رواية أسير عينيها
الفصل الرابع والثلاثون 34 والخامس والثلاثون 35
بقلم دينا جمال
في صباح اليوم التالي صعدت الجوناء تلقي بأشعتها الدافئة على عيني تلك النائمة سحبت الغطاء تضعه على وجهها ليحجب عنها تلك الأشعة المزعجة.
ليعقد هو ذراعيه بضيق امام صدره تلك الكسولة النائمة لا تستيقظ بسهولة ابتسم بمكر ليقترب ببطئ من فراشها الي وصل بجانب رأسها أزاح الغطاء عن رأسها برفق ينظر لوجهها وابتسامة ثغلبية خبيثة تعلو ثغره وعلي حين غرة صرخ بجانب أذنها بفزع مصطنع: حررررريقة اصحييييي يا لينا هنتحرررررررق
في لحظات وجدها تقفز من على الفراش تركض هنا وهناك
لينا بفزع: حريقة حريقة فين الموبايل فين الشاحن فين الكلوك بتاعي.
التقطت هاتفها تضعه داخل كيس صغير
نظرت ناحية لتجده واقع ارضا من شدة الضحك
لينا بغيظ: أنت بتضحك عليا ومافيش حريقة
خالد ضاحكا: كان شكلك مسخرة وأنتي عمالة تجري زي الهبلة بقي يا هطلة حريقة والدنيا بتولع بتدوري على الموبايل والشاحن والكلوك
لينا بغيظ: اومال يعني انزل حافية
خالد ضاحكا: لاء تموتي بالكلوك
نفخت خديها بغيظ كعادتها عاقدة ذراعيها أمام صدرها: أنت رخم وهزارك رخم زيك.
دس يديه في جيبي بنطاله هاتفا بخبث: ماشي يا لينا مش انا رخم ما فيش مفاجأة
هرولت ناحيته سريعا تمسك بذراعه هاتفه برجاء سريعا: لا خلاص خلاص أنا آسفة، دا أنت حتي أمور وطيب
رفع حاجبه الأيسر بخبث وقد تقوست شفتيه بابتسامة ساخرة هاتفا بتهكم: لاااا والله
اسبلت عينيها ببراءة تهتف بابتسامة واسعة بلهاء: آه والله
رمقها بطرف عينيه بخبث هاتفا بمكر: لاء بردوا لسه زعلان صالحيني.
قطبت حاجبيها بغيظ تهتف على مضض من بين اسنانه: عايزني اصالحك ازاي بقي إن شاء الله
اشار الي خده تتراقص ابتسامة ثعلبية خبيثة على شفتيه: بوسيني
اتسعت عينيها بذهول تترفرف باهدابها سريعا بدهشة: أنت قليل الأدب على فكرة
خالد ساخرا: قليل الأدب! الله يكرمك يلا بوسي والا ما فيش مفاجاءات
لينا بضيق: مش عايزة منك حاجة.
أولاها ظهره متجها الي باب الغرفة ليخرج منه ليجدها تهتف بضيق: ما تبقاش رخم يا خالد أنا من إمبارح نفسي اعرف ايه هي المفاجأة
استدار لها هاتفا بتهكم: وأنا من يوم ما اتجوزنا من اكثر من 3 شهور وأنا نفسي في طفل منك
اتسعت عينيها بذعر تهز رأسها نفيا سريعا تراجعت للخلف ببطئ خوفا: لالالا أنت هتعمل فيا زي ما عملت في شهد مامتك قالتلي أنك هتعمل كدا.
شخصت عينيه بدهشة والدته! لكن لما تفعل ذلك والدته تعرف أنه يعشقها لا يحبها فقط وأنه ندم بشدة على ما فعله بشهد لما تخبر لينا بذلك
خالد بهدوء: البسي يا لينا عشان اوريكي المفاجأة أنا مستنيكي تحت
وبدون أن يسمع ردها خرج من الغرفة مغلقا الباب خلفه بهدوء يشد على شعره بعنف
لماذا!
نزل لأسفل مبتعدا عن الغرفة اخرج هاتفه يطلب رقم والدته دقائق سمعها ترد
زينب بسعادة: ازيك يا خالد وحشتني يا حبيبي قولي...
خالد مقاطعا بضيق: ممكن افهم ايه الي حضرتك قولتيه للينا دا
زينب: قولت ايه؟
خالد بضيق: أنتي عارفة كويس، ازاي يا أمي تقوليها كدة
زينب سريعا بتلعثم: والله يا ابني ما كان قصدي حاجة أنا بس كان قصدي أنها يعني ما تفضلش تعند معاك وترد عليك الكلمة بكلماتها
خالد بضيق: انتي عايزه تخوفيها مني عشان تسمع كلامي مش دا الي انتي عايزاه
زينب سريعا: والله يا إبني مش قصدي أنت عارف أنا بحب لينا قد ايه دا أنا الي مربياها.
خالد بضيق: أنا فعلا كنت فاكرك بتحبيها
زينب بندم: أنا آسفة والله يا إبني ما كانش قصدي حاجة أنا كل الي قولتهولها أن خالد لما بيتعصب مابيشوفش قدامه فما تعنديش معاه واسمعي كلامه أحسن ما يقسي عليكي زي ما كان بيعمل مع مراته القديمة ما كنتش اعرف والله الي قولته دا هيخوفها.
تنهد بضيق يعرف والدته طيبة القلب تتكلم كما يقول المثل الشعبي ( الي في قلبها على لسانها)، هي فقط كانت خائفة عليها من نوبات غضبه الجنونية الذي مازال يعاني منها حاولت تحذيرها ولكن كانت النتيجة عكسية، لينا استقبلت الكلام برهبة اعتقادا منها أنه سيأذيها هي الاخري
خالد: خلاص يا أمي حصل خير، مع السلامة دلوقتي.
رفع نظره يأخذ نفسا عميقا انحبس داخل صدره عندما وجدها تتهادي بخطي خجولة مرتبكة على السلم مرتدية فستان اصفر كناري بحمالتين عرضتين يصل الي ما بعد ركبتيها بحزام اسود عند منطقة الخصر، تعقد شعرها ذيل حصان تاركة بعض الخصل تغطي غرتها البيضاء برفق، ضم شفتيه يطلق صفيرا اعجابا بكتلة البراءة والجمال التي تقف أمامه
خالد مبتسما: ايه القمر دا.
اكتملت اللوحة الفنية عندما غزت الحمرة القانية وجنتيها وأسرع الورد الجوري يتفتح فيهما
خالد مبتسما بمرح: مستعدة للمفاجاءة
رفعت وجهها اليه تهز رأسها إيجابا سريعا بحماس
فاقترب منها يخرج قماشه سوداء من جيب بنطاله يلفها حول عينيها برفق
لينا بتوتر: أنت بتعمل ايه
خالد ضاحكا: كل مرة بتسأليني نفس السؤال وبجاوبك نفس الإجابة بخطفك يا حبيبتي عندك مانع.
