رواية حوريه في قلب الليل
الفصل الثالث 3
بقلم ميفو السلطان
فتحت لؤلؤ الباب لتنصدم عندما وجدت رجل كبير يلبس لبس صعيدي يقف ومعه رجلين اخرين هتفت بدهشه.. جدي عبد الرحمن كانت تعرفه من صوره التي كان والدهم يريهَ اياها في صغرهم فلم يختلف كثيرا الا ان الشيب غزا راسه.
ابتسم لها وهتف... كيفك يا بتي.
هبت حوريه وهتفت.... جدي عبد الرحَمن عندنا.
ابتسم وهتف... كيفكو يا ولاد سالم.
اقتربت حوريه فكانت رقيقه لتقبل يده.... بخير طول مانت بخير يا جدي.
قطب جبينه من ادب تلك الفتاه ولكنه تغاضي عن ذلك هتف... ايه ماهندخولش والا ايه.
اندفعت حوريه... ازاي اتفضل بيتك ومطرحك دا البيت نور.
هتف... خليكو تحت يا رجاله مش هنتاخرو.
هتف.. انا جاي في كلمتين يا بنات ولدي اني جاي اخدكو اعرفكو علي عيله جدكو يتشرفو بيكو.
اندفعت حوريه... بجد يا جدي والنبي هتعرفونا وتحبونا.
نظر اليها مليا واستعجب.. ايوه يا بتي وعايز اعملكو ليله بعودتكو فرح كبير بنات الغالي نتشرف بيهم وتشوفو جدتكو فتحيه هيا تعبانه وكان نفسها تاجي.
هتفت حوريه مندفعه.. لا ازاي داحنا نروحلها جري مش كده يا لؤلؤ قولي اه.
هتفت لؤلؤ... ايوه اكيد بس اصبري انا عندي شغلي لازم اخد اجازه.
هتف الجد... وتشتغلو وجدكو موجود لاه يا بتي ماهيوحصلش انتو تاجو معانا واني هبعتلكم مصاريفكم لحد عندكو.
هتفت... لؤلؤ لا يا جدي كتر خيرك.
هتف.. طب اخدك لصاحب الشغل استسمحه يا بتي وتعاودو معانا جدتكو تعبانه ونفسها تشوفكو ..
تنهدت لؤلؤ لتنظر اليها حوريه ترجوها كالاطفال ابتسمت لها لتقوم بسرعه وتحتضنها وتهتف هنحضر حالنا يا جدي ونجي معاك بس هو اسبوع عشان شغلي.
كان عبد الرحمن يستعجب من تصرفات البنات. فسالم وصفهم بالجموح وعدم الطاعه وما امامه بنات يعرفون الاصول استعجب وظن انهَ يمثلون عليه لتقوم الفتاتان وتحضرا نفسهما هتفت حوريه... هاتي الكاميرا والنبي يا لؤلؤ عشان خاطري.
ضحكت لؤلؤ... عيوني دانا ههريكي صور هناك بشعرك القمر ده .
هتفت حوريه... بصي انا هجيب الفستان الوردي اللي ماما فصلتهولي البسه هناك وتصوريني بيه.
ضحكت لؤلؤ.. والله انت عيله حاضر يا اميرتي انا اقدر اقول للمزه لا..
استعدا وذهبا مع جدهم وذهب لؤلؤ لتستاذن من صاحب العمل وتبدان في رحله الرجوع الي بلدتهم.
وصل الفتيات الي البلد ليستقبلهم الكل بحميميه بناء علي رغبه عبد الرحمن وكان قد اكد علي الجميع ان لا يأتو بسيره التار والجواز كانت الفتاتان سعيدتان بالاجواء لتقترب حوريه من جدتها وتحتضنها فحوريه رقيقه حنونه .
هتفت.... ازيك يا تيته يا رب تكوني بخير.. رجف قلب فتحيه لتلك الفتاه واحتضنتها لتقبل حوريه يديها وتهتف ....وحشتيني يا تيته من زمان نفسي اشوفك.
قطبت فتحيه ونظرت الي عبد الرحمن هز راسه لها لترتبك وتهتف.. بخير يا بتي نورتو الدار داركو يا اولاد سالم.
