رواية دمية في يد غجري الفصل الخامس والعشرون 25 والسادس والعشرون 26 بقلم سمسم

       

رواية دمية في يد غجري

الفصل الخامس والعشرون 25 والسادس والعشرون 26

بقلم سمسم


رأته يضع يده بجيوبه ينظر اليها نظرة تقيمية من رأسها الى أخمص قدميها ماسحا بنظرته جسدها بأكمله فهى كأنها دمية على وشك شراءها اذا هى أعجبته لا تعلم لماذا شعرت بالاهانة من تلك النظرة الخاصة به عندما وجدت ان الصمت طال الى هذا الحد شعرت ان الدموع على وشك ان تتساقط من عينيها ولكنه اخيرا أردف بتلك الجملة التى اخترقت مسامعها

ثائر:"ايه اللى انتى عملاه فى نفسك ده"

وتين:"ليه شكلى وحش ياثائر مش عجباك"

ثائر:"وعاملة ليه كل ده ايه المناسبة يعنى يا وتين"

وتين:''انا عاملة كل ده علشانك انت يا حبيبى"

ثائر:''علشانى انا ليه يا وتين ها عايزة تثبتى ايه لنفسك ان انا بمجرد ما اشوفك كده هركع قدامك مثلا"

وتين:"فى ايه يا ثائر انت بتتكلم كده ليه"

ثائر:"فى ايه يا وتين تقصدى ايه انا بتكلم عادى مش فاهمة كلامى"

وتين:"هنفضل كده على طول يعنى بالنظام ده يا ثائر وكلامك اللى يوجع ده"

ثائر:"مش انتى السبب فى ده كله بسبب انك حكمتى عليا بالباطل حتى ما استنتيش اقولك الحقيقة عقلك صورلك حاجات انتى كنتى حابة تصدقيها حسيت كأنك بتدورى على اى حاجة علشان اطلع بيها خاين وخلاص عايزة تبينى لنفسك ان انا راجل زى اى راجل بيجرى ورا الستات"

وتين:"انا بغيير عليك يا ثائر مش حقى ولا ايه أن انا اغير على جوزى علشان بحبه"

ثائر:"تغييرى تتهمينى بحاجات غريبة فى دماغك لاء وكمان مصدقة نفسك يا وتين "

وتين:" ما انت كمان لما كنا فى اسكندرية وشوفت أسامة غيرت واتنرفزت "

ثائر:" انا غيرت واتنرفزت علشان سمعت كلمته ليكى انه بيحبك متخيلة انتى بس بالرغم من كده انا لا اتهمتك بالباطل ولا قولتلك حاجة تجرحك سكت خالص بس لما اتكلمتى معايا وفهمتيتى الموضوع قبلت كلامك وخلاص الموقف خلص لكن لما انا جه دورى افهمك رفضتى تسمعى بقيتى تعاندى فى الكلام "

اثناء معاتبته لها شعرت بأن دموعها يمكن ان تسقط فى أى وقت فعضت على شفتيها لتوقف ارتجافها ولكن تلك الحركة لم تزدها الا إحساسا بتجمع الدموع فى عينيها فتمنى ان لا تبكى الآن فهو لا يستطيع ان يرى دموعها التى تكون مثل الجمر الحارق فى قلبه فهى الوحيدة التى يشعر بتفتت قلبه عندما يرى حزنها او دموعها

ثائربرجاء:" ارجوكى ياوتين متعيطيش دلوقتى"

وتين بصوت مهزوز:"انا مش بعيط ولا هعيط خالص انا ساكته اهو"

ثائر:"صوتك بيقول غير كده يا وتين نبرة صوتك مهزوزة وعينيكى باين فيها الدموع"

وتين:"ثائر انا مش عارفة اعيش وانت بعيد عنى كده فراقك زى الموت بالظبط"

ثائر فى سره:"ولا انا يا وتينى عارف اعيش من غيرك انتى وحشتينى اوى يا قلبى "

ولكن قرر الحفاظ على كرامته للاخر فهو يجب ان يذهب الآن والا لن يذهب  اتجه الى خزانة الملابس لاخذ ملابس له للذهاب الى الغرفة الأخرى رأت ذلك جن جنونها أكثر فما الذى يفعله الآن؟

وتين:"انت رايح فين كده يا ثائر"

ثائر:''هنام الليلة دى فى اوضة تانية"

وتين:"اوضة تانية! كمان يا ثائر عايز تبعد على الآخر وتسيبنى وتكمل تعذيبك فيا"

قالت ذلك وبدون ان تدرى اقتربت منه تقبض بيدها على قميصه من الامام تنظر اليه بعيون يملأها الغيظ والغضب والدموع تردف كلماتها سريعاً وبدون ان تأخذ انفاسها

وتين:"كمان عايز تسيب الاوضة وتروح تنام فى اوضة تانية ليه ده كله علشان سوء تفاهم واعتذرت انت ايه انت هتفضل عذابى كده على طول كل ده علشان بحبك انت هتفضل كده قلبك قاسى وزى الحجر ومبتحسش وبتفرح بعذابى لو كده خلاص رجعنى مصر انا مش هفضل قاعدة هنا تعاملنى بطريقتك ده ماشى يا ثائر"

قالت ذلك ثم دفعته فى صدره فهى لن تتحمل اكثر من ذلك لم يتحرك من مكانه ظل ينظر اليها بدون ان ينطق بكلمة رفعت رأسها نظرت الى عيناه بتحدى قوى ثم وجدت نفسها تجرى خارج الغرفة رأى ذلك استشاط منها غضبا اكثر كيف تخرج هكذا من الغرفة بهذا الشكل فهو يحمد الله ان العاملين بالمنزل ينصرفوا باكرا ولكن "رمزى" موجود بالمنزل . وجد نفسه يجرى خلفها بيده قميصه الذى كان سيرتديه.وصلت الى الحديقة جلست على احد الكراسى وهى تبكى بقوة بسبب اسلوبه معها فلماذا يفعل بها ذلك؟ هى تعلم انها اخطأت ولكن عقابه كان قاسياً وصل اليها يلتقط انفاسه بسبب ركضه خلفها نظر اليها بعيون غاضبة

ثائر:'انتى ازاى تخرجى من الاوضة كده قدرى حد شافك انتى اتجننتى يا وتين خارجة بالفستان ده ازاى"

وتين:"هو ده كل اللى هامك ان حد يشوفنى كده اطمن مفيش حد هنا اللى بيشتغلوا فى البيت مشيوا ورمزى ومريم زمانهم ناموا دلوقتى"

ثائر:''ولو برضه مينفعش تخرجى برا اوضتنا كده قومى اطلعى اوضتك يلا يا وتين"

اردف كلماته وقام بوضع قميصه عليها ليدارى ذراعيها العاريتين وقام بسحبها من يدها يريد الذهاب بها إلى الغرفة

ثائر:"يلا تعالى معايا اطلعى اوضتك متقعديش هنا"

وتين برجاء وتعب:"خلاص بقى يا ثائر سيبنى حرام عليك بقى انت هتفضل تعذب فيا كده كتير مبقتش قادرة خلاص شكلى مش مكتوبلى ان افضل فرحانة على طول لازم حاجة تعكنن عليا حياتى انا عارفة طول عمرى حظى قليل من الفرحة بعشها لحظات وارجع احزن ايام"

قلبها لم يعد يحتمل حزنها هطلت دموعها غزيرة على وجنتيها حزينة على ما وصل اليه حالها معه لم يتحمل منظر عينيها الباكيتين ولا كلماتها التى لمست قلبه وروحه  وجد نفسه يسحبها فى أحضانه وجدت ذلك لفت ذراعيها حوله بكت اكثر صارت شهقاتها تعلو اكثر مع تشديد احتضانه لها قام برفع وجهها يمسح دموعها ينظر فى عينيها الباكية التى اصبحت الدموع كغمامة تحجب عنه لمعة عينيها

ثائر بحنان وهمس:'' بس يا عمرى متعيطيش انتى عارفة مبقدرش اشوف دموعك يا وتينى"

وتين:"انت السبب فى قلبك القاسى ده للدرجة دى هنت عليك تبعد عنى وتهجرنى يا ثائر"

ثائر:"وتين انتى غلطتى وكان لازم تعرفى غلطك لان مش انا الراجل اللى اقبل على نفسى مراتى تعاملنى باسلوب مش كويس وانا اتقبل منها ده حتى لو بحبها وبعشقها انا برضه كرامتى ورجولتى فوق اى اعتبار ومبحبش حد يدوس على كرامتى واسكتله فبعدت احسن ما اتصرف بطريقة مش كويسة وارجع اندم بعد كده"

وتين بندم:"انا عارفة يا حبيبى واسفة على اللى حصل ومش هيتكرر تانى يا ثائر لأن بعدك عنى زى الموت تمام الاشتياق ده شئ فظيع لما ابقى مشتاقةليك وملهوفة عليك ومش قادرة اقرب منك''

ثائر:" مش اكتر من لهفتى عليكى يا وتينى مجرد ان انا سامع صوت نفسك جمبى ومش قادر اخدك فى حضنى ده فى حد ذاته عذاب بس اكيد يا وتين انتى مش هتكررى غلطك ده تانى وانك تحكمى من غير ما تفهمى"

وتين:"اكيد يا حبيبى خلاص توبة بس هى الغيرة اللى بتعمينى مببقاش عارفة انا بعمل ايه او بقول ايه"

ثائر:"انتى لسه معرفتنيش يا وتين ده كله لسه مش متأكدة أن انا عينى مبتشوفش غيرك وان قلبى ده ملكك انتى ومش هيبقى ملك حد تانى غيرك"

وتين بهمس ناعم:"بحبك ووحشتنى اوى يا حبيبى"

ثائر:"انتى وحشتينى اكتر يا وتينى"

اخذ انفاسه بقوة محاولا تهدئة تلك العواصف التى هبت فى قلبه قام بحملها بين ذراعيه وصل إلى الغرفة انزلها من بين يده ببطئ

ثائر:"  وحشتينى اوى يا قلبى بحبك يا وتينى اياكى تعملى اللى عملتيه ده تانى بعشقك يا وتينى انتى هتفضلى طول عمرى حبيبتى وروحى ومراتى وقلبى عايزك تبقى متأكدة من كده انا مش بقولك متغريش بس بلاش غيرة عمية يا وتين بلاش الغيرة اللى ممكن تهد اللى بينا لازم تسمعى الأول قبل ما تحكمى ماشى يا عمرى"

وتين:" حاضر يا حبيبى مش هتهور فى الكلام كده تانى"

ثائر بلؤم:" طب هاتى القميص بتاعى بقى لو سمحتى"

وتين:'لاء هو عاجبنى كده ومش هديهولك"

ثائر:"علشان اشوف الفستان الحلو ده وانتى تجننى بشكلك ده كده"

ابتسمت بخجل قامت بخلع قميصه وبالرغم من اشتياقها اليه الا انها لا تعلم لماذا تشعر بالخجل الآن ربما بسبب نظرة عينيه التى تكاد ان تفقدها أعصابها اقترب منها يتفحص ذلك الفستان الذى ترتديه

ثائر:"اممم حلو الفستان ده اوى جبتيه منين"

وتين:"كنت اشتريته لما خرجت انا ومريم نشترى حاجات قبل الفرح فعجبنى واشتريته"

ثائر:"بس الفستان يهوس عليكى يا قلبى"

وتين:"حلو يعنى يا ثائر"

ثائر:"هو حلو بعقل دا يجنن العاقل يا عيون ثائر"

هو اشتاق اليها أشد الاشتياق اشتاق الى عالمهم الجميل وبالفعل ذهب بها الى عالمه الخاص الذى كان يشعر بالشوق للعوده اليه سريعاً

***

اصبحت بوجه باهت وعيون ذابلة كجسد بلا روح حتى انها لا تنتبه لما يجرى حولها من الحوار

عايدة:"وانتى بقى يا اميرة مش ناوية تفرحينى بحفيدى قريب ولا ايه"

أميرة:"لسه ربنا مأذنش يا حماتى كله بأمر الله"

عايدة:"واحنا هنفضل ساكتين كده كتير ولا ايه"

سمير:"ساكتين ازاى يعنى يا امى قصدك ايه"

عايدة:"ما تشوف مراتك لتكون ما بتخلفش تلحق نفسك يا ابنى"

أميرة بغضب:"ليه يعنى على اساس ان احنا متجوزين بقالنا سنين دول ما يكملوش ٤ شهور جواز يا حماتى "

عايدة:"والله تكشفى ونعرف من الاول احسن ما نلف حوالين نفسنا بعد كده"

أميرة:"رد انت على امك يا سمير علشان انا زهقت بجد واتخنقت"

