رواية أسير عينيها الفصل التاسع والثلاثون 39 والاربعون 40 الجزء الرابع بقلم دينا جمال

رواية أسير عينيها

الفصل التاسع والثلاثون 39 والاربعون 40 الجزء الرابع

بقلم دينا جمال

صمت دوي في أرجاء المكان عقب جملة أدهم توسعت عيني مايا في صدمة تقبض على كف يدها تشد عليها بعنف تغرز أظافرها في كف يدها تكاد تدميها من الضغط، احمرت وجه جوري من الخجل والمفاجأة، الجميع صامت زاهل ينظر للآخر في صدمة، ليقطع الصمت صوت رعد حين قال فجاءة بهدوء:

- وهو طبعا شرف لينا اننا ننساب فرد من أفراد عيلة السويسي، بس أنا آسف اختي مقرئ فتحتها على حسين ابن خالي عاصم، مش كدة يا بابا.


نظر جاسر لرعد يقطب جبينه متعجبا مما يقول ابنه، ولكنه لم يكن ليقلل من شأن كلمة ابنته أمام أي حد، حرك رأسه إيجابا يؤيد ما يقول ابنه حمحم يردف بتروي:

- والله يا ابني إنت عريس لقطة وشاب هايل، بس أنت عارف كل حاجة في الدنيا نصيب، واكيد ربنا هيرزقك بنصيبك احسن.


ابتسم أدهم في اصفرار يحرك رأسه إيجابا، ينظر لمايا بطرف عينيه، يتنهد في نفسه براحة لا يعرف من الأساس لما نطق تلك الجملة ولكنه اراد ان يخرج قلب من أسر لعنتها وهداه تفكيره أن يرتبط بأخري عله فقط يحرر روحه من قيد عشقها المحرم، ولكنه حتى القيد ابي إن ينحل، عقد العزم على أن يخنق ما بقي من ثباته الزائف داخل جدران عشق ليس له به حق، اعتذر أدهم بأدب ليرحل من المجلس، ظلت مايا تتابعه بعينيها، تود فقط أن تفهم لما قال لذلك الا يحبها هي تشعر بغيرته حبه، عشقه لها، لما أراد الارتباط، نظرت لرعد تبتسم ممتنة، في نفس اللحظة التي التف فيها أدهم لينظر لها لمحة خاطفة قبل أن يغادر ورآها تبتسم لغيره، تبدو سعيدة تفتت زجاج قلبه العاشق إلى شظايا رمتها الرياح بعيدا، بخطي سريعة شبه مهرولة اتجه إلى سيارته يود فقط الهروب من المكان بأكمله إلى أين لا يهم، فقط يهرب.


من حجيم عشق مؤلم يستنزف روحه.


راقب خالد بحذر رد فعل أدهم يشعر بالشفقة والحزن عليه، نظرة العذاب التي رآها في عينيه وهو ينظر لمايا ذكرته بعذابه القديم حين حرمه جاسم من لينا، هو أكثر من يعرف عذابه ولكنه ولأول مرة يشعر بالعجز عن مساعدته ماذا سيقول لشقيقه عذرا ابنك المتبني يحب شقيقته، حمزة يعتبر أدهم ابنه قلبا وقالبا لن يقبل بتلك الفكرة ابداا، تنهد يزفر انفاسه الحارة يحاول الاختلاط مع الجمع، ليقع عينيه على لينا التي تنظر له قلقة تسأله بعينيها لما أنت شارد، ابتسم يطمئنها يحرك رأسه نفيا بخفة، يعاود الحديث معهم إلى أن انتهي اللقاء وقف جاسر يصافح خالد وحمزة يردف مبتسما:.


- كانت سهرة سعيدة جدا والله يا ابو الخلد، هنستني ردكوا واي كان الرد احنا أهل ودا عمره ما هيتغير، نستأذن احنا بقي

عانقت رؤي مايا بشدة تشد على جسدها تتمتم بسعادة:

- حبيبتي يا ميوش ما تعرفيش هنبقي سعداء اد ايه لو وافقتي، صدقيني مش هتلاقي لا طيبة ولا حنية رعد، والرأي رأيك بردوا خدي وقتك كله.


اغمضت مايا عينيها تنساب منها دمعات بسيطة حضن تلك السيدة دافئ، حنون وهي في اشد شوقها لتشعر بحنان والدتها التي افتقدتها طوال حياتها...

رحلت عائلة جاسر، التفت حمزة لخالد يسأله متعجبا:

- غريب أوي اللي أدهم عمله دا، دا حتى ما خدش رأيي ولا قالي أنه عايز يخطب، لما اتكلمت معاه في الموضوع دا من مدة قالي أنه ما بيفكرش في الموضوع دا خالص.


تنهد خالد بحرقة حزينا على حال ذلك الفتي المسكين نظر لأخيه للحظات في عتاب صامت ليردف بعدها:

- أنت اذيت أدهم اوي يا حمزة، مش دلوقتي من زمان أوي.


قطب حمزة جبينه متعجبا مما يقول أخيه وقبل أن يسأله حتى عما يقول تركه خالد وغادر متجها لخارج الفيلا، قاصدا بيت شهد لن تمر الليلة الا بعد أن يضع حدا نهائيا وفاصلا لذلك الموضوع ما كاد يقترب من سيارته سمع صوت لينا تنادي عليه، التفت لها يبتسم ليترك سيارته عائدا إليها، اقترب منها ليجدها تدفعه في صدره بعنف توسعت عينيه خاصة حين بدأت تبكي بصوت عالي تنظر له بقهر تصيح فيه:.


- أنت رايح فين يا خالد، من الصبح وأنت برة وما قعدتش ساعة ودلوقتي بردوا خارج، خلاص أنا ما بقتش افرق معاك اوي كدة، إنت حتى ما كلمتنيش ولا كلمة النهاردة، أنت زعلان مني

ابتسم يآسا يحرك رأسه نفيا يحتوي نوبة بكائها داخل صدره لف ذراعيه حول جسدها يضمها ضحك يردف مشاكسا:.


- الله يخربيت الهرمونات اللي منكدة علينا عيشتنا، الحكاية وما فيها يا ستي أن فعلا النهاردة اليوم كان مزحوم مشاكل كتير عند على ولبني بسبب اللي حصل لعثمان بس، وأنا دلوقتي عندي مشوار اخلصه واجيلك جري

حركت رأسها نفيا بعنف داخل صدره تتمتم باكية:

- لاء ما تمشيش أنت طول النهار برة، او خدني معاك.


توسعت عينيه في صدمة يأخذها إلى أين، حرك رأسه نفيا بعنف يبعدها عنه يحاوط وجهها بين كفيه بمسح دموعها بإبهاميه ابتسم يردف بحنو:

- ما بتكبريش ابدا يا لينا نفس العيلة الصغيرة اللي بتشبط فيا وأنا خارج، سنين عمري بتمر وانتي بنفس نظرة العيلة الصغيرة اللي بتصحيني من النوم عشان اعملها ضفيرة...

لثم جبينها بقبلة حانية شغوفة عاشقة يهمس لها بترفق:

- مش هتأخر عليكي، ما تعيطيش بقي عشان خاطري.


حركت رأسها إيجابا تبتسم ابتسامتها الحانية المعتادة تمسح ما تبقي من دموعها، تهمس له بصوت متحشرج باكي:

- خلي بالك من نفسك، وما تتأخرش مش هنام غير لما تيجي.


ابتسم يحرك رأسه إيجابا يشعر بغضة قاسية تعتصر قلبه قلق كلمة قليلة للغاية عن ذلك الشعور المؤلم الذي يهاجم كيانه يتمني فقط يتمني أن يستطع حسام إقناع والدته بأن تعدل عن رأيها، نظر خالد نظرة اخيرة لزوجته ليري التردد يكسح مقلتيها، ابتسم في خبث زائف ليميل على أذنيها يهمس في عبث:

- هتوحشني البسبوسة على ما اجي يا بسبوسة

ضحكت بصخب تدفعه في صدره تتمتم صائحة من الخجل:

- امشي يا قليل الادب مش هتتغير ابدا.


ودعها متجها إلى سيارته استقلها يلوح لها وهو يغادر بينما كانت هي تقف بعيدا تنظر له وهو يغادر، شعور مؤلم ينهش قلبها لا تعرف لما ولكنها شعرت في تلك اللحظة أنه يغادر دون عودة.


على صعيد آخر، تقف أمام مرآه زينتها تلتف حول نفسها بذلك الفستان الأحمر القاني الطويل، هديته لها، احبتها حقا احبتها، التقطت فرشاه شعرها تمشط خصلاتها وابتسامة واسعة سعيدة تغزو شفتيها لم تكن تظن في ابعد خيالاتها أن تعش سعادة كهذة ومع من زيدان!، قضيا اليوم بأكمله تقريبا بين الأمواج، لم يعودا سوي من سويعات قليلة، ليطلب منها أن ليتناولوا العشاء في الخارج، ارتدت اقراطها تنظر لانعاكسها للمرة الأخيرة لتبتسم في رضي التقطت حقيبتها الصغيرة، تخطو للخارج بخطوات متهملة واثقة ناعمة...


كان يقف هو في الخارج يرتدي حلة سوداء، قميص أبيض، رابطة عنق حمراء قانية ينتظرها أمام الغرفة يتأنق كعريس في ليلة زفافه، ينتظرها بابتسامة صغيرة حانية لينا تتقدم بخطي سريعة في طريق علاجها وفي طريق عشقها له، فقط بقي القليل وستصبح له قلبا وقالبا، اجفل على صوت الباب يفتح ليرفع وجهه سريعا فرآها تجمدت أنفاسه ينظر لها عينيه كجبل جليد يذوب من حرارة عشقها، انفجر نابضه من شدة خفقاته تفصحتها عينيه ليشعر بلعابه يجف انفاسه تتباطئ دقاته تتصارع جسده يشتعل يديه باردة كالثلج، بلع لجافه الجاف يخترزها بنظراته يهمس في ولة:.


- فتنة! جمالك فتنة تغوي الراهب

ابتسمت خجلة كلماته تعزف برفق على أوتار انوثتها لتزيدها ثقة، أعادت خصلة ثائرة خلف اذنها اليسري تهمس له بخفوت خجل:

- احم شكرا، مش هنروح نتعشي.


حرك رأسه ايجابا يحاول أن يفيق من حالة الخدر التي تملكت بأوصاله ينظر لها نظرة اخيرة، على الرغم من انها ترتدي فستان واسع لا يلتصق بجسدها بأي حال من الأحوال مغلق بالكامل، وجهها يخلو من اي مساحيق تجميل ولكنها حقا فاتنة بشكل يجعل غيرته تمنع من أن تخرج بذلك الشكل، اقترب منها يمسك كف يدها يتمتم بصوت خفيض حانق:

- كان لازم يعني تبقي حلوة أوي كدة لو حد عاكسك هقلبها مجزرة تحت، أنا لاسع وعندي برجين طايرين.


ضحكت بخفة على ما يقول تشبك كفها في كفه تخطو معه لخارج غرفة الفندق الخاصة بهم متجهين إلى المطعم، اتجه معها إلى أحدي الطاولات يجذب لها المقعد ابتسمت تجلس عليه ليدفعه قليلا للامام جلس أمامها، ليراها تنظر لساحة الرقص تبتسم، حمحم لتنظر له أخذ نفسا قويا ينظر لعينيها يهمس لها بخفوت عاشق:

- تعرفي يا لينا أنا عمري حتى ما في أبعد احلامي تخيلت اني ممكن أعيش السعادة دي ابدا.


انطفئت ابتسامتها يكسو الالم مقلتيها مدت يدها تمسك بكف يده الموضوع على الطاولة تسأله في حذر:

- زيدان أنت ليه مش عايز تحكيلي عن حياتك اللي فاتت، احنا الاتنين بنفتح صفح جديدة مع الدنيا لازم نقفل القديم ونبدأ من جديد

رفع وجهه لها لتري العذاب بعينه يصرخ في عينيه للحظات انقبض قلبها ورغبتها في أن تعرف ما حدث معها تلاشي مع الرياح، ابتسم متألما يحرك رأسه إيجابا:.


- هقولك يا لينا، هحكيلك كل حاجة لما نطلع اوضتنا...

ابتسمت تحرك رأسها إيجابا ليمسك كل منهما قائمة الطعام الخاصة به، يطلب العشاء، جاء النادل ليمليه زيدان ما يريدان، أخذ طلباتهم ورحل لتجلس هي تراقب ساحة الرقص تفكر في ماضي زيدان المجهول المخيف، لتجفل فجاءة حين رأته أمامها ينحني للامام قليلا بحركة مسرحية يبتسم في لباقة مردفا:

- تسمحيلي بالرقصة دي.


ابتسمت تحرك رأسها إيجابا تبسط كفها في كف يده الممدودة ليشدها برفق، اتجها معا إلى باحة الرقص يتناغمان على إيقاع الموسيقي، كانت تبسط كفيها على كتفيه لتلمح عينيها هناك يقف بعيدا خلف زيدان، معاذ! من جديد هنا تلك المرة لم تنتظر لتتأكد هو أم لا تركت زيدان تتحرك ناحيته بخطي سريعة شبه مهرولة تريد فقط أن تعرف لما هو هنا لما يظهر لها بتلك الطريقة المريبة المخيفة ما أن اقتربت منه اختفي، اختفي وكأنه سراب من وحي خيالها المريض، وقفت تتلفت حولها تبحث عنه بفزع خوف توتر، اجفلت تكاد تصرخ حين شعرت بيد توضع على كتفها التفت سريعا تنظر للفاعل بأعين جاحظة لتجد زيدان يقف خلفها ينظر لها قلقا يسألها متعجبا:.


- في ايه يا لينا، انتي كويسة رايحة فين بتدوري على مين

حركت رأسها نفيا تدور بعينيها في ارجاء المكان لتسخص عينيها في فزع حين رأته معاذ يخرج من باب المطعم رأته وهو ينظر لها بجانب عينيه رأته وهو يبتسم كأنه يتعمد أن تراه وقبل أن تشير له حتى كان قد غادر.


اشتعلت دقات قلبها خوفا ماذا يريد معاذ ولماذا يظهر لها بذلك الشكل هل تخبر زيدان ام فقط تتغاضي تصمت ربما هي فقك هلاوس وهو غير موجود من الأساس، اجفلت على يد زيدان تلتف حول كتفيها يردف في قلق:

- لينا شكلك تعبان تعالي نطلع ونبقي نطلب العشا في الأوضة

لفت وجهها له تبتسم شبح ابتسامة شاحبة تحرك رأسها نفيا تردف بخفوت:

- لا أنا كويسة، أنا بس شبهت على حد شبه بابا، فجريت عليه كنت فكراه هو.


لماذا تكذب لما تستمر في الكذب هي حقا لا تعلم، الأمر بسيط تخبره انها رأت معاذ، تنهدت حائرة تردف مبتسمة في قلق:

- خلينا نتعشي وبعدين نطلع

ابتسم يؤيد فكرتها ليعود بها إلى الطاولة جلست أمامه مرة أخري ليحضر لهم النادل الطعام لأول مرة تشعر بفقدان شهيتها للطعام فقط تحرك الطعام في صحنها الخاص دون أن تسمه، لاحظ زيدان شرودها وقبل أن يسألها صدح صوت انثوي يأتي من جانبهم:.


- ايه دا لينا انتي هنا، مش معقول الصدفة بتتكرر، دا نصيب اننا نتقابل.


نظر الاثنان معا لتتوسع عيني لينا في فزع تلك الفتاة الثرثارة من جديد تجلس على الطاولة المجاورة لهم بصحبة رجل عجوز مسن ملامحه وسيمة رغم كبره في السن، ترتدي ثوب اقل ما يقال عنه أنه فاضح، نظرت لينا لزيدان تتوسله بنظراتها أن يهربا وقبل أن يقدمها على اي فعل كانت تلك الفتاة تجلس على المقعد الفارغ جوار لينا تعانقها بكعنف تلتصق بها كقنديل البحر حين يلتصق بضحيته، ابتسمت لينا بحرج تشعر بالحرج من اعتصار تلك الفتاة لها، لتسمع صوت ذلك الرجل يهتف بهدوء ورزانة:.


- موني وبعدين معاكي مش هتبطلي حركات العيال دي

ابتعدت الفتاة عن لينا تنظر للرجل حانقة تبتسم في غيظ ليقترب الرجل منهم ابتسم يصافح زيدان يردف:

- مهاب المالكي، رجل أعمال أنا بعتذر جدا عن تصرف منار مراتي بس هي مندفعة شوية

ابتسم زيدان ينظر للرجل باشمئزاز سمعة منير المالكي تسبقه بأميال، صافحه يحرك رأسه إيجابا يغمغم مبتسما باصفرار:

- لا ابدا ما فيش حاجة، زيدان الحديدي ظابط شرطة.


للحظات رأي زيدان عيني ذلك الرجل تضطرب قلقا، ومن ثم عقد جبينه يجذب مقعد يجلس جوار زيدان يغمغم في عملية:

- أنت قريب خالد السويسي صاحب شركة السويسي للمقاولات، جوز بنته على ما اتذكر

تنهد زيدان حانقا ليست الفتاة فقط هي العلكة بل زوجها ايضا عاود الابتسام باصفرار يحرك رأسه إيجابا ليحرك مهاب رأسه ناحية لينا تفرسها بنظرة سريعة ليقول مبتسما:

- تشرفنا يا مدام مبروك.


ابتسمت لينا بحرج تود أن تضع يديها على أذنيها وتصرخ بصوت عالي علها تتخلص من ثرثرة تلك الجالسة جوارها تتحدث بلا توقف كراديو قديم نسي احدهم اغلاقه، رأي زيدان نظراتها المتوسلة فقام واقفا جذب لينا يلف ذراعه حول كتفيها يعتذر لهم بلباقة:

- نستأذن احنا معلش، عرسان جداد ومحتاجين نرتاح عن اذنكوا.


وقبل أن يجيب اي منهم سحب زيدان لينا وغادر، ظل مهاب وزوجته يتباعانهم حتى اختفوا من أمامهم التفت مهاب لزوجته ابتسم في خبث يغمغم:.


- زيدان الحديدي دراع خالد السويسي اليمين والشمال، خالد ما عندوش غير بنت واحدة فمعتمد على زيدان في كل حاجة، المطلوب منك يا نوني توقعي زيدان، زيدان سلمنا لخالد لو وقعتي زيدان، ساعتها زيدان هيقنع خاله أنه يشاركني في الشغل، وهندخل كل الصفقات تحت اسم السويسي وطبعا اي صفقة تحت اسم خالد وشركته ما بتتفتش اصلا فهماني يا موني.


ابتسمت منار في خبث سعيدة هي حقا تكره استعمال مهاب لجسدها كصنارة صيد تجلب له الصفقات ولكنها حقا ترغب في تلك الصفقة حركت رأسها إيجابا تتوعد للينا أن تأخذ ما هو حقها هي.


في غرفتها تجلس على فراشها تنظر لفراش شقيقتها الفارغ تبكي في صمت، اشتاقت لسارة ولوالدتها، ولعثمان منذ ما حدث له وهي لا ترغب سوي في أن تبقي جواره تشعر بالقلق عليه في كل لحظة ابتلعت لعابها بصعوبة تمسح دموعها المتساقطة رغما عنها تلتقط هاتفها ترغب في الاتصال بوالدتها، ليصدح صوت هاتفها في تلك اللحظة قطبت جبينها حين رأت رقم غريب لا تعرفه، فتحت الخط تضع الهاتف على اذنها قبل أن تنطق بحرف سمعته، هو صوته المميز نبرته الحزينة وهو يقول:.


- ايوة يا سارين أنا عثمان

عثمان! يطلبها حلم بل أبعد من الحلم، كيف ولما ومتي وكيف جاء برقم هاتفها من الأساس تسارعت دقاتها بعنف جحظت عينيها تهمس بصوت خفيض مضطرب متوتر متلعثم:

- ععثمااان، خيرر يا عثمان ااا، إنت جبت رقمي منين

مقعده المتحرم بالقرب من النافذة يمسك هاتفه في يده ينظر لسواد الليل ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيه ينظر لانعاكس صورته من خلال زجاج الشرفة الكبير المغلق ليردف متنهدا بألم:.


- مش دا المهم يا سارين، أنا عايز اقولك حاجة وارجوكي اسمعيني كويس، أنا اناني يا سارين، اناني اكتر مما تتخيلي، عيشت طول عمري اللي أنا عايزة بيحصل اللي بحلم بيه لازم يجي، كانوا فاكرين انهم كدة بيعوضوني عن غيابهم، ما كنوش يعرفوا انهم كدا بيدمروا اي اخلاق ومشاعر كويسة فيا، حتى بعد اللي حصلي أنا لسه اناني بفكر في نفسي وبس، أنا عايزك جنبي يا سارين عارفة ليه، عشان تساعديني اقف على رجلي تاني، بعد اللي حصلي بقي طيفك انتي دايما معايا عايزك انتي بس، دا مش حب أنا إنسان ما يعرفش يعني ايه حب دي انانيه مني، أنا عايز ايدك تشد ايدي عشان اقوم من على الكرسي وارجع امشي تاني، فارجوكي ارفضيني، ابعدي عني، ما تعلقيش قلبك بواحد زيي، انتي تستاهلي حد نضيف زيك يا سارين، تكوني فرحته الأولي...


تجلس على فراشها في غرفتها تتساقط دموعها بصمت تحرك رأسها نفيا تنفي كل كلمة يقولها اشتدت يدها على هاتفها تصيح فيه باكية:.


- كفاية يا عثمان، مش بإرادتي إني أحبك غصب عني، حتى بعد اللي بتقوله دا، إنت مش اناني يا عثمان ومش وحش زي ما انت فاكر، أنا وأنت اتربينا في نفس الظروف الفرق أنك ولد مسموح يعمل اي حاجة وما حدش هيحاسبه وأنا بنت حتى النفس هيحاسبوني عليه، عثمان أنا كنت باخد حبوب منوم كل ليلة عشان ما اسمعش خناقات ماما مع بابا، من وقت ما بدأت افهم الدنيا وأنا شايفاهم بيتخانقوا بيزعقوا، ماما بتعيط، بابا على طول مش في البيت، حياتي ما كنتش وردي، كرهت الجواز وقولت عمري في يوم ما هتجوز، بس غصب عني والله غصب عني قلبي حبك...


صمت، صمت طويل ساد بعد إنفجار سارين بتلك الطريقة لا يسمع سوي صوت شهقات سارين العالية، كسر الصمت بل فتت إلى فتات جملة عثمان التي نطقها فجاءة:

- تتجوزيني يا سارين

توسعت عينيها في صدمة عقدت لسانها، توقفت دقات قلبها، شلت عقلها، ليكمل هو مبتسما في ألم:.


- تقبلي تتجوزيني أنا بني آدم وحش جدا عملت علاقات بعدد شعر رأسه، ضحكات على بنات كتير، شخص اناني طماع، مشلول ما فيهوش ميزة واحدة، عايز يفتح صفحة جديدة من الدنيا معاكي، صفحة نضيفة بعيد عن كل سواد الماضي، موافقة

دون تردد حركت رأسها إيجابا تبتسم وهي تبكي جسدها يرتجف من عنف تلك الصدمة لتهمس بصوت خفيض باكي:

- موافقة بس بابا مش هيوافق.


بالطبع لن يوافق في الأساس لم يكن ليوافق على عثمان زير النساء، الآن سيوافق على عثمان القعيد زير النساء ابتسم يسخر من حاله خرجت من بين شفتيه تنهيدة حارة يتمتم:

- بصراحة عنده حق لو بنتي مستحيل اوافق على واحد زيي بأي حال من الأحوال بس أنا بردوا هحاول معاه، ما تقلقيش.


بالقرب من باب غرفة سارين يقف عمر يحمل كوب حليب كبير كان يود إدخاله إليها حين اقترب من الباب سمعها تصيح باكية تخرج كل ما يجيش في قلبها الصغير المهموم ليتذكر جملة أخيه في تلك اللحظة « بنتك محتاجله زي ما هو محتاجلها، » انتفض قلبه حزنا على صغيرته لم يكن يدري أن شجاراته مع زوجته ستحدث ذلك الشرخ العميق القاسي في نفس ابنته، منوم تأخذ منوم حتى تهرب من الواقع، أي معانة كانت تعاني وهو فقط لا يهتم سوي بحاله ونذواته، مد يده يدق باب غرفتها سمعها تهمس بتعلثم:.


- ااا دخل يا بابا

حاول تصنع الهدوء قدر المستطاع دخل إلى الغرفة يبتسم في اتساع يبحث عن هاتفها بعينيه ليجده موضوع على الطاولة الصغيرة جوار الفراش تنهد يقترب من فراشها يبتسم في حنو جلس امامها يمد يده لها بكوب الحليب يغمغم مبتسما:

- اللبن، انتي كنتي بتعيطي ولا ايه.


التقطت منه كوب الحليب تحرك رأسها نفيا سريعا تمسح وجهها بعنف ظلت عينيه تخترز قسمات وجهها الحزين المجهد البائس ليبتسم حزينا هو اقترب من جبينها يلثمه بقبلة حانية يتمتم برفق:

- حاضر يا سارين...

قالها وقام يغادر الغرفة لتقطب هي جبينها متعجبة لا تفهم ما قال والدها للتو.


في شقة شهد

يجلس حسام امام والدته يحاول اقناعها بشتي الطرق أن تعدل عن قرارها الغريب ذاك، وقف امامها يصيح متعجبا:

- أنا بجد مش فاهمك يا ماما، المفروض، المفروض يعني أن الضحية ما تبقاش طايقة تبص في وش الجاني، وانتي عيزاه يتجوزك، ليه طيب

نظرت شهد لابنها حانقة لتكتف ذراعيها ترميه بنظرة عتاب قاسية تهتف محتدة:

- انا حرة دا قراري وأنا مضربتش حد على ايده، وبعدين إنت مالك أنت، ايه دخلك في الموضوع.


رفع كلا حاجبيه متفاجئا مما تقول ليقترب منها يتمتم ذاهلا:

- يعني ايه أنا مالي، مش دا ابويا وحضرتك امي، وبعدين أنا شايف انه طلب غريب مش مفهوم، مش بحامي لحد وأنا آسف في اللي هقوله بس حرفيا بابا بيعشق مراته...

اشتعلت عيني شهد حقدا بعد جملة حسام تلك ورغبتها الدفينة تزداد شراسة نظرت لحسام غاضبة تصيح فيه:.


- أنت اتصالحت مع ابوك وجاي تقلب عليا، يا دكتور أنا بوست رجل الدكتور عشان يسيبك تعيش، ابوك كان عايز يموتك قبل حتى ما تشوف الدنيا وفي الآخر بقي دا جزاتي يا حسام، متشكرة يا ابن بطني.


قالت كلامها دفعة واحدة لتدخل إلى غرفتها تصفع الباب خلفها، تنهد حسام حائرا ساعتين واكثر وهو يحاول إقناع والدته بالعدول عن رأيها وهي لا تلين ابدااا، تقدم يقترب من غرفتها حين دق الباب، عاد اليه مرة أخري يفتحه ليجد والده يقف بالخارج ابتسم في تعب يفسح له المجال، مغلقا الباب خلفه، نظر خالد لحسام يسأله بعينيه عما حدث، ليتنهد الأخير تعبا يردف بسأم:

- ما فيش فايدة حاولت كتير مش راضية تسمع كلامي.


في تلك اللحظة تحديدا خرجت شهد مندفعة وقفت امام خالد تشهر سبابتها امام وجهه تصيح فيه:

- بص يا خالد يا سويسي أنا ما ضربتكش على ايدك وقولتلك تعالا اتجوزني بالعافية، إنت قولتلي أنا مستعد اعمل اي حاجة عشان تسامحني وأنا قولتلك شرطي مش عايز خلاص أنت حر بيني وبينك حساب هنقف فيه قدام ربنا.


بلع خالد لعابه كلمتها الاخيرة ارجفت كيانه، نظر لها غاضبا يشعر بالعجز وهو ليس بشخص عادي ليشعر بالعجز أمام امراءة، دس يديه في جيبي بنطاله يغمغم في حدة:

- أنا نفسي اعرف راسك فيها ايه هتستفادي ايه، أنا قولتلك مستعد احققلك كل أحلامك، اشمعني الطلب دا

ابتسمت في غل تكتف ذراعيها امام صدرها تهتف بنبرة قاطعة:

- والله دا اللي عندي، ومش هرجع في كلامي موافق أنت حر مش موافق أنت بردوا حر.


نظر خالد لها مطولا يحاول فقط استشفاف فيما تفكر تلك السيدة ولماذا تصر على رأيها بتلك الطريقة، شد على اسنانه يتمتم بغيظ:

- ماشي يا شهد وأنا موافق بس في السر ومن غير ما حد يعرف، أنا راجل متجوز وما عنديش اي استعداد اني اخسر مراتي

قصد جرحتها بتلك الكلمات القاسية علها فقط تتراجع عن قرارها كان متأكد انها بالطبع لن توافق ليراها ترفع رأسها قليلا تنظر لعينيه بتحدي تردف مبتسمة:

- وأنا موافقة!تبع

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل الأربعون


منذ أن صعدا إلى غرفتهم وهي تجلس بهذا الوضع على الأريكة تربع ساقيها تعود برأسها للخلف تستند به على مسند الأريكة الوثير تغوص فيه برأسها، حتى ثيابها لم تبدلها، ضحك بخفة على ما تفعل ليجلب لها أحد الأقراص الطبية المسكنة وكوب ماء، اقترب يجلس على الأريكة جوارها يغمغم بصوت هادئ:

- خدي دا هيدي الصداع شوية.


فتحت عينيها تتحرك برأسها ناحيته ابتسمت تتناول القرص من يده تبتلعه بالماء لتعاود إسناد رأسها على الاريكة من جديد تغمض عينيها ابتسمت تهمس بخفوت تعب:

- شكرا يا زيدان، حقيقي دماغي هتنفجر مش فاهمة ازاي بني آدمة يبقي عندها قدرة الرغي دي، دي بتتكلم الف كلمة في الثانية.


ضحك بخفة على ما تقول لتتوه عينيه في قسمات وجهها الهادئة وهي تجلس بتلك الاريحية وابتسامة صغيرة تعلو ثغرة تاهت عينيه في صحراء عشقها الحارة لا يجد حتى عابر سبيل ينقذه منها، فتحت عينيها حين شعرت به يطيل النظر إليها ابتسمت خجلة تهمس بخفوت:

- بتبصلي كدة ليه.


حرك رأسه نفيا بخفة لا يجد ما يقوله، فقط ابتسم اعتدل في جلسته يستند بظهره إلى ظهر الاريكة يجذب رأسها بخفة لتسكن على كتفه، ابتسمت تتنهد حائرة لتهمس له بعد لحظات:

- خطك حلو أوي

قطب جبينه متعجبا من جملتها لتتوسع عينيه فجاءو التفت برأسه لها يسألها مذهولا:

- انتي لقيتي الدفتر بتاعي

ابتعدت عنه مرتبكة اخفضت رأسها ارضا تحرك رأسها إيجابا تكاد تبكي، هل ترى سيغضب همست بصوت خفيض مرتعش:.


- ااا، اانا ما كنش قصدي افتش في حاجتك، أنا بس يوم فرحنا ما كنش جايلي نوم، فضول بدأت افتش في المكتب الصغير اللي فئ الأوضة وشوفته

الآن فقط وضح الأمر فهم سر تغير لينا من ناحيته اليوم التالي لزفافهم، بينما ابتلعت لينا لعابها متوترة، وقع الدفتر في طريقها مصدافة وحين فتحته توسعت عينيها صفحات الدفتر بأكمله لم يكن فيها سوي كلمتين

( لوليا، بحبك ).


لم تكن فقط كلمات مكتوبة بل احرف مرسومة باحترافية ومهارة عالية، زيدان يجيد رسم الخطوط العربية القديمة لم تكن تعرف، لم يخبر بها احد ربما هي موهبته السرية يحب الاحتفاظ بها لنفسه أعادت خصلاتها خلف أذنيها حركة معتادة تفعلها دائما حين تتوتر او تخجل ابتسم لها يحرك رأسه إيجابا يردف برفق:

- عجبك خطي

ابتسمت تحرك رأسها إيجابا فركت يديها تغمغم خجلة:

- اوي، ما كنتش اعرف اني شخص مهم اوي كدة في حياتك.


خرجت منه ضحكة خفيفة خافتة تحرك برأسه ينظر لقسمات وجهها الساكنة على كتفه يهمس عاشقا:

- حد مهم في حياتي، انتي كل حياتي، انتي روحي اللي من غيرها ميت

رفعت عينيها لتتصادم بمقلتيه اتحدت زرقائه بغروب عينيها القاتم كسماء صافية تخللتها أشعة العشق الحمراء القانية، لحظات طويلة نسيا الدنيا وما فيها، لتهمس هي بحذر:

- زيدان، إنت قولتلي أنك هتحكيلي عن حياتك..


عاصفة هوجاء من الألم اكتسحت عينيه رأت عرق قاتم ينفر في فكه بعنف، بلع لعابه تنهد بحرقة ليميل بجسده يضع رأسه فوق قدميها، تنهد يهمس بحرقة يقص عليها معاناة ماض لم ينساه ابدا:.


- ابويا لما مات او استشهد كان عندي وقتها سبع سنين مالحقتش اشبع منه، كنت لسه طفل صغير كانت شايف أمي منهارة عياط، لمدة طويلة سنة تقريبا كان حياتنا أنا وأمي هادية كانت أمي ما بتخرجنيش من حضنها كنت دايما اسمع منها أنت عوضك ربنا، كل دا اتقلب في لحظة، لحظة عمري ما هنساها، يوم ولادتك كان نفس حفل تكريم ابويا، واحنا راجعين في الطريق وقفت قدامنا عربية

Flash back.


خرجت لوجين من المستشفي بصحبة زيدان الصغير ركبت سيارتها متجهه إلى منزل والدها لتجد سيارة تسد عليها الطريق

نزلت من سيارتها تنظر للفاعل بغضب لتجد رجل طويل القامة مفتول العضلات ذو نظرات حادة ثاقبة: لوجين رفعت محفوظ، ارملة المقدم زيدان الحديدي

هزت رأسها ايجابا بدهشة ليمد الرجل يده ليصافحها مبتسما بخبث: معتز السروجي

Back

تنهد يزفر انفاسه الحارة بحرقة يكمل متألما:.


- معتز السروجي، اسم ظهر فجاءة وبدأت يتكرر كتير في حياتي بقي بيجي عندنا كل يوم تقريبا، دايما جايب معاه لعب وهدايا، يقولي يا حبيبي أنا زي بابا، كنت بخاف منه اوي نظرة عينيه كانت بترعبني، امي اللي ما كنتش بتخرج من البيت، ما بقتش بشوفها خالص، على طول برة او بتتكلم معاه في التيلفون وبتضحك، لحد ما في يوم لقيتها جاية تقولي، زيدان يا حبيبي أنا وعمو معتز اتجوزنا، عمو معتز هيبقي بدل بابا.


لسه فاكر الابتسامة اللي كانت على وشه ابتسامة شيطان، شوفت ايام اسود مما تتخيلي، كان دايما بيقولي أنا بكره ابوك وهطلع كرهي ليه فيك، خدنا وسافر برة مصر عشان خيلاني ما يعرفوش يمعنوه من اذيتي، لما سافرنا اقنع مراته أنه يرميني في مدرسة داخلي، لما روحت المدرسة كان الكل بيعاملني معاملة بشعة، اللي عرفت بعد كدة أنه كان بيدفع فلوس للمشرفين عشان يضربوني، وما يدونيش اكل، في عز التلج ما كنش عندي ادفي، لحد لحد.


ارتجفت حدقتيها بعنف يتذكر تلك الحادثة البشعة التي مر بها لتنهمر دموع قاسية عنيفة من مقلتيه وصوت صرخات طفل صغير يدوي في رأسه:

- لااااا أبعد عني الحقوني حد يلحقني يا ماااامااا

انتفض على يد لينا تمسد على شعره برفق تسأله بألم مشفقة على حاله:

- لحد ايه يا زيدان

حرك رأسه نفيا يمسح دموعه بعنف لن يخبرها بتلك الحادثة البشعة ابدا، لالا لن يفعل شد على اسنانه يكمل ما يقول:.


- صعبت على مشرف من المشرفين وعرف يوصل لابوكي، وقاله على اللي بيحصلي بعدها بيوم تقريبا لقيت ابوكي، اللي فاكره كويس أن ابوكي خير لوجين هانم بين انها تختارني او تختار جوزها، فاختارت جوزها ومن ساعتها وأنا عايش عندكوا ضيف رخم

حركت رأسها نفيا بعنف تنساب دموعها تغرق وجهها تحرك يدها على رأسه برفق تهمس له بنبرة خافتة حانية:

- أنت عمرك ما كنت ضيف رخم يا زيدان أنت عارف بابا وماما بيحبوك قد ايه.


رفع رأسه يعتدل في جلسته ينظر لمقلتيها يتمتم مبتسما في ألم:

- طب وانتي، من ضمن اللي بيحبوني...

ابتسمت تفرك يديها متوترة تحاول الا تنظر لعينيه ماذا تقول تحبه تكرهه هي بذاتها لا تعلم مشاعرها مبعثرة كأنها في دوامة متاهةة لا مخرج تتخبط فيها بين عشق وخوف بلعت لعابها تهمس بصوت خفيض متوتر:

- أنا ما بكرهكش يا زيدان، أنا ليا ذكريات كتير حلوة معاك، لولا بس اللي كنت عايز تعمله.


قطعت كلامها حين امسك بذراعيها نظرت له سريعا لتراه ينظر لمقلتيها يردف سريعا بتصميم:

- والله أنا ما عملت حاجة، مش أنا يا لينا صدقيني، أنا كنت متصاب اصلا من اللي حصل قبلها مش أنا، والله مش أنا

قطبت جبينها تنظر لعينيه ترى الصدق يصرخ فيها كأنها يخبرها فقط استمعي له ولكن كيف هو ليس هو، لا تفهم شيئا، ابتسمت متوترة تحرك رأسها إيجابا لتتملص من بين ذراعيه تهمس متوترة:

- أنا هروح أنام تصبح على خير.


تحركت تود الذهاب للداخل لتشعر بيده تقبض على رسغها برفق نظرت له سريعا وقبل أن تعي ما يحدث كان يضمها له يدفنها بين اضلاعه، يهمس لها بشغف:

- أنا فتحتلك كل جروحي القديمة عشان عايز أبداء معاكي صفحة جديدة من الليلة نرمي اي ماضي مهما كان صعب بعيد عننا، أنا وانتي بس صفحة بيضا مع الدنيا، تقبلي تبقي مراتي وروحي وكل حياتي، ونكمل جوازنا.


توسعت عينيها تشعر بخافقها يكاد ينفجر من عنف دقاتها المتوترة المرتبكة لم ترفض همست بصوت خفيض:

- موافقة نفتح صفحة جديدة مع الدنيا ونرمي الماضي ورا ضهرنا

توسعت ابتسامته لتشهق فجاءة حين حملها بين ذراعيه نظرت له متوترة وجله لتري ابتسامته تتسع يهمس في عبث:

- نسيتي أهم جملة في كلامي، ونكمل جوازنا

قالها ليدخل بها إلى غرفتهم صافعا في وجوهنا جميعا.


على فراشه تنتظره تمسك بكوب قهوة ساخن وكتاب عن علم النفس تقرأ فيه، تنظر للساعة بين حين وآخر لما تآخر كل تلك المدة، صوت الباب حين انفتح جعلها تنظر سريعا ناحيته ابتسمت حين رأته يدخل إلى الغرفة لتختفي ابتسامتها حين رأت ملامح وجهه المجهدة التعبة، وقبل أن تنطق بحرف اقترب منها يهرول في خطواته يلقي نفسه بين احضانها يختبي في جوف قلبها يخبي في جوا روحها الحانية علها تحنو على قلبه المجهد المثقل هما والصمت ثالثهم لحظات طويلة من الصمت المخيف أرادت أن تنطق بحرف لتكسره، ولكن فجاءة توسعت عينيها في ذهول حين سمعت صوت بكائه، خالد يبكي بين أحضانها يشدد على عناقها كطفل صغير بين أحضان امه، لحظات وبدأ صوت بكائه يعلو حرفيا كان ينتحب كطفل ضائع خائف مشتت، ضمت رأسه بعنف لصدرها تسأله بلوعة:.


- خالد أنت بتعيط، خالد مالك يا خالد

شعرت بيديه تعتصران جسدها يدفن روحه بين ثنايا روحها سمعت صوته المتألم من بين شهقاته العنيفة:

- سامحيني يا لينا، عشان خاطري سامحيني، كنت فاكر أن الدنيا هيرحمني لما شعري يشيب، بس كنت غلطان كل ما اكبر المصايب بتكبر، أنا آسف حقك عليا، آسف والله آسف

حركت رأسها إيجابا لا تفهم لما عليها ان تسامحه شددت على عناقه تهمس له سريعا بولعة:.


- مسمحاك يا حبيبي والله مسمحاك، عشان خاطري ما تحرقش قلبي عليك يا خالد في اي

مصايب ايه اللي حصلت طمني يا حبيبي

لم يستجيب لاي امر بالكلام فقط يحرك رأسه نفيا ابتعد عنها يعتدل جالسا يميل ناحيتها يقبل جبينها قبلة طويلة تساقطت معها ما بقئ من دموعه المتمردة يهمس لها بألم:.


- آسف على كل اللي عملته فيكي، آسف على كل جرح كنت السبب فيه، لو بس تعرفي أنا بحبك قد أيه، أنا تعبان يا لينا وحضنك هو دوايا الوحيد بحلفك بغلاوة كل لحظة حلوة بينا ما تخرجيني من حضنك ابدا

خالد ينهار تلك الجملة الوحيدة التي تتردد في عقلها، انتفض فؤادها ينبض ذعرا عليه انتفضت تقبض على سترته تسأله فزعة متلهفة وجلة:.


- مالك يا خالد في اي يا حبيبي، عشان خاطري ما تعملش كدة، أنا مسمحاك مسمحاك من زمان بس ما تعيطش وحياتي عندك ما تعملش كدة

نظر لها مطولا لتمد يديها تمسح وجهه بحنو تهمس له:

- عشان خاطر بسبوستك حبيبتك اضحك...

ابتسم ابتسامة صغيرة ينظر لها ممتنا اراح رأسه على صدرها يخرج تنهيدة حارة من بين طيات قلبه المثقل بالهموم يهمس لها عاشقا:

- بحبك يا أحلي حاجة في عمري وهفضل احبك لحد ما يخلص عمري.


في غرفة مايا تتحرك هنا وهناك تنظر من شرفة غرفتها قلقة عليه منذ الصباح وهو لم يعد، أين ذهبت ولما تأخر تكاد تموت قلقا عليه، توسعت ابتسامته تنظر بتلهف لسيارته التي وقفت في حديقة منزل عمها، خرجت سريعا من الغرفة تنتظره في الممر تبحث عنه بعينيها بتلهف، لتراه يقترب يلقي سترة حلته فوق كتفه ازرار قميصه معظمها مفتوح ملامحه مجهدة حزينة شاحبة يتحرك بخطي متخبطة متعبة، ابتسم ساخرا ما أن رآها وقف امامها يلقي سترته على عضده يتمتم متهكما:.


- ايه يا عروسة صاحية لحد دلوقتي ليه كنتي بتكلمي العريس

ألمتها نبرة السخرية في صوته، يحبها وتري ذلك في عينيه نظرت لمقلتيه تتحداه بنظراتها الغاضبة تهمس له بغيظ:

- في ايه يا أدهم، أنت ليه بقيت بتعاملني بالطريقة دي.


احتقنت الدماء في عينيه وصورتها وهي تبتسم لذلك العريس تشتعل امام عينيه لم يشعر بنفسه سوي وهو يجذبها يدخل بها إلى غرفتها يغلق الباب عليهم صدم ظهرها بعنف بالباب المغلق الذي اوصده جيدا بالمفتاح، جسده يرتعد من شدة ما يعصف بروحه من غضب وقهر وعشق مؤلم يستنزفه، شد على قبضته يطحن أسنانه يهسهس حانقا:

- عايزة تعرفي في ايه، أنا بحبك ومن زمان، من زمان اووووي، أنا مش اخوكي يا مايا ولا عمرك كنت.


اتسعت ابتسامتها ليقطب جبينه متعجبا ذلك لم يكن رد الفعل الذي توقعه تماما لتفجأه حين ارتمت في صدره تحاوط عنقه بذراعيها تهمس في سعادة:

- ياااااا اخيرا يا اخي نطقت دا أنا كنت قربت انتحر، أنا عارفة انك مش اخويا ومن زمان اوي، أنا كمان بحبك، بحبك اوي يا أدهم

توسعت عينيه تشتعل غضبا تعلم، تعلم كانت تعلم طوال تلك المدة الماضية أنه ليس شقيقها ابعدها عنه يمسك ذراعيها يسألها مذهولا في حدة:.


- يعني ايه عارفة ومن امتي وازاي بتقولي انك بتحبيني أنا مش فاهم.


بلعت لعابها تنظر متوترة اخفضت عينيها تخبره بحقيقة مشاعرها ناحيته منذ القدم وتأكدت منها حين سمعت والدها مصادفة يتحدث مع عمها عن انه ليس شقيقها، ونصائح صديقتها بأن تجعله ينفجر ويعترف لها، صمتت ما أن انتهت لحظات طويلة لتسمع بعدها ضحكاته تعلو، ضحكات خالية من الضحك مشبعة بالألم والغضب، امتعضت ملامحها ألما حين شعرت بكفيه تكاد تعتصر ذراعيها رفعت وجهها تنظر له متألمة لتري ملامح وجهه تتوحش غضبا يهمس بصوت حاد غاضب مغتاظ حانق:.


- يعني عارفة، من زمان وبتلعبي بمشاعري عاجبك العذاب اللي كنت فيه مش كدة، لا ومش بس كدة رايحة تتخطبي لواحد تاني عشان تغظيني، بتسمعي نصايح صاحبتك وعيزاني انفجر، اديني انفجرت، لو تعرفي أنا كنت بعمل ايه عشان ابعد نفسي عنك وأنا شايفك بتكبري قدام عينيا يوم ورا يوم، عيزاني انفجر انتي حقي يا مايا ومش هسمح لحد ابدا ياخد حقي مني، حق عذابي سنين هاخده منك دلوقتي حالا...


قالها بهسيس مرعب مخيف لتتوسع عينيها فزعا لم تفهم ماذا يقصد الا حين شعرت له يحملها فجاءة بين ذراعيه متجها بها إلى الفراش، حاولت الصراخ ليكمم فمها سريعا ينظر لها في غضب نظرة شيطانية تخبرها ان القادم أسوء.


في غرفته يتمدد على فراشه في الظلام يبحث بين صوره عنها، تلك الصور التي يلتقطها لها على غفلة وهو يراقبها كل يوم وليلة أينما ذهبت هي حقه وهو لن يتنازل عنه مهما اعترض والده، بحث في هاتفه عن صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي ليجد صورة لها وهي ترتدي فستان انيق، تلك الصورة في عيد ميلاد لينا، يتذكر فستانها جيدا، اشتعلت دمائه الغاضبة من الأساس يشعر بالغيرة تنهش قلبه ليدخل على المحادثات بعث لها رسالة غاضبة:.


