رواية خادمة القصر الفصل الحادي عشر 11بقلم إسماعيل موسى

رواية خادمة القصر

الفصل الحادي عشر 11

بقلم إسماعيل موسى

توقف قلب ديلا عن النبض للحظه، حيث تملكها الرعب، وحل صمت رهيب حتى انها سمعت دقات قلبها بوضوح كطائر نقار الخشب، دق، دق، وكان من المستحيل ان تنطق، سيعرف ادم صوتها المتهدج باللهفه.


مشت ديلا تجاه المطبخ واختفت داخله، من هناك وهى تبتسم همست بصوت غير واضح، بشرب ميه  يا ادم بيه!! 


مره اخرى ارتحلت النبره الهادئه الرقيقه على بساط الريح وسقطت داخل أذن ادم الفهرجى.

القصه بقلم اسماعيل موسى 

ترك ادم الفهرجى  الكتاب على الطاوله وفرك اذنه، لقد صرف الخادمه شهد للتو، وغير مقبول ان ينادى عليها لتقف أمامه

وظن انه يتخيل، وان افتقاده لخادمته ديلا حقيقى ولا يمكن اخفائه حتى انه لام نفسه لتسرعه فى طردها بتلك الطريقه المهينه، ربما كانت الفتاه محتاجه او لديها ظروف. 


وها هو الآن يجلس وحيد جوار مدفأته وديلا بعيد عنه وليس من الممكن أن تسند رأسها فوق ساقه بوجهها البريء بعد أن أقسمت ان لا تنام مية مره ، حرك ادم ساقه التى كأنها اشتاقت للماضى

وكان نظره مثبت على تمثال من المعدن يحاكى نحتت كليجمنت لفتاه فى متناهية، الصغر منحنيه على عربة ورد مبتسمه مثل حورية، اللعنه على الذكريات انها لا تتركنا آبدآ مهما حاولنا قتلها ودفنها تظهر مره اخرى


وفكر ادم الفهرجى انه سيكون من المحرج ان يتحدث مع الخادمه شهد مره تانيه فتركها تتحرك فى المطبخ والفضول ينهشه


انفتح باب غرفة الخادمه شهد وخرجت بوجه باهت الملامح جافاه النوم

لم يلحظ ادم كل ذلك، كان غارق فى شروده واوهامه، وهو يظن ان التى تتحرك وتحدث جلبه الخادمه شهد، ثم انه قرر عدم التحدث إليها مره اخرى


وقع قلب ديلا على الأرض، قفذ من صدرها ورأته يزحف على الرخام  ، وقفت مكانها متسمره مثل عصا مكنسه نسيتها ربة المنزل مركونه جوار الباب، همست فى سرها يارب استر


وقفت شهد لحظه تبص على الرواق، فيه صوت وصل ودانها وهى نايمه

ادم بيه كان بيتكلم مع شخص، لكن مفيش حد قاعد مع ادم بيه، الراجل قاعد لوحده

ياترى بيكلم نفسه؟ طيب هو صوته بقى مايع كده ليه؟


فى حين لم تجد ديلا قدامها غير التلاجه والغساله وكان عليها تختار هتستخبى فين قبل ما تتكشف؟؟


لكن شهد مشيت ناحيت ادم الفهرجى قرب المدفأه وتركت مساحه وراها تسمح لديلا بالهرب


تسحبت ديلا مثل برص  ودخلت القبو بانفاس مقطوعه كحنفية مياة تسقط اخر قطره من المياه المخزنه


قالت شهد، تسمحلى يا ادم بيه اقعد قرب النار شويه؟


ادم الفهرجى بلا مبلاه ودون ما يرفع بصره  ناحيتها، مفيش مانع


شعرت ديلا بالغضب والغيظ، ادم ملكها وحدها، مفيش حد هيشاركها فيه مهما حصل

وعنيها كانت بتبص على شهد بحقد وغيره

فما كان منها الا ان اطفأت نور القبو ومسكت مقعد رزعته فى الأرض عمل صوت مرعب ضخم


نهض ادم بسرعه وقفزت شهد من الخوف، يعرف ادم ان  القبو فاضى محدش بيدخله

فى حين ركضت ديلا لاخر القبو وفتحت الباب ناحيت الحديقه وعلى وشها ابتسامه خبيثه مستعده للفرار 


ادم انتى سمعتى إلى سمعته يا شهد؟

شهد ايوه يا بيه الظاهر فيه حرامى جوه القصر


اخرج ادم مسدسه من الدرج  وفتح باب القبو وشهد ماشيه وراه بخوف  ، فتح النور و قبل ما النور يوصل اخر القبو لمح ادم طيف اسود  يهرب ناحيت الحديقه لكنه مكنش متأكد


صرخت شهد الحمد لله القبو مفيهش حد، يمكن قطه يا بيه وقعت الكرسى، بس ادم بعين متمرسه لاحظ بقايا فتات طعام على رخام القبو وشاف كمان الكنبه وقماشها المكرمش


خرج ادم من باب القبو ناحيت الحديقه وشهد وراه بتصرخ بتدور على ايه يا بيه؟


ادم بحزم، مفيش ناولينى مصباح وبعدها  تقدرى تروحى تنامى ان هتمشى شويه فى الحديقه

نفذت شهد الأمر وقفلت باب القبو ودخلت غرفتها لكنها كانت خايفه مرعوبه، ادم بيه مش على طبيعته من اول الليل


___________________


ديلا كانت بعدت عن القبو ومشيت وسط الأشجار لكنها كانت شايفه نور المصباح فى ايد ادم بيتحرك وسط الأشجار

وراحت تركض وهى بتضحك، نسيت كل إلى حصل معاها

نسيت ضرب والدها النزاوى ليها وحبسها، نسيت دموعها واوجاعها


وكان ادم الفهرجى يتحرك داخل الغابه وفى باله شيء واحد اذا تجرأ شخص ء ودخل القصر لازم يعرفه

وراح يتجول داخل  الحديقه الكبيره فى ايده المسدس


بعد ما مشى مسافه كبيره وقف فى مكانه وقرر يرجع القصر

التف ومشى خطوتين  ثم سمع صوت خطوات راكضه توقفت فجأه 


وكان الصوت قادم من الناحيه الشماليه البعيده عن القصر


واصل سيره مره اخرى إلى الناحيه البحريه  ولاحظت ديلا انه ممكن يشوفها ويتعرف عليها، فسارت بحذر تحت الصور والتفت ناحيت غرفة الحمام واستخبت فيها 


وصل ادم نهاية الحديقه وحاول يربط الأمور ببعضها وأصبح لديه شك كبير ان فيه شخص كان جوه القبو عايش معاهم

وتذكر الطيف إلى شافه جوه الحديقه الليله السابقه، طيف أنثوى نحيل يشبه جذع ديلا لكنه مكنش متأكد 


رجع ادم على القصر وحاول ينسى كل إلى حصل، دخل غرفته وتمدد على السرير وهو يفكر ان كل إلى بيحصل اوهام من اختلاق عقله

القصه بقلم اسماعيل موسى 


لما اطمأنت ديلا رجعت تانى ودخلت جوه القبو ورمت نفسها على الكنبه


جسمها كان لسه بيرتجف من الخوف، المغامره إلى قامت بيها كانت محفوفه بالمخاطر، رغم كده كانت سعيده، شافت ادم الفهرجى واتكلمت معاه، وكانت الفرحه مش سيعاها  وكأنها خلقت من جديد داخل اروقة القصر

نامت ديلا وصحيت فى وقت مبكر وكأن جسدها يتذكر الايام التى كانت تخدم فيها داخل القصر

سمعت سعال ادم فى غرفته وكانت غرفة شهد مغلقه لم تستيقظ بعد، كانت عارفه ان قلبها ومشاعرها هتقضى عليها

ودون ان تشعر دخلت المطبخ حضرت إفطار ادم الفهرجى وضعته على صنيه وصعدت درجات السلم بهدوء دون أن تحدث اى صوت، وضعت الصينيه امام غرفة ادم وطرقت الباب أربعة طرقات مثلما كانت تفعل فى الماضى ثم ركضت ناحيت الرواق ووقفت على باب القبو

فتح ادم باب الغرفه ووجد طعام افطاره امامها، يحاول أن يتذكر اذا كان ما سمعه حقيقى، اربعة طرقات تذكره بديلا

لكن ادم يتذكر جيدا انه مقلش لشهد تعمل كده، بص ادم علل الرواق وعلى غرفة شهد ولم يلمح الخادمه فى الرواق او حتى فى المطبخ، حمل ادم الصنيه ودخل بيها غرفته، وضعها على الطاوله وابتسم

لست أحمق، شهد تعمل هنا منذ أكثر من ثلاثة أشهر ولم يراها قبل ذلك تعد الإفطار بتلك الطريقه، لكن كيف يتأكد من ذلك؟


لم يتبقى امامه سوى أن ينتظر بعض الوقت داخل غرفته حتى يكتشف الحقيقه، اذا صنعت شهد طعام الإفطار وقدمته له فهذا يعنى ان ظنونه حقيقيه وان ديلا تعيش معه داخل القصر وربما هى التى تعيش داخل القبو


فى موعدها استيقظت الخادمه شهد، بعد أن غسلت وجهها ونظفت يديها، دلفت للمطبخ وحضرت الفطار الذى يتناوله ادم بيه كل يوم

وكان ادم فى غرفته ينتظر على نار اكتشاف الحقيقه بعد ام سمع سعال الخادمه شهد فى الطابق الأرضى

حملت شهد الصنيه النحاسيه وصعدت درجات السلم


             الفصل الثاني عشر من هنا 

 لقراءة جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات