رواية أسير عينيها الفصل الثامن والعشرون 28 والتاسع والعشرون 29 بقلم دينا جمال


 رواية أسير عينيها

الفصل الثامن والعشرون 28 والتاسع والعشرون 29 

بقلم دينا جمال


دهشة تعجب سعادة تلك المشاعر طغت عليها

وهي تنظر الي تلك الحديقة المزينة بتلك الأنوار البيضاء الصغيرة ذلك الممر الذي يبدأ من عندها وينتهي الي ذلك القلب الأبيض الكبير حيث يقف هو بالمنتصف نظرت لعينيه

دقات قلبها تتسارع بعنف لا تصدق أن كل هذا لها لطالما قرأت عن تلك المفاجآت الرائعة التي يصنعها البطل للبطلة بين صفحات الروايات.


ولكن لم يخطر حتي ببالها أن يفعل لها مثل تلك المفاجاءة الرائعة جالت بعينيها في أرجاء الحديقة المزينة اتسعت عينيها عندما وجدت اسمها مضاءا على تلك الشجرة، حتي ارجوحتها تلمع بسعادة تشاركها سعادتها في تلك الليلة

بخطوات سريعة متلهفة لا تقل عن لهفة عينيه التي تحثها على التقدم وصلت إليه وقفت امامه تنظر له بابتسامة واسعة ارتسمت في عينيها قبل شفتيها وقبل أن تنطق بكلمة واحدة وجدته يجثو على قدم واحدة.


اتسعت عينيها تدلي فاهها بدهشة حتي كاد يسقط ارضا من صدمتها عندما اخرج تلك العلبة الزرقاء من جيبه هاتفا بابتسامة رائعة غزت شفتيه: تتجوزيني بس المرة دي برضاكي

هل تظنون أنها بعد دوامة السعادة التي غلفتها تلك لها الحق أن ترفض، إن كنتي مكانها لن تكوني لترفضي ابداااا

هزت رأسها إيجابا سريعا كالبلهاء ابتسامتها تشق وجهها لا تصدق أنها بالفعل تعيش تلك السعادة.


اخرج ذلك الخاتم من العلبة ممسكا كف يدها يضعه في إصبعها برفق مقبلا يدها بحنان

خالد مبتسما: بحبك يا احلى هدية بعتهالي قدري

دقائق تنظر لها بسعادة تفيض من عينيها هتف بمرح عندما طال صمتها: على فكرة في كل الافلام البطلة بتحضن البطل بعد ما بيجيله الغضروف من القعدة دي

ضحكة صغيرة تراقصت على شفتيها لم تنتظر كلمة أخري اندفعت تلقي بجسدها الصغير داخل صدره ليسقط بها ارضا ضاحكا بمرح: براحة يا مفترية.


ادمعت عينيها ولأول مرة منذ مدة طووووويلة دموع سعيدة فرحة

قام من على الارضية العشبية مد يده لها هاتفا بابتسامة: تسمحيلي بالرقصة دي

هزت رأسها إيجابا سريعا لتكمل بعدها بحيرة: بس ما فيش موسيقي

طرقع باصبعيه فبدأت موسيقي كلاسيكية هادئة تنتشر في الأجواء كانت تتمايل معه بهدوء عل نغمات الموسيقي عينيه ملعقتين ببندقيته الدافئة كأشعة الشمس.


السعادة في هذه اللحظات شعور ضئيل على ما تشعر به الان كأنها تحلق في سماء عشقه نظراته الدافئة العاشقة شنت حربها على قلبها الصغير اندفعت فراسنه تصيح بريات عندها ليحلق علم عشقه في سماء قلبها

صرخت بسعادة عندما حملها يدور بها يصرخ بعشقها بأعلي صوته: بحببببببببببببببببببببببك

انزلها ارضا ينظر لعينيها هاتفا برجاء: انتي بتحبيني مش كدة.


أحمق إنت يا هذا قلبها يصرخ بعشقك منذ أن كانت صغيرة ولكنها لا تملك ولو ربع جرائتك تلك لتصرخ بحبها مثلك

غامت عينيه حزنا عندما طال صمتها هل حقا لم تعد تحبه هل غلبت قسوته عشقه فقتل حبه في قلبها

تنهد بحزن: خلاص يا لينا ردك وصل تصبحي على خير

ابتعد عنها خطوتين فقط يتحرك بخطي ثقيلة يشعر بأن حمل يجثم على صدره ليسمعها تصرخ بمرح: بحبك من 3 اعدادي يا حمار.


التفت إليها عينيه متسعتين بدهشة لم يستطع منع ضحكاته العالية على طريقتها المرحة دقات قلبه ترقص فرحا

اختصر الخطوتين في خطوة واحدة لتجده أمامها فجاءة او بمعني أدق تجد رأسها يغوص في صدره سمعت تنهيده حاااارة تخرج من صدره ليهمس بارتياح: دا أنتي وقعتي قلبي

همست بخجل: بتحبني قوي كدة

خالد: بحبك انا عديت مرحلة العشق أنا بقيت مجنون بيكي.


كلماته تخجلها بشدة دفنت وجهها في صدره من شدة خجلها تغرز أظافرها في قميصه بعنف فمزقت منه قطع صغيرة

خالد ضاحكا بمرح: قطعتي القميص يا مفترية انتي عارفة القميص دا بكام

ابتعد عنه بضيق تعقد ذراعيها أمام صدرها بعند: خسارة فيا

ضحك بمرح حقيقي ليهتف من بين ضحكاته: لاء خسارة ليا انا يا روحي انتي مش خسارة فيكي الدنيا بحالها

جلست بجانبه داخل ذلك القلب راسها مستنده على كتفه.


لينامبتسمة: انا متشكرة أوي يا خالد على المفاجاءة الجميلة دي

خالد بغرور: دا شغلي الي باخد عليه فلوس مش عايز عليه شكر

لكزته في كتفه بضيق: رخم

ضحك بمرح: أنا رخم وحمار خدي هنا يا بت صحيح لما سافرتي كنتي لسه ما دخلتيش تلاتة اعدادي اصلا

لينا بخجل: دي جملة قريتها في رواية بصراحة عجبتني وكان نفسي اقولهالك اوي

صفعها على جبينها برفق: الروايات دي هتلحس عقلك

نفخت خديها تزم شفتيها بضيق قاطبة حاجبيها.


خالد ضاحكا: خلاص خلاص ما تزعليش

لينا مبتسمة: بقالي كتير ما شوفتكش بتضحك كنت رخم اوي المدة الي فات

عادت تذكره بجرح الحي الذي لم ولن يندمل ابدا ليسود وجهه حزنا لتهتف هي سريعا

لينا بسرعة: انا اسفة يا حبيبي والله مش كنت اقصد

بصعوبة ارتسمت ابتسامة حزينة على شفتيه: ولا يهمك، الموضوع كله كان غلطه وانا الي دفعت تمنها في الأول وفي الآخر

قطبت حاجبيها باستفهام تسأله برفق: يعنى ايه احكيلي يا خالد يمكن ترتاح.


هز رأسه نفيا بعنف مكررا بحزم: ما اقدرش ما اقدرش

ربطت على كتفه بحنان مازالت محتفظة بتلك الابتسامة الدافئة الهادئة سألته برفق يغلب عليه بعض الدلال: ليه يا خالد مش انا لوليتا حبيبتك اوعدك ان كل الي هتقوله هيفضل سر

ابتسم بحزن بريئة ساذجة برائتها تشع ضوئا يهديه ليخرج من ظلمات قلبه

خالد: انتي طيبة اوي يا لوليتا بس صدقيني لو عرفتي ماضي خالد السويسي هتكريه اوي.


وانا مش مستعد اخسرك نتي الحاجة الحلوة الوحيدة اللي فاضلة في حياتي الي بتفكرني بخالد مش خالد باشا السويسي

امسكت كف يده بحزم: خالد انا عمري ما هكرهك لاني ببساطة ما بقتش اقدر اعيش من غيرك

سألها بقلق: بجد يا لوليتا

فكان ردها ابتسامة دافئة بددت شكه ونفت قلقه بعيدا

لينا مبتسمة: بجد يا خالد.


فاجاءها عندما وضع راسه على قدمها يمدد جسده على الارضية العشبية بدون وعي منها وجدت يدها تغوص بين ثنايا شعره الكثيف تمسده باصابعها برفق

اخذ نفسا عميقا يزفره على مهل يستعد به نفسيا ليفتح دفاتر الماضي من جديد ليفتح أبواب من الجراح والذنب والندم

والقسوة كانت نتيجة لكل ذلك

خالد: ماشي هحكيلك نبدأ بأيه

آه نبدأ بأول قصة حب في حياتي

من حوالي خمسة وعشرين سنة

لما كنت طفل صغير عنده خمس سنين.


جه جارهم الجديد وسكن في الشقة الي قصادهم وبسرعة كبيرة الاسرتين اتعرفوا على بعض والدي اعجب بشخصية والدك جدا وكان دايما بيمدح فيه انه محامي شاطر ومكافح وعايز يوصل لهدفه واعتبره أخوه الصغير ووالدتي بسرعة جدا اتصاحبت على مدام فريدة كعادة الستات كانت كل حاجة ماشية عادية جدا لحد اليوم دا

في يوم كنا عندهم وبدأت الحركة تبقي غريبة وسريعة ناس بتجري هنا وهناك وعمي جاسم منهار وعمال يعيط و مش قادر يقف.


وماما كل شوية تدخل اوضة وتقفل الباب وبعدين ترجع تخرج منها تاني وبعدين لقيت عمي جاسم بيقول بلهفة اوي اخيرا الدكتور جه الدكتور دخل نفس الاوضة فضلت باصص لباب الأوضة كتير ليه كل الي بيدخل الأوضة دي ما بيخرجش وليه طنط فريدة بتصرخ جوة أنا ساعتها جه في بالي أن الراجل دا بيضربها.


قولت هجري اقول لعمي جاسم عشان يلحقها قبل ما اتحرك حركة واحدة اتفزعت مكاني لما سمعت فجاءة صوت عيل بيعيط الصوت جاي من جوا الأوضة ما فيش حاجة بسيطة ولقيت امي خرجت من الاوضة وفي ايديها بطانية ملفوفة وجاية ناحيتي

وشاورتلي على كنبة

زينب: خالد يا حبيبي روح اقعد على الكنبة دي

روحت بسرعة قعدت عليها اصل انا كنت طفل مطيع جدا، جدا يعني فحطت في حضني البطانية الملفوفة دي.


زينب: خلي بالك يا خالد من النونو كويس على ما اروح اطمن على طنط فريدة

فضلت حاضن النونو دي كويس اوي رغم أن دراعاتي كانت صغيرة وكانت وجعاني من كتر ما أنا شاددهم جامد حواليها بس كنت خايف عليها من اقل حركة

وهي نايمة ومغمضة عنيها فضلت باصص لوشها كتير كنت حاسس في اللحظة دي بمسؤولية كبيرة

فجاءة فتحت عينيها وبصتلي عشان افضل اسير عينيها طول عمري

بعدها على طول جت امي خدتها مني ودخلت نفس الاوضة.


لكن المرة دي جريت وراها دخلت الاوضة لقيت طنط فريدة نايمة على السرير وماما بتحط النونو جمبها فكرة انها بقت في حضن حد غيري وانا طفل مش فاهم حاجة خلتني ازعق فيهم

خالد صارخا: انتي خدتيها ليه يا ماما دي بتاعتي

المشكلة اني لقتهم كلهم مسخسخين ضحك عليا

فريدة بتعب: هتسميها ايه يا جاسم

خالد صارخا: ليناااا

Back

خالد: وواضح ان الاسم عجبهم يا لوليتا

رفع نظره اليها ليري تلك النظرة البريئة التي يعشقها.


مرت الايام و تلك الصغيرة الباكية لا تصمت عن البكاء الا عندما يحملها هو تكف عن البكاء وتبدأ تعزف أنغام عالية بضحكاتها البريئة

في احد الايام عندما اصبحث في الثالثة من عمرها مرضت تلك الصغيرة بشدة ولسوء الخط كان والدها مسافر في عمل هام فذهبت بها فريدة وزينب الي احد اطباء الاطفال واخذوا معهم خالد

ولكن ما حدث أنه رفض رفضا قاطع ان يفحصها الطبيب

فريدة: خالد حبيبي سيب الدكتور يكشف على لينا.


قطب حاجبيه بغضب يهتف بحزم لا يليق بسنوات عمره الثمانية: لاء

زينب بدهشة: ليه يا خالد

خالد ببراءة: عشان ما يوجعهاش

ابتسم الطبيب على هذا الطفل المتقمس دور رجل راشد

الطبيب مبتسما: طب ايه رأيك اكشف عليك انت الاول

علي عكس ما توقع الطبيب انه سيخاف من ذلك الفحص لكنه خالف توقعاتها عندما ذهب ووقف امامه يهز رأسه إيجابا بحزم

فحصه الطبيب

الطبيب: ها يا سيدي الكشف بيوجع

هز خالد رأسه نفيا.


الطبيب: طب ممكن بقي تسبني اكشف عليها

هز رأسه إيجابا

فبدأ الطبيب يفحص الصغيرة تحت انظاره القلقة عندما تبكي يجده يركض مسرعا يداعبها بوجهه حتي توقفت عن البكاء وبدأت تزقزق بسعادة ما ان انتهي الطبيب من فحصها حملها بين ذراعيه يهدهدها بحنان.


عندما اصبحت ابنه الخمسة أعوام كان يوصلها يوميا الي الروضة ( الحضانة ) ذات يوم بعد أن عادت وجدها تبكي بحرقة حاول جاسم وفريدة ان يعرفا سبب بكائها ولكن دون فائدة

ذهب اليها مسرعا يسألها بلهفة

خالد: مالك يا لوليتا

لينا باكية: احمد ضلبني

خالد غاضبا: ليه

لينا ببكاء: عثان حاوز البلاية بتاعتي

احتضنها بهدوء يسرح شعرها بأصابعه بريق انتقام مخيق لا يليق بسنه يلمع في عينيه.


خالد: خلاص يا لوليتا ما تزعليش شوفي انا جبتلك ايه

اخرج حقيبة صغيرة بها بعض قطع الحلوي

أخذتها الصغيرة بسعادة

في اليوم التالي كان هذا الأحمد الذي ضربها يعاني من العديد من الحروج النازفة التي جعلته لا يذهب للروضة لمدة شهرين

كانت تلك الصغيرة الشقية تظل تصرخ كل ليلة عندما تأتي والدتها لتاخذها للنوم من بيته

فريدة بضيق: لينا دخيلك كفي بكا كرمالي حياتي يلا مشان تنامي

لينا صارخة: لاااااااانا حايزة انام حضن حالد.


بعد بكاء طويل وصراخ لا نهاية له يضطرون الي تنفيذ رغبتها وتركها لتنام بجواره يوميا يشعر بتلك الصغيرة وهي تصعد على فراشه تذهب ناحيته لتندث بين ذراعيه فيبتسم ويدثرها جيدا بالغطاء ويقبل جبينها وينام.


مرت الاعوام واليوم هو شاب يافع في الثامنة عشر ربيعا ولم تعد تلك الصغيرة تستطيع النوم بين ذراعيه بقرار من جاسم منذ 3 أعوام فأصبح يجلس بجانبها كل ليلة حتي تغط في النوم كان أحيانا ينام بجانب فراشها ارضا عندما تكون متعبة

تغيرت مشاعره تجاه تلك الحادثة

(مش هكتب عنها دلوقتي عشان ما تفتكروش اني نسيتها ).


بدا شعوره تجاهها يأخذ منحني جديد كليا لم تعد مشاعره لها تلك المشاعر الأبوية البريئة أصبحت عشقه المتيم مليكه قلبه التي تستطيع ان تمتلك زمام أمره بابتسامة فقط

لذلك قرر ذلك القرار المهم طلب من والديه ان يذهبان الي بيت جارهم في التاسعه مساءا.


استعد جيدا لذلك الميعاد حفظ تلك الجمل التي سيقولها لجاسم مرارا وتكرارا يعرف أن جاسم لا يطيقه ولكن لا يهم فهو لن يتركها تلك الصغيرة يتقدم إليها الخطاب منذ الآن اقسم سيقتل كل من تسول له نفسه بالاقتراب منها

قبل الميعاد بدقائق استعد بقميص شبابي اسود وبنطال جينز ازرق

استقبلهم جاسم وجلسوا في صالون المنزل.