- شيلي صورتك من على الفيس احسنلك

لحظات واتاه الرد شعر بارتجافة احرفها وهو يقرأه:

- لو سمحت يا دكتور حسام مالكش دعوة بحياتي والا والله هقول لعمي وهو هيتصرف معاك

ابتسم حسام غاضبا يحرك يده على الأحرف بعنف يرسل لها:

- انتي فكراني هخاف شيلي صورتك لهتلاقيني تحت بيتكوا دلوقتي

حظرته من المحادثة دون رد، لتشتعل عينيه غضبا جعله يقفز من فراشه يلتقط مفاتيح سيارته وهاتفه عازما على الذهاب إليها الآن وحالا...


انتهت مهلة ثباته الزائفة تنصل عقله من اي شئ لا منطق لا صلة لا تعقل لا يري امامه سوي شريط عذابه يوما بعد وهي تكبر امام عينيه من طفلة ساذجة صغيرة إلى فتاة شابة بها من الانوثة ما يطيح بثبات القديس، كانت تعرف إذا، تعرف وتتلذذ بعذابه، تراه ينهار وتقف هي تضحك في الزاوية، لم يكن يفكر في شئ سوي في امتلاكها، ان يشبع روحه بتلك الوجبة الدسمة التي طالما تمناها، ثمرته المحرمة بين يديه وحان وقت التهامها، عملت يسراها على ابقاء فمها مغلقا، بينما تحاول يمناه بوحشية تمزيق تلك الملابس، وهي تتلوي بعنف تنظر له مذعورة تبكي تنهار دموعها بلا توقف، لا تصدق أن أدهم يحاول اغتصابها، توقفت عن المقاومة سكن جسدها تماما ليقطب جبينه يرفع وجهه اليها ليراها تترجاه بنظراتها، أزاح يده ببطئ من فوق فمها ليسمعها تهمس بجملة واحدة:.


- عشان خاطر بابا يا أدهم.


جحظت عينيها وصورة حمزة تنفجر فجاءة أمام عينيه، حمزة ابيه الشخص الذي انتشله من دار الأيام، لم يقرف في معاملته يوما بينه وبين ابنته، من جعل له اسم ومكانة وشأن يكن هذا رد جميله يحاول اغتصاب ابنته، انتفض بعنف يرجع بظهره للخلف، سقط على ظهره ارضا بقسوة ينظر ناحيتها مذعورا خائفا كأنها وحش مخيف يعود للخلف يحاول الابتعاد عنها إلى أن ارتطم ظهره بعنف بالحائط خلفه أخفي وجهه بين كفيه يتنفس بعنف، اغمض عينيه يشد عليهما كاد أن يخون ثقة والده يطعنه في ظهره بعد ما كل ما فعله له ادمعت عينيه يشعر بالخزي والعار من نفسه، لحظات ساعات دقائق قبل أن يرفع وجهه لها، رماها بنظرة اشمئزاز واحتقار من حاله قبل حالها، وقف يسمح دموعه بعنف نظر لها يتمتم في سخرية:.


- اللي حصل من شوية تنسيه ما حدش هيصدقك اصلا لو حكيتيه أنا لو ندمت على حاجة في يوم، يبقي أندم على أن في يوم حبيتك، انتي من اللحظة دي، اختي حبيبتي وأنا بنفسي اللي هسلمك لعريسك، تصبحي على خير

قالها ليخرج من الغرفة يغلق الباب خلفه في هدوء، لتنكمش هي تضم ركبتيها لصدرها تضع يدها على فمها تكبح صوت بكائها العنيف...


وقف بسيارته أسفل منزلها، ابتسم في خبث يلتقط مجموعة الاوراق الموضوعة في السيارة.


عدل من وضع تلابيب قميصه الأسود ليأخذ طريقه عبر المصعد إلى الأعلي لا يزال يحفظ رقم الطابق جيدا لحظات في المصعد إلى ان وصل إلى الطابق المحدد بخطي واثقة واسعة اخذ طريقه إلى باب المنزل، دق الباب ثلاث دقات متتالية وانتظر، فقط دقيقة وابتسم في أدب حين رأي تلك السيدة «زوجة عمه » تفتح الباب، قطبت جبينها متفاجأة ما أن رأته ليبتسم في هو لباقة حمحو يردف بتهذيب:

- احم مدام تالا مش كدة...


حركت تالا رأسها إيجابا متعجبة حقا لا تفهم أليس هو الطبيب الذي احضره عمر لابنتهم دب القلق في قلبها لما هو الآن بلعت لعابها تسأله:

- ايوة، خير في إيه

ابتسم في لباقة ابتسامة ساحرة صغيرة يقبض على الاوراق في يده يغمغم في مرح باهت:

- طب هنتكلم على الباب دا أنا جاي من مشوار بعيد، هما كلمتين مش أكتر.


ابتسمت تالا في حرج تفسح له المجال ليدخل، دخل لتتحرك خلفه بعد أن تركت الباب مفتوحا تحسبا لاي حركة مباغتة منه، ارشدته إلى غرفة الصالون ليجلس، جلس وجلست على مقعد قريب منه ابتسمت تسأله متعجبة:

- خير يا دكتور في ايه

ابتسم حسام في بشاشة يشير لنفسه مردفا:

- حسام، اسمي حسام، أنا كنت جاي ادي الآنسة سارة الورق بتاعها

أوراق! رددتها تالا في عقلها متعجبة عن اي اوراق يتحدث حمحمت تعاود سؤاله مرة أخري:.


- ورق ايه معلش مش فاهمة

وضع الأوراق على الطاولة يحافظ على ابتسامته اللبقة يردف في هدوء:

- ابدا من كام يوم كنت معدي بالصدفة في شارع قابلت سارة بنت حضرتك وكان في شاب بيعاكسها، موقف جدعنة ليس اكتر، دافعت عنها ووصلتها الدرس، وهي نسيت الملازم في العربية.


حركت تالا رأسها متفهمة سارة أخبرتها ما حدث أن الطبيب انقذها من شاب غازلها بوقاحة واوصلها لمحاضرتها ولكنها لم تسرد لها كافة تفاصيل ما حدث، ابتسمت تالا في امتنان تحرك رأسها ايجابا مردفة:

- ايوة صح، سارة قالتلي على اللي حصل، انا متشكرة جداا يا دكتور، دي تاني مرة تقريبا تساعد فيها سارة، حقيقي احنا عاجزين عن الشكر، ثواني اناديلك سارة تاخد الورق، بس قولي الأول قهوتك ايه.


ابتسم في اتساع وعينيه تلمع بنظرة انتظار مظفرة، يغمغم في رحابة:

- مظبوط!

ابتسمت تالا تحرك رأسها إيجابا لتخرج من غرفة الصالون بينما ظل حسام جالسا محله عينيه تتربصان بباب الغرفة، كأسد ضاري يتربس بفريسته وها هي الفريسة جاءت بقدميها، تقف امامه عند باب الغرفة تنظر ناحيته كأنه وحش مخيف سيأكلها في قطمة واحدة، دخلت إلى الغرفة تفرك يديها متوترة تحاول التقاط أنفاسها الضائعة، بلعت لعابها الجاف تهمس متلجلجة:.


- مممساء الخير، شششكرا على الورق

لم تسمع منه رد ولو بحرف واحد رفعت عينيها تحاول اختلاس النظر له لتشهق مفزوعة حين رأته في لحظة يقف امامها اشهر سبابته بالقرب من فمه يجذبها بعيدا عن باب الغرفة ابتسم في شر يهمس لها متوعدا:

- هشششش، مش قولتلك شيلي الصورة احسنلك، فكراني هخاف من عمك، بتعمليلي أنا بلوك، اديني جوا بيتك، صدقتي كلامي.


حركت رأسها إيجابا سريعا بلا توقف تضع يدها على فمها تنظر له مذعورة لينظر هو في لمحة سريعة ناحية باب الغرفة ليتأكد أن المكان فارغ وزوجة عمه لا تزال في المطبخ، ابتسم في خبث يعاود النظر لسارة يردف مستسمعا:

- تشيلي البلوك، وتشيلي صورتك الحلوة يا حلوة، واللي اقوله يتنفذ بالحرف، المرة الجاية مش أنا اللي هاجي، انتي اللي هتجيلي فاهمة، وابقي سلميلي على عمك خالد.


قالها جملته الاخيرة في تحدي ساخر ليعود إلى مكانه جلس على الأريكة لحظات ووجد تالا

تدخل إلى الغرفة تحمل كوب قهوة وضعته امامه نظرت لابنتها التي تقف بعيدا لتقف جبينها متعجبة:

- ايه يا سارة واقفة بعيد كدة ليه، مش تسلمي على دكتور حسام، وتاخدي الورق بتاعك

ظلت سارة واقفة مكانها كأن قدميها التصقت في الأرض بغراء حاد، لتحمحم تالا في حرج نظرت لحسام تتمتم:

- معلش يا دكتور اصل سارة خجولة شوية.


ابتسم حسام في لباقة يحرك رأسه إيجابا لتأخذ تالا الاوراق تعطيها لابنتها، بينما التقط حسام كوب القهوة فقط رشفة واحدة ووضعه مكانه وقف مد يده يصافح تالا يردف مبتسما في حرج:

- أنا طبعا بعتذر على الزيارة المتأخرة دي بس يادوب خلصت شغل وجيت، قولت يمكن آنسة سارة تبقي محتاجة الورق، بعتذر مرة تانية...

صافحته تالا تبتسم بدورها محرجة تردف:.


- لا ابدا يا دكتور حضرتك شرفتنا، وحقيقي شكرا على مساعدتك لسارة اكتر من مرة.


استأذن حسام يغادر، قبل أن يرحل وجه لها نظرة متوعدة تنذرها بالاسوء أن لم تنفذ ما يقول، لتفر إلى غرفتها توصد بابها، استندت على الباب المغلق تتنفس بعنف دقات قلبها على وشك أن تنفجر خوفا من ذلك الشاب وحديثه الغريب، والشبه المحير بينه وبين عمها، التقطت أنفاسها الخائفة لتتوجه إلى الفراش تندث تحت اغطيته كطفل صغير رأي شبحا مخيفا ويهرب منه، ادمعت عينيها تحتضن جسدها تحاول أن تُشعر نفسها بالأمان تفتقد سارين دائما ما كانت تحنو عليها في تلك الأوقات العصيبة ولكنها الآن بمفردها!


