة
بعد قليل وبسرعة قصوى وصل الي احدي المستشفيات ضغط علي المكابح بقوة فتوقف السيارة خرج سريعا ليفتح الباب من ناحيتها
حملها بين ذراعيه ودخل يركض الي المستشفى
خالد صارخا: بسررررعة.
هرع الممرضات سريعا يحضرون السرير النقال وضعها عليه برفق فاخذوها منه الي غرفة الكشف، بينما بقي يحترق هو في الخارج يأكل الممرض أمام الغرفة ذهابا وايابا
خالد في نفسه بقلق: يارب يا رب انت عالم بحالي يا رب أنت عارف أنا استنتها قد ايه يا رب ما تبعدش عني تاني يااااارب ياارب
اخيرا جاء أمر الافراج وخرجت تلك الطبيبة من الغرفة
خالد بلهفة: هي كويسة
الطبيبة: الحمد لله كويسة
خالد: ايه الي حصل.
الطبيبة بعملية: مبدئيا حضرتك لازم تعرف حاجة مهمة الانسة الي جوه عندها حالة ضعف شامل وواضح أنها مش من قريب خالص يعني ممكن نقول انها كانت بتحاول تنتحر فما بتاكلوش خاااالص
قطب خالد حاجبيه بغضب: ايه الي انتي بتقوليه دا ولينا هتعمل كدة ليه.
الطبيبة بعملية: والله يا افندم ما اعرفش دي نتيجة التحاليل الي طلعت جسمها ضعيف جدا ونحط تحت جدا دي مليون خط اما الاغماء الي حصل دا نتيجة أنها تقريبا بقالها يومين ماكلتش، أنا علقتلها محلول وياريت تستريح لحد الصبح
هز رأسه إيجابا بشرود فاكملت الطبيبة: هو حضرتك مين
خالد بشرود: جوزها
الطبيبة: يا ريت حضرتك تاخد بالك منها أكتر من كده.
هز رأسه إيجابا مرة أخري وعينيه تغيم بحزن تحرك من مكانه ذهب ناحية باب غرفتها فتح الباب بهدوء ودخل
وجد ممرضة تقف بجانب فراشها
خالد بجمود: برة
نظرت له الممرضة بدهشة فصرخ فيها بحدة: برررررة
انتفض جسد تلك الممرضة بفزع فاسرعت تهرول خارج الغرفة وأغلقت الباب خلفها
اخذ ذلك الكرسي ووضعه بجانب فراشها امسك كف يدها يحتضنه برفق بين راحتي يده.
خالد بحزن: ما كنتيش بتاكلي ليه بقي يا ست لوليتا يعني لازم اجري وراكي بالأكل عشان تاكلي عاجبك كدة ضعف حاد ليه يا لوليتا
شعر بها تحرك جفنيها ببطئ تحاول فتح عينيها فترك يدها ومسح دموعه العالقة في عينيه
لينا بتعب: آه أنا فين
حمد لله على السلامة يا دكتورة
التفتت الي مصدر الصوت: أنت، هو ايه الي حصل
خالد ببرود: أغمي عليكي
ابتسمت له ابتسامة مرهقة: شكرا
خالد ببرود: قولتلك دا شغلي مش عايز عليه شكر.
لينا بضيق: كان عندي حق لما قولت خسارة فيك كلمة شكرا
صمتت ألسنتهم عن الكلام بينما بقيا يرمقان بعضهما بتحدي وغضب للحظات ليسرح هو في بحر عينيها الذي أسره منذ رآها أول مرة بينما تنظر له بحيرة ملامحه مألوفة لالا يستحيل أن يكون هو
لينا بحيرة: هو أنا ما شوفتكش قبل كدة
خالد ساخرا: ما اعتقدش يا سمو الأميرة
لينا بغيظ: تنح.
ابتلع ضحكته بصعوبة علي منظرها الغاضب جال بعينيه علي ملامحها الغاضبة باشتياق رغما عنه نزلت عينيه الي ذلك الفستان اللعين
بالكاد يغطي ركبتيها كيف لها أن ترتديه يتذكر عندما كانت صغيرة زيّ مدرستها الأحمق، ( جيبته) الغبية كانت تصل ايضا الي ما بعد ركبتيها بقليل هل تظنون أنه كان سيسمح لها بالخروج بهذا الشكل ذهب واشتري لها ذلك الجورب الابيض الطويل ( الكولون ) الذي كان يغطي قدميها بلونه الأبيض الحليبي.
فاق من شروده وهو يتخيل ذلك الجورب الآن يغطي قدميها الظاهرتين بسخاء
لاحظت لينا نظراته المثبتة على قدميها العارية فاسرعت تشد غطاء السرير تضعه على قدميها
لينا غاضبة: أنت بتبص علي ايه يا قليل الادب انت
نظرت له بسخرية وابتسم بوقاحة: هو عيب اني أبص ولا ايه
لينا غاضبة: آه طبعا عيب
خالد ساخرا: طالما عيب اني ابص على رجلك معرياها ليه
لينا غاضبة: أنت مالك أنت، أناحرة.
نظر لها ببراة مصطنعة: وانا كمان حر وزي ما أنتي فاكرة ان العُري حرية ما تزعليش لما تلاقي الناس كلها بتنهش في جسمك
لينا غاضبة: أنت مالك أنت امشي اطلع برة
نظر لها بطرف عينيه ثم رجع بظهره الي الكرسي يجلس عليه بارتياح واضعا قدما فوق اخري ببروووووووود
انتصفت لينا علي فارشها تنظر له بحنق: أنت يا بني آدم أنت ما سمعتش أنت قولت ايه اطلع برة.
ظل ينظر لها ببرود ظاهري واعصابه تغلي كالمراجل متقدة بنار غضبه من لسانها السليط انتظري حبيبتي ساقصه لكي قريبا جداااا
لينا غاضبة: أنت يا أستاذ انت دا ايه البرود دا يا كائن الدب القطبي أنت اطلع برة
رمقته بنظرات غاضبة متقدة: يعني مش هتطلع
هز رأسه نفيا بهدوء
لينا غاضبة وهي تنزل المحلول الوريدي من يدها: طيب أنا الي هطلع.
ما كادت تتحرك خطوة واحدة حتي شعرت بقبضة يد تعتصر معصمها وبهدوء شديد وكأنها لا تزن شيئا جذبها ليجلسها علي قدميه
شهقت بفزع وبدأت تمطره بوابل من السباب: يا قليل الادب يا سافل يا مش محترم وعمال تتكلم عن الأخلاق يا معدوم الاخلاق سيبني لهصوت وألم عليك المستشفي
وضع اصبعه علي شفتيه: هششششش
ثبت رأسها بكف يده وقرب رأسه من رأسها بهدوء
خالد بهدوء: أنا آسف على الي هعمله.
وقبل أن تعي ما يقول صدم رأسه برأسها ففقدت الوعي.تبع
رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس
كاد ضحكة صغيرة تخرج من فمه عندما شاهد عينيها المتسعتين بسبب تلك الضربة التي تلقتها على رأسها لتعود لتسدل جفونها على زرقتيها فاقدة للوعي حملها برفق بين ذراعيه متجها الي سيارتها وضعها فيها ثم ذهب وركب على مقعد القيادة
اخرج هاتفه واتصل بصديقه
خالد: ايوة يا محمد
محمد: ايه يا ابني أنت فين أنا قالب عليك الدنيا و...
خالد مقاطعا بضيق: محمد مش وقت رغي قابلني بعد عشر دقايق في...
محمد بإيجاز: ماشي تمام.
أغلق الخط ثم انطلق بعد مدة قصيرة وصل الي المكان المحدد لم يكن صديقه قد وصل بعد فاطفئ محرك السيارة والتفت الي تلك النائمة وعلي شفتيه ابتسامة سعيدة
خالد بضحكة صغيرة: لسانك طول أوي يا لوليتا وشعرك كمان طول عن الأول تقريبا عشرة سنتي فاكرة لما كنتي عايزة تقصي شعرك وانتي صغيرة عشان يبقي شبه شعري ياااااه يا لوليتا نفسي اوي اخدك في حضني بس معلش هانت كلها كام يوم وتبقي على ذمتي.
وقفت سيارة محمد امام سيارة خالد فنزل الصديقين
محمد بقلق: خير يا خالد أنت كويس في حاجة حصلتلك ولا ايه
خالد ضاحكا: يا ابني بطل دور أمي الي أنت متقسمه دا
محمد بضيق: تصدق أن أنا غلطان اولع
ثم صمت واشاح بوجهه بعديا لم تمر ثانيتين حتي عاد ينظر لصديقه بقلق: ما قولتيش بردوا مالك
خالد ضاحكا: مش هتتغير ابدا، المهم هتركب عربية لينا وتوصلها فيلا جاسم
محمد بقلق: ليه هي لينا مالها.
تنهد خالد بحزن: اغمي عليها المهم توصلها لجاسم وتقوله انها تعبت وإنك وديتها المستشفى وهتفضل نايمة لحد الصبح
محمد: ماشي يا صاحبي
تبادلا مفاتيح السيارات فركب خالد في سيارة محمد بينما ركب محمد في سيارة لينا متجها الي فيلا جاسم
بعد مدة وصل محمد الي فيلا جاسم فوجد جاسم على وشك الخروج باحثا عن ابنته عندما تأخرت
محمد: احم جاسم باشا
التفت جاسم له يهتف باستفهام: أنت مين.
محمد برسمية: حضرتك أنا الرائد محمد محفوظ الدكتورة تعبت في الحفلة فودتها المستشفي الدكتور قال أنها هتفضل نايمة لحد الصبح بس هي كويسة ما تقلقش
تنهد جاسم براحة: يعني لينا معاك
محمد: آه يا افندم في العربية
جاسم بامتنان: متشكر أوي يا ابني أنا كنت هموت من القلق وكنت لسه هخرج أدور عليها
محمد مبتسما: العفو يا افندم على ايه دا واجبي
لمعت في رأس جاسم فكرة ماكرة فسأل محمد بحذر: هو أنت متجوز يا إبني.
تفاجأ محمد من سؤاله المباغت
محمد في نفسه: يا نهار أسود أنت بتفكر في ايه يا عم انت
محمد: احم ايوة يا افندم متجوز من 5 سنين وعندي بنوتة زي القمر
جاسم في نفسه بضيق: يا ادي الحظ طلع متجوز، أنا لازم اجوزها بسرعة قبل ما الزفت الي اسمه خالد يعرف أنها رجعت
محمد: طب عن إذنك
ذهب جاسم ناحية باب سيارة لينا وفتحها وحملها على ذراعيه
جاسم مبتسما: متشكر مرة تانية وتقدر تخلي العربية معاك وتبقي تجيبها في اي وقت.
محمد سريعا: لالالا قصدي متشكر أنا هتصرف
وتركه ورحل مسرعا بينما أخذ جاسم ابنته ووضعها في فراشها
علي مقربة من بيت جاسم كان خالد ينتظر محمد في سيارته
خالد: اوعي يكون شك في حاجة
هز محمد رأسه نفيا ؛ لا ما افتكرش ثم اكمل ضاحكا بسخرية دا بيسألني أنت متجوز ولا لاء شكله كدة عايزني ابقي عريس بنته
نظر خالد له نظرة اخرصته لبقية الطريق
ذهب كل الي بيته واخيرا مر هذا اليوم بسلام.
في صباح اليوم التالي
وضعت يدها على رأسها تدلك جبينها مغمضة العينين بألم
لينا بألم: آه يا دماغي
دخل جاسم عليها مبتسما: صباح الفل يا حبيبة بابا
لينا بألم: صباح النور يا بابا هو ايه الي حصل أنا جيت هنا ازاي
جاسم: جابك واحد اسمه محمد وقالي أنه ظابط وإنك اغمي عليكي ووداكي المستشفى وبعد كدة جابك على البيت
انكمشت ملامحها بغضب عندما تذكرت ما حدث بالأمس.
لينا بغضب وهي تمسك رأسها: آه يا حيوان يا سافل يا قليل الادب أما وريتك
اتسعت عيني جاسم بصدمة ليهتف بغضب: انتي بتشتميني يا لينا انتي اتجننتي
هزت رأسها نفيا سريعا: لالالالا والله العظيم يا بابا مش قصدي حضرتك أنا قصدي على الحيوان الي جابني هنا
جاسم باستنكار: ماله بقي إن شاء الله دا شاب محترم ومهذب جدا
اتسعت عيني لينا بدهشة: هو مين دا الي محترم دا قليل الادب وسافل دي التربية ما عدتش على باب بيتهم.
جاسم بضيق: مش هتبطلي الكلام البيئة دا بقالك كام سنة عايشة برة وبردوا بتتكلمي بنفس الطريقة الغلط الي البيه عودك عليها
لينا بملل: I am sorry dad
جاسم: هتروحي المستشفى النهاردة
لينا بحماس of course النهاردة اول يوم
جاسم: طب يلا يا حبيبتي اجهزي.