هزت رأسها نفيا سريعا بعدها لم تري سوي الظلام شعرت بيده تحتضن كف يدها برفق يمشي بها صوب المجهول، شهقت بصدمة عندما وجدته يحملها بين ذراعيه
لينا بتوتر: خالد أنت شيالني ليه، هو احنا رايحين فين
وضعها ارضا ليحل رابطة عينيها برفق، لحظات ربما وربما ساعات هي التي مرت عليها وهي تقف عينيها شاخصة بدهشة سعادة فرح ذهول
دقات قلبها تهدر بعنف تقف على سطح مركب كبير( يخت ).
من أين حصل على كل تلك الورود التي تغطي كل شبر فيه، أمامها مباشرة مجسم لقلب كبير من الورود بداخله جمله واحدة
( بحبك يا لوليتا )
فاقت من شرودها على صوته الدافئ يهمس من خلفها مباشرة: بحبك يا لوليتا والله العظيم بحبك اوي
التفت له في اقل من ثانية تلقي بروحها في جسده تبكي من شدة ما تلاقيه من سعادة تغمر كيانها وتغمر معها دموعها
لينا باكية: أنا كمان بحبك اوي اوي.
خالد هاتفا بعشق: عارفة يا لوليتا كل مرة بتقوليلي بحبك بحس أنها أول مرة أسمعها ليكمل بمرح، يمكن عشان انتي بتطلعي عيني على ما تقوليها.
تكاد تقسم في تلك اللحظة أنهم لو قسموا ما في قلبها من سعادة سيكفي العالم باجمع ويفيض شعرت بأن الزمن قد توقف بين دفئ ذراعيه الحنونين لطالما احتمت بهما منذ أن كانت رضيعة الي أن أصبحت تلك الشابة الناضجة حملها يدور بها يمحي ما في قلبها من احزان عاشتها من قبل لو عرضوا عليها اموال العالم أجمع في مقابل لحظة واحدة بين ذراعيه لاختارته هو دون تردد.
انزلها برفق ينظر الي تلك الابتسامة الواسعة التي تعزف لحنها العاشق على قلبه: مبسوطة
لفت حول نفسها بسعادة تزقزق بضحكات مرحة تهتف بحماس: مبسوطة اوي اوي اوي
وقف أمامه تنظر له بعشق: ربنا يخليك ليا يارب
خالد مبتسما: خمس دقايق وراجع.
تركها ونزل لأسفل يدير محرك تلك المركب الكبيرة بينما تقف هي تنظر حولها بابتسامة تكاد تشق وجهها، في لحظات اختفت تلك الابتسامة ليحل الذعر محلها عندما شعرت بتحرك اليخت داخل الماء بسبب ذلك الرهاب الذي يلازمها منذ أن كانت طفلة تخشي الماء
صرخت باسمه بفزع: خااالد
صعد يركض يكاد يتعثر من صوتها الخائف وصل اليها فوجدها تنظر الي الماء بذعر
خالد بقلق: مالك يا لوليتا انتي كويسة.
هزت رأسها إيجابا بتوتر: أنا بس اتخضيت لما ما لقتكش
اخذ نفسا عميقا زفره بارتياح: حرام عليكي يا شيخة وقعتي قلبي تعالي يلا عشان نفطر
نزلا الي الدور السفلي لتجد طاولة متوسطة عليها الكثير من ألوان الطعام المختفلة
لينا بدهشة: انت عملت كل دا امتي
رفع ياقة قميصه بغرور: أنا خالد السويسي يا ماما
لينا مبتسمة: فخامة الاسم تكفي.
ارضت جملتها غروره الذكوري فابتسم لها باتساع جذابا لها المقعد لتجلس على طاولة الطعام، تناولت بعض القيمات السريعة لتجذب يده سريعا مهرولة الي سطح اليخت
خالد بمرح: تيجي نصطاد
صفقت بحماس: هييييييه يلا نصطاد
احضر صنارتين ودلو صغير به طعم للاسماك
هتف بمكر: تيجي نتراهن
قطبت حاجبيها باستفهام: نتراهن على ايه
خالد: الي يصطاد السمكة الاكبر يطلب من التاني طلب
لينا بحماس: ديل لو انا الي كسبت انت الي تطبخ السمكة.
خالد: ديل
لينا: طب لو انت كسبت
هتف بغموص: هقولك انا عايز ايه بعدين
ازدردت ريقها بتوتر تهز رأسها إيجابا
اعطاها صنارتها بعد ان رمي طرفها في الماء واخذ صنارته يقف بجانبها دقائق صمت شقها صوت بكرة الخيط في صنارة لينا
لينا صارخة بلهفة: الحق يا خالد دي بتدور بسرعة
القي صنارته ارضا ممكسا بخاصتها يحكم سيطرته عليها بدأ يجذبها خارج الماء ليلوح لهما ما جعل عينيه تتسع بذهول من تلك السمكة الضخمة.
ليجدها تصفق بجانبه بسعادة وهي تلتف حول نفسها: هيييييييييه مسكت سمكة كبيرة هيه
نقل نظراته بين تلك السمكة الضخمة التي تكفي عشرة أفراد وبين تلك الصغيرة التي تصفق بسعادة أجزم في تلك اللحظة أن طعم برائتها هو ما جذب ذلك الصيد الثمين لها
وضع السمكة في صندوق به قطع ثلج ضخمة الي حد ما ليجدها تهتف بغرور: شوفت انا اصطدت سمكة كبيرة وانت لااااااااا
خالد ضاحكا: ماشي يا لمضة دلوقتي تشوفي سمكتي.
عاد يمسك صنارته لحظات وبدأ بكرة خيطه تدور بقوة ليجذبها سريعا لأعلي هاتفا بثقة
خالد مبتسما بثقة: هتشوفي يا ماما السمك دلوقتي الصيد دا فن مش عن عن
امتقع وجهه بحرج عندما وجد سمكة صغيرة للغاية لا تتعدي كف يده
لينا بسعادة: هيه انا الي كسبت وانت خسرت
رمي السمكة مرة اخري في الماء يهتف بغيظ حاول إخفاءه
خالد بضيق: على فكرة دا حظ.
أخرجت له طرف لسانها لتغيظه هاتفه بغرور: بس انا بردوا الي كسبت يا بتاع الصيد فن انت وانت الي هتطبخ
خالد: ماشي يا لمضة انا الي هطبخ تعالي بقي ننزل نعوم شوية المكان هنا فاضي
تلاشت ابتسامتها السعيدة في لحظات من على شفتيها وحل مكانها الذعر مكانها
هتفت بذعر: لالالا بلاش يا خالد أنا والله بخاف من الماية
اضُئ في عقله تلك الذكري البعيدة
خالد بذهول: انتي لسه بتخافي من الماية من ساعة الي حصل زمان.