جاءت الصغيرة من الداخل تهرول راكضة ما ان سمعت صوته كالعادة خطفته بسحرها البرئ تلك المنامة الطفولية ذات الرسومات الكرتونية

تلك الدمية التي اشتراها لها في عيد ميلادها منذ أيام لم تتركها لحظة واحدة خصلات شعرها الصفراء الممتدة الي نهاية ركبتيها يتحرك كبندول الساعة بعشوائية.


وجدها تحضر تلك الوسادة العالية تضعها بجانب كرسيه لتركض الي غرفتها تحضر مشطها الخشبي تضعه في يده تجلس على الوسادة تلعب بدمتيها تتحدث ببراءة: ماما كانت عايزة تسرحلي شعري أنا قولتها لاء خالد بس

جثي على ركبتيه بجانبها يمشط شعرها بحذر

لينا غاضبة ؛ اعملي ضفيرتين مش ضفيرة واحدة إنت كل مرة بتضحك عليا وتعملي ضفيرة واحدة

خالد ضاحكا: حاضر يا ست لوليتا مش هضحك عليكي تاني.


محمود: خير يا ابني مجمعنا كلنا ليه وعمال تقولي من امبارح عايزاكوا في موضوع مهم

اتسعت عينيه بفزع أين تلك الكلمات التي سهر ليلا يرددها بلا توقف هربت بعيدا لتتركه كالابكم لا يعرف حتي كيفية الكلام

بصعوبة نطق: هسرحلك بعدين يا لوليتا

جاسم: مالك يا خالد

ازدرق ريقه بتوتر يهتف بتلعثم: هااا، انا كويس

محمود بدهشة: اومال مالك يا ابني قاعد كدة ليه زي ما تكون عامل عاملة

اخذ نفسا عميقا استعداد لتفجير تلك القنبلة.


خالد سريعا: بصراحة كدة يا عمي انا عايز اتجوز لينا

صدمة شلت ألسنتهم لحظات من الصمت يتطلع الجميع إليه بدهشة وحيرة وغضب بقي الصمت مخيم للحظات قبل ان تلك الصغيرة تصرخ بفرحة: هيه هيه هلبس فستان ابيض

ضحك عاليا على مرحها الدائم ساحرته الصغيرة كفيلة بانعاش روحه من أقل حركة تصدر منها

جاسم غاضبا: تتجوز مين يا ابني إنت، إنت اتجننت يا خالد أنت عارف لينا عندها كام سنة.


خالد ساخرا: إنت شايفيني داخل بالمأذون في ايدي دا ربط كلام

محمود بحدة: خااالد

حمحم باحراج ليعادو الحديث بهدوء: يا عمي إنت عارف لينا قد ايه وعارف أن أنا أكتر هيقدر يسعدها ويخلي باله منها

فكر جاسم للحظات سيوافق عليه هو المستفيد من جميع النواحي أولا خالد شاب ناجح طموح أنهي دراسته في الثانوية العامة بتفوق وعلي وشك دخول كلية الشرطة من عائلة مرموقة محترمة يكفي والده.


ثانيا ابنته متعلقة به كثيرا وأن فعل ذلك ستحبه ابنته وهو الأهم له

جاسم برزانة: انا بردوا مش فاهم إنت عايز تتجوز لينا دلوقتي

خالد سريعا: لاء طبعا يا عمي اكيد مش قصدي دلوقتي أنا بس بقول نقرا فتحة انا مش هتجوز لينا غير لما اتخرج واشتغل

قوست الصغيرة شفتيها بحزن: يعني مش هلبس فستان ابيض دلوقتي

خالد: سيبك منها دي هبلة ها يا عمي قولت ايه

جاسم: موافق.


سعادة تغلغت في كيانه كله وهو يرفع يديه أمام وجهه يقرأ الفاتحة الخطوة الاولي للوصل لصغيرته

مرت الايام بسعادة كبيرة اشتري لها خاتما كما طلبت بضيق: مش إنت خطيبي فين الخاتم

لم يكن يعرف أن ساعدته ستكون قصيرة لتلك الدرجة لم يمر سوي أسبوع واحد عاد متعبا بعد يوم عمل يوم فدائما ما كان يستغل فترة اجازاته بالعمل مع والده في المصنع.


تهاوي على الاريكة في منزله بتعب لحظات ارتسمت على شفتيه ابتسامة واسعة عندما وجد تلك الصغيرة تجلس بجانبه

لينا ببراءة: خالد أنا عايزة اقولك حاجة

خالد مبتسما: قولي يا لوليتا

لينا: مش إنت خطيبي

قرص وجنتها الصغيرة برفق: لما تكبري شوية هنعمل حفلة كبيررررة وهجبلك أحلي شبكة خطيبك

قطبت حاجبيها ببلاهة: يعني إنت خطيبي ولا لاء

خالد ضاحكا: مشيها خطيبك عايزة ايه بقي.


اقتربت منه وعلي شفتيها ابتسامة بلهاء وقبل أن يعي ما يحدث وجد جاسم يجذبه بحدة يصرخ فيه بغضب يتهمه أنه يحاول التحرش بالفتاة كانت عينيه شاخصتين بدهشة ليس من غضب جاسم ولا من إدعاته الكاذبة تلك الشئ الذي ادهشه حقا لينا كانت تحاول تقبيله!

تذكر تلك الصفعة القاسية التي اخذها من والده

جاسم غاضبا: إنت حيوان أنا مستحيل اسيب البنت معاك تاني مين عالم لو ما كنتش شوفتك كنت هتعمل فيها ايه.


بعد ساعات من التوبيخ تركوه يذهب الي غرفته ومنعوه من رؤيتها مرة اخري

يجلس في غرفته عقله يكاد ينفجر لا يصدق أن لينا حاولت فعل ذلك انتظر الي أن تأكد من نوم الجميع قفز من شرفة غرفته لشرفة غرفتها

وجدها تجلس على الفراش تبكي بصمت

نظرت له بحزن عندما وجدته واقفا أمام فراشها: أنا آسفة

خالد بضيق: لاء أنا زعلان منك جدا وجاي اقولك اني مش هتكلم معاكي تاني.


تحرك ليخرج من حيث أتي ليجدها تسرع خلفه تمسك بذراعه تهتف باكية: أنا آسفة عشان خاطري ما تمشيش

التف اليها يغطي الجمود صفحة وجهه: مين الي قالك تعملي كدة

فركت يديها بخجل من فعلتها الشنيعة تلك نكست رأسها للأسفل بخزي تهتف بتلعثم: أنا شوفت واحدة بتعمل كدة في التليفزيون

خالد بحدة: تلفزيون أنا مش قايلك مش كل الي نشوفه نقلده وقولتك لما تيجي مشاهد زي دي تعملي ايه.


لينا بصوت خفيض مرتبك: اغمي عيني او أقلب القناة بسرعة، أنا آسفة والله مش هقلد التليفزيون تاني بس إنت ما تزعلش مني

خالد مبتسما: امسحي دموعك خلاص مش زعلان منك

في اليوم التالي خرج صباحا الي عمله وعندما عاد ذهب مباشرة الي منزل صغيرته دق الباب عدة مرات ولكن لا مجيب خمن انها ممكن ان تكون عندهم في المنزل دخل فوجد المنزل هادئ على غير العادة ووالدته تجلس على الاريكة تبدو حزينة

خالد: مالك يا ماما في ايه.


زينب: ما فيش يا حبيبي انا كويسة

خالد: ما شوفتيش لينا النهاردة بخبط عليهم ماحدش بيرد

زينب: لينا سافرت يا خالد

شخصت عينيه فزعا: سافرت يعني ايه سافرت وراحت فين

زينب بحزن: ما اعرفش والله يا ابني عمك جاسم جه من شوية وقال إن شغله اتنقل مكان تاني وخد لينا وفريدة ومشيوا، أسكت يا خالد دي قطعت قلبي من عياطها وصريخها ما كنتش عايزة تمشي وجاسم خدها بالعافية.


جااااااسم! ذلك الرجل لماذا يكرهه لتلك الدرجة تلك المرة لن يسامحه على فعلته سيجد صغيرته مهما كلفه الثمن وجاسم هو من سيدفع الثمن

مرت أربعة اعوام اغلق على نفسه فيهم صومعه حزنه ونفوره من الجميع تلك الصغيرة أين ذهبت يبحث عنها كل يوم تقريبا ولكن دون فائدة ما أن يصل الي مكانها حتي يختفي جاسم بها

جااسم! حسابك اصبح عسير للغاية.


الي أن جاء ذلك اليوم كان ذاهبا لاحضار اخته جامعتها من جامعتها عندما اخبرته بابتسامة واسعة

ياسمين: دي رحاب يا خالد

هتف بدهشة: لينا

قطبت الفتاة حاجبيها بضيق: لينا مين حضرتك أنا اسمي رحاب.


هز رأسه نفيا بعنف عله فقط يحلم كيف تشبهها لتلك الدرجة حسنا أن لم يجد الأصلية سيصنع نسخة بديلة عنها تعلق بطيف لينا في تلك الفتاة، بسهولة اوقعها في شباك حبه وحتي لا تبتعد عنه كما حدث سابقا تزوجها او بمعني احري كتب كتابه عليها لم ترغب في شئ الا وفعله اخذ قرضا وبدأ في تأسيس تلك الشركة بمساعدة ( علي) كانا يعملان ليل نهار حتي يستطيع أن ينمي تلك الشركة.


اوقف سيارته امام ذلك المبني خرج منها دار حول السيارة يفتح الباب لها مدت يدها له

رحاب بضيق: يا خالد مش شايفه ايه الي إنت رابطه على عينيا دا

خالد: دقايق وهتفهمي كل حاجة

اوقفها امام ذلك المبني نازعا عصابة عينيها برفق فتحت عينيها فجاءة لتتسع بدهشة تصرخ بسعادة

خالد مبتسما: اهلا بيكي في شركة الرحاب للمقاولات

القت نفسها في صدره تصرخ بسعادة تخبره بمدي سعادتها بتلك الهدية.


أما هو فتلك الغصة لم تفارق قلبه لا يعرف كلما يكن قريبا منها يشعر بالضيق ولكنه كان دائما يخرس ذلك الصوت الأهم أن نسخة أخري من صغيرته معه الآن وبين ذراعيه وقريبا ستصبح في بيته

اقترب تحقيق حلمه تبقي فقط أسبوعين ويتم زفافه

ولكن ما حدث كان غير متوقع.


كان محمد اخيه وصديقه المقرب يتمشي على ضفاف النيل بهدوء ليري رحاب جالسة بين ذراعي رجل للحظات لم يعرف ماذا يفعل خالد في احدي المؤمريات ولن يستطيع الاتصال به وأن ذهب وأخبره بعد أن يعود لن يصدقه يعرف خالد متمسك برحاب بشدة لم يجد امامه سوي جلس على مقربة منهم في ركن معتم حتي لا تراه ليخرج هاتفه متظاهرا أنه يعبث فيه ولكنه في الحقيقة كان يصور ما يحدث

رحاب بدلال: وحشتني اوي يا اسامة.


أسامة مبتسما بخبث: انتي اكتر يا حبيبتي قوليلي صحيح اخبار البقف ايه

رحاب بضيق: كويس شغال ليل نهار عشان يحققلي الي نفسي فيه

أسامة ضاحكا بسخرية: اما حمار صحيح

رحاب بضيق: دا حمار وغتت ورخم يا باي دا انا مبقدرش اقعد معاه نص ساعة على بعضها

أسامة: بس انا شايفة صارف ومكلف اهو

رحاب بغرور: اه طبعا كل اوامري مجابة دا حتي باع عربيته واشترلي عربية جديدة،

استني استني يا اسامة دا بيتصل فتحت رحاب الخط

خالد: وحشتيني.


رحاب: وانت كمان

خالد: صاحية ليه لحد دلوقتي

رحاب: ها ما انا كنت هنام اهو

خالد: طيب يا حبيبتي تصبحي على خير

رحاب: وانت من اهله

خالد: رحاب

رحاب على مضض: نعم

خالد: بحبك

رحاب: وانا كمان

ثم اغلقت الخط

رحاب بضيق: هووووف اخيرا قفل بقولك ايه انا قايمة بقي عشان انت قايلة لبابا اني خارجة مع خالد

أسامة: هشوفك تاني امتي

رحاب بدلال: مش عارفة يا سومو هحاول اخلع مرة قبل الفرح واجيلك يلا باي يا روحي.


ذهبت رحاب الي سيارتها تقودها مسرعة الي منزلها

اما محمد فاوقف تسجيل الفيديو وهو يتوعد لها بداخلها بأشد عقاب ذهب سريعا الي منزل خالد

محمد بلهفة: عمتي فين خالد

زينب: في اوضته يا ابني في ايه مالك

تركها يصعد مسرعا ناحية غرفة خالد واقتحمها

خالد غاضبا: ايه يا عم الجنان دا مش فيه زفت باب

محمد بحدة: خالد انت لازم تطلق رحاب

خالد غاضبا: انت اتجننت يا محمد دا انا فرحي بعد اسبوعين

محمد: رحاب بتخونك يا خالد.


خالد غاضبا: إنت اتجننت يا محمد انت عارف أنا ممكن أعمل فيك ايه

محمد: عاارف عشان كدة جايبلك الدليل معايا

اخرج محمد هاتفه من جيبه وشغل الفيديو يضعه امام عيني خالد

محمد: شوف دا

التقط الهاتف ينظر لها وهي بين ذراعي عشيقها يستمعتان بشتمه والسخرية منه وتدنيس شرفه، هما من اشعلا فتيل غضبه فليتحملوا إذا

نظر الي صديقه خالد غاضبا: هات مفاتيح عربيتك

ناوله محمد المفاتيح سريعا

محمد: حاضر حاضر، بس اهدا بس.


اخذ منه المفاتيح ونزل يركض الي السيارة ومحمد خلفه يحاول اللحاق به في اللحظة الأخيرة من قبل أن الانطلاق استطاع محمد الركوب في السيارة المتهورة

محمد بفزع: براحة يا خالد براحة يا ابني هتقلبنا

كان كمن يتحدث الي جماد لم يتسمع له ظل يقود بجنون الي ان وصل الي منزلها خرج من السيارة يطوي درجات السلم تحت قدميه

الي ان وصل الي شفتها دق الباب بعنف ففتح سيد

( ابو المخفية )

سيد بفزع: خير يا خالد يا ابني ايه الي حصل.


خالد غاضبا: رحاب فين

سيد: نايمة يا ابني بعد ما رجعت من خروجتها معاك وهي نايمة

هتف بتوعد من بين اسنانه: بنتك ما كنتش معايا انا كنت في مأمورية ولسه راجع

دفع والدها عن طريقه بعنف متجها الي غرفتها

دخل واغلق الباب بالمفتاح

نظر الي وجهها البرئ الملائكي وهي نائمة تشبه صغيرته كثيرا كيف يمكن له أن يؤذيها ليهز رأسه نفيا بعنف تلك ليست صغيرته لينا لم تكن لتفعل ذلك إطلاقا.


صرخت تلك النائمة عندما شعرت بتلك القبضة تجذب خصلات شعرها بعنف

رحاب بفزع: خالد في ايه يا خالد ايه الي حصل، سيب شعري

صفعها تلتها اخري يصرخ فيها بغضب رج جدران المنزل رعبا: يا بنت ال، ، يا...

أنا تخونيني يا تربية الشوارع دا أنا الي نضفتك.


رحاب سريعا: ما حصلش والله ما حصل

أخرج الهاتف من جيبه وشغل الفيديو امام عينيها

خالد غاضبا: ما حصلش دا انا هوريكي النجوم في عز الضهر

امسك بهاتفها صارخا بغضب

خالد غاضبا: انطقي يا بت مسميه الواد دا أيه

رحاب بخوف: بوسي

خالد ساخرا: زي الشاطرة كدة تتصلي بيه وتقوليله ان اهلك سافروا عشان جالكوا حالة وفاة وانتي يا عيني خايفة تقعدي في الشقة لوحدك وعايزة حبيب القلب يونسك.


هزت رأسها إيجابا بخوف امسكت الهاتف باصابع مرتجفة لتفعل مثل ما طلب منها وبالطبع وافق اسامة على الفور اغلقت الخط لتتفاجئ بصفعة اخري جعلتها تسقط على الفراش بعنف

رحاب باكية بخوف: انا اسفة يا خالد سامحني

ضحكت عاليا بشر ضحكاته بعثت في قلبها رجفة فزع قوية

خالد ضاحكا بسخرية: اسفة انتي بتتكلمي بجد دا على اساس انك وقعتي قهوة على قميصي انتي عارفة أنتي عملتي انا حبيتك وحبيتك اوي كمان.