سمير:"فى ايه يا امى احنا هنفضل فى النقار والخناق ده كتير دى مبقتش عيشة بقى"

عايدة:"ايوةهى هتعمل عليك الشويتين بتوعها وتقلبك عليا انا انا غلطانة ان انا بنصحك يا ابن بطنى"

سمير:"بالله عليكى يا امى كفاية انا مش ناقص الرحمة شوية"

عايدة:"مالك يا هيام ساكتة ليه ومبتتكلميش يا حبيبتى"

هيام بتوهان:"ها بتقولى ايه يا ماما فى حاجة"

سمير:'انتى ايه حكايتك بالظبط يا هيام اليومين دول"

هيام:"حكاية ايه يا سمير مالى فى ايه"

سمير:'انتى مبتشوفيش نفسك فى المراية بقيتى عاملة ازاى"

هيام:"مالى ما انا كويسة اوى اهو"

سمير:"خديها يا امى اكشفى عليها شوفى فيها ايه"

هيام بتوتر:"فيا ايه انا بس بعمل رجيم فمأثر عليا"

عايدة:"وليه تعملى رجيم ليه هو انتى تخنتى وفشولتى زى ناس"

سمعت أميرة ذلك اتسعت عيناها بقوة فكلام والدة زوجها تقصدها به كأنها تريد اهانتها

أميرة:"انتى تقصدى ايه يا حماتى بتلميحك ده ها"

عايدة ببرود:"اللى على رأسه بطحة بيحسس عليها"

أميرة:"على رأيك وانا الحمد لله لسه زى ما انا مبقتش طن ولا حاجة زى غيرى"

عايدة:"لم مراتك يا سمير احسن ليها"

اميرة:"انتى شيفانى متبعترة ولا ايه يا حماتى"

سمير بتأفف:"الصبر يارب قومى يا هيام البسى اروح اكشف عليكى"

هيام:"لاء انا كويسة عن اذنكم هنام تصبحوا على خير"

سمير:" العريس هييجى كمان يومين يا هيام فاعملى حسابك"

هيام:" يا سمير قولتلك مش عايزة اتجوز ارحمنى بقى"

سمير:" انا مش هتكلم كتير يا هيام وده اخر كلام عندى هييجى وتشوفيه ويلا روحى نامى ولا تحبى تروحى للدكتور يكتبلك على حاجة وانتى بهتانة وضعفانة كده"

هيام:" لاء شكراً مش هروح لدكاترة عن اذنكم"

ذهبت سريعا الى غرفتها قبل ان يلح عليها اخيها بالذهاب الى الدكتور

*"*"*

كانت بين ذراعيه يحتضنها بقوة لتعويض ما فاته طبع قبلة على وجنتها ابتسمت له تنظر اليه بعيون تنشد الراحة والحب فى عينيه التى أصبحت أسيرتهم

وتين:" ثائر حبيبى"

ثائر:"ايوة يا عيون ثائر فى ايه"

وتين:"عايزة اتعلم اركب خيل يا ثائر"

ثائر:"خلاص ماشى الصبح هعلمك يا قلبى"

وتين:'لاء انا عايزة اتعلم دلوقتى مش الصبح"

ثائر:"بس الوقت أتأخر دلوقتى يا وتين "

وتين برجاء:"علشان خاطرى يا ثائر عايزة اركب خيل دلوقتى"

ثائر:"حاضر يا وتين انتى مشكلة والله"

وتين:" انا دا انا غلبانة خالص مالص يا حبيبى"

ثائر:"خالص مالص دا انتى بتطلبى طلبات غريبة فى وقت اغرب"

وتين:'لو مش عايز خلاص بلاش يا حبيبى"

ثائر:"لاء خلاص هقوم اخد شاور وابقى حصلينى على تحت أكون خرجت الحصان من الاسطبل"

وتين:"ربنا ميحرمنيش منك ابدا يا حبيبى"

ذهب الى الحمام اخذ حمامه هبط الى الاسفل متجه الى الاسطبل بعد مدة حضرت وتين هى ايضا متحمسة جدا كطفلة صغيرة

وتين:"يلا بقى انا جيت اهو"

ثائر:"تعالى يا ستى اركبى الحصان "

قام برفعها من خصرها ووضعها على ظهر الحصان وبقفزة واحدة كان خلفها احاطها بذراعيه يمسك بلجام الحصان ولكنها تنظر الى الأسفل فاراد ان تكف عن هذه الحركة التى تشتت تفكيره

ثائر:"وتين بطلى تبصى تحت كده روشتينى اهدى"

وتين:"انا بشوف انا بعيدة قد ايه عن الارض علشان لو وقعت اعرف هتعور ولا لاء"

ثائر:"ايه الفال ده تفائلوا بالخير تجدوه مش تقوليلى اقع دا كلام يعنى دلوقتى"

ظل يسير بالحصان بهوادة وهى سعيدة كطفلة صغيرة وجدت شئ مسلى فهى لم تتخيل ان يأتى يوما وتفعل كل هذه الاشياء فهى كانت ترسم فى احلامها حياة عادية مع زوج ينتشلها من عذابها الذى كانت تحيى به وستعيش  كأى فتاة حياة عادية وروتنية ولكن لم يخطر في بالها يوما ان تتزوج رجل ك"ثائر" وان تفعل كل هذه الاشياء التى كانت تراها فقط فى تلك الافلام فهى الآن فى بلد آخر تعيش حالة من الحب والعشق مع زوجها

ثائر:"بس ايه اللى خلاكى تطلبى دلوقتى تركبى الحصان"

وتين بابتسامة:"علشان تكون انت معايا وراكبين الحصان والجو جميل والقمر طالع شوية رومانسية كده"

ثائر:"ايه الرومانسية العسل دى يا وتينى"

وتين:"لاء دا انا اعجبك اوى والله "

ثائر بهمس:"هو انتى لسه هتعجبينى ما انتى عجبانى من زمان يا وتينى بحبك"

وتين:"مش اكتر منى هو احنا هنروح لارض الغجر بجد"

ثائر:"ايوة هنروح علشان كمان يعرفوا ان انا اتجوزت ويشفوكى ويتعرفوا عليكى"

وتين:"احتفالتهم حلوة زى مريم ما بتقول"

ثائر:"ايوة ومش بعيد يعملولنا فرح على طريقة الغجر كمان"

وتين:"فرح هو احنا هنتجوز بعض كام مرة علشان ابقى عارفة"

ثائر:"ههههه هنتجوز كل يوم يا روحى"

ظلت تضحك وهى جالسة أمامه تستند عليه وهو يحيطها بين ذراعيه وبعد ان انتهت جولتهم أنزلها من على الحصان ولكنها ظلت متعلقة بعنقه لا تريد الابتعاد فطبعت قبلة على وجنته

ثائر:" ودى بمناسبة ايه بقى"

وتين:" دى شكر على الوقت الحلو ده"

ثائر:" لاء يا روحى مبحبش شغل الكروتة ده"

وتين:" انت عايز ايه يعنى دلوقتى"

ثائر:" هقولك عايز ايه"

عندما اقترب منها فرت هاربة من بين ذراعيه تضحك بصوت عالى

وتين:" تصبح على خير يا حبيبى"

قالت ذلك وركضت من أمامه متجه الى غرفتها ركض خلفها هو الاخر كانت تركض كأن هناك شبحا يطاردها ولكن صوت ضحكاتها عاليا تخشى ان يقوم بامساكها ولكن استطاع الوصول اليها قبل ان تغلق الباب 

ثائر:" انتى مش هتبطلى جنانك ده بقى وتخلينى اجرى وراكى"

وتين:" ايه يا حبيبى تعبت من كتر الجرى"

ثائر:"انتى بقيتى شقية اوى يا وتين"

وتين بمزاح:" انا؟محصلش سعادتك الكلام ده"

ابتسم على كلامها  فاغمضت عينيها من هجومه الضارى على مشاعرها .ذهبوا جميعا الى المكان الذى يوجد به تلك القبيلة الغجرية التى كانت تنتسب اليها چوانا لاحظت وتين ان زوجها يتمتع بشعبيه بين هؤلاء الناس فهم يرحبون به بشدة كأنه غائب منذ سنوات

وتين:"مريم هو عمك معروف اوى هنا"

مريم:"ايوة انتى مش شايفة بيرحبوا بيه ازاى"

وتين:"لاء اخدت بالى دا زى ما يكون عايش معاهم هنا عمره كله"

مريم:"هو مرتبط بيهم كده بسبب جدته"

رمزى:"هو مفيش حاجة ناكلها هنا انا جوعت كده ليه"

مريم:"ايه الفجعة اللى انت فيها دى يا رمزى"

رمزى:"ايه يا مريومتى جوعت حرام يعنى ولا حرام شوفى عمك ده يتصرف ويجبلنا اكل احسن اكل زمارة رقبته"

ثائر:"تأكل زمارة رقبة مين يا جزمة"

رمزى:'ياااه صدقنى انا لو بحضر عفركوش من الفانوس مش هييجى بسرعة كده يا ثائر والله"

ثائر:'عفركوش! يا حيوان صبرك عليا بس"

رمزى:انا جعان يا ثائر جعان يا اخى"

ثائر:كاتك نيلة على طول فاضحنى كده اصبر هم هيعملوا احتفال دلوقتى بمناسبة جوازنا وهيجبولك تطفح"

وتين:''احتفال ايه ده"

ثائر:"احتفال بالجواز بس على طريقة الغجر خديها يا مريم معاكى يلا"

وتين:"ثائر هم هيعملوا فيا ايه"

ثائر:"حبيبة قلبى متخافيش انتى هتلبس الزى بتاعهم وهتحتفلوا ستات مع بعض يعنى متقلقيش"

وتين:'على اساس ان انا بفهم هم بيقولوا ايه"

مريم:''تعالى انا معاكى وانا بتكلم اسبانى متقلقيش"

ذهبت "وتين" مع "مريم" الى خيمة كبيرة قابلت امرأة عجوز بوجه بشوش اردفت ببعض الجمل ردت عليها مريم ووتين واقفة لا تفقه شئ من هذا الحوار

وتين:"مريم هى بتقول ايه اللى فهمته كلمة ثائر بس"

مريم:"بتقول ثائر متجوز وردة عربية جميلة شبه الاطفال في جمالها"

وتين:"الله يكرمك يا حاجة تسلمى على ذوقك"

مريم:"ههههه حاجة! اسكتى يا وتين والبسى الهدوم دى"

وتين:"بس احنا محجبين هنلبسها ازاى"

مريم:"متخافيش احنا مش هنخرج من الخيمة اصلا هنفضل قاعدين هنا"

قامت "مريم" و"وتين" بتبديل ملابسهم الى ذلك الزى فهى كأنها أصبحت اسبانية من طراز فريد وتلك الوردة التى سبتتها فى شعرها زادتها جمالاً و"مريم" ايضا كانت جميلة جدا

مريم:"ايه رأيك بقى فى اللبس ده"

وتين:"شكله جميل اوى"

بعد ذلك توافدت مجموعة من النساء على الخيمة ليروا زوجة "ثائر" وايضا قاموا بالرقص على الطريقة الغجرية استمتعت "وتين" و"مريم" جدا بالاحتفال بعد الاحتفال تقدمت احدى النساء بيدها قطعة قماش كبيرة ابتسمت ل"وتين" وحدثتها ولكن "وتين" لم تفهم شئ مما قالته

وتين:"هى عايزة ايه يا مريم"

مريم:"هتلف قطعة القماش دى عليكى علشان تلفك زى الهدية"

وتين:"هدية ايه احسن يكونوا ناويين يقدمونى قربان ولا حاجة"

مريم:"لاء هتلفك زى الهدية لعمو ثائر وهو هييجى يفك قطعة القماش دى من عليكى"

وتين:"هم هيعملوا معاكى كده انتى كمان"

مريم:"ايوة بس فى خيمة تانية علشان هنقضى الليلة هنا"

قامت المرأة بلف وتين بقطعة القماش لم يظهر منها سوى رأسها فقط ظلت تضحك على نفسها وقاموا بوضعها على تلك الصوفا التى تشبه السرير خرجوا جميعا حاولت تخليص نفسها ولكنها لم تفلح

وتين:'وبعدين فى التكتيفة دى هو ثائر فين ثائر ثائر"

بعد عدة دقائق دخل ثائر الخيمة رأها بهذا المنظر ظل يضحك بقوة على مظهرها

وتين:"انت بتضحك تعال فكنى وانا شبه الدودة اللى فى الشرنقة كده يلا بسرعة"

ثائر:"حاضر يا قلبى هم عملوا فيكى ايه"

