رواية دمية في يد غجري الفصل الثالث 3 والرابع 4 بقلم سمسم


 رواية دمية في يد غجري

الفصل الثالث 3 والرابع 4

بقلم سمسم

ذهبت وتين الى المطبخ لجلب المشروبات وضعت الصينية على الطاولة وجلست هى الأخرى ولكن عندما تقابلت نظراتها مع نظرات اسامة وجدته ينظر لها بطريقة غامضة فاستغربت فهذه ليست نظرة مريحة فسألت نفسها ماذا حدث له ؟

أسامة:"طبعا يا سمير انت عارف انا جاى ليه النهاردة"

سمير:"أه انت قولتلى"

اسامة:"ايوة والنهاردة انا جاى اتقدم بشكل رسمى"

سمير:"والكلام على مين ان شاء الله"

أسامة:"على اختك هيام"

ابتسم سمير وعايدة وهيام التى نظرت الى وتين بنظرة انتصار كانت وتين كأنها سقط شئ على رأسها بقوة فهل ما سمعته حقيقياً هل طلب يد هيام للتو فلماذا اخبرها انه يريد خطبتها هى اذا كان يريد ان يتزوج من هيام ؟ كانت تشعر ان دموعها تجمعت بعينيها فارادات الذهاب حتى لا تسقط دموعها امامهم

وكان حال والديه لا يفرق عن وتين فهو اخبرهم انه يريد خطبة وتين وليست هيام فلماذا الآن قال انه يريد الزواج من هيام؟

أسامة باصرار:"قولت ايه يا سمير"

سمير:"والله انا معنديش مانع  بس الرأى رأى هيام"

اصطنعت هيام الخجل وفرت هاربة الى غرفتها فهذه مجرد حيلة حتى تظهر لهم انها من النوع الخجول

عايدة بابتسامة:"على خيرة الله ان شاء الله نلبس دبل بعد اسبوع"

نادية بعدم فهم:"ان شاء الله"

بعد انتهاء جلستهم واتفاقهم على ميعاد الخطبة ذهب اسامة واهله الى منزلهم

كانت هيام فى شدة سعادتها انها استطاعت ان تاخذ من وتين العريس المنتظر ان يتزوجها فهى فتاة ليست سهلة ابدا

كانت وتين فى غرفتها تجلس على السرير تبكى بشدة على حلم مات فى مهده فلماذا فعل بها ذلك ؟ لماذا ؟ ظلت تفكر كثيرا ولكنهالم تصل الى جواب يرضيها وجدت باب الغرفة تفتحه هيام وتدلف منه بتلك النظرة الشامتة والتى تحوى كثير من الحقد الدفين فى قلبها

هيام:"مش هتقوليلى مبروك ولا ايه يا وتين"

وتين:"مبروك يا هيام ربنا يتمملك بخير"

هيام:"قلبك طيب اوى يا وتين انا عارفة ان المفروض تكونى انتى العروسة بس معلش تكون فى بوقك وتقسم لغيرك"

وتين:"انتى قصدك ايه"

هيام:"قصدى ان كنت عارفة ان اسامة جاى يخطبك انتى مش انا"

وتين:"وايه اللى حصل خلاه يغير رأيه"

هيام:"اللى خلاه يغير رأيه الصور دى"

قامت بوضع الهاتف امام وجه وتين نظرت الى الصورة باستغراب شديد ففى الصورة هيثم يمسك يدها

وتين:"ايه الصورة دى"

هيام:"دى صورة صورتهالك واحنا فى الجامعة "

وتين:"بس الصورة دى انا معملتش حاجة"

هيام ببرود:"عارفة بس اللى يشوفها هيقول حبيب ماسك ايد حبيبته وانا عملت اكونت من غير اسم وبعتها لأسامة على الفيس على الخاص قبل ما ييجى يعنى حتى هو ميعرفش ان انا اللى بعت الصور"

وتين:"انا دلوقتى فهمت انتى شككتية فيا علشان تاخديه انتى"

هيام:" شطورة برافو عليكي يا وتين بس الصراحة مجاش فى بالى انه هيخطبنى انا بعت الصور على اساس انه هيشوفها ومش هييجى بس شكله دماغه ناشفه ومحبش يبين نفسه عيل قدامنا فجه وخطبنى انا بدالك"

وتين:"ليه حرام عليكى هو انا عملت فيكى حاجة لده كله انك تشوهى سمعتى ثم انك هترضى على نفسك تتخطبى لواحد واخدك عند مش حب"

هيام:"ماهو مش كل حاجة انتى تاخديها كلية حلوة ودخلتى عايزة كمان تاخدى الشاب اللى بنات الشارع هتموت عليه لاء كفاية عليكى كده"

وتين:"حسبى الله ونعم الوكيل فيكى"م

بعد ان قالت هيام ما لديها خرجت من الغرفة وعادت وتين الى بكاءها مرة اخرى فالى متى سيظل هذا الحال؟

**

"فى منزل أسامة"

كان يجلس ينفخ من الغضب فلماذا وثق بها لماذا انخدع فى مظهرها هكذا وسوس له عقله فكلما ينظر الى الصور المرسلة اليه على هاتفه يغلى من الغيظ لاجل هذا اراد ان يكسرها وأن يحطم احلامهاو يراها حزينة لذلك طلب يد هيام لتعرف انه يمكن ان يطلب يد فتاة افضل منها

رفعت:"هو ايه اللى انت عملته ده يا اسامة"

أسامة ببرود:"عملت ايه"

نادية:"مش المفروض كنت تطلب ايد وتين"

رفعت:"روحت وطلبت ايد هيام ليه"

أسامة:"اكتشفت ان وتين بنت اخلاقها مش كويسة"

نادية:'وانت عرفت ازاى الكلام ده"

أسامة:"من الصور دى"

أعط الهاتف لوالدته ووالده نظروا الى الصور المرسلة اليه

رفعت:"بس ازاى ده حصل"

نادية:"والبنت مشفناش منها حاجة وحشة"

أسامة:'الظاهر ده كله قناع بتلبسه قدامنا وهى فى الحقيقة اخلاقها زبالة"

رفعت:"جايز يا بنى مظلومة"

اسامة:"مظلومة ازاى وانتوا شوفتوا الصور"

نادية:"طب لما انت شوفت الصور روحت وطلبت ايد هيام ليه"

أسامة بغيظ:"علشان اوريها مقامها وتعرف ان انا هتجوز واحدة احسن منها"

رفعت:"وانت من امتى بتفكر بالطريقة دى"

أسامة:"من ساعة ما كسرت ثقتى فيها"

نادية:"وهتعمل ايه هتكمل جوازك من هيام"

أسامة باصرار:"ايوة هكمل جوازى منها"

***

مريم:"خلصتى يا دادة الساندوتشات"

حسنية:"ايوة يا حبيبتى بس انتى متحمسة اوى ليه كده تروحى تقعدى على البحر"

مريم:"يمكن وتين تيجى تقعد معايا"

حسنية:"مش انتى امبارح روحتى وهى ما جاتش"

مريم:"يمكن حصل ليها ظروف وهتيجى النهاردة يلا بقى"

حسنية:"ماشى يا ستى الحاجة اهى اتفضلى"

مريم:"تسلميلى يارب"

حسنية:"وتسلمى يا حبيبتى انا فرحانة ان انا شيفاكى مبسوطة وسعيدة يا حبيبتى ان شاء الله دايما تكونى مبسوطة على طول"

ابتسمت لها مريم واخذت من يدها الأكل والعصائر وذهبت للمكان الذى ربما تجد فيه وتين وصلت إلى المكان انتظرت بعض الوقت ولكنها لم تظهر بعد فكرت ان تعود إلى الشقة ولكنها لمحت وتين تقترب منها

مريم:'وتين ازيك عاملة ايه مجتيش امبارح ليه"

وتين بحزن:"كان عندى ظروف منعتنى اجى"

مريم:'مالك يا وتين"

وتين:"مالى فى ايه"

مريم:"حاسة كأنك زعلانة او فى حاجة مضيقاكى"

وتين بابتسامة حزينة:"متشغليش بالك "

مريم:"لاء بجد فى ايه احكيلى اقعدى واحكيلى انا جايبة سندوتشات وعصاير علشان نتسلى انا وانتى"

ابتسمت وتين لهذه الفتاة فهى لم تقابلها سوى مرة ولكنها تتعامل معها بكل ود وحب جلست بجانبها

وتين:"مكنش ليه لزوم تتعبى نفسك"

مريم:"ازاى تقولى كده بالرغم من ان انا اعرفك من كام يوم بس بس حاسة كأن انا اعرفك من زمان جايز علشان احنا الاتنين ظروفنا واحدة واحنا الاتنين اهالينا ماتوا جايز علشان كده انا حاسة باللى انتى حاسة بيه"

وتين:"بس انا حاسة بعذاب وقهر"

مريم:"ليه الناس اللى انتى قاعدة معاهم مش كويسين معاكى"

وتين:"دول بيعاملونى كأن انا الشغالة بتاعتهم"

مريم:"ياخبر هم مفيش فى قلوبهم رحمة "

وتين:'ميسمعوش عنها ولا موجودة فى قاموسهم"

مريم:"وهو ده اللى مزعلك"

وتين:'اللى زعلنى ان الانسان اللى كنت هرتبط بيه طلب ايد واحده تانية"

مريم:"ازاى ده حصل"

روت وتين لمريم كل شئ عن حياتها وعن أسامة وما فعلته هيام وخطبته لها بدلا منها

مريم:"يا ساتر هو فى ناس كده"

وتين:"ايوة هم دول اللى انا عايشة معاهم"

مريم:"وانتى محاولتيش تفهمى اللى اسمه اسامة ده ان اللى حصل ده مقلب من هيام"

وتين:"انتى ما شفتيش هو بيبصلى ازاى دلوقتى نظرته كلها احتقار"

مريم:"سيبك منه هو كده ميستاهلكيش اللى يحكم من غير ما يفهم يبقى انسان غبى"

وتين:"كله مقدر ومكتوب"

مريم:"متزعليش نفسك راح واحد ييجى بداله الف"

وتين:"الظاهر كده مش مكتوبلى افرح"

مريم:"متقوليش كده انتى مليون واحد يتمناكى انتى زى القمر وتستاهلى كل خير"

وتين بابتسامة:"تسلمى يا مريم انتى كلك ذوق"

مريم:"يلا ناكل ومتفكريش فى حاجة ربنا ان شاء الله هيعوضك باحسن منه"

***

"فى الشركة"

حضرت مى لامضاء العقود النهائية بين الشركة التى تعمل بها وشركة ثائر العمري وكل مرة عندما تراه تبتسم له ابتسامة عريضة بالرغم من انه يستغرب ابتسامتها احيانا

مى:"اتفضل يا ثائر بيه العقود اهى جاهزة على الامضاء"

ثائر:"على طول كده جاية متحمسة"

مى:"طبيعة شغلى يا افندم"

ثائر:"ده ما يمنعش انك تشربى حاجة الاول "

مى:"ملوش لزوم"

ثائر:"لاء ازاى لازم طبعا اجبلك عصير ليمون ولا تحبى تشربى حاجة تانية"

مى بابتسامة:" ماشى خليها عصير ليمون"

التفت ثائر لم يجد رمزى موجود طلب المشروبات من البوفيه رن على هاتف رمزى

ثائر:"رمزى انت فين"

رمزى:"خير فى ايه"

ثائر:"فى ايه! انت ناسى ان النهاردة هنمضى عقود شركة الشحن"

رمزى:"اه انا نسيت خالص ماشى جاى حالا"

ثائر:'بسرعة يا أخويا ومخصوم منك الشهر ده"

رمزى:"كمان حسبى الله ونعم الوكيل"

ثائر:"بتتحسبن عليا كمان مفيش فلوس خالص"

رمزى:"بس اما اجيلك يا غجرى حاضر"

ثائر:"انجز وتعال بسرعة"

قام باغلاق الهاتف دخل الى مكتبه مرة أخرى معتذرا عن تأخيرها كل هذا الوقت

ثائر:"اسف ان انا اخرتك بس رمزى مكنش موجود وهو جاى حالا"

مى بابتسامة:"لا ابدا محصلش حاجة دى فرصة سعيدة"

ثائر باستغراب:"انا اسعد"

وصلت المشروبات اخذ قهوته يرتشفها ببطئ حتى يحين موعد قدوم رمزى وكلما رفع نظره اليها يجدها تنظر اليه وتبتسم فعقد حاجبيه استغرابا من تصرفها فما بها هذه الفتاة منذ ان اتت الى الشركة وهى عندما يرفع نظره اليها يجدها تتأمل ملامحه هل يوجد به شئ خاطئ هل هناك شئ على وجهه لا يراه

ثائر:"هو حضرتك بتبصيلى ليه كده"

مى بتوتر:'ببصلك ازاى يعنى"

ثائر:"زى ما يكون فى حاجة فى وشى وانا مش واخد بالى"

مى باحراج:'لا ابدا عادى انا اسفة ان كنت ضايقتك"

ثائر:"انا مش قصدى انا بسأل علشان لو فى حاجة على وشى اشيلها"

مى بدون وعى:"لا ابدا دا انت وسيم اوى وقمور خالص"

ثائر بحاجب مرفوع:"افندم"

مى:"قصدى ان حضرتك مفيش حاجة فى وشك يعنى"

ثائر:"طيب"

حضر رمزى وتم توقيع العقود حمدت مى ربها ان الموضوع انتهى على خير

مى:'الف مبروك يا ثائر بيه"

ثائر:"الله يبارك فيكى وان شاء الله التعاون بينا يستمر"

مى:"ان شاء الله وشكرا على ثقتك الغالية دى عن اذنك"

ثائر:'اتفضلى ومع السلامة"

مى:"الله يسلمك"

خرجت مى من المكتب نظر رمزى الى ثائر فاستغرب ثائر نظرته اليه

ثائر:"مالك ياض انت بتبصلى كده ليه"

رمزى:"معجب يا حبيبى"

ثائر:"لا والله ودا من امتى"

رمزى:"البت دى شكلها بترسم عليك يا ثائر"

ثائر:"انت اخدت بالك"

رمزى:"دى حاجة واضحة زى الشمس"

ثائر:"ترسم براحتها انا مليش فى الحوارات دى "

رمزى:"امال ليك فى ايه فى انك تمرمطنى وراك وكمان مش عايز تدينى فلوسى"

ثائر:"انت عايز فلوس يا حبيبى"

رمزى:"ايوة كل بعقلى حلاوة"

ثائر:"ماليش فى الحلاوة"

رمزى:"اجبلك جبنة"

ثائر:"دمك يلطش يا رمزى"

رمزى:'مش اكتر من دمك يا حبيبى"

ثائر:"على فكرة انا مسافر اسكندرية بكرة علشان مريم"

رمزى:"هتغيب كتير"

ثائر:"على حسب الظروف"

رمزى:"طب تعليماتى بقى قبل ما تسافر مش عايز جر شكل مع حد متمديش ايدك على حد ومتتخانقش مع حد مفهوم"

ثائر:"ايه يا واد الجرأة اللى بقيت فيها دى من امتى دا"

رمزى:"من هنا وجاى ماشى طبع الغجر ده بطله اليومين اللى انت مسافرهم دول مش عايز شحططة وراك"

ثائر:"هحاول"

رمزى:"لاء انت تنفذ مش تحاول بس"

ثائر:"نفسى اقوم ارزعك علقة بس ماسك نفسى بالعافية"

رمزى:"مد ايدك كده وانت مش هتعرف انا هعمل ايه"

ثائر:"هتعمل ايه يعنى"

رمزى:"هقوم أجرى طبعا هى دى محتاجة سؤال هو انا حمل ايدك دى"

ضحك ثائر بقوة على كلام رمزى وشاركه رمزى الضحك أيضاً فثائر مهما حدث بينهم الا انه لم يصل الى ان يقوم احدهم بضرب الآخر

ثائر:"طب يلا بينا نقوم نمشى"

رمزى:"يلا بينا"

خرج ثائر ورمزى من الشركة ولكنهم لاحظوا وقوف مى بجانب سيارتها فربما بها عطل اقترب منها ثائر ليسالها عن سبب وقوفها بهذا الشكل

ثائر:"فى حاجة يا آنسة مى"

مى:"الظاهر ان عجلة العربية نامت"

ثائر:"طب اتفضلى اوصلك"

مى:"لا شكرا مش عايزة اتعبك"

ثائر:"لا تعب ولا حاجة اتفضلى"

مى بابتسامة:"متشكرة جدا"

قامت مى باغلاق سيارتها وذهبت الى سيارة ثائر ركبت فى الخلف بينما ركب رمزى امام بجواره

ثائر:"انتى ساكنة فين يا آنسة مى"

مى:"فى مصر الجديدة انا عارفة هيبقى مشوار طويل"

ثائر:"لا ابدا ولا يهمك"

تحرك ثائر  بسيارته متجهاً الى منزل مى حسب وصفها له كان كلما نظر الى المرآة يجدها تنظر اليه وتبتسم فيحول نظره سريعا عاقدا حاجبيه فما لها هذه الفتاة تحدق بوجهه هكذا وصلوا الى المنزل نزلت مى من السيارة

مى:"انا متشكرة جدا على ذوقك"

ثائر:"ولا يهمك يا آنسة مى"

مى:"اتفضلوا اشربوا حاجة"

ثائر:"لاء شكرا عن اذنك"

