رواية غاليتي
الفصل السابع عشر 17
بقلم فريدة الحلواني
اللمه...الحب...
النيه الصافيه
حينما يجتمعو علي مائده واحده
تصبح الوجبه التي يتناولوها ....بطعم الحب
علي راس المائده كان يجلس حسن و حوله الجميع من الجانبين و علي الطرف الاخر اخيه
اخاه الذي تخلي عن جاكت حلته ...ليس هذا فقط بل شمر اكمام قميصه و بدأ يأكل بنهم كما لم يأكل من قبل
و الشباب يتمازحون بخبث ...اما الغاليه
وجدت ...لمه العيله...التي لم تجربها من قبل
و منه التي كانت تنظر بزهول للذي يأكل بنهم ....كان يلاحظها منذ البدايه و الان...قرر ان يشاكسها مستغلا خوفها منه منذ اول لقاء
ترك الطعام فجأه ثم نظر لها بجديه ذائفه و قال : في حااااجه
انتفضت رعبا ثم قالت : هاااا...لا يا باشا ..انا بطمن عالطبق عشان لو خلص اجبلك غيره
و تنطلق الضحكات المرحه و يتدخل ولده الذي يفهم اساليب ابيه فيقول مدافعا عنها : لاااا ..الا مونه دي اطيب حد هنا يا بابا
طه بغيظ : لا يا شيخ ...مونه...و اطيب حد ...اجيب الدبل امتي يا استاذ محمد
و قبل ان يرد عليه كانت هي الاسرع حينما قالت بحزن : دبل ايه...ده زي ابني ...نظرت للشباب بتمني ثم قالت بصدق : ربنا يحميهم ...لو كنت بخلف مكنتش هتمني احسن منهم
معاذ بحب : كلنا ولادك يا منمن ...اكمل مازحا : احنا نعتبرو العزومه دي علي شرف المخلوع
تناست حزنها سريعا و ردت بمزاح و هي تلوح بيدها : ياخويا بلا هم ..دانا الود ودي ادبح عجل ...بس خساره فيه
نظرت لمعاذ بفرحه ثم اكملت : تصدق يا واد انا حبيتك ...حلو اسم المخلوع ده هههههه
ردت غاليه عنها بوقاحه : بالله ما يستاهل كتكوت مبلول رجاله عايزه الحرق بجاز وسخ
طرق الطاوله بقوه و قال بغضب جعل الجميع يصمت رعبا : بتتتت...لسان اهلك
خافت حقا و قالت سريعا : مش انت يا حسن ...مش انت
نظر للشباب ثم قال بتفاخر و ابتسامه شامته : شوفتوني و انا مسيطر
و تنطلق الضحكات بصخب امام اعينها التي تسع شرارا لوقوعها في فخه
فتقول بغيظ : بتضحك العيال عليا ...هشحكمهم ازاي انا بعد كده
محمد بشماته : القوي في الاقوي منه ...شوفتي عشان بتفتري علينا ربنا بعتلك الي يهدك
ردت مني عنها بخجل : هو في زي ابله غاليه و لا طيبه قلبها
نظر لها بشقاوه و قال : اخيرااا سمعت صوتك ...جمال و صوت كناريه يا ناس ..قلبي الصغير لا يحتمل
احمرت خجلا و ابتسمت حينما ردت غاليه بحمايه : ولاااا...هنا و تبعد ....دي خط احمر يا قمور...مش مكفيك العشروميت بت الي بتصيع معاهم
محمد بغيظ : ديما تقطعي برزقي كده
طه : انا حطيت صوابعي العشره في الشق منهم هما التلاته ...مش عارف طالعين صيع لمين
نطقت سيلا سريعا : طالعين لمعاذ...اصيع واحد فيهم
ستتوقف قلوبهم من كثره الضحك و معاذ يرد بغل : ياااا بت لسانك ..احنا مش عاملين هدنه و بنلعب مع بعض
صفق طه بقوه و قال بصعوبه من بين ضحكاته : اللهم صلي ...انا سمعت الكلمه دي فين قبل كده
احمرت غاليه خجلا ثم نظرت لحبيبها المبتسم و قالت : انت مبتسترش ...عاجبك كده
يس : لاااا ..انا الفضول هيقتلني ...لازم افهم يا لولو
قزفه حسن بالملعقه و قال بغيره : احترم نفسك يابن الكلب انت
تفاداها سريعا ثم قال بغلب : نقولها ااااايه طيب ...اسمها محرم حد ينطقه ....و ابله و لا ميس عيب في حقنا ..نعمل ايه
رد ببرود : قولها يا حاجه
ياااااا ...حاااااجه
تلك الجمله خرجت من الجميع بصدمه في نفس الوقت ...عن اي ...حاجه..يتحدث
اما هو لم يهتم و قال : ناوليني حتت اللحمه الي هناك دي
تبكي ...شعرت فجأه انها لا تقوي علي استيعاب اي شيء ...و تحولت الصفحات امامها الي امواج لا تري داخلها شيء
ريهام بحزن : اهدي يا شهد ...انتي بس عشان ضغطي نفسك الفتره الاخيره ...ريحي شويه و بعدين نكمل
ردت عليها من بين بكائها : مش شايفه حاجه يا ريمو ..الكلام كله داخل في بعض ...مش قادره اركز
ريهام : قومي اغسلي وشك و تعالي نعمل حاجه نشربها
شهد : يا بنتي انا من الصبح علي كده ...اليوم ضاع مني و مستفدتش حاجه ...اعمل ايه...اعمل ايه
و صديقتها لم تجد حلا امامها كي توقف انهيار رفيقتها الا ان ترسل رساله لمن له القدره علي احتوائها
و العاشق هرول بقلبا يخفق بعدما قرأ تلك الكلمات ( يا زعيم تعالي بسرعه شهد منهاره و انا مش عارفه اهديها )
دلف عليها بوجل ...لم يهتم بوجود صديقتها ...بل جلس امامها علي عقبيه ...أخذ يمسح دموعها و هو يقول : مالك يا حبيبي ...ايه الي حصل...في حاجه وجعاكي ...حاسه بايه طيب
انسحبت ريهام بهدوء مغلقه الباب خلفها
اما هي...نظرت له بحزن و قالت ببكاء مرير : من الصبح مش عارفه ازاكر ...الكتابه سايحه علي بعضها و مفيش كلمه عايزه تخش دماغي
قام من امامها ثم جلس و سحبها ليحتويها داخل ضلوعه
ملس علي شعرها بحنان ثم قال : اهدي يا صغنن بس ...بلاش تذاكري انهارده
نظرت له بزهول و قالت : ازااااي ...ده فاضل اسبوع عالامتحانات مفيش وقت
رد عليها بحكمه : و ضغط الاعصاب الي انتي فيه ده هيضيع باقي الايام
انتي ذاكرتي طول السنه و عملتي اكتر من الي عليكي كمان ...يبقي تسيبي الباقي علي ربنا...صح يا حبيبي
ردت عليه بخوف : نفسي انجح و افرحك يا موسي ...خايفه اوي ...لما الامتحان قرب حسيت ان نسيت كل حاجه
حاوط وجهها بحنان ثم قال : يا حبيب موسي انا فرحان بوجودك معايا ...مفيش فرحه اكتر من كده
هتنجحي و هتجيبي مجموع يدخلك الكليه الي انتي تختاريها ...انا واثق فيكي ...و عارف انك قدها
اراد ان يخرجها من تلك الحاله فغمز لها و اكمل بوقاحه : بت ...اوعي يكون ده كله فيلم عشان عايزه تمرين جمباز
ضحكت من بين دموعها ثم وكزته في كتفه و ردت بوقاحه اكبر : هو انا محتاجه اعمل حجه و لا ايه ...لو كده هتصل بيك اقولك اطلعلي عادي يعني ...و انت ما هتصدق
ضحك و قال : احلي حاجه فيكي بجاحتك
غمزت بشقاوه و قالت : تربيتك يا زعيم...ملست علي صدره باغواء ثم اكملت : تعال اعملي مساج بقي عشان اريح اعصابي
عض شفته السفلي بجنون ثم كتف يديها خلف ظهرها و قال بغيظ : يا بت اتهدي ...مش كنت عامله مناحه و بتقولي مفيش وقت ...
ردت بوقاحه : مش انت طابع تهديني ...بدل ما نضيع الوقت في الكلام ...نعمل حاجه تجيب نتيجه اسرع
كاد ان يملأ الدنيا صراخا من اغوائها له و هي تعلم انه لن يستطع المقاومه و لكنه سيحاول
موسي : اسمعي الكلام يا عسل خليكي شاطره
شهد : و لا حتي قبله بوريئه
ضغط علي يدها و قال بغيظ : القبله البوريئه هي و الي بعدها مش هيخلصو غير بكره الصبح ...يبقي نتلم و نشوف الي ورانا
تطلعت له بنزق ثم قالت : خلاااص ..انت الخسران علي فكره
زفر بحنق و قال بغلب : عااارف ...عارف
اجتمع منعم مع المدعو عطيه ...و قال الاول : ايه الدنيا يا معلم ...هنبدأ شغل امتي
عطيه : انا كلمت واحد من التجار امبارح ...قالي الدنيا مقفوله و مش بيطلعو كميات ...
منعم بغل : و لو كان الزعيم هو الي هيتعامل كانو فتحولو المخازن ناس ####
عطيه : هو مفيش حل معاه خالص ...حتي يكلمهم يوصيهم عليك
منعم : انسي
عطيه : في واحد ناس مكلمني عليه...انا متعاملتش معاه قبل كده ... بيقولو بيطلع كميه بس سعره حراق
منعم : و احنا هنستفادو ايه لما يعلي السعر علينا ...الناس بقت فهمانه غير الاول
عطيه بخبث : مانا قولتلك الحشيش مبقاش جايب همه ...تعالي معايه فالبودره و انت هتكسب الماظ مش دهب
نظر له بتردد ثم قال : مش سكتي ..و وقعتها باعدام يا عطيه
عطيه : فال الله و لا فالك يا جدع ....مانا شغال بقالي سنين و لا في حاجه...جمد قلبك انت بس و شوف معاك كام و يلا بينا
نظر له منعم بقلق و لكن شيطانه هيأ له كم المكاسب الماليه التي ستعود عليه من وراء هذا السم الابيض ثم قال : هدورها فدماغي و اقولك
اذا كان امامها الان ستقتله ...او تحرقه حيا ....بعد ان قصت عليها رانيا ما علمته بعد تتبع طه و حسن ...كادت ان تجن
نورهان : ازااااي ...و العيال كمان بيوديهم عندها ...معني كده ان الحكايه كبيره
رانيا بغل : اكبر مما تتخيلي ...انا دفعت دم قلبي للراجل الي جابلي كل المعلومات دي ....
نورهان : يعني هو مشي وري طه و شافه رايح هناك
رانيا : راقب الاتنين ...طه مراحش غير مرتين...انما جوزك الحبيب ...كل كام يوم بيروحلها ...يا اما بيقف بعربيته تحت بيتها بالساعتين
نورهان : مين دي ...اهلها مين
رانيا : انا جبت تاريخ حياتها هي و صاحبتها الي قاعده معاها ...لسه خالعه جوزها انهارده
نورهان بغضب : انا لازم اقول لانكل محمد ...محدش هيقدر عليهم غيره
رانيا بخبث : اهدي بس لان الموضوع كبير و مش سهل ...لازم نخطط كويس عشان نوصل للنتيجه الي ترضينا
نظرت لها نورهان بعدم فهم و قالت : مش فاهمه ...نعمل ايه يعني
رانيا بدهاء : لاااا ...هنعمل كتييير اوي يا روحي ...عشان لما نضرب ضربتنا....تبقي القاضيه
لا احد يستطع الشعور بفرحته الطاغيه الان ...اخيرااا اعطته الفرصه كي يتحدث معها
و هو سيستغلها علي اكمل وجه
جلس معها في صاله منزلها بعد ان تركت لهم امها المساحه كي يتحدثو بحريه
اخذ نفسا عميقا ثم قال : مبدئيا انا مش عارف اوصفلك شعوري و انا قاعد قدامك ...مش مصدق نفسي ....اخيرا حنيتي عليا و هتسمعيني
لن تضعف ...هكذا قالت لحالها و ردت بتجهم : انا قولت اخلص من مطارداتك ليا ...انت اصلا زودتها اوي ...اتفضل قول الكلمتين الي عايزهم عشان نخلص
جز علي اسنانه كي يكتم غضبه ثم قال بهدوء : ارفعي ايدك
نظرت له بعدم فهم فاكمل بعدما رفع كف يده هو امامها : عندك خمس صوابع هل في واحد شبه التاني
ابتسمت بسخريه و قالت : احنا بنيأدمين مش صوابع يا فادي باشا ...و من خلال تجربتي الرجاله كلها صنف واحد
يعملو المستحيل عشان يوصلو لاي واحده ست ..و بمجرد ما يمتلكوها ...الوش البشع بيظهر
فادي بحكمه : دول اشباه رجال يا ميرو ...و زي ما في رجاله زباله ...في ستات تستاهل الضرب بالنار
نظر لها بقوه ثم اكمل : انتي مش ضعيفه ابدا يا ميرو ...بلاش تخلي تجربه فاشله تدمر حياتك ...انتي ست جميله و مثقفه ...و شاطره في مجالك ...يبقي ليه تفقدي الثقه في نفسك بسبب واحد كان مريض ...ليه تديلو الفرصه انه يحطمك حتي بعد موته
حديثه الذي تمنت ان تسمعه منذ زمن ...جعل الفتاه الهشه المختبئه داخلها تظهر رغما عنها
دمعت عيناها ثم قالت بقهر : انا عمري ما سمعت الكلام ده منه ...كان ديما يقولي ...انتي فاكره نفسك ست....انتي فاشله ...اقعدي من شغلك البيت بقي معفن
مع اني بدخل من شغلي عالمطبخ ...و الاقيه بالعند مبهدل البيت الي اصلا مفيهوش غيرنا
كنت بشوف نظرات الاعجاب في عيون الرجاله ...ارجع ابص لنفسي فالمرايه و اقول طب ليه مش بشوف ده في عينه هو
حتي لما اكتشف انه عقيم ...بقي يذيد في اهمالي بدل ما يحتويني ...حتي في العلاقه ...الي اصلا كانت كل تلت و لا اربع شهور مره ...كان اناني ...و لما اكلمه يقولي العيب فيكي انتي ...لو كنتي ست بجد كنتي حركتيني
بكت بقهر و هي تكمل معاناه سنين عاشت فيها مرغمه : كان يشتكي لاهلي مني من ورايا ...قالهم كلام بشع عني
و في اخر ايامه لما حس بالعجز ...كان ياخد منشط و يغتصبني ...مكنش بيرحمني حتي لو نزفت ...كرهت لمسته ...كرهت المكان الي بيجمعني بيه
دي كلها مجرد عناوين لقهر و زل و اهانه عشت فيهم سنين ...بس بين السطور وجع محدش يقدر يتحمله
تفتكر بعد ده كله ممكن اثق في راجل و سلم نفسي ليه
غليان ...كل ما يشعر به الان ...دما يغلي داخله ...و سباب لا يعلم من اين اتي به يلقيه علي ذلك المجحوم ...
حالتها لا تحتاج مجرد بضع كلمات تواسيها
بل هي تحتاج اكثر من ذلك بكثير
تحتاج زراعان يضماها بقوه و حنان ...و هذا نا فعله دون تردد
سحبها فجأه حاضنا اياها...بل كان يخبأها داخل صدره الذي اصبح مثل المضخه من شده خفقان قلبه
ربته فوق الكتف مفادها انا معك...قبله حانيه فوق الراس يملأها الاعتزار
و غريقه ..وجدت طوق نجاه تتشبث به و قد اطلقت العنان لدموعها ...بل لحديثا دفن داخلها منذ سنين
تشبثت به و قالت شاكيه : انا مش وحشه يا فادي...عمري ما خنته رغم انه يستاهل الخيانه
كنت لما احس اني هضعف قصاد كلمه خلوه سمعتها من حد ...اجري عليه
اقول انا محتجالك ....اهتم بيا ...انا اولي باهتمامك الي بتديه للكل الا انا
كنت بشحته ...مش عشان عايزاه...عشان احمي نفسي و مضغفش ...و نجحت من غيره يا فادي ...صدقني نجحت
بس هو قال غير كده ...شوه سمعتي ...تخيل يوم ما مات كان بيقول لماما بنتك بتاعت رجاله
فقط ...اخر ما استطاعت نطقه تلك الكلمه ...تركها تبكي ...تركها تسقط عن كاهلها هم و وجع سنوات ...كي تولد داخل حضنه من جديد بعد ان تتخلص من شوائب الماضي القميء
و بعدها سياخذ بيدها و لن يتركها حتي تعود الي سابق عهدها
حبيبته التي عشقها منذ ان كان في ريعان شبابه...كانت مليئه بالحيويه و النشاط
بل كانت تملأ المكان بهجه و ضحك...
سيعيدها ...هذا وعدا قطع علي حاله دون ان يتفوه به ...و سيفي به مهما كلفه الامر
دائما الوقت الحلو ينتهي بسرعه ....ها قد جاء وقت الرحيل بعد قضاء وقتا من اجمل ما يكون
وجه حسن حديثه للشباب قائلا : ااايه ..شايفكم معسكرين هنا مش يلا
معاذ : لا لسه شويه يا بوب هنكمل مذاكره هنا و نرجع بالليل
طه : اتلم ياض انت وهو خليكو خفاف كده مش هينفع
محمد بغيظ : لما تلم انثي العنكبوت الي منتشره فالبيت
نظرو له بعدم فهم فاكمله عنه يس : الست رانيا يا سارق قلوب العزاره....
فهمها ان احنا بقينا شحطه بالله عليك
كل خمس دقايق تدخل علينا تدلدق حنيه ناشفه ...قام بتقليدها ...ااايه يا ولاد
محتاجين حاجه...اجبلكم سندوتش...انا هقعد معاكم عشان لو احتاجتوني
اكمل بنزق : هي بترسم علي ابونا ...احنا مال امنا
و هنا ...لا احد يعلم لما تلاقت اعين منه و طه
هي تنظر له باتهام لا تعلم مصدره
و هو ينظر بدفاع و كأنها تهمه التصقت به و يرجوها الا تصدقها
و بعدها قال حتي يثبت ذلك : حسن ..خلصني من امها عشان انا جبت اخري ..انا واحد احب اخلص شغلي و ارجع اريح في بيتي ...من يوم ما جت و انا متشرد في الشوارع
ابتسامه لا اراديه ارتسمت فوق ثغرها حاولت حبسها حينما زمت شفتيها معا
و دقه قلب راضيه تنم عن ارتياح داخله بعدما اوضح الامور ...و ذئب يتربص للاثنان لا تفوته شارده و لا وارده
يشاكس اخيه قائلا : من عونيه يا شيخ طه...هو احنا عندنا اعز منك ...هكرش امها اول ما اروح...بس باقي النسوان الي علي فونك هتعمل فيهم اااايه
برقت هي ..و انتفض هو قائلا دون وعي : و ربنااااا ما حصل
و تخرج الضحكات الحلوه من الجميع ...صافرات شباب ..فتيات تصفق ...و طيبه القلب تخجل و تريد القول : لا يوجد شيء ...لما كل هذا
و وقح لا يعنيه كل ما يحدث ...يلف زراعه حول خصر من الهبته بضحكاتها الجميله ...تصدم هي من جرأته ...و يقول هو بوقاحه و اقرار : اااايه بتاعتي ...خلاص بقي يا استاذه دول ولاد ستين كلب هرشو الحكايه من قبل ما اوصل بيهم هنا
خجله ...مكسوره ..ضعيفه ...تفرك يداها بقوه حتي كادت ان يتاكل جلدها
ابتسم طارق بحنو و قال : اسمعيني كويس يا ريم ...انا خلاص بقيت المحامي بتاعك....حابب نتعامل مع بعض باريحيه عشان اقدر افهم منك كل التفاصيل الي محتاج اعرفها ...ساعديني اخرجك من هنا
دمعت عيناها و قالت بتأنيب ضمير : انا مش هسامح نفسي ابدا ان خليتك تسيب شغلك ....مش قادره ابص في وشك و الله...حتي لما جتلي المره الي فاتت مكنتش قادره اتكلم بسبب كده
طارق : انا الي مكنتش هسامح نفسي لو معملتش كده ...انا مؤمن ببرائتك و مش هرتاح غير لما اثبتها
نظرت له برجاء و سالت بخزي : هو انت شايفني كويسه
ابتسم و قال بصدق : عندي خمسه و اربعين سنه ...مقبلتش فيهم احسن منك
رغم خجلها الا انها سالت بزهول : معقوله ...انا فكرتك كبيرك سته و تلتين
ضحك بخفه و قال : جيم و رياضه بقي و كده ...و متجوزتش فالبتالي اترحمت من النكد و مبنش عليا سني
تناست حالها و قالت بغيظ : يا سلاااام ...يعني الستات هما الي نكديه و بتعجزك ...شوف ازاااي
ضحك بوقار فرحا بنجاحه باخراجها من تلك الحاله التي كانت عليها
تطلع لها بنظرات هو نفسه لا يعلم ماهيتها و قال : خلاص يا ستي و لا تزعلي ...احنا الي رجاله نكديه حلو كده
شعرت براحه تغمرها لم تذق حلاوتها من قبل و بعدها بدأت تقص عليه ما حدث بادق التفاصيل الذي كان يطالبها بها كي يستطع الامساك بطرف الخيط الذي ستكون نهايته ...الخروج من هنا
و بعد فتره انتهيا من الحديث حول القضيه ...و جاء وقت الربت علي قلبها بهذا الخبر الذي يعلم انه سيسعدها
طارق : اخر حاجه قبل ما امشي ...اطمني علي مني ..هي معايه في امان
انتفضت من مجلسها و قالت بعدم تصديق : بالله بجد..ازاي ...هي جتلك ..هربت منهم ..فهمني ابوس ايدك
طارق : اهدي يا ريم و انا هحكيلك ...بعد المحكمه اخوكي ضربها ...و انا قابلتها صدفه و خدتها و عملت محضر بس هو هرب ...و هي حاليا قاعده عند ناس تبعي و بكلمها كل يوم
ريم بخوف : ازاها يعني ..حصلها حاجه ...و الناس الي هي عندهم وافقو عادي و لا هي بتشتغل خدامه عندهم و لا ايه
تطلع لها بعتاب ثم قال : هي دي فكرتك عني ...هشغل اختك خدامه فالبيوت
ردت سريعا :بندم : و الله ماقصد ...انا بس عايزه اطمن عليها حتي لو فعلا بتشتغل خدامه هيبقي أئمن ليها من الحيوان ده
تفهم موقفها و قال : فاهم و مزعلتش ...هي قاعده مع اتنين ستات كويسين جدا تبع ظابط صاحبي ...و في اقرب وقت هجبها عشان تشوفيها و تطمني
ابتسمت بارتياح ثم قالت بامتنان : مهما اعمل مش هقدر اوفي جمايلك ...ربنا يجبرك و يراضيك ...زي مانت جابر بخاطري انا و اختي
مر سريعا اكثر من شهر لم يحدث فيه اي جديد ...او هكذا نظن
و لكن الحدث الابرز كان هو انتهاء الشباب و معهم شهد من اختبارات الثانويه ابتي ارهقتهم حقا
و ها قد حان وقت خروج الافاعي من جحورها
فقد اجتمعت قوي الشر معا في مكانا واحده ...علي ماذا ينتوون...و الي اين سيصل بهم الامر لتحطيم كل ما هو غالي
حقا...لا نعلم
فلندعو الله ان يجعل كيدهم في نحورهم