في صباح اليوم التالي، في شركة السويسي للمقاولات، يجلس عمر خلف مكتبه من المفترض أنه يطالع اوراق الصفقة أمامه ولكن عقله في مكان آخر سافر بعيدا حيث المجهول عثمان اتصل به ليلة أمس يطلب منه، يد ابنته للزواج التمس في نبرة صوته الرجاء، الضغف، الانهزام، يتذكر آخر عبارة قالها عثمان قبل أن ينهيا المكالمة:

- طبعا حضرتك ليك كامل الحق أنك تجوز حضرتك لشخص سليم مش عاجز مشلول، صدقني هيبقي ليك كل الحق لو رفضت.


تنهد يزفر في حيرة، سارين وعثمان علاقة معقدة هو حقا لا يفهمها ابنته طفلة كيف يخاطر بها، ولكن ما فعلوه هو ووالدتها بالطفلة يحتاج لترميم لتعد كما كانت طفلة من جديد، تنهد حائرا يخلل أصابعه في خصلات شعره بعنف، ليرفع سماعة الهاتف يردف بجملة واحدة:

- تعالي يا تالا عايزك

قالها ليغلق الخط، لحظات وسمع صوت الباب يدق ودخلت تالا وقفت بالقرب من المكتب ترفع رأسها قليلا في إيباء تردف في عملية جافة:.


- خير يا مستر عمر

ابتسم عمر يآسا يشير بعينيه للمقعد المقابل لمكتبه يغمغم بحذر:

- اقعدي يا تالا في موضوع مهم عايز اتكلم معاكي فيه بخصوص سارين

توسعت عيني تالا ذعرا على ابنتها، الا يكفيها سارة التي بالكاد تتعافي حالتها تزداد غرابة ولا تعرف لما، والآن سارين اقتربت بتلهف من المكتب تنظر لعمر بشراسة تصيح في حدة خوفا على ابنتها:

- مالها سارين يا عمر، صدقني لو اذيت البنت او عرفت أن حصلها حاجة بسببك هقتلك.


ابتسم عمر معجبا بشراسة زوجته في الدفاع عن ابنتهم ليعود بظهره إلى ظهر المقعد يكتف ذراعيه امام صدره يردف في سآم:

- خلصتي خلاص اتفضلي بقي اقعدي، عشان اقولك اللي حصل.


نظرت تالا لعمر في غيظ، لتجلس على المقعد تنظر له باهتمام تلك المرة حين بدأ يقص عليها جل ما حدث في الفترة الماضية، لتتوسع عيني تالا في صدمة ابنتها تحب عثمان منذ متي وكيف لم تلاحظ!، لينا كانت محقة حين اخبرتها أن علاقتها بابنتيها علاقة رسمية تفتقر إلى روح الصداقة والأمان، بلعت لعابها الذي جف فجاءة من الصدمة تنظر لعمر مذهولة تحرك رأسها نفيا بعنف:.


- لا طبعا مستحيل اوافق على الهبل دا سارة لسه صغيرة من ناحية، ومن الناحية عثمان، مش كفاية اخلاقه اللي ما يعلم بيها الا ربنا، كمان بقي عاجز مشلول، لالالا أنا مش موافقة ومستحيل اوافق

قبل ان يجيب عمر صدح صوت هاتف تالا المحمول نظرت له لتعاود النظر لعمر حمحمت تبتسم في اصفرار:

- هرد على سارة ثواني عشان هتلاقيها جت برة

توسعت ابتسامته تلمع عينيه بتلهف يسألها سريعا بشوق:

- سارة برة بجد.


قلبت تالا عينيها في سخرية، نظرت له تتمتم في جفاء قاسي:

- ما البركة فيك، عقدت سارة وخدت سارين، البنت بقت بتترعب تقعد لوحدها فس الشقة.


تأكد عمر في تلك اللحظة من تلك المقولة أن الكلمات لها مفعول الرصاص وربما أشد قسوة منه، كور قبضته يشد عليها ليري تالا تخرج من الغرفة اتجه سريعا إلى حائط الغرفة الزجاجي المطل على غرفة تالا يزيح ستارة الأسود المخملي، لتظهر ابنته سارة تقف بالقرب من والدتها تبتسم ابتسم في ألم ينظر لطفلته بحسرة، لم يستطع كبح زمام قلبه، خرج من الغرفة مهرولا اليها، وقف خلف تالا لتجحظ عيني سارة في ذعر ما أن رأته وضعت يدها على فمها تنساب دموعها في جزع، لتنظر تالا خلفها سريعا احتدت عينيها غضبا ما أن رأت عمر لتصيح فيه بحدة:.


- عمر لو سمحت اتفضل ارجع مكتبك، أنا كلها شوية وهاخد البنت وامشي...

وقف ينظر لابنته قي شوق يتخلله ألم يعتصر خلجات قلبه من مشهد طفلته المذعورة، نظر لتالا في غيظ ليعاود النظر لابنته اشار إلى بقعة فارغة على الأرض امامه كتف ذراعيه يغمغم في حدة:

- سارة تعالي هنا...

حركت رأسها نفيا تقف خلف والدتها تتعلق بذراعها من الخلف لتضطرب حدقتي تالا من غضب عمر المفاجئ، وقبل أن تنطق بحرف صدح صوت عمر عنيفا مخيفا:.


- تعالي يا سارة.


نظرت سارة في ذعر تتوسل والدتها لتري القلق والتوتر يسود عيني والدتها، اقترب بخطي مرتجفة من تلك البقعة الفارغة تتصارع دقات قلبها ذعرا الا يكفيها حسام والآن والدها، ما إن وقفت في تلك البقعة، شعرت بيد والدها تجذبها خلفه إلى مكتبه يوصد الباب عليهم فء لمحة لتتوسع عيني تالا في فزع هرولت خلفه، تحاول فتح الباب، لتنظر سريعا من خلال زجاج الغرفة تراقب بفزع ما يحدث، تالا تقف كجرذ مرتعد ليس فقط خائف أمام والدها، تبكي ترتجف، ليقترب عمر منها جذبها إلى أن جلست على أحد المقاعد ليجلس على ركبتيه أمامها اتسعت عيني سارة تنظر لما يفعل والدها مذهولة، جذب رأسها يقبل جبينها، نادما حزينا، لحظات هيئ لها أن رأت والدها يبكي!، لالا بل انها حقيقة تأكدت منها بعينها حين رأت دموع تتساقط من عيني والدها ظل صامتا للحظات ليخرج صوته ذبيحا باكيا:.


- سامحيني يا بنتي أنا آسف حقك عليا يا سارة، كنت معمي والسكينة سرقاني، ومصدوم، عارف إن الغلط كله غلطي، أنا اللي اهملتكوا، أنا اللي سمحت لعيل صايع دا يدخل حياتك، أنا اللي دخلت الحية في حياتنا بإيدي، سامحيني، أنا عارف إن اللي عملته في حقك صعب، ذنب لا يُغتفر، أنا آسف والله آسف سامحيني يا بنتي، ما تبصليش بالرعب نظراتك بتكوي قلبي، عشان خاطري يا سارة سامحيني يا بنتي.


ظلت تنظر لوالدها لحظات طويلة تبكي في صمت، يمر امام عينيها مشهدها وهو يصفعها يجرها بعنف من خصلات شعرها، اجهشت في بكاء مرير، لتري دموع عمر تزداد انهمارا ينظر لها يرجوها فقط أن تسامحه، إلى هنا وبلغ بها الضغف مبلغه تحتاج إلى من يشد من ازرها من يشعرها بالأمان، من يخلصها من ذلك المدعو حسام وذلك الرعب الذي يحيطها به، القت بنفسها في صدر عمر تبكي تنفجر باكية ليبتسم في سعادة تتخل دموعها شدد على احتضانها لتلف ذراعيها حول رقبته بعنف تهمس من بين شهقاتها العنيفة:.


- أنا خايفة، خايفة اوي

كلمتها اغترزت في قلبه كوتد حاد النصل شدد بعنف على احتضانها يمسد على خصلات شعرها يهمس لها مترفقا:

- اوعي تخافي لأي سبب يا سارة، لاء مني ولا من اي من مكان، ما تخافيش اي حد يحاول بس يدوسلك على طرف، قوليلي وأنا اشيلك اسمه من على وش الأرض

ابعدها عنه يمسح دموعها بكفيه لثم جبينها بقبلة حانية يبتسم في حنو:

- مسمحاني

بلعت لعابها تنظر له للحظات لتخفض رأسها إيجابا تهمس له بخفوت:.


- بس لسه خايفة منك

على الأقل سامحته وقريبا سيزيل حاجز الخوف بينهما ربط على وجنتها برفق، ليتحرك يفتح باب الغرفة دخلت تالا تنظر لابنتها، لا تنكر تشعر بالغيرة لأنه استطاع أن يجعل سارة ايضا تسامحه، والارتياح لتخطي ابنتها ذلك الحاجز، جلست تالا على المقعد المقابل لابنتها تبتسم لها ليجذب عمر مقعده يجلس بالقرب من ابنته لف ذراعه حول كتفها يسند رأسها على صدره يحادث تالا في تروي:.


- دلوقتي هنقول ايه للعريس المتقدم لتالا

ما إن انهي جملته سمع صوت شهقة قوية من سارة التي انتفضت تنظر لوالدها في صدمة تحرك رأسها نفيا بعنف تردف سريعا بتلعثم:

- عريس، لاء طبعا ماي ينفعش سارين مش هتوافق، اصل سارين

وصمتت لم تجرؤ أن تقول لوالدها تحب عثمان، ابتسم عمر يعبث في خصلات شعرها برفق يردف مبتسما:

- سارين بتحب عثمان، أنا عارف كل حاجة يا سارة، والعريس اللي متقدم لسارين هو نفسه عثمان.


توسعت ابتسامة سارة تلمع عينيها فرحة لأجل شقيقتها لتردف سريعا بتلهف:

- بجد والله، دي سارين هتفرح اوي، اصلا سارين كانت مقررة انها عمرها ما هتتجوز ابدا، الا لو كان عثمان

نظر عمر لتالا نظرة معناها اخبرتك من قبل، عاود عمر النظر لابنته يردف مبتسما:

- سيرو، روحي يا حبيبتى الكافتريا هاتي عصير وكيك.


فهمت سارة أن والدها يرغب في التحدث مع والدتهم بمفردها حركت رأسها إيجابا لتخرج من الغرفة بهدوء تغلق الباب خلفها لينظر عمر لتالا يتنهد حائرا:.


- يا تالا أنا محتار أكتر منك سارين لسه صغيرة، بس انتي ما تعرفيش حالتها من ساعة ما عثمان حصله اللي حصل منهارة كلمة قليلة، أنا مش مقتنع بالجوازة دي ابدا، تالا احنا آذينا البنات اكتر مما تتخيلي كل واحد فينا كان بيفكر بانانية وخصوصا أنا، كنت بجري ورا سراب، هي امتحانات الثانوية امتي

تأثرت تالا بكلماته وخاصة حديثة عن ابنتيها تعلم أنها اخطأت وبشدة وها هي تدفع الثمن حمحمت تهمس بخفوت مخزي:.


- بعد بكرة وهتفضل 3 أسابيع

جذب عمر مقعده ليصبح أمام تالا مباشرة نظر لها مطولا كأنه يراها للمرة الأولي، احمق ضيع جوهرته الثمينة من بين يديه، حمحم يهتف في جدية:.


- طيب نتفق اتفاق، ارجعي أنتي وسارة البيت، خليكي جنب سارين لو قدرت في الفترة دي تتجاوز صدمة عثمان وترجع لحياتها الطبيعية، يبقي خلاص تمام، ما تجوزتهاش ساعتها يحلها ربنا بقي، وأنا اعتبريني ضيف مش هضايقك ابدا، أنا بس مش عايز اشوف بناتي مدمرين كدة يا تالا

اقتنعت بكلامه ولكن يبقي جرح أنوثتها فيه حي ينزف نظرت له تتمتم ساخرة:

- هنقعد تحت سقف واحد واحنا مطلقين

ابتسم عمر في هدوء ليردف باريحيه:.


- انتي لسه في عدتي يا تالا ولا ناسية، أنا رديتك لعصمتي يا تالا

انتفض قلبها بعنف اثر جملتها لتنظر له سريعا بحدة، هبت واقفة تنظر له بغيظ ومقت تصيح فيه غاضبة:

- أنا لو كنت هرجع بيتك تاني هيبقي عشان بناتي مش اكتر، أنت خلاص خرجت من حياتي يا عمر، واعمل حسابك أنك هتطلقني تاني، ومش هيكون في بينا اي تعامل بأي شكل من الأشكال حتى الكلام ما فيش، عن اذنك.


قالتها لتخرج من الغرفة تصفع الباب خلفها بحدة عنيفة لينثني جانب فمه بابتسامة صغيرة خبيثة يتمتم في مكر مشهور لدئ عائلته:

- هنشوف يا مدام تالا، حكاية التعامل دي لما ترجعي لحضني تاني.


في فيلا خالد السويسي تحديدا في غرفة خالد

فتحت عينيها بتمهل شيئا فشئ تشعر بثقل يجثم فوق صدرها لتراه كما هو منذ الامس وهو يحتضنها بتلك الطريقة تشعر به خائف أن تهرب منه، ابتسمت حزينة والقلق يأكل قلبها لما انهار بذلك الشكل ماذا جري لخالد السويسي بذاته حتى ينهار، مسدت بيدها على خصلات شعره بحنو مالت تطبع قبلة رقيقة على جبينه لتري ابتسامة صغيرة ترتسم على شفتيه ابتسمت تهتف مازحة:

- أنت صاحي بقي وبتدلع.


حرك رأسه نفيا يشدد على احتضانها يغمغم بصوت متحشرج ناعس:

- مين قال كدة، دا أنا حتى نايم وبحلم بالبسبوسة

ضحكت بخفة لتراه يفتح عينيه ينظر لها مطولا بشوق يهمس في شغف:

- وحشتيني ببقي مش عايز أنام ابدا، عشان صورتك ما تتشالش من قدام عينيا

ابتسمت خجلة تطبع قبلة صغيرة على وجنته تهمس له بحنو:

- أنا بحبك اوي يا خالد، صدقيني ما عدش فيه كلمات توصف حبي ليك، بس قولي كان مالك امبارح إنت رعبتني عليك.


ابتسم في حسرة يتهكم من حاله، ليحرك رأسه نفيا يتمتم بشرود:

- ابدا أنا بس افتكرت مرضي واللي كنت بعمله فيكي...

حسنا هي حقا لم تقتنع ولكنها لم ترد الضغط عليه اكثر ابتسمت تمسد على وجنته برفق:

- حبيبي انسي، أنا نسيت عدي سنين طويلة، الماضي خلاص فات بكل حلوه ومره، ماشي يا حبيبي

ابتسم يحرك رأسه إيجابا تشرد عينيه في الفراغ، قبل أن ينطق بحرف سمع صوت دقات على باب الغرفة يليها صوت الخادمة تردف بخفوت:.


- خالد باشا أنا آسفة على الازعاج، بس حمزة باشا تحت وعايز حضرتك ضروري عشان هيسافر...

توسعت عيني خالد في دهشة ليقفز سريعا من فراشه، القي بضع صفعات قوية من الماء على وجهه يجففه سريعا ليهبط إلى أسفل مهرولا وجد حمزة بجواره كل من أدهم ومايا، وعدة حقائب سفر، اقترب من اخيه يسأله قلقا:

- هتسافر فجاءة كدة يا حمزة في حاجة حصلت ولا ايه

ابتسم حمزة في هدوء يعانق شقيقه يردف في هدوء:.


- ابدا يا سيدي في شغل مهم جدا في الشركة ما ينفعش يتأجل اكتر من كدة، هنرجع تاني قريب

عانق خالد اخيه بشدة يودعه، ومن ثم ودع أدهم ومايا، اتجه حمزة إلى بدور التي تجلس على احد المقاعد البعيدة مد يده يصافحها لتمد يدها متوترة لم تعد لها القدرة على النظر لعينيه بعد أن قال لها ما قال، انتفض فؤادها خاصة حين سمعته يردف في هدوء رزين:

- أنا لسه مستني ردك يا درة سلمي لي على سيلا وخالد الصغير.


في شقة جاسر وسهيلة في مدينة الاسكندرية يقف جاسر في منتصف الصالة يشمر عن ساقيه حتى المنتصف جواره سهيلة ترتدي عباءة منزلية ترفعها عند الخصر بمشبك غسيل، تمسك مكنسة بينما يمسك جاسر ( شرشوبة ) تغرق في بحر من المياة

يتحرك بها كأنه راقص بالية محترف يغرق الأرض في المياة الممتزجة بالصابون، نظرت سهيلة له تصيح حانقة:

- يا جاسر قولتلك استني لما اخلص تنضيف، عشان الارض ما تبقش كلها طين.


ابتسم في اتساع كطفل صغير يلعب في المياة يلاعب حاجبيه مشاكسا، لتصيح مغتاظة اقتربت منه تود لكمه بعنف لتصيح حين انزلقت في المياة وقبل أن تسقط كان يلف جاسر ذراعه حول خصرها يلتقطها بين احضانه نظرت لعينيه مطولا لتراه يبتسم ابتسامة صغيرة هادئة، سرعان ما تحولت لاخري عابثة يهتف مشاكسا:.


- أنا شوفت المشهد دا في مسلسل هندي خمس مواسم كانت الحلقة بتبدا وتخلص وهما بيبصوا وتبدأ وتخلص وهما بيبصوا لبعض وتبدأ وتخلص وهما بيبصوا لبعض

ضحكت سهيلة بخفة تحرك رأسها نفيا يآست من أفعال زوجها الغريبة، صدح صوت هاتف جاسر فجاءة لينفضها من بين ذراعيه وقعت جالسة ارضا تنظر له مذهولة مما فعل، تشد على اسنانها مغتاظة، ليلتقط جاسر هاتفه فتح الخط لتراه يقطب جبينه قلقا ليغمغم بجملة واحدة:

- أنا جاي حالا.


قالها ليغلق الخط ويركض لخارج الشقة بأكملها، اصابها القلق مما فعل، حاولت الاتصال به بعد أن خرج مباشرة ولكنه لم يجب، قررت أشغال عقلها إلى أن يأتي أكملت تنظيف شقتهم، ليصدح صوت الجرس هرولت تفتح الباب لتبتسم ما أن رأت جاسر سرعان ما اختفت ابتسامتها حين أبصرت فتاة تقف جواره يحمل عنها حقيبة ملابس قطبت جبينها تسأله متعجبة:

- مين دي يا جاسر

نظر جاسر للواقفة جواره ليعاود النظر لسهيلة يتمتم في هدوء تام:.


- شاهيناز مراتي!..


  الفصل الواحد والاربعون والثاني والاربعون من هنا 

لقراءة جميع حلقات الرواية الجزء الرابع من هنا



تعليقات