هتفت لؤلؤ... منوره باهلها يا تيته احنا مبسوطين بيكو اوي والله دا حتي حوريه من كام يوم لسه قايلالي نفسها تشوفكو.
هتفت السيده بحنان... واديكو معانا يا حبايبي وهنفرح بيكو وتفرحو بينا..
جلست حوريه حزينه ولا تتكلم لتنزل دمعه من عينها.
اقتربت منها لؤلؤ... مالك يا قلبي.
هتفت... مفيش مفيش .
هتفت فتحيه... مالك يا بتي.
تنهدت لؤلؤ... لا يا تيته هيا كده لما بتفتكر ابويا الله يسامحه علي عمله فينا.
هتفت فتحيه... ابوكو عمل ايه يا بتي ابوكو كان اهنه وماجبش سيره بحاجه.
هتفت لؤلو بغضب... هيجيب سيره بايه يا تيته قالكو انه رمانا واحنا صغيرين قالكو انه مابيصرفش علينا مليم.. قالكو ان امي تعبت وحوريه راحتله تاخد فلوس رماها بره هيقول ايه هيقول ان ليه بنات ولا يعرفش شكلهم وان مراته بتتحكم فيه. مراته اللي خدته من علي امنا عرفه انه ابنكو بس ده مش اب يا تيته انا متمرمطه في الشوارع من سن ستاشر سنه بشتغل واصرف علي روحي وعلي اختي الغلبانه اختي الملاك اللي بتخاف من خيالها لو سيبتها دقيقه. اختي اللي شافت الويل من ابويا واتعقدت وبتكره الرجاله وبتخاف منهم اقولك ايه يا تيته .نزلت دموعها واستدارت لاختها لتجدها بدات ترتعش اقتربت منها بسرعه تحتضنها.
هتفت فتحيه... مالها يا بتي بتترعش ليه اكده..
هتفت...... ادي حال اختي يا تيته لما بتخاف والا تفتكر السيره حسبنا الله فيه منه لله لتظل تحتضن اختها.
اقتربت الجده وتاخذ حوريه في احضانها لتربت علي جسدها.. بس با بتي اني جارك اهه الله يسامحه ولدي على اللي عمله فيكو .
ظلت حوريه لفتره حتي هدات لتقبلها الجده يلا بقه غيرو خلجاتكو عشان الوكيل. يلا همو مع ام محمود لتاخذهم السيده.
وظلت فتحيه تنظر لعبد الرحمن... فيه ايه يا حاج عبده هما دول اللي مفلوتين وطايحين البنته كيف الملاك والتانيه كيف الجمر دول طايحين ازاي. ولدك يعمل في بناته اكده الكداب بتاع مرته ادعي عليه دلوك.. حد يسيب بنته اكده كيف الملاك ويبعد ولا يعملهمش اب يا دي العار لاه وجاي يتبلي عالبت والبت كيف الملاك يادي المرار هو احنا ناجصين جهر مايستحجوش اكده هنرميهم في النار يا حاج.. ولدك ده لا هو راجل ولا بني ادم من اصله ماشي ورا كلام مرته ويرمي بناته.
هتف عبدالرحمن... ما خابرش يا حاجه البنات كيف البلسم والتاني جاي يجول رمحو وخرجو عن طوعه كيف ده.
هتف.. كذاب وماعندوش رحمه.
هتف...... مافيش في يدنا حاجه احنا اتفجنا وخلصنا.
هتفت.. بس مش هجولهم اياك دا بايننا اتسرعنا البنات كيف النسمه هينجهرو.
هتف عبد الرحمن.. الدم يتفادي باي حاجه يا فتحيه اعجلي وخليها تكمل بالستر ليستدير ويخرج.
مر اليوم ما بين حنيه حوريه ومشاكسه لؤلؤ ليسود البيت جو من المرح والالفه لياتي الليل وينام الجميع وقفت لؤلو لحوريه.. قومي يا بت يلا البسي الفستان هننزل.
بهتت حوريه.. نهارك اسود ننزل فين انت هبله لا أخاف.
خبطتها اختها.. قومي انا طالبه معايا اصورك وهتصور انا كمان القمر بدر وهنتسحب انا راقبت البيت من الصبح وعرفت هنتسحب منين ونتصور ونرجع لا من شاف ولا من دري.. هتفت حوريه.. انا خايفه والنبي هفضحك لو حد هجم علينا هرتعش واخاف انت عارفه.
ضحكت لؤلؤ... معاكي سبع اللي يقربلك اهبش قلبه يلا.
هتفت حوريه... يا لؤلؤ عايزه انام تعبت من الصبح ودماغي بتقع لوحدها هنام في السكه لو قعدت في الهوا انت عارفاني هبله وبنام في اي حته وماهتعرفيش تصحيني..
هتفت لؤلؤ.. هنروح اصورك ونرجع علي طول لتتزمر حوريه .شدها لؤلؤ يلا بينا لتلبس الفتاتان كل منهم فستان يشبه الاخر فكانت حوريه تلبس فستانا ورديا بفتحه صدر عليها حرمله كالاميرات وبوسط به بعض الاساتك وينزل متسدلا علي جسدها ولبست لؤلؤ فستانا من اللون السماوي قصير ومن الوسط مربوط بفيونكه جميله اكمام منفوشه قصيره والفستان واسع ورائع عليها كانا كحوريتان نزلا من السماء لتاخذ لؤلؤ عليها عبايه مفتوحه وايضا حوريه ويتسحبا ويذهبا ليبحثا علي مكان يجلسا فيه.. ظلا يمشيان وضوء القمر ساطع ليجدا مكانا به اشجار بجوار النهر ويوجد تبه كمنزل الي النهر كانت مليئه بالخضره وبجانبها اشجار تحاوطها
وقفت لؤلؤ... يا لهوي عالجمال ايه الجمال ده وتفتح كاميراتها وتبدا في تصوير نفسها واختها وهما معا يضحكان ويمرحان وقد خلعتا العبايات لتبدو كساحرتان هربا من روايات الخيال..
هتفت لؤلؤ... تعالي يا حور تعالي واجلستها علي احد الصخور القريبه من النهر وفردت شعرها تساقط في منظر مهيب وعدلت حرملتها لتسقط قليلا من علي كتفها ليبان كتفها لمع تحت ضوء القمر ظل لؤلؤ تنظر اليها.
همس.. قلبي اتخطف يا بنت الايه تسحري بس ناقصك حاجه .ظلت تفكر عارفه ناقصك ورد بصي خليكي قاعده هنا هلف لفتين كده اجيب شويه ورد واجي كنت لمحت في الطريق عالجسر هروح هناك مش هتاخر لتبتسم لها حوريه وتجلس كالحوريه لتظل تنظر امامها وتنساب مشاعرها وتبدا في الغناء .صدح صوتها لتكتمل اللوحه وتدخل هيا عالم ليس من عالمنا وتتوه فيه..
*****
عند ليل وجاسر كان يجلسان معا هتف جاسر.... مش اسكت العروستين جم.
هتف ليل بغضب... عرسه لما تبقي تاكلهم البعدا.
ضحك جاسر.. يا واد اهمد عرايسنا يا واد.
غضب ليل.. انت يا زفت انت مبسوط بايه اكده منك لله.
هتف... مبسوط اني ماهنطخش وانجتل مبسوط اني هشيل التار من البلد واعمل خير مبسوط اننا هنعيش كيف الخلج واكده اكده كنا هنتجوز في يوم.
هتف ليل... ايوه هنتجوز بس بنات عن حج مش عتامنه ايه الجرف ده الله في سماه المحها لانزع روحها اني جرفان ولو طلتها هسخمط عيشتها. (يا حزنك يا بنت سالم 😁)
هتف جاسر...... طب وذنبها ايه بت الناس. اسكت بيجولو ان البتين كيف الجمر بندراويه.
هتف ليل.. نهار اسود بندراويه ليه البنته مش من حدانا ومن توبنا.
هتف جاسر.. لاه اني عسيت عرفت ان البنته متربين في الاسكندريه ولد سالم العتماني بس بيجولو جمرات.
هتف ليل... ادي اللي كان ناجص بنات وشوشها مكشوفه يادي المرار لانعرفوهم ولا يعرفو عوايدنا دا حزن اسود انا حاسس بالجلطه هتخش عليا.
ضحك جاسر... طب مش جايز لما تلاجيها حلوه تحبها يا واد.
انفعل ليل.. ماتتسخمط بقه بلا كلام مايع ال حلوه واحبها.
ضحك جاسر.. يا واد انت بتحب الحلويات اطلع من دولا اني عن نفسي لو لجيتها حلوه هشبط فيها واحب فيها لما تموت في يدي بيجولو البنتين جمر وانا بقه جلبي انشرح.
نظر اليه ليل... والله انك عيل بارد وتحب وتهبب علي دماغك هتحب عتمانيه يادي المرار..
هتف جاسر... مش بني ادمه اياك اني خلاص كيفت روحي بيجولو بت حلوه يبقي ليه لاه ماحبهاش وافرح خليك اكده تاكل في حالك لما تنجهر والبت حلوه طفشها وخوفها منك.
هتف ليل... اخوفها دانا هرعب امها بس اطولها دا هتبقي مسخه واعملها ممسحه رايح جاي اسخَمط فيها انا جلبي محرَوج هموت لو طلتها هفلجها نصين.
ضحك جاسر.. خلاص هملها وابقي اتهبب اتجوز مالكش في الطيب دا بيجولو فيهم بت نار والعه بس ماخابرش انهي فيهم بخت تطلع من نصيبي.
هتف ليل... نار لما تشبط في جتتها و َجتتك يا واجع يا َرمرام يا كسر راجل.. عبوشكلك.. هتنخ عشان حلوه.. والله لو كت عروسه البحور لاجيبها من شعرها تحت يدي واجطعهولها.(ما تحزقش قوي كده 😂)
ضحَك جاسر... الواد زكريا ماشي يرط انه عايز بت منهم ماخابرش بس بيجولو عايز البت اللي كيف الجمر..
هتف ليل... زكريا ابن العتامنه يشيل اهو زباله هيشيل زباله بدل مايبلونا بيها.
هتف جاسر... الواد محروج جوي وسمعت ان البت داخله دماغه من حلاوتها.
هتف ليل.. ايه اللي حلوه حلوه.. ايه يعني اخر الحلوين تغور بنسبها.. اني جتتي والعه
هتف جاسر.. يعني يا واد جلبك ما هيدجش لو وعيتلها ولجيتها جمر.
خبطه وهتف... دج عليك الهم يا بعيد بعد من وشي بلا يدج بلا يزفت علي دماغك.
هتف جاسر... ربنا يهديك ليظلا جالسين.
هتف ليل... ماتجوم نتهببو نمشي شويه الا اني مخنوج عالاخر.
قام جاسر.. طب اسبجني انت علي الزراعيه عند الصخور وانا هجيلك بس هعمل حاجه جوا واجي.
قام ليل وقال.. طيب هسبجكَ هناك ماتتوخرش هز جاسر راسه وصعد لاعلي وانصرف ليل يتمشي علي الزراعيه حتي وصل الي منطقه النيل عند الصخور والشجر واثناء ذهابه رجف قلبه فجاه وتسمر فهناك صوت كالسحر يخرح من جانب الماء.
هتف.. بسم الله الرحمن الرحيم ايه ده فيه ايه أعوذ بقولا من رب رحيم.. الا ان الصوت لم يصمت كان صوتا انثويا ساحرا احس بقلبه يخفق بشده من جمال ذلك الصوت وضع يده علي قلبه يغمض عيناه فليل ليس بالهين ولكن الصوت دخل الي حنايا قلبه وتلبسه من داخله ليهيم به تتبعه هتف فيه ايه جن ده والا ايه اقتربت بهدوء ومسك عصاه حذرا وظل يقترب وقلبه يزداد رجفه والصوت ينساب بداخله واحس انه ينجذب كالمسحور لمح طرف فستان من وراء الأشجار .اقترب برويه اكثر ليظهر اكثر واكثر وهناك خيوط شعر دهبيه لاحت من الأرض ليتتبعها مسحورا رجف قلبه عندما....