قام بايقافها وسحب قطعة القماش من عليها تنفست الصعداء فهى كأنها كانت محرومة من الهواء

وتين:"كويس انك فكينى انا شوية وكنت حاسة ان انا هفطس يا ثائر"

ثائر باعجاب:'بعد الشر عليكى يا وتينى بس ايه الجمال ده اللبس عليكى جنان ولا الوردة اللى فى شعرك دى"

وتين:"شكل حلو يعنى باللبس الاسبانى"

ثائر:"دا انتى تهبلى دا انا كده فساتين جدتى اللى موجودة عندنا هخليكى تلبسيهالى فستان فستان يا وتين"

وتين بمشاكسة:"اه يا ابو اغراض دنيئة"

ثائر:"بحبك وانتى فهمانى يا عمرى"

وتين:"ولو انا مفهمتكش مين هيفهمك يا حبيبى "

قام بجذبها اليه بقوة واضعة رأسها على كتفه كانت يديه تضغط حولها بقوة فتلك الليلة ستعيشها مع زوجها الذى تمتزج بعروقه دماء غجرية* كان "رمزى" و"مريم" حالهم لا يفرق عن" ثائر" و"وتين" فهو ايضا وجد زوجته ملفوفة كالهدية فى انتظاره

رمزى:"هم عملوا فيكى ايه يا روحى ايه ده"

مريم:"هههههه هيقدمونى قربان ليك يا رمزى"

رمزى:"قربان ايه هو احنا فى زمن القرابين ولا ايه تعالى يا شيخة افكلك البتاع ده"

قام بازالة قطعة القماش عنها سألها اذا كانت تشعر بألم او هناك ما يؤلمها

رمزى:"فى حاجة بتوجعك يا روحى حاسة بحاجة"

مريم:"تؤتؤ انا كويسة يا حبيبى مفيش حاجة وجعانى"

رمزى:"بس ايه الجمال والحلاوة دى يا قشطة انتى"

مريم:"بموت فى رومانسيتك يا رمزى والله"

رمزى:"اه شوفتى بقى انا حبيب ازاى"

مريم:"دا انت تغيظ يا اخى والله"

رمزى:"بموت فى القمر وهو متنرفز كده وخدوده محمره وعيونه بدق شرار"

مريم:"ياسلام سبتنى بقى بالكلمتين دول اضحك عليا "

رمزى:"شوفتى اقنعتك ازاى انا مقنع جدا على فكرة مهنتى بقى اعمل ايه"

مريم:'واضح يا حبيبى واضح من غير ما تقول"

رمزى بحب:"بحبك وحشتينى بحبك وانتى نور عينى ولو انتى مطلعة عينى بحبك موت"

مريم:"ايوة كده ثبت على النظام ده يا حبيبى"

رمزى:"حلوة الموجه دى ولا اقلب على الاف ام احسن"

مريم:'اسكت يا رمزى خالص دا انت فصييييييل"

رمزى:'بهزر معاك يا قلبى والله"

مريم:"عارفة يا روحى هو انا بموت فيك من شوية ما هو بسبب خفة دمك دى"

رمزى:'الله اكبر بحبك يا بنت العمرى"

قال ذلك وظل يجرى خلفها كعادتهم حتى سقطت اخيراً بين أحضانه مطبقا عليها جاعلها غير مدركة لما يحدث حولها

****

كان بمنزل خالته ليزور خطيبته لايعرف لماذا اصبح يتردد على المنزل كثيراً؟ كأنه بانتظار ذلك اليوم التى تأتى به ''دينا" الى منزله فقرر مفاتحة خالته فى موضوع كتب الكتاب والزفاف

أسامة:"خالتو احنا عايزين نكتب الكتاب بقى"

امينة:"بس يا حبيبى لسه مخلصناش جهاز دينا لسه فى شوية حاجات ناقصة ثم انتوا لحقتوا انتوا مخطوبين من فترة قصيرة اوى"

اسامة:"انا مش عايز حاجة من ده كله انا عايز دينا وبس"

سمعت "دينا" ذلك احمر وجهها بقوة تبتلع ريقها لا تعرف ماذا تقول؟ فلماذا هو متلهف الآن لزواجهم لهذه الدرجة؟

امينة:"متنساش ان عمك مدحت كمان لسه هياخد وقت على ما يعرف ينزل تانى"

اسامة:'خلاص شوفيه يعرف ياخد اجازة امتى وينزل نكتب الكتاب ونعمل الفرح"

أمينة:"ربنا يسهل يا حبيبى"

اسامة:"طب ممكن اخد دينا نخرج نتمشى شوية"

أمينة:"ماشى بس طبعا متأخرهاش"

اسامة:"احنا هنتمشى شوية ونيجى على طول يلا يا دينا"

ذهبت "دينا" معه يريد ان يمسك يدها ولكنها ترفض ذلك بشدة

اسامة:"ايه دا انا ابن خالتك وخطيبك"

دينا:"اديك قولتها خطيبى يعنى لسه ملكش حقوق الزوج علشان تمسك ايدى ولا تقرب منى"

أسامة باعجاب:'يا سلام للدرجة دى"

دينا:"امال انت مفكر علشان انا لابسة دبلتك وقارى فتحتى ان خلاص بقى ليك عليا حقوق لاء طبعا لما تبقى جوزى ان شاء الله ابقى امسك ايدى براحتك"

أسامة:"على فكرة انا حبيبتك اوى يا دينا"

دينا بكسوف:"احنا مش هنتمشى ولا ايه ولا هنفضل واقفين نتكلم"

اسامة:"حتى كلمة بحبك مش عايزة تقوليها"

دينا:"هييجى وقت واقولهالك"

اسامة:"دينا انتى محبتيش حد قبل كده مكنش فى حد فى حياتك"

دينا بدون وعى:" انا محبيتش فى حياتى حد غيرك"

اسامة بابتسامة:"انتى قولتى ايه يا دينا"

دينا:"ها انا مقولتش حاجة وبطل تكسفنى فى الكلام احسن اروح"

اسامة:'لاء وعلى ايه الطيب احسن انا اكلم باباكى بقى ينزل ونتجوز بدل ما انا باخد الكلام منك كده بالقسط"

دينا:"هههه بكرة تاخده كاش"

اسامة:"ماشى يا ام غمازة حلوة انتى"

دينا:" أسامة ايه ده"

أسامة:"ايه انا قولت ايه لده كله يا ام غمازة انتى"

دين:"لاء انا هروح مش هتمشى معاك"

اسامة:"خلاص يا ستى هسكت خالص اهو همشى على الصامت"

ابتسم على تصرفاتها فهى خجولة جدا فهو يدعو الله ان لا تضيع من بين يديه مثلما حدث سابقاً فدينا اصبحت الآن تشغل عقله وقلبه

*'*"*

تجلس بجانبه فى سيارته تبتلع ريقها مرة تلو الأخرى فريقها كأنه نيران حارقة تحرق جوفها من شدة خوفها مما هى مقدمة عليه الآن فهى تتذكر عندما هاتفته لتخبره بموافقتها على إجراء تلك العملية فهى تظن ان ريما سيعود كل شئ الى وضعه الطبيعى وتستطيع ان تتخلص من قلقها ورعبها وخوفها من افتضاح أمرها نظرت اليه فهو لا يبدو عليه الندم او الخجل مما سيفعل فهو كأنه معتاد على تلك الاشياء

يحيى:" متخافيش اوى كده دى زى شكة الدبوس"

هيام:" وانت عرفت عيادة الدكتور ده منين"

يحيى:" اعرفه وخلاص ملكيش فيه"

هيام:" تلاقيك متعود على كده تعمل جريمتك وبعد كده عايز تداريها"

يحيى:" بس اسكتى ومسمعش ليكى صوت انتى فاهمة ثم بعد ما تعملى العملية دى مش عايز اشوف وشك ولا اسمع صوتك تانى"

هيام بدموع:" انت واحد جبان وحيوان"

يحيى:" اخرصى يا بت انتى احسن ليكى انتى فاهمة"

التزمت الصمت حتى وصلت الى احدى العمارات المتهالكة فهى تسأل نفسها هل هذا مكان يصلح للعيش فيه فهو يشبه الخراب صعد معها إلى احدى الشقق وجدت امرأة تجلس أمام مكتب صغير تنظر اليها من رأسها إلى قدميها نظرة اقرب ما يقال عنها انها تنظر لها باشمئزاز

يحيى:" احنا عايزين ندخل للدكتور"

المرأة:" بخصوص ايه كشف ولا"

اقترب يحيى من المرأة يهمس لها بسبب زيارتهم رفعت المرأة نظرها لهيام التى ترتجف من الرعب واصبحت قدميها كالهلام لا تستطيع حملها

المرأة:" ثوانى اقول للدكتور"

دخلت المرأة الى غرفة الدكتور لاخباره بما يريدون التفتت هيام الى يحيى بدموعها التى تذرفها بقوة كأنها تناشده ان يخرج بها من هذا المكان المقرف ولكن نظرته باردة فهو يريد ان ينتهى من هذا الموضوع خرجت المرأة من غرفة الدكتور

المرأة:" الدكتور مستنيكم جوا اتفضلوا"

سبقها يحيى الى الغرفة تتبعه بخطوات ثقيلة ولكنها قبل ان تدلف الى الغرفة وجدت نفسها تفر هاربة من المكان تصرخ برفض قاطع ان تفعل ذلك

هيام بصراخ:" لااااااااء مش هعمل كده

ركض يحيى خلفها قبض على ذراعها بقوة يحاول ايقافها

يحيى:" فى ايه انتى ايه اللى جرالك"

هيام:" ابوس ايدك كفاية فضايح ابوس ايدك اتجوزنى شرعى حتى ولو ليوم واحد وبعد كده مش هتشوف وشى"

يحيى:" انا قولتلك جواز مش هتجوز وانتى حرة بقى انا مش عايز اشوف وشك تانى علشان انا زهقت"

بعد ان انتهى من كلامه استقل سيارته مبتعدا عنها وعن المكان ظل تبكى حسرة وندماً فهى لن تقوى على اجراء تلك العملية فهى ترى أنها نالت من الفضيحة ما يكفيها فلا ينقصها ان تعرض نفسها لمزيد من الفضائح .عادت الى المنزل وهذا اليوم هو اليوم الذى اخبرها به اخاه بحضور العريس المنتظر دخلت المنزل فهى اخبرتهم انها ستخرج لشراء اشياء خاصة بها ولكنها تاخرت فعادت وجدت ذلك العريس يجلس مع اهلها

هيام:" السلام عليكم"

عايدة:" وعليكم السلام تعالى يا حبيبتى "

سمير:" اقعدى يا هيام"

جلست هيام لا تنطق بكلمة ولا ترفع رأسها من الأرض حتى هى لا ترى ملامح ذلك الشاب الذى يجلس مع اخيها ظلت على جلستها هذه حتى غادر ذلك الشاب

عايدة:" رأيك ايه يا هيام فى العريس"

سمير:" هى رفعت راسها ولا شافته اصلا علشان تقول رأيها قاعدة حاطة وشها فى الأرض"

عايدة:" فى ايه يا سمير مكسوفة فيها ايه"

سمير:" مكسوفة وهى هيام من امتى بتقعد حاطة وشها فى الأرض كده دى ما بيهمهاش حاجة"

عايدة:" بطل غلط فى اختك يا سمير انا سكتالك بس علشان انت اخوها الكبير بس انا مش هسمح لحد يضايقها حتى لو انت يا سمير"

سمير:" خليكى بس انتى دلعى فيها كده لحد دلعها دى ما ييجى على دماغنا فى الاخر"

عايدة بعدم اهتمام:" قومى يا حبيبتى ارتاحى فى اوضتك يلا وانت خليك فى مراتك اللى انت اصلا مش عارف تحكمها"

سمير:" وهى مراتى عملت ايه يعنى علشان تقولى كده البنت كتر خيره شايفه ومستحمله وساكتة "

ذهب الى غرفته فوالدته لا تقتنع بأى كلام سوى كلامها هى فهو يعلم ان لا احد يفسد اخد بهذه الطريقة سوى والدته فهو أصبح لا يتحمل طريقتها فى التعامل مع زوجته أيضاً ولكنه لا يستطيع فعل شئ فعى اولاً وأخيراً والدته

*"*"*

انتهى شهر العسل وعاد العشاق الى مصر ذهب "رمزى" و'مريم" لمنزله وعاد "ثائر "و"وتين" الى منزلهم دلفوا الى الغرفة ولكن تشعر "وتين" بأن راسها اصبح ثقيلاً جدا

وتين:"يااااه مفيش برضه احسن من بيت الواحد بيبقى حاجة تانية خالص"