علي صعيد آخر وكالعادة ذهب متأخرا الي عمله
رفعت بضيق: اتأخرت ليه
خالد بملل: راحت عليا نومة
رفعت بيأس: عملت ايه في القضية الي معاك
خالد: النهاردة بليل هطلع مع قوة وهنجيب واحد من الديلر بتوعهم
رفعت بإعجاب: عرفت توصله بالسرعة دي
التوي جانب فمه بابتسامة واثقة: هو أنت فاكرني بلعب نهايتهم على ايدي
رفعت بحزن: يا ريت يا خالد لوجين حالتها وحشة أوي.
غامت عينيه بمرارة حزن ليردف بتصميم: قسما بربي الي خلق الكون لهجيب حقك يا زيدان لو آخر نفس في عمري
رفعت: عملت ايه مع لينا
خالد بضيق: وانت مالك ومال لينا
رفعت: أنا عايز تقارير يا خالد عشان جاسم ما يشكش
خالد: لو على التقارير أمرها سهل ليك عليا اسلمك كل أسبوع تقرير حلو كدة
رفعت بإيجاز: تمام
خالد: طب استأذن أنا بقي
رفعت بشك: رايح فين
عدل خالد من وضع ياقه قميصه بغرور: هاخد لينا ونروح نتغدي برة.
رفعت بضيق: يا ابني أنت هتجنني أنت مش قولت هتروح تجيب الواد النهاردة ودلوقتي بتقولي رايح اتغدي
خالد ضاحكا بثقة: ما تقلقش يا باشا أنا عارف أنا بعمل ايه
رفعت بمكر: وتفتكر لينا هترضي بعد الروسية الي ادتهالها إمبارح
خالد ضاحكا بثقة: وحياتك هترضي لوليتا ما تقدرش ترفض لخالد طلب
رفعت: أنت ناوي تكشفلها عن شخصيتك.
هز خالد رأسه إيجابا: ايوة امبارح كانت شاكة فيا وأنا كدة كدة النهاردة رايح لجاسم، سلام يا سيادة اللواء.
في الغرفة الخاصة بها تشعر بسعادة كبيرة لطالما عشقت ذلك المجال جلست تخطط كيف ستجعل تلك المستشفى ذات صيت عالي وشهرة واسعة عندما سمعت صوت دقات على باب الغرفة
( مش خالد )
دخل ذلك الشاب الذي كان يقق في الحفلة يراقبها بصمت
عصام: احم سلام عليكم
لينا مبتسمة: وعليكم السلام مين حضرتك
عصام مبتسما: أنا يا ستي دكتور عصام نور الدين هكون مع حضرتك هنا في قسم الجراحة العامة.
صافحته لينا بحماس: وأنا دكتور لينا الشريف يشرفني أننا نشتغل مع بعض
عصام مبتسما: الشرف ليا يا دكتورة، ممكن حضرتك تتفضلي معايا الشغل بدأ يا دكتورة
لينا بحماس: آه طبعا ,let s go
خرجت لينا مع عصام لمباشرة عملها.
شاكر بخبث: صبح يا باشا
، : عايز ايه يا شاكر
شاكر بمكر: عندي ليك خبر بمليون جنية
، بضيق: اخبارك كلها زي وشك خبر ايه
شاكر: نقطة ضعف خالد السويسي
، ضاحكا: وهو دا ليه نقطة ضعف دا مستبيع يا ابني دا بيطلع عمليات من غير واقي رصاص حتي
شاكر بخبث: اسمع بس الي عندي خالد السويسي من وهو صغير بيحب بنت الجيران.
الي حصل أن ولما تم 18 سنة خطبها من ابوها الي حصل أن ابوها شافوا مرة كان بيبوسها تقريبا فخد البنت وسافر فضل صاحبك يدور 12 سنة
، بملل: ايوة وبعدين يعني أخرة الفيلم الهندي دا ايه هندور احنا عليها
شاكر: ندور على مين البت رجعت وخالد كان معاها امبارح
، بضيق: ما تخلص يا شاكر وتخش في الموضوع على طول.
شاكر: بص بقي البت دي هي الشوكة الي هتكسر ضهر ابن السويسي وأنا عندي بدل الخطة عشرة هنقدر نستخدم حبيبه القلب فيهم
، : تعجبني يا شاكر
شاكر بثقة؛ تلميذك يا باشا.
وقف بسيارته امام تلك المستشفى الفخمة
خالد ساخرا: لاء واضح أن جاسم صارف ومكلف
ترجل من سيارته متجها الي مكتب الاستقبال
خالد: مكتب دكتورة لينا الشريف
الموظف: الدور الثالث اول أوضة على اليمين
هز رأسه إيجابا بإيجاز اتخذ طريقه عبر المصعد إلي أن وصل الي الطابق الثالث كان يستمع الي تهمسات الممرضات المعجبات بوسامته فيزداد غرورا.
وصل الي غرفة مكتبها دق الباب عدة مرات فلم يتلقي ردا ففتح الباب ودخل جال بعينه في أرجاء الغرفة فوجدها فارغة
فذهب ناحية اريكة جلدية سوداء وجلس عليها بارتياح واضعا قدما فوق اخري، يعبث بهاتفها الذي وجده فوق سطح المكتب.
عزة صااارخة: اخيرا استراحة الغدا دا أنا هموت من الجوع
لينا ضاحكة: والله يا عزة أنتي عسل خالص أنا بجد مش مصدقة أن انتي وسمية تؤام سمية هادية خاالص عكسك تماما
وليد ضاحكا: بسرعة يا جماعة هاتولها اي حاجة تاكلها دي ممكن تأكل المرضي
عصام مبتسما: مش تيجي معانا يا دكتورة
لينا مبتسمة: هجيب موبايلي واحصلكوا
ذهب عزة ووليد وعصام وسمية الي الكافتريا.
ذهبت لينا الي مكتبها ما أن دخلته حتي وجدته يجلس ببرود يعبث في هاتفها
ظلت تنظر له للحظات عقدت الصدمة لسانها عن الكلام إلي أن سمعته يهتف بسخرية: هتفضلي متنحة كتير
انكمشت ملامحها بغضب فهتفت فيه: أنت ايه الي جابك هنا يا بتاع انت وازاي تدخل مكتبي من غير إذن يا نهارك مش فايت وكمان ماسك موبايلي دا أنت بجح أوي
رفع نظره عن شاشه هاتفها وقد الوي جانب فمه بابتسامة ساخرة ليهتف ببرود: دي طريقة تعاملي بيها الضيوف.
عضت على شفتيها بغيظ: امشي اطلع برة يا كائن الديب فريز أنت
خالد مبتسما باستفزاز: قهوة مظبوط
لينا غاضبة: لاء دا أنت مجنون رسمي
خالد ضاحكا؛ يا بنتي اهدي هتفرقعي
احمر وجهها من الغضب: بقولك ايه اطلع برة يا بارد أنت وهات موبايلي
قام من مكانه ومد كف يده بهاتفها: تعالي خديه
تقدمت ناحيته تدبدب على الأرض بغضب مدت يدها لتخطف هاتفها من يده سريعا ولكنه كان اسرع حين ابعد يده سريعا
فصرخت فيه غاضبة: هاااااات الموبايل.
رفع حاجبيه ببراءه مصطنعة: الله ما تاخديه حد حايشك
مد يده مرة أخري بالهاتف وعندما حاولت اخذه قبض على كف يدها برفق نظرت له بغضب كادت أن تصرخ فيها ولكنها صمتت تماما عندما هتف بحنان: وحشتيني يا لوليتا
اتسعت عينيها حتي كادت تملئ وجهها تسارعت دقاات قلبها بشدة
خرجت الأحرف من بين شفتيها بصعوبة: خخخالد
هز رأسه إيجابا: وحشتيني يا لوليتا
هزت رأسها نفيا سريعا: لا لا مستحيل يكون أنت.
خالد ضاحكا: وليه مستحيل يا ست لوليتا
لينا بضيق: عشان خالد الي أنا عرفاه كنت بجري استخبي في حضنه لما حد يزعلني لكن انت...
خالد مقاطعا: حيوان وبارد وغلس ورخم وكائن الدب القطبي والديب فريرز صح يا لوليتا
فاكرة كنتي بتحبي اللوليتا قد ايه
ضيقت عينيها بغيظ لتهتف بضيق طفولي: آه فروحت مسميني لوليتا.
خالد ضاحكا: اعملك ايه ما انتي الي كنتي بتاكلي لوليتا اربعة وعشرين في اليوم وكنتي مقلبظة وبخدود كدة مش خلة السنان الي قدامي
لينا بحزن: ليه بقيت كدة يا خالد
خالد مبتسما لأول مرة بحزن: الزمن يا لوليتا ما فيش حد بيفضل على حاله، بقولك ايه تيجي نخرج نتغدي
لينا بضيق: لاء يا راجل دا انت ادتني روسية امبارح وجاي النهاردة تقولي تعالي نخرج
خالد بحدة: احمدي ربنا اني ما ولعتش فيكي بالفستان الي كنتي لابساه.
لينا بضيق: مالوا بقي الفستان إن شاء الله دا قمر أحلي من القمر فيه
خالد ضاحكا: لاء يا حبيبتي انتي بالظبط كنتي عاملة زي بلالين المولد
امتقع وجهها بغضب من سخريته كادت أن ترد عندما عاجلها هو وهتف بغضب: ما فيش راجل إمبارح في الحفلة الا وكل جسمك بعينيه قسما بربي يا لينا أو شوفتك لابسة الزفت دا تاني هعلقك اللهم بلغت.
المهم يلا عشان احنا اتأخرنا وأنا واقع من الجوع وبدون كلمة اخري سحب يدها برفق خلفه واخذها وخرج من المستشفى.
، : خدها وخرج من المستشفى لاء بصراحة البت مزة تستاهل لاء أنا وراه ما تقلقش، يا عم خلاص هنفذ الي قولت عليه ما تقلقش البت مزززززة بصراحة طب سلام بقي
اغلق ذلك الشخص الخط وانطلق بسيارته خلف سيارة خالد
بعد قليل وقف خالد بسيارته أمام مطعم فخم يطل على النيل، خرج من سيارته والتف حولها ليفتح الباب لها ( لاء الواد چنتل ما فيش كلام ).
اخذها ودخلا المطعم ارشدهما النادل الي احدي الطاولات فاتجها اليها سحب لها الكرسي فجلست عليه ( أنا قولت أنه چنتل ) ثم ذهب وجلس امامها
النادل: تحبوا حضرتكوا تطلبوا ايه
خالد: اتنين استيك وخضار سوتيه وشوربه كريمة
النادل: تمام يا افندم تحبوا تشربوا حاجة على ما الاكل يجهز
خالد: واحد مانجا وواحد قهوة مظبوط
اخذ النادل الطلبات ورحل
خالد: ساكتة ليه
ابتسمت لينا بسخرية: طب الحمد لله أنك شايفني.
خالد ضاحكا: ايه الهبل الي انتي بتقوليه دا
لينا غاضبة: هبل والله الهبل الي أنت بتعمله أنت ازاي تطلبلي من غير حتي ما تقولي
خالد ببراءة: هو انتي كنتي هتطلبي حاجة تانية تحبي اغيرلك الاوردر
لينا بغيظ: لاء كتر خيرك شكرا
خالد مبتسما باستفزاز: العفو يا حبيبتي، المهم أنا مش عايزك تقولي لجاسم أنك شوفتيني أنا كدة كدة رايحله النهاردة
لينا بترقب: رايحلة ليه
خالد: هيكون ليه يعني هطلب ايدك طبعا.
لينا: ومين قالك أن أنا موافقة
خالد غاضبا: نعم يا اختي
لينا: لو سمحت وطي صوتك احنا في مكان عام وفي ناس
خالد غاضبا: طظظظ، ايه حكاية مش موافقة دي
لينا: أنت عايزني اتجوز واحد متجوز اتنين، بص يا خالد خلينا أصحاب أحسن
ظل يفتش في ملابسه بضيق: هو فين راح فين
لينا: بتدور على ايه
خالد بضيق: نسيته في العربية
لينا باستفهام: هو ايه دا
خالد غاضبا: المسدس الي هفرتك بيه دماغك.
بصي يا لينا عايزك تعرفي حاجة مهمة انتي بتاعتي ومن زمان وما فيش مخلوق على وجه الأرض هيقدر يبعدك عني تاني اظن واضح
لينا غاضبة: لاء مش...
قاطعها خالد: هششش، انتي لسه هترغي الموضوع انتهي اشربي العصير يلا
اتسعت عينيها بصدمة مجنون تلك هي الكلمة الوحيدة التي ترددت داخل عقلها
احضر لهم النادل الطعام فبدأ يأكل بهدوء ينظر لها بين الحين والآخر ليتأكد أنها بالفعل أمامه دقات قلبه ترقص فرحا، لاحظ تجهم وجهها بضيق.
فهتف بقلق: مالك انتي تعبانة ولا ايه
هز رأسها نفيا: أنا كويسة
عاد يأكل مرة أخري وعينيها تنظر اليها لاحظ أنها لا تنظر له بل تنظر خلفه فتلقائيا نظر خلفه
لتشتعل عينيه بغضب عندما وجد شابين جالسين على الطاولة خلفه يغازلان لينا بطريقة مقززة وبدون كلمة اخري اندفع ناحية طاولتهم
استطاع أحدهما الهروب من براثنه بينما وقع الآخر بين براثن الوحش
خالد غاضبا وهو يضربه: أنا هحرمك تبص لاي بنت تاني يا ابن ال...