هزت رأسها نفيا تهتف بصراخ باكي: إنت عمرك ما حبتني انت اتجوزتني عشان أنا بس شبه لوليتا حبيبة القلب

مش كدة أنا كنت بديل ليها مش اكتر صح

خالد بإشمئزاز: صح انتي عارفة أنا أكتر حاجة قرفان منها اني في يوم شبهت برائتهت بقذراتك، أنا دفعت كتير من غير مقابل جه الوقت بقي إني اخد المقابل.


في الخارج

سمع سيد ومحمد صراخات رحاب التي لا تتوقف فاستمرا في الدق على باب الغرفة بعد مدة خرج اليهم خالد وهو يغلق ازرار قميصه

سيد غاضبا: انت عملت ايه في بنتي

خالد ساخرا: خدت حقي يا حمايا العزيز

اه صحيح بنتك طالق بالتلاتة

ثم اخرج بعض النقود من جيبه والقاها بوجه سيد هاتفا بإشمئزاز: ودا حق الليلة

يقفان في مدخل العمارة السكنية ينتظران ذلك الرجل لحظات واشار محمد عليه

خرج خالد من مخباءه يعترض طريقه.


أسامة بضيق: انت مين يا عم انت ما توعي

خالد ضاحكا بسخرية: انا البقف جوز السنيورة الي انت طالعلها

لم يملك الفرصة ليتفاجاء ذلك الاخير لأن عاصفة قوية اطاحت به تركه بعد أن أصبح فتات لا يصلح في شئ

بعد هذه الحادثة ماتت جميع المشاعر في قلبه غلف قلبه بغلاف من القسوة واقسم أن يجعل قسوته تنال الجميع حتي تعود له مرة اخري

باااااك.


تنهد بتعب: مرت سنين حاولت انساكي فيهم كنت بشتغل ليل ونهار بطلع مأموريات كتير لحد ما وصلت للرتبة دي في سني دا

لينا باكية: أنا آسفة

انتفض سريعا من على قدميها عندما سمعها تبكي هاتفا بذعر ؛ انتي بتعيطي ليه

لينا باكية: أنا السبب لو ما كنش بابا بعدني عنك بسببي ما كنش هيحصلك كل دا

لف ذراعه حول كتفها فوضعت رأسها على كتفه تبكي بحرقة: هشششش اهدي أنا ما بحبش أشوف دموعك دي، طب يا رب اموت لو ما بطلتي عياط.


هتفت بحدة من بين دموعها: بعد الشر عليك

كوب وجهها بين يديه يهتف بابتسامة حنونة: أنا قولتلك قبل كدة ما فيش اي حاجة في الدنيا تستاهل دموعك حتي أنا

ابتسمت ابتسامة صغيرة: إنت طيب أوي يا خالد

ضحك عاليا على برائتها الفريدة تلك: دا أنا شرير خالص وباكل العيال الصغيرة لو ما قالوليش بحبك دلوقتي حالا

نفخت خديها يغيظ: إنت شرير فعلا، روح يلا هاتلي شوكولاتة

خالد ضاحكا: بس كدة غالي والطلب رخيص.


اختفي بضع دقائق ليعود معه صندوق ازرق كبير

خالد مبتسما: اتفضلي يا ستي

اخذت الصندوق بسعادةفتحته واخذت قطعه شوكولاته وفتحتها ومدتها لخالد

خالد: لا يا حبيبتي مش عايز انا ما بحبش الشوكولاتة

لينا: عشان خاطري يا خالد

خالد: انتي عارفة يا لينا أنا عشان خاطرك مستعد اضرب نفسي بالرصاص

اخذ القطعة من يدها وقطم منها قطعة صغيرة

فاخذت هي واحدة اخري وبدات تأكلها بسعادة

نظر الي تلك الصغيرة التي تسعد من قطعة شوكولاتة.


خالد بحنان: لينا خليكي دايما كدة بريئة ونقية حاربي سواد الدنيا ببرائتك ماشي يا حبيبتي

هزت رأسها إيجابا فوضع القطعة التي في يده بعيدا ومدد جسده على الارض ووضع يديه تحت رأسه، ففعلت مثله وضعت قطعة الشوكولاتة في الصندوق ووضعت الصندوق بعيدا

تسطحت على الارضية العشبية بجانبه تتطلع الي السماء

لينا مبتسمة: السما جميلة أوي

خالد ضاحكا: فاكرة لما كنتي عايزة تطلعي السما عشان تحضني السحاب.


لينا بغيظ: إنت رخم على فكرة

خالد مبتسما بوله: أنا بحبك على فكرة

لينا بخجل: اوف بقي ما فيش فايدة فيك

ظلت تتطلع الي السحاب الكبير وهو يتطلع إليها الي أن وجدها تسدل جفنيها على زرقتيها الصافتين تسبح بهدوء في بحر النوم.تبع

رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل التاسع والعشرون


فتحت عينيها ببطئ تشعر براحة كبيرة بعد ما اخذت قسط كافي من النوم تكررت أحداث الليلة الماضية مرة اخري في حلمها لتجعلها تستشقظ وعلي شفتيها ابتسامة حالمة

اندثرت ابتسامتها فجاءة شخصت عينيها بصدمة عندما وجدته نائما بجانبها يأسرها بين ذراعيه

دفعته بفزع بعيدا عنها لتري انكماش جبينه بضيق فتح عينيه يتحدث بصوت اجش لا تزال آثار النوم عالقة به: في ايه يا لينا

لينا بضيق: إنت ازاي تنام جنبي.


فرك عينيه بنعاس: الله يهديكي يا بنتي على الصبح اطلعي برة واطفي النور وسبيني أنام

اتسعت عينيها بدهشة جلست على ركبتيها تعقد ذراعيها أمام صدرها بضيق: على فكرة دي أوضتي أنا روح نام في أوضتك

كاد أن يرد عندما سمعوا دقات على باب الغرفة

اتسعت عينيها بفزع شحب لونها ماذا سيقولون عنها عندما يجدوه في غرفتها بالتأكيد سيظنون سواءًا بها

تحدثت بصوت مرتجف: ممممين

ردت عليها زينب من الخارج: أنا ماما زينب يا حبيبتي افتحي.


لينا سريعا: ثواني

نظرت له تصيح بحدة من بين أسنانها بصوت منخفض: أعمل ايه دلوقتي مامتك هتقول عليا ايه، اكيد هتفتكر أننا كنا بنعمل حاجة مش كويسة اخبيك فين أنا دلوقتي

هز رأسه نفيا بيأس من تلك البلهاء التي تزوجها لينادي بصوت عالي: خشي يا ماما

اتسعت عينيها بفزع عندما فعل ذلك ثواني سمعت زينب تدخل الي الغرفة على شفتيها ابتسامة ودودة

زينب مبتسمة: صباح الخير يا لوليتا.


ابتسمت ابتسامة متوترة خائفة: صصباح النور يا ماما

زينب بمكر: ايه دا انت هنا يا خالد ايه الي جابك هنا

خالد بدراما مبالغ: المجرمة دي جاتلي امبارح بليل وقالتلي تعالا اوريك الساعة الي بتنور في الضلمة روحت معاها عشان انا طيب ومحترم وعلي نياتي دخلت الأوضة وقفلت الباب بالمفتاح وبعد كدة لالالا مش قادر اقول

ثم شرع في بكاء تمثيلي مضحك للغاية نظرت له بدهشة للحظات لتنفجر ضاحكة تشاركها زينب وصلات من الضحك.


زينب ضاحكة: معلش يا حبيبي انا هخليها تصلح غلطتها وتستر عليك ولا ايه يا لولو

عقدت حاجبيها بتفكير مصطنع: امممم افكر

عاد يتحدث بدراما مرة أخري: انتي لسه

هتفكري والي في بطني دا اعمل فيه ايه هتسبيني للذئاب تنهش فيا انا وابنك

مجنون ذلك الرجل لم تضحك بذلك القدر منذ مدة طويلة بسطت كف يدها على معدتها المنقبضة بألم من كثرة الضحك.


اتسعت عينيها بدهشة عندما وجدت والدته تشاركه نفس الاداء الدرامي تهتف برجاء مصطنع: خلاص يا لولو لازم نلم الليلة قبل ما الحمل يبان ونتفضح

يبدو أن العائلة بأكملها مجانين

ردت من بين ضحكاتها العالية: لاء انا مش موافقة دا طلع ولد وانا عايزة بنت

وغد منحرف احمرت وجنتيها بشدة قطبت حاجبيها بغضب تشتمه في سرها عندما وجدته يقول: طب ما تيجي وانا اجيبهالك

انتفضت واقفة على الفراش تنظر له يغيظ: انت قليل الادب.


خالد ضاحكا: عيب عليكي يا روحي انا مش متربي اساسا

التفت الي والدته تهتف بغيظ

لينا: شايفة ابنك يا طنط

زينب: اه يا حبيبتي وبصراحة هو عنده حق

تدلي فمها بصدمة: عنده حق

خالد ضاحكا بثقة: حبيبتي يا زوزو يا نصفاني

زينب: ايوة يا حبيبتي عنده حق هو فعلا مش متربي ( قصف جبهه )

لينا مبتسمة بخبث: يا نهار ابيض على الكسفة الي إنت فيها يا حازم حازم

خالد غاضبا: كدة يا ماما تخلي حتة عيلة ذي دي تشمت فيا.


تخصرت بضيق: ايه عيلة دي يا اخ انت دا انت حيالا اكبر مني بخمس سنين

اشتغلت عينيه غيظا سيقط لسانها السليط ذلك

وينتهي من صداعها الي الأبد

رن هاتفه في تلك الاثناء

التقطه فتح الخط هاتفا بضيق: ايوة يا على عايز ايه على الصبح

علي بضيق: مالك يا عم داخل فيا شمال كدة ليه طب قول صباح الخير الاول

خالد: صباح الخير يا سيدي خير.


علي: لازم تيجي الشركة النهاردة ضروري عندنا صفقة مهمة جدا لازم نوقعها النهاردة وأنت مش هتبقي فاضي من بكرة

خالد بضيق: طيب جاي سلام

علي: سلام

اغلق الخط التفت ينظر لها بعتاب ثم تركها ورحل من الغرفة بهدوء

لينا بقلق: هو زعل ولا ايه

زينب مبتسمة بمكر: مش عارفة، أنا هنزل احضرلكوا الفطار

جلست على فراشها بعد خروج زينب تعض على اناملها ندما.


لينا بضيق: اكيد زعل يووووه بقي مش هو الي استفزني والله أنا ما عنديش دم يعني بعد كل كل الي عملوا عشاني إمبارح اتخانق معاه

نظرت الي الخاتم الذي يحتضن إصبع يدها اليمني تلمسته برفق تلمع عينيها بسعادة

لينا بحزم: أنا هروح اعتذرله.


قامت متجهه الي باب الغرفة ما أن لفت المقبض لتفتح الباب وجدته يفتح من الخارج ليطل هو اتسعت عينيها بدهشة عندما وجدته مرتدي حلة زرقاء غامقة أسفلها قميص أبيض ساعته الفضية ذات البريق المميز عطره غزا الغرفة بأكملها ما ان دخل

قطبت حاجبيها بدهشة صدقا كيف استطاع فعل كل ذلك لم يمر سوي عشر دقائق منذ ان خرج من غرفتها

نطقت لا إراديا: هو إنت بتطير.


ضحكة صغيرة خرجت منه رغما عنه اخفاها سريعا ليكمل ببرود: أنا رايح الشركة تيجي معايا

أشارت الي نفسها بدهشة: أنا

خالد بضيق؛ اومال خيالك هتيجي ولا لاء

هزت رأسها إيجابا سريعا فاكمل هو؛ عشر

دقايق ما تتأخريش

التفت ليخرج عندما سمعها تقول: أنا آسفة

هز رأسه إيجابا دون أن يلتفت اليها فتح باب الغرفة وخرج مغلقا الباب خلفه بهدوء.


اغتسلت سريعا وبدلت الي ( سويت شيرت أبيض عليه رسومات كرتونية كبيرة وبنطال جينز ازرق غامق ) ونزلت الي اسفل

لينا مبتسمة بحماس: انا خلصت

خالد ضاحكا: هو انا واخد بنت اختي معايا

تخصرت بضيق: إذا كان عاجبك

خالد ضاحكا: عاجبني يا ستي يلا بينا عشان ما اتأخرش

ركبت بجانبه وانطلق هو مسرعا الي الشركة

وصلا الي ذلك المبني الضخم حديث الطراز اتسعت عينيها بانبهار تدلي فمها بدهشة ذلك من روعة ذلك الصرخ الضخم: دي شركتك.


هز رأسه إيجابا بهدوء: عجبتك

لينا بانبهار: جداااا دي تحفة

خالد مبتسما: عشان انتي دخلتيها

امسك يدها متجهين الي الداخل فتح لهم الحرس ذلك الباب الزجاجي الضخم

يمشي بجانبها برزانة رأسه شامخة قليلا خطواتة متنزنة ينظر امامه مباشرة أما هي تمسك بكف يده كالطفلة الصغيرة تنظر حولها بانهبار من روعة تصميم تلك الشركة من الداخل.


عقدت حاجبيها بغيظ عندما لاحظت نظرات اولئك الموظفات يطالعنه بهيام تلك الصفراء التي تجلس هناك تتنهد بحرارة ترمقه بنظرات حالمة ولهه احتضنت ذراعه بتملك تنظر لتلك الصفراء بغيظ

اخيرا وصلا الي المصعد بعد أن ضغط على زر الطابق الأخير مال على اذنها يهمس بعبث: حاسبي لتفرقعي

ضيقت عينيها ترمقه بغضب لتشيح بوجهها في الاتجاه الاخر تتوعده في سرها: ماشي يا ابن زينب صبرك عليا.


وصل المصعد الي الطابق المطلوب ليشبك يدها في يده متجهين الي الخارج وصلا الي مكتب صغير للسكرتيرة بجانب مكتب رئيس مجلس الإدارة

نفخت بغيظ عندما رأت عينه اخري من الصفراء التي بالأسفل تجلس على ذلك المكتب

صدقا لا تعرف ما التي تضعه في وجهها فبالكاد تري ملامح وجهها من كثرة تلك الألوان الزاهية

وتلك الملابس التي خجلت هي من النظر إليها الا تخجل تلك الوقحة من تلك الملابس الضيقة.


روبي بدلال: صباح الخير يا افندم نورت الشركة حضرتك وحشتنا جدا

لينا بضيق: ما تتكلمي عدل ايه الارف دا

روبي بضيق: انتي مجنونة يا بتاعة انتي

لينا يغيظ: أنا مجنونة يا مساحة السلالم على رأي المثل علبة المكياج النضيفة تعمل من الخدامة مضيفة

اتسعت عينيه بدهشة متي أصبحت صغيرته بتلك الشراسة والأهم من أين أتت بذلك المثل

العجيب.


نظر الي تلك الفتاة صارخا بحدة: انتي مطرودة برة انزلي الحسابات تاخدي باقي حسابك وما اشفوش وشك هنا تاني

اتجه صوب مكتبه ممسكا بيد تلك الصغيرة

دخل الي مكتبه فوجد شريكه منهمك في تفحص بعض الاوراق

خالد ضاحكا: إنت في الالاند ما سمعتش الخناقة الي كانت برة

علي ضاحكا: لاء سمعت وبصراحة أحسن البت دي ملزقة اصلا، غمز للينا بمرح، علمتي عليها انتي يا لوليتا

خالد غاضبا: اطلع برة يا علي.


على ضاحكا: طب اخلع أنا قبل ما جوزك يعلقني، الملف على المكتب

فر على مسرعا من المكتب ليلتفت اليها يسألها بدهشة: الخدامة مضيفة جبتي المثل دا منين

ابتسمت ببلاهة: من الروايات

خالد بضيق: الله يخربيت الروايات عارفة لو شفتك بتقري روايات تاني هعلقك

ذهب الي كرسي مكتبه جلس عليه يطالع اوراق

تلك الصفقة باهتمام جلست على الكرسي المقابل لمكتبه

لينا بملل: خالد

خالد: امممم

لينا بضيق: بتعمل ايه.


رفع نظره عن الاوراق هاتفا بضيق: هكون بعمل ايه يعني بشتغل

لينا بضيق: طب انا زهقت

خالد بدهشة: انتي لحقتي دا احنا ما بقلناش ربع ساعه

اخرج هاتفه من جيبه واعطاه لها

خالد: خدي يا حبيبتي ومش عايز اسمع صوتك لحد ما اخلص

اخذت هاتفه تعبث فيه باهتمام لاحظ صمتها مدة طويلة: انتي بتعملي ايه

لينا بلا مبلاة: بقرأ رواية دخلت بالايميل بتاعك على جروب روايات

اتسعت عينيه بصدمة هدر بذهول: يا نهار ابوكي مش فايت.


وما زاد الطينة بلة عندما قالت بابتسامة واسعة ؛ وغيرت صورة البروفايل بتاعك بدل صورتك الي البنات عماله تعاكسك حطيتلك صورة دبدوب أحمر كبير

خالد بذهول: دبدوب وجروب روايات يا فضيحتك يا ابن السويسي

رن هاتفه فاعطته له ببراءة

خالد بحسرة: آه يا محمد

محمد ضاحكا؛ ايه يا ابني الهبل الي إنت عامله دا جروب مش عارفة ايه كدة ودبدوب احمر.


خالد سريعا: استر عليا المتخلفة لينا هي الي عملت كدة بقولك ايه هبتعلك الإيميل والباسورد في رسالة ظبط الدنيا واكتب أن الإيميل كان مسروق اي حاجة منظري بقي في الارض

محمد ضاحكا: ما تقلقش

اغلق الخط أرسل رسالة الي صديقه بها عنوان البريد الإلكتروني والرقم السري الخاص به

ليجد على يدخل الي الغرفة مسرعا

علي: الناس وصلوا

خالد: تمام يلا بينا

ذهبوا الي غرفة الاجتماعات دخلوا الي الغرفة ليجدوا في انتظارهم رجل وامرأة.


(المرأة مريان الكسرمز الفتنة الاوربية بملامحها الانثاوية الصارخة وقدها الممشوق وشعرها الاحمر الناري تملتلك منتجع سياحي ضخم تريد توسيعه

اما الرجل جورج الكس الشقيق الاصغؤ لمريان شاب متوسط الطول شعر اصفر عينان خضراء )

جلس خالد ولينا وعلي على الطاولة ولينا في المنتصف بين مريان وخالد

خالد مبتسما: اهلا بكي سيدة مريان الثاني ت بلقائك

مريان مبتسمة بجراءة: انا من تشرفت بلقاء رجل في وسامتك الشرقية سيد خالد.


ابتسم لها ابتسامة مقتضبه ولم يجب

بدأوا في الاجتماع الكثير من الحديث الذي لم تفهم منه شئ ولكنها على وشك خلع عيني تلك الوقحة من مكانها نظرت ناحية خالد لتري رد فعله فوجدته مندمج في الحديث بشأن الصفقة ينظر الي الورق معظم الوقت لا يعيرها انتباها فابتسمت بسعادة

جاء عامل البوفية ووضع لهم بعض المشروبات حاولت لينا ان تعطي كأس العصير لمريان ولكنه سقط من يدها على ملابس مريان دون قصد.


شقت بصدمة: اسفة عزيزتي لم اكن اقصد

صرخت مريان بحدة في وجهها: حمقاء لقد افسدتي ملابسي

هب غاضبا يصفع الطاولة امامه بعنف: لا تتطاولي هي لم تكن تقصد ومع ذلك اعتذرت لكي

مريان باسفتفزاز: وانا لم اقبل اعتذارها يجب عليها ان تنظف ملابسي

صرخ فيها بحدة: اتردين من زوجتي ان تنظف ملابسكي هل سقطتي على رأسك قبل أن تأتي

مريان غاضبة: ان لم تفعل ذلك فسالغي الصفقة التي بيننا

القي اوراق الصفقة بعيدا هاتفا بحدة.


خالد: اذهبي انتي وصفقتك الي الجحيم لا اريد ان اراكي هنا مرة هيا الي الخارج

خرجت مريان غاضبة خلفها أخيها الصامت طوال الوقت

بينما تهاوت هي على مقعدها تبكي التفت إليها سريعا عندما سمع صوت بكائها ليجثي على ركبتيه بجانب مقعدها

خالد بحنان: ممكن اعرف بتعيطي ليه

لينا باكية: انا اسفة يا خالد عشان بوظتلك شغلك

مسح دموعها بحنان: في ستين داهية الشغل انا اصلا كنت هرفض الصفقة

علي بدهشة: ليه يا خالد.


خالد بضيق: راجع العقود تاني يا على الهانم حاطه شرط جزائي كبير جدا، ومدة تسليم قصيرة جدا يعني لو كنا وقفنا على دماغنا ما كناش هنعرف نسلم في الوقت المطلوب وكنا هندفع الشرط الجزائي يعني هي المستفيدة من كل الجوانب، صحيح عمر هيستلم معاك هنا في الشركة من الاسبوع الجاي

بعد أن عمل على تهدئتها اخذها وخرج من الشركة بأكملها عائدا الي البيت لحظات صمت قطعها قائلا: ساكتة ليه.


لينا بتوتر: بصراحة عايزة اسألك على حاجة بس مترددة

خالد مبتسما: إسألي ما تخافيش

ازدرقت ريقها بتوتر: إنت ليه ضربت عمر

رد عليها باقتضاب: عشان غلط

لينا: بس...

قاطعها بحزم: أنا جاوبت على سؤالك

هزت رأسها إيجابا سريعا لتشرد عينيه

Flash back

ذهب الي العنوان الذي اعطاه له صديقه فوجده يقف امام عمارة سكنية

خالد بضيق: خير يا مراد في ايه.


مراد: العمارة الي قدامك دي فيها واحد من بيوت الدعارة احنا بقالنا مدة طويلة بنخطط عشان نكبس عليهم

خالد: طب ماشي كويس فين المشكلة بقي

مراد ساخرا: المشكلة ان اخوك فوق

خالد بحدة: انت بتقول ايه

مراد: زي ما سمعت عمر طلع مع واحد صاحبه من شوية طلعت وراهم براحة عشان اتأكد لقيتهم دخلوا الشقة دي

خالد بتوعد: والبيه لسه فوق ولا نزل

مراد: لاء لسه فوق.


صعد الي تلك العمارة السكنية الي ان ووصل إلى تلك الشقة المشبوهة دق الباب

فتحت له احدي الفتيات تتخصر بدلال

الفتاة بمياعة: اؤمر يا باشا

شعر بالاشمئزاز من منظرها ولكنه رسم على شفتيه ابتسامة خبيثة اخرج رزمة نقود من جيبه

خالد مبتسما بخبث: انتي عارفة انا عايز ايه

لمعت عيني الفتاة فرحا وهي تري النقود

الفتاة بلهفة: اتفضل اتفضل يا اهلا يا باشا.


دخل الي هذا المكان المقزز يتطلع الي الجميع بإشمئزاز من بشاعة المناظر التي يراها

الي ان جاءت اليه سيدة عرف من منظرها انها صاحبة هذا المكان المقزز

السيدة بخلاعة: يا اهلا يا اهلا يا باشا نورت

نظر اليها بتهكم ليخرج حفنة اخري من جيبه القاها في وجهها

السيدة بخلاعة: اوامرك يا باشا المكان كله تحت أمرك شاور انت بس

خالد ببرود: في شابين طلعوا هنا من شوية هما فين.


ضحكت دلال ضحكة رقيعة: هيكونوا فين يعني يا باشا بيروقوا نفسهم ايه يا باشا مش عايز تروق دماغك إنت كمان ولا ايه

اخرج النقود مرة اخري من جيبه

خالد: انا عايز اعرف هما فين

اخذت دلال النقود بلهفة إشارت له الي احدي الغرف

تقدم الي تلك الغرفة فتحها ولحسن الحظ

وسوئه معا وجد عمر اخيه في هذه الغرفة نائم وبين احضانه ترقد فتاة دخل الغرفة صفع بابها بعنف فاستيقظت الفتاة فزعة.


الفتاة: انت مين يا بيه وايه الي دخلك هنا، يا عمر يا موري اصحي يا موري شوف مين دا

فتح عينيها متأففا بضيق نظر الي ما تشير تلك الفتاة لتتسع عينيه فزعا

خرجت الأحرف بصعوبة من بين شفتيه: خاللد

خالد بجمود: خمس دقايق وتحصلني على العربية

تركه وغادر من هذا المكان العفن ونزل الي سيارته

بعدها بدقائق نزل عمر اليه اوصاله ترتجف فزعا ركب بجانبه في السيارة ظل صامتا طوال الطريق الي ان وصل الي المنزل وحدث ما حدث

بااااك.


افاق على صوت تنبيه من سيارته يخبره أن القود على وشك النفاذ وقف بسيارته امام محطة للوقود

خالد: انا نازل احط بنزين في العربية تحبي اجبلك حاجة وانا جاي من السوبر ماركت

لينا بحماس: جيلي بيرز

خالد مبتسما: من عنيا

نزل من سيارته وتحدث الي العامل ثم دخل المحل خرج بعد قليل ومعه حقيبه كبيرة حاسب العامل ليعود إليها وناولها الحقيبة هاتفا بابتسامة واسعة

خالد: اتفضلي يا ستي.


اتسعت عينيها بدهشة وهي تري تلك الحقيبة الضخمة: ايه كل دا انت جبت الجيلي الي في المحل كله

رفع كف يدها يلثم باطنه بحنان: عيزاني اعرف ان حبيبتي نفسها في حاجة وما اجبهاش

تسارعت انفاسها خجلا: ايوة بس دا كتير اوي

خالد مبتسما: ما فيش حاجة تكتر عليكي يا حبيبتي

سحبت يدها من يده بخجل متصنعة انشغالها بفتح احد الاكياس.


فاعاد تشغيل السيارة مرة اخري ظلت منشغلة في اكل الحلوي باستمتاع وهو يختلس النظرات اليها ليري تلك الابتسامة البريئة الغفوية تزين شفتيها

خالد بحنان: تعرفي يا لوليتا نفسي اوي في بنوتة شبهك وهسميها لينا

قطبت حاجبيها باستفهام: إشمعنى يعني لينا.


خالد بهيام: عشان يبقي عنده نسختين من لينا واحدة حبيبتي وروحي والتانية بنتي اغلي حاجة عندي هحققهلها كل الي نفسها فيه مش هخلي اي حاجة مهما كانت بسيطة تخوفها او حتي تأذيها غامت مقلتيه بشرارات غضب وهو يكمل وان فكر اي حد بس انه يضايقها مجرد تفكير هخليه يتمني الموت

شخصت عينيها بدهشة من كلامه: ليه كل دا يا خالد

تنهد بألم: عشان انا مش مستعد اخسر بنتي التانية يا لينا اكمل متوسلا بس انا اتجوز بقي وابقي اب.


لينا بغيظ: قليل الادب

ضحك عاليا على غيظها اخيرا بعد مدة قصيرة وصلا اوقف السيارة امام باب المنزل

خالد: على فكرة انا محضرلك مفاجئتين هيعجبوكي اوي

لينا بفرحة: بجد، مفاجئتين ايه

خالد ضاحكا: خمس دقايق وهتعرفي كل حاجة.


نزلا من السيارة وكالعادة شبك يدها في يده فتح باب المنزل بمقتاحه الخاص ما أن خطت خطوة واحدة شعرت برجفة تجتاح قلبها سريعا عرفت الدموع طريق عينيها تسيل بصمت غزير على وجنتيها الشاحبتين من الصدمة سحبت يدها من يده بجمود أرادت الهروب بعيدا اتجهت الي سلم البيت ما كادت تخطو خطوة واحدة حتي سمعته يهتف بلوعة

جاسم: ليناااا.


صوته جعلها تتجمد مكانها قلبها يصرخ شوقا له وعقلها يقف كالمرصاد تلك الكلمات القاسية تقف كحاجظ منيع بينهما

التفت له تخفي اشتياقها بعناق من الجمود

تحدثت ببرود عكس قلبها المنصهر ألما: حمد لله على السلامة يا جاسم باشا اتمني تكون كسبت قضيتك

هز رأسه نفيا بألم لتكمل بتهكم: معقولة جاسم باشا الشريف يخسر تؤتؤتؤ معلش

جاسم بألم: لينا أنا

لينا مقاطعة بصراخ: إنت أكتر واحد أنا بكرهه في الدنيا دي.


انسىابت دموعها بغزارة اكبر وهي تكمل: إنت أكتر واحد اذاني، أكتر واحد كنت بتمني منه الحنان ومالقتش ابعد عني مش عايزة اشوفك فاكر لما استخبيت في حضنك وقولتي نفس الجملة

تحدث هو بحزم: انتي فاهمة ولازم تفهمي باباكي ما سافرش بمزاجه والدك كان محتاج حرجة في القلب عشان كدة لازم كان يسافر وما رضيش يقولك الحقيقة عشان ما تخافيش

شهقت بفزع وضعت يدها على فمها تهز رأسها نفيا بعنف

لينا باكية: انتوا بتضحكوا عليا مش كدة.


اتجهت صوب والدها تنظر له بضياع امسكت سترته بين يديها تصرخ فيه: قولي أنه بيكذب عليا قولي أنك كويس، أنا هصدقك

جاسم باكيا: أنا آسف ما كنتش عايز اقلقك بس دلوقتي كويس والله

وضعت رأسها على صدره تنتحب بصوت عالي ؛ إنت ليه بتعمل فيا كدة ليه ما قولتليش ليه فاكرني لسه عيلة صغيرة ليه بتكرهني أوي كدة

جاسم باكيا: أنا عمري ما كرهتك أنا مستعد ادفع عمري وفلوسي عشان خاطر اشوف ضحكتك انتي ما تعرفيش انا بحبك قد ايه.


خالد بحزم: لينا ما حصلش حاجة لكل دا والدك كان تعبان واحنا ما كناش عايزين نقلقك عليه

كادت أن ترد عندما سمعت دقات على باب المنزل وجدته يبتسم باتساع ذهب ناحية الباب وفتحه ليعود اليهم بعد دقائق حاملا بين يديه حقيبتين كبيرتين

خالد مبتسما: أنا عندي ليكوا خبر حلو، أنا فرحي أنا ولينا بكرة ايه رايك في المفاجأة دي يا حبيبتي.


ضحكت عاليا بالتأكيد يمزح تعرفه يعشق المزاح ولكنه يجب أن يعلم أن تلك المزحة ثقيلة للغاية

لينا ضاحكة؛ بتهزر

خالد: لاء فعلا بتكلم جد فرحنا بكرة

لينا صارخة بغضب: إنت ازاي تقرر حاجة زي دي من غير ما تاخد رأيي مش كفاية بقي هتفضلوا تعاملوني على إني عروسة بيتحركوها لحد امتي، انسي يا خالد أنا مش هتجوزك ولو على الفرح روحه لوحدك

تركتهم صاعدة الي غرفتها سريعا صافعة الباب خلفها بغضب.


جاسم صارخا بحدة: إنت ازاي تضحك عليا أنا وافقت أن فرحكوا يبقي بكرة لما قولتي أنك اتكلمت معاها وهي موافقة تطلع مش عارفة

محمود سريعا: اهدي يا جاسم أنت لسه تعبان

خالد بهدوء: أنا هعرف اقنعها ما تشغلش بالك إنت عن اذنكوا

ثم اخذ حقيبة حلته وفستانها وصعد الي اعلي

دخل غرفته ووضع حقيبته على الفراش خرج الي الشرفة وبسهولة شديدة عبر من شرفة غرفته الي شرفه غرفتها وجدها تدفن رأسها في وسادة الفراش تبكي.


خالد: ممكن افهم انتي زعلانه ليه

انتفضت من مكانها تصرخ في وجهه بحدة

لينا غاضبة: اطلع برة مالكش دعوة بيا

خالد برفق: اهدي يا حبيبتي مافيش داعي لكل الي انتي عملاه دا

يكفي عن ذلك الحد صرخت في وجهها بكل ما تملك من طاقة.


لينا غاضبة: ما فيش داعي طبعا طالما انت قولت مافيش داعي يبقي ما فيش داعي انا ازاي اصلا ازعل من غير اوامر خالد باشا ازاي اعلي صوتي على خالد باشا أنا بسمع الكلام وبس وطالما الباشا قال ان الفرح بكرة فانا لازم اقول حاضر وطالما قال ما تزعليش يا حبيبتي اصل احنا كلنا كذبنا عليكي وباباكي كان تعبان فانا لازم اقول حاضر صح يا باشا وما زعلش مش كدة

خالد بهدوء؛ بالظبط كدة تقولي حاضر وبس عشان ما تزعليش مني.


لينا صارخو: انت بني آدم مريض وانا مستحيل اعيش مع واحد مجنون زيك طلقني

خالد ببرود: مش هيحصل انتي مراتي وبكرة فرحنا ودا آخر كلام عندي

صرخت في وجهه بشراسة: على جثتي أن الجوازة دي تتم انتوا فاكرني لعبة في أيديكوا

لو الجوازة دي تمت هخونك!..


الفصل الثلاثون والواحد والثلاثون من هنا 


 لقراءة جميع حلقات الرواية من هنا

تعليقات