ثائر:"ليه شهر العسل معجبكيش يا قلبى ولا البيت اللى هناك"

وتين:''بالعكس يا حبيبى كانت ايام جميلة و خيالية بس فى البيت هنا بلاقى نفسى وراحتى علشان بيتك انت دا حصن الأمان بتاعى بعد حضنك''

ثائر:"نورتى بيتك يا حبيبتى"

وتين:'تسلملى يا حبيبى"

ولكن انتاب "وتين'' دوار خفيف اغلقت عيناها ثم فتحتها ثم عادت و اغلقتها بقوة شعر "ثائر" بالقلق عليها

ثائر:"مالك يا حبيبتى فى ايه بتعملى ليه كده"

وتين:"مش عارفة حسيت ان انا دايخة شوية جايز بسبب الطيارة دماغى لفت ووجعتنى"

ثائر:"خلاص غيرى هدومك ونامى شوية وارتاحى يا قلبى"

وتين:"ماشى يا حبيبى"

ذهبت لتغيير ملابسها ولكنها ايضا شعرت بالدوار مرة ثانية ولكن هذه المرة سقطت مغشيا عليها بدون اى حركة

ثائر بخوف وقلق:"وتين وتين حبيبتى فى ايه مالك وتين ردى عليا"

ولكنها لا تستجيب لمحاولة افاقتها قام بحملها الى السرير استبد به القلق فجسدها اصبح باردا

ثائر:"وتين وتين ردى عليا فى ايه يا حبيبتى مالك وتين وتين"

طلب" ثائر" من أحد العاملين بالمنزل باحضار طبيبة على وجه السرعة فحضرت الطبيبة قامت بمعاينة وتين وكل هذا وثائر  واقفاً يشعر بالخوف والقلق فماذا حدث لها اوصلها الى تلك الحالة

ثائر بلهفة:'هى مالها يا دكتورة فى ايه حصلها ايه"

الدكتورة بابتسامة:"خير ان شاء الله متقلقش"

ثائر:" طب هى اغمى عليها ليه وجسمها كان بارد اوى"

الدكتورة:"دا علشان بس حامل وشكلها كده مكنتش تعرف واجهدت نفسها فاغمى عليها"

ثائر بذهول:"حامل! وتين حامل"

الدكتورة:"ايوة حامل الف مبروك"

ثائر:"الله يبارك فيكى يا دكتورة بس هى هيفضل مغمى عليها كده كتير"

الدكتورة:"شوية كده ان شاء الله وهتفوق اطمن حضرتك"

ثائر:" متشكر جدا يا دكتورة"

الدكتورة:"الشكر لله عن اذنك"

ثائر:"اتفضلى ومع السلامة"

الدكتورة:"الله يسلمك"

خرجت الدكتورة من الغرفة جلس بجوارها وهو لا يصدق انها الآن حامل بطفله وضع يده على بطنها يمررها بسعادة شديدة فحلمه ان يصبح لديه أطفال منها أصبح حقيقة

فتحت "وتين" عيناها ببطئ نظرت بجوارها وجدته يمسك احدى يديها بين يديه بنظر اليها بسعادة وبابتسامة جذابة

وتين:"هو ايه اللى حصل يا ثائر انا جرالى ايه"

ثائر:"مفيش يا قلب ثائر متخافيش"

وتين:"هو انا اغمى عليا ليه كده اه يا دماغى"

ثائر:" ده بس علشان انتى دلوقتى شايله فرد جديد من عيلة العمرى يا وتينى"

وتين:"فرد جديد من عيلة العمرى انت قصدك ان انا"

ثائر بابتسامة جذابة:"حاااامل يا حبيبتى انتى دلوقتى فى نونو هنا"

وتين بسعادة غامرة:"بجد يا ثائر انا حامل انا هجيب بيبى هيبقى عندى نسخة مصغرة منك يا حبيبى"

ثائر:"او نسخة مصغرة منك انتى يا قلبى"

وتين:" انا انا مش مصدقة انا فرحانة اوى انا طايرة من الفرحة انا بحبك اوى يا حبيبى شوية حاجات كتير كده ملغبطة على بعض مش عارفة اوصفها يا ثائر"

ثائر:"خلى بالك من نفسك يا قلبى بقى ماشى"

وتين:" ان شاء الله بس اوبا اه لو ولدت وانا فى الدراسة دى تبقى مشكلة ولا أولد فى الامتحانات"

ثائر:"هههه ولا يهمك يا روحى عوضى السنة اللى بعديها احنا ورانا حاجة"

وتين:" على رأيك احنا ورانا حاجة بحبك وانت مشجعنى على الفشل كده يا حبيبى"

ثائر بمزاح:"طبعا تلاقى مين غيرى يشجعك على الفشل يعنى اجيب حد من برا لاء طبعا لازم ابقى فى ضهرك على طول"

وتين:"هههه تعيش يا روحى وتشجعنى ومتحرمش من تشجيعك ده"

احتضنها وهو لايصدق ان الله قد من عليه بجعل زوجته تحمل فى احشاءها طفل منه سيكون رابط يضاف لتلك الروابط التى تربطهم سويا وهى روابط الحب والعشق

*"*"*

تمسك بيدها ذلك الاختبار تبتلع ريقها مرة تلو الأخرى تشعر بدقات قلبها تتسارع مع الزمن فهى شكت فى أمرها منذ ان انتابتها تلك الحالة من الغثيان فارادت ان تتأكد من صحة شكوكها فاشترت ذلك الاختبار حتى تقطع الشك باليقين نظرت اليه بين يديها لاحظت وجود ذلك الخطين فى ذلك الاختبار اتسعت عيناها بقوة لطمت خديها بقوة فهى سينتهى أمرها قريبا فهى الآن تحمل طفلاً عن طريق غير مشروع

هيام:"يا مصيبتى يا مصيبتى اعمل ايه دلوقتى انا خلاص روحت فى مصيبة وروحت فى داهية لو سمير عرف هيقتلنى هيقتلنى انا خلاص حياتى هتنتهى"

ظلت تبكى بقوة وهى ما زالت تلطم خديها لا تعرف كيف تتصرف فى تلك المصيبة التى حلت على رأسها والتى أيضا ستضع حد لحياتها اذا علم اخيها سمعت صوت حركة بالخارج قامت بلم ذلك الاختبار والعلبة الخاصة به بسرعة تلقيهم فى سله المهملات تغلق غطاءها لكى لا يراه احد قامت بغسل وجهها خرجت لمحت امها قد فاقت لتوها من النوم حاولت رسم ابتسامة مهزوزة على شفتيها

هيام:"صباح الخير يا ماما"

عايدة:"صباح النور يا حبيبتى ايه اللى مصحيكى بدرى كده كنتى بتعملى ايه"

هيام:" ولا حاجة كنت فى الحمام"

عايدة:"هى الحلوة مرات اخوكى لسه مصحيتش من النوم  بسلامتها"

هيام:"لاء لسه شكلها نايمة هى وسمير انا هروح اكمل نومى عن اذنك يا ماما"

عايدة:" ماشى يا حبيبتى روحى نامى"

ذهبت سريعا الى غرفتها اغلقت الباب خلفها ارتمت على السرير تكمل بكاءها اخرجت هاتفها لتحدث ذلك الشاب لتخبره بما حدث ظلت تطلب رقمه كثيرا حتى جاءها الرد متأخرا وبصوت ناعس

يحيى بنعاس :" ايوة مين فى ايه على الصبح "

هيام:"انا هيام يا يحيى انت سامعنى"

يحيى:"هيام وانتى عايزة ايه مش قولتلك متتصليش عليا تانى مش رفضتى تعملى العملية انا مش هروح معاكى تانى لو انتى عايزة تروحى خلاص كانت هى فرصة وانتى ضيعتيها مليش فيه"

هيام:" انا متصلتش عليك علشان كده يحيى انا حامل"

يحيى بفزع:"نعم يا اختى حامل ازاى يعنى ومن مين"

هيام:"يحيى انت اتجننت هكون حامل من مين حامل منك انت طبعا اللى فى بطنى ابنك انت"

يحيى:"بقولك ايه شوفى حد تانى ترمى بلاكى عليه انتى تعملى المصيبة وتلبسيهالى وانا ايش ضمنى انه ابنى انا الله اعلم انتى عملتى كده مع مين غيرى"

هيام بدموع:"حرام عليك يا يحيى والله العظيم الحمل منك انت ومحدش لمسنى غيرك"

يحيى:"بقولك ايه متوجعيش دماغى وشوفى حد غيرى ارمى بلاكى عليه وياريت تمسحى نمرتى من عندك مش كل شوية تتصلى وتقرفينى وكمان جيبالى بلوة وعايزة تدبسينى فيها شوفى حد تانى دبسيه فى مصيبتك"

قال ذلك اغلق الهاتف فى وجهها وعادت تتحسر على حالها الذى أوصلته هى الى هذه الحالة فما جدوى الدموع الآن فهى لو بكت انهاراً لن تمحو جرم ما فعلته بحق اهلها وبحق نفسها قبل اى أحد .اثناء وجود "عايدة" فى الحمام لمحت تلك الورقة الصغيرة الخاصة باختبار الحمل بجانب سلسة المهملات قامت برفعها فعلمت انها خاصة باختبار الحمل فتحت السلة عثرت على ذلك الاختبار وهو اختبار حمل ايجابى فعقدت حاجبيها فهى ظنت ان "أميرة" حامل ولم تخبرهم فخرجت من الحمام بيدها اختبار الحمل كان "سمير" مستيقظا للتو من النوم هو وزوجته

سمير:"صباح الخير يا امى"

عايدة:"صباح النور يا حبيبى مبروك يا أميرة"

أميرة باستغراب:"مبروك على ايه بتباركيلى على ايه يا حماتى على الصبح كده"

عايدة:"يعنى كنتى مخبية ليه هنحسدك يعنى ولا ايه دا انا افرحلك هو اللى مش هييجى ده حفيدى برضه وهيبقى ابن ابنى"

سمير:"حفيدك ايه انا مش فاهم حاجة"

عايدة:"انا لقيت اختبار حمل ف الحمام والاختبار ايجابى ليه مراتك مخبية بقى ومش عايزة تقولنا انها حامل شكلها خايفة لاحسدها ولا حاجة"

سمير:"بجد الكلام ده يا اميرة انتى حامل بجد ومقولتليش"

أميرة بدهشة:"اختبار حمل ايه انا مجبتش اختبارات انا مش حامل مين اللى قالكم كده"

عايدة:"امال الاختبار ده ايه العفريت كان عامله ورماه فى السلة فى الحمام"

أميرة:"احلفلك على مصحف يا حماتى ان الاختبار ده مش بتاعى انا معملتش اختبارات والله العظيم انا ما عملت اختبارات حمل"

سمير:"اميرة لو بتهزرى خلاص كفاية احنا عرفنا بقى مفيش داعى انك تخبى علينا"

أميرة:''بهزر ايه ورحمة امى انا ما عملت اختبارات حمل ولا اعرف حاجة عن الاختبار ده ثم لو حامل هخبى ليه هو انا عاملة حاجة غلط ما اكيد كنت هقولكم لو انا حامل ثم انا حلفتلكم بالله انه مش بتاعى"

عايدة:"امال الاختبار ده هيكون بتاع مين"

أميرة:"وانا ايش عرفنى يا حماتى الاختبار ده يكون بتاع مين"

سمير:"معناه ايه الكلام ده يعنى"

حاولت نفض ذلك التفكير عن ذهنها لا يمكن ان ترتكب ابنتها مثل تلك الجريمة ولكنها وجدت ابنها يذهب سريعاً الى غرفة اخته بذهن وافكار على وشك الانفجار إذا صدق ظنه بما يفكر فيه وجدت اخيها يفتح الباب بقوة انتفضت من على سريرها وهى ترى اخيها بتلك الحالة من الهيجان والغضب

هيام بتلعثم:"فففى ايه يا سمير مالك فتحت عليا الباب كده ليه وانا نايمة"

سمير:"فى ايه !انتى اللى تقولينا فى ايه بقى يا ست هيام"

هيام:"مش فاهمة حاجة هو فى ايه يا ماما حصل ايه وسمير عايز منى ايه"

سمير:"امك لقت اختبار الحمل ده فى الحمام واميرة حلفت انه مش بتاعها بتاع مين ده يا هيام"

هيام بتوتر:"انت قصدك ايه يا سمير بكلامك ده ازاى تتهمنى فى حاجة زى دى"

سمير:"قصدى ايه! انتى اللى تفهمينى فى ايه يا هيام والا وربنا ما يطلع عليكى يوم تانى انطقى حالا "

ارتعدت من حدة صوته الصارخة بها بكت بقوة لا تعرف ماذا تقول فأمرها قد انكشف والآن ستتحمل نتيجة اخطاءها

عايدة بتوهان:"هيام اللى بنفكر فيه ده صح الاختبار ده بتاعك انتى"

قام هيام من على السرير تجثو على ركبتيها امام اخيها تطلب منه الصفح قبلت يده لعله يرحمها مما ينوى فعله بها فما رأته فى وجه يدل على انه لن يتركها الا جثة هامدة وسيقضى عليها فى الحال

هيام ببكاء شديد:"ابوس ايدك يا سمير انا غلطانة هو اللى ضحك عليا والله سامحنى يا سمير ابوس ايدك انا مليش ذنب هو اللى غرر بيا وضحك عليا"

سمع سمير  وعايدة ذلك أصابتهم صدمة قوية وضعت زوجته يدها على فمها من شدة صدمتها هى الاخرى لم يدرى بنفسه الا وهو يضربها بكل قوة وغيظ وغضب

سمير بغضب:"يا قليلة الادب يا عديمة الشرف حطيتى راسى فى الطين هتخلينى مضحكة قدام الناس يا زبالة ضيعتى نفسك وضيعتينا معاكى"

عقله يصرخ به الآن ان يقضى عليها ان يجعلها تلفظ انفاسها الأخيرة حتى يتخلص من تلك الكارثة التى حلت على رأسهم الا انه سمع صوت زوجته التى صرخت بأعلى صوتها واتسعت عيناها ذهولاً من ذلك الجسد الذى انطرح على الأرض كأنه فارق الحياة

أميرة بصراخ:" سمييييييييير

...