انطلق أعاصير غضبه تصعق ذلك الشاب حتي سقط أرضا غارقا في دمائه بينما تصرخ لينا فيه
لينا صارخة: كفاااااية يا خالد سيبه يا خالد كفاية سيبه مش هو والله مش هو، يا خالد هيموت في ايدك حرام عليك كفاية
صرخ خالد غاضبا في النادل: هاتلي الزفت مدير المطعم
هرول النادل سريعا عاد بعد ثواني ومعه المدير
المدير ؛ خير يا افندم.
خالد غاضبا: المفروض أن دا مطعم محترم وما ينفعش ابقي قاعد مع خطبتي والاقي عيل ظي الكلب دا بيعاكسها
نظر المدير ناحية الملقي ارضا ليتنهد براحة في نفسه: الحمد لله مش هو
المدير: إحنا اسفين يا افندم واوعد حضرتك أنها مش هتكرر تاني
خالد بتوعد: احسنلك ما تتكرش تاني
وضع يده في جيب بنطاله واخرج بعض النقود والقاهم على الطاولة ثم قبض على رسغ يدها يجرها خلفها الي سيارته ولكنها بصعوبة أن تفلت يدها من يده.
لينا صارخة بغضب: أنت بني آدم متخلف ومجنون وهمجي وحيوان
خالد غاضبا: كنتي عيزاني أعمل ايه وأنا شايفة بيعاكسك
لينا غاضبة: في مليون طريقة تانية غير أنك تضربه بالوحشية دي
ابتسم لها بسخرية ليهتف بتهكم: دا الموضوع كان عاجبك بقي وأنا مش واخد بالي
احتقنت عينيها بغضب لقد تجاوز حده كثيرا وبدون تفكير كان كف يدها يهوي على وجنته بصعفة قوية.تبع
رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل السادس
ابتسم لها بسخرية ليهتف بتهكم: دا الموضوع كان عاجبك بقي وأنا مش واخد بالي
احتقنت عينيها بغضب لقد تجاوز حده كثيرا وبدون تفكير كان كف يدها يهوي على وجنته بصعفة قوية
اشتعلت عينيه من الغضب بالتأكيد جنت تلك الفتاة لتفعل ذلك
صرخ فيها بغضب افزعها: انتي اتجننتي انتي عارفة أنا ممكن اعمل فيكي ايه بعد الي عملتيه دا أنا أبويا وأمي عمرهم ما مدوا أيديهم عليا.
ردت بثقة عكس دقات قلبها التي كادت أن تنفجر من شدة خوفها: كان المفروض يعملوا كدة ومن زمان بدل ما أنت متفرعن وشايف نفسك أوي كدة
رفعت سبابتها امام وجهه تهتف بتحذير: مش عايزة اشوف وشك تاني أنت فاهم وانسي انك في يوم كنت تعرف واحدة اسمها لينا
هتفت بألم أنا الي غلطانة إني في يوم حبي، عرفت واحد حيوان زيك.
تركته ورحلت سريعا هي واثقة من أنها لو بقيت ثانية اخري سيقتلها دون تردد، اوقفت سيارة أجري لتذهب الي منزلها فيكفي ما حدث اليوم
بينما يقف هو كالتمثال يضغط على قبضة يده بشدة حتي ظهرت عروقه الزرقاء النافره تصرخ بغضب، استطاع السيطرة على غضبه بمعجزة لو كانت شخص آخر لكان قتله دون تردد
خالد في نفسه بتوعد: حسابك تقل أوي يا حبيبتي بس هانت كلها أيام وهتبقي تحت ايدي وهدفعك تمن القلم دا غالي أوي.
استقل سيارته وانطلق يشق غبار الطريق من سرعته
ذهب الي صالة تدريباته ليخرج غضبه في تلك الآلات المسكينة.
في فيلا جاسم
دخلت لينا راكضة الي غرفتها
فريدة بقلق: لوليتا مالك يا حبيبتي
صعدت خلف ابنتها سريعا فوجدت ملقاة على الفراش تبكي
فريدة: مالك يا لوليتا
لينا باكية: أنا بكرهه بكرهههههه اوي
فريدة: هو مين دا
هزت رأسها نفيا وهي تمسح دموعها بعنف: ما فيش يا ماما، لبني كان عندها حق دا ما يستاهلش حتي إني أفكر فيه
فريدة: يا حبيبتي انتي بتتكلمي عن مين أنا مش فاهمة منك حاجة.
لينا: ما فيش يا ماما أنا بس تعبانة وعايزة أنام
فريدة بحنان: طب يا حبيبتي نامي دلوقتي ولما تصحي نبقي نتكلم
تسطحت على الفراش تحتضن ساقيها لتدثرها فريدة جيدا وقبلت جبينها بحنان خرجت وتركتها وهي تنظر لها بحزن.
نزلت الي أسفل فوجدت جاسم كالعادة منشغل في مكتبه العمل يأخذ كل وقته كعادته أن ذهبت واخبرته أن ابنته تبكي سيرد عليها بجملته المعتادة ( دلع بنات مش لو كنتي خلفتي ولد ما كنتش هفضل شايل همه، روحي يا فريدة أنا مش فاضي)
تنهدت بحزن فجاسم لم يكن ابدا حنونا على ابنته منذ أن كانت طفلة ذلك ما جعلها متعلقة بخالد بشدة فقد كان يعوضها عن حنان الأب الغائب عنها، أين أنت يا خالد.
سمعت صوت دقات على باب المنزل ذهبت ناحية الباب وفتحته لتتسع عينيها بصدمة هل خرج من أفكارها ليتجسد لها أمام عينيها
فريدة بصدمة: خاالد
خالد مبتسما: ايوة يا فيري خالد
فريدة ضاحكة: هههههه ياض مش هتبطل الإسم دا ابدا
خالد ضاحكا: ابدا لوليتا نايمة صح
فريدة بدهشة: صح أنت عرفت انها رجعت ازاي
رفع ياقة قميصه بغرور: مصادري الخاصة، جاسم فين
فريدة بحذر: في مكتبه خالد بالله عليك من غير خناق.
خالد: ما تقلقيش المرة دي هنتفاهم بالعقل وأنا واثق اني هقنعه
فريدة: طب تعالا معايا
اصطحبت فريدة خالد الي مكتب جاسم
خالد: ممكن تتفضلي انتي أنا عايز اتكلم معاه لوحدنا
هزت فريدة رأسها إيجابا وتركتهم ورحلت دق خالد الباب
جاسم من الداخل: ادخلي يا فريدة
فتح الباب بهدوء ودخل
وجد جاسم جالسا خلف مكتبه يطالع اوراق احدي القضايا باهتمام
خالد: صباح الخير يا عمي.