مى:"مع السلامة"

ثائر:"الله يسلمك"

قال ذلك ثم انطلق بسيارته مبتعدا عن المنزل بينما ظلت هى واقفة مكانها حتى غابت السيارة عن عينيها

كان رمزى جالس بجواره ولا ينطق اراد سؤاله عن سبب تصرفه فهذه ليست عادته

ثائر:"مالك ساكت ليه"

رمزى:"هى البت دى عايزة منك ايه"

ثائر:"بت مين"

رمزى:"مى يا ثائرمش عارف مى"

ثائر:"هتكون عايزة ايه يعنى منى"

رمزى:"انا عارف بس التسبيل كتر قوى"

ثائر:"مش عارف فى ايه بجد"

رمزى:"هى بسلامتها مش شايفة الدبلة اللى فى ايدك ولا نظرها ضعيف"

ثائر:"مع ان الدبلة عريضة وباينة اوى فى صباعى"

رمزى:"يمكن هى اللى مش عايزة تشوفها ووقعت فى غرامك"

ثائر:"بطل هزارك ده يا رمزى"

رمزى:"انا مبهزرش على فكرة انت لازم تشوف حل بدل ما تتعشم اكتر من كده"

ثائر:"حاضر هقولها شايفة الدبلة اللى فى ايدى دى يا مى"

رمزى:"بتستظرف يا اخويا انت مش ناوى تتم جوازك بقى"

ثائر:"لسه بتقول عايزة تدرس اخلاقى"

رمزى:"ما اخلاقك زفت وعارفينها ايه الجديد"

ثائر:"انا اخلاقى زفت ياض انت"

رمزى:"اه اكدب عليك يعنى ما انت غجرى وكلنا عارفين كده"

ثائر:"تصدق انا أخلاقي زفت علشان مصاحب واحد زيك"

رمزى:"اه ماانت لازم تستحملنى امال مين يحل مصايبك"

ثائر بجدية:"هو بجد اخلاقى وحشة يا رمزى"

رمزى بصراحة:"على فكرة انا بهزر معاك انت شهم وراجل اوى على فكرة بس حتة الضرب دى اللى مش مريحانى"

ثائر:"مش عارف ساعتها بحس ان الدم غلى فى عروقى ومبحسش انا بعمل ايه بضرب على طول"

رمزى:"دى الجينات بقى نعمل ايه"

ثائر:"على رأيك جينات"

رمزى:"انت مسافر اسكندرية بكرة على الساعة كام"

ثائر:'هسافر على الضهر"

رمزى:"ترجع بالسلامة ومش هوصيك بقى تانى"

ثائر بابتسامة:"هحاول يا رمزى وامرى لله"

***

كانت فى غرفتها واضعة رأسها بين يديها وتشعر بسيلان الدموع من عينيها قامت لكى تفتح الشباك فهى بحاجة إلى استنشاق الهواء عندما فتحت الشباك وجدت أسامة ينظر اليها نظرات احتقار فقامت بغلق الشباك مرة ثانية

دخلت عايدة الى الغرفة لتنادى عليها

عايدة:"ايه انتى مش سامعة كل ده وانا بنادى عليكى"

وتين:"ايوة يا مرات عمى فى ايه"

عايدة:"البسى علشان تنزلى مع هيام تشترى فستان للخطوبة"

وتين:"بس انا عندى مذاكرة"

عايدة:'اما ترجعى تذاكرى يلا خلصى"

وتين:"حاضر يا مرات عمى"

قامت وتين بتغيير ملابسها خرجت الى الصالة وجدت هيام تنتظرها واضعة قدم على الاخرى وعلى وجهها امارات التأفف كالعادة

هيام:"كل ده سيادتك بتغيرى هدومك"

وتين:"خلاص خلصت يلا بينا"

هيام:"يلا يا برنسيسة"

خرجت وتين وهى لا تتفوه بكلمة فماذا تقول فهذه هى حياتها وهذا سيكون مصيرها تجولت هيام فى العديد من المحلات لاختيار فستان لخطبتها دخلت الى محل لترى الفساتين المعروضة فيه قابلتهم البائعة

البائعة:"اهلا يا افندم بتدوروا على حاجة معينة"

هيام:"عايزين فستان علشان خطوبة"

البائعة:"علشان القمورة دى"

اشارت البائعة الى وتين التى كانت تنظر الى الأرض ولم ترفع رأسها الا عندما سمعت كلام البائعة فهى تظنها العروس

هيام بغيظ:" لاء ده علشانى انا"

البائعة:"اه اسفة اتفضلى حضرتك اختارى وشوفى اللى يناسبك"

قامت هيام باختيار عدة فساتين لقياسها ودخلت الى البروفة المخصصة لقياس الفساتين

البائعة:"وانتى مش عايزة فستان"

وتين بصوت منخفض:"لا مش عايزة"

البائعة:"لاء ليه احنا عندنا فساتين جميلة وعليكى هتبقى روعة انتى جميلة"

وتين:"شكرا على ذوقك"

البائعة:"انا بتكلم جد انتى لو لبستى مع جمالك ده تخطفى القلوب بسرعة"

وتين:"وانا مش عايزة اخطف قلب حد"

البائعة:"باين عليكى حزينة اوى"

وتين:"متشغليش بالك"

خرجت هيام وهى ترتدى فستان لتعرف رأيهم فيه

هيام:"حلو الفستان ده"

وتين بقلة حيلة:"حلو"

هيام:'ينفع يعنى يوم الخطوبة"

وتين:"ينفع مبروك"

كانت كل افعال هيام تضايق وتين ولكنها لا تستطيع الاعتراض فهى اصبحت تتحمل فوق طاقتها

هيام:"خلاص هاخد ده"

البائعة:"مبروك عليكى الفستان"

هيام:"شكرا"

حملت وتين الحقيبة التى تحوى كل ما اشترته هيام من اجل خطبتها تمشى بخطوات ثقيلة فهى تريد ان تصرخ الآن فهى لم تعد تقوى على تحمل المزيد وصلوا الى المنزل أمرتها هيام بان تضع الاغراض فى الغرفة

هيام:"دخلى الشنط فى اوضتى"

وتين باستسلام:"حاضر"

دخلت وتين الى غرفة هيام وضعت الاغراض على السرير ثم فرت هاربة الى غرفتها تحتمى بين جدرانها التى اصبحت تشهد على عذابها الذى لن ينتهى ودموعها التى لا تجف من تلك العينان التى اصبح مصيرها البكاء الدائم

***

سمع رنين هاتفه قام بالرد عليه ببعض الكلمات المختصرة ورمزى جالسا لم يفهم شئ مما يحدث

رمزى:"انت كنت بتكلم مين"

ثائر:"ايه فضولك ده وعايز تعرف ليه"

رمزى:"بجد يا ثائر فى ايه"

ثائر:"فى ان شكلى قربت الاقى الراجل اللى بدور عليه"

رمزى:"فرج ! "

ثائر:"ايوة هو وشكل النهاردة ميعاد تصفية الحساب"

رمزى:"ثائر علشان خاطر ربنا بلاش يا اخى المشوار ده متخاطرش بنفسك"

ثائر:"مش هقدر يا رمزى انا مبنامش من غير كوابيس عايز اخلص من الكابوس ده بقى واخد حق رؤوف"

حاول رمزى ثنيه عن قراره الا انه أبى ان ينصاع لكلام صديقه وبالفعل فى منتصف الليل كان ذاهبا الى ذلك المكان مرتديا ذلك القناع لم يصدق انه رأى ذلك الرجل وجد نفسه يقفز من الحلبة صوب ذلك الرجل رأه فرج يقترب منه عقد حاجبيه من يكون ذلك الرجل الذى يقترب منه بخطوات تشبه الركض وجد نفسه يفر هاربا حتى بدون ان يعرف لماذا يطارده ظل يجرى خلفه فى تلك الازقة الضيقة وكلما حاول الاقتراب منه فر من بين يده حتى استطاع فى الاخير ان يقبض على ملابسه يثبت جسده يطرحه أرضاً ينظر اليه بقلب قد احرقته الحسرة والانتقام لم يدرى بنفسه الا وهو يكيل له من الضربات والصفعات ما جعل وجه ذلك الرجل مخضب بالدماء

فرج بخوف:"انت مين وعايز منى ايه بتعمل فيا ليه كده هو انا اعرفك"

ثائر:"انت متعرفنيش بس انت وجعت قلبى على اعز انسان عندى ومش هسيبك الا لما اخد حقى منك"

فرج:"سيبنى بقولك سيبنى"

ثائر:"دا انا ما صدقت لاقيتك انت لازم تقولى مين اللى حرضك تحط القنبلة فى عربية العميد رؤوف العمرى انطق احسن ما اخلص عليك"

فرج:"وانت ايه علاقتك بيه انت وبتسال ليه"

