رواية دكتور نساء
الفصل العاشر 10
بقلم فريدة الحلواني
دائما ما تضعنا الدنيا في اختبارات قويه...و لكن اصعبها ...ان نقع في حيره بين ما يأمرنا به العقل...و ما تتمناه قلوبنا...فلمن تكن الغلبه
لم يمهلها الفرصه لتفهم ...بل حركها برفق من فوقه ثم اكمل محادثته الغامضه و هو يقول : اركب اول طياره طالعه علي سوهاج...بلغني ميعاد وصولك و اني هشيعلك عربيه تجيبك لحدت عندي
............
عثمان : لااااه فاكس له مهينفعش ....اجفل اني هحجزلك وعاود احدتك....و فقط ...اغلق معه و قام بالاتصال باحدي شركات الطيران و قام بحجز تذكره و لحسن حظه ان امامها ساعه للاقلاع
قام بابلاغ الرجل مره اخري ثم انهي المحادثه
كاد ان يتحرك من مرقده الا انه لاحظ تغير لون وجهها و هي تقول بوجل و كأن قلبها انبئها بشيء ما
رغد : خير يا عثمان...في حاجه
نظر لها بغموض ثم مال عليها ليلثم وجنتها بقبله غريبه ...لم تشعر بها ثم قال : خير ...ما وشك اصفر أكده ليه ...دي مكالمه شغل
لا تعلم لما لا تصدقه و لكنها هزت راسها بهدوء و قالت : الله يجويك ...يا دكتور
تلاقت الاعين في حديث صامت ...
هي تترجاه ان يغلق صفحه الماضي
و هو...يطالبها بالبوح قبل ان يعرف من غيرها
و ما بين هذا و ذاك...كانت العقول متشبثه بقناعتها فلم تستطع القلوب ارضاخها
وصل مكتبه داخل مشفاه....جلس علي جمرا ملتهب الي ان اتي له الزائر المنتظر
بمجرد ان دلف عليه المكتب ثم اغلق بابه قال بلهفه : وينها الكشوفات
الرجل بابتسامه حرجه : طب قولي اتفضل يا دكتور ...ده الصعايده اهل الكرم
لم يهتم بعتابه المتواري بل قال : اجعد و هات الكشف و بعدها ...هعرفك كيف هو كرم الصعايده صوح
التقط منه تلك الاوراق بلهفه....تطلع علي عددا لا بأس به من ارقام الهواتف التي قام اخيه الراحل بالتحدث مع اصحابها قبل وفاته بشهران...و كل رقما كان بجانبه اسم صاحبه
تفحصها جيدا ...منه من يعرفهم جيدا ...و منهم لا و لكن عددهم قليل
الا اسما واحد كان دائم الاتصال به ...و لكنه مسجل باسمه ...هل يحادث حاله ...لمن كان هذا الرقم...لما يسجله اخيه باسمه
نظر للرجل بجديه ثم قال : وينها التسجيلات
اخرج الرجل من جيبه فلاشه صغيره ..مدها له ثم قال بفخر : لما قدرت احصل علي سجل المكالمات ..فكرت اوفر عليك ال وقت ...بدل ما ننتظر فتره عسان نحصل علي كل التسجيلات للارقام دي ...عملت فحص للسجل و خرجت كل ارقام العائله بره
و جبتلك تسجيلات باقي الارقام ...اكمل بوجل : خاصه الرقم الي متسجل باسم المرحوم...انا كده اتصرفت صح و لا ايه
ابتسم باتساع ثم قال : انت عملت عين العجل براوه عليك...اخرج من جيبه دفتر الشيكات الخاص به ثم دون فوقه رقما كبيرا ...قطعه و اعطاه اياه
برقت عين الرجل بزهول حينما راه المبلغ المدون ثم قال : بس ده كتير اوي يا دكتور ...
عثمان بجديه : و لا كتير و لا حاجه ...ديه حج تعبك انت و زمايلك ...جوم معاي لجل ما تاخد حج ضيافتك
وقف الرجل ثم نظر الي ساعته و قال : اعتبرها وصلت و بذياده ...انا يا دوب الحق ارجع المطار ...قبل ما اركب الطياره حجزت تذكره عوده ...يعني قدامي ساعه تقريبا
غادر الرجل ...وضع تلك الفلاشه داخل جهاز اللاب توب خاصته بعد ان امر السكرتيره الا يدخل عليه احد
اما الاخري كانت تموت رعبا ...حدسها يونبئها بامرا ما ليس جيدا
و ما اكد هذا الاحساس هو عدم رده عليها كلما حاولت الاتصال به اغلق الهاتف
دلفت عليها نرجس و قالت بقلق : وينك يا رغد ...منزلتيش ليه بعد ما عثمان مشي ....كان شكله مضايج انتو اتخانجتو
رغد بتيه : لاااه ...جالو تلافون شغل و طلع طوالي
نرجس : مالك با خيتي وشك اصفر ليه اكده...جوليلي لو فيه حاجه مضيجاكي اني كيف خيتك
و قبل ان ترد عليها كان يدخل بملامح متجهمه...ثبت نظره عليها وهو يقول لاخته بامر : هملينا وحدنا يا نرجس
ارتعش جسدها رعبا بعد مغادره الاخيره و التي قابلت في طريقها عائشه
اوقفتها و قالت بفضول : فيه ايه يا نرجس ...كنها عامله مصيبه ...خيك جاي من بره هيطلع نار حتي مردش علي امك و هي بتنادم عليه
نرجس : ملناش صالح يا عيشه ...روحي شوفي ولدك و لا لاجيلك حاجه تعمليها
اما بالداخل ...كان الموقف حقا....مرعب
نظراته المشتعله ...صمته المريب ...جعلها تشعر انه سيقتلها
اما هو كان بداخله حربا دروس ...بين قلبه المتألم من مظهرها ...و بين عقله الذي يحثه عالانتقام
و لكن ما ذنبها ..هي الضحيه الوحيده داخل الحكايه
اخيرا قرر التحدث حينما قال بأمر لا يقبل المجادله : احكي
نظرت له بعدم فهم فكمل بغضب : احكي يا رغد ...اني عريفت مين الفاجره الي جتلت خوي ....اتحملتي كلت ديه ليه...لجل ما تداري علي بت عمك صووووح
صرخته الغاضبه ...صدمتها بمعرفته الحقيقه ...لحظه المواجهه المحتومه ...كل هذا جعل دموعها تهطل انهارا فجأه دون ان تقوي علي الرد
سحبها من يدها بقوه نحو الاريكه ...اجلسها عليها عنوه ثم قال : اني سامعك ...بلاش تختبري صبري اكتر من اكده....سالت كتير و خبيتي علي ...و اديني عريفت ...يبجي ملوش عازه سكوتك ديه
ردت عليه بوهن : عايز تعريف ايه يا دكتور
عثمان : كل حاجه ...كيف اتجوزها ...و لا كان مرافجها...صمت للحظه ثم قال بتذكر : هي مش اتجوزت جبلك بشهر تجريبا ...و وجتها جولتو ان العريس من مصر و هيسافر بيها بلاد بره ...عسان اكده عيملته الفرح اهناك
رغد بقهر : دي حكايه بوي عيملها لجل ما يداري علي عارها لما هربت مالدار ....دورو عليها فكل مكان ملجيوش ليها اثر
عثمان : طب و جهازها الي طلع مالبلد بالطبل البلدي ...كلت ديه كان تمثيل
رغد : جولنا للناس انها جاعده حدي بت عم ابوي لجل ما تجهز شوجتها هناك ...و الجهاز الي طلع جدام الناس اتبرعو بيه ....و بعديها جعدنا يومين في مصر علي اساس الفرح و اكده و عاودنا تاني ...ابوي امر محدش ينطج اسمها واصل لحدت ما يلاجيها و يغسل عارنا
عثمان : و انتي عرفتي كيف انها مرته ...فرحك ...و دم شرفك الي ضل يتباها بيه جدامنا كلياتنا ....اغمض عينه ثم قال بغيظ : عور حاله صوح ....احكي يا رغد اني مطايجش روحي ...مش هسحب منيكي الحديت ...اخلصي
يوم فرحنا ...اني كت عيله يا دوب كملت ستاشر سنه بجالي يومين....كت خايفه و خجلانه ...بعد ما اتجفل علينا الباب ...لجيته بيجولي بالراحه ...شكلك خايفه ...اهدي و متخافيش اني مهجربش منيكي غير لما نولفو علي بعض
جعد اشوي و بعديها عور يده و ...اكملت بخجل : و رمي الملايمه علي انه شرفي
قاطعها بغيره قاتله : مجربش منيكي نهائي ...مجاش يمتك خاااالص
رغد ببكاء : و لا حتي لمس الفرشه ...ضل طول الليل ماسك التلافون فيده يكتب فيه لحد ما النهار طلع
اكمل عنها : و تاني يوم جال انه هيدلي بيكي مصر كانه شهر عسل....ايه بجي الي حوصل اهناك
اغمضت عيناها بقهر و وجع و هي تتذكر ما حدث ذلك اليوم
فلاش بااااااك
ظل طوال طريق سفره معها صامتا ...لن يتفوه بحرف ...الي ان وصل امام بنايه شاهقه الارتفاع ...صف سيارته امامها ثم قال بنبره غريبه : وصلنا ...انزلي
بمجرد ان فتح باب شقته الخاصه ...دلف اثنتيهم ثم اغلق الباب خلفه
تصنمت رغد بصدمه قويه حينما رات ابنت عمها الهاربه تقف امامها و علي وجهها ابتسامه شامته
تاهت حروفها و كلما فتحت فمها كي تتحدث تغلقه مره اخري ...اما الاخري فاطلقت ضحكه ماجنه و هي تتقدم نحوها و تقول : مالك يا كونتيسه ...اتشليتي ...مش قادره تصدقي اني قدامك
رغد ببهوت : اني مش فاهمه حاجه ...انتي....اخرسها فهد بقوه حينما وكزها في كتفها و هو يقول : متحوليش انتي ...دي ستك و تاج راسك سامعه
رغد بجنون : الفاجره دي تبجي ستي ..الي حطت راس ..ااااااه ...قطعت حديثها بصراخ حينما لطمها بقوه فوق وجنتها مما جعلها تفقد توازنها و تقع ارضا
لن يكتفي بهذا بل مال عليها جاذبا اياها من حجابها مصاحبا معه شعرها و هو يقول بغل : مفكره حالك هتبجي مرتي صوووح ...دم ابوي في يدك انتي و عيلتك ....الي جدامك دي مرتي ساااامعه ...هتجعدي اهنيه خدامه ليها ...و اياااكي تنطجي بحرف ...رجبت بوكي و يونس اخوكي هتكون التمن ساااامعه
بااااااك
كادت تختنق من شده البكاء و هي تكمل : زلوني ...بهدلوني ضرب و حرج ...حتي الوكل كان سواعي يحرموني منيه
اتحملت كلت ديه لجل عوينات بوي و خوي ...ولجل ما الدم الي بيناتنا يوجف لحدت اكده
بعديها بشهرين طلعت حبله ...دوجت المر معاها ...و هي كل يوم تتبلي علي اني رايده اصجتها ...و خوك يضربني ...
كلت ديه و مكتش عارفه اوصل لحدي من اهلي لجل ما اخبرهم ....كان بيخليني اتحددت من تلافونه خمس دجايج لجل ما يطمن اني مش هجول شي ليهم
لحدت ما ولدت رحيم...هي الي جالتله يكتبه باسمي ...جالت اهلك اكيد هيشوفو شهاده الميلاد ...
ولدته و رمتهولي لجل ما اربيه ...حتي الرضاعه مهانيش عليها ترضعه ..جابله لبن صناعي
صمتت قليلا كي تلتقط انفاسها فقال هو بغل و غضب : و طبعا كل الدهب و الفلوس الي كان بيجيبها كانت ليها مش ليكي
هزت راسها بوهن ثم قالت بقهر : حتي شبكتي الي المفروض جابهالي خدها مني و ادهالها....امسكت ذلك السلسال الملتف حول عنقها و اكملت بقهر : دي خبيتها لجل مايخدوهاش مني
و شويه الدهبات الي حداي دول ....هدايا من اهلي بعد ما المفروض ولدت ....و لجل حظي نسي ياخدهم وياه لما عاودنا مصر تاني بعد سبوع المولود
وجتيها ما صدجتك انك كت رايده في شغل ...حكيت لشاديه ...كانت هتجن...بس صبرتني و حلفت لاتجيبلي حجي منيهم ...بس جالتلي مهينفعش نتحددت ....الدم هيبجي بحور
سكت و اتحملت ...و الي هون علي اشوي ...بعد ما المفروض ولدت بحي يهملني اهنيه اني و الواد
جبل ما يموت بحوالي شهرين ...خدني وياه بحجه انها رايده تشوف ولدها
اتاريها كانت رايده تزلني شوي جبل ما توهرب منيه
في يوم صحيت علي صراخه و كان كيه المجزوب
بجي يلف و يدور عليها ....و لما ملجاش ليها اثر ...ضل بكسر فالشجه ...خوفت و اتخبيت انا و الواد جوه الاوضه ....و من خوفي مكتش مركزه اني دخلت وين
لجيتني جوات اوضتهم ...شوفت جواب ...جريته ...ابتسمت بوهن من بين دموعها ثم اكملت : بتجوله دورك انتهي ...كان كل الي يهمني ازل رغد ...و اطلع من البلد المعفنه دي و اعيش حياتي ....انا خدت كل المجوهرات و الفلوس ...تمن السنتين الي قضتهم معاك ...متدورش عليا
بس و من يوميتها بجي يدور عليها فكل مكان ...و هي فص ملح و داب ...كان عاشجها صوح ...و هي كيه الحيه استغلت ديه لجل ما توصل لغرضها
دفع حياته تمن لواحده جاحده متستاهلش ....و اني ...بكت بحرقه و هي تكمل : اني ايه ....معرفاش صوح اني ايه....جوزتوني كبش فدي للعلتين...وهو اتجوزني لجل ما يرضي حبيبته
نظرت له بحزن العالم و اكملت : و انت اتجوزتني لجل ما تنتجم لخوك
و امك ريداني لجل ما يضل حفيدها وياها
ضربت علي صدرها بقوه و هي تكمل بنبره تقطر قهرا و وجعا : و ااااني ...اني وين من ديه كلاته...كل واحد فيكم عم يجطع من روحي حته ....وينها رغد ....محدش فكر فيها للحظه
يا خلج اني مكملتش عشرين سنه بس اتحملت الي ميجدرش يشيله حدي فالخمسين
تطلعت له بجنون و هي تكمل بهستيريا : هاااا ...ارتحت يا دكتور ...عريفت الحجيجه ....دور عليها بجي ...و خد تار خوك منيها ...افتح بحور الدم من تاني
بس وجتها مفيش رغد الي هتكون كبش فدي تاني يا دكتور ...اكده دوري في حياتك انتهي صووووووح....
اكملت باقرار يملاه التمني بالرفض : هتهملني خلاص
هل يوجد وصفا لحالته الان ...لا ...قد عجزت حروفي لاول مره ...لن استطع رسم شعوره ببضع كلمات....الما ينهش صدره
سخطا علي اخيه النذل....رغبه فالانتقام...و لكن كل هذا غطي عليه قهره و الم قلبه علي تلك الصغيره التي تحملت ما لا يقوي عليه بشر
كان هذا ما يدور داخل عقله و هي تقص عليه ما حدث...و لكن حينما قالت كلماتها الاخيره
عجز عقله ان يفسرها علي انها تساله ..هل سيتركها
اخذها علي انها تقول : اتركني
هنا غاب العقل ....اندحر اي شعور داخله الا غليانه و رفضه فكره تركها لها
امسك زراعها بقوه و سحبها ناحيته ...نظر لها بشر و قالي : تهمليني ....كيف ...
لم تستوعب ما يقوله و لكنها انتبهت جيدا حينما اكمل بنبره خرجت من الجميم : كتي هتخليني اعشجك لجل ما تنتجمي مني بدل خوي ....بموتك يا بت العبايده ...تمن جلب الدكتور روحك يا رغد ...ساااامعه ...مهتطلعيش من اهنيه غير علي جبرك ...ساااامعه
ظلت تهز راسها بجنون ...تحولت دموعها الحزينه الي اخري فرحه...يعتقد رفضها ...حقا قد جن ...عن اي ترك تتحدث و انا من تذوب فيك عشقا ايها الطبيب ....طبيب قلبي الذي اجري لي جراحه ....استاصل الحزن من داخل قلبي العاشق لك
و بما ان اليوم ...هو موعد اكتشاف الحقائق ...و بما انه اعترف....لن اترك حالي لاللخجل ...و لا للضعف ...و لا حتي لاخوف
عن اي خوفا اتحدث و انا احتمي خلف سدا منيع ...لن يسمح حتي لنسمه هواء ان تجرحني
و بينما هو يضغط علي زراعها بغل و يتطلع لها بجنون بعد ان ظلت تهز راسها رفضا لحديثه و الذي فهمها علي انها رفضا لبقائها
و قبل ان يفكر ان يسهب في تهديده ...تخشب جسده حينما قاومت يده المتشبثه في زراعه ...ثم قفزت فوق ساقه لا تعرف كيف....و لا من اين اتتها الجرأه ان تطبق علي فمه لتسكته
او....ترد علي حديثه بالفعل لا بالحديث....لاول مره تشعر انها حقا تريده ...قبل ذلك كان الخجل و الخوف يؤثر عليها اثناء علاقتهم الحميمه...اما الان ستطالب هي بها ...ستصرخ له بما تخباه داخلها
لم يفق من صدمه قبلتها التي لم يقوي علي مبادلتها ...فاجاته باعترافها الذي خرج من صميم قلبها
كوبت وجهه بيديها....نظرت له بعيون لامعه بدموع العشق ..قالت بصوت مبحوح شجي : و اني عشجتك فوج العشج عشجين يا دكتور ....من غير ما تحس داويت جلبي الموجوع من غدر الدنيا
رجعتلي روحي الي كانت مفرجاني ....بين دراعاتك لحيت روحي...لجيت رغد الي كت اعرفها زمان
لما اطلعت جوات عنيك ...لجيتني يا دكتور ...لجيت رغد الي اتسرجت مني ...رجعتلي روحي و جلبي
مين يلاجي ديه كلاته و ما يعشجك التراب الي عم تخطي عليه
و الطبيب قلبه توقف حقا...يحتاج الي جهاز الصدمات كي يعيده الي العمل ...لا يصدق ...لن يصدق
نظر لها بتيه ثم فتح فمه ليسالها بعدم تصديق : هتجولي ايه ...انتي واعيه لحديتك ديه ...و لا ....
لا يوجد مكان ل...ولا....بينهما الان.....لن تتركه لافكاره ...بل سنكون هي بمثابته صدمه كهربائيه عنيفه تعيد له رشده ...بل تجعله يستوعب ما قالته توا
قربت وجهها من وجهه حتي تلامست الشفاه دون تقبيل ...تعمدت ان تتحدث داخل شفتاه المنفرجه ...قالت بنبره تقطر عشقا و تمني : اني بعشجك يا عثمان ....مدت يدها لتمسك بكفه و تضعه فوق خافقها و هي تكمل : لو ممصدجش الي سامعه
شوف جللي هيدج كيف ...و انت دكتور و خابر كيف تعريف الي جواتي ...صوح
و هل يجد ما يرد عليها به ...لا و الله ...حينما يعجز اللسان عن التعبير بما يعتمل صدورنا ...
نجد اجسادنا تعبر عما عجزنا ان نوصفه ...و الطبيب ترك قلبه يحرك جسده كي يكون رده ابلغ من اي حديث
قبله ...ساحقه ...جموحه ...راغبه ...بين طياتها اعترافا بعشق لاول مره يذوقا حلاوته...و المليحه لاول مره تبادله
لا يعلما من منهما كان يجرد الاخر من ملابسه...و لم يهتما من منهما يلتهم الاخر
و لكن الشعور المتفق عليه الان...هو رغبه ملحه ان يدخل كلا منهما الاخر بين ضلوعه....كان دربا من الجنون
تخلت عن خجلها ...و خلع هو عبائه غروره و وقاره ....شعر انه طفلا صغير ...لا يشبع من ثدي امه
و شعرت هي انها اسفل شمسا حارقه ملاتها دفئا بعد كل هذا الصقيع الذي عاشت فيه
لن يكتفي منها ...و لم تتالم من عنفه الغير مقصود ...بل كانا يرغبا معا فالمذيد
و حينما تلاقت الارواح علي اعتاب الاجساد المتلاحمه ...نطق لسانهما في وقتا واحد بناء علي امرا وجب النفاذ من قلبيهما
في نفس اللحظه.... بعشقك