البارت السادس والعشرون 

سمع سمير  وعايدة ذلك أصابتهم صدمة قوية وضعت زوجته يدها على فمها من شدة صدمتها هى الاخرى لم يدرى بنفسه الا وهو يضربها بكل قوة وغيظ وغضب

سمير بغضب:"يا قليلة الادب يا عديمة الشرف حطيتى راسى فى الطين هتخلينى مضحكة قدام الناس يا زبالة ضيعتى نفسك وضيعتينا معاكى"

عقله يصرخ به الآن ان يقضى عليها ان يجعلها تلفظ انفاسها الأخيرة حتى يتخلص من تلك الكارثة التى حلت على رأسهم الا انه سمع صوت زوجته التى صرخت بأعلى صوتها واتسعت عيناها ذهولاً من ذلك الجسد الذى انطرح على الأرض كأنه فارق الحياة

أميرة بصراخ:" سمييييير الحقنى يا سمير امك مبتنطقش"

ف"عايدة" عندما سمعت ما قالته ابنتها كأنها اصيبت بالشلل غير قادرة على الكلام تنظر الى الفراغ قبل ان تسقط مغشياً عليها من هول ما سمعت من ابنتها انها خسرت نفسها بأبشع طريقة فهى لم تتخيل ان يحدث ذلك يوما ً

سمع "سمير" ذلك ترك "هيام" التى اصبحت تأن من شدة وجع جسدها ولكنها عندما سمعت ذلك اعتدلت فى جلستها جثت بقرب امها المغشى عليها ترجوها ان تستيقظ ودموعها تنزل على وجنتيها

هيام بدموع:" ماما ماما اصحى يا ماما ردى عليا ماما هتروح مننا يا سمير الحقها"

سمير بصراخ:"انتى السبب انتى اللى ضيعتينا كلنا يا هيام منك لله"

أميرة:" مش وقته الكلام ده لازم نلحقها انا هطلب الاسعاف بسرعة"

هاتفت أميرة الاسعاف وصلت فرقة الاسعاف قاموا باخذ "عايدة" الى المستشفى تم توقيع الكشف عليها من قبل احد الأطباء الذى خرج وجد ابنها وزوجته وابنتها فى حالة غريبة

سمير بلهفة:"خير يا دكتور امى عاملة ايه حصلها ايه هى كويسة"

الدكتور:"للاسف ام حضرتك جالها شلل نصفى"

سمعت "هيام" كلام الدكتور بكت بقوة ظلت تلطم خديها على حياتها التى انقلبت رأس على عقب وكل هذا بسبب غباءها الذى اوقعها فى كل تلك المشاكل من البداية

سمير بذهول:" أمى جالها شلل نصفى"

الدكتور:"ايوة شكلها اتعرضت لصدمة كبيرة ربنا معاها ربنا معاها عن اذنكم"

ذهب الدكتور جلس "سمير" مكانه لا يعرف ماذا يفعل او ماذا يحدث لهم فاليوم صارت حياته الى منحنى خطير جدا فامه اصابها الشلل واخته خسرت شرفها وليس هذا فقط فى تحمل جنيناً من طريق غير مشروع ماذا فعل بحياته حتى يعاقب بهذا الشكل ؟ظل يفكر ولكنه فكر ان ما يحدث ربما بسبب عدم انصافه تلك الفتاة والتى كان يعاقبها بالضرب على اشياء لم تفعلها واشياء كانت امه واخته يخبروه بها هل اراد الله ان يريه كيف يكون إساءة معاملة اليتيم ؟فهو لم يرحم ضعفها حتى وصل به الأمر انه كان يريد تزويجها من شاب فاسد فأراد الله انقاذها واصبحت هى الآن تنعم بحياة افضل منهم بينما هم حياتهم انقلبت جحيما واكثر سواداً وسوف يعانون مما يحدث لهم وقتاً طويلاً او ربما الى بقية حياتهم سمعته زوجته يتمتم ببعض الكلمات ولكنها لا تفقه شئ مما يقول

سمير:"هو ده ذنب وتين كل اللى بيجرالنا بسبب اللى عملناه فيها"

أميرة:"بتقول ايه يا سمير كده بصوت واطى"

سمير:"بقول ده ذنب وتين وتين اللى كنت بضربها وكنا معذبنها وحتى اتهمناها فى شرفها وكنت عايز اجوزها جوازة اى كلام ربنا قالى شوف اخر الظلم ايه انا اللى شرفى انداس وبقى فى الطين يا أميرة وانتى اللى كنتى السبب فى كل ده يا هيام ارتاحتى يا هيام يارب تكونى ارتاحتى وخدتى جزائك"

أميرة:"اهدى يا سمير احنا لازم نشوف حل فى الموضوع ده ده موضوع مش هين لازم نفكر كويس"

سمير:"قوليلى يا بت انتى مين اللى عمل فيكى كده انطقى مين الكلب اللى انتى غلطتى معاه"

صرخ بتلك الكلمات فى وجهها انتفضت من مكانها قامت أميرة بجذبه من ذراعه فهو على وشك ضربها مرة اخرى

أميرة:"سمير احنا فى المستشفى اهدى يا سمير لنا بيت نتكلم فيه مينفعش نتكلم هنا"

سمير بسخرية:"لينا بيت البيت اللى هيبقى خراب ودمار البيت اللى لو الجيران عرفت مش هقدر ارفع عينى فى حد بيت ايه يا أميرة"

أميرة:"ربنا ما يجيب خراب ولا دمار ان شاء الله ربنا يحلها من عنده بس اهدى يا سمير"

تركوا والدته فى المستشفى وعادوا الى المنزل بمجرد دخوله جذبها من حجابها بقوة ينظر اليها بنظرات نارية تكاد تحرقها وتحولها الى رماد

سمير:"انطقى يا كلبة مين اللى عمل فيكى كده انطقى يا بت انتى قولى"

هيام:"هقول والله هقول بس سيبنى يا سمير بلاش ضرب"

سمير:"انطقى احسن ما ادفنك واخلص من عارك يا قليلة الادب"

هيام:''هو اسمه يحيى زاهر صفوان"

سمير:"الواد ده يبقى ابن زهران صفوان المقاول"

هيام:"ايوة هو ده ياسمير هو ده"

أميرة:"انت تعرفه يا سمير الواد ده"

سمير:"انا عارف ان زاهر صفوان مقاول ومعروف هنا فى اسكندرية انتى هتفضلى هنا فى البيت لحد ما اشوف حل يا اما هلاقى حل يا اما يا هيام خلاص تودعى حياتك انا مش هعيش بعارك العمر كله وافضل ماشى موطى راسى قدام الناس"

قال "سمير" تلك العبارة  بالغضب الكامن بداخله خرج من المنزل متجه الى منزل ذلك الرجل الذى حصل على اسمه من تلك الفتاة التى حطمت حياتها وحياتهم هم أيضاً

*"*"*

منذ علمه بخبر حملها وهو يجلس بجوارها لا يصدق انه سيصبح أبا لطفل من معشوقته فهو يمرر يده على بطنها بابتسامة عريضة كأنه لا يصدق انه سيصبح اباً بعد مرور بضعة اشهر

وتين بابتسامة:" حبيبى انت كل شوية تحسس على بطنى ليه كده فى إيه"

ثائر بسعادة:"مش مصدق يا وتينى ان انا هيبقى عندى اولاد منك انتى وان انا بعد كام شهر هيبقى عندى ابن او ابنة وهبقى بابا"

وتين:"انت فرحان يا حبيبى ان احنا هيبقى عندنا اولاد"

ثائر:"فرحان! قولى طاير من الفرحة الدنيا مش سيعانى من الفرحة هموت من الفرحة"

وتين:"بعد الشر عليك يا ثائر من اى حاجة وحشة"

ثائر:"تسلميلى يا عشق ثائر وقلب ثائر وحياة ثائر كلها"

وتين:"قولى بقى نفسك فى ولد ولا بنت"

ثائر:"كل اللى يجيبه ربنا رضا و خير وبركة انا ميفرقش معايا موضوع ولد او بنت لو ولد هيبقى ابنى وحبيبى وسندى لما اكبر بنت هتبقى بنتى وحبيبتى واميرتى اللى هعيشها فى دلال ودلع زى أمها"

وتين:"انت نور عين امها انا عايزة اقوم اخد شاور دلوقتى"

ثائر:"لاء تقومى ايه انا هقوم احضرلك الحمام و هشيلك اوديكى الحمام كمان"

وتين:''ياسلام انا حامل مش عيانة يا ثائر مش لدرجة تشيلنى يعنى انا بمشى عادى"

ثائر:"هششش مفيش كلام اللى اقوله يتسمع"

ذهب الى الحمام قام بملأ المغطس بالماء الدافئ قام بحملها وذهب بها الى الحمام وانزلها على الأرض

ثائر:" يلا يا حبيبتى خدى الشاور بتاعك وانا مستنيكى برا لما تخلصى ناديلى ارجعك الاوضة تانى"

وتين:" هههه هو انا مش هعرف اخرج من الحمام لوحدى اهدى يا حبيبى مش كده"

ثائر:" بسسس بلاش كلام كتير انا خارج"

خرج من الحمام  قامت باخذ حمامها وبعد انتهاءها وجدته يدخل ليحملها لاعادها الى الغرفة مرة أخرى اجلسها على السرير وجلس خلفها بيده فرشاة للشعر يمشط به شعرها كأنها طفلة صغيرة

وتين بابتسامة:"وكمان انت هتسرحلى شعرى ايه الدلع ده كله يا ثائر"

ثائر:"الدلع اتعمل علشانك انتى يا وتينى "

وتين:"حبيبى ربنا ما يحرمني منك ابدا يارب"

بعد ان انتهى من تمشيط شعرها احاط كتفيها بذراعيه يستند برأسه على كتفها

ثائر:"وتينى"

وتين:"اممم ايه ياحبيبى فى ايه"

ثائر:" انا بحبك اوى"

وتين:'وانا بموت فيك يا حبيبى .ثائر انا جعانة اوى"

ثائر:"عايزة تاكلى ايه يا قلبى وانا اجبهولك"

وتين بمزاح:"اى حاجة تتاكل وخلاص مش شرط هاتلى بوفتيك ومكرونة ولا شاورما فراخ"

ثائر:"ههههه بوفتيك ومكرونة وشاورما فراخ الساعة دى يا وتين"

وتين:"انا بهزر اى ساندوتش خفيف يبقى تمام"

ثائر:"هنزل اجيبلك من تحت وجاى بسرعة ماشى يا قلبى"

وتين:"متتأخرش بقى ماشى عصافير بطنى بتصوصو"

ثائر:" حاضر الف سلامة على عصافير بطنك"

هبط "ثائر'' الى الاسفل طلب من الخادمة اعداد بعض السندوتشات وايضا تحضير كوب من عصير البرتقال اخذ هو الصينية وصعد الى زوجته مرة اخرى دلف "ثائر" الى الغرفة بابتسامة وجدها تنتظره

ثائر:"حبيبة قلبى الاكل اهو يلا بالهنا والشفا"