هزت رأسها إيجابا لتغيم عينيه بتلك النظرات الغامضة
خالد: خلاص يا حبيبتي بلاش تنزلي الماية ممكن انزل انا
هزت رأسها إيجابا ليذهب هو ويبدل ملابسه قافزا الي الماء بخفة
اما هي فوقفت تراقبه وهو يسبح بمهارة شردت في ذكري خوفها من الماء
فلاش باك
عندما كانت طفلة صغيرة ذهبت العائلتان ( عائلة محمود، وعائلة جاسم ).
في رحلة إلى الإسكندرية كانت تلعب بالرمال تبني تلك القلاع الصغيرة هي وياسمين اخته امام شاطئ البحر ولكن تلك الغيرة الطفولية التي كانت بين ياسمين ولينا بسبب تدليل خالد الشديد للينا جعلت ياسمين تأخذ ذلك الجروف الصغير الذي تلعب به لينا وتلقيه على سطح الماء
لينا باكية: انتي وحثة يا ياسمين انا هقول لحالد
ياسمين بغيظ: حالد مثي مع اثحابه
لينا باكية: انا حايزة الللوف تاعي.
قامت لينا متجهه الي الماء لتحضر الجاورف ولكن لسوء الحظ بدأ الماء يجذبه للداخل وبجذب تلك الصغيرة أيضا فبدأت تصرخ تحاول مقاومة طوفان الغرق الذي يهجم عليها الي أن استسلمت له فاقدة للوعي
بعد مدة بدأت تفتح عينيها فوجدته جالسا امامها وقد احتل الذعر ملامح وجهه كله بحاول افاقتها وعندما فتحت عينيها اخذها بين ذراعيه
خالد بلهفة: الحمد لله الحمد لله انك كويسة ايه الي حصل نتي ازاي تدخلي الماية.
اخبرته لينا ما حدث وهي تبكي
كظم غضبه من ياسمين: معلش يا حبيبتي، ياسمين كانت بتهزر معاكي
لينا باكية: لاء ياسمين وحشة
ياسمين بغيظ: انتي الي وحشة
خالد غاضبا: ياسمين اعتذرليها حالا واياكي تعملي كدة تاني
ياسمين: انا اسفة
خالد غاضبا: يلا على فوق ومافيش نزول البحر تاني يا ياسمين.
فرت ياسمين هاربة الي والدتها بينما أخذها هو الي والدتها تبدل لها ملابسها وأخذها يشتري لها الكثير من الحلوي حتي ينسيها ما حدث لكنها منذ ذلك اليوم وهي تخشي المياه حد الذعر
باااك
فاقت من شرودها عندما غيابه من امامها جالت المكان بعينيها تبحث عنه ولكنها لم تجده فبدأت تصرخ بصوت عالي تنادي عليه
لينا صارخة: خالد يا خالد يا خالد انت فين خالد رد عليا يا خالد.
شخصت عينيها بفزع عندما طفئ جسده أمامها فجاءه مغمض العينين ساكن سكون الموتي.
في مستشفي الحياة
يجلس في مكتب المدير فكما قلنا من قبل في حالة غياب لينا مدة طويلة يتولي هو الإدارة بدلا منها الي حين عودتها
كان جالسا خلف مكتبه عندما سمع دقات على باب مكتبه
عصام بهدوء: ادخل
دخلت سميه تهتف بابتسامة صغيرة: حضرتك طلبتني
عصام مبتسما: تعالي يا سمية اتفضلي اقعدي
سمية مبتسمة بارتباك: خير يا دكتور في مشكلة
عصام بجد: ايه رأيك فيا يا سمية
قطبت حاجبيها باستفهام: مش فاهمة حضرتك من ناحية ايه يعني.
عصام بجد: يعني من ناحية شخصيتي وظيفتي أنا عريس لقطة ولا لاء اصلي بيني وبينك نويت اتجوز
وقعت كلمته كالصاعقه طوال المدة المنصرمة كانت تشعر بسعادة كبيرة فقد توطدت علاقتهم بشكل كبير ولكن ما كان يسعدها حقا أنه لم يعد يتحدث عن تلك اللينا والآن يخبرها أنه سيتزوج من أخري
سميه بألم: حضرتك عريس لقطة وألف بنت تتمناك، ربنا يهنيك معاها
عصام مبتسما: قصدك معاكي.
لطالما كانت تكره درس الضمائر في حصة اللغة العربية ولكن ذلك الضمير موجه لها هي أليس كذلك تنظر له كالبلهاء فمه مفتوح حتي آخره عينيها تكاد تخرج من مكانها
عصام بحزن مصطنع: انتي مش موافقة صح
سمية سريعا: هي مين دي الي مش موافقة
لتتدارك نفسها سريعا تهتف بارتباك: قصدي يعني حضرتك فجئتني، اديني فرصة افكر.
عصام بضيق مصطنع: فرصة مين يا ماما أنا اتصلت بوالدك وحددت معاه ميعاد وهجيلكوا النهاردة بعد العشا أنا بس بقولك عشان تبقي عارفة اتفضلي يا هانم على مكتبك ورانا شغل كتير
بدهشة احتلت ملامحها هزت رأسها إيجابا لتغادر الغرفة سريعا دقات قلبها تقفز بسعادة تكاد تصرخ من السعادة تحتضن الممرضات المارة في طرقات المستشفي
في غرفة المكتب
اعاد رأسه لظهر الكرسي مغمض العينين يتذكر
فلاش باااك.
عندما كان جالسا في مكتبه في احد المرات دخلت عزة كالاعصار الي الغرفة
عصام بدهشة: دكتورة عزة في ايه ازاي تدخلي مكتبي كدة
عزة بحدة: بص بقي يا دكتور عصام مالكش دعوة خالص بسمية كفاية اوي كدة
عصام: انا مش فاهم منك حاجه
عزة بضيق: بص يا دكتور عصام تقريبا المستشفى كلها عارفة انك بتحب دكتورة لينا دا مش موضوعي خالص ليه دون عن المستشفى كلها ما اخترتش غير سمية تحكيلها قصة حبك الملحمية مع الدكتورة لينا.
عصام بحدة: ايه الجنان الي انتي بتقوليه دا يا دكتورة ومالها سمية ومال لينا.
عزة بغيظ: اصل البعيد ما بيحسش اخترت الانسانة الوحيدة الي بتحبك عشان تحكيلها قصة حبك مع واحدة تانية
اتسعت عيني عصام بدهشة: سمية بتحبني ازاي وامتي
عزة ساخرة: هو الحب فيه ازاي وامتي وانت حبيت الدكتورة لينا ازاي وامتي ابعد عن سمية يا عصام ما تجرحهاش اكتر من كده
خرجت عزة من مكتب عصام وجلس هو جاحظ العينين مذهولا مما سمعه.
عصام بذهول: سمية بتحبني ازاي ترضي تسمع كل دا معقول تكون بتحبني للدرجة دي معقول انا غبي للدرجة حبيت واحدة عمرها ما كانت هتحبني وسبت الي بتتمني رضايا
قرر عصام من وقتها ان يحاول يغير مشاعره تجاه سمية وتحويل مسارها من الصداقة الي الحب وبعد مدة ليست قصيرة
بالفعل تغيرت مشاعره واصبحت تبض بحب صادق تجاه سمية.
صرخت بفزع: خالد خالد رد عليا يا خالد خالد انت كويس عشان خاطري يا خالد رد عليا
نظرت للماء بذعر عادت تنظر لجسده الساكن كان عليها أن تقرر سريعا هما خيارين لا ثالث لهما أما أن تلقي بنفسها داخل أكبر مخاوفها او أن تتركه يرحل من حياتها عند تلك النقطة اتسعت عينيها بذعر ابدا لن تسمح له أن يبتعد عنها مرة اخري.
دون تفكير القت بجسدها داخل الماء تصارع تلك الامواج الصغيرة التي تلطم جسدها الضعيف تحاول العوم بعد مجهود شاق استطاعت الوصول إليه
إليه فبدأت تهز جسده بقوة وهي تصرخ: خالد رد عليا يا خالد، خالد ارجوك ما تسبنيش انا ما اقدرش اعيش من غيرك رد عليا يا خالد وحياة لوليتا عندك فتح عينيك
بدأت تبكي بهستريا وهي تهز جسده بقوة: قوم يا خالد والله العظيم لو ما قومت هزعل منك و مش هتكلم معاك تاني.
وأنا ما يرضينيش إن لوليتا تزعل مني ابدا
توقفت عن البكاء عندما سمعت صوته يهتف بتلك الجملة تلقي نفسها بين ذراعيه تنتحب بقوة أكبر
لينا باكية: خالد انت عايش الحمد انت كويس
خالد بهدوء: ما تخافيش يا حبيبتي انا كويس
لينا باكية: عملت كدة ليه
خالد: عشان اخليكي ما تخافيش من الماية واديكي جواها اهو ومش خايفة
دفعته في صدره تصرخ في وجهه بحدة: ابعد عني انا بكرهك رجعني اليخت دلوقتي
خالد: اهدي خلاص هرجعك.
سبح بها الي أن وصل الي سطح المركب لتدفعه بعيدا تجلس على أحد المقاعد تهز ساقيها بعنف
احضر لها بطانية لفها حول ذراعيها جثي على ركبتيه امامها
لينا غاضبة: ابعد عني مش عايزة اتكلم معاك مش عايزة اشوف وشك
خالد برفق: خلاص بقي يا لوليتا ما تزعليش
لينا غاضبة: لاء واتفضل بقي امشي
خالد بضيق: حصل ايه لكل الزعل دا.
هبت واقفة تصيح في وجهها حتي برزت عروق رقبتها: مش عارف حصل ايه انا كنت هموت من الرعب لما مالقيتكش في الماية وقلبي وقف لما لقيتك على وش الماية مغمض عينيك انا ما اقدرش اعيش من غيرك وانت عارف كدة كويس انا ما اقدرش حتي اتخيل ان انت مش موجود في دنيتي الموت عندي اهون بكتير من الفكرة دي وانتي جاي تقولي حصل ايه لكل دا
احتوي نوبتها العنيفة بين ذراعيه يحاول تهدئتها وقلبه يصرخ فرحا بعد كلامها ذاك.
خالد بندم: انا اسف اختاري العقاب الي يعجبك بعد الغلطة الغبية دي وانا مستعد انفذه
ابتعدت عنه تبتسم بمكر انثوي
لينا بخبث: اي حاجة اي حاجة
خالد سريعا: اي حاجة تؤمري بيها
لينا بتوعد: طب رجعنا الاول
عاد ذ بها الي الشاطئ نزلا من اليخت يقفان على الساحل
لينا بخبث: بص يقي يا سيدي انا عايزة خمسة جنية
خالد بضحكة صغيرة: بس كدة اديكي خمس تلاف مش خمسة.
لينا مبتسمة بخبث: لاء اصبر انت هتمشي على الشط وتطلب من اي حد معدي جنيه لحد ما يبقوا خمسة جنية.تبع
رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس والثلاثون
صاح في وجهها بحدة ؛ نعمممم يا اختي انتي عايزة العقيد خالد السويسي يشحت على آخر الزمن
هتفت بعند وهي تعقد ذراعيها: ايوة دا لو كنت عايزني اصالحك لمتتكلمش معايا تاني
خالد بضيق: يا حبيبتي ما ينفعش اللي انتي بتطلبيه دا
اولته ظهرها هاتفه باقتضاب: والله دا الي عندي
اخذ نفسا عميقا يزفره بغيظ خرجت الكلمات من بين اسنانه على مضض: ماشي يا لينا.
ابتعد بعض خطوات ينظر حوله المكان شبه خالي اتسعت ابتسامته الخبيثة عندما رآها
تقف هي تراقبه بترقب لتعقد جبينها بغيظ عندما رأتها تلك الصفراء التي رأتها في مدينة الملاهي
خالد مبتسما: صباح الخير
الفتاة مبتسمة: اووووه أنه أنت أيها السيد الوسيم سعيدة بلقائك مرة أخري
ابتسم لها على مضض: وأنا ايضا هل يمكنني أن اطلب منكِ طلب
الفتاة مبتسمة: بالطبع.
خالد مبتسما باحراج: ارجوكي لا تفهميني خطأ هي فقط لعبة سخيفة وأنا خسرت لذلك طُلب مني إحضار خمسة جنيهات من المارة
فتحت الفتاة حقيبتها وأخرجت له خمس دولارات قائلة بابتسامة جريئة: تفضل اتمني ان تفوز في تلك اللعبة
استدار برأسه ينظر خلفه ليجدها تكاد تنفجر غيظا ليضحك عاليا بمرح ليزيد غيرتها: صدقا لقد فوزت بها الآن اشكركي سيدتي، وداعا.
تركها وعاد الي تلك التي تفور غيظا وجهها احمر دامي عروق رقبتها ويديها تصرخ من غيظها من تلك الفتاة
خالد مبتسما ببراءة: اتفضلي يا ستي خمسة دولار حتة واحدة
لينا بغيظ: أنت ايه الي وقفك مع الولية الصفرا دي
خالد مبتسما بخبث: بذمتك دي ولية دا صاروخ أرض جو
لينا صارخة بغيظ: أنت بتعاكسها وكمان قدامي على فكرة بقي أنا احلي منها مليون مرة
نظر لها بصمت للحظات ليهتف ببراءة وهو يغادر: أشك.
ذهب ناحية المركب يحضر صندوق الثلج الكبير ليذهب بعدها الي داخل الشالية وهي تسير خلفه تتميز غيظا دخلت الي الشالية لتجده يقف في المطبخ يخرج محتويات ذلك الصندوق رفع نظره لها ما أن رآها
خالد مبتسما بهدوء: تحبي تكلي السمك مشوي ولا مقلي
لينا بغيظ: أنا احلي منها على فكرة
ضحك ضحكة صغيرة على منظرها الغاضب ليهتف ببراءة: ما أنا عارف أنك من السمكة على فكرة أنا بسألك عايزة تاكليها ازاي.
لينا صارخة بغيظ: ما تنرفزنيش يا خالد أنا أحلي من السحلية الي كنت واقف معاها برة
اولاها ظهره يتجه ناحية حوض الغسيل هاتفا بلامبلاة وهو ينظف تلك السمكة: ما قولتيش بردوا تحبي مشوي ولا مقلي
لينا بغيظ: أنت مستفز
تركته تهرول لأعلي سريعا تجوب الغرفة ذهابا وايابا
لينا بغيظ: بقي قنديل البحر الي كان واقف معاها دي احلي مني بس انا الي غلطانة انا الي اشترطت الشرط السخيف دا ماشي يا خالد اما وريتك.
قضت عدة ساعات في غرفتها انتهي خالد من صنع الطعام ووضعه على الطاولة
خالد صائحا: لينا انتي نمتي
سمع صوتها من الاعلي: خمس دقايق ونازلة
جلس على مقعده ينتظرها ليجتاح أنفه فجاءه رائحة عطر قوي رفع نظره لمصدر الرائحة ليراها تنزل بخطي غاضبه علب السلم اثار معركة من مساحيق التجاميل على وجهها واضحة للغاية بالرغم من انها حاولت محوها
عينيها منتفختين حمراوتين
خالد ببرود: الاكل هيبرد يلا لو جعانة.
جلست على الطاولة تحرك طعامها بعشوائية دون أن تأكل
خالد بهدوء: ايه الي انتي عملاه في وشك دا
كادت أن تبكي وهي تتذكر محاولتها المستميتة لتضع تلك المساحيق بتلك الطريقة التي تضعها بها تلك الصفراء ليتنهي بها الأمر تشبه المهرج
لتمسح تلك الزينة بقوة ولكن مع ذلك بقيت آثاره واضحة على وجهها
لينا بغيظ: حاولت اعمل زي السحلية الي كنت واقف معاها يمكن أعجب
تناول ما في معلقته بهدوء ؛ ما اعتقدش.
صفعت الطاولة بحدة همت بالقيام لتجد يده تقبض على رسغ يدها برفق جذبها مرة اخري لتعود لكرسيها
خالد مبتسما: مش تستني لما اخلص كلامي الأول طبعا انتي مش شبه السحلية لحاجتين اولا هي ما عجبتنيش ولا حاجة ثانيا بقي ودا الاهم انتي احلي منها مليون مرة
هزت رأسها نفيا تجمعت الدموع في عينيها: لاء أنت كنت واقف بتضحك معاها وبتعاكسها وقولت عليها احلي مني.
خالد: زمان كانوا بيسألوا قيس انت ليه بتحب ليلي اوي كدة مع انها مش جميلة فقالهم ومن يري ليلي بعيون قيس مابلك بقي ان انتي زي القمر لوحدك دا كفاية عنيكي الزرقا دي
حبيبتي انتي اجمل واحدة شفتها وهتشوفها عينيا انتي مش محتاجة تعملي زي السحلية عشان تكوني جميلة جمالك في برائتك يا لينا ماشي يا حبيبتي
هزت رأسها إيجابا بابتسامة واسعة
خالد: يلا كملي اكلك
ظلت تنظر له بوله وهو يأكل تحادث نفسها.
كيف لي ان اكون مع غيره هو ليس قاسي كما يقولون بل لو كان للحنان اسم لسمي على اسمه لا اعرف كيف رفضت يوما ان اتزوجه لو عاد بي الزمن لتزوجته منذ ان نطق بها أحبك يا سبب سعادتي
بعد انتهاء الغداء
خالد: ممكن تعمليلنا بقي كوبايتين شاي وتيجي عشان عايزك في موضوع مهم
هزت رأسها إيجابا قامت تحمل الأطباق الي المطبخ ومن ثم صنعت لهما الشاي خرجت به لتجده جالسا على الأريكة أمام التلفاز يشاهد احدي المباريات.
حمحت بابتسامة صغيرة: احم الشاي
اخذها منها يضعه على طاولة صغيرة بجانب الأريكة
خالد برفق: فاكرة يا لوليتا واحنا صغيرين كنت بجيبلك ايه دايما
لينا مبتسمة بحنين: كنت دايما بتجبلي تاج وتقولي لوليتا أميرة، والاميرة لازم تلبس تاج
خالد برفق: ولوليتا لسه أميرة والاميرة لازم تلبس تاج
اسبلت عينيها بدهشة: أنت بتهزر يا خالد أنت عايز الناس تضحك عليا
خالد برفق: بالعكس الناس هتحترمك أكتر.
مسد على خصلات شعرها برفق: شعرك جميل أوي يا لوليتا
لينا مبتسمة: ماما كانت دايما بتقولي أن شعري شبه شعر تيتا ألوان الشمس من الشروق للغروب فيه
خالد برفق وهو يسمد على شعرها: والشمس الجميلة دي مش لازم تلبس تاج تحافظ عليها
أنا جبتلك واحد استني اوريهولك
صعد الي اعلي لينزل بعد قليل في يده حقيبة ورقية جلس بجانبها يخرج ما في الحقيبة اتسعت عينيها بدهشة لتجده يلفه بهدوء حول شعرها
خالد مبتسما: بسم الله ماشاء الله.
اخذ يدها متجها صوب تلك المرآه وقفت تنظر لنفسها بإمعان تعرف أنها جميلة ولكنها الآن بتلك الصورة الجديدة بتلك القطعة الرائعة ذلك التاج كما قال عنه تشعر بسعادة لا تعرف سببها ما أن تنظر لوجهها تشعر بقلبها يهدر بعنف
فاقت على صوته يقول بابتسامة صغيرة: ايه رأيك أنا مش بغصبك عليه لو مش عايزة تلبسيه بلاش.
حدث ما لم يتوقعه وجدها تخلع الحجاب من على رأسها، شعر بالضيق من فعلتها ولكنه أقسم في نفسه أنها لن يجبرها على ارتداءه اما برضاها اما فلا اغمض عينيه يأخذ نفسا عميقا يسيطر به على غضبه ليسمعها تهتف ؛ كدة احلي أنت كنت لفه وحش
فتح عينيه سريعا ليري ملاكه البريئة بعدما أعادت ضبط الحجاب جيدا على رأسها تنظر له بابتسامة واسعة: إيه رأيك.
تحرك لسانه تلقائيا: ملاك، بس أهم حاجة تكوني لبساه وأنتي مقتنعة عشان لما تلبيسه مش هتقلعيه تاني، حجاب يعني ما فيش فساتين قصيرة ولا بناطيل ضيقة ولا بناطيل اصلا ولا بلوزات نص كم
نظرت الي وجهها في المراءة لترتسم ابتسامة راضية على شفتيها هزن رأسها إيجابا بحماس: مش هقلعه تاني ابدا ابدا
قبل جبينها متمتما بفخر: كدة تبقي أحلي لوليتا في الدنيا.
مساءا في منزل والد سمية وعزة
يجلس عصام برفقة والدته ووليد خطيب عزة مع والد سمية
عصام مبتسما بتوتر: بصراحة يا عمي أنا طالب ايد الدكتورة سمية وهبقي أسعد واحد في الدنيا لو وافقت
محمد مبتسما: أنا يسعدني طبعا يا دكتور عصام أن بنتي تتجوز راجل محترم زيك أنا ما يفرفش معايا الفلوس أهم حاجة أنك تحترمها وتتقي ربنا فيها مش عايز منك أكتر من كدة
في المطبخ.
عزة بضيق: يا سمية ما تنرفزنيش الناس بقالهم ساعة برة اطلعي ودي العصير
سمية بتوتر: مش طالعة يا عزة، يا بنتي أنا لحد دلوقتي مش مصدقة ان عصام قاعد برة عشان يتجوزني أنا، حاسه أن قلبي هيوقف من الفرحة
عزة بضيق: يا ست جوليت مش وقته اطلعي ودي العصير وبعدين ابقي تعالي احلمي بسي روميو بتاعك
سمية بتوتر: ما تطلعي انتي توديه يا عزة
عزة بضيق: والله ما أنا طالعة يا سمية وأنتي الي هتطلعي.
دخل وليد يهتف بضيق: عمي محمد هيجي يولع فيكوا انتوا الاتنين الناس بقالهم فوق النص ساعة برة وما طلعتهمش كوباية ماية حتي
عزة بضيق: والله قولها هي بقالي ساعة بتحايل عليها تطلع تودي العصير مش راضية
سمية بعند: مش طالعة يا عزة
عزة بعند: ولا أنا كمان طالعة.
وليد بحدة: ، بس انتي وهي، أنا الي هودي العصير وأنتي يا سمية خمس دقايق وتحصليني وانتي يا زفتة يا عزة شيلي الزفت الي على وشك دا بدل ما أجي احط دماغك تحت الحنفية
اخذ صينية المشروبات متجها بها الي غرفة الصالون
وضعها على الطاولة الصغيرة امام عصام ووالدته هاتفا باحراج: معلش اصل العروسة مكسوفة تخرج
ملت عزة من توتر سمية فدفعتها تجاه الغرفة هاتفه بحنق: خشي بقي.
دخلت عزة تنظر ارضا بخجل تفرك يديها بتوتر هتفت بصوت مبحوح: السلام عليكم
والدة عصام مبتسمة؛ وعليكم السلام تعالي يا عروسة تعالي يا حبيبتي اقعدي هنا جنبي
ذهبت سمية تمشي بخطي مرتجفة تشعر أن قدميها كالهلام من شدة خجلها، جلست بجانب
والدته تنظر ارضا بخجل لتهتف والدته بابتسامة واسعة: بسم الله ماشاء الله والله وعرفت تنقي ياض يا عصام جمال وأدب وأخلاق
محمد: تعيشي يا ست أم عصام.
عصام مبتسما: حيث كدة بقي نقري الفتحة دلوقتي واخر الأسبوع نعمل شبكة وكتب كتاب والفرح أول ما الشقة تخلص، قولت ايه يا عمي
محمد مبتسما؛ أنا عن نفسي ما عنديش مانع بس لازم نعرف رأي العروسة ايه رأيك يا عروسة
سمية سريعا: عزة فين، هي عزة راحت فين
خرجت تهرول من الغرفة سريعا بخجل ليضحك كل من كان جالسا عليها
محمد ضاحكا: يبقي نقرا الفاتحة.
بدأوا بقراءة الفاتحة وهي تقف خلف الباب تسترق نظرات عاشقة خجولة يكاد قلبها يطير فرحا، انتهوا من قراءة الفاتحة لتجده يغمز لها بطرف عينيه بعبث دون أن يلاحظ والدها
لتبتعد سريعا عن الباب سريعا بخجل تضع يدها على قلبها تستشعر تلك المضخة التي تصرخ بعنف من شدة خجلها، لأول مرة منذ مدة طويلة تشعر بمعني السعادة.
في صباح اليوم التالي
استيقظت على صوته يوقظها كالعادة فتحت عينيها بضيق: في ايه يا خالد على الصبح
خالد: قومي يلا البسي عشان هنرجع
هبت واقفة على الفراش: نعم احنا لحقنا دا ما قعدناش يومين
خالد: معلش يا حبيبتي عندي شغل كتير ومحمد وعلي قارفني من كتر التليفونات بس والله هنرجع تاني اظبط اموري وهنرجع تاني
زمت شفتيها بضيق: يا خالد احنا ما لحقناش.
خالد بضيق: أعمل ايه يعني يا لينا مش دا شغلي الي بيجيب الفلوس عشان اعرف اخرجك وافسحك هو أنا بلعب
توجهت ناحية المرحاض بحزن ليقف أمامها يمنعها من التقدم
خالد بحنان: أنا آسف والله غصب عني لو ما سافرتش الشركة هتخسر صفقة كبيرة اوي
والله هعوضك بس انتي ما تزعليش
لينا بابتسامة صغيرة: خلاص مش زعلانة
خالد مبتسما: تعالي اوريكي الحاجات الي جبتهالك.
ابتسمت بسعادة عندما رأت تلك الفساتين الرائعة ذات الذوق الرفيع وبعض الطرح الهادئة
لينا بدهشة: حلوين اوووووي بس انت لقيت الحاجات دي في المكان دا
خالد مبتسما بثقة: أنا اعرف محلات كتير بتبيع لبس محجبات هنا
تخصرت بضيق: قول كدة بقي كنت بتجيب لمين منهم يا سي خالد
خالد ضاحكا: والله انتي مجنونة كنت بجيب لأمي وياسمين لما كانوا بيجيوا هنا يا هبلة
لينا بغيظ: ماشي يا خالد.
رفعت سبابتها تهتف أمام وجهه بتحذير، عارف يا خالد لو عرفت أنك تعرف واحدة غيري هشوه وشك
اتسعت عينيه بدهشة: يا بنت المجنونة
صفعها على رقبتها من الخلف بضيق: تشوهي مين يا اوزعة انتي
تحسست رقبتها بألم هاتفه بابتسامة بلهاء واسعة: آه يا عمي بهزر دا حتي الشرع محلل أربعة
لتمتم بغيظ وهي متجهه الي المرحاض: اهو يا رب مفتري وبيفتري عليا يا رب اشوفك معصعص من غير عضلات يا رب
خالد بحدة مصطنعة: هااااا.
فرت سريعا الي المرحاض مغلقة الباب خلفها سريعا
نزل الي أسفل بعد ما ترك لها فستان ابيض اللون به ورود وردية وحزام وردي عند منطقة الخصر، خرجت من الحمام بحذر فلم تجده في الغرفة وجدت ذلك الفستان على الفراش تلمسته بأصابعها برفق على شفتيه ابتسامة صغيرة
في الأسفل وضع الحقائب في السيارة جلس على احد المقاعد ينتظرها.
سمع صوت كعب حذائها فنظر اليها لتتسع عينيه بانبهار فقد اضفي الحجاب على و جهها هالة خاصة من البراءة
خالد: بسم الله ما شاء الله قمر يا حبيبتي
توردت وجنتيها بحمرة الخجل الجميلة
لينا بخجل: ميرسي
اخذ يدها وركبا سيارته وانطلق عائدا الي بيته
لينا: خالد
خالد مبتسما: نعم يا قلب خالد
لينا: صحيح انا نسيت اسألك احنا هنروح على فين
خالد: على بيتنا طبعا.
لينا: طب هو انت ليه حاطط حراسة كتير حوالين البيت وليه سور البيت عالي اوي كدة
ارتبك قليلا: ابدا يا حبيبتي عشان ابقي بس مطمن عليكي
هزت رأسها إيجابا
ظلوا يتحدثون في امور شتي الي ان وصل الي بيته فتح له الحارس البوابة الحديدية الضخمة فدخلت سيارته سريعا اوقفها ونزلا منها الي داخل البيت
خالد: حبيبتي انا لازم اروح شغلي دلوقتي
لينا بضيق: دلوقتي يا خالد دا احنا لسه واصلين.
خالد: معلش يا حبيبتي ساعتين بالكتير وراجع
لينا بتوتر: بس انا ما اعرفش حد هنا
خالد مبتسما بثقة: ودي تفوتني بردوا
صاح بصوت عالي: دادة يا دادة
خرجت رحمة من المطبخ تنظر للينا بابتسامة واسعة فاسرعت لينا تحتضنها
لينا بسعادة: دادة رحمة وحشتيني اوي اوي
رحمه بحنان: وانتي كمان يا حبيبتي مبروك يا عروستنا يا قمر
لينا بخجل: الله يبارك فيكي يا دادة
خالد مبتسما: اظن امشي انا بقي وانا مطمن خلي بالك منها يا دادة.
رحمه: في عنيا يا ابني
خالد: اه وابقي حضرلها حاجة تاكلها عشان الاوزعة دي ما رضتيتش تاكل في السكة
رحمه ضاحكة: حاضر يا ابني
دني برأسه مقبلا جبينها برفق: مش هتاخر
لينا مبتسمة: ترجع بالسلامه
خرج من المنزل استقل سيارته منطلقا الي مقر عمله
وصل بعد مدة قصيرة فالشركة قريبه من بيته الي حد ما.
ساعتين ويزيد انكب فيها مع رفيقه لإنجاز تلك الصفقة المهمة، خرج من المنزل متجها الي منزله لفت نظره ذلك الشارع المظلم عن يمينه ينبعث منه صوت صراخ مكتوم
نزل من سيارته يمشي في الشارع بهدوء بعد ما اخرج مسدسه ينظر حوله بحذر لتتسع عينيه عندما وجد فتاة ملتصقة بحائط منزل قديم يقف أمامها احد اللصوص يرفع مدياته أمام وجهها سريعا كان يركض لنجده تلك الفتاة.
قبل أن يعي اللص ما حدث كان يصرخ من الألم تركه ملقي ارضا حطام كعادته
ليتجه ناحية تلك الفتاة هاتفا بحذر: انتي كويسة يا آنسة عملك حاجة
هزت رأسها نفيا تبكي بقوة: كان عايز يسرقني كان عايز يموتني
خالد برفق: انتي الحمد لله كويسة تعالي معايا على اقرب قسم هنعمل محضر
هزت رأسها نفيا بخوف: لا لا أنا عايزة اروح عايزة اروح
خالد برفق: تعالي يا بنتي ما تخافيش أنا هروحك.
سارت خلفه ترتجف خوفا الي ان وصلا الي سيارته فتحدث بهدوء: اركبي يا آنسة ما تخافيش
صعدت بجانبه في السيارة تنظر له بحذر ليستقل مقعد القيادة، لاحظ أنها ترتجف بردا ربما وربما خوفا فخلع سترته يمد يده لها به: احم البسي دا
تناولته بأصابع مرتجفه تشكره بصوت بح من الخوف: ششششكرا
هز رأسه إيجابا ليعيد تركيزه الي الطريق اوصلها الي العنوان التي اخبرته به
خالد: متأكدة انك مش عايزة تعملي محضر.
هزت الفتاة رأسها نفيا بخوف: لا لا مش عايزة، شكرا عشان ساعدتني شكرا على كل حاجة
همت بخلع سترته ليهتف هو: خليه معاكي
ردت بابتسامة شاحبة: شكرا، عن إذنك
خرجت من سيارته نظرت له بامتنان لتصعد الي منزلها سريعا
ليكمل هو طريقه الي عيادة الطبيب النفسي
ودخل وقابل الطبيب
الطبيب مبتسما: خالد باشا عاش من شافك.
خالد: بص انا هحكيلك حاجة مهمة جدا بالنسبالي كل الي انا طالبه تفسير ليها بس لو كلمة من الي انا قولتها طلعت برة ديتك معايا رصاصة
قاسم: عيب عليك دا احنا صحاب قبل ما ابقي الدكتور بتاعك
بدأ يقص عليه ما رآه يوم زفافه عندما اعطاه عز الميموري كارت كاملا
قاسم: طب انت عملت ايه في الميموري كارد
خالد: كسرته بس لسه الصور عندي على الموبايل
قاسم بهدوء: أنت شاكك فيها
خالد بحدة: لاء طبعا.
قاسم بهدوء: طالما انفعلت كدة تبقي شاكك حتي لو كان واحد في المية
اغمض عينيه بألم: الصور حقيقة اوي يا قاسم أنا واثق أنها مستحيل تعمل كدة بس في صراع جوايا مش راضي يسكت
قاسم بهدوء: اعتقد الحلم دا حسم الصراع الي جواك بص يا خالد من حقك تشك بس اعتقد واحدة زي لينا لسه لحد دلوقتي بتخاف تنام في الضلمة زي ما قولتلي مستحيل تعمل حاجة زي دي.
هز رأسه إيجابا باقتناع: عندك حق، أنا هقوم امشي عشان اتأخرت عليها، هرجعلك تاني بعدين
قاسم بهدوء: ما تسلمش ودنك لشيطانك يا خالد صدقني المرة دي مش هتبقي حلم وهتخسر كتير اوي
ترك طبيبه ورحل عائدا الي منزله
بعدما انتهي من الاغتسال وتبديل ملابسه وخرج الي غرفه نومه وجدهاوجالسة على الفراش اطلقت صفيرا بإعجاب ما أن رأته
خالد ضاحكا: دا انتي بتعاكسي بقي
لينا: قولي يا واد يا مز يا حليوة انت انت مرتبط.
خالد بحزن مصطنع: للاسف مرتبط ولية زنانة ورغاية رغي يا مولانا( بصوت محمد هنيدي في جاءنا البيان التالي)
ضيقت عينيها ترمقه بغيظ
خالد بخوف مصطنع: في ايه انتي هتتحولي ولا ايه
ظلت تتقدم منه وهو يتراجع للخلف يمثل الخوف الي ان ارتطم ظهره بالحائط لتقف امامه
لينا سريعا: استني ما تتحركش
ذهبت سريعا واحضرت كرسي صغير ووقفت عليه مدت ذراعيها تحبسه كما كان يفعل
لينا بضيق: انا زنانة ورغاية مش كدة.
اغمض عينيه في محاولة منه ان يبدو جديا والا ينفجر ضاحكا في وجهها
فسمع صوتها تهمس بجانب اذنه بهسيس
لينا مقلدة خالد: انت خايف مني كان لازم تعمل حساب الي هيحصل وانت بتطول لسانك عليا
رفع حاجبيه بدهشة
خالد بدهشة: يا سلام يا خالد باشا
وفي لحظة واحدة تبدلت الادوار واصبحت هي مكانه
خالد مبتسما بخبث: كنتي بتقولي اييه بقي يا اوزعة انتي
لينا بغيظ: على فكرة انت رخم
خالد ضاحكا: ماشي يا لمضة يلا بقي ننزل ناكل.
نزلا سويا الي اسفل جلسا يتناولان الطعام
لينا: خالد هو انا مش هنزل شغلي بقي
اسودت عينيه بوعيد وهو يتذكر ذلك الرجل ( شاكر ) يبحث عنه منذ أشهر دون فائدة:
حاليا ما ينفعش لسه شاكر هربان وانا مش هضحي بيكي انتي كمان كفاية الي راحت اصبري شوية
لينا: ماشي
خالد: شوفتي المرسم
لينا مبتسمة: اه حلو اوي دا عشاني
هز خالد رأسه إيجابا: كويس انه عجبك تقدري تشغلي فيه وقتك لحد ما تنزلي شغلك.
في صباح اليوم التالي أنهي على الصفقة في الشركة ليعود مسرعا الي المنزل
خالد: لولو، لوليتا حبيبتي انتي فين
رحمة: صباح الخير يا ابني
خالد: صباح النور يا دادة، اومال لينا فين
رحمة: في المرسم من ساعة ما صحيت
هز رأسه إيجابا صعد الي اعلي وصل امام غرفة كبيرة جهزها لها بالعديد من اللوحات الفارغة والكثير من الالوان بانواع مختلفة فتح الباب ودخل الغرفة بهدوء وجدها مندمجة جدا في رسم لوحة فنية له.
خالد مبتسما: ما كنتش اعرف انهي هوحشك اوي كدة
ردت بمكر انثوي: ومين قالك انك واحشني اصلا أنا برسمه بس عشان اشتكيله منك لو زعلتني
خالد بحزم: يوم ما ازعلك تيجي تشتكيلي مني وانا والله هاخدلك حقك حتي لو مني ماشي يا حبيبتي
هزت رأسها إيجابا
خالد: يلا قومي غيري هدومك ابوكي اتصل بيا وقالي انه جاي في السكة
لينا بسعادة: بابا دا وحشني اوي
دقت رحمة الباب ودخلت
رحمة: العيلتين تحت يا باشا ومعاهم راشد باشا وفارس باشا.
ركضت مسرعة الي خارج الغرفة لحقها خالد سريعا قبل ان تنزل لاسفل
خالد: استني يا هبلة انتي راحة فين
لينا: نازلة لبابا
خالد: هتنزلي كدا من غير طرحتك
لينا: وفيها ايه يا يعني دا بابا وعمي محمود وعمي وفارس
خالد بضيق: ما ينفعش فارس ابن عمك يشوف شعرك طالما قررتي تلبسي الحجاب، يلا روحي والبسي حاجة واسعة وطويلة وما تحطيش مكياج
ذهبت الي غرفتها بدلت ملابسها الي فستان ازرق طويل وحجاب قطني ابيض.
نزل خالد الي اسفل وسلم على الجميع
لتنزل هي من بعده فاطلقت زينب الزغاريد
زينب بسعادة: بسم الله ما شاء الله عليكي يا حبيبتي قمر، مبروك يا عروسة
لينا: الله يبارك فيكي يا طنط
احتضن جاسم لينا
جاسم: مبروك يا حبيبة بابا قمر يا حبيبتي
فريدة: لك دخيلك يا جاسم، اكتير اشتقتلها اتركها بقي
احتضنت فريدة لينا
جاسم: مش ناوية يا فريدة تعملي زي لينا بقي
لينا: اه، يا ماما جربي دا حلو اوي
فريدة: ماشي بجرب وبشوف.
راشد: تعالي يا بتي، في حضن عمك
لينا: وحشتني اوي يا عمي
راشد: وانتي كمان يا قلب عمك
خالد: على فكرة انتي حضنتيهم كلهم وأنا لاء هو انا سبانخ
ضحك الجميع على مزاحه
وعندما حاول فارس أن يصافح لينا
مد يده بدلا منها
خالد: معلش اصل انا مراتي ما بتسلمش
فارس مبتسما باحراج: لا ابدا ولا يهمك
راشد: انا جاي النهاردة عشان اخد العرايس معايا اسيوط....
الفصل السادس والثلاثون والسابع والثلاثون من هنا
لقراءة جميع حلقات الرواية من هنا