ثائر:"متردش على سؤالى بسؤال انطق"

وعاد الى ضربه مرة اخرى بكل ما يحمله من غيظ وغضب حتى كاد ان يشعر ان هذا الرجل على وشك ان يلفظ أنفاسه الأخيرة بين يديه

فرج بألم:"هقولك بس سيبنى هقول"

ترك ثائر ملابسه فاعتدل فرج فى وقفته وعلى حين غفله قام باشهار سلاح ابيض فى وجه ثائر حاول ان يتفاداه الا انه اصاب باطن يد ثائر استغل انشغال ثائر بجرح يده وفر هاربا حاول ان يلحقه ولكنه اختفى تماما من أمامه لعن ثائر ذلك الحظ العسر الذى جعله يهرب من بين يديه فهو كان على وشك معرفة من هو العقل المدبر لكل ما حدث فشل فى ايجاده فعاد الى منزلة بخيبة أمل كبيرة وأيضاً بجرح فى يده

***

"فى الجامعة"

دخلت الى قاعة المحاضرات لم يكن احد موجود بها فانتهزت هذه الفرصة ووضعت رأسها على الطاولة امامها تحاوط رأسها بيديها لم تنتبه للذى دخل للتو ورأها على تلك الصورة ظل يتأملها وهى نائمة بهذا الشكل فإلى متى ستظل عنيدة ولا تجعله يقترب منها سار اليها بخطوات ثابتة فهى لم تكن نائمة سمعت وقع أقدام تقترب منها رفعت رأسها وجدت هيثم يقترب منها نظرت اليه بشراسة فهى الان لا تتحمل ان يقترب منها أحد

وتين:"نعم فى ايه"

هيثم:"فى ايه ! انا كلمتك"

وتين:'امال بتقرب منى ليه"

هيثم:"انا شفتك نايمة افتكرت فى حاجة فكنت بطمن عليكى"

وتين:"وانا متشكرة لاهتمامك وياريت بقى تبعد عن طريقى"

هيثم:'انتى ليه عنيدة كده ومش عيزانى اقرب منك"

وتين:"لان انا مش حابة كده او يمكن علشان انا اتربيت كده مخليش اى حد مليش علاقة بيه يقرب منى"

هيثم:"ما احنا ممكن يكون بنا علاقة"

نظرت اليه بازدراء شديد فماذا يقول؟ ولماذا يفكر بها بهذه الطريقة المقرفة؟

وتين:"انت عارف لولا ان احنا فى الكلية ومش عايزة شوشرة انا كنت عرفتك مقامك كويس"

لم يستطيع هيثم التفوه بأى كلمة اذ لاحظ دخول الطلاب والدكتور فجلس فى مكان بعيد عنها وضعت تركيزها فى المحاضرة وعندما انتهت انصرفت سريعا من القاعة حتى لا يعود ويضايقها مرة اخرى وصلت الى مكانها المفضل على البحر وجدت مريم كالعادة فى انتظارها اقتربت منها بابتسامة فهذه الفتاة اصبحت مهمة جدا لديها فهى من تعاملت معها بحب ينسيها ما تلاقيه على يد هؤلاء الناس التى تعيش لديهم

وتين:"السلام عليكم"

مريم بابتسامة صافية:"وعليكم السلام اتأخرتى النهاردة"

وتين:"على ما خلصت محاضرات"

مريم:"انتى اخبارك ايه"

وتين باحباط:"الحمد لله عايشة"

مريم:"ان شاءالله دايما بخير"

وتين:"تسلمى يا مريم"

مريم:"انا النهاردة قولت لدادة تعملنا غدا حلو اوى علشان تيجى تتغدى معايا"

وتين:"معلش مش هقدر"

مريم برجاء:"علشان خاطرى تعالى معايا"

وتين:"انا لو اتأخرت ممكن يزعقولى"

مريم:"مش هأخرك هنتغدا وامشى على طول"

امام إلحاح مريم وافقت وتين على الذهاب معها رضخت لرغبتها فهى غير مستعدة للعودة الى المنزل وتسمع المزيد من الكلمات المهينة

وصلوا الى الشقة فتحت مريم الباب دخلوا الى الصالة استقبلتهم حسنية

حسنية:"حمد الله على السلامة"

مريم:"الله يسلمك يا دادة حضريلنا الغدا"

حسنية:"من عنيا ازيك يا وتين"

وتين:"الحمد لله كويسة"

ذهبت حسنية الى المطبخ لتحضير الأكل نظرت مريم الى وتين

مريم:"انا هدخل اغير هدومى شوية وجاية يا وتين"

وتين:"ماشى اتفضلى يامريم"

مريم:'البيت بيتك مش هتأخر جوا"

وتين:"تسلمى يا مريم براحتك"

ذهبت مريم الى غرفتها وذهبت وتين الى الشرفة لتنعم بالهواء المنعش اغمضت عينيها وظلت تستنشق الهواء بلذة وكأنها محرومة من التنفس

كان ثائر قد وصل الى الاسكندرية خرج من سيارته يحمل بيده الحقيبة الخاصة به صعد الى الشقة قام بفتح الباب بهدوء ثم دخل واغلف الباب خلفه وضع الحقيبة من يده لمح فتاة تقف فى الشرفة ظن انها مريم اقترب منها بابتسامة عريضة سمعت وتين صوت اقدام متجه اليها كان لايفصله عنها سوى مسافة صغيرة فى ذلك الوقت استدارت وتين ناحيته عقد حاجبيه استغرابا من تكون هذه الفتاة التى كان على وشك احتضانها ظنا منه انها مريم عندما رأها ارتد الى الخلف بضع خطوات وهى ايضا شعرت بخوف من يكون ذلك الرجل فهى تعرف ان لا يوجد فى الشقة سوى مريم وحسنية فمن اين أتى؟ وكيف دخل الى الشقة ؟ خافت وتين ففى الاخير لا يوجد سواها هى ومريم وحسنية بالشقة فهى تخشى ان يفعل بهم شئ فهن لن يستطيعن ان يتصدوا له فكيف ذلك وهو بتلك البنينة الجسدية التى يستطيع بها أن يتغلب عليهم بكل سهولة فكيف السبيل لها لمقاومته فهى فى الاساس لا تصل الا لمستوى كتفه فيستطيع بيد واحدة فقط ان يدق عنقها

ثائر باستغراب:"انتى مين وبتعملى ايه هنا فى الشقة"

وتين:"انت اللى مين ودخلت هنا ازاى"

ثائر:"انا اللى بسألك انتى مين وبتعملى ايه هنا انطقى بسرعة "

وتين بخوف: "انت حرامى"

ثائر بذهول:"حرامى !"

وتين:"قول انت مين ودخلت هنا ازاى اكيد انت حرامى صح محدش يدخل البيت من غير أصحابه ما يعرفوا غير الحرامى"

ثائر:"بطلى كلمة حرامى دى انتى فاهمة شوفتينى سرقتك ثم والله انا المفروض اللى اسأل بتعملى ايه فى شقتى"

وتين:"شقتك ايه يا كداب دى مش شقتك"

ثائر:'وكمان كداب لا دا انتى زودتيها على الاخر امال شقة حضرتك ولا ايه هو فى ايه بالظبط عايز اعرف"

وتين:"انت شكلك عايز اطلبلك البوليس"

ثائر ببرود:"وماله ميضرش برضه على الاقل اعرف انتى دخلتى شقتى ازاى يا آنسة"

وتين:"برضه بتقول شقتك دى شقة مريم"

ثائر:"وهى فين مريم يا مريم مريم"

نادى ثائر على مريم بصوت مرتفع فهو يريد ان يعرف من تكون تلك الفتاة التى تتحدث معه بهذه الطريقة

سمعت مريم صوته خرجت من الغرفة وجدته يقف مع وتين فى الشرفة جرت عليه

مريم بفرحة:"ايه ده حمد الله على السلامة انت جيت امتى"

ارتمت مريم فى أحضانه كان يضمها بحنان وعيناه لا تفارق تلك الفتاة الواقفة بذهول لا تعرف ما علاقة هذا الرجل بمريم

ثائر:"لسه واصل دلوقتى مين الانسة دى يا مريم"

مريم:"دى وتين اللى قولتلك ان انا اتعرفت عليها هنا على الشط"

ثائر:"اااه هى دى بقى أهلا يا آنسة"

وتين بتساؤل:"مين الراجل ده يا مريم دا انا افتكرته حرامى"

عندما سمعت مريم ذلك اطلقت ضحكة عالية بصوت رنان  الأمر الذى زاد من نرفزة ثائر وغضبه

ثائر بغيظ:"انتى بتضحكى على ايه عايز أعرف"

مريم:"انا اسفة بس هو فى يا وتين حرامى عسل وشيك كده"

وتين:"وانا ايش عرفنى هو مين"

مريم:"ده يا ستى يبقى عمى"

وتين:"عمك!"

مريم:...........

***تبع 


البارت الرابع

عندما سمعت "مريم" أطلقت ضحكة عالية بصوت رنان الأمر الذى زاد من نرفزة "ثائر" وغيظه

ثائر بغيظ:"انتى بتضحكى على ايه عايز أعرف"

مريم:"انا اسفة بس هو فى يا وتين حرامى عسل وشيك كده"

وتين:"وانا ايش عرفنى هو مين"

مريم:"ده يا ستى يبقى عمى"

وتين:"عمك!"

مريم:"ايوة ده عمى ثائر اخو بابا الله يرحمه"

سمعت وتين ذلك ابتلعت ريقها عدة مرات من احراجها فهى نعتته بصفة الحرامى فى حين انه هو مالك تلك الشقة وعم مريم حاولت الاعتذار خرج الكلام منها بصعوبة

وتين باحراج:"اه تشرفنا وانا أسفة على اللى حصل"

ثائر:"حصل خير اهلا يا انسة وتين"

مريم:"بس انت متصلتش ليه تقولى انك جاى النهاردة"

ثائر بابتسامة:"حبيت اعملهالك مفاجئة ايه رأيك"

مريم:"احلى مفاجئة دى ولا ايه الدنيا كلها نورت"

ثائر:"ماشى يا بكاشة انا داخل اغير هدومى عن اذنكم"

مريم:'طب بسرعة بقى علشان نتغدا كلنا سوا"

ثائر:"ماشى مش هتأخر عليكم"

ذهب "ثائر" الى غرفته اخذ ملابس له وذهب الى الحمام

كانت "وتين" تريد الهروب من المكان بأى طريقة وخاصة بعد ماحدث ذهبت "مريم" الى المطبخ لاخبار "حسنية" بحضور "ثائر"

مريم:"دادة عمو ثائر وصل اعملى حسابه معانا فى الغدا"

حسنية:"هو وصل امتى "

مريم:"لسه واصل دلوقتى هو هيغير هدومه ويخرج دلوقتى"

حسنية:"من عنيا الاتنين ثوانى والاكل يكون جاهز"

مريم بابتسامة:"تسلم عينيكى يا دادة"

حاولت "وتين" ايجاد عذر مقبول لتفر من ذلك المكان قبل ان يخرج من غرفته فهى لن تستطيع مواجهته مرة أخرى بعد هذا الموقف المحرج

وتين:"مريم معلش انا لازم امشى دلوقتى"

مريم:"تمشى فين احنا هنتغدا مع بعض احنا مش متفقين"

وتين:"لاء مش هينفع انا لازم امشى دلوقتى حالا"

مشت عدة خطوات ناحية الباب ولكنها سمعت صوت جعلها تقف فى مكانها

ثائر:" انتى راحة فين يا آنسة وتين"

وتين بتلعثم:"انا لازم امشى اصل اصل انا يعنى"

ثائر:"هى مش مريم قالتلك اقعدى اتغدى معانا"

وتين:"مش هينفع انا اسفة لازم امشى"

مريم:"ليه بس مش كنا متفقين نتغدا سوا ولا رجعتى فى كلامك"

ثائر:"انتى عايزة تمشى علشان انا موجود يعنى"

وتين:'لا ابدا حضرتك بس مش لازم أتأخر البيت مش قريب من هنا"

ثائر:"لو كده اقعدوا لوحدكم انا اساسا مش جعان عن اذنكم"

وتين:"لا استنى حضرتك"

مريم:'هو حد يقعد التانى يمشى احنا مش هناكل فى يومنا ده ولا ايه"

ثائر:"جايز تكون محروجة منى ولا حاجة"

لاتجد "وتين" كلام تقوله فهى تشعر بالحرج من اى شخص غريب فهى تريد الفرار من المكان بأى طريقة

وتين:"خلاص حضرتك اتفضل بس انا لازم امشى بعد الغدا على طول"

مريم بمزاح:"ماشى اتغدى وامشى يا ستى ولا تزعلى نفسك"

جلس "ثائر" على رأس المائدة وجلست "وتين" مقابل "مريم "كانت تنظر إلى طبقها ولا ترفع رأسها ابدا كان يأكل طعامه بتأنى شديد وهو متعجباً من سلوك هذه الفتاة لاحظت مريم ان يده اليسرى بها ضماد

مريم بتساؤل:"عمو ايه الرباط اللى على ايدك ده"

ثائر:"دا جرح بسيط "

مريم بخوف:"وانت انجرحت من ايه وايه اللى حصل بليز قولى"

كانت "مريم" منذ حادث والديها حالتها النفسية غير مستقرة فاصبح لديها هاجس بأن ربما سيحدث اى شئ لعمها ايضا وتصبح وحيدة فى هذا العالم لذلك هى تخشى على "ثائر "جدا من ان يصيبه اى مكروه

ثائر:'حبيبتى اهدى انا كويس انا بس جرحت نفسى وانا مش واخد بالى"

مريم:"مش تحاسب على نفسك انا مليش غيرك"

ثائر:"متخافيش مش الجرح ده اللى هيموتنى يعنى يا مريم"

مريم:"بعد الشر عليك مش عايزة اسمع الكلام ده تانى هو مش كفاية عليا لا اب ولا ام ولا اخ ولا اخت عايز تحرمنى منك انت كمان"

ثائر بمزاح:"متخافيش ان شاء الله قاعدلك وهجوزك واجوز ولادك واحفادك"

مريم:"ان شاء الله ربنا يباركلى فيك يا عمو"

تستمع "وتين" إلى حوارهم فما اجمل تلك العلاقة التى بينهم فهو يخشى عليا كابنته وهى ايضا متعلقة به تذكرت حالها فهى لا تسمع كلمة حسنة من احد لايوجد من يكون سندها فهى لا تلقى سوى المهانة فقط فلابد ان يكون هذا الرجل له شخصية فريدة تجعل ابنة اخيه متعلقة به بهذا الشكل فهو يعاملها بحنان واهتمام كبير 

اخذت بعض اللقيمات الصغيرة وهبت واقفة تريد الذهاب

وتين:"عن اذنكم انا همشى"

مريم:"انتى لحقتى كلتى يا وتين انتى مكلتيش حاجة"

وتين:"الحمد لله شبعت عن اذنكم"

قالت ذلك وذهبت الى الباب فتحته وخرجت سريعا من الشقة

ثائر:"هى مالها البنت دى"

مريم:" مالها فى ايه"

ثائر:"زى ما يكون فى حد هيموتها لو هى اتأخرت برا البت او زى ما تكون فى عفريت مستنيها"

مريم:"انت بتقول فيها يا عمو'

ثائر:"هو باباها ومامتها قاسيين معاها اوى كده"

مريم:"هى باباها ومامتها متوفين اصلا "

ثائر:"امال هى خايفة من مين بالشكل ده والرعب اللى على وشها ده"

مريم:"من الناس اللى هى عايشة معاهم"

ثائر:"يا سلام للدرجة دى يعنى الناس دى مخاوفينها"

مريم:"واكتر دى عايشة معاهم فى جحيم يا عمو معذبنها"

ثائر باهتمام:" ازاى يعنى يا مريم"

قصت عليه "مريم" كل ما أخبرتها به "وتين" عن حياتها من يوم وفاة والديها الى اليوم

ثائر:"وانتى عرفتيها ازاى يا مريم واتصاحبتى عليها"

مريم بحذر:"كنت هغرق وانقذتنى وجابتنى لحد الشقة هنا"

ثائر بعيون متسعة:'كنتى هتغرقى ومقولتليش يا مريم على الموضوع ده"

مريم:"محبتش اسببلك قلق او اخوفك عليا"

ثائر بعصبية:"قلق! يعنى حاجة زى دى تحصل وانا معرفش ازاى"

مريم:"اهدى بس وبلاش تتعصب"

ثائر:"اتعصب ! انتى بتستهبلى يا مريم"

مريم:"مش حكاية استهبال والله انا محبتش اخضك  والموضوع  عدى على خير الحمد لله"

ثائر:"الظاهر بعد كده مش هخليكى تخرجى من البيت وتسافرى لوحدك وتفضلى تحت عينى"

مريم:"علشان كده مكنتش عايزة اقولك لان انا عارفة انك هتعمل كده"

ثائر بحنان:"مريم انتى عارفة غلاوتك عندى وانا بخاف عليكى قد ايه"

مريم:"عارفة بس انا مبقتش صغيرة لكل ده انا دلوقتى عندى ٢١ سنة"

ثائر:"عارف انك كبرتى بس يا مريم"

مريم:'قصدك تقول ان من يوم الحادثة وانا مش مركزة فى حاجة وان انا فى عالم تانى"

ثائر بتنهيدة:"انا عارف ان الموضوع مش سهل عليكى ولا عليا بس نحاول يا مريم ان احنا نعيش الواقع متفتكريش انه سهل عليا اشوف اخويا الكبير واللى كان مربينى انه خلاص اختفى من حياتى دى مش حاجة سهلة بس المسئولية اللى سيبهالى كبيرة انتى والشغل والشركة وانا لازم اكون قد المسئولية دى يا مريم"

مريم:"وانت يا عمو مش مقصر فى حاجة ابدا ربنا ما يحرمنى منك"

ثائر:"يبقى خلاص بقى ترجعى كليتك علشان تتخرجى وتيجى الشركة تشتغلى علشان انتى ليكى نصيبك فى الشركة بتاع باباكى ولازم تحافظى على مالك"

مريم:"انا نصيبى فى الحفظ والصون طالما معاك"

ثائر:"برضه يا مريم ده حقك حتى كمان دلوقتى الارباح السنوية لازم تعرفى نصيبك ايه"

مريم:"شوف نصيبى ايه وحطهولى فى حسابى فى البنك زى ما بتعمل كل سنة"

ثائر:"من غير ما تعرفى ولا تشوفى الحسابات وتعرفى ليكى ايه"

مريم:"مفيش بنا الكلام ده يا عمو انت معاك الفلوس تزيد"

ثائر:"ايوة يا اونطجية اضحكى عليا زى كل مرة بالكلمتين دول"

مريم:"انا اونطجية! ثم انت يعنى بسم الله ماشاء الله مش محتاج انك تظلمنى او تاكل حقى انت مش محتاج تعمل كده"

ثائر:'وانا مش قد ان انا اتحاسب على اكل مال يتيم يا مريم لم اقف بين ايدين ربنا"

مريم:"ربنا يباركلى فيك مقولتليش هى سيلا فين"

ثائر:"مسافرة عندها صفقة هتخلصها فى دبى"

مريم:"هى مبتقعدش ابدا على طول مسافرة كده"

ثائر:'انتى عارفة هى عاشقة للبزنس والاعمال"

مريم:"وانت ياعمو هترضى بعد جوازكم انها تفضل تسافر من مكان لمكان ووقتها كله لشغلها"

ثائر بتنهيدة:"مش عارف يا مريم"

مريم:"بس يعنى لازم يكون عندها وقت ليك وللبيت"

ثائر:"ربنا يسهل يا مريم"

هو يعلم جيدا ان "سيلا" بعد زواجهم ستقضى معظم وقتها بين العمل والسفر فأحيانا يفكر لماذا ارتبط بها هل لانه اعجب بعقلها وتفكيرها؟ فهى مثال للمرأة القوية التى لا تنحنى لاى ظروف فأحيانا يشعر ان ليس لديها قلب يخفق بين ضلوعها

ثائر:"انا هقوم ارتاح شوية من المشوار ماشى"

مريم:"ماشى علشان باليل تعزمنى على العشا برا وتفسحنى فسحة حلوة انت وعدتنى"

ثائر:"بس كده احلى عشاوفسحة لاحلى مريومة فى الدنيا"

مريم...ربنا ميحرمنيش منك يارب احلى عم ده ولا ايه"

ثائر:"تصدقى انا مبسوط ان حالتك النفسيه اتحسنت شوية وابتديتى تتكلمى وتضحكى وتبتسمى وتهزرى"

مريم:'جايز ده بسبب وتين"

ثائر باستغراب:"ازاى يعنى بسببها مش فاهم"

مريم:"جايز لما سمعت حكايتها وظروفها حمدت ربنا ان انت لسه موجود جمبى وكمان الحمد لله عايشة كويس وانت مش مخلينى محتاجة حاجة اه انا خسرت بابا وماما بس دى ارادة ربنا زى المثل اللى بيقول اللى يشوف بلاوى الناس تهون عليه بلوته"

ثائر:"ايه العقل ده كله خلاص بقى ان شاء الله لما نرجع البيت ترجعى كليتك"

مريم:"ان شاء الله يا عمو ادخل ارتاح انا صدعتك"

ثائر..."ماشى"

دخل "ثائر "الى غرفته لينال قسط من الراحة من عناء السفر ولكن ذهنه مازال مشغولا بسبب تعلق ابنة اخيه بتلك الفتاة صاحبة العينان الرماديتان

***

عادت "وتين" الى المنزل وجدت" سمير "ينتظر فى الصالة برفقة امه واخته ينظر لها نظرات تهديد فعلى الاغلب ان امه واخته قاموا بتحريضه عليها وستنال منه حاليا إهانة ربما ستصل إلى الضرب

سمير:"كنتى فين لغاية دلوقتى يا وتين"

وتين:'كنت فى الكلية كان عندى محاضرات كتير"

هيام:"كدابة محاضراتك خلصانة من اكتر من ساعتين"

عايدة:"كنتى بتتسرمحى فين لدلوقتى"

وتين:'حضرتك ميصحش كده"

هيام:"عملالنا فيها الست المؤدبة أوى وانتى ماشية على حل شعرك"

وتين بغضب:"انا مسمحلكيش باللى بتقوليه ده يا هيام ماشى"

قام "سمير" من مكانه وقف امامها وبدون مقدمات رفع يده وصفعها على وجهها بقوة لدرجة ان شفتيها نزفت من قوة قبضة يده على وجهها

سمير:"وكمان ليكى عين تردى عليهم يا قليلة الادب يالى ما تربتيش انتى مفكرة ان هسيبك تحطى راسنا فى الطين بعمايلك"

وتين بدموع وخوف:"والله ما عملت حاجة ولا ليا فى الكلام ده خالص"

قام بامساكها من حجابها بقوة لدرجة المتها وظل يهز فى رأسها بتهديد

سمير:"انتى عارفة لو ملمتيش نفسك واحترمتى نفسك مش هتعرفى انا هعمل فيكى ايه هخلى عيشتك اسود من السواد"

وتين ببكاء:"أكتر من الله انا فيه ده انا عايشة فى عذاب"

سمير:"اللى اقول عليه يتسمع ويلا غورى على اوضتك"

جرت "وتين" من أمامه دخلت الى غرفتها وضعت يدها على وجهها وهى تذرف من الدموع ما يمزق قلب من يراها وعندما نظرت الى يدها وجدت دماء شفتيها على أصابعها قامت باحضار بعض الاسعافات الاولية لتعالج جرح شفتيها

كانت "هيام" تجلس بشعور الفرح فهى عندما ترى "وتين" تبكى تشعر بسعادة غامرة تلك الفتاة الحقودة التى تتمنى هى وامها زوال "وتين" من الدنيا بأسرها

عايدة:"أظن انتى فرحانة فيها دلوقتى"

هيام بابتسامة:"اوى اوى يا ماما انا مش عارفة ايه قوة التحمل اللى هى فيها دى كل مرة اقول هتسيب البيت وتطفش برضه قاعدة على قلبنا جايبة الصبر ده كله منين مش عارفة"

عايدة:'هتروح فين يا حسرة هى ليها مكان الا هنا هى ملهاش حد غيرنا هتروح فين يعنى"

هيام:'ما تغور فى اى داهية احنا كنا نقصينها هى كمان"

عايدة:"سبيها اهى بتخدمنا يعنى شغالة ببلاش كده"

هيام:"على رأيك اهى بتشوف شغل البيت بس مش عارفة بتقدر تعمل ده ازاى شغل البيت وكليتها والمحاضرات والمذاكرة بتلحق تعمل كل ده ازاى"

عايدة:"شوفى انتى بقى مش زيك بتاخدى السنة فى سنتين "

هيام بغل:"انتى بتغظينى يا ماما ولا ايه"

عايدة:"لا اغيظك ولا غيره انتى جهزى نفسك خلاص خطوبتك بعد بكرة"

هيام بهمس:'ايوة ولازم اكون احلى واجمل منها"

هى تعلم من داخلها ان ليس لها منافسة امام جمال "وتين" ولكنها تقنع نفسها انها ستتغلب عليها فى الجمال بوضع بعض المساحيق الخاصة بالتجميل

كانت تلك المسكينة ساجدة لله تدعو من قلبها ان يبعث لها بالخلاص من هؤلاء الناس فهى تفكر أحيانا فى ترك المنزل ولكن اين ستذهب فالراتب الذى تقبضه من معاش والدها الراحل لا يكفى لدراستها ولاستئجار غرفة لتعيش فيها بعيدا عنهم فماذا تفعل؟ فلو لديها الوقت كانت ستبحث عن عمل وتستطيع تدبير المال اللازم لها ولكنهم لا يتركونها فى حالها فهم يتعاملون معها على أنها الخادمة الخاصة بهم التى يجب ان تطيع اوامرهم وليس لها حق الاعتراض وأيضاً تخشى على نفسها من العيش بمفردها فهى اولا واخيرا فتاة جميلة تخاف على نفسها من الوقوع بين براثن بعض الذئاب البشرية ويحدث لها مثلما تقرأ عن تلك الحوادث فى الجرائد من حوادث الإعتداء والقتل

وتين بدموع ورجاء:"يارب ارحمنى من الناس دى يارب انا تعبت ومش قادرة استحمل أكتر من كده يارب ابعدهم عنى يارب وابعد عنى شرهم"

ظلت تناجى ربها وتدعوه حتى غفت على سجادة الصلاة

***

سعدت مريم بقضاء ذلك الوقت برفقة عمها فهو اخذها الى مطعم فاخر لتناول العشاء وايضا قاموا بزيارة بعض الاماكن فاليل كان ساحرا شعرت بالسعادة كطفلة صغيرة

كان كلما يراها تبتسم لا يصدق ان هذه هى ابنة اخيه الذى كانت تعيش بعالم خاص بها بعد موت والديها فهى حتى كانت لا تنتظم فى حضور محاضراتها لذلك أرسلها إلى هنا لتبتعد عن الجو الخانق بالقاهرة الذى يذكرها بما حدث بعد انتهاءهم من التجول في الشوارع عادوا إلى الشقة

ثائر:" الفسحة عجبتك يا مريم"

مريم بحماس:" اوى اوى يا عمو انا مكنتش اعرف ان فى اماكن جميلة كده هنا دا كأن انا اول مرة اشوفها"

ثائر:" اهم حاجة انك انبسطتى يلا بقى روحى اوضتك وانا هروح انام انتى فرهدتينى النهاردة ههههه"

مريم:" لاء ما انا كل يوم هتفسحنى كده مليش دعوة"

ثائر:" بس كده الجميل يأمر يلا بقى علشان ادخل اصلى وانام"

مريم:" ماشى تصبح على خير"

ثائر:"وانتى من اهله يا حبيبتى"

ذهبت "مريم" الى غرفتها وهو أيضاً توضأ أدى صلاته تمدد على سريره يتابع اخبار العمل عن طريق الهاتف فهو يفعل ذلك دائما قبل نومه وجد مكالمة هاتفية واردة من خطيبته المدعوة "سيلا " اعتدل فى جلسته وترك سريره كان يقف فى الشرفة الخاصة بغرفته قام بفتح كاميرا الفيديو حتى يستطيع ان يراها عندما وقع نظرها عليه ابتسمت تلك الابتسامة المغرية التى تليق بها فهى جميلة جدا بل فاتنة فى جمالها القادر على سلب عقول الرجال ولكنها تفضل ان يغرم ويعشقها الرجل بدون ان تفرط فى قلبها فكأنها تحيط قلبها بسور من ثلج

سيلا بابتسامة:"حبيبى عامل ايه النهاردة وحشتنى"

ثائر:"تمام الحمد لله اخبارك ايه"

سيلا:"تمام اوى الصفقة قربت تنتهى"

ثائر:"لسه فاضل كتير على ما ترجعى"

سيلا:"لسه حوالى اسبوعين على ما ارجع مصر"

ثائر:"لسه ده كله يا سيلا"

سيلا بدلع:"ايه وحشتك اوى كده يا حبيبى"

ثائر:"اصل مش ظريفة ان انتى تكونى مسافرة وانا قاعد مستنيكى ده كله يا سيلا على ما ترجعى وكل لما اكلمك فى موضوع الجواز تقوليلى نستنى شوية مش دلوقتى الصراحة مبقتش عارف انتى عيزانى ولا مش عيزانى ولا عايزة ايه بالظبط"

سيلا:"انت عارف يا ثائر الجواز مش حاجة سهلة دى خطوة مهمة جدا فلازم اخد وقتى فى التفكير"

ثائر:"براحتك يا سيلا على الاخر خدى الوقت اللى يريحك"

سيلا:"انت زعلت منى يا حبيبى"

ثائر:"لاء مزعلتش عادى هى دى اول مرة نتكلم فى الموضوع ده"

سيلا:"انت فى القاهرة ولا فين"

ثائر:"لاء فى اسكندرية انا ومريم علشان تغير جو شوية"

سيلا من غير نفس:"اه مريم قولتلى بقى"

ثائر:"قصدك ايه بكلامك ده يا سيلا علشان انا مبيعجبنيش طريقة كلامك بالشكل ده"

سيلا:"هو بعد جوازنا برضه هتفضل مشغول بمريم وحياة مريم كل حاجة مريم مريم"

ثائر:"ايوة طبعا دى بنت اخويا يعنى لحمى ودمى ومش هخليها تبعد عنى"

سيلا بتأفف:"هى مبقتش صغيرة علشان تفضل شايل همها كده يا ثائر"

ثائر:"لاء هفضل شايل همها حتى بعد ما تتجوز هى ملهاش غيرى بعد ربنا وانا معنديش استعداد اسيبها او افرط فيها لمجرد انك مش عاجبك الحال او مش جاى على هواكى"

سيلا:"انا مش حابة ان حد يقاسمنى او يشاركنى فيك"

ثائر:"تقاسمك فيا ازاى هى بنت اخويا وانتى هتبقى مراتى كل واحدة ليها مكانة عندى مختلفة عن التانية وعلشان تبقى عارفة يا سيلا كله الا مريم حتى لو اضطريت ان انا وانتى ننفصل بس مش هخليها تبعد عنى مفهوم كلامى ولا مش مفهوم علشان بس ابقى واضح وصريح معاكى"

سيلا:"للدرجة دى يا ثائر"

ثائر:"ايوة للدرجة دى انا قولتلك دى لحمى ودمى ومش هفرط فيها وخلى الكلام ده حلقة فى ودنك علشان منتعبش مع بعض بعدين وكل حاجة تبقى واضحة من اولها"

هى تعلم انه اذا اراد شئ فهو يفعل المستحيل كى يحصل عليه فهى من الافضل ان تسايره حتى تتمكن منه ثم ستتصرف هى فى ذلك الموضوع فهى تريد ان تصبح سيدة منزله بدون منازع

سيلا:"خلاص اهدى يا حبيبى كل اللى انت عاوزه اعمله"

ثائر:"ايوة كده انتى عارفة مبحبش حد يعاندنى فى الكلام ولا يمشى كلامه عليا حتى لو كان مين"

سيلا:"عارفة يا ثائر الكلام ده وانا عندى ليك مفاجأة لما ارجع هنبتدى نجهز لفرحنا انا وانت"

ثائر:"ان شاء الله ترجعى بالسلامة"

سيلا:"الله يسلمك يا حبيبى سلام"

ثائر:"مع السلامة"

انهى مكالمته معها ولكنه لم ينتبه لتلك الفتاة التى تقف على بعد مسافة صغيرة منه وكانت دموعها على وجهها فهى سمعت تلك المكالمة وسمعت ايضا ان خطيبته لا تريدها ان تعيش معهم نظر اليها وعلم من منظر وجهها انها سمعت كل شئ فكانت الشرفة ايضا متصلة بغرفة "مريم" لذلك هى سمعت حوار عمها مع خطيبته

ثائر:"بتعيطى ليه يا مريم"

مريم بدموع:"عمو لو انا هسببلك مشكلة مع سيلا انا هرجع اعيش فى بيت بابا الله يرحمه"

ثائر بغضب:"ايه اللى انتى بتقوليه ده ترجعى فين انتى مش هتسيبى بيتى الا وانتى راحة بيت جوزك انتى فاهمة يا مريم"

مريم:"مش عايزة اكون السبب فى ان يحصل خلاف بينك وبينك خطيبتك"

ثائر:'لو هى مش عاجبها مع السلامة تروح واحدة ييجى الف بدالها لكن انا مليش غير بنت اخ واحدة هى انتى يا مريم وانتى عارفة معزتك وغلاوتك عندى"

مريم:"عارفة يا عمو وسمعت كلامك وانك مش عايز تفرط فيا"

ثائر:"ومش هيحصل دا حتى لما تتجوزى لو جوزك زعلك انا هعلقه من رجليه"

ابتسمت "مريم" رغما عنها اقترب منها اخذها فى أحضانه بحنان يمسح دموعها

ثائر:"مش عايز اشوف دموعك تانى ماشى انا ما صدقت ان انتى بقيتى تضحكى وتبتسمى"

***

أدت ماعليها من مهام يومية قبل ذهابها الى كليتها أثناء ارتداءها حجابها لمحت اثار الضرب على وجهها جمدت عيناها فهى اصبحت لا تقوى على ذرف الدموع أيضاً وكأن كل شئ حى بها قد مات اصبحت نجمة بلا بريق مظلمة معتمة وربما ستظل حياتها هكذا حتى تترك هذا العالم اخذت كتبها وحقيبتها وخرجت من المنزل تمشى بلا هدف تاركة قدميها تسوقها الى حيث تريد وجدت نفسها فى الجامعة خفضت وجهها حتى لا يلاحظ احد ما اصاب وجهها جلست مكانها فهى حتى لا تستمع الى ما يقوله الدكتور فهى فى عالم اخر انتهت المحاضرة قامت من مكانها قاصدة ذلك المكان الذى ربما تجد به تلك الفتاة الوحيدة التى تشعرها أنها إنسانة ومازالت على قيد الحياة

تناول "ثائر" افطاره مع "مريم" اراد الاقتراح عليها ان يذهبوا الى الشاطئ

ثائر:" بقولك ايه ما تيجى ننزل نروح البحر"

مريم:"فكرتنى انا كنت ناسية خالص"

ثائر باستغراب:"ناسية ايه بالظبط"

مريم:"وتين ممكن تكون قاعدة على الشط دلوقتى وانا كنت بحب اقعد معاها"

ثائر:"خلاص روحى شوفيها"

مريم:"مش هتيجى معايا تنزل تتمشى شوية"

ثائر:"لاء هنزل معاكى انا اصلا كنت عايز انزل اتمشى انا وانتى على البحر"

لايعرف هل سيخرج ليتمشى معها ام لانه يريد ان يرى تلك الفتاة صاحبة العينان الرماديتان التى استطاعت ان تعيد لابنة اخيه ابتسامتها مرة اخرى

***

"فى منزل أسامة"

أفكار كثيرة تعصف بعقله هل ما فعله خطأ فعلا هل يمكن ان تكون تلك الفتاة مظلومة هل تسرع فى خطبة" هيام" فالغضب كان مسيطرا عليه واعماه ولم يفيق مما حدث الا وهو طالب يد" هيام" فماذا يفعل اذا صح كلام والديه وكانت "وتين" مظلومة هل اذا اتضحت الحقيقة وعاد اليها ستقبل به ام كرامتها ستثور عليها

أسامة:"لاء لاء هى مش مظلومة انا شفت الصور بعنيا طب لو طلع كل ده كدب وهى فعلا مظلومة هيبقى ايه الحل ساعتها هبقى انا ورطت نفسى فى جوازى من هيام"

اثناء حديثه مع نفسه جلست والدته بجواره فهى تعلم حيرته لانها تعلم انه كان يريد الزواج من "وتين"

نادية:"ايه لسه مش عارف تاخد قرار وهتفضل تفكر كده كتير وتسأل نفسك هل انت ظلمتها ولا لاء"

التفت لها فكيف علمت انه يفكر فى هذا الموضوع وان ما يشغله هل "وتين" بريئة او لا

أسامة :"قصدك على ايه"

نادية"على موضوع جوازك اللى انت مش عارف ترسى على بر فيه ومحتار وعمال ضميرك يأنبك على اللى عملته وانت بتحاول تسكته ومش عارف"

أسامة بدهشة:"وانتى عرفتى ازاى يا ماما ان انا بفكر فى الموضوع ده"

نادية بابتسامة:"انا أمك واعرفك كويس وحاسة بحيرتك يا ابنى لان انا كنت عارفة ان عينك من وتين وانك كنت عايز تتجوزها"

أسامة بتنهيدة:"تفتكرى اعمل ايه يا ماما انا حاسس ان انا تايه ومش فاهم ولا عارف حاجة"

نادية:"مسمعتش ليه من صاحبة الشأن نفسها مواجهتهاش ليه وعرفت الحقيقة بدل الحيرة دى"

أسامة:"وهى فى واحدة هتقول على نفسها انها تعرف شاب او ليها علاقات مع زمايلها فى الكلية"

نادية:"على الاقل كان ضميرك ارتاح بدل ما انت تايه ومش عارف راسك من رجليك كلمها يا ابنى واكيد يعنى انت هتحس اذا كانت بتكذب ولا بتقول الحقيقة"

أسامة:عندك حق انا لازم اشوفها واتكلم معاها واعرف ايه حكاية الصورة دى بدل ما ادبس نفسى فى جوازة انا مش عايزها اصلا"

نادية:"ربنا يصلح ليك الحال يا حبيبى انا برضه ميهمنيش غير سعادتك ومش عيزاك تكمل فى جوازة تتعسك يا ابنى"

اخذ قراره فهو سيذهب ليتحدث معها  ويعرف حقيقة هذه الصور ويعرف هل هى مظلومة حقا ؟ام ان هناك شئ لا يعرفه

***

ذهبت "مى" الى الشركة ولا تعرف لماذا ذهبت فهى تريد ان تراه وحسب ولكنها ستقابله بأى مبرر ماذا ستقول له قابلها "رمزى" قبل ان تذهب الى غرفة مكتب "ثائر" عندما رأها علم انها لم تأتى سوى لرؤية "ثائر"

رمزى:"اهلا يا انسة مى"

مى:"ازيك يا استاذ رمزى"

رمزى:"الحمد لله تمام انتى جاية لثائر فى حاجة"

مى بتوتر:"لاء بس كنت جاية علشان علشان"

رمزى:'علشان ايه فى حاجة ولا ايه"

مى:'لا ابدا بس كنت جاية اعرف لو عنده ملاحظات بخصوص الشحن"

رمزى:"بخصوص الشحن! اه بس يا خسارة ثائر مش هنا"

مى:"ليه هو فين"

رمزى:"مسافر اسكندرية"

مى بفضول:"ليه فى حاجة ولا ايه"

رمزى بلؤم:'لاء رايح يريح اعصابه اصله عقبال عندك فرحه قرب فقال بقى يروح يستجم كده يومين علشان داخل على جواز عقبال عندك يا آنسة مى"

عندما سمعت "مى" ذلك ابتلعت ريقها فهى لا تعلم انه خاطب وعلى وشك الزواج أيضاً فكيف لم تنتبه لذلك

مى:"هو خاطب"

رمزى بلؤم:"ايوة ازاى متعرفيش انتى مشفتيش الدبلة اللى فى ايده"

مى:"لاء ما اخدتش بالى على العموم مبروك ربنا يوفقه"

رمزى:"عقبال عندك يا آنسة مى"

مى:"متشكرة عن اذنك"

رمزى:"مش تستنى تشربى حاجة"

مى:"لا شكرا عن اذنك"

قالت ذلك وانصرفت من أمامه وهى تلعن غباءها فكيف لم تنتبه لكل ذلك فرجل مثله لابد ان يكون مرتبطاً فهى رسمت فى مخيلتها انها تستطيع ان تقترب منه ويكون من نصيبها

بعد انصرافها ظل "رمزى "يفكر هل ما فعله الصواب فهو لا يريدها ان تتأمل فى شئ لن يحدث

رمزى:"اقول عليك ايه يا ثائر بس مش كفاية مصايبك بس انا بلومه ليه وهو ماله ماهى اللى كانت بترسم عليه يا ترى محضرلى مصيبة ايه تانى"

سحب هاتفه من جيبه قام بالاتصال عليه ظل بضع لحظات حتى جاءه الرد على الطرف الآخر

رمزى:"اهلا باللى محطم قلوب العذارى ودنچوان عصره واوانه"

ثائر:"انت اتهبلت ياض ولا ايه مالك "

رمزى:"عارف كانت مين هنا دلوقتى فى الشركة"

ثائر:"هتكون مين يعنى"

رمزى:"مى هى اللى كانت هنا"

ثائر باستغراب:"مى !وبتعمل ايه ما العقود خلاص اتوقعت حتى اول شحنة وصلت"

رمزى:"ماهى كانت جاية تطمن على الشحنة وصاحب الشحنة"

ثائر:"والله يا ظريف"

رمزى:"على العموم انا صدمتهالك "

ثائر:"ازاى يعنى"

رمزى:"قولتلها انك خاطب وقربت تتجوز علشان متعشمش نفسها اكتر من كده"

ثائر:"خير ما عملت اول مرة تعمل حاجة تعجبنى يا رمزى"

رمزى:"بقى كده هى دى اخرتها ماشى يا ثائر"

ثائر:'انا اقدر برضه يا صاحبى"

رمزى بتوتر:"قولى مريم عاملة ايه دلوقتى"

ثائر بلؤم:"وانت بتسأل على مريم ليه"

رمزى:"بلاش يعنى اطمن عليها"

ثائر:"هى كويسة حتى كمان متقدملها عريس"

سمع "رمزى" ذلك غلى الدم فى عروقه فهو لن يسمح لاحد ان يقترب منها

رمزى بانفعال:"انت بتقول ايه"

ثائر:"مالك كده متنرفز كده ليه"

رمزى:"اسمع بقى اللى هيقرب من مريم انا هقتله"

ثائر:"ليه بقى ان شاء الله وهى تخصك فى ايه"

رمزى:".....


       الفصل الخامس والسادس من هنا 

  لقراءة جميع حلقات الرواية من هنا

تعليقات