وتين:"كوباية عصير البرتقال دى بتعمل ايه هنا يا ثائر"

ثائر:"علشان تشربيها يا حبيبتى"

وتين:'انا مبحبش عصير البرتقال يا ثائر خدها من هنا لو سمحت"

ثائر:'لاء يا حبيبتى هتشربيها ومفيش نقاش دا فيتامين سي"

وتين:"ثائر بجد انا مبشربش عصير البرتقال لا فيتامين سي بلا فيتامين دى"

ثائر:"هتشربيه من هنا وجاى يا عيون ثائر انتى لازم تتغذى ولو شربتيه هجبلك حاجة حلوة  اجبلك عروسة تلعبى بيها"

قال ذلك غمزها بعينيه فهمت مقصدة ضيقت ما بين عينيها فهى تعلم انه يمزح معها بهذه الطريقة

وتين:"انت تقصد ايه يا ثائر قصدك ان انا عيلة مش كده"

ثائر:"ولا حاجة يا روحى ميبقاش ضميرك وحش كده وتظنى فيا ظن مش كويس"

وتين:"انا ضميرى برضه اللى وحش يا ثائر ولا انت دايما تنبسط لما تنرفزنى وتقولى ان انا طفلة فى تصرفاتى"

ثائر:" انتى اللى بتتخيلى حاجات غريبة انا قصدى لو شربتى عصير البرتقال هشتريلك حاجة حلوة واجبلك عروسة علشان النونو تلعبوا مع بعض ان شاء الله ولا تحبى اجبلك دبدوب"

وتين...لا يا راجل ودبدوب كمان دى كده فل اوى وماله هخليك تشتريلى محل لعب بحاله العب بيها انا وابنى ولا بنتى وانت مش هتلعب معانا"

ثائر بتمثيل:" كده اهون عليكم و مترضوش تلعبونى معاكم العب مع مين بقى ها اروح العب فى الشارع"

وتين:''هههه بس بقى عايزة اكل يا ثائر"

ثائر:"بالهنا والشفا يا قلبى"

وتين:''مش هتاكل معايا يا حبيبى"

ثائر:''مليش نفس اكل حاجة ثم انا مش بأكل فى وقت متأخر"

وتين:" بس احنا من ساعة ما وصلنا البيت واغمى عليا وفوقت وانت قاعد جمبى ومأكلتش حاجة لاء خد دى منى"

وضعت فى فمه بعض من الطعام اخذه إكراما لها فقط بالرغم من انه غير راغب فى تناول الطعام

ثائر:'كفاية كده مش عايز تانى كلى انتى يا وتينى"

انتهت من تناول الطعام ارادت النوم تمددت على السرير جذبها اليه وبابتسامة سعيدة اغلقت عينيها من انها سوف تصبح أم

*"*"*

ذهب "سمير" الى عنوان ذلك الرجل الذى من المفترض ان يكون والد ذلك الشاب العابث الذى غرر بأخته وجعلها ترتكب مثل هذه الجريمة

سمير:"انا عايز اقابل زاهر بيه لو سمحتى"

الخادمة:"مين حضرتك اقوله مين"

سمير:"هو ميعرفنيش بس لازم اقابله ضرورى فى موضوع مهم جدا"

الخادمة:"اتفضل حضرتك على ما اديله خبر"

دخل "سمير" المنزل انتظر فى الصالة حتى حضر رجل فى الستينيات من عمره ينظر اليه بتعجب

زاهر:"ايوة مين حضرتك وعايزينى فى ايه"

سمير:"انا حضرتك جاى اقابلك واقابل ابنك يحيى"

زاهر:"خير عايزنا فى ايه يحيى خرج مع أصحابه مش موجود هنا"

سمير:"ابن حضرتك ضحك على اختى وهى حامل منه دلوقتى"

زاهر:"انت بتقول ايه انت ابنى ما يعملش كده انت كداب"

سمير:'لاء عمل واختى دلوقتى حامل وحط شرفها وشرفى فى الطين"

زاهر:"انت جاى تتبلى على ابنى ما تروح تشوف اختك عملت كده مع مين انت جاى ترمى بلاك علينا لاء انا اعرف الاشكال اللى زيك تلاقيك جاى تعمل شبورة علشان قرشين وعامل الفيلم ده علشان عايز تاخد فلوس بس مش انا يا شاطر اللى تدخل عليا المواضيع دى

سمير:"قرشين ايه انا عايزه يصلح غلطه اللى عمله ومش عايز منكم حاجة تانية"

زاهر:"انا ابنى متربى احسن تربيه وميعملش كده انت اللى روح شوف اختك غلطت مع مين وعايزة تلبسها لابنى"

سمير بقهر:"حرام عليك دا شرف بنت ولازم ينستر"

زاهر:"بقولك ايه مش ناقص وجع دماغ ومش عايز اشوفك ولا اسمع كلام فى الموضوع ده انت متعرفش انا مين وممكن اعمل فيك ايه انت فاهم فأحسن لك ما دخلش نفسك فى لعبة انت مش قدها انت مش عارف انا مين ولا ايه انا زاهر صفوان عارف يعنى ايه زاهر صفوان واتفضل يلا من هنا غير مطرود برا"

قام "زاهر" بطرد "سمير" من المنزل خرج "سمير" بشعور من القهر فلو بيده لكان الآن يصرخ باعلى صوته يندب حظه مثل النساء وصل الى المنزل دخل غرفته جلس على السرير راسه بين يده فرت دموعه على وجهه من تلك المصائب التى حلت على رأسه تباعا فاخته الآن لن يستطيع ان يأخذ حقها من ذلك الرجل او ابنه فهم أناس لا يتعاملون الا بالمال ولا سبيل له لمقاومتهم دخلت زوجته وجدته بهذا الشكل جلست بجواره وهى لا تعرف ماذا تفعل هى ايضا؟

أميرة:'سمير عملت ايه معاهم"

سمير:'الراجل طردنى يا اميرة من البيت وبيقولى متوقعش نفسك فى مشاكل الغبية ضيعت نفسها وضيعتنا  معاها"

اميرة:" طب هتعمل ايه دلوقتى يا سمير"

سمير:"مش عارف يا أميرة اعمل ايه انا خلاص مش قادر اتحمل ده كله

أميرة:"انت عارف مين اللى ممكن يساعدك فى الموضوع"

سمير:'مين ده قصدك على مين يا أميرة"

أميرة:"وتين وجوزها هم اللى يقدروا يساعدوك فى الموضوع ده''

سمير باستغراب :"وتين وجوزها يساعدونى ازاى يعنى"

أميرة:'الناس دى محتاجة حد يقفلهم بس حد يبقى فى نفس مستواهم فعلشان كده جوز وتين يقدر هو غنى وانت عارفه باين عليه مبيتأخر عن مساعدة حد يعنى انت لو طلبت من وتين تقوله مش هترفض وممكن فعلا يساعدك"

سمير:"وتين !وتين مش بطيق هيام بسبب اللى كانت بتعمله فيها  يبقى هتساعدها يا أميرة"

أميرة:"وتين قلبها طيب وصدقنى لو عرفت الموضوع مش هتتاخر انها تساعدك دى طيبة اوى"

سمير بأمل:'تفتكرى يا أميرة فعلا ممكن يوافقوا يساعدونى أحل موضوع هيام"

أميرة:"ان شاء الله حاول وشوف وان شاء الله خير"

سمير:"خلاص انا هسافر بكرة القاهرة واروح اطلب منها تساعدنا وكمان اتأسفلها على اللى حصل مننا بس هتأسف على ايه ولا ايه على الضرب والاهانة ولا سوء الظن فيها ولا مستقبلها اللى كنت هضيعه بجوازها من واحد بلطجى"

أميرة:"انا قولتلك وتين قلبها طيب وغلبانة وهتساعدك"

سمير:"هروح وامرى لله واللى ربنا عايزه هيكون"

بعد ان قال ما لديه تمدد على السرير فهو لن يغمض له جفن ولكنه سيتحايل على نفسه بأنه يجب ان ينام الآن

*"*"*

قام من نومه ارتدى ملابسه اقترب من تلك النائمة يطبع تلك القبلة على رأسها التى استفاقت أثرها بتلك الابتسامة الخلابة التى تأسر قلبه وحواسه

وتين بابتسامة:"صباح الخير يا حبيبى"

ثائر:"صباح النور يا وتينى"

وتين:"مصحتنيش ليه اجهزلك هدومك زى كل يوم"

ثائر:"انتى لازم ترتاحى ومتتعبيش نفسك يا قلبى"

وتين:"بس ده هيبقى احلى تعب يا حبيبى علشان خاطرك انت"

قام بطبع قبلة أخرى على رأسها يبتسم لها ابتسامة جذابة من شعور السعادة الذى يشعر به من مجرد رؤيتها فقط

ثائر:"عايزة حاجة يا قلبى قبل ما امشى"

وتين:" عايزة سلامتك يا حبيبى"

ثائر:"مش عايز حاجة اجبهالك معايا وانا راجع يا حبيبتى"

وتين بحب:"عيزاك انتى ترجعلى بخير وسلامة"

ثائر:" تسلميلى يا حبيبتى سلام بقى زمان رمزى جاى تحت دلوقتى وهيقل أدبه زى العادة"

وتين:"هقوم انا كمان زمان مريم جاية معاه وهتفرح اوى لما تعرف ان هيبقى عندها ابن ولا بنت عم"

ثائر بابتسامة:"ربنا يرزقهم هم كمان بالذرية الصالحة"

وتين:"امين يارب"

هبط من غرفته وجد "رمزى"و"مريم" فمريم تأتى للجلوس مع وتين لحين موعد عودة زوجها من العمل

ثائر:"صباح الخير عليكم"

رمزى:"صباح النور يا اخويا كل ده تأخير نموسيتك كحلى يا باشا احنا متأخرين نص ساعة"

ثائر:"اتلم على الصبح احسنلك كاتك داهية فى طولة لسانك الزفر ده يا ابو لسان طويل"

مريم:"صباح النور يا عمو هى فين وتين"

ثائر:" صباح النور يا حبيبتى وتين زمانها نازلة دلوقتى وكمان عندى ليكم خبر حلو"

رمزى:"خير اتحفنا مع ان كل اخبارك سوده يا ثائر ومفيش خبر يسر القلب"

ثائر:"سوده فى عينك طب مش قايل حاجة يا حيوان"

مريم:"لاء قول علشان خاطرى انا يا عمو بليز"

ثائر:''علشان خاطرك انتى يا حبيبة قلب عمو هقول وامرى لله"

رمزى:"ما تنجز وتقول هتنقطنا بكلامك يا اخويا ما تخلص"

ثائر بابتسامة:" خلصت روحك يا رمزى  على فكرة وتين حامل"

مريم بفرحة:"بجد يا عمو الف الف مبروك والله فرحت اوى"

ثائر:" الله يبارك فيكى يا حبيبتى عقبال عندكم انتوا كمان ان شاء الله"

رمزى:"الف مبروك يا غجرى ييجى ويتربى فى عزك ان شاء الله"

ثائر:"تسلملى ياجزمة يلا بينا احنا بقى خلينا نلحق شغلنا"

رمزى:"سلام يا حبيبتى عايزة حاجة منى قبل ما امشى"

مريم:" عايزة سلامتكم مع السلامة"

ذهب "رمزى" و"ثائر" الى الشركة هبطت "وتين" من غرفتها ابتسمت لها "مريم "ابتسامة عريضة واحتضنتها بقوة تريد تهنئتها على حملها الذى علمت به للتو

مريم:" الف الف مبروك يا وتين ربنا يتملك على خير يارب وتقومى بالسلامة يا حبيبتى"

وتين:"الله يبارك فيكى يا حبيبتى وعقبالك انتى كمان ان شاء الله هو عمك اللى قالك"

مريم:"ايوة هو قالنا قبل ما يمشى وانا بجد فرحانة هيبقى عندى اولاد عم يااااه حاجة حلو اوى بس دا انا هبقى امهم مش بنت عمهم ههههه"

وتين:" ههههه ربنا يرزقك انتى كمان بالذرية الصالحة يا مريم "

مريم:"تسلميلى يا رب احنا عايزين نخرج نشترى بقى حاجات للبيبى ونخربها احنا هنسمع خبر حلو زى ده كل يوم"

وتين:"هههههه مش لما نبقى نعرف انا حامل فى ايه الاول"

مريم:"احنا نجيب النوعين واللى يوصل بالسلامة هو وحظه بنوته ولد اللى ربنا يريد بيه انا جالى الحماس وخلاص مقدرش ارجع فى كلامى"