رفع جاسم عينيه ينظر للواقف امامه بغضب: أنت، انت ايه الي جابك هنا.
الله يخربيتك، دا مجنون أنت مش شايف عمل ايه في حاتم
هتف بها ذلك الشخص بغضب وهو يتحدث في هاتفه
شاكر ساخرا: وأنا الي فاكرك هتعرف تعلق البت وعمال تقولي أنا دنجوان وثق فيا ومش هتاخد في ايدي عشر دقايق
، غاضبا: بقولك ايه أنت عارف اني مش مجبر اعمل كدة واني بعمل كدة تسلية مش أكتر أنت عارف أنا مين كويس
شاكر: عارف يا سيدي هتكمل ولا اشوف واحد غيرك.
، سريعا: لاء طبعا أنا مش هسيب المزة دي تعدي من تحت ايدي، هما يومين وهضمها لقايمة حريمي
شاكر ضاحكا: تعجبني يا زوز enjoy يا برنس.
خالد: محمد ارمي الواد دا في حجز انفرادي خد بالك هيحاولوا يقتلوه
محمد بدهشة: انت جبته ازاي دا
خالد ضاحكا: ما شوفتنيش وأنا عامل إبراهيم الأبيض
Flash back
بعد بحث مكثف استطاع خالد أن يعرف مكان عضو مهم من اعضاء تلك العصابة يعمل في توزيع المخدرات في احدي المناطق الشعبية
دخل المنطقة متخفي في صورة بائع أنابيب ليستطيع دخول العمارة السكنية التي يسكن فيها ذلك الرجل.
ما كاد يخطو خطوة واحدة داخل العمارة حتي سمع صوت يهتف من خلفه بخشونة: أنت مين ياض ورايح فين
خالد: أنا راجل على باب الله وطالع استرزق
الحارس: تتفتش الاول يا حيلتها
بدأ الحارس بتفتيشه فلم يجد معه شئ
الحارس: غور وما تتأخرش
خالد: حاضر يا بيه
صعد الي الشقة المطلوبة ودق الباب
خالد بصوت عالي: انااااابيب
فتح له شاب في أواخر العشرينات يرتدي
(فانلة حملات بيضاء وسروال كحلي )
الرجل: عايز ايه يا جدع انت.
خالد بطريقة سوقية: محسوبك برعي انابيب يا بيه
الرجل غاضبا: غور ياض من هنا
خالد برجاء: ليه بس كدة يا بيه دا أنا لسه بستفتح بالله عليك ما تكسرش بخاطري دا أنا بجري على كوم لحم
الرجل بانزعاج: يوووووه دا انت رغاي قوي خش حط الانبوبة وغور
دخل خالد الي المنزل وهو يحمل الأنبوبة على كتفه
خالد: احم احم يا رب يا ستار
الرجل: حط الانبوبة عندك وغور يلا
خالد: حاضر يا بيه.
وضع خالد أسطوانة الغاز جانبا ووقف يتفحص ذلك المنزل الصغير بعينيه لفت نظره مجموعة من الصناديق الصغيرة مختفية في احد الجوانب
فاق على صوت الرجل وهو يهتف فيه بحنق: خد الفلوس أهي
اخذ منه النقود وقبلها ووضعها في جيبه: توشكر يا بيه بقولك يا بيه الهي ربنا يسترك دنيا وآخره تقولي بس دورة الماية فين اصل بعيد عنك عندي السكر و...
الرجل بضيق؛ بس بس انت لسه هترغي عندك آخر الطرقة على اليمين
خالد سريعا: توشكر يا بيه.
دخل خالد الي المرحاض سريعا، دقائق وبدأ يصرخ فهرع له الرجل سريعا يهتف فيه بغضب: أنت بتصرخ ليه ياض
خرج خالد من المرحاض جسده يرتجف يمسك رأسه بكفيه يضع عليه بقوة يصرخ بألم صدره يعلو ويهبط بسرعة
الرجل غاضبا: مالك ياض أنت ملبوس ولا ايه
خالد بألم: البرشامة البرشامة همووووووت اااااااااااه
الرجل ضاحكا: هو أنت منهم طب تعالا تعالا
سحب ذلك الرجل خالد خلفه الي صالة البيت الصغيرة.
وذهب ناحية تلك الصناديق ليخرج منه كيس بوردة صغير
الرجل بخبث: أنا عندي الي أحسن من مليون برشامة
كبسسسسسسة يا معلمي كبسسسسسة
الرجل غاضبا: الله يخربيت وشك
أسرع يركض عندما سمع صوت شد اجزاء مسدس قادما من خلفه
خالد: لو اتحركت من مكانك هفجر دماغك
تصنم الرجل مكانه من تلك المفاجأة كاد أن يركض عندما باغته خالد برصاصة مرت بجانب رأسه مباشرة
خالد: المرة الجاية هتبقي في دماغك
تقدم منه بخطوات واسعة الي أن وقف امامه.
خالد ضاحكا: بس ايه رايك بعرف امثل مش كدة
وعلي حين غرة صدم رأسه برأس ذلك الرجل فسقط الأخير ارضا
BACK
محمد ضاحكا: دا انت عليك دماغ
خالد: كثق عليه الحراسة دا أهم خيط هيوصلنا لأسمه شاكر
محمد: تمام ما تقلقش
خالد: طب امشي أنا بقي عشان هلكان وهموت وأنام.
هتيجي يا عمر ولا لاء
عمر بقلق: بلاش احسن، أنت مش عارف خالد مستنيلي غلطة
الشاب ضاحكا: ايه يا موري أنت بتخاف من أخوك ولا ايه والله عيب على الرجالة
عمر غاضبا: لاء طبعا مش خايف منه أنا أنا أنا بحترمه ما بخافش منهى
سامر ضاحكا: طب يلا يا موري دي هتبقي درمغة.
اخذ سامر عمر الي احدي الملاهي اليليلة وبدآ بالرقص واحتساء المشروبات ( احذر من صديق السوء فالمعصية لذيذة كالحلوي حادة كالموس في النهاية لن تجد سوي طعم دمائك التي اهدرتها بنفسك ).
مساء الفل يا امي
زينب مبتسمة: مساء الخير يا حبيبى اتأخرت ليه كدة
خالد: من امتي وأنا ليا ميعاد يعني
زينب بضيق: أنت هتقولي وعمر كمان لسه مجاش
خالد في نفسه: ليلتك سودا يا عمر
خالد مبتسما: اطلعي انتي ارتاحي وانا هستناه
زينب: ماشي يا ابني تصبح على خير
خالد: وانتي من اهله.
عمر بسكر: كفاية كدة يا سامر أنا مش شايف قدامي
سامر بسكر: عندك حق تصبح على خير يا موري
عمر ضاحكا: دا أنا هاكل علقة لو روحت وكان خالد في البيت
سامر ضاحكا: يا عم علقة تفوت ولا حد يموت
عمر ضاحكا: الي يغيظك يا اخي إن هو بيشرب ومحرج عليا الشرب بيحلل الحاجة ليه ويحرمها على غيره
استقل عمر سيارته وقادها بسرعة كبيرة الي منزله.
وضع المفتاح في مكانه في قفل الباب واداره ببطء شديد، سمع صوت انفتاح القفل فتنهد براحة دفع الباب بهدوء حتي لا يسمعه أحد
أطل برأسه من فتحه الباب الصغيرة التي فتحها يتطلع حوله بحذر هتنهد براحة عندما وجد المكان يغرق في بحر من الظلام ولا أثر لوجود اي من أسرته مستيقظا
دخل بخفه واغلق الباب برفق
عمر: الحمد لله كلهم نايمين اطلع بسرعة قبل ما حد يشوفني
حمد لله على السلامة يا عمر.
تصنم عمر في مكانه كأن صاعقة كهربائية ضربت جسده، فرت الدماء هربا من جسده، شحب وجهه كالموتي
التفت ببطء وهو يدعو الله بداخله أن يكون ما سمعه مجرد خياله المريض فقط
نظر ناحية مصدر الصوت فوجده جالسا في الظلام ومع ذلك استطاع رؤية تلك اللمعة المخيفة التي تضئ في عينيه وكأنه حيوان ضاري يستعد للانقضاض على فريسته
ازدرد عمر ريقه عدة مرات بفزع: ممممساااء الخير يا اااابيه.
قام من على كرسيه ببطء شديد واضعا كفيه في جيبي بنطاله خرج من ذلك الركن المظلم يمشي ناحية ذلك الواقف يرتجف رعبا بخطوات ثابتة يسمع صداها المنتظم
الي أن وقف أمامه مباشرة، تمني ذلك الفتي في تلك اللحظة أن تنشق الأرض وتبتلعه عوضا عن أن يري تلك النظرات نظرات غاضبة مخيفة خبيثة
خالد بهدوء: كنت فين يا عمر
بلل الاخير شفتيه بلسانه فقد شعر بأن حلقه قد اصبحت قحطا جافا من شدة خوفه: ككككك.
حك خالد ذقنه بأطراف أصابعه بهدوء وقد انثني جانب فمه بابتسامة ساخرة: ايه هتكاكي كتير
عمر بخوف: كككنت بببذاكر مع اصحابي يا ابيه
خالد ضاحكا بسخرية: في الديسكو، بتذاكر مع اصحابك في الديسكو، ايه عندك بكرة تسميع اغنية زلزال
اخرج خالد هاتفه من جيب بنطاله ووضعه امام وجه اخيه الصغير
خالد بحدة: ايه رأيك، تفتكر رد فعل ابوك ايه لما يشوف البيه بيسكر وبيرقص مع شوية ××××.
اطرق عمر رأسه بخوف اكثر من كونه خزي: أنا آسف يا ابيه مش هتكرر تاني
ابتعد خالد عنه ذاهبا الي كرسي بعيد فجلس عليه بعنجهيه واضعا قدما فوق اخري
يحرك سبابته وابهامه على ذقنه يفكر ليهتف بجمود: تفتكر اعاقبك ازاي يا عمر
كاد الاخير أن يسقط صريعا من الفزع خرجت الحروف من بين شفتيه بخوف: اللللي تشووفه يا ااابيه
أرجع رأسه في الكرسي مغمضا عينيه بهدوء
هتف بهدوء وهو مازال على تلك الحالة: 300 ضغط.
اتسعت عيني عمر بصدمة: كااااااام
خالد ضاحكا بسخرية: ايه عندك اعتراض ولا حاجة
عمر سريعا: لالا ابدا
خالد: طب ابدا واقف ليه.
في صباح اليوم التالي
استيقظ خالد على صوت طرقات متتالية على الباب قام وهو يترنح من التعب والمشروب وفتح الباب فوجد والدته
خالد بضيق: في ايه يا ماما خير
زينب بامتعاض: خير انا، خير انت ممكن اعرف اخرة الي انت بتعمله في نفسك دا ايه
خالد بضيق: اصطبحنا بقي، عايزة أيه يا ماما
زينب: وسع داخلني الاول
فتح لها المجال لتدخل الي غرفته، ما ان دخلت حتي شهقت في فزع
زينب: ازازتين يا خالد حرام عليك يا ابني نفسك وصحتك.
خالد: ما لهومش قيمة عندي
زينب: بس ليهم قيمة عندي انا، لو حصلك حاجة انا هروح فيها
خالد بحنان: بعد الشر عليكي يا ست الكل
أرادت زينب ان تغير مجري الحديث
زينب: انت ما روحتش الشغل النهاردة ليه
خالد بضيق: شوية ورايح
زينب: على فكرة رفعت بيشتكي منك
خالد ضاحكا: يحمد ربنا اني بروح اصلا قوليلي البت ياسمين فين
زينب: ياسمين نزلت من بدري مع انور، عشان يجيبوا شوية حاجات ناقصة للفرح
خالد: اه قولتيلي خرجت مع سي زفت.
زينب: انا مش عارفة انت ما بتحبوش ليه
خالد: مش عارف بس مش مرتاحله، المهم حضرتك كنتي عيزاني في ايه
زينب سريعا: اه صحيح، صاحبتي ميرفت وبنتها نسرين جايبن يزوروني النهاردة ومش عايزة اقولك بقي يا خالد نسرين حاجة كدة قمر قمر
خالد بضيق: بصي يا ماما انا هعمل نفسي ما سمعتش حاجة، واتفضلي لو سمحتي يا ماما عشان عايز اغير هدومي
زينب: ما قولتيلش بردوا ايه رايك
خالد بضيق: لاء عرفتي رائي.
زينب بامعتاض: يا خالد يا ابنيطب شوفها بس يمكن تغير رأيك
خالد مقاطعا: خلاص يا ماما الموضوع انتهي اتفضلي بقي حضرتك عشان متأخر
خرجت زينب من غرفته غاضبة وهي تمتم مع نفسها بضيق: ماشي يا خالد بردوا هتشوفها البت اصلا مستنية تحت يعني كدة كدة هتشوفها وأنت خارج
في غرفته انتهي من تبديل ملابسه فنزل متوجها الي أسفل ما كاد يفتح باب المنزل حتي سمع صوت امه وهي تنادي عليه
زينب؛ مش هتيجي تسلم يا خالد.
عض على شفتيه بغيظ التف لهم وعلي شفتيه ابتسامة صفراء
خالد مبتسما: أهلا وسهلا
زينب: دي ميرفت صاحبتي
خالد: اهلا وسهلا يا مدام ميرفت
زينب؛ والقمر دي نسرين بنتها
خالد: اهلا وسهلا يا مدام نسرين
لكزته زينب في كتفه بضيق وهتفت بصوت منخفض: آنسة الله يخربيت دماغك
رن هاتف خالد في تلك اللحظة نظر الي هاتفه فوجد رقم محمد فلمعت برأسه فكرة
فتح الخط و
خالد بسهتنة: ايوة يا حبيبتي، انتي كمان وحشتيني اوي.
محمد بدهشة: حبيبتك مين يا كبير انا محمد
خالد: بتقولي ايه البيبي تاعبك طبعا طالع شقي زي باباه
محمد مندهشا: بيبي مين يا ابني الي تاعبني، انا محمد يا خالد
خالد: عارف، لا انا لما اجي هخليه يسكت خالص، سلام يا حبي
انهي خالد المكالمة المصطنعة ونظر اليها فوجد علامات الدهشة على وجه امه وعلامات الغضب على وجه صديقتها، وعلامات الحزن على وجه الفتاة
خالد: احم طب عن اذنكوا أنا بقي.
تركهم ورحل سريعا استقل سيارته متجها الس عمله في الطريق عاود الاتصال بصديقه
خالد: أيوة يا محمد
محمد: ايه يا ابني الجنان الي كنت بتقوله دا، دا انا بدات اشك فيك
خالد: اثبت ياض تشك في مين، الحكاية وما فيها اني كنت بخلص من واحدة من مجايب عمتك
محمد ضاحكا: قولتلي، المهم أنت فين
خالد: جاي في الطريق
محمد: طب ما تتأخرش الل...
خالد مقاطعا: اللوا رفعت قالب عليك الدنيا حاضر جاي أهو.
ميرفت غاضبة: ما كنش العشم يا حجة زينب تجيبنا على ملا وشنا ويطلع ابنك متجوز
زينب: لا لا متجوز ايه، هو خالد كدة بيحب يهزر
ميرفت: هزار ايه يا حجة زينب دا متجوز ومراته حامل كمان
ثم قامت غاضبة متجه ناحيه الباب هي ونسرين
زينب بضيق: آه منك يا خالد هتجنني بعمايلك دي.
في مستشفي الحياة
فكان يوم روتينيا عاديا الي ان تفاجئت لينا بزيارة اسعدتها كثيرا
فبينما كانت منهمكة في عملها دق باب مكتبها
لينا: ادخل
نظرت لينا الي من دخل فتفاجآت بصديقاتها
لينا بفرحة: مش معقول، وحشتوني جدا جدا جدا، انا مش مصدقه انكوا هنا
نهي وهي تحتضنها: لاء يا ستي صدقي وحشتيني اوي يا لولو
سلمي: حمد لله على سلامتك يا لولا
ساندرا: سبع سنين يا جزمة ما تسأليش عنا، بس وحشتيني اوي اوي.
لينا: الله يسلمكوا والله وحشتوني اوي اوي، بس انا زعلانة منكوا لسه فاكرين تسألوا عليا دلوقتي
نهي: مش قصدنا والله احنا قولنا نسيبك تستريحي شوية من السفر وبعد كدة نطب عليكي زي القضي المستعجل
لينا: بجد دا احلي قضي مستعجل في حياتي وحشتوني جدا
سلمي: انتي اكتر يا حبيبتي، يلا بقي احنا هنقضيها سلامات ولا ايه، يلا نخرج
ساندرا: استني بس يا بنتي لنكون هنعطلها
لينا: لاء ابدا عايزين تخرجوا فين.
ساندرا: انا عن نفسي واقعة من الجوع يلا نروح نتغدي
لينا: ماشي يلا بينا
نهي: انا بقي هوديكوا حتة مطعم فظيع وكمان ببطل على النيل، عشان انا عارفاكي يا لولو بتحبي النيل اد ايه
توجة الأصدقاء الاربعة الي سيارتهم وقادتهم سيارة نهي الي المكان المطلوب
امام احد المطاعم المطلة على النيل
وقفت سيارة نهي ولحقت بها باقي السيارات
نهي: ايه رايكوا بقي في المطعم.
ابدي الجميع سعادتهم من شكل المطعم وموقعه الا لينا فقد جاءت الي هذا المطعم من قبل مع خالد ومازلت تحمل عنه ذكري سيئة للغاية
نهي: لينا، يا لينا ايه يا بنتي روحتي فين
لينا: ها، انا معاكوا اهو
نهي: ما عجبكيش المطعم ولا ايه
لينا: لاء حلو جدا
نهي: اومال سرحتي في ايه
لينا: لا ابدا في الشغل مش اكتر
سلمي: طب يلا بينا ندخل
دخلت الفتيات الي المطعم وتوجهوا الي احدي الطاولات وجلسوا يتحدثون في امور شتي حتي جاءهم النادل.
النادل: تحبوا حضرتكوا تطلبوا ايه
نهي: انا هاخد استيك
سلمي: وانا زيها
ساندرا انا هاخد برياني
نهي: وانتي يا لينا هتاخدي ايه، لينا، يا لينا، يا بنتي
لينا: ها
سلمي: لا دا انتي مش معانا خالص
لينا: معلش كنت سرحانة شوية
نهي: بقولك هتطلبي ايه
لينا: اي حاجه
النادل: تحبي حضرتك تاخدي استيك، حضرتك طلبتيه لما كنتي مع الباشا خطيب حضرتك
لينا بصدمة: لاء لا انا هات اي حاجة تانية
ذهب النادل لإحضار الطلبات.
نهي: نهارك اسود اتخطبتي من ورانا
سلمي: اومال مش لابسه دبلة ليه
ساندرا: ايوة بقي يا عم خايفة تتحسدي ولا ايه
لينا: اسكتوا بقي وخليني افهمكوا الي حصل
قصت لينا على صديقاتها ما حدث معها منذ ان قابلت خالد في الافتتاح
نهي: دا بني ادم مستفز
سلمي: دا انا من كلامك بس عايزة اروح اولع فيه
ساندرا: يا بااي هو في حد كدة
لينا: شوفتوا بقي ان انا مظلومة وما اتخطبتش من وراكوا ولا حاجة.
نهي: بس خلاص اقفلي على الموضوع دا عشان سيرته بقت بتعصبني
جاء النادل وبدأ في وضع الطعام على الطاولة وبعدها ذهب ولكن جاء بعده شخص فزعت لينا لرؤيته.
الفصل السابع والثامن والتاسع من هنا