وتين:"ان شاء الله تعالى نفطر انتى فطرتى ولا لسه"

مريم:"فطرت مع رمزى بس مفيش مانع اكل تانى الواحد بيبقى ضعيف قدام الأكل هههه"

وتين:"الف هنا وشفا يارب على قلبك"

كان "سمير" استقل القطار المتجه الى القاهرة للذهاب الى منزل "وتين" بعد ان حصل عليه من" هيام" بعد معرفته انها حاولت الذهاب اليها لمساعدتها وعلمت انها مسافرة وبالرغم من ذلك حصلت على العنوان من فرد الأمن لانها كانت تريد العودة اليها ثانية لمساعدتها وصل الى القاهرة ركب احدى عربات الأجرة متجه الى المنزل وصل الى منزل "ثائر" كانت "وتين' تجلس مع "مريم" فى الجنينة عندما أتت احدى الخادمات لتخبرها بمجئ ضيف يريد رؤيتها

الخادمة:'وتين هانم فى واحد عايز يقابل حضرتك واقف برا"

وتين باستغراب:"واحد مين ده اسمه ايه مقلش على اسمه"

الخادمة:"بيقول اسمه سمير عايز يقابل حضرتك ضرورى"

وتين:" سمير خليه يدخل"

ذهبت الخادمة للسماح ل"سمير" بالدخول نظرت" مريم" الى "وتين" بتعجب من حضور سمير الى المنزل

مريم:"مش سمير ده قريبك يا وتين"

وتين:"ايوة هو يا ترى فى ايه وايه اللى جابه انا من يوم فرحه مشفتوش خالص ولا شوفت حد فيهم"

دلف "سمير اليهم" رحبت به "وتين "ولكن فضولها يتأكلها لمعرفة سبب حضوره

وتين:"اهلا سمير نورت اتفضل اقعد"

سنير:"ده نورك يا وتين ممكن اتكلم معاكى شوية يا وتين فى موضوع مهم"

وتين:"اتفضل قول دى مريم تبقى بنت اخو جوزى اتكلم براحتك"

سمير:"اه فاكرها من يوم فرحك"

وتين:"خير يا سمير فى حاجة حصلت ولا ايه"

سمير:"الصراحة فى مصيبة وعايزك تساعديني فيها يا وتين"

وتين بقلق:"خير كفى الله الشر مصيبة ايه دى قول يا سمير"

اخبر" سمير" و"تين" كل شئ عن تلك المصيبة التى وقعت بها "هيام" بسبب استهتارها وقلة احترامها سمعت وتين ذلك وضعت يدها على فمها من صدمتها فهى لا تتخيل ان يكون وصل الأمر ب"هيام" الى تلك الدرجة

وتين بصدمة:"انت بتقول ايه يا سمير هو اللى حصل ده بجد هيام عملت كده فعلا"

سمير:"ايوة وامى من الصدمة جالها شلل نصفى ولما روحت اتكلم مع ابو الولد طردنى علشان راجل غنى ومقدرتش اقف قصاده ومش عارف اخد حقها منهم"

وتين:"وانت عايزنى اساعدك ازاى يا سمير "

سمير:"عايزك تكلميلى جوزك يساعدنى ان اقف قدام الناس دى علشان انقذ شرف وسمعة هيام لان محدش هيقدر يقف قصادكم الا واحد غنى زيهم ويعرف يتكلم معاهم"

وتين:"فهمتك يا سمير انا هكلم ثائر وان شاء الله الموضوع يتم على خير"

سمير بامتنان:'انا ابقى اسير فضلكم العمر كله يا وتين"

وتين:"متقولش كده متنساش ان احنا قرايب وكلنا مع بعض عيش وملح حتى لو كان حصل ايه"

سمير:"طول عمرك اصيلة واحنا اللى كنا مفتريين عليكى بس ربنا ادانا جزائنا على غلطنا فيكى وفى حقك يا وتين"

وتين:"اللى حصل حصل يا سمير وخلاص الايام اللى فاتت دى نسيتها خلاص بعد ما بقيت مرات ثائر وانا برضه مقدرش اشوف حد فى زنقة زى دى وفى ايدى اساعده واسيبه فانا ان شاء الله هكلم ثائر يحل الموضوع حتى جوز مريم محامى شاطر وهيعرف يتعامل معاهم"

انحنى على يدها يريد تقبيلها شكرأ وامتنانا ولكنها سحبت يدها سريعا قبل لمسها

وتين:"مينفعش اللى بتعمله ده يا سمير"

سمير بندم:"والله انا ندمان دلوقتى على اى حاجة عملتها

فيكى او ان انا افتريت عليكى"

وتين:"خلاص يا سمير ملوش لازمة الكلام ده دلوقتى"

سمير:"انا همشى دلوقتى ارجع اسكندرية"

وتين:"استنى استريح شوية من المشوار"

سمير:"علشان امى فى المستشفى وسايبهم لوحدهم سلام عليكم"

وتين:"وعليكم السلام والف سلامة على والدتك"

خرج سمير من المنزل كل هذا و"مريم "تستمع الى الحوار الدائر بينهم بدون ان تنطق بكلمة واحدة ولكنها شعرت بالذهول من فعل تلك الفتاة كيف تلقى بنفسها الى مصير كهذا

مريم:'يا ربنا ازاى تعمل كده فى نفسها معندهاش عقل تفكر بيه"

وتين:"أدى اخرة تفكيرها وعمايلها ربنا بهديها ويسترها عليها"

مريم:'انتى هتكلمى عمو فى الموضوع ده فعلا"

وتين:"ايوة طبعا هطلب منه ان يساعدهم ده مهما كان عرض بنت ولازم يتستر يا مريم حتى لو كانت ايه"

مريم:"ربنا يسترها علينا جميعا يا رب ويكفينا شر الفضايح"

وتين:"اللهم امين يارب العالمين"

***

عاد "سمير" الى الاسكندرية قاصدا المستشفى التى ترقد به والدته وجد زوجته واخته هناك أيضاً كان لا يلتفت لاخته ولو بنظرة واحدة فهو حتى مشمئز من رؤية وجهها

سمير:"السلام عليكم"

أميرة وهيام:"وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته"

أميرة:" عملت ايه يا سمير مع وتين قابلتها"

سمير:" ايوة روحتلها وكلمتها وشرحتلها الموضوع"

هيام:" وهى وقالتلك ايه ردت عليك بايه"

سمير:"اخرسى انتى خالص مش عايز اسمع صوتك ولا اشوف شكلك يا جلابة المصايب والهم"

سمعت" هيام" كلام اخيها فرت دموعها ساخنة على وجهها من معاملة أخيها فهى تحمد الله على انها مازالت على قيد الحياة ولم يقم "سمير" بقتلها انتقاما لشرفه

أميرة:"اهدى يا سمير وبراحة وقولنا قالتلك ايه وتين"

سمير:"قالت هتكلم جوزها وهو ان شاء الله هيحل الموضوع"

أميرة:"ان شاء الله ربنا يصلح الحال يارب وتعدى الازمة دى على خير"

سمير:"انتى عاملة ايه يا امى دلوقتى صحتك عاملة ايه"

بسبب اصابتها بالشلل كان الكلام يخرج منها بصوت ضعيف وغير واضح كطفل صغير حديث العهد بالكلام

عايدة بحسرة وصوت منخفض:"نحمد ربنا على كل حال"

سمير:"الف سلامة عليكى ان شاء الله ربنا هيشيل عنك ويشفيكى وهنروح البيت"

أميرة:"ان شاء الله يا حماتى ربنا يشفيكى ويشيل عنك"

سمير:"انا جمبك يا امى اطمنى خالص ومتقلقيش"

أميرة:"وانا كمان يا حماتى هشيلك على راسى من فوق"

عايدة بدموع:"تسلمى يا بنتى كتر خيرك"

علم "سمير" انه لم يخطئ فى اختيار زوجته فهى بالرغم مماحدث من امه واخته الا انها تقف بجواره تسانده فى مصيبته فهى حقا من أصل طيب.اصبحت "هيام" الدموع حليفتها فربما هذا عقابها ان تظل باكية حتى تعرف كيف يكون الشعور بالالم والحسرة

***

''فى الشركة"..انهى ما عليه من اعمال اليوم يريد العودة سريعا الى المنزل وكأنه ذاهب الى جنته الخاصة دلف "رمزى" الى المكتب فعلم من منظر وجهه ان لديه ما سوف يعطله عن العودة باكرا اليوم الى المنزل

ثائر:"مالك يا اخويا داخل وشك مقلوب ليه كده"

رمزى:"الشحنة فيها مشكلة يا ثائر"

ثائر:"مشكلة ايه دى اللى فى الشحنة ما كل حاجة تمام وانا رجعت ورقها بنفسى"

رمزى:"المشكلة ان شركة الشحن طالبة فلوس زيادة المرة دى"

ثائر:"ليه ان شاء الله ما فلوسهم واخدينا فى الميعاد عايزين فلوس ايه تانى بتاعة ايه دى"

رمزى:"بيقولوا فى اختلاف فى وزن الشحنة المرة دى فعايز فرق الفلوس علشان هم متفقين على وزن معين للشحنة"

ثائر:'لا والله ده شغل استعباط ولا ايه ما الشحنة هى هى ومفيش فرق فى الحمولة ولا ده تلكيك منهم وخلاص"

رمزى:"انا قولتلك على اللى فيها هتعمل ايه دلوقتى"

ثائر:"قوم بينا نروح نشوف ايه حكاية شركة الشحن دى كمان هو مفيش شركة شحن عدلة يشتغلوا فى الاول كويس وبعد كده يشغلوا الاستهبال والاستعباط"

رمزى:"يلا بينا بس ياريت متروحش تتخانق انا مفييش دماغ احوش فى خناقات اه انا بقولك اهو من قبل ما نمشى ماشى يا ثائر"

ثائر:"انا هتكلم بالذوق ما اتلموش هلغى التعاقد معاهم واشوف شركة تانية بلاش وجع دماغ"

رمزى:"يلا بينا نشوف اخرتها ايه"

خرج "ثائر "مع "رمزى" متجها إلى شركة الشحن لحل تلك المشكلة العالقة كانت "وتين" تنتظره حتى تخبره بما حدث اليوم من مجئ "سمير" وطلبه مساعدتهم ظلت تنتظره ولكنه تأخر اليوم فى العودة الى المنزل

وتين:"هم اتأخروا النهاردة فى الرجوع من الشغل ليه"

مريم:"تلاقى فى حاجة عطلتهم ولا حاجة"

لمحوا دلوف "ثائر" و"رمزى"تنفست"وتين" الصعداء من انه عاد سالما الى المنزل

ثائر:"السلام عليكم"

تين ومريم:" وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

رمزى:"يلا بينا يا مريم علشان نروح"

ثائر:"استنوا  رايحين فين اتعشوا معانا وامشوا"

رمزى:"لاء انا تعبان وعايز انام مش قادر حيلى اتهد النهاردة تصبحوا على خير"

وتين وثائر:"وانتوا من اهله"

اخذ "رمزى" "مريم "وذهب الى منزلهم صعد "ثائر" غرفتهم لتغيير ملابسه تبعته وتين ولكنه لاحظ ان هناك ما يقلقلها فهى تفرك يدها بتوتر وكأن هناك شئ يشغل بالها

ثائر:"مالك يا وتين فى ايه"

وتين:"مالى يا حبيبى انا كويسة اهو"

ثائر:"باين على وشك فى حاجة قلقاكى انتى كويسة يا حبيبتى فى حاجة بتوجعك او حاجة تعباكى"

وتين:" يا حبيبى انا كويسة الحمد لله بس فى حاجة حصلت النهاردة وعايزة اقولك عليها"

ثائر:"حاجة ايه دى خير فى ايه قولى يا قلبى"

وتين:"سمير جه هنا النهاردة وعايز منك خدمة يا ثائر"

ثائر:"خدمة ايه دى اللى هو عاوزها وهو كان هنا امتى"

وتين:" كان هنا الصبح جه بعد انت ما مشيت على الشغل"

ثائر باهتمام:" ها خير فى ايه ماله سمير وعايز ايه"

قصت "وتين" عليه كل شئ اخبره بها "سمير" وما حدث مع هيام ووالدته ورجاءه لها لطلب المساعدة منه فى حل تلك المشكلة جلس" ثائر" يفكر فيما سمعه من زوجته

وتين:'قولت ايه يا حبيبى هتساعده ولا ايه"

ثائر بتفكير:"بالرغم من ان انا مش طايق اللى اسمها هيام دى بس فى الاول والاخر بنت وواقعة فى مصيبة ولازم تتحل وده عرض وشرف ومصيبة كبيرة مش حاجة هينة"

وتين:"يعنى يا حبيبى هتساعدهم يحلوا المشكلة دى"

ثائر:"حاضر يا وتينى هساعدهم علشان خاطرك وكمان منعا للفضايح اللى ممكن تحصلها وربنا يسترها على عباده جميعاً"

وتين بابتسامة:"تسلملى يا حبيبى وربنا ميحرمنيش منك ابدا يارب هقوم اخليهم يحضروا العشا تلاقيك جعان"

اثناء مرورها من جواره مد يده يمنعها من الذهاب قام بجذبها يجلسها بجواره

ثائر:"انتى راحة فين كده وسيبانى يا حبيبتى"

وتين:''هخليهم يحضروا العشا انت مش جعان يا حبيبى ولا ايه"

ثائر:"لاء مش جعان انا لما بشوفك بشبع وحشتينى الشوية دول يا وتينى"

وتين:"وانت كمان يا عيون وقلب وتين "

ثائر:"حبيب ولا حبيبة بابا اخبارهم ايه تمام"

وتين بمزاح:"ههههه الحمد لله كويس وبيسلم عليك كمان"

ثائر:" بيسلم عليا كمان الله يسلمه وييجى بالسلامة ان شاء الله انا الصراحة الدنيا مش سيعانى من فرحتى ان انا هبقى اب"

وتين:"دا انت هتبقى احلى واروع اب فى الدنيا دى كلها مفيش فى حنيتك ولا كرمك ولا شهامتك ولا رجولتك يا حبيبى قليلين اوى اللى زيك اليومين دول يا ثائر كتير بقوا عايشين بمبدأ يلا نفسى انا ومن بعدى الطوفان"

ثائر:" تسلميلى يا روحى وحشتينى يا عشق ثائر"

اقترب منها ظلت يداه حولها حتى شعر باستكانتها بين أحضانه لايعرف لماذا كلما يعانقها يشعر كأنها اول مرة يعانقها فيها فعناقها... حياة اخرى

*"*"*

تجلس فى احدى الكافيهات مع صديقتها المقربة تقلب كوب الشاى الذى بين يديها بشرود تام تفكر فهى منذ حفل الزفاف وهى لم تراه

دولى:" نورين نوريييييييين"

نورين:" ايه فى ايه يا دولى ودانى يا شيخة"

دولى:" انا بقالى ساعة بكلم نفسى وانتى فى دنيا تانية مالك"

نورين:" وحشنى اوى يا دولى ونفسى اشوفه بقالى شهر مشفتوش"

دولى:" هو مين ده حضرتك اللى واحشك اوى كده انا اعرف انك من بعد مروان مكنش فى حد فى حياتك"

نورين:" مش هتصدقى لو قولتلك ان مروان رجع على قيد الحياة من تانى''

دولى:" نورين انتى اتجننتى وجرا لمخك حاجة مروان مات من سنين رجع ازاى يعنى لاء انتى لازم تروحى لدكتور نفسى كده انتى حالتك خطر"

نورين:" انتى فكرانى اتجننت يا دولى"

دولى:" فكراكى! انتى بكلامك ده انتى فعلا اتجننتى مروان عايش ازاى يعنى"

نورين:" طب شوفى الصورة دى كده"

قام باعطاءها الهاتف الخاص بها لتريها صورة خاصة بثائر قد اخذتها له يوم حفل الزفاف"

دولى:'' هو اه فيه شبه من مروان بس اكيد مش مروان"

نورين:" بس انا حاسة كأنه مروان يا دولى"

دولى:" وانتى عرفتيه منين ده وقابلتيه ازاى''

نورين:" قابلته فى المستشفى عند بابى كان مع مراته فى المستشفى"

دولى:" وكمان متجوز دا انتى فعلا حالتك وصلت للجنان الرسمى"

نورين:" مش قادرة امنع احساسى ان انا بحبه يا دولى وانا هقوم اروح بيته وهشوفه"

دولى:" اعقلى يا نورين انتى هتروحيله بيته بأى صفة وكمان مراته معاه قى البيت"

نورين:" مش مهم"

بعد ان اردفت كلماتها استقلت سيارتها قبل ان تلح عليها صديقتها بالتخلى عن تلك الفكرة وجدت نفسها أمام منزله ولكنها ستراه بأى حجة ماذا ستقول؟ تذكرت انها تحمل لوحة معها فى السيارة ستذهب وتقدمها لهم كهدية لزواجهم نزلت من السيارة دخلت المنزل أخبرت الخادمة ثائر ووتين بان هناك زائرة لهم هبطوا الى الاسفل بالرغم من تعجبهم من زيارتها لهم

ثائر:" اهلا يا انسة نورين اتفضلى"

نورين بابتسامة:" شكرا اسفة لو جيت فى وقت مش مناسب"

وتين:" لا ابدا متقوليش كده اتفضلى"

نورين:" انا جيت علشان اقدملكم هدية جوازكم انا عارفة انها متأخرة بس حبيت أهديكم اللوحة دى"

وتين:" شكراً على ذوقك وليه تتعبى نفسك"

نورين:" ولا تعب ولا حاجة وعلى فكرة انا اللى رسماها"

ثائر:" هو حضرتك بتعرفى ترسمى"

نورين:" ايوة ودارسة الرسم فى فرنسا"

وتين:" ربنا يوفقك وشكرا على الهدية"

نورين:" العفو"

كل هذا ووتين تلاحظ نظرة نورين لزوجها فحاولت تمالك أعصابها فتلك الفتاة ربما سيصلوا سويا الى ما لا يحمد عقباه اذا صح ظن وتين فى انها تنظر لزوجها بنظرة لا تعجبها.ارادت نورين الاستئذان بعد ان شعرت انها اكتفت من رؤيته اليوم فهى يجب ان تذهب حتى لا يشكوا فى أمرها فهبت واقفة تريد الانصراف

نورين:" عن اذنكم انا بقى تصبحوا على خير"

ثائر:" وانتى من اهله يا آنسة مع السلامة"

نورين:" الله يسلمك يا استاذ ثائر"

لاحظت "وتين" اللهجة الودية التى تنطق بها هذه الفتاة اسم زوجها فهى كأنها تتلذذ بنطق الإسم بعد خروج نورين لاحظ ثائر ان وتين ربما تفكر في شئ الآن

ثائر:" مالك يا وتين"

وتين:" هى البت دى عايزة ايه منك بالظبط يا ثائر لان الموضوع كده مش مريح"

ثائر:" والله ما اعرف وانا مليش علاقة بيها اصلا"

وتين:" حبيبى انا عارفة انك ملكش علاقة بس عايزة اعرف هى عايزة توصل لايه بس ثوانى كده هى قالت انها بترسم وهى اللى رسمة اللوحة"

ثائر:" اه هى قالت كده "

وتين:" يبقى هى اللى كانت رسمتك وبعتتلك الصورة فى المستشفى"

ثائر:" تفتكرى تكون هى اللى عملت كده"

وتين:" دى حاجة واضحة اوى يا ثائر شكلها كده عينها منك ولو ده طلع بجد انا مضمنش انا ممكن اعمل فيها ايه اللى بس عقلها يوذها انها تقرب منك او تاخدك منى تقول على نفسها يا رحمن يا رحيم"

ثائر:" يا سلام على مراتى الشرسة وقتالة القتلة ههههه"

وتين:" انت بتتريق عليا يا ثائر"

ثائر:" وانا اقدر برضه يلا نطلع ننام علشان شغلى الصبح"

اخذها صعدوا الى غرفتهم وهو يفكر فى ايجاد حل لتلك الفتاة قبل ان تتمادا اكثر فى تصرفاتها وتضايق زوجته فهو لا يريد اى شئ يضايقها او يعكر صفو مزاجها وخاصة انها حامل

*"*"*

"فى الشركة"...طلب "ثائر" من "رمزى" ايجاد حل لذلك الموضوع الذى اخبرته به "وتين" بحكم عمله فهو محامى ويعرف كيفيه حل مثل هذه المواضيع ويعرف ايضا الخل المناسب فى تلك المواقف

ثائر:"ها ايه رايك في الكلام اللى سمعته هنعمل ايه يا رمزى"

رمزى:" والله احنا نروح نكلم ابو الولد بالهداوة كده والموضوع يتحل يا اما نرفع قضية هتك عرض بنت واثبات نسب"

ثائر:"وانت شايف انهى حل فيهم احسن ويجيب نتيجة بسرعة"

رمزى:"ان الموضوع يتحل ودى لان سكة المحاكم سكة طويلة ولو الواد ده ابوه واصل يبقى هيزوروا ويزهقونا ويقرفونا فى عيشتنا يا ثائر فالافضل نكلم ابوه مع شوية تهديد منك كده على خفيف يمكن الموضوع يخلص بسرعة"

ثائر:"اهدده ازاى يعنى يا رمزى"

رمزى:"يعنى هتقوله ان ممكن تعمله فضايح وتبيلنه انك مستبيع ومش هامك حاجة ممكن يخاف ولو عرف انك غنى وملكش غرض غير انك تلم الموضوع والواد يتجوز البت يعنى مش بتعمل كده علشان عايز منه فلوس او حاجة"

ثائر:"وتفتكر الراجل هيقتنع بالكلام ده"

رمزى:"ده شغلك انت بقى طلع جينات الغجر اللى عندك وورينا مواهبك يا ثائر "

ثائر:"عايز تشوف مواهبى حاضر يا حبيبى من عنيا الاتنين بس كده يا نهار ابيض انا عندى كام رمزى"

قام بثنى اكمام قميصه على ساعديه رأى "رمزى" ذلك فر هربا من اماهه سريعا قبل ان يقوم من مكانه

ثائر:"رايح فين يا جبان تعال هنا يا خواف"

رمزى:"انا بهزر معاك يا ثائر يا حبيبى مالك بقيت عصبى ليه كده تؤ تؤ كده مش هينفع انت لازم تشوف حل فى عصبيتك دى كده غلط على صحتك"

ثائر:"ما انا عارف الحل ايه علشان افضل هادى على طول يارمزى''

رمزى:"حل ايه ده يا ثائر قولى عليه بسرعة"

ثائر:"ان انا اخلص منك يا رمزى ومن شكلك وساعتها هفضل هادى والحياة هتبقى حلوة"

رمزى:'' هو انت ايضا تقدر تعيش من غير ما تشوفنى دا انت تموت"

ثائر:" موتة تاخدك يا اخى"

رمزى:" خلينا فى المهم بقى انت هتسافر اسكندرية امتى"

ثائر:"بكرة ان شاء الله وانت طبعا جاى معايا دى مش عايزة ذكاء يعنى"

رمزى:"عارف يا اخويا ما هو اصل انا خلفتك ونسيتك اروح وراك فى كل حتة انت هتاخد وتين معاك وانت مسافر علشان كده اجيب مريم"

ثائر:"لاء انا خايف عليها وكمان حملها لسه في الاول ومش عايزها تتعب انا اسافر انا وانت بس سريع سريع ونحل الموضوع ونرجع بسرعة علشان وتين ومريم"

حل صباح اليوم الجديد بعد ان قام بتوديع زوجته اتجه "ثائر" بسيارته الى الاسكندرية يصطحب معه" رمزى" لحل مشكلة تلك الفتاة وصلوا الى الاسكندرية ذهبوا الى الشقة ارتاحوا قليلا من الطريق قام "ثائر" بمهاتفته سمير لكى يقابله حتى يذهب معه الى منزل ذلك الرجل الذى يود ان يتفاهم معه بخصوص تلك المشكلة

ثائر:"سلام عليكم انا ثائر العمرى جوز وتين يا استاذ سمير"

سمير:"ايوة يا ثائر بيه انا معاك"

ثائر:"انا جيت اسكندرية النهاردة وكنت عايز اقابلك علشان تعرفنى على ابو الولد اللى عايزنى اتكلم معاه بخصوص موضوع اختك"

سمير:"طب حضرتك تحب نتقابل فين وانا اقابلك ونروح لهم البيت بتاعهم"

ثائر:"فى المكان اللى يعجبك وانا جبت معايا واحد صاحبى محامى شاطر ويبقى كمان قريبى وهيحللك الموضوع ده ان شاء الله وهيخلص على خير بأذن الله من غير شوشرة"

سمير بامتنان:"انا مش عارف اشكرك ازاى واشكر وتين على وقفتكم معانا"

ثائر:"متقلش كده انتوا برضه قرايب مراتى ها مقولتليش اقابلك فين يا استاذ سمير"

سمير:"انت هتقابلنى فى ......


الفصل السابع والعشرون والثامن والعشرون من هنا 

  لقراءة جميع حلقات الرواية من هنا

تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة